الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر الشارح في (ص 540 - 541) أن الحديث دليل على أن المشركين لا يقاتلون إلا بعد دعائهم إلى الإسلام ثم ذكر الخلاف بين أهل العلم في ذلك فنقل عن الإمام مالك قوله: إنهم لا يقاتلون حتى يؤذنوا. وأنه قد ذهب جماعة إلى أنهم يقاتلون قبل الدعوة إذا كانت قد بلغتهم من قبل، قال: وهو قول الشافعي والثوري وأصحاب الرأي وأحمد وإسحاق وذكر حجج الفريقين.
ومن (ص 542 - 545) بين معنى الإخفار، وتحريم إخفار الذمة والأمان والجوار، وحرمة انتهاك ذمة الله وذمة رسوله، وأن الذمة تكون من المسلمين ويجب تنفيذها، ثم ذكر الأدلة على ذلك.
وفي نهاية الباب في (ص 546) تكلم الشارح رحمه الله عن حكم إحصار الكفار ورميهم بالمدافع والإحراق بالنار، وقطع الأشجار، وهدم الحصون، وقتل الحيوانات، واستدل لما يجوز وما لا يجوز في غيره.
وفي باب ما جاء في الإقسام على الله تعالى:
وتحت حديث أبي هريرة: أن القائل رجل عابد، قال أبو هريرة: " تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته
…
"1 أورد الشارح في (ص 548 - 550) الحديث بتمامه، ثم أورد رواية جندب بن جنادة عند الطبراني التي فيها أن الله تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء أنها، - أي: الكلمة التي قالها - خطيئة فليستقبل العمل. ثم نقل من "فيض القدير" في شرح هذه الرواية قوله يستأنف عمله للطاعة فإنها أحبطت عمله بتأليه على الله، وهذا خرج مخرج الزجر والتهويل.
ثم أورد الاستدلال على ذلك بحديث: "ويل للمتألين من أمتي "،
(1) أبو داود: الأدب (4901) ، وأحمد (2/323) .
وحديث: " من يتألى عليَّ الله يكذبه ".
وفي (ص 551) ذكر مذهب أهل السنة والجماعة في مصير المؤمن الموحد العاصي وأنه لا يقال بأن الله يعاقبه لا محالة، وأنه لا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يعفو عنه لا محالة، بل هو في مشيئة الله تعالى، ثم استدل على ذلك. وذكر (ص 553) أنه لا يجوز أن يشهد على أحد من المؤمنين بالنار إلا من شهد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم استدل على ذلك.
وذكر في (ص 554) أنه لا يجوز أن يقال: الذنب لا يضر مع الإيمان، بل يضر، ولا يثبت به في الحال جواز المؤاخذة، وبين أن ذلك خلافا للمرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
وفي باب لا يستشفع بالله تعالى على خلقه:
وتحت حديث جبير بن مطعم قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله، نهكت الأنفس، وجاع العيال
…
"1 الحديث.
بين الشارح رحمه الله في (ص 555 - 556) معنى الاستسقاء في اللغة والشرع وأنه على أنواع ثلاثة دعاء أو دعاء مع صلاة الجمعة، أو دعاء عام يجتمع له الناس بصلاة خاصة.
وفي (ص 557) بين الشارع معنى سبحان الله وأن سبحان من الأسماء التي لا تستعمل إلا مضافة أبدًا وهو علم للتسبيح كعثمان للرجل
…
ثم ذكر معاني هذا الاسم وخصائصه وإعرابه.
وفي (ص 558) أوضح معنى قول الأعرابي: (فإنا نستشفع بالله
(1) البخاري: الجمعة (933)، والنسائي: الاستسقاء (1528) .
عليك) وأن النبي صلى الله عليه وسلم كرهه; لأن الشافع يسأل المشفوع إليه والرب تعالى وتقدس لا يسأل عبده ولا يشفع إليه.
وفي باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك:
تحت حديث عبد الله بن الشخير لما قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا، فقال:" السيد الله تبارك وتعالى ".
بين الشارح رحمه الله (ص 560 - 561) : (أن ذلك لا يتعارض مع إخباره صلى الله عليه وسلم أنه سيد ولد آدم لأنه إخبار عما أعطي من الشرف على النوع الإنساني) .
وفي (ص 561) ذكر الشارح رحمه الله الخلاف في الإتيان بلفظ السيادة في نحو الصلاة عليه، ونقل ترجيح بعضهم أن لفظ الوارد لا يزاد عليه بخلاف غيره.
وفي نفس الصفحة بين معنى قوله صلى الله عليه وسلم " قولوا بقولكم أو بعض قولكم "1 بأن معناه، أي: قولوا بقول أهل دينكم وملتكم، يعني: ادعوني رسولاً ونبيا ولا تسموني سيدًا كما تسمون رؤساءكم لأنهم كانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة بأسباب الدنيا.
ومعنى "أو بعض قولكم"، يعني: بعض الاقتصاد في المقال وترك الإسراف فيه وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم.
