المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله - تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد - جـ ١

[عبد الهادي البكري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

-

- ‌مقدمة تحقيق الكتاب

- ‌الباب الأول: التعريف بالمؤلف وعصره

- ‌الفصل الأول: عصر المؤلف

- ‌الفصل الثاني: حياة المؤلف

- ‌الفصل الثالث: عقيدته

- ‌الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه

- ‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الفصل الثاني: التعريف بنسخ الكتاب

- ‌الفصل الثالث: الإضافة العلمية فيه

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

- ‌باب من حقق التوحيد دخل الجنة

- ‌باب الخوف من الشرك

- ‌باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع بلاء أو دفعه

- ‌باب ما جاء في الرقى والتمائم

- ‌باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما

- ‌باب ما جاء في الذبح لغير الله

- ‌باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

- ‌باب من الشرك النذر لغير الله تعالى

- ‌باب من الشرك الاستعاذة بغير الله

- ‌باب من الشرك أن يستغيث بغير الله تعالى أو يدعوه

- ‌باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ

- ‌باب قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

- ‌باب الشفاعة

- ‌باب قول الله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

- ‌باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم هو الغلو في الصالحين

الفصل: ‌باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

وفي (ص 57) استدل بحديث أبي سعيد الخدري من قوله: " يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله " على إثبات الميزان، وذلك بعد أن شرح هذا الحديث بحديث البطاقة.

وفي باب من حقق التوحيد دخل الجنة:

في (ص 64) تحت قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 1 فسر معنى {أُمَّةً} ومعنى {حَنِيفا} بمعان لم يأت ذكرها في الشرحين.

وفي (ص 68) من حديث بريدة بن الحصيب عند قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة "2.

شرح هذا الحديث بروايات أخرى توضحه فذكر رواية سهل بن حنيف: " لا رقية إلا من نفس أو حمة أو لدغة "3. ثم فسر معنى النفس والحمة واللدغة، وبين أن هذا لا يعني عدم جواز الرقية من غيرها - يعني: العين والحمة - لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى بعض أصحابه من وجع كان به،4 وإنما معناه: لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم. وأنه لما رأى المرأة التي بها سفعة قال: " استرقوا لها فإن بها نظرة " 5 فأمر بالرقية من غير ما سبق. وهذا التفصيل لم يرد في الشرحين.

(1) سورة النحل، الآية:120.

(2)

انظر تخريجه في الكتاب في نه، الآية سياقه الطويل: ص 76 ، وانظره في الملحق:[42 ح] .

(3)

انظر تخريجه في الكتاب: ص 68.

(4)

انظر التحقيق: ص 68.

(5)

انظر التحقيق: ص 70.

ص: 95

ثم زاد بعد ذلك تعقيبا أن العين حق ولها تأثير في المعيون، وأنه لا ينكر ضررها إلا معاند، وأورد الأدلة على ذلك مما ذكره ابن القيم في "زاد المعاد" ولم يورده الشرحان في هذا الموضع.

وفي (ص 72) من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه.. . "1 الحديث، إلى قوله:" فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب "2 جمع بينه وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه

"3 الحديث.

بأن هذا الحديث وما أشبهه كقوله صلى الله عليه وسلم " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان "4 عام لأنه نكرة في سياق النفي، لكنه مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم " يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتي بغير حساب "5 وبقوله تعالى في الحديث القدسي:" أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن "6. وهذا الجمع لم يورده الشرحان.

ثم بين (ص 80) أنه ليس كل من استرقى أو اكتوى غير داخل في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وذلك بعرض الأدلة على ذلك. وهذا لم يفصل فيه الشرحان.

وفي باب الخوف من الشرك:

ومن (ص 86 - 89) شرح المؤلف الآية التي صدر بها شرحه، وهي قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 7.

(1) البخاري: الطب (5752)، ومسلم: الإيمان (220)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) ، وأحمد (1/271) .

(2)

البخاري: الطب (5752)، ومسلم: الإيمان (220)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) ، وأحمد (1/271) .

(3)

الدارمي: المقدمة (539) .

(4)

البخاري: الرقاق (6539) والتوحيد (7443)، ومسلم: الزكاة (1016)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2415)، وابن ماجه: المقدمة (185) والزكاة (1843) ، وأحمد (4/256 ،4/377) .

(5)

مسلم: الإيمان (216) ، وأحمد (2/302)، والدارمي: الرقاق (2807) .

(6)

البخاري: تفسير القرآن (4712)، ومسلم: الإيمان (194)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2434) .

(7)

سورة النساء، الآية:48.

ص: 96

ببعض الأحاديث والآثار التي جلت المعنى وأظهرته خلافًا للشرحين فقد اقتصر في بيانها على ما نقل في ذلك عن ابن القيم.

وفي (ص 89 - 91) شرح الآية الثانية وهي قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} 1 بأن وجه مناسبتها الرد على من قال: إن المسلمين لا يقع فيهم الشرك ولا يخاف عليهم منه.

واستدل على خوف السلف على أنفسهم منه كما خاف إبراهيم عليه السلام بما نقل عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: "كان الناس يسألون رسول ال صلى الله عليه وسلم له عن الخير وأسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه".

وبيَّن أن أشدَّ الخوف على من لم يعرف الجاهلية، واستدل عليه بقول عمر رضي الله عنه " إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية ".

وهذا الاستدلال والبيان من أهم ما ينبغي ذكره هنا ولم يأت في الشرحين في هذا الموضع.

وفي باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله:

في (ص 106) من حديث سهل بن سعد في قصة علي رضي الله عنهما يوم خيبر عند قوله: " لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم "2 شرح هذا الجزء من الحديث بحديث آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئًا

"3 الحديث.

وفي باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه:

من (ص 121 - 125) في حديث عقبة بن عامر: " من تعلق تميمة فلا أتم الله له "4.

فسر الشارح التميمة بالعزيمة التي تعلق على الأولاد لدفع الآفات،

(1) سورة إبراهيم، الآية:35.

(2)

البخاري: المناقب (3701)، ومسلم: فضائل الصحابة (2406)، وأبو داود: العلم (3661) ، وأحمد (5/333) .

(3)

مسلم: العلم (2674)، والترمذي: العلم (2674)، وأبو داود: السنة (4609) ، وأحمد (2/397)، والدارمي: المقدمة (513) .

(4)

أحمد (4/154) .

ص: 97

وقد استشهد على وجود ذلك الاعتقاد الفاسد بأبيات لأحد العرب في الجاهلية. ثم زاد فائدة في نهاية الباب عن الرتيمة وفرق بينها وبين التميمة، وهذا ما لم يأت في الشرحين.

وفي باب ما جاء في الرقى والتمائم:

في (ص 131) ذكر بعض الأحاديث الواردة في وصف الرقى الشرعية التي كان يرقي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلمها، كحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم رقى الحمى ومن الأوجاع كلها: بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من كل عرق نعار، ومن شر حر النار "1.

وما روي أنه كان يقول صلى الله عليه وسلم " اذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "2.

