الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتحت قوله تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} 1 ذكر الشارح في (ص 244 - 245) حديثا في أسمائه وكيف أنه صلى الله عليه وسلم اختص باسمين من أسماء الله تعالى، ولم يجمع الله ذلك لأحد من الأنبياء غيره صلى الله عليه وسلم.
وفي باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان:
تحت قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} 2 ذكر رحمه الله من (ص 249 - 251) أن سبب نزول هذه الآية أن كعب بن الأشرف نزل على أبي سفيان فأحسن مأواه ونزل باقي اليهود على قريش في دورهم، فقال لهم أهل مكة: أنتم أهل كتاب ومحمد صاحب كتاب ولا نأمن أن يكون هذا مكر منكم، فإن أردتم أن نخرج معكم فاسجدوا لهذين الصنمين ففعلوا ذلك، فذلك قوله تعالى:{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} 3 ثم قال كعب بن الأشرف لأهل مكة: ليجيء منكم ثلاثون رجلا فلنلزق أكبادنا بالكعبة فنعاهد رب هذا البيت لنجهدن على قتال محمد ففعلوا، ثم قال أبو سفيان لكعب بن الأشرف: إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم، ونحن أميون لا نعلم فأينا أهدى سبيلا نحن أم محمد
…
إلى أن قال كعب: والله لأنتم أهدى سبيلا مما عليه محمد فأنزل الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ} 4.
وتحت قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} 5 فسر الشارح في (ص 253 - 254) الطاغوت بعدة أقوال منها الشيطان والعجل والكهان والأحبار. وتحت قوله صلى الله عليه وسلم " وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح
(1) سورة التوبة، الآية:128.
(2)
سورة النساء، الآية:51.
(3)
سورة النساء، الآية:51.
(4)
سورة النساء، الآية:51.
(5)
سورة المائدة، الآية:60.
بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا "1.
أورد الشارح في (ص 259) تحت هذه العبارة حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم "2 وبينه بقوله: (ومعنى يعذروا: أي لا يهلكهم الله حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فتقوم الحجة عليهم ويتضح عذر من يعاقبهم) . وتحت قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى "3.
ختم الشارح الباب من (ص 263 - 266) ببعض النصوص في الفتن لمناسبة تعلقها بذكر قيام الساعة.
وفي باب ما جاء في السحر:
ختم الشارح الباب في (ص 275 - 276) بذكر ثلاثة أحكام تتعلق بالساحر، وبينها وذكر أقوال العلماء فيها وهي حكم الساحر، وحكم قتله وتوبته، وحكم أخذ العوض على السحر.
وذكر في آخرها الفرق بين أخذ العوض على السحر وأخذه على الرقى.
وفي باب بيان شيء من أنواع السحر:
تحت حديث " إن العيافة والطرق والطيرة شرك "4 ذكر الشارح في (ص 279 - 280) بيانا لذلك ما روي عند أبي داود عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله، ومنا رجال يخطون، قال: كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك "5 وبينه بقول الخطابي رحمه الله أن معناه: (الزجر عنه) أو أن من بعده لا يوافق خطه ولا ينال حظه من الصواب; لأنه خاص به.
(1) مسلم: الفتن وأشراط الساعة (2889)، والترمذي: الفتن (2176)، وأبو داود: الفتن والملاحم (4252) ، وأحمد (5/284) .
(2)
أبو داود: الملاحم (4347) ، وأحمد (4/260) .
(3)
مسلم: الإمارة (1920)، والترمذي: الفتن (2229)، وأبو داود: الفتن والملاحم (4252)، وابن ماجه: المقدمة (10) والفتن (3952) ، وأحمد (5/279) .
(4)
أبو داود: الطب (3907) ، وأحمد (5/60) .
(5)
مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (537)، وأبو داود: الصلاة (930) والطب (3909) ، وأحمد (5/447) .
وبين في (ص 282 - 283) معنى النفث أنه إما النفخ مع الريق، أو النفخ فقط، والخلاف في جوازه في الرقى والعوذ الشرعية المستحبة. وتحت حديث ابن مسعود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" ألا أنبؤكم ما العضة هي النميمة، القالة بين الناس "1.
