المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب من حقق التوحيد دخل الجنة - تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد - جـ ١

[عبد الهادي البكري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

-

- ‌مقدمة تحقيق الكتاب

- ‌الباب الأول: التعريف بالمؤلف وعصره

- ‌الفصل الأول: عصر المؤلف

- ‌الفصل الثاني: حياة المؤلف

- ‌الفصل الثالث: عقيدته

- ‌الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه

- ‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الفصل الثاني: التعريف بنسخ الكتاب

- ‌الفصل الثالث: الإضافة العلمية فيه

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

- ‌باب من حقق التوحيد دخل الجنة

- ‌باب الخوف من الشرك

- ‌باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع بلاء أو دفعه

- ‌باب ما جاء في الرقى والتمائم

- ‌باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما

- ‌باب ما جاء في الذبح لغير الله

- ‌باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

- ‌باب من الشرك النذر لغير الله تعالى

- ‌باب من الشرك الاستعاذة بغير الله

- ‌باب من الشرك أن يستغيث بغير الله تعالى أو يدعوه

- ‌باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ

- ‌باب قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

- ‌باب الشفاعة

- ‌باب قول الله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

- ‌باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم هو الغلو في الصالحين

الفصل: ‌باب من حقق التوحيد دخل الجنة

‌الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه

‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب

الفصل الأول: التعريف بالكتاب

اسم الكتاب:

اتفقت جميع النسخ على تسمية الكتاب على الورقة الأولى بأنه "تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد".

وكذلك تصدير المؤلف كتابه بقوله: (وقد شرعت في شرحه مستعينا بالله الكريم الوهاب وأسأله النفع به وجزيل الثواب وإصابة الحق بعين الصواب وسميته "تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد1 ") .

نسبته لصاحبه:

وقد صرح المؤلف في أول كتابه بأنه يستعين بالله على شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب فعلم أنه له لاسيما وأنه لم ينسبه أحد لغيره.

وقال أحد نساخه بعد أن انتهى من نسخه: تم الكتاب المسمى "تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد" شرح الشيخ العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي2.

وأخبرني الشيخ عبد الرحمن الزميلي - وهو الذي حصلت على النسخة الرابعة منه - مشافهة بأنها نسخ جد أبيه، وقد أخبره أبوه عمن قبله بأن الكتاب لعبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي.

(1) انظر: مقدمة المؤلف للكتاب: ص 5.

(2)

انظر: وصف النسخ: ص 73.

ص: 67

موضوع الكتاب:

والكتاب كما هو معلوم شرح للكتاب المشهور "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" لمؤلفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فهو شرح منتظم على أبوابه.

- فقد صدر الكتاب بشرح أدلة المصنف أن التوحيد أول واجب على المكلف، وما للتوحيد من الفضل من تكفيره للذنوب، ونجاة صاحبه من الخلود في النار، ثم زاد بيان ذلك ببيان ضده وهو الشرك فبضدها تتبين الأشياء.

- ثم انتقل المصنف وتبعه الشارح بعد معرفة التوحيد إلى بيان أهمية الدعوة إليه المشروط بأن يكون على بصيرة، وذلك تحت باب (الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) ، وباب (تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله) .

- ثم انتقل إلى الأبواب المفصلة لمعنى التوحيد وبيانه والتحذير مما وقع فيه الناس من أنواع الشرك الأكبر والأصغر، فشرح الأبواب التي فيها التحذير من التعلق بغير الله ظانًّا فيه النفع والضر كلبس الحلق والخيوط والحروز لرفع البلاء أو دفعه والتعلق بالرقى والتمائم، والتبرك بالأشجار والأحجار، والذبح والنذر والاستعاذة والاستغاثة بغير الله.

- ثم انتقل إلى بيان ما أورده المصنف من الآيات والأحاديث في الرد على من أجاز التعلق بالخلق وأنهم ينفعون ويضرون تحت باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شيئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} 1 وباب قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُم} 2 وباب الشفاعة، وباب قول الله تعالى:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت} 3

(1) سورة الأعراف، الآية:191.

(2)

سورة سبأ، الآية:23.

(3)

سورة القصص، الآية:56.

ص: 68

ثم انتقل إلى شرح الأبواب المتعلقة بالغلو في الصالحين بأصنافه المختلفة من الغلو فيهم أو عبادة الله عند قبورهم، وأن علاج ذلك هو حماية جناب التوحيد من كل طريق يوصل إلى الشرك، والعلم بأن من الأمة من يضل فيعبد الأوثان، ولابد من دعوتهم وحربهم لردهم إلى الحق وتعريفهم عليه، وذلك تحت باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين، وباب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده، وباب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله، وباب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وباب: ما جاء أن بعض هذه الأمة تعبد الأوثان.

- ثم انتقل إلى شرح الأبواب التي عقدها المصنف لمعالجة الواقع الذي كان يعيشه كثير من الناس في تلك الأزمان في الجزيرة - ولا يزال إلى اليوم في بعض البلاد، فشرح باب: ما جاء في السحر، وباب: بيان شيء من أنواع السحر، وباب: ما جاء في الكهان ونحوهم، وباب: ما جاء في النشرة، وباب: ما جاء في التطير، وباب: ما جاء في التنجيم، وباب: ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.

- وما بقي من أبواب الكتاب جعلها المصنف في بيان تعظيم الله أو التحذير من الاعتقاد في بعض الخلق ما يعتقد في الله، أو النهي عن أمور تنافي التوحيد أو كماله.

فمن أول الأمر بالتوكل عليه، وعدم الأمن من مكره، والصبر على أقداره والتسليم والإيمان بها، والإيمان بأسمائه وصفاته واحترامها، وعدم ظن السوء فيه سبحانه، وتعظيم ذمة الله وذمة رسوله، وأن لا يتألى عليه ولا يستشفع به على خلقه، وأن يُحْمَى توحيده ويُقَدَّر حق قدره.

ص: 69

ومن الثاني: المحبة أو الخوف من غير الله كالمحبة والخوف من الله، ومراءاة غير الله بالعمل الصالح أو إرادة الدنيا من ورائه، والطاعة لغير الله في معصية الله، والتحاكم إلى غير حكم الله ورسوله، نسبة نعم الله إلى غيره تعالى، ومساواة غيره تعالى به اعتقادًا أو نطقًا.

ومن الثالث: سب الدهر أو سب الريح وقول السلام على الله، وقول اللهم اغفر لي إن شئت، أو قول عبدي وأمتي، أو رد من سأل بالله، أو السؤال بوجه الله، أو التصوير، أو الإكثار من الحلف بالله.

وقد تبع المؤلف المصنف فشرح هذه الأبواب وبينها وشنع على الواقعين في تلك المخالفات الشركية أو المنافية لكمال التوحيد، وحذرهم بالآيات والأحاديث والآثار والشعر.

منهج المؤلف في شرحه:

شرح التحقيق يعد في نظري من أهم الشروح لكتاب التوحيد، وهو ثالث ثلاثة من الشروح الموسعة المهمة لكتاب التوحيد1.

فقد اهتم صاحبه بكل ما يهتم به الشارح لكتاب: فقد شرح الغريب، وبين المختصر الذي يحتاج إلى بيان، واستشهد بالأبيات الشعرية في المواطن التي تحتاج إلى استشهاد

إلى غير ذلك من مقاصد الشروح.

وقد كان يعالج النصوص المشروحة على النسق الآتي تقريبًا:

(1) وأعني بالثلاثة: (الشرحان المطبوعان المتداولان وهما ((تيسير العزيز الحميد)) للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، و ((فتح المجيد)) للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب) . وأما الثالث فهو هذا الشرح الذي بين أيدينا.