وما روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: " بسم الله تربة أرضنا وبريقة بعضنا تشفي سقيمنا بإذن ربنا "3 وفي رواية مسلم: " إذا اشتكى إنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه - هكذا - ووضع شيئًا من سبابته بالأرض ثم رفعها وقال: بسم الله

إلخ "4.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن 5.

(1) انظر تخريجه في التحقيق: ص 131.

(2)

انظر تخريجه في التحقيق: ص 132 ، وفي الملحق:[66 ح] .

(3)

انظر تخريجه في التحقيق: ص 132.

(4)

انظر تخريجه في التحقيق: ص 133.

(5)

انظر تخريجه في التحقيق: ص 133.

ص: 98

بينما اقتصر الشرحان على ذكر الأحاديث التي فيها الإذن بالرقى الشرعية.

وفي باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما:

في (ص 136) في بيانه لقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَاّتَ وَالْعُزَّى} 1 وعند ذكر العزى ذكر معنى آخر لم يذكر في الشرحين، وهو أنه صنم لغطفان وضعها لهم سعد بن ظالم الغطفاني، وذلك أنه قدم مكة فرأى الصفا والمروة ورأى أهل مكة يطوفون بينهما فرجع إلى بطن نخلة، فقال لقومه: إن لأهل مكة الصفا والمروة وليستا لكم، ولهم إله يعبدونه وليس لكم قالوا: فما تأمرنا، قال: أنا أصنع لكم كذلك فأخذ حجرا من الصفا وحجرا من المروة ونقلهما إلى نخلة، فوضع الذي أخذ من الصفا، وقال: هذا الصفا، ووضع الذي أخذ من المروة وقال: هذه المروة، ثم أخذ ثلاثة أحجار فأسندها إلى شجرة، وقال: هذا ربكم، فجعلوا يطوفون بين الحجرين ويعبدون الأحجار الثلاثة، حتى افتتح رسول الله صلى اللع عليه وسلم مكة فأمر برفع الحجارة، وبعث خالد بن الوليد إلى العزى فقطعها2.

وفي (ص 140 - 144) عند حديث أبي واقد الليثي لما قال بعض حدثاء العهد بالإسلام: " اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط "3 فأنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

ذكر الشارح رحمه الله مما وضح به هذه الرواية أنه قد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم 4 لأن الناس كانوا يذهبون إليها فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة.

(1) سورة النجم، الآية:19.

(2)

انظر تخريج هذا الخبر في التحقيق: ص 134.

(3)

الترمذي: الفتن (2180) ، وأحمد (5/218) .

(4)

انظر تخريج هذا الخبر في التحقيق: ص 136 ، وانظر الملحق:[4 ث]

ص: 99

وثبت في"الصحيحين" أن عمر رضي الله عنه قال - حين قبل الحجر الأسود -: " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك "1 ثم قبله قال ذلك خوفا على قريبي العهد بالإسلام ممن ألف عبادة الأحجار، فبيَّن لهم أنه لا يضر ولا ينفع بذاته، وإن كان امتثال ما يشرع فيه ينفع بالجزاء والثواب.

وهذان الأثران من أحسن ما يوضح به حديث أبي واقد الليثي ويبيِّنه، ولم يرد ذكرهما في الشرحين في هذا الموضع.

وفي باب ما جاء في الذبح لغير الله:

في (ص 144 - 147) عند قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} 2 الآية.

ذكر الشارح في شرحه معاني لم تأت في الشرحين فذكر أن الآية دليلا على أن جميع العبادات تؤدى على الإخلاص لله تعالى، وأن فيها دليلا على أن جميع العبادات لا تؤدى إلا على وجه التمام والكمال; لأن ما كان لله لا ينبغي إلا أن يكون كاملا تاما مع إخلاص العبادة.

وذكر بأن معنى {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} أي: أن حياتي وموتى خلق الله تعالى وقضاؤه وقدره، أو أن معناه أن طاعتي في حياتي لله، وجزائي بعد مماتي من الله، ثم قال: وحاصل الكلام: أن الله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين أن صلاته ونسكه وسائر عبادته وحياته ومماته كلها واقعة بخلق الله وقضائه وقدره، وهو المراد بقوله تعالى:{لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شرِِيكَ له} 3 يعني في

(1) انظر تخريج هذا الخبر في التحقيق: ص 142.

(2)

سورة الأنعام، الآية:162.

(3)

سورة الأنعام، الآية: 163-162.

ص: 100

العبادة والخلق والقضاء والقدر وسائر أفعاله لا يشاركه فيها أحد من خلقه.

وفي (ص 146) في معنى قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 1 ذكر الشارح رحمه الله خمسة أقوال بينما لم يذكر في الشرحين في معنى ذلك إلا ثلاثة أقوال، والزيادة المذكورة أن معنى فصل لربك وانحر، أي: صل لربك صلاة العيد يوم النحر وانحر نسكك، والمعنى الآخر أن معناه فصل الصلاة المفروضة بجمع وانحر البدن بمنى، وذكر من ذلك عن ابن عباس أن معناه أن تضع يدك اليمنى على الشمال في الصرة عند النحر، وذكر من ذلك أنه رفع اليدين مع التكبير إلى النحر.

وفي (ص 147) نقل الشارح في معنى حديث علي بن أبي طالب "لعن الله من ذبح لغير الله

"2 الحديث عن الرافعي وهو من الشافعية أنه قال: "واعلم أن الذبح للمعبود نازل منزلة الجود، فمن ذبح لغير الله من حيوان أو جماد لم تحل ذبيحته وكان كافرا كمن سجد لغير الله سجدة عبادة".

ونقل في ذلك (ص 149) أن إبليس لعنه الله أتى في صورة رجل رحمة زوجة أيوب فوسوس إليها أن تطلب من أيوب أن يذبح سخلة لغير الله، فلما فعلت قال لها أيوب:"والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة ويلك أتأمريني أن أذبح لغير الله".

وتوسع في ذكر الأدلة على التحذير من لعن الوالدين أكثر من الشرحين الآخرين فذكر من (ص 150 - 153) مجموعة من الأدلة فيها النهي عن اللعن عموما، وبيَّن أنها دالة على تحريم لعن الوالدين من باب أولى.

وذكر في (ص 153 - 154) تنبيهين:

(1) سورة الكوثر، الآية:2.

(2)

مسلم: الأضاحي (1978)، والنسائي: الضحايا (4422) ، وأحمد (1/108 ،1/118) .

ص: 101

أحدهما: أن الإنسان إذا لعن شيئًا عليه أن يبادر فيشترط فيقول: (إلا أن يكون لا يستحق) .

والثاني: عن جواز لعن أهل المعاصي على العموم من غير تعيين والاستدلال عليه.

وفي باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله:

بين الشارح رحمه الله (ص 158 - 159) تحت قوله تعالى: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} 1 الآية.

أن المراد به مسجد قباء ثم بيَّن موقع قباء وأنه من عوالي المدينة، ثم بيَّن موقع العوالي وبعده عن المدينة، وأورد الأحاديث الواردة في فضل قباء، وهذا ما لم يأت في الشرحين.