ومن (ص 283 - ص 284) حذر من قبول قول الوشاة، وأن من حملت إليه وشاية لزمه ستة أمور، وذلك لاتصالها بالتحذير من الغيبة.
وفي باب ما جاء في الكهان ونحوهم:
تحت حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم "2. عرف الشارح (ص 287) الكاهن بأنه الذي يدعي مطالعة علم الغيب ويخبر الناس عن الكوائن، وأن الكهانة أصناف منها ما يتلقاه الكاهن من الجن. واستدل في (ص 289) على عدم جواز تصديق الكاهن بما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله
…
"3 الحديث.
وفي باب ما جاء في النشرة:
ذكر الشارح في (ص 297) حديث ابن عباس وعائشة في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم من قبل اليهود عن طريق غلام كان للنبي حيث ما زالت به اليهود حتى أوصل إليهم شيئًا من مشاطة النبي صلى الله عليه وسلم فسحروه.
وذكر رحمه الله في (ص 298) حديث أبي سعيد الخدري، وحديث عائشة في قصة رقية النبي صلى الله عليه وسلم والحال التي أصبح عليها حال النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) مسلم: البر والصلة والآداب (2606) ، وأحمد (1/437) .
(2)
الترمذي: الطهارة (135)، وأبو داود: الطب (3904)، وابن ماجه: الطهارة وسننها (639) ، وأحمد (2/429)، والدارمي: الطهارة (1136) .
(3)
البخاري: الجمعة (1039) ، وأحمد (2/24 ،2/58) .
وفي باب ما جاء في التطير:
تحت حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر "1 أورد في الشرح أنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يوردن ممرض على مصح "2.
ونقل الشارح في (ص 302) عن النووي رحمه الله قوله: (إنما نهى عنه; لأنه ربما أصابها المرض المعدي بفعل الله وقدره الذي أجرى به العادة، لا بطبعه; فيحصل لصاحبها ضرر، ولئلا يقع في نفس صاحبها أن المرض يعدي بطبعه فيكفر) .
وذكر في (ص 302 - 303) إيضاحًا للحديث الماضي حديث أسامة ابن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها "3 ثم شرحه. وتحت زيادة مسلم في الحديث الماضي: " ولا نوء ولا غول "4.
نقل الشارح في (ص 305 - 306) كلامًا يتضح منه حقيقة الغول، وأن المراد من النفي في قوله:"ولا غول" نفي مضرتها. وتحت حديث الفضل بن عباس: " إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك "5.
ذكر الشارح في (ص 311 - 312) بيانا له حديث سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا هامة ولا عدوى ولا طيرة، وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار "6 وذكر معنى ذلك وأن شؤم الدار ضيقها وسوى جوارها، وشؤم الفرس أن لا يغزو عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد، أو أن معناه إن كان لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس لا يعجبه ارتباطه، فيفارق المرأة وينتقل عن الدار، ويبيع الفرس.
(1) البخاري: الطب (5757)، ومسلم: السلام (2220)، وأبو داود: الطب (3911) ، وأحمد (2/397) .
(2)
البخاري: الطب (5771)، ومسلم: السلام (2221) .
(3)
البخاري: الطب (5728)، ومسلم: السلام (2218)، والترمذي: الجنائز (1065) ، وأحمد (5/206)، ومالك: الجامع (1656) .
(4)
مسلم: السلام (2220)، وأبو داود: الطب (3912) .
(5)
أحمد (1/213) .
(6)
أبو داود: الطب (3921) ، وأحمد (1/180) .
وذكر بعده قوله: وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "ث لاثة لا يسلم منها أحد الطيرة والحسد والظن، قيل: فما يصنع؟ قال: إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق ".