ص: 70

1-

يذكر اسم الباب وقد يدخل شرحًا بين كلمات التسمية، وخصوصًا إذا كانت تسمية الباب تشمل آية.

2-

يذكر جزءًا من النص من كتاب التوحيد ثم يشرحه ثم يأتي بالجزء الآخر ويشرحه وهكذا.

3-

إذا كان النص آية ينقل أقوال المفسرين فيها، وإن كان حديثًا يشرحه بذكر روايات أخرى للحديث. وهذا أسلوب في الشرح مدحه ابن حجر رحمه الله في "الفتح":(6/475)، حيث قال:(إن المتعين على من يتكلم على الأحاديث أن يجمع طرقها ثم يجمع ألفاظ المتون إذا صحت الطرق، ويشرحها على أنها حديث واحد، فإن الحديث أولى ما فسر بالحديث) .

وقد سلك ذلك ابن رجب رحمه الله في رسالته "كلمة الإخلاص". وقد فسر الغريب في الحديث، ويضبط ما يحتاج إلى ضبط ليتضح المعنى.

4-

يزيد في مواضع كثيرة بعد بيان الآية أو الحديث أقوالا مأثورة عن الصحابة أو التابعين أو العلماء أو الزهاد.

5-

إذا رأى حاجة إلى الإضافة أو التنبيه في شرح آية أو حديث فإنه يضيف ذلك بتصديره بكلمة فرع أو تتمة أو تكميل أو علم أو نحو ذلك. وقد يجعل ذلك بعد نهاية الباب إن كان متعلقه الباب كله.

6-

يذكر أحيانًا مناسبة الآية أو الحديث للترجمة.

7-

قد يترجم ترجمة مختصرة لبعض الرواة.

ص: 71

مقارنته بـ"التيسير" و"الفتح "1:

لم أجد في الكتاب تصريحًا أن المؤلف قد أخذ من "التيسير" أو "الفتح"، ولربما كان تأليفه لهذا الشرح دالا على أنه لم يكن قد وصلهم شرح لكتاب التوحيد2.

ومع هذا فإن الكتاب قريب في منهجه من أسلوب الكتابين، ولعل اجتماع الأدلة وتواردها في كل باب لأن مادة الكتاب المشروح واحدة، ولاتفاقهم في بعض المصادر ك "فتح الباري" و "الأذكار" للنووي وغيرهما.

والشروح الثلاثة لكل واحد منها ميزة قد لا توجد في الآخرين، فلا يغني أحدها عن الآخرين، ومما امتاز به هذا الشرح:

1-

عنايته بالألفاظ الغريبة وضبطها وبيانها في اللغة معتمدًا على كتب اللغة والغريب.

2-

تحلية شرحه بالاستشهاد بالأبيات الشعرية فقد استشهد بما يقرب من ستين بيتًا.

3-

امتاز أيضًا بتعقيباته وملحقاته في الأماكن المناسبة بعد باب أو تفسير آية أو شرح حديث.

(1) أعني: ((تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد)) ، و ((فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)) .

(2)

والأحوال والتاريخ يثبت ذلك فأما ((التيسير)) فلم يكن صاحبه قد أتمه إذ مات سنة 1233 هـ ولم يتمه بعد، وتداول الكتاب وتنقله لا يكون إلا بعد تمام تأليفه، إضافة إلى انعدام الطباعة آنذاك وإن وجدت فهي محدودة. وأما ((الفتح)) فربما كان تأليفه متأخرًا عن كتاب ((التحقيق)) أو مقارنًا له، إضافة إلى الأسباب الأخرى من قلة الطباعة أو انعدامها آنذاك.

ص: 72

ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحدًا إذ رفع إلي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومنهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

فيعمل السامع بحديثه {ولكن حدثنا ابن عباس} رضي الله عنهما {عن النبي صلى الله عليه وسلم} قال: " عرضت عليَّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط "1 أي: الجماعة، والرهط من الثلاثة إلى العشرة2 " والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد " لأنه لم يجبه أحد فحشر وحده، وكل أمة تحشر وحدها مع نبيها إذ رفع إلى سواد عظيم أي: ناس كثير " فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه "3 الذين أجابوه " فنظرت فإذا سواد عظيم "4 أكثر من سواد موسى وقومه (فقيل لي: هذه أمتك [ومعهم] 5 سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (وجاء في رواية: " مع6 كل واحد منهم سبعون ألفًا "7.

_________

(1)

البخاري: الطب (5752)، ومسلم: الإيمان (220) ، وأحمد (1/271) .

(2)

قوله: (والرهط من الثلاثة إلى العشرة) في ((الأصل)) ، وقد سقطت من النسخ الأخرى.

(3)

البخاري: الطب (5752)، ومسلم: الإيمان (220)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) ، وأحمد (1/271) .

(4)

البخاري: الرقاق (6541)، ومسلم: الإيمان (220)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) ، وأحمد (1/271) .

(5)

في ((الأصل)) : (ومنهم) ، والمثبت من بقية النسخ وهو الموافق لـ ((صحيح مسلم)) .

(6)

لفظة: (مع) من ((الأصل)) ، وقد سقطت من النسخ الأخرى.

(7)

هذه الرو، الآية نسبها النووي رحمه الله لـ ((صحيح مسلم)) في شرحه له حيث قال: وقد جاء في ((صحيح مسلم)) : ((سبعون ألفا مع كل واحد منهم سبعون ألفا ((. انظر: ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (3/ 89) . لكنني لم أجد هذه الرو، الآية في متن ((صحيح مسلم ((المطبوع، ولعله في نسخ أخرى، أو وهم منه رحمه الله، وربما كان الشارح قد تبع النووي في ذلك. وقال ابن حجر رحمه الله في ((الفتح)) (11/ 411) : فعند أحمد وأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه بلفظ: ((أعطاني مع كل واحد من السبعين سبعين ألفا)) . والحديث كما قال ابن حجر في ((مسند الإمام أحمد)) : (1/ 6) . وفي ((مسند أبي يعلى)) : (1/ 104-105، ح 112) . والحديث قال ابن حجر: في سنده راويان، أحدهما: ضعيف الحفظ، والآخر لم يسم. انظر:((فتح الباري)) : (11/ 411) ، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب. وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) :(3/ 473) بشواهده.

ص: 72

فرع: حديث " لا تزول قدم عبد يوم القيامة [حتى يسأل] 1 عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه "2.

(1) ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وهو ثابت في بقية النسخ.

(2)

[37 ح]((سنن الترمذي)) : (4/ 612 ، ح 2417) ، كتاب صفة القيامة، باب في القيامة. ((مجمع الزوائد)) :(10/ 346) ، باب ما جاء في الحساب عن الطبراني في ((الأوسط)) .

((سنن الدارمي)) : (1/ 110 ، ح 543) ، المقدمة، باب من كره الشهرة والمعرفة. والحديث رواه جمع من الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد رُوي عن أبي برزة الأسلمي، وعن معاذ بن جبل، وعن ابن عباس، وعن أبي الدرداء، وعن ابن مسعود رضي الله عنهم.

زاد في بعض الروايات في ((المجمع)) : ((وعن حبنا أهل البيت)) ، وفي ((سنن الترمذي)) في رو، الآية ابن مسعود:((حتى يسأل عن خمس)) .

والحديث قال فيه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وصححه الألباني، انظر:((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) : (2/ 667 ، ح 946) .

وانظر: ((تحقيقه لاقتضاء العلم العمل)) : (ص 159 ، ح1 ،2 ، 3) .

انظر تفصيل التخريج في الملحق.

