الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وَتِسْعين وثمان ماية
إستهلت والخليفة أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب العباسي وَالسُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ وأمير آخور كَبِير قانصوه خَمْسمِائَة وحاجب الْحجاب تنبك قرا ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي والقضاة شهَاب الدّين أَحْمد الفرفوري الشَّافِعِي وَهُوَ الْخَطِيب بالجامع وَشَيخ الشُّيُوخ وناظر المرستان والحرمين وعماد الدّين إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ وحاجب الْحجاب يُونُس
الْمحرم مستهله الثُّلَاثَاء سابعه وصل من السّفر القَاضِي الشَّافِعِي عاشره وصل بداغ القادري الَّذِي كَانَ هرب من القلعة وَنزل بِالْقصرِ وَمَعَهُ جمَاعَة وإعتنى النَّائِب بِهِ وَأرْسل يعلم بِهِ السُّلْطَان ثمَّ جهزه إِلَى مصر بعد أُسْبُوع
وَفِيه رفع إِلَى القلعة القَاضِي عبد الرَّحِيم العباسي كَاتب السِّرّ على بَقِيَّة مَال على وَالِده من جِهَة تعلق نظر الْجَيْش ثمَّ أطلق ثمَّ حضر من مصر شهَاب الدّين بن بهاء الدّين الْموقع وَمَعَهُ مرسوم بإستخلاص مَا بَقِي عِنْده للأتابكي أزبك وَهُوَ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار فأعيد إِلَى القلعة فِي تَاسِع عشريه
حادي عشريه وصل الْحَاج الشَّامي وحكوا أَنه كَانَ مَعَهم رخص عَظِيم ذَهَابًا وإيابا وَشَكوا من ظلم الْأَمِير وَأَنه زَاد فِي الظُّلم من جِهَة الْأَخْذ على الْجمال وَغَيرهَا على عَادَة من تقدمه
صفر مستهله الْأَرْبَعَاء خامسه درس بالشامية البرانية سراج الدّين عمر بن الصَّيْرَفِي وَقدمنَا أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون نزل عَن ثلث التدريس وَتكلم على قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ} وَحضر عِنْده القَاضِي الشَّافِعِي الشَّيْخ شمس الدّين الْخَطِيب وكاتبه وَجَمَاعَة من الشَّافِعِيَّة ربيع الأول مستهله الْجُمُعَة ربيع الآخر مستهله الْأَحَد جُمَادَى الأولى مستهله الْإِثْنَيْنِ تَتَابَعَت العساكر المتوجهة إِلَى سُلْطَان الرّوم وَوصل عشرَة من المقدمين بَينهم قانصوه خَمْسمِائَة وقانصوه الألفي ويشبك الجمالي وتنبك قرا وباشهم الأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ
فِي أواخره وصل قَاصد أرْسلهُ الشَّيْخ عرب عَالم بِلَاد الرّوم لَيْسَ فِي بِلَاد ابْن عُثْمَان أعلم مِنْهُ إسمه أَبُو بكر فَذكر القاصد أَن شَيْخه وَالْعُلَمَاء وَالْوُجُوه لَيْسُوا راضين عَن فعل ابْن عُثْمَان ومعاداته لأهل هَذِه الْبِلَاد وَأَن الضَّرُورَة حصلت لَهُم وَأَن الْكفَّار طغوا عِنْدَمَا رَأَوْا الْمُسلمين يُقَاتل بَعضهم بَعْضًا وأشاروا بِالصُّلْحِ فَأَجَابَهُ أزبك والأمراء إِنَّمَا نَحن متوجهون حَسْبَمَا رسم لنا السُّلْطَان وَأَنت اذْهَبْ إِلَى السُّلْطَان ودارسهم بِالصُّلْحِ فَيكون وَنحن هُنَاكَ مجتمعون عَلَيْهِ ثمَّ توجه القاصد إِلَى مصر وَسَار أزبك والعساكر إِلَى نَاحيَة حلب مجدين وَفِيه سَافر الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون إِلَى الْقُدس ثمَّ إِلَى الْحجاز فِي الْبَحْر وَلم
