المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة إحدى وتسعين وثمان مائة - تاريخ البصروي

[البصروي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثمان مائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَسبعين وثمان مائَة

- ‌سنة أَربع وَسبعين وثمان مائَة

- ‌سنة خمس وَسبعين وثمان مائَة

- ‌سنة سبع وَسبعين وثمان مائَة

- ‌سنة ثَمَان وَسبعين وثمان مائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وسلطان الْحَرَمَيْنِ الشريفين والبلاد الشامية والمملكة الحلبية وَغير ذَلِك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام جَانِبك قلق سيز وَهُوَ الْآن بحلب مَعَ الْعَسْكَر والقضاة قطب الدّين الخيضري

- ‌سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ وقضاة مصر قَاضِي الْقُضَاة ولي الدّين السُّيُوطِيّ وشمس الدّين الأمشاطي الْحَنَفِيّ وَابْن حريز الْمَالِكِي وَبدر الدّين السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَاتب السِّرّ زين

- ‌سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة

- ‌سنة أحد وَثَمَانِينَ وثمان مائَة

- ‌سنة إثنين وَثَمَانِينَ وثمان مائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثمان مائَة

- ‌سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثمان مائَة

- ‌سنة تسع وَثَمَانِينَ وثمان مائَة

- ‌سنة تسعين وثمان ماية

- ‌سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثمان مائَة

- ‌سنة إثنتين وَتِسْعين وثمان مائَة

- ‌سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة

- ‌سنة أَربع وَتِسْعين وثمان ماية

- ‌سنة خمس وَتِسْعين وثمان ماية

- ‌سنة سِتّ وَتِسْعين وثمان ماية

- ‌سنة سبع وَتِسْعين وثمان ماية

- ‌رَمَضَان سنة تسع ماية

- ‌شَوَّال سنة تسعماية

- ‌قُرَّة النَّاظر بأخبار الْقرن الْعَاشِر

- ‌سنة اُحْدُ وتسع ماية

- ‌رَجَب سنة اُحْدُ وتسع ماية

- ‌سنة اثْنَتَيْنِ وتسعماية

- ‌شَوَّال سنة ثَلَاث وتسع ماية

- ‌ذُو الْقعدَة سنة ثَلَاث

- ‌سنة ارْبَعْ وتسع ماية

الفصل: ‌سنة إحدى وتسعين وثمان مائة

‌سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثمان مائَة

إستهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ والقضاة شهَاب الدّين الفرفوري الشَّافِعِي وَبِيَدِهِ الخطابة بالجامع ومشيخة الشُّيُوخ وَنظر المرستان والحرمين وعماد الدّين الناصري الْحَنَفِيّ وَهُوَ الْآن بالقلعة وشهاب الدّين المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن عمر بن عمر بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ ونواب الشَّافِعِي الْعشْرَة الَّذين قدمناهم

الْمحرم إستهل وَفِي كانون الثَّانِي نَحْو عشرَة أَيَّام وللمطر نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُنْقَطع مستهله السبت رابعه أطلق الْحَنَفِيّ من القلعة وَالْجَمَاعَة الَّذين كَانُوا مَعَه بمرسوم سعى فِيهِ عَبَّاس الْحَنَفِيّ

وَفِيه جَاءَ المكناسي عَليّ وَمَعَهُ مُحَمَّد بن أخي شُعَيْب وَجَمَاعَة إِلَى الغزالية بالجامع الْأمَوِي وَأَقَامُوا الشَّيْخ عبد النَّبِي الْمَالِكِي وجماعته وَقَالُوا إِن القَاضِي الشَّافِعِي أمرنَا بذلك وَأَن يدرس المكناسي هُنَا وإختبط

ص: 108

النَّاس لذَلِك فَإِن الشَّيْخ عبد النَّبِي من أهل الْعلم وَالدّين موثوق بِهِ

وَفِيه طلب القَاضِي الْمَالِكِي من طلبة الْعلم الْمَالِكِيَّة إِلَى مجْلِس القَاضِي الشَّافِعِي وضربوه وأهانوه بمجلسه وَنسب إِلَيْهِ أَنه ضرب المكناسي فِي الْيَوْم الْمُتَقَدّم وشالوا رجلَيْهِ ليضربوه فشفع فِيهِ وَأطلق

وَفِيه توجه شُعَيْب وشخص يُقَال لَهُ البنيني إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي المريني وَقَالُوا لَهُ أجب القَاضِي الشَّافِعِي فَإِن عَلَيْك دعاوى أوكل من يسْمعهَا وجذبه شُعَيْب من كمه وَوَقع خبطة