ص: 73

هذا الحديث وما أشبهه كقوله صلى الله عليه وسلم " ما منكم [من] 1 أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان "2 عام لأنه نكرة في سياق النفي لكنه مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم " [يدخل] 3 الجنة سبعون ألفا من أمتي بغير حساب "4 وبقوله تعالى5 " أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن "6.

(1) كلمة: (من) سقطت من ((الأصل)) ، وأضفتها من النسخ الأخرى.

(2)

[38 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (13/ 423 ، ح 7443) ، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} . و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (7/ 106 ، ح67/ 1016) ، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة. والحديث رواه عدي بن حاتم رضي الله عنه.

انظر التفصيل في تخريجه في الملحق.

(3)

ما بين القوسين من ((ر)) و ((ع)) ، وفي ((الأصل)) و ((ش)) :(يدخلون) . وقد اختلفت النسخ في اللفظ فبعضها: ((يدخل الجنة سبعون ألفا)) ، وبعضها:((يدخل الجنة من أمتك)) ، وبعضها:((يدخل الجنة من أمتي)) .

(4)

[39 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (11/ 305 ، ح 6472) ، كتاب الرقاق، باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(3/ 91 ، ح 372/ 218) ، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طائفة من المسلمين الجنة بغير حساب. والحديث في ((صحيح البخاري)) مروي عن ابن عباس، وفي ((صحيح مسلم)) مروي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما.

انظر تفصيل التخريج في الملحق.

(5)

أي: في الحديث القدسي.

(6)

[40 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (8/ 395-396 ، ح 4712) ، كتاب التفسير، باب ذرية من جعلنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا. ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(3/ 66-69 ، ح 327/ 194) ، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. الحديث مروي من طريق أبي هريرة رضي الله عنه.

انظر التخريج المفصل في الملحق.

ص: 74

ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئًا، وذكروا أشياء.........

{ثم نهض} أي: قام من بين أصحابه " فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئًا، وذكروا أشياء "1 أي: غير هذا، فقيل: إنهم من أهل البقيع، كأن وجوههم القمر ليلة البدر، روى2 الطبراني3 عن أمِّ قيس بنت محصن4 قالت:

_________

(1)

قوله: (وذكروا أشياء) في ((الأصل)) ، وقد سقطت من بقية النسخ.

(2)

رو، الآية الطبراني هذه تفردت بذكرها النسخة ((الأصل)) وسقطت من بقية النسخ.

(3)

هو: سليمان بن أحمد بن أيوب -أبو القاسم- الشامي، الطبراني، الإمام، الحافظ، صاحب المعاجم الثلاثة، له تصانيف كثيرة، منها مما يتعلق بالعقيدة جزءان في الرؤية، وجزء في الرد على الجهمية، وجزء في الرد على المعتزلة، وجزء في ذم الرأي، وُلد سنة 260هـ، وتوفي سنة 360هـ.

انظر ترجمته في: ((سير أعلام النبلاء)) : (16/ 119-130)، ((وفيات الأعيان)) :(2/ 407)، ((تذكرة الحفاظ)) :(3/ 912-917) .

(4)

هي: أمِّ قيس بنت محصن بن حرثان الأسدية، أخت عكاشة بن محصن، أسلمت بمكة قديمًا، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، روي أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أنتزاور إذا متنا، يزور بعضنا بعضًا؟ قال: يكون النسم طائر يعلق بالجنة حتى إذا كان يوم القيامة دخل كل نفس في جثتها)) وقد ذكر هذا الأثر عن أم قيس الأنصارية وذكر عن أم هانئ.

انظر ترجمتها في: ((أسد الغابة)) : (6/ 379-380)، ((الإصابة)) :(13/ 269)، ((طبقات ابن سعد)) :(8/ 242) .

ص: 75

فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال:"هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ".

أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى أتينا البقيع فقال: " يا أم قيس، يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب "، فقام رجل فقال: أنا منهم، قال:"نعم"، فقال آخر فقال: أنا منهم؟ فقال: سبقك بها عكاشة 1"23.

{فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه} / بخوضهم في أولئك {فقال: " هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون "4} . تمسك بهذا الحديث من كره الرقى والكي من بين سائر

_________

(1)

هو: عكاشة بن محصن بن حرثان -أبو محصن- الأسدي، صحابي جليل ممن شهد بدرا، بشره الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ممن يدخل الجنة بغير حساب، قتله طليحة الأسدي الذي ادعى النبوة سنة 12هـ في عهد أبي بكر. انظر ترجمته في:((الطبقات)) لابن سعد: (3/ 92)، ((الإصابة)) :(7/ 32)، ((أسد الغابة)) :(3/ 564-565)، ((سير أعلام النبلاء)) :(1/ 307-308) .

(2)

((معجم الطبراني الكبير)) : ((مجمع الزوائد)) : (4/ 13) ، كتاب الحج، باب مقبرة المدينة. و ((إتحاف السادة المتقين)) :(9/ 388)، (10/ 567) . الحديث قال فيه الهيثمي: رواه الطبراني في ((الكبير)) ، وفيه من لم أعرفه.

(3)

في ((الأصل)) جاء هنا زيادة قوله: (قيل: إنه استشهد في قتال الردة رضي الله عنه ، وليس هنا موضعه المناسب، وسيأتي بعد قوله: (سبقك بها عكاشة) في حديث الباب، انظر:(ص 78) .

(4)

وصف السبعين ألفا بهذه الأوصاف جاءت به الرو، الآية عن ابن عباس في ((صحيح البخاري)) . انظره: مع ((الفتح)) : (11/ 305 ، ح 6472) ، كتاب الرقاق، باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وجاءت -أيضا- مستقلة في ((صحيح مسلم)) عن عمران بن حصين. انظر:((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (3/ 91، ح 371، 372/ 218) ، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب.

ص: 76

فقام عكاشة بن محصن

الأدوية، وزعم أنهما قادحان في التوكل.

وقال عياض وغيره: الحديث يدل على أن للسبعين الألف مزية على غيرهم وفضيلة تفردوا بها1 {فقام عكاشة بن محصن} الأسدي- بتشديد الكاف وتخفيفها- قيل: كان من أجمل الرجال، وكنيته أبو محصن، وهاجر وشهد بدرًا، وقاتل فيها2 قال ابن إسحاق3 بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" خير فارس من العرب عكاشة "45.

_________

(1)

انظر: ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (3/ 90) ، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة، وعياض المعني به: القاضي عياض.

(2)

انظر: ((أسد الغابة)) : (3/ 564-565)، و ((الإصابة)) :(7/ 32) .

(3)

هو: محمد بن إسحاق بن يسار -أبو بكر المطلبي- المعروف بابن إسحاق، إمام حافظ، رأى أنس بن مالك، قال ابن عيينة: ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق، وقد نقل الذهبي عن بعضهم أنه كان قدريًّا، وعن بعضهم أنه كان يلعب بالديوك ثم قال: والذي تقرر عليه العمل أن إليه المرجع في المغازي والأيام النبوية، مات سنة 151هـ. انظر ترجمته في:((تذكرة الحفاظ)) : (1/ 172-174)، ((تهذيب التهذيب)) :(9/ 38-46) .

(4)

انظر: ((السيرة النبوية)) لابن هشام: (1/ 638)، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا عن أهله: ((منا خير فارس في العرب)) قالوا: ومن هو يا رسول الله؟ قال: ((عكاشة بن محصن)) . وانظره بلفظه في: ((فتح الباري)) : (11/ 411) ، كتاب الرقاق.

(5)

قوله: (قيل: كان من أجمل الرجال. . . إلى قوله من العرب عكاشة) هو كذلك في ((الأصل)) ، وفي النسخ الأخرى جيء به بعد قوله:(سبقك بها عكاشة) .