وفي باب ما جاء في التنجيم:
تحت قول قتادة: (خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء ورجومًا للشياطين وعلامات يهتدى بها
…
إلخ) . بين الشارح في (ص 315 - 316) المنهي عنه من علم النجوم والجائز منه بل والمطلوب معرفته منه، وذكر بأنه كما أن الجبال علامات النهار فالنجوم علامات الليل، واستدل رحمه الله بقوله تعالى:{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} 1 بأنها رد على الفلاسفة والمنجمين الذين يقولون بأن هذه النجوم فاعلة متصرفة في العالم السفلي حيث تبين من الآية بأنها مقهورة مسخرة بأمر الله.
وذكر في (ص 316) قصة عمر بن الخطاب مع الربيع بن سبرة التي فيها إنكار عمر للتنجيم حين قال: والله ما نخرج لا بشمس ولا بقمر إلا بالله الواحد القهار. وتحت حديث: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر "2.
ختم الشارح الباب من (ص 318 - ص 319) بذكر بعض الأحاديث الواردة في ذم قطيعة الرحم.
وفي باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء:
تحت قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} 3 نقل في (ص 320) في معنى الآية أثرا عن الحسن، وهو قوله:"خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب".
(1) سورة الأعراف، الآية:54.
(2)
أحمد (4/399) .
(3)
سورة الواقعة، الآية:82.
وذكر في نفس الصفحة أن المراد به هنا الاستسقاء بالأنواء، وذلك أنهم كانوا يقولون إذا مطروا: مطرنا بنوء كذا، ولا يرون ذلك المطر من فضل الله عليهم، فقيل لهم: أتجعلون رزقكم، أي: شكركم بما رزقكم التكذيب، ثم قال: فمن نسب الإنزال إلى النجم فقد كذب برزق الله ونعمه وكذب بما جاء به القرآن.
وتحت حديث: " أربع من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب
…
" 1 الحديث. ذكر من (ص 321 - 324) بعض الأحاديث في التحذير من الفخر بالأحساب والتعاظم بالأنساب. ثم ذكر في (ص 325) روايتين في وعيد النائحة وعرف بها، وذكر أن تهيئة الطعام للنائحات محرم; لأنه إعانة على معصية. وتحت حديث: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب "2.
ذكر الشارح في (ص 328) معنى النوء وأنه أحد المنازل وهي الكواكب الثمانية والعشرون التي هي منازل القمر، وأنهم يزعمون أن القمر إذا نزل بعض تلك الكواكب مطروا، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وجعل سقوط المطر من فعل الله عز وجل لا من فعل غيره.
ثم ذكر في (ص 328 - 329) الحكم بالتفصيل فيما إذا قال مسلم: مطرنا بنوء كذا. وتحت حديث ابن عباس: قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا فأنزل الله هذه الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} 3 الآية.
(1) صحيح مسلم: كتاب الجنائز (934) ، ومسند أحمد (5/344) .
(2)
البخاري: الجمعة (1038)، ومسلم: الإيمان (71)، وأبو داود: الطب (3906) ، وأحمد (4/117)، ومالك: النداء للصلاة (451) .
(3)
سورة الواقعة، الآية:75.
أورد الشارح (ص 330) في بيانها حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله) صلى الله عليه وسلم " لو أمسك الله القطر عن عباده خمس سنين لأصبحت طائفة من الناس كافرين يقولون: سقينا بنوء المجدح "1.
وفي باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} 2 الآية:
تحت قول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ} 3 الآية.
أورد الشارح في (ص 332) حديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل: " أي الأعمال أفضل، قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله "4 وحديث أبي هريرة:"أخبرنا بما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: لا تستطيعونه، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القائم الصائم، القانت بآيات الله لا يفتر في صيام وصلاة حتى يرجع المجاهد إلى أهله "5.
وذكر في (ص 333 - 334) أنه يجب تحمل المضار في الدنيا ليبقى الدين سليما، وأنه يجب على المسلم ترجيح مصالح الدين على مصالح الدنيا ويقدمها، وأن المحبة لله من دقائق أسرار التوحيد، واستدل على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته:" أحبوا الله من كل قلوبكم " وبين أن علامة المحبة الصادقة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} 6 واستشهد على ذلك ببعض الأبيات والآثار.
وتحت حديث: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
…
"7 الحديث.
