الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أَربع وَتِسْعين وثمان ماية
إستهلت والخليفة أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ وَهُوَ الْآن مُقيم على أدنه بعد أَخذهَا
والقضاة شهَاب الدّين أَحْمد بن الفرفور وَبِيَدِهِ الخطابة بالجامع الْأمَوِي ومشيخة الشُّيُوخ وَنظر المرستان والحرمين وزين الدّين عبد الرَّحْمَن الحسباني الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين عمر بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وناظر الْجَيْش محب الدّين المتشرف بِالْإِسْلَامِ
الْمحرم مستهله الْجُمُعَة تَاسِع عشره وصل إِلَى دمشق النَّائِب قانصوه اليحياوي
صفر مستهله الْأَحَد فِيهِ وصل الْحَاج الشَّامي أَمِيرهمْ جَان
بلاط وَوصل من الْحجاز الشَّيْخ أَبُو الْفضل محب الدّين بن الإِمَام الصَّفَدِي من فضلاء الشَّافِعِيَّة القدماء وَجَاء أَيْضا السَّيِّد عَلَاء الدّين بن نقيب الْأَشْرَاف وَتوجه من نَاحيَة الكرك إِلَى الْقُدس الشريف وتواصلت الْأَخْبَار بِأَن الْعَسْكَر ذهب غالبهم من نَاحيَة وَادي التيم وَجَاء خلائق من هُنَا منصرفين خامسه بَدَأَ جلال الدّين فِي التدريس فِي الْجَامِع الْأمَوِي تَحت الْقبَّة وَكَانَ لَهُ مُدَّة سنة قبل هَذَا يدرس بِجَامِع التوريزي وهبه الله الْعلم وَالدّين سَابِع عشره وصل من حلب قانصوه خمسماية أَمِير آخور كببير ثمَّ توجه إِلَى مصر بعد يَوْمَيْنِ
ثامن عشره وصل تمراز وَنزل بالصالحية عِنْد القَاضِي كَمَال الدّين بن خطيب حمام الْورْد وَوضع القَاضِي عبد الرَّحِيم بن موفق الدّين العباسي فِي القلعة على سَبْعَة آلَاف دِينَار على ابْنه فِي ضَمَان قانصوه ثمَّ لما سَافر سلمه للأمير الْكَبِير جانم ثمَّ أطلقهُ وَفِيه وصل مرسوم بِالْإِذْنِ للْقَاضِي الشَّافِعِي فِي السّفر إِلَى مصر حسب مَا طلب وَفِيه توفّي صاحبنا شهَاب الدّين أَحْمد بن ذرع كَانَ متقللا من الدُّنْيَا رَاضِيا بالبلغة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قرب قبر شمس الدّين مُحَمَّد الْوَاعِظ الْحَنَفِيّ قبلي قبر الشَّيْخ شمس الدّين البلاطنسي رَابِع عشريه وصل أزبك الأتابكي من حلب وَنزل بِالْقصرِ قَاصِدا مصر وَفِيه وضع بالقلعة السَّيِّد السمسار القصيباتي بِسَبَب مَا كَانَ وَقع مِنْهُ من قَوْله لَا أذهب إِلَى فلَان وَلَو كَانَ نَبيا وَوَقع الْكَلَام فِي هَذَا هَل هُوَ كفر أَو لَا ثمَّ أطلق على مبلغ ألفي دِينَار
وَألف أُخْرَى ثمَّ لما جَاءَ الْجَواب من مصر بِالرِّضَا فِي قَضيته غرم ألفا أُخْرَى
أواخره توفّي مصطفى عَتيق شهَاب الدّين أَحْمد بن المغيزلي وَكَانَ نعم الرجل وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد قبر أستاذه كَانَ مواظبا على الصَّلَاة وَالْبر للْفُقَرَاء رَحمَه الله تَعَالَى ثامن عشريه سَافر أزبك إِلَى مصر وَتَتَابَعَتْ العساكر فَلم يبْق أحد فِي هَذِه الْبِلَاد
ربيع الأول مستهله الْإِثْنَيْنِ سَافر القَاضِي نجم الدّين الخيضري إِلَى مصر لما جَاءَ الْخَبَر بِأَن وَالِده قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين على خطة
ربيع الآخر مستهله الْأَرْبَعَاء وَقع بحوش دَار النِّيَابَة حجر ملفوف بِخرقَة فِي طرفها قصَّة ذكر فِيهَا شُعَيْب نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي وَمَا يَفْعَله فِي الْأَحْكَام وَغَيرهَا من الظُّلم والبلص وَحكي فِيهَا مَا وَقع لَهُ من سنة ثَمَان وَسبعين وثمانماية فَدَفعهَا النَّائِب للْقَاضِي الشَّافِعِي فَعَزله
رَابِع عشره توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة الْفَقِيه الأصولي عز الدّين مُحَمَّد الحمرا الْحَنَفِيّ فِي عشر الثَّمَانِينَ كَانَ كثير الإستحضار ملازما للجامع الْأمَوِي صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ القَاضِي محب الدّين بن القصيف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير فِي طرفها من نَاحيَة الْقبْلَة على جادة الطَّرِيق