ص: 77

فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: قد سبقك بها عكاشة "1.

{فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: " أنت منهم 2 "} " وفي رواية: "اللهم اجعله منهم3 " {ثم قام رجل آخر فقال4 ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "قد سبقك5 بها عكاشة 6 "} "[استشهد عكاشة في قتال الردة رضي الله عنه]78.

_________

(1)

البخاري: الطب (5752)، ومسلم: الإيمان (220)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) ، وأحمد (1/271) .

(2)

قوله: (فقال: أنت منهم) هو هكذا في ((الأصل)) ، وقد سقط من بقية النسخ.

(3)

[41 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 276 ، ح 5811) ، كتاب اللباس، باب البرود والحبر والشملة. ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(3/ 88 ، 89 ، ح 367 ، 369/ 216) ، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب.

انظر التخريج المفصل في الملحق.

(4)

زاد هنا في ((ر)) : (يا رسول الله) ، وسقطت من بقية النسخ.

(5)

هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ و ((المؤلفات)) :(فقال: سبقك بها) .

(6)

[42 ح]((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (3/ 92-93 ، ح 374/ 220) ، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب. وانظر بعض أجزائه في ((صحيح البخاري مع الفتح)) :(10/ 155 ، ح 5705) ، كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره.

انظر التخريج المفصل في الملحق.

(7)

ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وهو في بقية النسخ.

(8)

انظر: ((أسد الغابة)) : (3/ 565)، و ((الإصابة)) :(7/ 32) .

ص: 78

قال القرطبي1 لم يكن عند الثاني2 من تلك الأحوال ما كان عند عكاشة فلذلك لم يجبه إذ لو أجابه لجاز أن يطلب ذلك كل من كان حاضرا، فيتسلسل فسَدَّ الباب3 فقوله:" سبقك بها عكاشة " من حسن خلقه صلى الله عليه وسلم. قال النووي4 الأظهر المختار أن الرجل هو سعد بن عبادة5.

(1) هو: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، الخزرجي، المالكي -أبو عبد الله- القرطبي، صاحب كتاب ((الجامع لأحكام القرآن)) في التفسير، والذي يحكي مذاهب السلف كما ذكره ابن العماد، وصاحب كتاب ((التذكرة في أمور الآخرة)) ، مات سنة 671هـ. انظر ترجمته في:((الأعلام)) : (5/ 322)، ((شذرات الذهب)) :(5/ 335)، ((طبقات المفسرين)) للداوودي:(2/ 69-70) .

(2)

في ((ع)) ، و ((ش)) سقط قوله:(لم يكن عند) .

(3)

انظر: ((فتح الباري)) : (11/ 412) ، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب.

(4)

هو: يحيى بن شرف -أبو زكريا- النووي، الشافعي، الملقب بمحيي الدين، عالم في الفقه والحديث، نقل عنه قوله:(خطر لي الاشتغال فيه علم الطب فاشتريت كتاب القانون فيه وعزمت على الاشتغال فيه فأظلم عليّ قلبي، وبقيت أياما لا أقدر على الاشتغال بشيء ففكرت في أمري ومن أين دخل عليّ الداخل فالهمني الله أن سببه اشتغالي بالطب فبعت القانون في الحال واستنار قلبي) ، وُلد رحمه الله سنة 631هـ، وتوفي سنة 676هـ. انظر ترجمته في:((شذرات الذهب)) : (5/ 354-356)، ((الأعلام)) :(8/ 149- 150)، ((تذكرة الحفاظ)) :(4/ 1470-1474) .

(5)

هو: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حرام الأنصاري سيد الخزرج، صحابي جليل، كان ذا جود وكرم، دعا له ولآله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة)) ، توفي سنة 15هـ بحوران بالشام. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (4/ 152-153)، ((صفة الصفوة)) :(1/ 503)، ((أسد الغابة)) :(2/ 204-206) .

ص: 79

رضي الله عنه-. وفي البخاري1 [فقام] 2 رجل من الأنصار، وهذا أولى من قول من قال3 كان منافقا4.

فرع: لا يظن أن5 من استرقى، واكتوى لا يدخل الجنة بغير حساب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وأمر بالرقى، وكذا كوى نفسه وأصحابه6.

(1) انظره: مع ((الفتح)) : (11/ 406، ح 6542) ، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفا.

(2)

في ((الأصل)) : (فقال) ، وهو خطأ، وصوبته من بقية النسخ، ومن الرو، الآية في ((صحيح البخاري)) .

(3)

كلمة: (قال) سقطت من ((ر)) ، و ((ع)) ، وهي ثابتة في ((الأصل)) ، و ((ش)) .

(4)

انظر: ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (3/ 89-90) .

(5)

كلمة: (أن) سقطت من ((ر)) ، و ((ع)) ، وهي ثابتة في ((الأصل)) ، و ((ش)) .

(6)

وقد أورد الشارح رحمه الله الأدلة على جواز تلك الأمور، فحديث جابر وحديث أنس، وحديث عمران وحديث ابن عباس رضي الله عنهم كلها أدلة على جواز الكي لكن تركه من كمال التوحيد. وقوله لآل عمرو بن حزام:((اعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك)) دليل على جواز الرقى إذا لم تكن شركا. ويبقى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وأمر بالرقى، وكوى نفسه وأصحابه. فأما رقيته لنفسه فيستدلون عليه بما ورد في ((صحيح البخاري)) أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده. انظر:((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 209 ، ح 5748) ، كتاب الطب، باب النفث في الرقية. وأما أمره بالرقى فيدل عليه ما ورد في ((صحيح البخاري)) -أيضا- عن عائشة رضي الله عنها قالت:((أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر أن يسترقي من العين ((. وما ورد فيه -أيضا- عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: ((استرقوا لها فإن بها نظرة)) . انظر: ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 199) ، كتاب الطب، باب رقية العين. وأما كيه لنفسه فيستدلون عليه إطلاق بعض الأقوال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتوى، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم اكتوى للجرح الذي أصابه بأحد، وقد جزم ابن التين بأنه اكتوى وعكسه ابن القيم في ((الهدي)) . وقد تعقب ابن حجر رحمه الله ذلك فقال: ولم أر في أثر صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى. إلا أن القرطبي نسب إلى كتاب ((أدب النفوس)) للطبري أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى. وذكره الحليمي بلفظ: روي أنه اكتوى للجرح الذي أصابه بأحد، قلت -القول لابن حجر-: والثابت في ((الصحيح)) في غزوة أحد أن فاطمة أحرقت حصيرا فحشت به جرحه وليس هذا الكي المعهود. انظر: ((فتح الباري)) : (10/ 156) ، كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره. وأما كيه لأصحابه فيستدلون عليه بحديث جابر في قصة سعد بن معاذ، وبحديث أنس في كي أسعد بن زرارة الآتيان بعد هذا.

ص: 80

عن جابر رضي الله عنه قال: " لما رمي سعد بن معاذ1 رضي الله عنه في أكحله2 حسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص3 ثم ورمت فحسمت

(1) هو: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس الأنصاري، صحابي جليل، وهو القائل يوم بدر عن الأنصار:((امض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك)) توفي من أثر جراح في أكحله وقع له يوم الخندق، ولما مات قال صلى الله عليه وسلم:((اهتز عرش الرحمن لموت سعد)) ، مات سنة 5 من الهجرة. انظر ترجمته في:((أسد الغابة)) : (2/ 221- 224)، ((صفة الصفوة)) :(1/ 455- 465)، ((الإصابة)) :(4/ 171) .