(1) النسائي: الاستسقاء (1526) .
(2)
سورة البقرة، الآية:165.
(3)
سورة التوبة، الآية:24.
(4)
البخاري: العتق (2518)، ومسلم: الإيمان (84)، والنسائي: الجهاد (3129) ، وأحمد (5/163)، والدارمي: الرقاق (2738) .
(5)
مسلم: الإمارة (1878)، والترمذي: فضائل الجهاد (1619) ، وأحمد (2/424) .
(6)
سورة آل عمران، الآية:31.
(7)
البخاري: الإيمان (16)، ومسلم: الإيمان (43)، والترمذي: الإيمان (2624)، والنسائي: الإيمان وشرائعه (4987)، وابن ماجه: الفتن (4033) ، وأحمد (3/103 ،3/248 ،3/288) .
ذكر الشارح في (ص 337 - 338) بعض الأحاديث المتعلقة بمحبة أهل البيت ثم ذكر من (ص 339 - 340) بعض النصوص من الكتاب والسنة في فضل الحب في الله، وزاد من ذكر ذلك بعد حديث ابن عباس: " من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله
…
" الحديث.
وفي باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 1.
تحت حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس
…
" الحديث.
ذكر الشارح في (ص 349 - 450) النصوص الواردة في وعيد من التمس رضا الناس بسخط الله.
وفي باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 2.
ذكر الشارح في (ص 351) في صدر الباب أن التوكل من الفرائض ومن شروط الإيمان وذكر له تعريفا.
وذكر في (ص 352 - 353) بعد الآية الثانية تقسيما للخوف وأنه على قسمين خوف العقاب، وخوف الهيبة.
وذكر في (ص 355) سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 3 والخلاف في كونها مكية أو مدنية. وتحت قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} 4.
(1) سورة آل عمران، الآية:175.
(2)
سورة المائدة، الآية:23.
(3)
سورة الأنفال، الآية:64.
(4)
سورة الطلاق، الآية:3.
ذكر الشارح في (ص 355) أن معناه ومن يثق بالله فيما نابه كفاه ما أهمه. واستدل عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا "1.
وأن معنى قوله {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} 2 أي: منفذ أمره وممض في خلقه ما قضاه. وذكر قول مسروق في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} 3 قال: توكل عليه أم لم يتوكل غير أن المتوكل يكفر عنه ويعظم له أجرا.
ومعنى قوله: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} 4 أي: أجلا ينتهي إليه. وفي باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} 5.
ختم الشارح هذا الباب (ص 360) بقوله: (اعلم أنه لا يجوز أن يظن العاصي أنه لا مخلص له من العذاب فإن معتقد ذلك قانط من رحمة الله; لأن من تاب زال عقابه وصار من أهل المغفرة والرحمة) .
واستدل على ذلك بقوله تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} 6 وقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} 7.
وفي باب الإيمان بالله والصبر على قدر الله:
تحت حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت "8 قال الشارح في (ص 362) : حكي عن بعض العلماء العاملين المخلصين قال: (النسب نسبان: نسب طيني، ونسب ديني، فالنسب
(1) الترمذي: الزهد (2344)، وابن ماجه: الزهد (4164) ، وأحمد (1/52) .
(2)
سورة الطلاق، الآية:3.
(3)
سورة الطلاق، الآية:3.
(4)
سورة الطلاق، الآية:3.
(5)
سورة الأعراف، الآية:99.
(6)
سورة يوسف، الآية:87.
(7)
سورة الزمر، الآية:53.
(8)
مسلم: الإيمان (67) ، وأحمد (2/441 ،2/496) .
باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
وقول الله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ.............
النعم الإبل فقد1.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم " ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا "2 رواه مسلم وغيره3.
{5- باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله}
{وقول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} 4 الآية} من أكبر المسائل وأهمها تفسير التوحيد، وتفسير ويَرْجُونَ
_________
(1)
انظر: ((مجاز القرآن)) لأبي عبيد: (1/175) .
(2)
مسلم: العلم (2674)، والترمذي: العلم (2674)، وأبو داود: السنة (4609) ، وأحمد (2/397)، والدارمي: المقدمة (513) .
