الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة
إستهلت والخليفة المتَوَكل على الله عبد الْعَزِيز العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ والأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ ونائب الشَّام قانصوه اليحياوي إِلَى الْآن مَا حضر والقضاة شهَاب الدّين الفرفوري الشَّافِعِي وَبِيَدِهِ الخطابة بالجامع ومشيخة الشُّيُوخ وَنظر المرستان والحرمين وزين الدّين الحسباني الْحَنَفِيّ وشهاب الدّين أَحْمد المريني الْمَالِكِي وَنجم الدّين بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ ونواب الشَّافِعِي الشَّيْخ برهَان الدّين بن العميد وَالْقَاضِي سراج الدّين الصَّيْرَفِي وبهاء الدّين الباعوني وَرَضي الدّين الْغَزِّي ومحي الدّين الأخنائي وَمُحَمّد بن غَازِي وشهاب الدّين الرَّمْلِيّ وتقي الدّين بن قَاضِي زرع وشهاب الدّين الْحِمصِي وشهاب الدّين العزازي ومحب الدّين الْحَمَوِيّ ومحب الدّين بن أَيُّوب وعفيف بن سعيد وشهاب الدّين الصاحب أَرْبَعَة عشر نَائِبا وَكَاتب السِّرّ بدر الدّين مُحَمَّد بن الفرفور الْمحرم مستهله الْإِثْنَيْنِ سادسه وصل متسلم النَّائِب وَولده أَحْمد وصحبته دواداره جندر وَفِيه رفع إِلَى القلعة جَانِبك دوادار السُّلْطَان ثمَّ أخرج بعد ثَلَاثَة أَيَّام بمرسوم ورد
ثامنه سَافر الْأَمِير جَان بلاط الخاصكي أَقَامَ بِدِمَشْق مُدَّة يسيرَة بعد
رُجُوعه من نَاحيَة حلب وسافر صحبته القَاضِي موفق الدّين العباسي وَمَعَهُ وَلَده عبد الرَّحِيم
وَفِيه توفّي مُحَمَّد شهَاب الدّين الحسباني كَانَ فلج نَحْو خَمْسَة عشر سنة حصل لَهُ الإشتغال فِي اللَّيْل فَخرجت روحه فَجْأَة ثامن عشره سَافر قانصوه الألفي إِلَى مصر وصحبته مباشرو النَّائِب قجماس رَضِي الدّين ومحب الدّين وَعبد اللَّطِيف وَصدقَة السامري وأزبك المشد وَمَعَهُ أَيْضا فِي الترسيم أَحْمد بن صبح المشرفي ثَالِث عشره ظهر الحسباني الْحَنَفِيّ
تَاسِع عشريه وصل النَّائِب قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ وَمَعَهُ أَوْلَاده الْكِبَار الثَّلَاثَة مُحَمَّد وَأحمد ومحمود كل وَاحِد من الثَّلَاثَة بعسكر وَحده وَطلب فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَالنَّاس مطبقون على محبته وَقُرِئَ توقيعه بدار الْعدْل قَرَأَ بدر الدّين مُحَمَّد الفرفوري كَاتب السِّرّ
سلخه وصل الْحَاج الشَّامي وَكَانَ يَوْمًا مطيرا وأميرهم أَمِير ميسرَة من مماليك السُّلْطَان وَشَكوا مِنْهُ صفر مستهله الثُّلَاثَاء رابعه سَأَلَ النَّائِب الْقُضَاة وَغَيرهم عَن جملَة أُمُور يجب تَعْجِيلهَا فَذهب كل وَاحِد إِلَى مَا إستحضره وَظهر أَن الْمسَائِل تزيد على الْخمسين فلتعتبر أَبْوَاب الْفِقْه
وَسَأَلَ عَن طبل الْحَج وَالْحَرب وَاللَّهْو وَهَذَا الَّذِي يضْرب على أَبْوَاب الْأُمَرَاء كل لَيْلَة وَأجِيب بِأَنَّهُ إِن ظهر أَن الْمَقْصُود بِهِ الْآن نَذِير
الْحَرْب حل سَمَاعه وإرعاب الْعَدو أَيْضا
وَفِيه نَادَى بِإِبْطَال المشاهرة فِي الْحِسْبَة وَأَن لَا يَعْصِي أحد على الشَّرْع وَأَن لَا يعْطى النَّقِيب أَكثر من دِرْهَمَيْنِ