(2)

الأكحل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده، ويدعى نهر البدن وفي كل عضو منه شعبة. . . فإذا قطع في اليد لم يرقأ الدم. انظر:((النهاية)) : (4/ 154)، و ((لسان العرب)) :(11/ 586) .

(3)

المشقص: نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض. انظر: ((لسان العرب)) : (7/ 48) .

ص: 81

ثانية " أخرجه مسلم وأبو داود1.

وعن أنس رضي الله عنه قال: " كوى النبي صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة2 من الشوكة3 " الشوكة: حمرة تعلو الوجه والجسد4. وكيه صلى الله عليه وسلم بيان للجواز عند الضرورة، وقيل: إنما كوى سعد بن معاذ ليرقأ الدم عن جرحه وخاف عليه أن ينزف فيهلك، والكي مستعمل في هذا الباب، وهو من

(1)((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (14/ 445 ، ح 75/ 2208) ، كتاب السلام، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي. وانظر:((سنن أبي داود)) : (4/ 200 ، ح 3866) ، كتاب الطب، باب في الكي، وقد جاء فيه مختصرا بلفظ:((أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ في رميته)) . و ((سنن ابن ماجه)) : (2/ 1156 ، ح 3494) ، كتاب الطب، باب من اكتوى.

(2)

هو: أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة -أبو أمامة- الأنصاري الخزرجي وهو من أول الأنصار إسلاما، شهد العقبتين، مات في السنة الأولى من الهجرة، وكان موته بسبب مرض يقال له: الذبحة، وهو أول من دفن بالبقيع. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (1/ 50-51)، ((أسد الغابة)) :(1/ 86-87)، ((سير أعلام النبلاء)) :(1/ 299-304)، ((طبقات ابن سعد)) :(3/ 608-612) .

(3)

((سنن الترمذي)) : (4/ 390، ح 2050) ، كتاب الطب، باب ما جاء في الرخصة في ذلك. / ((مسند الإمام أحمد)) :(5/ 378)، ((معجم الطبراني)) كما في ((مجمع الزوائد)) :(5/ 98)، ((مسند أبي يعلى)) (كما في ((مجمع الزوائد)) :(5/ 98) . الحديث قال فيه الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات، وقال في بعض طرقه: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وقال في أخرى: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وصححه الألباني كما في ((صحيح سنن الترمذي)) : (2/ 204 ، ح 1670) .

(4)

فسرت الشوكة بهذا، وفسرت -أيضا- بأنها داء كالطاعون ولعلها مرضان. انظر:((لسان العرب)) : (10/ 455)، مادة:((شوك)) .

ص: 82

العلاج الذي يعرفه الخاصة، وأكثر العامة، والعرب تستعمل الكي كثيرًا فيما يعرض لها من الأدواء1 وتعاطي الأسباب لا ينافي التوكل، ولكن مقام الرضا والتسليم أعلى من مقام تعاطي الأسباب2 وترك الرقية [والكي] 34 من تحقيق التوحيد، والناس فيه مراتب5.

(1)((معالم السنن)) للخطابي: (4/ 197-198) .

(2)

وهذا مقيد بما إذا كانت هذه الأسباب مكروهة أو مباحة فيتركها العبد توكلا على الله لكونها أسبابا مكروهة، أما تعاطي الأسباب المشروعة فلا يقدح في مقام الرضا والتسليم.

(3)

قوله: (والكي) سقط من ((الأصل)) ، وألحقته من بقية النسخ.

(4)

لو عبر بقوله: (وترك الاسترقاء والاكتواء) لكان أوفق للنص: ((الذين لا يسترقون ولا يكتوون)) ; لأن المقصود أن المكروه هو طلب الرقية والكي.

(5)

نقل القرطبي عن غيره أن استعمال الرقى والكي قادح في التوكل; لأن البرء فيهما أمر موهوم وما عداهما محقق عادة كالأكل والشرب فلا يقدح ثم تعقبه فقال: وهذا فاسد من وجهين: أحدهما: أن أكثر أبواب الطب موهوم. والثاني: أن الرقى بأسماء الله تعالى تقتضي التوكل عليه والالتجاء إليه والرغبة فيما عنده والتبرك بأسمائه، ولو كان ذلك قادحًا في التوكل لقدح الدعاء، إذ لا فرق بين الذكر والدعاء. ثم ذكر أن طائفة من الصوفية قالت: لا يستحق اسم التوكل إلا من لم يخالط قلبه خوف غير الله تعالى حتى لو هجم عليه الأسد لا ينزعج وحتى لا يسعى في طلب الرزق لأن الله ضمنه له. ثم تعقبه فقال: وأبى ذلك الجمهور وقالوا: يحصل التوكل بأن يثق بوعد الله ويوقن بأن قضاءه واقع، ولا يترك اتباع السنة في ابتغاء الرزق مما لا بد له منه من مطعم ومشرب وتحرز من عدو بإعداد السلاح وإغلاق الباب ونحو ذلك، ومع ذلك فلا يطمئن إلى الأسباب بقلب، بل يعتقد أنها لا تجلب بذاتها نفعًا ولا تدفع ضرًا، بل السبب والمسبب فعل الله تعالى، والكل بمشيئته، فإذا وقع من المرء ركون إلى السبب قدح في توكله. انظر:((فتح الباري)) : (11/ 409-410) ، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب.

ص: 83

يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [لآل عمرو بن حزم] 12 "اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك "3.

(1) في ((ر)) : (قال لآل عمرو بن العاص وابن حزم)، وفي ((ع)) :(قال لابن عمر وابن حزم)، وفي ((ش)) :(قال لا لعمرو ابن حزم)، والصواب المثبت من مصادر الحديث:(قال لآل عمرو بن حزم) .

(2)

هو: عمرو بن حزم بن زيد الأنصاري الخزرجي -أبو الضحاك- صحابي جليل، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على نجران، روى محمد بن سيرين عنه أنه كلم معاوية بكلام شديد لما أراد البيعة ليزيد، وروى عنه أنه روى لعمرو بن العاص لما قتل عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((تقتله الفئة الباغية)) ، مات سنة 53هـ. انظر ترجمته في:((أسد الغابة)) : (3/ 711)، ((شذرات الذهب)) :(1/ 59)، ((الأعلام)) :(5/ 76) .

(3)

[43 ح] الرو، الآية التي عن آل عمرو بن حزم نصها: أنهم جاءوا فقالوا: يا رسول الله، إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوا عليه، فقال:((ما أرى بأسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ((. انظر: ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (14/ 437 ، ح 63/ 2199) ، كتاب السلام، باب استحباب الرقية. و ((السنن الكبرى)) للبيهقي:(9/ 349)، كتاب الضحايا. و ((فتح الباري)) :(10/ 195) ، كتاب الطب، باب الرقى إلا أنه قال في آخره:((فليفعل)) . أما الرو، الآية التي نسبها الشارح إلى آل عمرو بن حزم فالصحيح أنها عن عوف بن مالك رضي الله عنه، ولعل ذكرها بجوار رو، الآية آل عمرو في تلك المصادر التي اعتمدت عليها الشارح كان السبب في خلط الشارح بينهما وتخريج هذه الرو، الآية أعني: رو، الآية عوف:((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (14/ 437 ، ح 64/ 2200) ، كتاب السلام، باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك. و ((سنن أبي داود)) :(4/ 214 ، ح 3886) ، كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى. انظر تفصيل التخريج في الملحق.

ص: 84

عن عمران بن حصين12 رضي الله عنهما قال: " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي فابتلينا فاكتوينا كيات فما أفلحنا ولا أنجحنا "3 أخرجه أبو داود والترمذي4.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهي أمتي عن الكي "5.

(1) في ((ر)) : (عمر ابن حصيب) وهو تصحيف ظاهر.