وفي باب من الشرك النذر لغير الله تعالى:

بدأ الشارح رحمه الله (ص 164) بتعريف النذر في اللغة والشرع ولم يأت ذلك في الشرحين الآخرين.

ثم ذكر في (ص 165 - 166) الاختلاف في حكم النذر هل هو مكروه أو خلاف الأولى أو أنه قربة، وأن النهي عنه محمول على من علم من حاله عدم القيام بما التزمه، وذكر حجج كل قول. ثم ذكر في (ص 166) أن النذر على ضربين: نذر لجاج، ونذر تبرر، ثم ذكر معناهما وما يتعلق بكفارتهما وهذا لم يأت في الشرحين الآخرين.

ثم ذكر في (ص 167) أنواع النذور المنهي عنها والكفارة فيها، وبين أن النذر على قسمين: مفسر، وغير مفسر. ثم بين ذلك ولم يأت ذلك بهذا التفصيل والبيان في الشرحين الآخرين.

(1) سورة التوبة، الآية:108.

ص: 102

وفي باب من الشرك الاستعاذة بغير الله تعالى:

ذكر الشارح رحمه الله في (ص 169، 170) سبب نزول قوله تعالى {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} 1 وفسر قوله {رَهَقاً} بمعان كثيرة، وهذا لم يأت في الشرحين الآخرين.

وتحت حديث خولة بنت حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك "2.

ذكر الشارح في (ص 171، 172) بيانًا لهذا الحديث، حديث أبي داود والنسائي أن رجلا جاء فقال: لدغت الليلة فلم أنم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك "3

ونقل رحمه الله في (ص 172) عن ابن التين أن الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار فإنه يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى.

وذكر في ذلك في (ص 172 - 173) عن عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين بكلمات الله التامات "4.

وفي باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعوه:

نقل رحمه الله في (ص 174) في معنى قول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} 5 الآية، أن معنى ما لا ينفعك: يعني إن عبدته. ودعوته.

ومعنى ولا يضرك، يعني: إذا تركت عبادته.

وبين في (ص 174 - 175) أن الخطاب في هذه الآية وإن كان في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن المراد به غيره، فيكون المعنى: لا تدع أيها الإنسان من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك.

(1) سورة الجن، الآية:6.

(2)

مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2708)، والترمذي: الدعوات (3437)، وابن ماجه: الطب (3547) ، وأحمد (6/378 ،6/409)، والدارمي: الاستئذان (2680) .

(3)

مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2709) ، وأحمد (2/375)، ومالك: الجامع (1774) .

(4)

البخاري: أحاديث الأنبياء (3371)، والترمذي: الطب (2060)، وابن ماجه: الطب (3525) .

(5)

سورة يونس، الآية:106.

ص: 103

وفي (ص 175) نقل عن الطبري والبغوي والقرطبي أن معاد الضمير في قوله: "يصيب به" إلى الضر والخير. وذكر رحمه الله في (ص 175 - 176) أن في هذه الآية لطيفتين: أحدهما: من قوله: {مِِِِنْ عِبَادِهِ} حيث يفهم منها أن جميع الكائنات محتاجة إليه وأن جميع الممكنات مستندة إليه.

والثانية: من قوله: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 1 حيث بين أن الله تعالى رجح جانب الخير على جانب الشر; لأنه قد ذكر أن الضر لا كاشف له إلا هو، وأن الخير لا راد له غيره ثم عقب ذلك بقوله:{وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 2 مما يؤكد الفضل والخير الذي يفيضه على عباده.

وفسر رحمه الله في (ص 177) قوله تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} 3 بحديث ابن عباس حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله "4.

وتحت قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ} 5 الآية.

وفي (ص 179) فسر قوله تعالى {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ} 6 بأن الله يجعل أولادهم خلفاء لهم أو جعلهم خلفاء الجن في الأرض.

وفي باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شيئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} 7 الآية:

تحت حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كيف يفلح قوم شجوا نبيهم "8 فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} 9.

ذكر الشارح من (ص 182 - 185) الخلاف في نزول هذه الآية متى وأين كان؟ هل كان يوم أحد أو كان في بئر معونة؟ وذكر الخلاف في سبب نزولها على القولين الماضيين.

(1) سورة يونس، الآية:107.

(2)

سورة يونس، الآية:107.

(3)

سورة العنكبوت، الآية:17.

(4)

الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2516) ، وأحمد (1/293 ،1/303) .

(5)

سورة النمل، الآية:62.

(6)

سورة النمل، الآية:62.

(7)

سورة الأعراف، الآية:191.

(8)

مسلم: الجهاد والسير (1791)، والترمذي: تفسير القرآن (3002) ، وأحمد (3/253) .

(9)

سورة آل عمران، الآية:128.

ص: 104

وتحت حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم العن فلانًا وفلانًا" 1 بعد أن قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، فأنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} 2 ذكر الشارح من (ص 85 - 189) أن من فوائد هذا الحديث استحباب القنوت في الصلاة للنوازل.

ثم ذكر بعد ذلك الخلاف في جواز لعن المعين ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني أو ظالم أو زان أو مصور أو سارق أو آكل ربا، ورجح جواز اللعن واستدل عليه ببعض الأحاديث الصحيحة.

وبين رحمه الله في (ص 190) معنى قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} 3والحكمة في منع الله تعالى لنبيه من الدعاء على من كان يدعو عليهم. وتحت حديث أبي هريرة لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه قوله

تعالى: {أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} 4 الآية

الحديث.

بذكر الشارح في (ص 191) أن ذلك يفيد أن الإنسان إذا بدأ بنفسه أولا ثم الأقرب فالأقرب من أهله لم يكن لأحد عليه طعن، وكان قوله أنفع وكلامه أنجع. وأن ذلك يفيد جده صلى الله عليه وسلم تشميره إلى ما أمره الله به.

وفي باب قول الله تعالى: {إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} 5 الآية.

تحت حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عنه وسلم " اذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها

" 6 الحديث.

ذكر الشارح في (ص 197) في معنى هذا الحديث أثرًا عن وهب بن

(1) البخاري: المغازي (4070)، والنسائي: التطبيق (1078) ، وأحمد (2/147) .

(2)

سورة آل عمران، الآية:128.

(3)

سورة آل عمران، الآية:128.

(4)

سورة الشعراء، الآية:214.

(5)

سورة سبأ، الآية:23.

(6)

البخاري: تفسير القرآن (4701)، والترمذي: تفسير القرآن (3223)، وابن ماجه: المقدمة (194) .

ص: 105

منبه، أن إبليس كان يصعد إلى السماوات كلهن وينقلب فيهن ويقف منهن حيث يشاء منذ أخرج آدم من الجنة إلى أن رفع عيسى عليه السلام، فحجب عن أربع سموات إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم فحجب من الثلاث الباقية فأصبح محجوبا مسترقا هو وجنوده إلى يوم القيامة. وتحت حديث النواس بن سمعان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة

" الحديث.