وفي (ص 562) بين معنى قوله صلى الله عليه وسلم " ولا يستجرينكم الشيطان بقوله "2 أي: لا يستغلبنكم فتقعون في أمر عظيم مع أنهم لم يقولوا إلا الحق فإنه سيد ولد آدم وأفضلهم وأكرمهم، فنهاهم عن هذا الخطاب حماية للتوحيد وسدًا للذرائع، ولحداثة عهدهم بالإسلام فكأنه يقول: لا تخاطبوني بما تخاطبون به رؤساءكم بل بما سماني به الله تعالى من نحو نبي ورسول.
(1) أبو داود: الأدب (4806) .
(2)
أبو داود: الأدب (4806) ، وأحمد (4/25) .
وتحت حديث أنس بن مالك رضي الله عنه " إن ناسا قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: "يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل "1.
بين الشارح رحمه الله في (ص 563) قوله صلى الله عليه وسلم " ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل "2 بحديث آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله "3.
ثم بين في (ص 564) معنى الإطراء فقال: (الإطراء: المبالغة في المدح، يعني: قولوا ما هو اللائق والمناسب للعبودية والرسالة) وأن ذلك تواضعا منه صلى الله عليه وسلم واجتنابا عن التفاخر.
ثم استدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم بقول عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته "4 وقولها: " كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه "5.
وفي باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه} 6
نقل الشارح في (ص 569) فيما يتعلق بالصفات عن الخطابي قوله: (ليس فيما يضاف إلى الله عز وجل من صفة اليدين شمال; لأن الشمال محل النقص والضعف)، وقد روي:" كلتا يديه يمين "7 وليس عندنا معنى اليد الجارحة إنما هي صفة جاء بها التوقيف، فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار المأثورة الصحيحة وهو مذهب أهل السنة) .
(1) أحمد (3/249) .
(2)
أحمد (3/153) .
(3)
أحمد (1/23)، والدارمي: الرقاق (2784) .
(4)
أحمد (6/167) .
(5)
أحمد (6/256) .
(6)
سورة الأنعام، الآية:91.
(7)
مسلم: الإمارة (1827)، والنسائي: آداب القضاة (5379) ، وأحمد (2/160) .
ونقل عن سفيان بن عيينة في ذلك قوله: (كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه) .
ونقل عن البغوي قوله في "شرح السنة": (كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفات الباري كالنفس والوجه والعين واليد والرجل والإتيان والمجيء والنزول إلى السماء الدنيا والاستواء على العرش والضحك والفرح، فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل مجتنبا عن التشبيه معتقدا أن الباري لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا يشبه ذاته ذات الخلق، قال: وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة تلقوا جميعها بالإيمان والقبول وتجنبوا فيها التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله تعالى كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} 1.
ثم ذكر في (ص 570) فائدة تتعلق بطي الأرض فقال: (فإن قيل: فأين يكون الناس عند طي الأرض؟ قيل: يكونون على الصراط) .
ونقل عن القرطبي في (ص 571) قوله: (المقصود بهذا النداء إظهار انفراده بالملك عند انقطاع دعوى المدعين وانتساب المنتسبين إذ قد ذهب كل ملك وملكه وكل جبار ومتكبر وهو مقتضى قوله: " أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ "2) .
وتحت قوله صلى الله عليه وسلم " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض ".
أورد الشارح من (ص 573 - 575) الخلاف في الكرسي هل هو العرش أو غيره؟ على أربعة أقوال:
(1) سورة آل عمران، الآية:7.
(2)
البخاري: تفسير القرآن (4812)، ومسلم: صفة القيامة والجنة والنار (2787)، وابن ماجه: المقدمة (192) ، وأحمد (2/374)، والدارمي: الرقاق (2799) .
أحدها: أن الكرسي هو العرش نفسه.
الثاني: أن الكرسي غير العرش.
والثالث: أن الكرسي هو الاسم.
والرابع: أن المراد بالكرسي الملك والسلطان والقدرة.
وذكر أصحاب هذه الأقوال من السلف والاستدلال عليها.
ومن (ص 576 - 579) ذكر بعض النصوص التي تصف العرش وحملته من الملائكة من الآيات والأحاديث والآثار.
وفي نهاية الباب ختم الشيخ رحمه الله الباب من (ص 581 إلى آخر الكتاب) بذكر نصوص في عظمة الله وعجائب مخلوقاته وغرائب مبتدعاته وعظيم قدرته وآياته وملكه ومصنوعاته تبعا لما عقده المصنف في هذا الباب لذلك.
لعن الله من لعن والديه............................
الله من الشرك الأكبر، ووجه الدلالة على ذلك من الآيتين الكريمتين ظاهر، وهو أن الله قرن الذبح بالصلاة، ومعلوم أن من صلى لله ولغيره فقد أشرك، قال الرافعي1 من الشافعية: واعلم أن الذبح للمعبود نازل منزلة الجود، فمن ذبح لغير الله من حيوان أو جماد لم تحل ذبيحته وكان كافرًا، كمن سجد لغير الله سجدة عبادة.