خَامِس عشره نَادَى أَن من خزن قمحا أَو شَعِيرًا يَبِيعهُ وَإِن لم يفعل نهب مغله فبادر النَّاس إِلَى البيع وتراخت الأسعار عَن أربعماية الغرارة الْقَمْح وَمِائَتَيْنِ الغرارة الشّعير وَحسن الْخبز وَرخّص
ثامن عشره توفيت الْحُرْمَة السيدة المعمرة زَيْنَب بنت الشَّيْخ أَحْمد ابْن زين الْحَنْبَلِيّ جَاوَزت الثَّمَانِينَ وَكَانَت من العابدات الصَّالِحَات مُلَازمَة للتلاوة وَالذكر وَالصَّلَاة ودفنت عِنْد والدها بتربة الحمرية خَارج بَاب الْجَابِيَة قريب قبر ابْن المغربي
تَاسِع عشره توفّي شيخ الْحَنَفِيَّة الْعَلامَة جَامع الْعُلُوم زين الدّين عبد الرَّحْمَن الْعَيْنِيّ كَانَ ملازما للاشتغال والأشغال يتَكَلَّم فِي مذْهبه وَسَائِر الْعُلُوم كلَاما مهذبا محررا وَكَانَ حامي اللِّسَان حسن السمت دَائِم الْبشر محبوبا من قبل أَصْحَاب الْمذَاهب منجمعا على شَأْنه وَتقدم أَنه عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَلم يرض وَدفن بمقبرة مُتَعَلقَة بأَهْله بالجامع الْجَدِيد من
الصالحية رَحمَه الله تَعَالَى
ربيع الأول فِيهِ وصل الْخَبَر بتولية القَاضِي موفق الدّين نظر الْجَيْش بِدِمَشْق
ربيع الآخر مستهله الْجُمُعَة فِيهِ توفّي السَّيِّد عبد الْوَهَّاب الصلتي وَدفن بتربة الشَّيْخ رسْلَان كَانَ شَاهدا بِبَاب القَاضِي الشَّافِعِي
وَفِيه توفّي شهَاب الدّين أَحْمد وهيبة العباسي خطيب بصرى كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ منجمعا عَن النَّاس إرتحل من بصرى لما إضطرب أَمر الْبِلَاد وتعاطى المتجر ليحصل مَا يسد عِيَاله وَفِيه توفّي عَلَاء الدّين بن الحوفي الشَّافِعِي من الطّلبَة القدماء رافقنا على الْمَشَايِخ ثمَّ إنفرد عَن الْفُقَهَاء وإنقطع ببيته من نَحْو ثَلَاثِينَ سنة
وَفِيه سَافر السَّيِّد شهَاب الدّين بن عجلَان وأخيه كريم الدّين إِلَى مصر وَفِيه تولى محب الدّين الْأَسْلَمِيّ نظر القلعة عوضا عَن القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي وَفِيه لبس أيدكي خلعة بنيابة القلعة بعد أَن جعل عَلَيْهِ عشرَة آلَاف دِينَار ثمَّ ورد الْخَبَر بتولية تمراز مشد الشرابخانه لقجماس نقابة القلعة وَأَن صَدَقَة السامري جعل ديوانا فِي القلعة
جُمَادَى الأولى مستهله الْأَحَد ثَانِيه سَافر الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد المحوجب إِلَى مصر ثَانِي عشره جَاءَ الْخَبَر بتحرك سُلْطَان الرّوم ابْن عُثْمَان على هَذِه الْبِلَاد ونادى النَّائِب بالتجريدة وَوصل كتاب نَائِب عينتاب
أَنهم وصلوا إِلَى أدنه وَأَن فرقة من جماعته جاؤوا فِي الْبَحْر
سادس عشره وصل تمراز مُتَوَلِّيًا نقابة القلعة وَأَن أيدكي يسْتَمر نَائِب القلعة وَذَلِكَ بمكاتبة النَّائِب وَلبس أيدكي خلعة بنيابة القلعة وَفِيه وصل محب الدّين نَاظر القلعة وَلبس خلعة وَفِيه وصل خاصكي يُسمى قانم الساقي من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَنزل فِي بَيت أزبك عَتيق قجماس قريب بَيت ابْن طالو عِنْد القنوات وَابْن صبح فِي الترسيم مَعَه تَاسِع عشريه سَافر القَاضِي صَلَاح الدّين الْعَدوي إِلَى مصر مختفيا لما أشيع أَن هَذَا الخاصكي مَعَه مرسوم أَن يَأْخُذ مِنْهُ أحدا وَعشْرين ألف دِينَار