ذكر الشارح في (ص 199) الفترة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام وأنه قد قطع الوحي في تلك الفترة، ثم ذكر أنه لما تكلم جبريل بالرسالة إلى محمد صلى الله عليه وسلم ظن الملائكة أن الساعة قد قامت فصعقوا; لأن محمدا صلى الله عليه وسلم عند الملائكة من أشراط الساعة، ثم بين أن في ذلك أعظم رد على من يعبد مع الله غيره; لأنه إذا كان هذا حالهم وخوفهم من الله وتعظيمهم له وهيبتهم منه إذا تكلم بالوحي فكيف يدعوهم من يشرك به.

وفي باب الشفاعة:

وتحت قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} 1.

ذكر الشارح في (ص 200 - 201) أن سبب نزول هذه الآية ما روين عن ابن عباس رضي الله عنه قال: مر ملأ من قريش وعنده خباب وبلال وصهيب فقالوا: أهؤلاء من الله عليهم من بيننا فأمرنا أن نكون تبعا لهؤلاء اطردهم عنك، فلعلنا نتبعك.

وذكر في (ص 201 - 202) أن من معان {يَخَافُون} في قوله تعالى: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِم} 2 أي: يعلمون وعليه يكون المراد بهم كل معترف بالبعث من مسلم وكتابي; وإنما خصوا بالذكر; لأن الحجة عليهم أؤكد من غيرهم لاعترافهم بصحة المعاد والحشر.

(1) سورة الأنعام، الآية:51.

(2)

سورة الأنعام، الآية:51.

ص: 106

وذكر في (ص 202) من المعان أن المراد بهم الكفار لأنهم لا يعتقدون صحته ولذلك قال: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِم} 1.

وأن من المعاني أن المراد بالإنذار جميع الخلائق فيدخل فيه كل مؤمن معترف بالحشر، وكل كافر منكر له; لأن الكل يخاف سواء اعتقد وجوده أو شك فيه، ولأن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الخلق.

وبين في نفس الصفحة أن معنى قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيع} 2 أي: ما لم يؤذن بالشفاعة فإذا أذن كان للمؤمنين ولي وشفيع، وأن هذا مذهب أهل السنة والجماعة الذين يعتقدون أن الشفاعة تنفع العصاة من أهل التوحيد.

وتحت قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْض} 3 الآية. بين رحمه الله في (ص 205 - 206) أنواع الشفاعة المنفية والمثبتة واستدل عليها. وبين رحمه الله في (ص 209) أن المقام المحمود هو الشفاعة واستدل عليه.

وفي باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} 4.

بين الشارح في (ص 213 - 214) أن الهداية والإضلال بيد الله سبحانه واستدل على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت داعيًا ومبلغًا وليس إلي من الهدى شيء، وخلق إبليس مزينا وليس إليه من الضلالة شيء " ثم عرض الأدلة من القرآن تصديقا لذلك، وتوصل إلى أن من فهم معنى قول الله تعالى:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} 5 تبين له بطلان قول المشركين وفساد شركهم.

(1) سورة الأنعام، الآية:51.

(2)

سورة الأنعام، الآية:51.

(3)

سورة سبأ، الآية:22.

(4)

سورة القصص، الآية:56.

(5)

سورة القصص، الآية:56.

ص: 107

وفي باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم هو الغلو في الصالحين:

ذكر الشارح في (ص 216) أن من الغالية من فسر قوله {وَتُسَبِّحُوه} في قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا (ً8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} 1 بالرسول فجعل الرسول هو الذي يسبح بكرة وأصيلا.

واستدل رحمه الله من (ص 217 - 219) بقوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ} 2 على أن الهوى من أعظم ما يوصل إلى اتباع الضلال، وشرح ذلك بما نقل من الآثار عن بعض السلف. وتحت قوله صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون قالها ثلاثا "3.

بين في (ص 222 - 223) المتنطع بأنه الباحث عما لا يعنيه، أو الذي يدقق نظره في الفروق البعيدة، فيفرق بين متلائمين، أو يجمع بين متفرقين، وبين أن هذا النظر والبحث غير مرضي، واستدل عليه بما نقله عن بعض السلف.

وفي باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده:

تحت حديث عائشة رضي الله عنها لما قال صلى الله عليه وسلم " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "4 بين الشارح في (ص 225 - 226) كلمتي اليهود والنصارى وأصلهما في اللغة. وذكر رحمه الله في (ص 226 - 227) استشكالا وجوابه عند قوله صلى الله عليه وسلم " اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "5 وهو كيف يعود الضمير إلى النصارى ونبيهم عيسى عليه السلام لم يقبر، بل إنهم يزعمون أنه ابن الله أو أنه الله.

(1) سورة الفتح، الآية: 9-8.

(2)

سورة المائدة، الآية:77.

(3)

مسلم: العلم (2670)، وأبو داود: السنة (4608) ، وأحمد (1/386) .

(4)

البخاري: الصلاة (436)، ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (531)، والنسائي: المساجد (703) ، وأحمد (1/218 ،6/34 ،6/255)، والدارمي: الصلاة (1403) .

(5)

البخاري: الصلاة (436)، ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (531)، والنسائي: المساجد (703) ، وأحمد (1/218 ،6/34)، والدارمي: الصلاة (1403) .

ص: 108

ثم ذكر في (ص 228) فائدة لها اتصال بالبناء على القبور تتعلق بدفن النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الذي دفن فيه، وذكر الدليل عليه.

وتحت حديث جندب بن عبد الله الذي منه قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا "1.

ذكر الشارح في (ص 230 - 231) تحت هذه العبارة من الحديث قصة قتل الجعد بن درهم حين قتله خالد بن عبد الله القسري يوم عيد الأضحى; لمخالفته أن الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما كما دل عليه القرآن.

وفي باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله:

تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد "2.

قال الشارح في (ص 235) : (اتفق العلماء على أن من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين من الصحابة وغيرهم فإنه لا يتمسح به ولا يقبله، بل ليس في الدنيا ما شرع تقبيله إلا الحجر الأسود) .

وتحت حديث ابن عباس " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج "3.

بين الشارح في (ص 238 - 239) الزيارة الشرعية للرجال والأحاديث الواردة في الترغيب فيها.

وفي باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق توصل إلى الشرك:

تحت قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} 4 ومن (ص 241 - 243) توسع الشارح في ذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم واتصاله بقبائل العرب وشرفه على غيره، وذكر الأحاديث والآثار في ذلك.

(1) مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (532) .

(2)

أحمد (2/246) .

(3)

الترمذي: الصلاة (320)، والنسائي: الجنائز (2043)، وأبو داود: الجنائز (3236) ، وأحمد (1/229 ،1/287) .

(4)

سورة التوبة، الآية:128.

ص: 109

‌باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

وقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}

{4- باب الدعاء1 إلى شهادة أن لا إله إلا الله}

{وقول الله تعالى: {قل} } يا محمد لهؤلاء {هَذِهِ سَبِيلِي} يعني: طريقي التي2 أدعوا إليها وهي توحيد الله عز وجل ودين الإسلام، وسمى الدين سبيلا لأنه الطريق المؤدي إلى الثواب والجنة {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} 3 يعني: على يقين ومعرفة4، والبصيرة هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل5 {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} 6 يعني: ومن آمن بي

_________

(1)

تأتي كلمة (الدعاء) بمعنى الرغبة إلى الله والتضرع إليه، وتأتي بمعنى الدعوة إلى الله، كما يقال: الدعوة أو الدعاء إلى الطعام. انظر: ((القاموس)) : (ص 1655) .