وَفِيه مسك شخص شراقي قيل إِنَّه يضْرب الزغل وأحضر عِنْد الْحَاجِب وَضرب وكتبت رقعته ثمَّ أَخذ إِلَى القلعة وأصل هَذَا الزغل شخص يُسمى عبد الْقَادِر الْمصْرِيّ كَانَ عِنْد الشَّيْخ الْموصِلِي فتغيب عِنْد وُقُوع الْحِكَايَة

سادس عشره وصل شمس الدّين مُحَمَّد بن خطيب الثابتية ورفقته كَانُوا توجهوا إِلَى الْقُدس الشريف وَكَانَ صحبتهم الشَّيْخ مَحْمُود الْموصِلِي مَاتَ بالمنية فِي هَذَا الشَّهْر ثَالِث عشره وَدفن هُنَاكَ وبنوا على قَبره بِنَاء هُوَ مَعْرُوف هُنَاكَ قريب الخان كَانَ ملازما للذّكر لَهُ جمَاعَة يَجْتَمعُونَ مَعَه على الأوراد والأذكار رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ بعض مَشَايِخنَا ينْسبهُ إِلَى إعتقاد ابْن عَرَبِيّ وَقد خالطته سِنِين فَمَا ظهر لي شَيْء من ذَلِك

خَامِس عشره سَافر الشَّيْخ عِيسَى العرابي إِلَى مصر وَمَعَهُ رفيقاه اللَّذين كذب عَلَيْهِمَا عبد الْقَادِر الْمصْرِيّ

ص: 109

سلخه وصل الْحَاج الشَّامي وَكَانَت سنة مباركة لَكِن حصل لَهُم فِي الرّجْعَة بعض غلاء وَمَوْت جمال وَوصل مَعَهم القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي وفوض إِلَيْهِ القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم فكملوا أحد عشر نَائِبا

صفر مستهله الْإِثْنَيْنِ فِيهِ تَتَابَعَت الأمطار

سادسه دخل خاصكي يُسمى ماماي بِسَبَب إستخلاص الْأَمْوَال الَّتِي للسُّلْطَان عِنْد مباشريه وَغَيرهم وَوضع القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي وَكيل السُّلْطَان بِجَامِع القلعة ثَانِي عشره خطب بالجامع الْأمَوِي نِيَابَة سراج الدّين الصَّيْرَفِي وإنقطع محب الدّين بن قَاضِي عجلون

وَفِيه أحضر فواز الْحَاوِي وشنق وَكَانَ كَبِير قطاع الطّرق فِي ناحيته

وَفِيه إنتقل القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى بَيت شهَاب الدّين النّحاس الْمَالِكِي بأَهْله وَعِيَاله وإستمر إِلَى عشري رَجَب بِسَبَب عمَارَة منزله وَنزل ماماي عِنْد القَاضِي الشَّافِعِي لَيْلَة رَابِع عشره كسف الْقَمَر طلع مكسوفا وإستمر بعد الْعشَاء نَحْو عشْرين دَرَجَة

ربيع الأول مستهله الْأَرْبَعَاء ثالثه وَقع قلقلة بالجامع الْأمَوِي وإستغاث النَّاس بِسَبَب الْقَمْح الَّذِي طَرحه الْمُحْتَسب ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ غرارة سعر ثَلَاثمِائَة الغرارة ثمنهَا مايتان

وَفِيه وصلت الْأَخْبَار بنصرة عَسْكَر هَذِه الْبِلَاد على عَسْكَر سُلْطَان الرّوم وَكَانَت الْوَقْعَة قَرِيبا من قلعة أدنه أول هَذَا الشَّهْر ومسكوا قائدا لإبن عُثْمَان يُسمى هرسك مَعَ خلائق من أمرائه هَذَا وعسكر الرّوم كَانَ فَوق

ص: 110

أَرْبَعِينَ ألفا وَهَذَا بعد أَن سَأَلَ عسكرنا الصُّلْح فَأبى أُولَئِكَ ثمَّ وصل إِلَى دمشق مئات فِي الزناجير ومئات من الرؤوس وزينوا دمشق من ثَانِي عشريه إِلَى سلخه وَحصل بالزينة مفاسد ومنكر لَا يُحْصى ثَانِي عشريه أطلق ابْن الْعَدوي من القلعة بعد أَن أورد عشرَة آلَاف دِينَار مِمَّا عِنْده وَأعْطى الخاصكي ألفا وَقَالَ لي إِن مصروفه فِي هَذِه الْوَاقِعَة نَحْو خَمْسَة عشر ألفا