خَامِس عشره أُعِيد القَاضِي شُعَيْب بشفاعة محب الدّين نَاظر الْجَيْش رَابِع عشريه وصل الْخَبَر بوفاة القَاضِي قطب الدّين الخيضري الشَّافِعِي بِمصْر يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشره وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان والقضاة والأمراء والمباشرون وَالْخَلَائِق عِنْد سَبِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وَدفن بالتربة الَّتِي أَنْشَأَهَا جوَار قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي رضي الله عنه وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين بن خيضر بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان التَّحْتَانِيَّة وَكسر الْمُعْجَمَة ابْن
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن فلاح ابْن ضميدة بِفَتْح الْمُعْجَمَة الخيضري ولد سنة أحد وَعشْرين وثمان ماية
وَفِيه توفّي الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْخَيْر الزبيدِيّ بِالضَّمِّ الْبُلْقَاوِيُّ الأَصْل الترملي بتاء مَفْتُوحَة ومهملة سَاكِنة وَمِيم مَضْمُومَة وَلَام الدِّمَشْقِي إشتغل بِعلم الحَدِيث وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَأخذ عَن الأكابر ورحل فِي طلب الحَدِيث إِلَى مصر وَغَيرهَا
سَابِع عشره سَافر إِلَى مصر الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون تَاسِع عشريه أطلق الحسباني الْحَنَفِيّ من ترسيم الْأَمِير جانم الأتابكي وَوضع فِي الترسيم ولداه وَعشرَة من جماعته شُهُود وَغَيرهم على مِائَتي دِينَار وَعشْرين
جُمَادَى الأولى مستهله الْجُمُعَة كتاب بدر الدّين الحسباني على بنت الشَّيْخ شمس الدّين الْخَطِيب بِبَيْت الخطابة بالجامع الْأمَوِي
وَفِيه صلي على القَاضِي قطب الدّين الخيضري صَلَاة الْغَيْبَة بِدِمَشْق فِي الْجَامِع الْأمَوِي ثَانِيه سَافر القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى صيدا وبيروت وَبَقِيَّة بِلَاده
سابعه سَافر السَّيِّد كَمَال الدّين إِلَى الْحمة ثمَّ وصل إِلَى هُنَا خَامِس عشره إجتمع الشَّيْخ عَليّ الدقاق وَالشَّيْخ أَبُو الْفضل بالنائب فِي مُعَارضَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين من جِهَة بَاب جيرون فأجابهما بِمَا خيب سعيهما عِنْد سَمَاعه ثامن عشره سَافر النَّائِب إِلَى حوران وَمَعَهُ عَسْكَر بِسَبَب العربان ثَالِث عشريه وصل من مصر الشَّيْخ الْقدْوَة شهَاب الدّين المحوجب
الشَّافِعِي وَرَأى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بغزة
جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله السبت خَامِس عشره وصل الْحَاجِب يُونُس وداوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق
خَامِس عشريه وصل القَاضِي الشَّافِعِي من سفرته ثامن عشريه وصل مرسوم بتجهيز مباشري المرستان القَاضِي محب الدّين الْأنْصَارِيّ نَائِب النَّاظر وشهاب الدّين الصاحب وَكَانَ قد توجه قبل وُرُود المرسوم مَعَ مباشري القَاضِي قطب الدّين وَفِي المرسوم عبد الْقَادِر الْعَدوي الْعَامِل وَمُحَمّد بن شعْبَان وَقد وصل المرسوم على يَد عبد القَاضِي كَاتب السِّرّ الشريف الْمقر البدري وَفِي المرسوم أَن أَحْمد الْحَمَوِيّ شيخ سوق المرستان هُوَ الشاكي عَلَيْهِم وَأَن فائض الْوَقْف فِي سبع سِنِين عشرُون ألف دِينَار أكلهَا المذكورون والمرسوم إِلَى الكافل وَإِلَى القَاضِي الشَّافِعِي
سادس عشريه وصل النَّائِب من حوران ثَالِث عشريه عرض السَّيِّد نجم الدّين بن برهَان الدّين بن السَّيِّد مُحَمَّد الحسني كتاب الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَكتاب الكافية فِي النَّحْو