(2)

كلمة: (التي) سقطت من ((ر)) .

(3)

سورة يوسف، الآية:108.

(4)

انظر: ((تفسير الشوكاني)) : (3/ 59)، و ((تفسير الطبري)) :(8/ 13/ 80، و ((تفسير القرطبي)) : (9/ 274)، و ((تفسير البغوي)) :(2/ 453) .

(5)

وقد وصف ابن عباس وابن مسعود- رضي الله عنهما الذين هم على بصيرة فقال ابن عباس- رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} يعني: (أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة، وأقصد هد، الآية، معدن العلم وكنز الإيمان، وجند الرحمن) .

ووصفهم ابن مسعود- رضي الله عنه فقال: (أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم) .

انظر: ((تفسير البغوي)) : (2/ 453) .

(6)

سورة يوسف، الآية:108.

ص: 95

{وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 1.

عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب....

وصدق بما جئت به يدعوا إلى الله، وحق على من اتبعه وآمن به أن يدعو إلى ما دعا إليه2.

وقوله: {وسبحان الله} أي: وقل سبحان الله3 تنزيهًا لله عما لا يليق بجلاله من جميع العيوب والنقائص والشركاء والأضداد والأنداد {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 4 يعني: وقل يا محمد وما أنا من الذين أشركوا بالله غيره.

{عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب} "5 ناس من اليهود6.

_________

(1)

سورة يوسف، الآية:108.

(2)

انظر: ((تفسير ابن كثير)) : (2/ 513- 514)، و ((تفسير الشوكاني)) :(3/ 59) .

(3)

قوله: (أي: وقل سبحان الله) سقط من ((ر)) .

(4)

سورة يوسف، الآية:108.

(5)

البخاري: الزكاة (1395)، ومسلم: الإيمان (19)، والترمذي: الزكاة (625)، والنسائي: الزكاة (2435)، وأبو داود: الزكاة (1584)، وابن ماجه: الزكاة (1783) ، وأحمد (1/233)، والدارمي: الزكاة (1614) .

(6)

فسر أهل الكتاب باليهود؛ لأن غالب الموجودين في اليمن آنذاك هم اليهود، وإن كان إطلاق أهل الكتب يشمل اليهود والنصارى. وقد كان ابتداء دخول اليهود إلى اليمن في زمن تبع الأصغر، ولما ظهر الإسلام كان بعض أهل اليمن على اليهودية. وأما النصرانية فقد بدأت في اليمن لما غلبت الحبشة على اليمن في زمن أبرهة الذي غزا مكة وأراد هدم الكعبة، وكان جلاؤهم من اليمن على يد سيف بن ذي يزن فلم يبق باليمن أحد من النصارى. انظر:((السيرة النبوية)) لابن هشام: (1/ 19- 41)، وانظر:((فتح الباري)) : (13/ 348- 349) .

ص: 96

فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله "1 - وفي رواية: (إلى أن يوحدوا الله- فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة..............................

" فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله "2 وفي رواية: (إلى أن يوحدوا الله (3 في الحديث4 دليل على5 أن التوحيد مفتاح الدعوة يبدأ به قبل كل شيء حتى الصلاة، وهو أول واجب على الإنسان فيبدأ بالأهم فالأهم {فإن هم أطاعوك لذلك} أي: انقادوا لك بذلك {فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة} وقوله صلى الله عليه وسلم " فرض الله على أمتي ليلة الإسراء خمسين صلاة، فلم أزل أراجعه وأسأله التخفيف حتى جعلها خمسًا في كل يوم وليلة "6 وقوله للأعرابي7:

_________

(1)

البخاري: الزكاة (1395)، ومسلم: الإيمان (19)، والترمذي: الزكاة (625)، والنسائي: الزكاة (2435)، وأبو داود: الزكاة (1584)، وابن ماجه: الزكاة (1783) ، وأحمد (1/233)، والدارمي: الزكاة (1614) .

(2)

البخاري: التوحيد (7372)، ومسلم: الإيمان (19) .

(3)

رو، الآية:((إلى أن يوحدوا الله)) انظرها في ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (13/ 347، ح 7372) ، كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته للتوحيد.

(4)

قوله: (في الحديث) في ((الأصل)) ، وقد سقطت من بقية النسخ.

(5)

حرف: (على) في ((الأصل)) ، وقد سقط من بقية النسخ.

(6)

[51 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (1/ 458-459 ، ح 349) ، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(2/ 576- 580، ح 263/ 163) ، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث في رو، الآية أبي ذر رضي الله عنه، وروي في غير ((الصحيحين)) عن أنس وعن أُبي بن كعب. انظر بقية التخريج في الملحق.

(7)

هذا الأعرابي جاء أنه ضمام بن ئعلبة كما ذكره النووي في ((شرح صحيح مسلم)) : (1/ 284) .

وجاء أنه النعمان بن قوقل كما في ((الأسماء المبهمة)) : (ص 303) .

ص: 97

فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم...........

" خمس صلوات في اليوم والليلة "1 وقد اختلف في الإسراء، فقال ابن الأثير2: الصحيح عندي أنه [كان] 3 ليلة الاثنين ليلة سبع وعشرين من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة4.

وبهذا جزم شيخ الإسلام النووي في "شرح مسلم"5، والله أعلم.

وفي "الروضة" كتاب السير6 أنه كان في شهر رجب7. {فإن هم أطاعوك لذلك} أي: انقادوا لك بذلك {فأعلمهم أن الله افترض عليهم

_________

(1)

[52ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (12/ 330، ح6956) ، كتاب الحيل، باب الزكاة. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(2/ 280- 282، ح 8/ 11) ، كتاب الإيمان، باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام. الحديث من رو، الآية طلحة بن عبيد الله- رضي الله عنه. انظر بقية التخريج في الملحق.

(2)

هو: المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري، يكنى: أبا الساعادات، ويعرف بابن الأثير، اشتغل بعلم الحديث، وقد سأله صاحب الموصل في زمنه أن يلي الوزارة فاعتذر بعلو السند والشهرة بالعلم، ولد سنة 544 هـ. وتوفي سنة 606 هـ. انظر ترجمته في:((وفيات الأعيان)) : (4/ 141- 143)، ((معجم المؤلفين)) :(8/ 174)، (شذرات الذهب)) :(5/ 22- 23) .

(3)

كلمة: (كان) سقطت من ((الأصل)) ، وهي ثابتة في بقية النسخ.

(4)

الذي وجدته في تاريخه ((الكامل)) : (1/ 51) أنه كان قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بسنة، ولم أجد له ترجيحا.

(5)

لم أجده في ((شرح مسلم)) في مظنته مع أنه –رحمه الله نقل الأقوال في ذلك عن القاضي عياض. انظر: (2/ 568) .