(3)
((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (16/468، ح 16/2674) ، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة. و ((سنن الترمذي)) :(5/43، ح 2674) ، كتاب العلم، باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى أو ضلالة. و ((سنن ابن ماجه)) :(1/75، ح 206) مقدمة، باب من سن في الإسلام سنة حسنة أو سيئة.
(4)
الآية إلى هنا كتبت في جميع النسخ، وفي جميع المؤلفات جاءت تامة.
رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} 1.
الشهادة، وبينها [الشيخ]،2 رحمه الله بأمور منها آية الإسراء فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين يبتغون إلى ربهم الوسيلة -أي: القربة والدرجة العليا- قال ابن عباس رضي الله عنهما: " هم عيسى وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم "3 وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنزلت هذه الآية في نفر من العرب، كانوا يعبدون نفرا من الجن، فأسلم أولئك الجن، ولم يعلم الإنس بذلك، فتمسكوا بعبادتهم وعيرهم الله، وأنزل هذه الآية4.
وقوله أيهم أقرب: ينظرون أيهم أقرب إلى الله ويتقرب إليه بالعمل الصالح وزيادة الخير والطاعة {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} 56 7 أي: جنته8 {وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} 9 يرجون10 ويخافون كغيرهم من عباد الله تعالى، فكيف يزعمون أنهم آلهة11 {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} 12 أي: كان حقيقا
_________
(1)
سورة الإسراء، الآية:57.
(2)
ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وأضفته من بقية النسخ.
(3)
((تفسير الطبري)) : (9/15/106)، ((تفسير السيوطي)) :(5/306)، و ((تفسير البغوي)) :(3/120)، ((تفسير ابن كثير)) :(3/50) .
(4)
((تفسير الطبري)) : (9/15/104)، ((تفسير السيوطي)) :(5/305)، ((تفسير البغوي)) :(3/120)، ((تفسير ابن كثير)) :(3/50) .
(5)
في ((ر)) : (وزيادة الخير وأطاعوه) وهو خطأ.
(6)
((تفسير البغوي)) : (3/120) .
(7)
سورة الإسراء، الآية:57.
(8)
المصدر السابق.
(9)
سورة الإسراء، الآية:57.
(10)
قوله: (عذابه يرجون) سقط من ((ر)) .
(11)
انظر: ((تفسير الزمخشري)) : (2/454) .
(12)
سورة الإسراء، الآية:57.
بأن يحذره كل أحد2 من ملك مقرب أو نبي مرسل، فضلا عن غيرهم من الخلائق3 {وقوله:: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَاّ الَّذِي فَطَرَنِي} 4} الآية معناه: أنا أتبرأ مما تعبدون إلا من الله الذي خلقني {فَإِنَّهُ سَيَهْدِين} ِ 5} أي: يرشدني إلى دينه فاستثنى من المعبودين ربه عز وجل وقوله تعالى: {وَجَعَلَهَا} أي: جعل إبراهيم عليه السلام.
{كَلِمَةً} التوحيد التي تكلم بها وهي لا إله إلا الله {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} 6 أي: في ذريته فلا يزال منهم من يوحد الله ويدعو إلى توحيده { {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: المشركون عما هم عليه من الشرك إلى دين إبراهيم عليه السلام.
{وقوله:: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} 7 يعني: اتخذوا8 -اليهود والنصارى- علماءهم وقراءهم والأحبار العلماء من اليهود، والرهبان أصحاب الصوامع من النصارى أربابًا من دون الله، يعني: أنهم أطاعوهم9 في معصية الله تعالى، وذلك أنهم أحلوا لهم أشياء وحرموا عليهم أشياء من قبل أنفسهم فأطاعوهم فيها فاتخذوهم
_________
(1)
سورة الزخرف، الآية: 28-26.
(2)
هذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(واحد) .
(3)
المصدر السابق.
(4)
سورة الزخرف، الآية: 27-26.
(5)
سورة الزخرف، الآية:27.
(6)
سورة الزخرف، الآية:28.
(7)
سورة التوبة، الآية:31.