يصحب مَعَه أحدا من أَوْلَاده وَعِيَاله جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله الْأَرْبَعَاء عاشره إستغاث أهل دمشق عقب صَلَاة الْجُمُعَة من زِيَادَة ظلم الخاصكي الْمُقِيم بِدِمَشْق الْآن يُسمى قرقماس جَاءَ فِي أشغال مُتَعَلقَة بالسلطنة وَطلب هُوَ الشَّيْخ فرج وَقَالَ لَهُ أَنْت الَّذِي جمعت النَّاس فَضَربهُ ضربا كثيرا مبرحا
خَامِس عشره إجتمع الْمَشَايِخ والفقراء بالجامع الْأمَوِي وَرفعُوا الْأَعْلَام وصعدوا إِلَى المنارات وَكَبرُوا وإستغاثوا فَحَضَرَ الْحَاجِب الْكَبِير يُونُس وَمَعَهُ الْأَمِير بردبك أَمِير الْحَاج وَغَيرهمَا فتراموا على أَعْيَان المجتمعين حَتَّى تفَرقُوا وَقَالُوا لَهُم مَا بقى نعود إِلَى فعله وَكَتَبُوا للسُّلْطَان بِمَا وَقع
ثَالِث عشره وصل محب الدّين كَاتب الخزانة من مصر مُتَوَلِّيًا نظر الجوالي وَنظر القلعة وَكِتَابَة السِّرّ
رَابِع عشره وصل شخص من المماليك السُّلْطَانِيَّة إستادار الأغوار وعزل ابْن أَيُّوب وَأَخذه مَعَه الأتابكي أزبك فِي الْحَدِيد وَفِيه وصل عَتيق قجماس تمربغا مُتَوَلِّيًا نظر الْجَيْش وَلبس خلعة
رَجَب مستهله الْجُمُعَة خَامِس عشره وصل جَوَاب قَضِيَّة الخاصكي أَن يحضر الشَّيْخ فرج وَسِتَّة أنفس من أهل القبيبات بعد أَن يطْلب أهل الحارتين بالقبيبات ويسألوا عَن سَبَب قيامهم على الخاصكي فقرئ بِحَضْرَة الْقُضَاة وأركان الدولة وإتفقوا على أَن الْكَلَام فِي هَذَا يُحَرك فتْنَة أُخْرَى فسكن الْحَال وَفِيه جَاءَ السراق إِلَى سوق التُّجَّار الَّذِي تَحت القلعة أول اللَّيْل بالأسلحة وَأخذُوا أَمْوَال التُّجَّار وَخرج إِلَيْهِم جمَاعَة الْحَاجِب الْكَبِير وَقتل وَاحِد من جماعته وَفِيه قتل دوادار الخاصكي من التركمان
وَفِيه قتل دوادار السُّلْطَان على الأغوار بوادي التيم
شعْبَان مستهله الْأَحَد ثَانِيه لبس الْأَمِير بردبك الأشرفي خلعة بإمرة الْحَاج تَاسِع عشريه توفّي عِيسَى الْقَارِي كَبِير التُّجَّار بِدِمَشْق وَكَانَ فِيهِ خير للْفُقَرَاء وإحسان وَكَانَ يضْبط زَكَاته ويخرجها وإبتلى آخر عمره بالإنحياز إِلَى السُّلْطَان وأتهم فِي مَال البهار الَّذِي أرسل إِلَيْهِ السُّلْطَان أَن يُشَارك الْأُمَنَاء عَلَيْهِ وَورد فِيهِ مرسوم فَحصل لَهُ بهدله فِي الْمجْلس بِسَبَب ذَلِك فَذهب مِنْهُ وَقد إحتقر خاطره فَكَانَ سَبَب إنقطاعه أحد عشر يَوْمًا وَمَات فِي عشر الثَّمَانِينَ وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ القَاضِي الشَّافِعِي
رَمَضَان مستهله الْإِثْنَيْنِ شهد بِرُؤْيَتِهِ خلائق