(6)

في ((ر)) قال: (وفي ((الروضة)) في باب السير

) .

(7)

انظر: ((روضة الطالبين)) : (10/ 256) ، كتاب السير.

ص: 98

صدقة تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم....................

صدقة1} أراد بالصدقة الزكاة المفروضة، فرضت في السنة الثانية من الهجرة2، وقيل: في الثالثة، وقيل: غير ذلك3 {تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم} والمراد بالفقراء هنا: ما يشمل الأصناف الثمانية للزكاة، لا الفقراء بمعنى الأخص4، وتحرم على الغني- إلا من استثنى الشارع صلوات الله وسلامه عليه، قال: لا تحل الصدقة إلا لخمسة: لعامل عليها، أو رجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غاز في سبيل الله، أو مسكين تصدق عليه منها فأهدى منها لغني "5 - وعلى القوي المكتسب

_________

(1)

المعنى بالحدقة في الحديث الزكاة، وقد سماها الله بذلك في قوله تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ} [التوبة: 103]، وقد بين مصارف هذه الصدقة التي هي الزكاة في قوله:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60] .

(2)

انظر ((البدايةو النهاية ((: (3/ 381)، و ((مغني المحتاج)) :(1/ 368)، و ((الكامل)) لابن الأثير:(2/ 291) .

(3)

انظر طرفا من تلك الأقوال مع مناقشتها في: ((فتح الباري)) : (3/266) .

(4)

يريد بقوله هذا أن يوضح أن كلمة الفقراء في الحديث لا تعني حصر الزكاة فيهم ولا تخرج بقية الأصناف الذين ذكرتهم ال، الآية:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} الآية؟ لأنه يجمع بينهم جامع الحاجة والفاقة وعدم الغنى. انظر: ((المغني)) لابن قدامة: (9/ 356) .

(5)

[53ح]((سنن أبي داود)) : (2/ 286- 287، خ هـ 63 1) ، كتاب الزكاة، باب من لا يجوز له أخذ صدقة وهو غني.

و ((مستدرك الحاكم)) : (1/ 457- 408) ، كتاب الزكاة.

روي الحديث عن عطاء مرسلاً، وروي متصلاً عن عطاء عن أبي سعيد الخدري. والحديث قال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال ابن حجر في ((بلوغ المرام)) : (ص 162- 163) : أعل بالإرسال.

وصححه الشيخ الألباني. انظر: ((صحيح سنن أبي داود)) : (1/ 308، ح 1440) . انظر بقية تخريجه في الملحق.

ص: 99

لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي "1 أي: قوي.

وتحرم على ذوي القربى وهم بنو هاشم وبنو عبد المطلب، ولا يدفع لهم شيء لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد [إنما هي أوساخ الناس "2 وفي رواية:" وأنها لا تحل لمحمد ولا آل محمد "] 3.

(1)[54ح]، ((سنن الترمذي)) :(3/ 33، ح 652) ، كتاب الزكاة، باب ما جاء فيمن لا تحل له الصدقة. ((سنن أبي داود)) :(2/ 285- 286، ح 1634) ، كتاب الزكاة، باب من يعطى من الصدقة. والحديث مروي عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه والحديث قال فيه الترمذي: حديث حسن. وأورده الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) : (1/ 201،! 527) . وفي ((صحيح سنن أبي داود)) : (1/ 307-308، ح 1439) . انظر بقية التخريج في الملحق.

(2)

[55ح]، ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(7/183- 185، ح 167/ 1072) ، كتاب الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة. ((سنن أبي داود)) :(3/ 386- 389، ح 2985) ، كتاب الخراج، باب بيان مواضع قسم الخمس، ومن هم ذوو القربى. والحديث مروي عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث. انظر بقية التخريج في الملحق.

(3)

ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وهو ثابت في بقية النسخ، ولعله قد سقط من الناسخ بسبق نظره إلى ما بعد كلمة محمد الثانية.

ص: 100

رواه مسلم1.

وقال أبو حنيفة: تحرم على بني هاشم، ولا تحرم على بني2 المطلب3 دليلنا قوله صلى الله عليه وسلم " إنا وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام "4 5 وتحرم على موالي بني هاشم، وبني المطلب لقوله صلى الله عليه وسلم " مولى6 القوم منهم "7

(1)[56ح]، ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(7/186- 187، ح 168/1072) ، كتاب الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة. ((سنن أبي داود)) :(3/ 386- 389، ح هـ 98 2) ، كتاب الخراج والإمارة، باب إتيان موضع قسم الخمس. الحديث لنفس راوي الحديث الماضي. انظر بقية التخريج في الملحق.

(2)

في بعض النسخ: (عبد المطلب)، وفي بعضها:(المطلب) ، واعتمدت ما في ((الأصل ((.

(3)

انظر: ((الاختيار)) : (1/ 5 12- 121)، و ((فتح القدير)) في الفقه الحنفي:(2/ 272- 274) .

(4)

في ((ر)) : (الجاهلية والإسلام) .

(5)

((سنن أبي داود)) : (3/ 383- 384، ح 3980) ، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب بيان مواضع قسم الخمس. وهو في ((صحيح البخاري مع الفتح)) :(533/6، ح 3552) ، كتاب المناقب، باب مناقب قريش بلفظ:((إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد)) .

(6)

هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(موالي) ، وقد جاءت الروايات باللفظين.

(7)

[57 ح]، ((سنن الترمذي)) :(3/37، ح 657) ، كتاب الزكاة، باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه. ((سنن النسائي)) :(5/107، ح 2612) ، كتاب الزكاة، باب مولى القوم منهم. وقد جاء الحديث في ((صحيح البخاري)) .

انظره: مع ((الفتح)) : (12/48، ح6761) بلفظة: ((مولى القوم من أنفسهم)) .

والحديث روي عن أبي رافع، وأنس رضي الله عنهما.

والحديث كما ترى هو في البخاري بلفظ قريب، وقال الترمذي فيه: حسن صحيح. وصححه الألباني كما في ((صحيح سنن الترمذي)) : (1/202، ح 530)، و ((السلسلة الصحيحة)) :(4/149، ح 1613) . انظر بقية التخريج والحكم عليه في الملحق.

والمعنى بقوله: ((منهم)) أي: في المعاونة والانتصار والبر والشفقة ونحو ذلك. انظر: ((فتح الباري)) : (2/49) ، كتاب الفرائض، باب 24.

ص: 101

وقال مالك -رحمه الله تعالى-: لا تحرم12

واختلفوا في نقل الصدقة من بلد المال إلى بلد آخر مع وجود المستحقين فمنعه بعض أهل العلم لهذا الحديث،3 قال ابن دقيق العيد:4 وفيه عندي ضعف; لأن الأقرب أن المراد تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم من حيث إنهم مسلمون لا من حيث إنهم أهل اليمن. انتهى5.

(1) في ((ر)) : (تحرم) خلافا للأصل، وبقية النسخ التي فيها الصواب الموافق لمراجع المالكية.