(8)
هكذا في ((الأصل)) ، و ((ر)) ، و ((ع)) ، وفي ((ش)) سقط قوله:(يعني: اتخذوا) .
(9)
هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ صحفت إلى قوله:(ظلموهم) .
كالأرباب لا أنهم عبدوهم واعتقدوا فيهم الإلهية1.
عن عدي بن حاتم2 رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال:" يا عدي، اطرح عنك هذا الوثن "3 وسمعته يقرأ4 {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} 5 قال: " أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئًا حرموه (6 أخرجه الترمذي، وقال: حديث غريب7.
(1) انظر: ((تفسير الطبري)) : (6/10/133-114)، ((تفسير القرطبي)) :(8/120)، ((تفسير البغوي)) :(2/285) . وكاف التشبيه في قوله: (كالأرباب)، وقوله:(لا أنهم عبدوهم واعتقدوا فيهم الإلهية) يقلل من الترهيب الوارد في ال، الآية والحديث الذي يدل عليه ما في صريح ال، الآية {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} فالأولى ترك هذه الجملة هنا. وما جاء في الحديث الآتي من قوله:((فتلك عبادتهم)) .
(2)
هو: عدي بن حاتم بن عبد الله -أبو الطريف، ويقال: أبو دهب- صحابي جليل، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وسط سنة 7 هـ مسلمًا فأكرمه واحترمه، خاطبه عمر بقوله:(أقمت إذ كفروا، ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذا أدبروا)، وقد خرج هو وجرير البجلي وحنظلة وكاتب من الكوفة ونزلوا قرقيسيا وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان. مات رضي الله عنه سنة 67 هـ. انظر ترجمته في: ((الطبقات)) لابن سعد: (6/22)، ((تاريخ بغداد)) :(1/189- 191)، ((سير أعلام النبلاء)) :(3/162-165)، ((أسد الغابة)) :(3/505-507) .
(3)
الترمذي: تفسير القرآن (3095) .
(4)
زاد في بقية النسخ قوله: (في براءة) .
(5)
سورة التوبة، الآية:31.
(6)
الترمذي: تفسير القرآن (3095) .
(7)
[62 ح]((سنن الترمذي)) : (5/278، ح 3095)، كتاب تفسير القرآن. ((السنن الكبرى)) للبيهقي:(10/116)، كتاب آداب القاضي. والحديث قال فيه الترمذي: هذا حديث غريب. وحسنه الألباني. انظر: ((صحيح سنن الترمذي)) : (3/56، ح 2471) . انظر بقية التخريج في الملحق.
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَاّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) } 1.
وقال عبد الله بن المبارك2.
وهل بدل3 الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها4.
قوله: {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} يعني: اتخذوه إلها5 لما اعتقدوا فيه البنوة والحلول اعتقدوا فيه الإلهية {وَمَا أُمِرُوا} في الكتب المنزلة الإلهية عليهم وعلى ألسنة أنبيائهم {إِلَاّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً} 6 لأنه هو المستحق للعبادة7 {لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 8 أي: تعالى الله وتنزه عن أن يكون له شريك في العبادة9.
_________
(1)
سورة التوبة، الآية:31.
(2)
هو: عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي، إمام حافظ فقيه من أتباع التابعين، قضى حياته عابدا غازيا، وله كتاب قيم في ((الزهد)) به عظات وتوجيهات، ولد سنة 118 هـ، وتوفي سنة 181 هـ. انظر ترجمته في:((وفيات الأعيان)) : (3/32)، ((تذكرة الحفاظ)) :(1/274)، ((العبر)) :(1/217) .
(3)
في ((ر)) : (وهل أفسد الدين) .
(4)
انظر: ((تفسير القرطبي)) : (8/120)، ((تفسير البغوي)) :(2/286) . وانظر: ((الجوافي الكافي)) لابن القيم: (ص 63)، وفيه: (وهل أفسد الدين إلا الملوك
…
) ، و ((إغاثة اللهفان)) :(1/509)، و ((جامع بيان العلم وفضله)) :(1/200) . والبيت منسوب للهذلي.