ربيع الآخر مستهله الْخَمِيس ولد الْوَلَد عبد الْوَهَّاب تَاج الدّين شَقِيق حسن ثامنه أُعِيد الْحَنَفِيّ إِلَى القلعة ليكمل سِتَّة آلَاف دِينَار أَو يذهب إِلَى مصر صُحْبَة الخاصكي ماماي

ثَانِي عشريه توفّي القَاضِي محب الدّين بن القَاضِي شهَاب بن إِبْرَاهِيم ابْن قضي عجلون وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع التَّوْبَة يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشريه وَتقدم للصَّلَاة ابْن عَمه الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين وَكَانَت جنَازَته حافلة وأثنوا عَلَيْهِ خيرا وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد وَالِده وَجَمَاعَة بَيتهمْ قريب قبر سَيِّدي بِلَال الحبشي نَاب فِي الحكم فِي أَيَّام قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الباعوني وَبعده ثمَّ ترك ذَلِك أَيَّامًا يسيرَة وناب فِي الخطابة فِي الْجَامِع الْأمَوِي من نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت خطابته على الطلاوة وَكَذَلِكَ قِرَاءَته فِي الْمِحْرَاب وَكَانَ عِنْده بشر وإحسان لطلبة الْعلم وَغَيرهم وَترك ولدا ذكرا إسمه تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب نزل عَن وظائفه بَعْضهَا لوَلَده وَبَعضهَا للسَّيِّد الْقدْوَة كَمَال الدّين حَمْزَة الْحُسَيْنِي زوج إبنته الْبَاقِيَة وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ وضبطوا تركته بِحُضُور وَاحِد من جمَاعَة الخاصكي وَختم على موجوده للمشاورة

تَاسِع عشريه توفيت زَوْجَة القَاضِي محب الدّين المرحوم أم

ص: 111

أَوْلَاده فَصلي عَلَيْهَا بِجَامِع التَّوْبَة ودفنت بمقبرة بَاب الفراديس وأسندت وصيتها إِلَى السَّيِّد كَمَال الدّين وخلفت بِنْتا وَأمّهَا وَابْن عَم لَهَا من قَرْيَة منين

جُمَادَى الأولى مستهله السبت عشريه دخل نَائِب الشَّام إِلَى دمشق قجماس الظَّاهِرِيّ من حلب وصحبته أُمَرَاء دمشق والحاجب الْكَبِير وتواردت الْأَخْبَار أَن سُلْطَان الرّوم متحرك لإرسال عَسْكَر آخر فتهيأ جمَاعَة هَذِه الْبِلَاد أَيْضا رَابِع عشريه سَافر ماماي الخاصكي وصحبته القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالْقَاضِي الْعَدوي وَكيل السُّلْطَان وشهاب الدّين أَحْمد بن صبح المشرفي

جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله الْأَحَد فِيهِ توجه الكافل إِلَى الْمصلى وَمَعَهُ الْقُضَاة الثَّلَاثَة وقرأوا كتاب أزبك الظَّاهِرِيّ الْوَارِد من حلب إِلَى الأتابكي يذكر تحرّك ابْن عُثْمَان ويحث على النهضة وَأَن غَالب عسكره فِي هَذِه الْمرة كفار وَترك لَهُم الْجِزْيَة ثَلَاث سِنِين ففرقوا الْأَمْوَال على التُّجَّار وَغَيرهم لأجل المشاة وشرعوا فِي إستخلاص الْأَمْوَال وَحضر مَعَهم فِي هَذَا الْيَوْم بدار النِّيَابَة الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون وَتوسع مباشروه فِي جمع الْأَمْوَال وأخسروا الْفُقَرَاء والأرامل سادسه اجْتمع أهل ميدان الْحَصَا وَغَيرهم بالجامع الْأمَوِي وأحضروا الْأَعْلَام والمصاحف وصعدوا المنارات وأسطحة الْجَامِع يكبرُونَ ويستغيثون فجَاء القَاضِي الشَّافِعِي وَمَعَهُ كَاتب السِّرّ إِلَى بَاب الْجَامِع والمنادي يُنَادي أَن الجباية بطالة وَأَن النَّائِب رفع ذَلِك عَنْهُم ثمَّ توجهوا إِلَى بَيت محب الدّين السّلمِيّ كَاتب الخزانة فَردُّوا