(2)

((مختصر خليل)) : (ص 64)، والخرشي:(2/214-215) ، من كتب المذهب المالكي.

(3)

المراد بالحديث المشار إليه: حديث معاذ المشروح.

(4)

هو: محمد بن علي بن وهب بن مطيع -أبو الفتح- تقي الدين، المعروف بابن دقيق العيد، كان بصيرا بعلم المنقول والمعقول، وكان لا يسلك المراء في بحثه بل يتكلم بكلمات يسيرة، ولد سنة 625 هـ، وتوفي سنة 702 هـ.

انظر ترجمته في: ((البدر الطالع)) : (2/229-232)، ((تذكرة الحفاظ)) :(4/1481- 1484)، ((أبجد العلوم)) :(3/156) .

(5)

انظر: ((الأحكام)) (2/184)، وقول ابن دقيق العيد:(وفيه عندي ضعف) يعني به: القول بعدم جواز نقل الزكاة عن بلد المال، ولا يعني به الحديث السابق للقول كما قد يتوهم، فإن الحديث مما اتفق عليه.

ص: 102

فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم.....

واعلم أنه إذا أمر الإمام بنقلها وجب نقلها إليه وفرقها حيث شاء.

{فإن هم أطاعوك لذلك} أي: انقادوا لك بذلك {فإياك وكرائم أموالهم} أي: باعد نفسك واترك كرائم أموالهم فلا تلزمهم بها، والكريمة: العزيزة عند مالكها لكونها أكولة، أي: مسمنة للأكل، أو قريبة العهد بالولادة، أو حاملاً، أو فحلاً معدًا للضراب، والحكمة في المنع من ذلك أن الزكاة وجبت مواساة للفقراء في مال الأغنياء فلا يناسب ذلك الإجحاف بأرباب الأموال {واتق دعوة المظلوم} أي: اجتنب الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم، وهذا الخطاب وإن كان المخاطب به معاذًا فهو عام للخاص والعام، وفي حديث آخر عن علي رضي الله عنه " اتق دعوة المظلوم فإنما يسأل الله حقه وإن الله لن1 يمنع ذا حق حقه "2 والله تعالى يقول:{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} 3 ويقول تعالى لمن ظلم: " لأنصرنك ولو بعد

_________

(1)

في ((ر)) : (لم يمنع) .

(2)

((شعب الإيمان)) للبيهقي: (6/49، ح 7464)، ((تاريخ بغداد)) :(9/301-302) . ((الجامع الصغير للسيوطي مع الفيض)) : (1/25) . الحديث رمز له السيوطي بالضعف. وقال الشيخ الألباني: ضعيف. انظر: ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) : (4/191، ح 1697)، و ((ضعيف الجامع)) :(ص 18، ح 110) .

(3)

سورة إبراهيم، الآية:42.

ص: 103

فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " أخرجاه.

حين "1 {فإنه2 ليس بينها وبين الله حجاب، أخرجاه3} فيه أن دعوة المظلوم لا ترد وأنها مجابة، وأن المظلوم له ناصر يجيبه ولو كان كافرًا4 فإنما يسأل الله حقه ولا يمنع ذا حق حقه، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن لا ناصر له ولا معين5 -اليتيم والضعيف والأرملة والحيوان والرقيق

_________

(1)

[58 ح]((سنن الترمذي)) : (5/578، ح 3598) ، كتاب الدعوات، باب العفو والعافية. ((سنن ابن ماجه)) :(1/557، ح 1752) ، كتاب الصيام، باب الصائم لا ترد دعوته. الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث قال فيه الترمذي: حديث حسن. وأخرجه ابن خزيمة في ((صحيحة)) : (3/199، ح 1901) . انظر بقية تخريج الحديث في الملحق.

(2)

هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(فإنها) .

(3)

[59 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (3/357، ح 1496) ، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد على الفقراء. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(1/310، ح 29/19) ، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام. انظر بقية التخريج في الملحق.

(4)

ولعله يشير بذلك إلى الروايات الواردة في ذلك. ومنها ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه. انظر: ((مسند الإمام أحمد)) : (2/367) . وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/187) : رواه أحمد بإسناد حسن.

(5)

في ((ر)) ، و ((ع)) :(ولا معين له)، وفي ((ش)) سقط قوله:(ولا معين له كاليتيم والضعيف والأرملة والحيوان والرقيق فقال صلى الله عليه وسلم: ((الله الله فيمن لا ناصر له)) ، ولعله قد سبق نظر الناسخ إلى نه، الآية الحديث.

ص: 104

فقال صلى الله عليه وسلم " الله الله في من لا ناصر له إلا الله " رواه ابن عدي.12 وفي المعنى: " اشتد غضب الله على من ظلم من لم يجد ناصرًا غير الله ".

أخرجه ابن عدي -أيضا3 - " والظلم ظلمات يوم القيامة "4.

(1) انظر كتابه: ((الكامل في الضعفاء)) : (3/1015)، وهو بلفظ:((الله فيمن ليس له إلا الله)) . وانظر: ((الجامع الصغير مع الفيض)) : (2/99، ح 1444) ، وقد أحاله على ابن عدي. والحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.

والحديث رمز له السيوطي في ((الجامع)) بالضعيف، وضعفه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) :(3/656، ح 1460) .

(2)

هو أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الجرجاني الإمام، الحافظ، يعرف بابن القطان، وهو صاحب كتاب ((الجرح والتعديل)) ، ولد سنة 277 هـ، وتوفي سنة 365 هـ.

انظر ترجمته في: ((تذكرة الحفاظ)) : (3/940-942)، ((سير أعلام النبلاء ((:(16/154-156)، ((شذرات الذهب)) :(3/51) .

(3)

لم أجده في ((الكامل)) لابن عدي. وهو في ((الجامع الصغير مع الفيض)) : (1/516، ح 1046) . وفي ((المعجم الصغير للطبراني مع الروض)) : (1/61-62، ح 71) . والحديث مروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والحديث رمز له السيوطي في ((الجامع)) بالضعف، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (4/206) : فيه مسعر بن الحجاج النهدي -كذا هو في الطبراني- ولم أجد إلا مسعرا ابن يحيى النهدي ضعفه الذهبي بخبر ذكره.

وقال الألباني في ((ضعيف الجامع)) (ص 123، ح 861) : ضعيف جدًّا، وأحال على ((سلسلة الأحاديث الضعيفة ((:(رقم 2392) ، ولم يطبع بعد.

(4)

[60 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (5/100، ح 2447) ، كتاب المظالم، باب الظلم ظلمات يوم القيامة. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(16/371، ح 56/2578، ح 57/2579) ، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم. والحديث روي عن ابن عمر وجابر رضي الله عنهما.

انظر بقية التخريج في الملحق.

ص: 105

ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله

والأحاديث في تحريم الظلم كثيرة جدًّا.

ومظالم العباد بينهم لا يترك الله منها شيئًا ولا يهملها كما ورد في حديث الدواوين الثلاثة1. {ولهما عن سهل بن سعد2} الساعدي {رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر:} بينها وبين المدينة ثلاث مراحل3 " لأعطين الراية غدًا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "4 محبة الله العبد إنعامه عليه وتوفيقه وهدايته إلى طاعته والعمل بما يرضى عنه، وأن يثيبه أحسن الثواب على طاعته / وأن يثني عليه فيرضى عنه5،

_________

(1)

تقدم ذكره وتخريجه (ص 88) .