رَجَب مستهله الْإِثْنَيْنِ لَيْلَة رابعه حصل حريق فِي عمَارَة السُّلْطَان
بِمَسْجِد الْقصب وإستوعب الْحَرِيق الَّذِي قبل هَذَا مَعَ هَذَا من قناة العوني إِلَى قريب حمام برهَان الدّين وَأخذ فِي الْعرض جانبا كَبِيرا وإحترق شمَالي جَامع منجك وَنَحْو عشْرين مَسْجِدا بِتِلْكَ النواحي وَذهب للنَّاس أَمْوَال كَثِيرَة سَابِع عشره وصل مرسوم بِطَلَب القَاضِي الْحَنْبَلِيّ ابْن مُفْلِح وَرفع أَيْضا مباشرو عمَارَة السُّلْطَان بِمَسْجِد الْقصب إِلَى الترسيم بشكوى مُحَمَّد بن شكر نقيب القلعة كَانَ عشريه سَافر مُحَمَّد بن شعْبَان من جِهَة المرستان وسافر ديوَان القلعة زين الدّين عبد الْقَادِر وَجَمَاعَة من القلعة بِسَبَب مهمات القلعة وحسابها
رَمَضَان مستهله الْخَمِيس
شَوَّال مستهله الْجُمُعَة شهدُوا بِرُؤْيَتِهِ بعد الزَّوَال وصلوا بَين الظّهْر وَالْعصر وخطب القَاضِي الشَّافِعِي
رابعه إجتمع جمَاعَة من الْحَنَفِيَّة مِنْهُم برهَان الدّين بن القطب وَقُرِئَ مرسوم بعزل زين الدّين الحسباني الْحَنَفِيّ وَأَن يخْتَار الْحَنَفِيَّة قَاضِيا غَيره على أَن يلْتَزم بدين قانصوه خَمْسمِائَة أَمِير آخور كَبِير وبدين غَيره فالتزم إِسْمَاعِيل الناصري بذلك وَرَضي بِهِ الْحَنَفِيَّة فولاه النَّائِب وَشرط عَلَيْهِ أَن لَا يحكم إِلَّا بالْقَوْل الرَّاجِح فِي مذْهبه وَأَن لَا يولي نَائِبا جَاهِلا وَمن فعل خلاف هَذَا يكون معزولا وَكَانَ الحسباني جَالِسا فِي مجْلِس الْمُتَوَلِي فَأمر النَّائِب بِأَن يقوم الحسباني وَيجْلس عماد الدّين إِسْمَاعِيل الناصري مَكَانَهُ فَنَهَضَ الحسباني وَتوجه من الْمجْلس بِالْكُلِّيَّةِ وَجلسَ إِسْمَاعِيل مَكَانَهُ وولاه النَّائِب حسب مَا أذن لَهُ فِي المرسوم وَأما الحسباني فَتوجه من الْمجْلس إِلَى مصر ثامن عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم يزبك الظَّاهِرِيّ أحد المقدمين بِدِمَشْق وقاضيهم أَمِين الدّين الأيدوني رَابِع
عشريه وصل الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون من الْقَاهِرَة فَالْحَمْد لله
ذُو الْقعدَة مستهله الْأَحَد ثَالِث عشريه وصل القَاضِي الْحَنْبَلِيّ ابْن مُفْلِح من مصر وَمَعَهُ ابْن عبَادَة إِلَى تربة تنم ثمَّ دخل دمشق رَابِع عشريه وَلبس خلعته وَتوجه بهَا إِلَى الصالحية وسافر القَاضِي الشَّافِعِي فِي لَيْلَة هَذَا الْيَوْم إِلَى بِلَاده فِي بيروت وصيدا وَمَا يليهما
فِي آخِره نزل الشَّيْخ تَقِيّ الدّين للْقَاضِي سراج الدّين عَن تدريس الشامية البرانية بستمائة أشرفي وَقَبضهَا
ذُو الْحجَّة مستهله الْإِثْنَيْنِ سابعه ورد مرسوم أنهِي فِيهِ أَن القَاضِي محب الدّين رحمه الله إستولى على تَرِكَة حَمْزَة دَاوُد الطَّيِّبِيّ وَأَن السَّيِّد كَمَال الدّين إستولى على تَرِكَة القَاضِي محب الدّين رحمه الله وَأَنه يخرج ويبيعها وَأَن القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي إستولى على تَرِكَة مُسْند أخي المرحوم القَاضِي قطب الدّين وَأَنَّهَا نَحْو الْعشْرين ألف دِينَار وَقد ورد هَذَا على يَد خاصكي يُسمى تنم محلته بِجَامِع القلعة يَوْم النَّحْر خطب بالجامع الْأمَوِي الشَّيْخ الْحَافِظ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم التَّاجِر لكَون سراج الدّين فِي الترسيم ثمَّ أطلق وخطب فِي الْخطْبَة الَّتِي بعْدهَا
حادي عشريه وَقع حريق غربي سوق البزوريين بمساكن الإفرنج وَذَهَبت فِيهِ للفرنج أَمْوَال كَثِيرَة
ثَانِي عشريه توفّي صاحبنا جمال الدّين يُوسُف السَّلمَانِي كَانَ يكثر التِّلَاوَة وَله همة ومروءة جزاه الله خيرا عَنَّا ورحمه وَدفن بمقبرة الحمرية خَارج بَاب الْجَابِيَة وَأطلق من الترسيم السَّيِّد كَمَال الدّين وَظهر أَن الأنباء كذب وَالْحَمْد لله