(5)
انظر: ((تفسير البغوي)) : (2/286) .
(6)
سورة التوبة، الآية:31.
(7)
انظر: ((تفسير الطبري)) : (6/10/115) .
(8)
سورة التوبة، الآية:31.
(9)
انظر: ((تفسير الطبري)) : (6/10/115)، و ((تفسير البيضاوي)) :(1/403، و ((تفسير ابن كثير)) : (2/362) .
وقوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} .........
وفي الآية دليل على أن1 من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد اتخذه ربا، وحقيقة التوحيد إفراد الله بالطاعة، وإفراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة،2 وطاعة المخلوق في المعصية تارة تكون شركا أكبر إذا أوجب ذلك أو استحبه أو استحله مع معرفته أنها معصية كما يفعل جهال الصوفية مع مشايخهم،3 وغلاة الرافضة مع أئمتهم4 وإن اعتقدوا تحريمه كان شركا أصغر.
{وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} 5} يعني:
_________
(1)
هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ سقطت كلمة:(أن) .
(2)
ولقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية لذلك فقال: (إن الإسلام مبني على أصلين تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، وقال: إن معرفة ذلك هو حقيقة قولنا لا إله إلا الله محمد رسول الله) . انظر: ((مجموع الفتاوى)) : (1/310، 311، 333، 365) .
(3)
انظر لأمثلة ذلك في: ((مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية: (11/513- 530) .
فقد رد شيخ الإسلام على من يقول: (أنت للشيخ فلان وهو شيخك في الدنيا والآخرة) . فبين أن الانتساب الذي يفرق بين المسلمين، وفيه خروج عن الجماعة والائتلاف إلى الفرقة، وسلوك طريق الابتداع، ومفارقة السنة والاتباع، فهذا مما ينهى عنه ويأثم فاعله ويخرج بذلك عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(4)
انظر رسالة: ((الرد على الرافضة)) للمقدسي: (ص 72) ، فإنهم يعتقدون أن الإمام معصوم عن الخطأ والنسيان والمعاصي في الظاهر والباطن، ويجوزون أن تجري على يديه خوارق العادات، وأنه قد أحاط علما بكل شيء.
(5)
سورة البقرة، الآية:165.
{يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} ...........................
أصناما يعبدونها،1 والند: المثل المنازع،2 فعلى هذا الأصنام أنداد بعضها لبعض وليست أندادا لله، تعالى الله أن يكون له ند أو أن يكون له مثل منازع، وقيل: الأنداد الأكفاء من الرجال وهم رؤساؤهم وكبراؤهم الذي يطيعونهم في معصية الله3 {يُحِبُّونَهُمْ} أي: يودونهم ويميلون إليهم، والحب نقيض البغض {كَحُبِّ اللَّهِ} أي: كحب المؤمنين لله، والمعنى: يحبون الأصنام كما يحب المؤمنون ربهم عز وجل4 وقيل: معناه يحبونهم كحب الله، فيكون المعنى أنهم يسوون5 بين الأصنام وبين الله تعالى في المحبة6.
_________
(1)
انظر: ((تفسير القرطبي)) : (2/203)، و ((تفسير البغوي)) :(1/136)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(1/170، 49)، و ((تفسير البيضاوي)) :(1/98)، و ((تفسير الشوكاني)) :(1/165) .
(2)
انظر: ((تفسير الفخر الرازي)) ; (2/111-112) ، (4/204)، و ((تفسير الشوكاني)) :(1/50، 165)، وانظر:((لسان العرب)) : (3/420)، مادة:(ندد) .
(3)
انظر: ((تفسير الطبري)) : (2/66-67)، و ((تفسير البيضاوي)) :(1/98)، و ((تفسير الشوكاني)) :(1/165) .
(4)
انظر: ((تفسير الطبري)) : (2/2/66)، و ((تفسير القرطبي)) :(2/203)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(1/170)، و ((تفسير البغوي ((:(1/ 136) .