(2)

هو: سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة الأنصاري الساعدي يكنى: أبا العباس، وهو صحابي جليل، كان اسمه حزنًا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلاً، قال الزهري: رأى سهل بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، مات سنة 88 هـ، وقيل: سنة 91 هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (2/320)، ((سير أعلام النبلاء)) : 3/422-423) ، ((الإصابة)) :(4/275) .

(3)

ويعادل ذلك ما يقارب 160 كيلا إلى الشمال من المدينة النبوية وهي مجموعة من القرى ذات نخيل. انظر: ((المناسك وأماكن طرق الحج)) للحربي، تحقيق حمد الجاسر:(ص 413) حاشية.

(4)

مسلم: فضائل الصحابة (2404) ، وأحمد (1/185) .

(5)

تفسيره للمحبة هنا فيه تأويل، فهذه الأمور التي ذكرها من التوفيق والهد، الآية والثواب كلها من آثار محبة الله، أما المحبة فهي صفة من صفات الله الواجب أن نثبتها له كما تليق بجلاله.

ص: 106

يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه فأرسلوا إليه فأتي به...................................

ومحبة العبد لله عز وجل أن يسارع إلى طاعته [وابتغاء مرضاته] ،1 وأن لا يفعل ما يوجب سخطه وعقوبته، وأن يتحبب إليه بما يوجب له الزلفى لديه {يفتح الله على يديه} فيه علم من أعلام النبوة فإنه وقع كما قال {فبات الناس يدوكون ليلتهم} أي: يخوضون {أيهم يعطاها} قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فتساورت2 رجاء أن أدعى لها3 "{فلما أصبحوا غدوا على4 رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها} أي: الراية، حرصا [منهم]،5 على الفضيلة {فقال:"أين علي بن أبي طالب؟ "} رضي الله عنه وكان قد تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد {فقيل هو يشتكي عينيه} من رمد أصابه {فأرسلوا إليه فأتي به} الذي أتى به سلمة بن الأكوع6 يقوده

_________

(1)

ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وهو ثابت في بقية النسخ.

(2)

جاء في كل النسخ: (فساورت) ، والمثبت من ((صحيح مسلم)) .

(3)

((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (15/185، ح 33/2405) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(4)

في النسخ الأخرى: (غدوا إلى) .

(5)

ما بين القوسين من غير ((الأصل)) .

(6)

هو: سلمة بن الأكوع، وقيل: سلمة بن عمرو بن الأكوع، صحابي جليل، كان ممن بايع تحت الشجرة، كان شجاعًا راميًا، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:((خير رجالتنا سلمة بن الأكوع)) ، سكن في آخر حياته بعد مقتل عثمان في الربذة، وعاد إلى المدينة قبل أن يموت بليال، مما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: لا يقول أحد باطلا لم أقله إلا تبوأ مقعده من النار ، توفي سنة 74 هـ، وقيل: 64 هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (2/271-272)، ((الإصابة)) :(4/233)، ((صفة الصفوة)) :(1/683)، ((الطبقات)) لابن سعد:(4/305-308) .

ص: 107

فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية وقال: أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام.....

{فبصق1 في عينيه ودعا له2 فبرأ كأن لم يكن به وجع} وتفله3 في عينيه وبرؤه فيه علم من أعلام النبوة -أيضا- {فأعطاه الراية} فيه الإيمان بالقدر لحصولها لمن لم يسع لها ومنعها عمن سعى لها {وقال: "أنفذ4 "} أي: سر {"على رسلك"} يقال: افعل كذا على رسلك [بكسر الراء وسكون المهملة]،5 أي: اتئد وارفق {"حتى تنزل [بساحتهم] ،6 ثم ادعهم إلى الإسلام"} قبل القتال، وهو مشروع لمن دعوا قبل ذلك، وقوتلوا، وسيأتي بيانه -إن شاء الله تعالى- في باب ما جاء في ذمة الله وذمة رسوله7

_________

(1)

هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(بصق) بالصاد، وهي لغة، فيقال: بسق، وبصق، وبزق. انظر:((لسان العرب)) : (10/20)، مادة:((بسق)) .

(2)

قوله: (ودعا له) سقط من ((ر)) ، و ((ع)) ، وهي في ((الأصل)) ، و ((ش)) .

(3)

هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(ونفثه) .

(4)

أنفذ: بضم الفاء كما في ((النهاية،)) : (5/92) .

(5)

جاء في كل النسخ: (بكسر السين وسكون المهملة) وهو خطأ، والصواب ما أثبته من كتب اللغة، ولعله زلة قلم من الشارح أو النساخ. انظر:((النه، الآية في غريب الحديث)) : (2/222)، و ((لسان العرب)) :(11/282)، مادة:((رسل)) .

(6)

في ((الأصل)) : (على ساحتهم)، وفي بقية النسخ:(بساحتهم) وهو الموافق للأصول.

(7)

انظر: (ص 538) .

ص: 108

وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم "1.

{وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه} ، أي: في الإسلام: كالصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرم، والجهاد، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم {فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر / النعم "23} وحمر: بضم فسكون، والنعم بفتحتين لا واحد له من لفظه، وهي أنفس أموال العرب وأعزها عندهم، وهي الإبل والبقر والغنم، وأكثر ما يقع على أشراف4 أموالهم -الإبل-.

قال أبو عبيدة5:

_________

(1)

مسلم: فضائل الصحابة (2404) ، وأحمد (1/185) .

(2)

[61 ح] جاء بهذا اللفظ في ((صحيح مسلم)) ، انظره: مع ((شرح النووي)) : (15/186 -187، ح 34/2406) ، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والحديث بهذا اللفظ عن سهل بن سعد رضي الله عنه. وهو في ((صحيح البخاري)) .انظره مع:((الفتح)) : (6/126، ح 2975) ، كتاب الجهاد، باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه من طريق سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، ولكنه بلفظ يختلف يسيرا. الحديث جاء -أيضا- عن أبي هريرة وسعد بن أبي وقاص نحوه. انظر بقية التخريج في الملحق.

(3)

أضاف في ((المؤلفات)) هنا قوله: (يدوكون أي: يخوضون) .

(4)

في ((ع)) : (أشرف) .

(5)

هو: القاسم بن سلام بن عبد الله البغدادي، الحافظ الفقيه، صاحب التصانيف، روي عنه قوله: فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة -وذكرهما-، والأولى منهما: أنه كان سببا في ترك يحيى القطان قوله بتفضيل علي على عثمان بعد أو روى له ما يزيل عنه الشبهة. ولد سنة 157 هـ، وتوفي سنة 224 هـ. انظر ترجمته في:((تهذيب التهذيب)) ، (8/315)، ((تذكرة الحفاظ)) :(2/417)، ((سير أعلام النبلاء)) :(10/490-509) .

ص: 109