(2)

هو: عمران بن الحصين -صحابي جليل أسلم عام خيبر سنة 7هـ، وكان من علماء الصحابة، كان ممن تسلم عليه الملائكة، روى عنه قوله: اكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا، وأنه لما اكتوى انقطع عنه التسليم مدة، توفي سنة 52هـ. انظر ترجمته في:((تذكرة الحفاظ)) : (1/ 29)، ((صفة الصفوة)) :(1/ 681)، ((طبقات ابن سعد)) :(7/ 9) .

(3)

الترمذي: الطب (2049)، وأبو داود: الطب (3865)، وابن ماجه: الطب (3490) ، وأحمد (4/427) .

(4)

[44 ح]((سنن أبي داود)) : (4/ 197 ، ح 3865) ، كتاب الطب، باب في الكي. و ((سنن الترمذي)) :(4/ 389 ، ح 2049) ، كتاب الطب، باب ما جاء في كراهية التداوي بالكي. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني، انظر:((صحيح سنن أبي داود)) : (2/ 733 ، ح 3274)، و ((صحيح سنن الترمذي)) :(2/ 204 ، ح 1669) .

انظر تفصيل التخريج في الملحق.

(5)

[45 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 136) ، كتاب الطب، باب الشفاء في ثلاث. ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(14/ 442 ، ح 71/ 2205) ، كتاب السلام، باب لكل داء دواء.

انظر تفصيل التخريج في الملحق.

ص: 85

‌الفصل الثاني: التعريف بنسخ الكتاب

النسخ وكيفية الحصول عليها ورموزها:

وقفت على أربع نسخ للكتاب:

الأولى: نسخة ضمد، وقد حصلت على أصلها المخطوط من مكتبة الشيخ علي بن محمد أبو زيد الحازمي المدرس في معهد ضمد العلمي، وقد حصلت عليها بادئ ذي بدء بواسطة الأخ الفاضل محمد بن هادي المدخلي المدرس في كلية الحديث بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية الذي كان قد استعارها من صاحبها، فلما سمعني أذكر الكتاب وأن له نسخة في ضمد أخبرني بوجودها عنده، وقدمها إليَّ.

فجزاه الله خير الجزاء، وجزى الله صاحبها مثليه حيث أمهلني ببقائها عندي حتى انتهيت من عملي.

والمخطوطة ليس لها رقم مخصوص في مكتبة صاحبها.

وقد جعلت هذه النسخة أصلاً نسخت عليه، وقارنت النسخ الأخرى به لما امتازت به من القدم ووضوح الخط وقلة التحريف والسقط مقارنة بغيرها، إضافة إلى توافر أصلها المخطوط بين يدي.

الثانية: نسخة من الرياض، حصلت على صورتها من مكتبة الرياض العامة السعودية التي أصبحت في دار الإفتاء.

وقد قام بتصويرها لي الأخ الفاضل صالح بن محمد العقيل المحاضر في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فجزاه الله عني خير الجزاء.

ص: 73

وهي برقم عام 86، ورقم التصنيف 361، وقد رمزت لها بحرف "ر".

الثالثة: نسخة من الرياض أيضًا، حصلت عليها من مكتبة خاصة يمتلكها الشيخ عمر غرامة العمروي، وقد أحسن جزاه الله خيرًا فأعارني أصل المخطوط. وهي برقم 157 مخطوطات كما ذكره لي مشافهة وقيدته عنه وقد رمزت لها بحرف "ع".

الرابعة: نسخة من شوحط من قرى عسير، وقد حصلت على صورة منها من صاحبها الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبد الله الزميلي، وقد أطلعني على أصل المخطوط وأخبرني أنها بخط جد والده. فجزى الله من قدمها لي خير الجزاء، ورحم الله كاتبها رحمة واسعة.

وليس للنسخة رقم في مكتبته، وقد رمزت لها بحرف "ش".

وصف النسخ:

- النسخة الأولى:

خطها جيد، وهي قليلة الأخطاء، وكاتبها يبدل الهمزة ياء في مثل قوله (علمايه، الملايكة، خطييات)، ويستعمل الرسم العثماني في مثل قوله:(الصلاة، الزكاة) .

ويخطئ قليلاً في الإملاء في مثل (الانتهى، الإسرى) ونحوها.

وقد جعل ناسخها نص كتاب التوحيد باللون الأحمر، وشرحه بالخط الأسود، لكنه لم يلتزم اللون الأحمر للنص بدقة بل حلى به الشرح أحيانًا في مثل قوله:(أولاً، ثانيًا)، وفي مثل قوله:(تتمة، فرع، قيل، ونحوها) .

ص: 74

وقد مُحِيَ الخط الأحمر في كثير من الصفحات خصوصًا في أوائل الكتاب. وقد أحاط الكتابة في كل صفحة بخطين أحمرين ومسطرة الصفحة في هذه النسخة 23×16 سم وعلى أطراف أوراقها أثر احتراق وغرق.

وعدد صفحاتها 213 صفحة.

وتتراوح عدد أسطر كل صفحة بين 20 إلى 21 سطرًا.

وقد وجدت في هذه النسخة تقديمًا وتأخيرًا بين الأوراق ربما حصل عند التجليد فرتبتها ورقمتها.

ووجدت أنه قد سقط منها ما يقارب صفحتين وذلك من أول باب (ما جاء في اللو) من بعد قوله: وقيل: لو كنا على إلى أول (باب لا تسبوا الريح) وقوفًا على قوله: عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكملت ذلك النقص بالنظر في النسخ الأخرى.

وعلى هذه النسخة بعض التصحيحات والإضافات اليسيرة الدالة على تصحيحها ومقابلتها بغيرها.

وقد جلد معها في أولها جزء من نظم عبد الله بن محمد الأمير لعمدة الأحكام وهو مبتور من أوله حيث بدأ بباب القراءة في الصلاة.

أول المخطوط:

وقد كتب على ورقتها الأولى (كتاب تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد) للشيخ العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي البكري العجيلي نفع الله به وبعلومه آمين اللهم آمين آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا كريم آمين اللهم آمين.

ص: 75

- آخر المخطوط:

وقد كتب على ورقتها الأخيرة قول كاتبها: تم هذا الشرح العظيم بعون الله الملك الرحيم إنه جواد كريم، وفقنا الله لفهم معانيه والعمل بما فيه.

وكان الفراغ من رقمه في شهر محرم الحرام سنة أربعة وستين ومائتين وألف.

وذلك بعناية الأخ السيد الجليل الأفضل رفيع المنصب والمحل شيعي1 آل الرسول نسأل الله أن يقينا وإياه المحذور، ويتولى إعانتنا وإعانته في جميع الأمور.

وأن يختم لنا وله بالصالحات من الأعمال2 محمد وآله خير آل، وأن ينشر علينا وعلي ظل رحمته، وأن يجعلنا من الفائزين برضائه في جناته وغرفاته، وأن يوفق الجميع إلى أوضح طريق وأقوم منهج إنه على ما يشاء قدير نعم المولى ونعم النصير.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا مباركًا فيه من يومنا هذا إلى يوم الدين سرمدًا بسرمد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

حسين بن إسماعيل بن حسن الحازمي حفظه الله3 وأبقاه فيما يرضيه وصلى الله على سيد محمد وآله.

كان ذلك بقرية ضمد المحروسة حرسها الله من نقمه وأسبل عليها نعمه آمين، اللهم آمين آمين.

(1) يقصد بكلمة شيعي هنا التشيع اللغوي بمعنى الموالي والمحب لآل البيت.

(2)

هنا كلمة محيت بيد متأخر.

(3)

أطال الكاتب الجمل بين قوله وذلك بعن، الآية الأخ السيد وبين ذكر اسمه هنا.