ص: 112

الْعَوام عَنهُ بعد أَن كَادُوا يحرقونه وَهُوَ سَاكن فِي بَيت إِبْرَاهِيم الترجمان دَاخل بَاب توما

ثامنه جَاءَ مرسوم بِأَن السُّلْطَان كَانَ قد وَقع عَن الْفرس وأيس مِنْهُ ثمَّ عافاه الله تَعَالَى وَفِيه الْحَث على لم دَرَاهِم المشاة من الْقُضَاة والتجار وَمن أَصْحَاب الأقاطيع والأرزاق والأوقاف على الإهتمام أَيْضا وَأَن ابْن عُثْمَان إستعان بالكفار وَأَن هَذَا صَار جهادا فِي سَبِيل الله تَعَالَى فَأخذُوا فِي لم الدَّرَاهِم وَنُودِيَ أَن أكَابِر الحارات من شكي عَلَيْهِ يضْرب فليلموا بِرِفْق آخِره سَافر النَّائِب إِلَى حلب ثمَّ قدم نَائِب غَزَّة وَمَعَهُ خلائق من المشاة بِالْعدَدِ الْكَامِلَة وَالثنَاء عَنهُ جميل ثمَّ قدم يشبك الجمالي الزردكاش وَنعم الرجل هُوَ ثمَّ توجهوا إِلَى حلب بعد ثَلَاثَة أَيَّام

رَجَب

شعْبَان مستهله الثُّلَاثَاء عاشره توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة القَاضِي عَلَاء الدّين بن سَالم بن خَلِيل الشَّافِعِي من فضلاء الشَّافِعِيَّة نَشأ على خير وَدين وإشتغال بِالْعلمِ شَارك فِي الْفِقْه وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ سَاكِنا حسن السمت وَكَانَ عَاهَدَ الله من صغره أَن لَا يعْمل شَاهدا وَلَا قَاضِيا قَالَ لي القَاضِي الشَّافِعِي جادلته فِي أَن أفوض إِلَيْهِ مَرَّات فَلم يرض صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي عقب صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَت جنَازَته حافلة وأثني عَلَيْهِ خير وَدفن بمقبرة الحمرية قَرِيبا من قبر الشَّيْخ عَليّ بن أَيُّوب توفّي فِي عشر السِّتين

ص: 113

سادس عشريه سَافر إِلَى الْبِقَاع وبلاده القَاضِي الشَّافِعِي وَأقَام مقَامه القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي يجلس بالشريفية جوَار بَيت القَاضِي كل يَوْم

رَمَضَان مستهله الْخَمِيس رابعه توفّي التَّاجِر عَليّ بن الملاح بِقَبْر عَاتِكَة حادي عشريه توفّي عَلَاء الدّين بن شاهين نَائِب القلعة بِدِمَشْق وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير ناهز السّبْعين كَانَ عِنْده رفق ومداراة

شَوَّال مستهله الْجُمُعَة شهد بِرُؤْيَتِهِ جمَاعَة من الشاغور وأدوا على القَاضِي الأخنائي سابعه لبس خلعة الْأَمِير جَان بلاط عَتيق بردبك نَائِب الشَّام أَن يكون أَمِير الْحَاج فِي هَذَا الْعَام وإستخدم جمَاعَة جَانِبك الَّذِي كَانَ يخرج أَمِير الْحَاج

ثَانِيه وصل من السّفر القَاضِي الشَّافِعِي من بيروت وتمت عِمَارَته الَّتِي عمرها بمنزله وَالْحمام الَّذِي دَاخل بَيته

سادسه وصل نَائِب الشَّام قجماس الظَّاهِرِيّ من حلب وَقت الْعشَاء وَوصل مَعَه الْحَاجِب الْكَبِير يلباي وسودون الطَّوِيل وتواترت الْأَخْبَار بِحُصُول الصُّلْح بَين عَليّ دولات وَأهل هَذِه المملكة وَأَنه أطَاع وَضرب النَّقْد بإسم السُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي وخطب بإسمه وزوجوا ابْن أزبك أَمِير كَبِير بإبنته فِي يَوْم الصُّلْح وَكتب الْكتاب فِي الْمجْلس الَّذِي حلف فِيهِ وتراجعت العساكر من نَاحيَة حلب متوجهين إِلَى مصر على وَجه جميل دَالا على طي بِسَاط الشَّرّ وَالْحَمْد لله