عشريه وصل القَاضِي كَاتب السِّرّ الشريف ابْن مزهر إِلَى الرملة وَوصل أَيْضا الدوادار الْكَبِير آقبردي وَفِيه توفّي دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق جَانِبك من المماليك السُّلْطَانِيَّة جُمَادَى الْأُخْرَى مستهله الثُّلَاثَاء وصل السَّيِّد شهَاب الدّين بن عجلَان بخلعة من الْقَاهِرَة مستمرا على مَا هُوَ عَلَيْهِ من نظر الْأَشْرَاف وصادف فِي طَرِيقه السَّيِّد برهَان الدّين مُحَمَّد فِي طَرِيق مصر مُتَوَجها
وَفِيه لبس جَان بلاط الألفي بِدِمَشْق خلعة بإمرة الْحَاج الشَّامي وَابْن أرغون شاه نظر الجوالي سادسه وصل من مصر القَاضِي بهاء الدّين الباعوني وَالْقَاضِي رَضِي الدّين الْغَزِّي الشافعيان سابعه لبس القَاضِي الشَّافِعِي خلعة الإستمرار عاشره توجه للتجريدة أَمِير كَبِير بِدِمَشْق جانم من خاصكية السُّلْطَان ثَانِي عشره رفع أَحْمد بن صبح المشرفي فِي الْحَدِيد
إِلَى القلعة بِسَبَب مَا نسب إِلَيْهِ من تَحْصِيل الْأَمْوَال من النَّاس ظلما
خَامِس عشره فوض القَاضِي الشَّافِعِي نِيَابَة الحكم للْقَاضِي كَمَال الدّين بن خطيب حمام الْورْد سبط الشَّيْخ برهَان الدّين الباعوني وكمل لَهُ بذلك خَمْسَة عشر نَائِبا وَفِيه لبس محب الدّين خلعة بِنَظَر الجوالي بِدِمَشْق
رَجَب مستهله الْأَرْبَعَاء ثالثه وصل مرسوم بِضَرْب ابْن صبح وإشهاره وَالتَّشْدِيد عَلَيْهِ ومسكوا صَاحبه برهَان الدّين الْحَنْبَلِيّ الشَّاهِد بمركز بَاب الْجَابِيَة فَضرب وَرفع فِي الْحَدِيد رابعه ضرب ابْن صبح ضربا مبرحا وَجَاء عَلَيْهِ الْخَلَائق وقصدوا قَتله فمنعوهم مِنْهُ وواجهته أهل الْمَظَالِم بِمَا فعل عاشره مَاتَ فإستراح مِنْهُ الْعباد والبلاد وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير ثامن عشره وصل الْأَمِير قانصوه خمس ماية بثقل عَظِيم وعسكر هائل وصحبته القَاضِي عماد الدّين الناصري الْحَنَفِيّ مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْحَنَفِيَّة وَقُرِئَ توقيعه الْجَامِع الْأمَوِي وإستناب سِتَّة نور الدّين بن مَنْعَة وشمس الدّين الْحلَبِي وَعز الدّين بن الحمرا وبرهان الدّين الحجي أَخُوهُ ومحي الدّين الناصري وجمال الدّين بن طولون وَحصل التَّشْدِيد على الحسباني فِي القلعة وعَلى وَلَده عبد الله وَأما وَلَده أَمِين الدّين فَذهب إِلَى مصر
عشريه توجه قانصوه خمسماية إِلَى حلب وشاع أَن الْأَعْدَاء هجموا على بِلَاد السُّلْطَان فَذهب هُوَ بتجريدة وَأشيع أَن الأتابكي أزبك توجه على وَادي التيم وَكَذَلِكَ بَقِيَّة الْأُمَرَاء
ثَالِث عشريه وصل تمراز الظَّاهِرِيّ قريب السُّلْطَان وَمَعَهُ جمَاعَة من الْأُمَرَاء والمماليك السُّلْطَانِيَّة لاحقين من تقدم من العساكر وَجَاء الْخَبَر بإستيلاء جمَاعَة ابْن عُثْمَان على مدينتي إِيَاس وطرسوس وَغَيرهمَا
شعْبَان