ص: 76

‌باب من حقق التوحيد دخل الجنة

قال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً..........................

{2- باب من حقق التوحيد دخل الجنة}

{قال الله تعالى:: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} 1} للمفسرين في معنى هذه اللفظة أقوال:

أحدها: قول ابن مسعود: الأمة معلم الخير، يعني: أنه كان معلمًا للخير يأتم به أهل الدنيا2.

الثاني: قال مجاهد: إنه كان مؤمنًا وحده والناس كلهم كفار3 فلهذا المعنى كان أمة وحده.

الثالث: 4 قال قتادة5 ليس أهل دين إلا وهم يتولونه ويرضونه، وكان عليه السلام إماما يقتدى به6 دليله قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ

_________

(1)

سورة النحل، الآية:120.

(2)

((تفسير البغوي)) : (3/ 89)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503)، و ((تفسير ابن كثير)) :(2/ 612)، و ((تفسير السيوطي)) :(5/ 176) .

(3)

((تفسير البغوي)) : (3/ 89)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503) .

(4)

ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وألحقته من بقية النسخ.

(5)

هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، أحد علماء التابعين، كان ثقة مأمونا حجة في الحديث، وكان يقول بشيء من القدر كما ذكر ذلك ابن سعد وابن حجر، وُلد سنة 61هـ، وتوفي سنة 117هـ. انظر ترجمته في:((تهذيب التهذيب)) : (8/ 351-356) ، ((البداية، والنهاية، ((: (9/ 352)، ((طبقات ابن سعد)) :(7/ 229-231) .

(6)

((تفسير البغوي)) : (3/ 89)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503) .

ص: 64

إِمَاماً} 1. فهو إمام الموحدين، قيل: إنما3 سمى أمة; لأنه قام مقام أمة في عبادة الله 45.

{قَانِتاً لِلَّه} ِ يعني: مطيعا لله قائما بأوامر الله6 {حَنِيفاً} 7 يعني: مقيما على دين الإسلام، لا يميل عنه ولا يزول8 وقيل: من اختتن وضحى وأقام مناسك الحج9 {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يعني: أنه عليه السلام كان من الموحدين المخلصين من صغره إلى كبره10 ومناسبة الآية للترجمة

أن الله وصف إبراهيم الخليل عليه السلام بتحقيق التوحيد، وهذا دليل على أنه أرفع المقامات وأفضل الدرجات وأجل الحسنات.

_________

(1)

سورة البقرة، الآية:124.

(2)

سورة النحل، الآية:120.

(3)

هكذا في ((الأصل)) ، وفي النسخ الأخرى:(قيل: إنه) .

(4)

قوله: (لأنه قام مقام أمة) سقط من ((ر)) .

(5)

انظر: ((المفردات)) للراغب: (ص 23)، و ((تفسير ابن عطية)) :(10/ 248) .

(6)

انظر: ((تفسير القرطبي)) : (10/ 198) ، (2/ 86) ، (3/ 213)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503) ، (1/ 135-136) .

(7)

أضيف هنا في ((الأصل)) ، وفي ((ع)) ، و ((ش)) قوله:(مسلما) على أنها من ال، الآية ولم ترد هذه الزيادة في ((ر)) ، وهو الصواب الموافق لهذه ال، الآية.

(8)

انظر: ((تفسير القرطبي)) : (2/ 139-140)، و ((تفسير البغوي)) :(3/ 89) ، (1/ 119) .

(9)

انظر: ((تفسير الطبري)) : (1/ 1/ 565)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(1/ 150) .

(10)

انظر: ((تفسير الرازي)) : (20/ 135) .

ص: 65

وقال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} .

عن حصين بن عبد الرحمن رضي الله عنه قال: كنت عند سعيد ابن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ ...........................

{وقال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} 1} مدح الله الموحدين وأثنى عليهم بكونهم لا يشركون.

{عن حصين بن عبد الرحمن2 -رضي الله عنه3 - قال: كنت عند سعيد ابن جبير4 فقال: أيكم رأى الكوكب} أي: النجم5 {الذي6 انقض} أي: سقط ونزل {البارحة} .

_________

(1)

سورة المؤمنون، الآية:59.

(2)

هو: حصين بن عبد الرحمن -أبو الهذيل- السلمي الكوفي الحافظ، حدث عن جابر ابن سمرة، وابن أبي ليلى، وحدث عنه شعبة والثوري وأبو عوانة، وُلد سنة 43هـ، ومات سنة 136هـ.

انظر ترجمته في: ((سير أعلام النبلاء)) : (5/ 422-424)، ((تهذيب التهذيب)) :(2/ 381-383)، ((تذكرة الحفاظ)) :(1/ 143) .

(3)

هكذا في جميع النسخ، وفي ((المؤلفات)) سقط الترضي، وهو الصواب لئلا يوهم أنه صحابي.

(4)

هو: سعيد بن جبير بن هشام -أبو عبد الله- أحد أعلام التابعين، أخذ العلم عن ابن عباس، وكان عالما بالفرائض حتى لقد جاء ابن عمر رجل يسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني، قتله الحجاج سنة 95هـ.

انظر ترجمته في: ((وفيات الأعيان)) : (2/ 371-374)، ((طبقات ابن سعد)) :(6/ 256-267)، ((تهذيب التهذيب)) :(4/ 11-14) .

(5)

سقطت كلمة: (النجم) من ((ر)) .

(6)

كلمة: (الذي) سقطت من ((ر)) .

ص: 66

فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت، قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديثًا حدثناه الشعبي قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن

عن ابن مسعود- رضي الله عنه قال: " أمرنا ألا نتبع أبصارنا الكوكب إذا انقض وأن نقول عند ذلك ما شاء الله، لا قوة إلا بالله1 "{فقلت2 أنا، ثم قلت} عقب ذلك {أما إني لم أكن في صلاة} ليبعد عن مدح نفسه بما ليس فيه فقال: لم أكن في صلاة3 {ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت، قال: فما حملك على ذلك، قلت: حديث حدثناه} عامر {الشعبي4 قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن

_________

(1)

((عمل اليوم والليلة)) لابن السني: (ص308، ح 653) ، باب ما يقول إذا انقض الكوكب، وهو في ((الأذكار)) للنووي:(ص 234، ح 550) ، وقد أحاله على ابن السني، وفي ((المسند)) للإمام أحمد:(5/ 299) بلفظ: ((نهينا أن نتبع أبصارنا)) . الحديث: قال في ((المرقاة)) : إسناده ليس بثابت. وقال الحافظ ابن حجر: إن حديث ابن مسعود تفرد به من اتهم بالكذب وهو عبد الأعلى. انظر: ((الفتوحات الربانية)) : (4/ 281) .

(2)

سقطت كلمة: (فقلت) من ((ر)) .

(3)

قوله: (في صلاة) سقطت من ((ر)) .

(4)

هو: عامر بن شراحيل الشعبي -أبو عمرو- فقيه فاضل، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه، قيل بأنه أدرك خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وُلد سنة 19هـ، واختلف في وفاته بين سنة 103هـ وسنة 106هـ. انظر ترجمته في:((تهذيب التهذيب)) : (5/ 65-69)، ((وفيات الأعيان)) :(3/ 12- 16) ، ((طبقات ابن سعد)) ; (6/ 246-259) .

ص: 67

الحصيب أنه قال: " لا رقية إلا من عين أو حمة "1.

الحصيب2 أنه قال: " لا رقية3 إلا من عين أو حمة " يعني: ليست الرقية من العين4 إذا أصابت إنسانا بشرك وكذلك رقية الملدوغ.