ص: 114

ثامن عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم جَان بلاط كَمَا عرفت وَحج فِي هَذِه السّنة القَاضِي نجم الدّين الخيضري وَالشَّيْخ أَبُو الْفضل الصَّفَدِي الشَّافِعِي وَأَن الْحَاج قَلِيلا وَمَا جَاءَ أحد من الرّوم وَكَانَ الْحَاج من حلب أَكثر مِمَّن ذهب من دمشق وقاضي الركب شهَاب الدّين أَحْمد بن الصاحب الَّذِي كَانَ نقيب القَاضِي الشَّافِعِي قطب الدّين رحمه الله

خَامِس عشريه وصل الأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ من حلب وَنزل بالقبة فَوق مَسْجِد الْقدَم وَدخل مَعَه الْأُمَرَاء من جمَاعَة سُلْطَان الرّوم فِي الْحَدِيد وخلائق من عَسَاكِر ابْن عُثْمَان فِي الْحَدِيد أَيْضا وَدخل مَعَه ابْن عَليّ دولات الغادري وجماعته بِلَا ترسيم وَدخل مَعَه من أُمَرَاء مصر تنبك قرا الظَّاهِرِيّ وبرسباي قرا الظَّاهِرِيّ ويشبك الجمالي وتنبك الجمالي وقانصوه خَمْسمِائَة وتغري بردي والأمير تمراز قريب السُّلْطَان وَركب مَعَهم النَّائِب وسكنت الْأُمُور بِحَمْد الله

ذُو الْقعدَة مستهله الْأَحَد توجه الأتابكي الباش والأمراء وَفِيه توفّي الشَّيْخ الْمُبَارك الْقدْوَة عَلَاء الدّين عَليّ الْبزورِي المجاور للشامية كَانَ ملازما للتلاوة مَعَ التدبر وَكَانَت أوقاته كلهَا مَشْغُولَة بِالْعبَادَة تِلَاوَة وذكرا وَعَملا وَمَا كَانَ لَهُ نَظِير تربى على يَد الشَّيْخ عمر بن الشَّيْخ خَلِيل ولازمه سِنِين كَثِيرَة بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الحمرية بِالْقربِ من قبر الشَّيْخ عَليّ ابْن الْمَذْكُور ولي الله تلميذ الْموصِلِي نفع الله ببركتهم

ثَانِي عشره وصل الْخَبَر أَن أَمِين الدّين مُحَمَّد الحسباني الْحَنَفِيّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَوصل مرسوم بذلك عوضا عَن القَاضِي موفق الدّين العباسي وَأَنه بذل خَمْسَة آلَاف دِينَار خَارِجا عَن ألف أُخْرَى وأخبروا

ص: 115

بِحُصُول غلاء فِي مصر وَأَن الْخبز الْأُوقِيَّة الشامية بِنصْف دِرْهَم شَامي وَاللَّحم الرطل الشَّامي بِثَلَاثَة عشر درهما شامية

تَاسِع عشره ولي القَاضِي زين الدّين عبد الرَّحْمَن الحسباني وَالِد من تقدم ذكره قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن عماد الدّين الناصري بأَرْبعَة عشر ألف دِينَار والمفصل مُسْتَمر فِي الترسيم بِمصْر وَيُقَال إِنَّه ضرب وَوصل مرسوم بِأَن مُحَمَّد شاهين ولي نِيَابَة القلعة عوضا عَن أَبِيه

وَفِيه وصل القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي من مصر مستمرا وَكيلا وأضيف إِلَيْهِ جِهَات للذخيرة وَقَالَ لي عبد الْقَادِر قَرِيبه إِنَّه إستدان فِي هَذِه السفرة ثَمَانِيَة وَعشْرين ألف دِينَار

ذُو الْحجَّة مستهله الثُّلَاثَاء يَوْم الْعِيد صلى النَّائِب بالمصلى وخطب القَاضِي الشَّافِعِي بِهِ وَحضر الْمَالِكِي والحنبلي وأركان الدولة على الْعَادة

رَابِع عشره وصل مرسوم الحسباني الْحَنَفِيّ وَلم يُفَوض لأحد خَامِس عشريه صلي بالجامع الْأمَوِي على القَاضِي شيخ الْإِسْلَام شهَاب الدّين قَاضِي مَكَّة وعالمها ورئيسها كَانَ فَردا علما وفصاحة وشجاعة وَكَانَ من الشهامة على وَجه لَا يزَال سُلْطَان مَكَّة فِي خدمته وَتَحْت أمره

ص: 116