مستهله الْجُمُعَة ثَالِث عشريه وصل القَاضِي موفق الدّين العباسي من الْقَاهِرَة مُتَوَلِّيًا نظر الْجَيْش وَولده زين الدّين عبد الرَّحِيم مُتَوَلِّيًا كِتَابَة السِّرّ وهما متوعكان ودخلا إِلَى منزلهما بخلعة السّفر كل مِنْهُمَا لكَون دوادار الكافل جندر غَائِبا
شهر رَمَضَان مستهله السبت خامسه توفّي القَاضِي موفق الدّين العباسي نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير شَرْقي الطَّرِيق الْأَعْظَم بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي
ثامن عشره وصلت الْأَخْبَار بالتقاء العسكرين على أدنه وخذل الله عَسْكَر الرّوم فإنكسروا بعد ان قتل من الْفَرِيقَيْنِ خلائق
عشريه وصل الْخَبَر بِأَن القَاضِي كَاتب السِّرّ بِمصْر زين الدّين أَبَا بكر بن مزهر توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى فِي يَوْم ثامنه وَدفن بتربتهم بالقرافة قريب تربة السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف
ثَالِث عشريه توفّي تَقِيّ الدّين أَبُو بكر بن الغرابيل وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي رَحمَه الله تَعَالَى
وَفِيه سَافر القَاضِي كَمَال الدّين العباسي أَخُو نَاظر الْجَيْش الْمَالِكِي إِلَى مصر
شَوَّال مستهله الْإِثْنَيْنِ شهد بِرُؤْيَة الْهلَال جمَاعَة وَمَا تمت الشَّهَادَة إِلَّا بعد الظّهْر وَبعد أَن رأى جمَاعَة الْهلَال بِالنَّهَارِ وَبعد الظّهْر وخطب
القَاضِي الشَّافِعِي بالجامع الْأمَوِي وَوَقع الْبَحْث فِي ان رُؤْيَة الْهلَال نَهَار اللَّيْلَة الْمُسْتَقْبلَة إِذا كَانَت يَوْم الثَّلَاثِينَ جَائِز وَأما لَيْلَة الثَّلَاثِينَ فَإِذا رئي بِالنَّهَارِ يَوْمه فَلَا أثر لَهَا كَمَا صرح بِهِ الْغَزالِيّ وَغَيره وتوهم فِي ذَلِك بغض الْفُضَلَاء
ثَانِيه سَافر القَاضِي شمس الدّين بن مزلق إِلَى مصر مَطْلُوبا بِسَبَب شكوى وَلَده عَلَيْهِ عشريه وصل الْخَبَر بتولية محب الدّين نَاظر الجوالي بالقلعة نظر الْجَيْش أَيْضا بِعشْرَة آلَاف دِينَار يلْحقهَا أَلفَانِ وَفِيه وصل الْخَبَر بعزل عماد الدّين الناصري من قَضَاء الْحَنَفِيَّة وإعادة زين الدّين عبد الرَّحْمَن الحسباني فَأخْرج الحسباني من القلعة وَلبس خلعة وأعيد عماد الدّين إِلَى القلعة
ذُو الْقعدَة مستهله الثُّلَاثَاء والعسكر مقيمون على قلعة أدنة محاصروها سادس عشريه وصل القَاضِي شمس الدّين بن مزلق وَولده من مصر وَقد شَرط على وَلَده مقادير من الْفضة وَغَيرهَا لنفقته
ذُو الْحجَّة مستهله الْأَرْبَعَاء ثَانِيه لبس محب الدّين خلعة بِنَظَر الْجَيْش وَوصل الْخَبَر بِأَن الْعَسْكَر أخذُوا قلعة أدنه وَأَن برسباي قرا الظَّاهِرِيّ قد مَاتَ وَفِيه وصل مرسوم بِطَلَب الشَّيْخ الْقدْوَة تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون بِسَبَب مُحَمَّد الْعمريّ الْخَارِجِي ثمَّ وصل مرسوم آخر بِطَلَب الشَّيْخ مُحَمَّد بن محب الدّين الحصني من جِهَة الْعمريّ أَيْضا وَكَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد أرسل إِلَى مصر كتابا يذكر فِيهِ أَنه سمع من الْعمريّ كلَاما يدل على أَنه زنديق وَعين الْكَلَام