عن سهل بن حنيف5 (لا رقية إلا من نفس أو حمة أو لدغة (6.

_________

(1)

البخاري: الطب (5705)، ومسلم: الإيمان (220) ، وأحمد (1/271) .

(2)

هو: بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج -أبو عبد الله-، وقيل: أبو سهل، وقيل: أبو ساسان، وأبو الحصيب، الأسلمي، صحابي جليل، روى عن رسول الله أنه كان يتفاءل ولا يتطير، توفي رضي الله عنه سنة 63هـ، وقيل: 62هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (1/ 209-210)، ((طبقات ابن سعد)) :(7/ 8)، ((سير أعلام النبلاء)) :(2/ 469-470) .

(3)

قوله: (أنه قال: لا رقية) سقط من ((ر)) .

(4)

في ((ر)) : (إلا من العين) ، وهو خطأ يغير المعنى.

(5)

هو: سهل بن حنيف بن واهب -أبو ثابت- الأنصاري الأوسي، صحابي جليل، روي عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فمر بنهر فاغتسل فيه، وكان رجلاً حسن الجسم فمر به رجل من الأنصار فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة وتعجب من خلقته فلبط به فصرع فحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم محموما، فسأله فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه أو في ماله فليبرك عليه فإن العين حق ، توفي سنة 38هـ. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (4/ 273-274)، ((أسد الغابة)) :(2/ 318)، ((سير أعلام النبلاء)) :(2/ 325- 329) .

(6)

((المستدرك)) للحاكم: (4/ 413) ، كتاب الرقى والتمائم، بلفظ:((لا رقى)) بالجمع. ((مسند الإمام أحمد)) : (3/ 486) . وقد روي فيهما مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه أبو داود في ((سننه)) : (4/ 215- 216 ، ح 3888) ، كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى، مرفوعًا أيضا. وقد جاء الحديث في ((عمل اليوم والليلة)) للنسائي موقوفًا على سهل. والحديث قال الحاكم فيه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

ص: 68

النفس: العين، والحمة: السم، واللدغة: لدغة الحية وشبهها، وقد تسمى العقرب والزنبور حمة; لأنها مجرى السم، وليس في هذا عدم جواز الرقية من غيرهما; لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه رقى بعض أصحابه من وجع كان به1 " وإنما معناه لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم. اعلم أن العين حق ولها تأثير في المعيون2 فلا ينكر ضررها إلا معاند، والعاين تنبعث من عينه قوة سمية، فتصل بالمعيون فربما هلك3. عن جابر4 رضي الله عنه يرفعه: "أكثر من يموت بعد5 قضاء

(1) لعله يشير بذلك إلى ما أورده البخاري رحمه الله من الأحاديث التي بوب لها بقوله: باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما روته عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي يقول: امسح البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت. انظر:((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 206) ، كتاب الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

يقال: معين ومعيون، قال في ((لسان العرب)) (13/ 301) : والمصاب معين على النقص ومعيون على التمام أصابه بالعين، قال الزجاج: المعين المصاب بالعين والمعيون الذي فيه عين.

(3)

انظر: ((زاد المعاد)) : (4/ 165) ، في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج المصاب بالعين.

(4)

هو: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، يكنى بأبي عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، صحابي من المكثرين في الحديث، روى عن جابر قوله:(استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة) +يعن: بليلة البعير، يوم باع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا واشترط ظهره إلى المدينة، توفي سنة 74هـ، وقيل: سنة 77هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (1/ 307-308)، ((الإصابة)) :(2/ 45) .

(5)

كلمة: (بعد) سقطت من ((ر)) .

ص: 69

الله وقدره بالنفس "1 يعني: العين2.

وعن أم سلمة3 رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية4 في وجهها سفعة- أي صفرة- فقال صلى الله عليه وسلم " استرقوا لها، فإن بها النظرة "

(1)[35 ح]((مجمع الزوائد)) : (5/ 106) باب ما جاء في العين، وأحاله على البزار. ((السنة)) لابن أبي عاصم:(1/ 136 ، ح 311)، ((مسند أبي داود الطيالسي)) :(ص 242 ، ح 1760)، بلفظ:((جل من يموت. . .)) . والحديث في ((المجمع)) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ((السنة)) و ((مسند الطيالسي)) عن جابر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث قال عنه الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا طالب بن حبيب بن عمرو وهو ثقة. وقال ابن حجر في ((الفتح)) (10/ 204) : أخرجه البزار بسند حسن.

وقال الألباني: إسناده حسن، ورجاله ثقات إن كان أبو الربيع الحارثي هو الزهراني سليمان بن داود، وإن كان غيره فلم أعرفه. انظر:((ظلال الجنة في تخريج السنة)) عند الحديث: (311)، وخرجه في ((الصحيحة)) :(2/ 384 ، ح 747) .

انظر زيادة تخريجه في الملحق.

(2)

هذا التفسير من الراوي. انظر: ((فتح الباري)) : (10/ 204) .

(3)

هي: أم المؤمنين هند بنت أبي أمامة بن المغيرة القرشية المخزومية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت من المهاجرات إلى الحبشة والمدينة، ماتت في سنة 59هـ. انظر ترجمتها في:((الطبقات ((لابن سعد: (8/ 86-96)، ((أسد الغابة)) :(6/ 340- 343)، ((سير أعلام النبلاء)) :(2/ 201-210) .

(4)

كلمة: (جارية) سقطت من بقية النسخ، وفي حذفها تغيير المعنى إذ بحذفها يتبين أن السفعة كانت في وجه أم سلمة.

(5)

((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 199 ، ح 5739) ، كتاب الطب، باب رقية العين. ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(14/ 435 ، ح 59/ 2197) ، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين. ((مستدرك الحاكم)) :(4/ 212) ، كتاب الطب، ((مشكاة المصابيح)) :(2/ 1280، ح 4528) . الحديث: قال فيه الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي: فذكر بأنه قد أخرجه البخاري، وهو كما قال وقد ذكرته، إلا أنه فاته أن الحديث -أيضا- في ((صحيح مسلم)) ، وقد خرجته منه. وقال التبريزي في ((المشكاة)) :(2/ 1280 ، ح 4528) : بأنه متفق عليه، وهو كما قال.

ص: 70

فقال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع.

أي: نظرة عين إنسي أو جني، وقال صلى الله عليه وسلم " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا [استغسلتم] 1 فاغسلوا "2 أي: إذا أمر العاين بما اعتيد عندهم من غسل أطرافه وما تحت إزاره، وتصب غسالته على المعيون3 - فليفعل- ندبًا، وقيل: وجوبًا.

{فقال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع4} وإذا كان المخبر ثقة

_________

(1)

في ((الأصل)) : (غسلتم) ، وصححته من ((ر)) ، و ((ش)) ، وهو كذلك في ((صحيح مسلم)) ، وقد حرفت في ((ع)) إلى:(استغششتم) ولا معنى له.

(2)

[36 ح]((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (14/ 423-424 ، ح 2188) ، كتاب السلام، باب الطب والمرض والرقى. ((سنن الترمذي)) :(4/ 397، ح 2062) ، كتاب الطب، باب ما جاء أن العين حق والغسل لها، وقد حذف من أوله قوله:((العين الحق)) . الحديث جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وقد أخرج البخاري اللفظة الأولى من الحديث: ((العين حق)) . انظر: ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 379) ، كتاب اللباس، باب الواشمة.

انظر التخريج المفصل في الملحق.

(3)

انظر: ((زاد المعاد)) : (4/ 171)، وانظر:((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (14/ 422-423) .

(4)

انظر تخريج هذا الأثر في نه، الآية الرو، الآية بعد.

ص: 71