(5)
من المعلوم أن المساواة بين الله وغيره في المحبة شرك في الألوهية فمن أشرك بين الله وبين غيره في المحبة الخاصة كان مشركا شركا لا يغفره الله كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة: 165] . انظر: ((روضة المحبين)) لابن القيم: (ص 200) .
(6)
انظر: ((تفسير ابن الجوزي ((: (1/170)، و ((تفسير البغوي ((:(1/136) .
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} 1. ......................
فمن قال بهذا القول الثاني أثبت للكفار محبة الله تعالى لكن جعلوا الأصنام شركاء له في المحبة مع أنهم يحبون الله حبا عظيمًا لم يدخلهم في الإسلام، فكيف بمن أحب الند حبًّا أكبر من حب الله، فكيف بمن لم يحب إلا الند وحده، ولم يحب الله تبارك وتعالى2 {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} 3، أي: أثبت وأدوم على محبته; لأنهم لا يختارون مع الله سواه، والكفار يعدلون عن أصنامهم في الشدائد ويقبلون على الله تعالى كما أخبر عنهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} 4 والمؤمنون لا يعدلون عن الله تعالى في السراء، ولا في الضراء ولا في الشدة ولا في الرخاء، فكيف بمن يشرك به في حال الشدة وفي حال الرخاء5.
_________
(1)
سورة البقرة، الآية:165.
(2)
انظر: ((مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) قسم العقيدة والآداب: (ص 25) ، كتاب التوحيد. وبمثل هذه الفقرة وما بعدها يعرف مدى تأثر الشارح بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية.
(3)
سورة البقرة، الآية:165.
(4)
سورة العنكبوت، الآية:65.
(5)
ولعل الشارح قد استفاد ذلك من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القاعدة الرابعة من القواعد الأربع حيث قال: (إن مشركي زماننا أغلظ شركًا من الأولين; لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائمًا في الرخاء والشدة) واستدل عليه ب، الآية العنكبوت.
انظر: ((مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) قسم العقيدة: (ص 202) .
وربما كان يعايش مجتمعًا شبيهًا بالمجتمع الذي ظهر فيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأشبهت العبارة العبارة.
وفي " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل "1 وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب.
{وفي "الصحيح" عن النب صلى الله عليه وسلم ي أنه قال: " من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله "2} أي: تبرأ وأنكر دين المشركين مع التلفظ بها والإقرار بها " حرم ماله ودمه " فالكفر بما يعبد من دون الله شرط لعصمة الدم والمال، وهذه مسألة عظيمة جليلة3.
" وحسابه على الله عز وجل "4 في الآخرة فيما5 أخل به من العبادة، وقد علم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشيخ رحمه الله {وشرح هذه الترجمة [ما بعدها] 6 من الأبواب} 7.
_________
(1)
مسلم: الإيمان (23) ، وأحمد (6/394) .
(2)
مسلم: الإيمان (23) ، وأحمد (6/394) .
(3)
وقد أعظم شأن هذه المسألة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بقوله: (فيا لها من مسألة ما أعظمها وأجلها، ويا له من بيان ما أوضحه، وحجة ما أقطعها للمنازع) . انظر: ((مؤلفات الشيخ محمد ابن عبد الوهاب)) قسم العقيدة والآداب: (ص 26) ، وهي من مسائل هذا الباب.
(4)
((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (1/325-326، ح 37/23) ، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقد أحاله الشيخ الألباني في ((صحيح الجامع)) : (2/1099، ح 6438) إلى ((مسند الإمام أحمد)) ، ولم أجده فيه. والحديث عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي عن أبيه طارق الأشجعي.
(5)
في ((ر)) رسمت هكذا: (في الآخرة قيه أده) ، وهو تحريف ظاهر.
(6)
في ((الأصل)) : (وما بعدها) ، وهو خطأ يغير مدلول العبارة وقد أثبت الصواب من بقية النسخ.
(7)
قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب) يدل على أن هذا الباب من الأبواب الشاملة التي جاءت الأبواب بعده شارحه له. وأن كتاب التوحيد بمجموع أبوابه يعتبر شرحا لمعنى كلمة التوحيد وتفسيرا لمدلولها.