شَوَّال مستهله الْأَرْبَعَاء وَثَبت ببعلبك الرُّؤْيَة لَيْلَة الثُّلَاثَاء فَظن بعض النَّاس أَن مطلعهما مُتَّفق بعلبك ودمشق ثمَّ تحرر إختلافهما حكى ذَلِك شخص عَن الشَّيْخ زين الدّين الطرابلسي الَّذِي كَانَ عَالم بعلبك وَسُئِلَ شمس الدّين التيزيني الْمُؤَقت بالجامع الْأمَوِي فَقَالَ إِن مطلعهما مُخْتَلف خطب للعيد بالجامع الْأمَوِي القَاضِي الشَّافِعِي ثامنه ورد مرسوم بِأَن القَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي الشَّافِعِي أثبت على القَاضِي برهَان الدّين بن الْمُعْتَمد خمسين ألف دِينَار للخزائن الشَّرِيفَة ورسم بطلبهما فَتوجه إِلَى مصر تاسعه والبرهان ثَالِث عشره وَكَانَ أصل هَذَا أَنه حصل بَينهمَا إختلاف فِي حُدُود أَرضين متلاصقتين إِحْدَاهمَا للمرستان وَالْأُخْرَى وقف أجداد القَاضِي برهَان الدّين وَأرْسل رِسَالَة للْقَاضِي بهاء الدّين الباعوني ذكر فِيهَا الْخمسين ألفا فَيُقَال إِنَّه اطلع عَلَيْهَا غَيره وإتصل الْخَبَر بالمصريين ثامن عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم بردبك الأشرفي
وقاضيهم تَقِيّ الدّين بن قَاضِي زرع أحد نواب القَاضِي الشَّافِعِي وَحج فِي هَذِه السّنة صاحبنا جمال الدّين العقرباني وشهاب الدّين الخيري وَحج كثير هَذِه السّنة وَمن الْبِلَاد الشمالية حجاج كَثِيرَة جدا
ثَالِث عشريه وصل مرسوم بِطَلَب القَاضِي كَمَال الدّين بن خطيب حمام الْورْد وسبط الباعوني وَالْقَاضِي شُعَيْب نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي ودواداره مُحَمَّد ونقيبه ابْن الأربلي نور الدّين ومحب الدّين سَالم وَنور الدّين الْحِمصِي الشَّاهِدَانِ بِبَابِهِ وبإستعجال القَاضِي الشَّافِعِي بِالسَّفرِ
وَفِيه طلب عز الدّين بن حمدَان الْحَنَفِيّ نَائِب القَاضِي الْحَنَفِيّ مَعَ آخَرين بِسَبَب أستاذهم
ذُو الْقعدَة مستهله الْخَمِيس وصل النَّائِب من نَاحيَة حلب سادس عشريه وَردت تَوْلِيَة القَاضِي محب الدّين بن القصيف قَاضِي الْحَنَفِيَّة إِذا أجمع عَلَيْهِ الْحَنَفِيَّة وَإِلَّا فَابْن قطب فإجتمعوا بهم وبغيرهم وَقَالَ ابْن القطب أَنا مَا أتولى فحط الْحَال على الْمَذْكُور ففوض إِلَيْهِ الْحَاجِب الْكَبِير لِأَن المرسوم إِلَيْهِ بِنَاء على غيبَة النَّائِب وتواصلت العساكر من حلب الْأُمَرَاء وَغَيرهم
ذُو الْحجَّة مستهله الْجُمُعَة تَكَامل وُصُول العساكر جَمِيعهم
عيد النَّحْر خطب بالجامع القَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي لِأَن
القَاضِي الشَّافِعِي عِنْده بعض بَقِيَّة التوعك
خَامِس عشره صلي بالكاملية
ثامن عشره رفع إِلَى القلعة القَاضِي شُعَيْب وَابْن حمدَان وَابْن الأربلي وَابْن سَالم الْمصْرِيّ وَحضر مرسوم يحث القَاضِي الشَّافِعِي على السّفر وَفِي آخِره أطْلقُوا ليحضروا للسَّفر وضمنهم القَاضِي الشَّافِعِي وَوصل من مصر القَاضِي نجم الدّين الخيضري