يروى "أن إبليس -لعنه الله- أتى في صورة رجل رحمة بنت افراثيم بن يوسف2 حين ابتلى الله أيوب عليه السلام، فقال لها: ليذبح أيوب هذه السخلة لي فقالت -لأيوب زوجها عليه السلام: اذبح هذه السخلة3 واسترح، فقال لها: والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة
…
ويلك أتأمريني أن أذبح لغير الله "4.
{" لعن الله من / لعن والديه "5} اعلم أن لعن المسلم المصون حرام
_________
(1)
هو: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم -أبو القاسم- الرافعي القزويني، من كبار علماء الشافعية، وقد كان زاهدا ورعا عابدا، ذكر أن نسبته إلى رافع بن خديج الصحابي الأنصاري رضي الله عنه ولد سنة 555 هـ، وتوفي سنة 623 هـ. انظر ترجمته في:((سير أعلام النبلاء)) : (22/252-255)، ((شذرات الذهب)) :(5/108-109)، ((الأعلام)) للزركلي:(4/55) .
(2)
واسمها في كتاب ((الكامل في التاريخ)) (1/128) : رحمة ابنة إفراهيم بن يوسف. وفي ((تفسير البغوي (( (3/259) : بنت إفراثيم بن يوسف كما هو هنا.
(3)
قوله: (لي فقالت -لأيوب زوجها عليه السلام اذبح هذه السخلة) ثابت من ((الأصل)) ، وقد سقط من بقية النسخ.
(4)
انظر: ((تفسير البغوي)) : (3/261)، و ((تفسير السيوطي)) :(5/658) .
(5)
مسلم: الأضاحي (1978)، والنسائي: الضحايا (4422) ، وأحمد (1/108) .
بإجماع المسلمين، ولعن الوالدين أشد حرمة، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك، لأنك صرت السبب في ذلك،1 واللعن منهي عنه.
ففي صحيح البخاري ومسلم2 عن ثابت بن الضحاك3 رضي الله عنه وكان من أصحاب4 الشجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لعن المؤمن كقتله "56.
(1) ولعله يشير إلى حديث عبد الله بن عمر بن العاص - في ((صحيح مسلم)) انظره: مع ((شرح النووي)) : (2/446-447، ح 146/90) - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من الكبائر شتم الرجل والديه ، قالوا: يا رسول الله، هل يشتم الرجل والديه؟ قال:((نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)) . وحديث: ((لعن الله من لعن والديه)) وهو في ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) -أيضا-: (13/151، ح 44/1978) .
(2)
في ((الأصل)) قدم مسلما على البخاري، ولعله خطأ من الناسخ، وما أثبته من بقية النسخ.
(3)
هو: ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، صحابي جليل شهد بيعة الرضوان، وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، ودليله إلى حمراء الأسد، وكان ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، مات سنة 45 هـ.
انظر ترجمته في: ((الإصابة)) : (2/11)، ((أسد الغابة)) :(1/271)، ((تهذيب التهذيب)) :(2/8) .
(4)
في ((ر)) : (من أهل الشجرة) .
(5)
البخاري: الأدب (6105)، ومسلم: الإيمان (110) ، وأحمد (4/33) .
(6)
[70 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (11/537، ح 6652) ، كتاب الأيمان والنذور، باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(2/480) ، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، والحديث من رو، الآية ثابت بن الضحاك.
انظر بقية تخريج الحديث في الملحق.
وعن أبي الدرداء1 رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء -يعني: من يلعن الناس في الدنيا فاسق، والفاسق لا تقبل شفاعته ولا شهادته- "23 رواه مسلم4.
وعن سمرة بن جندب5 رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار "6 قال الترمذي: حديث حسن صحيح7.
(1) هو: عويمر بن عامر، ويقال: ابن قيس بن زيد، وقيل: ابن ثعلبة بن عامر بن زيد بن قيس، وقال الكلبي: اسمه عامر بن زيد بن قيس مشهور بكنيته أبي الدرداء، كان من أفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم، روي عنه أنه مر على رجل قد أصاب ذنبا وكانوا يسبونه فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى؟ قال فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تبغضه. قال: إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي، توفي سنة 32 هـ. انظر ترجمته في:((سير أعلام النبلاء)) : (2/335-353)، ((أسد الغابة)) :(4/18-19)، ((تذكرة الحفاظ)) :(1/24) .
(2)
مسلم: البر والصلة والآداب (2598)، وأبو داود: الأدب (4907) ، وأحمد (6/448) .
(3)
ما بين الحاصرتين - ليس من الحديث، وإنما تفسير وبيان من الشارح رحمه الله.
(4)
[71 ح]((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (16/387، ح 2598) ، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن لعن الدواب. وكذا في ((سنن أبي داود)) :(5/211- 212، ح 4907) ، كتاب الأدب، باب في اللعن. انظر بقية تخريجه في الملحق.
(5)
هو: سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، من علماء الصحابة، يكنى: أبا سليمان، سكن البصرة، وتولى إمارتها في عهد معاوية سنة، وكان شديدا على الحرورية كان إذا أتى بواحد منهم قتله ولم يقله، ويقول: شر قتلى تحت أديم السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء مات سنة 58 هـ، أو 59 هـ. انظر ترجمته في:((أسد الغابة)) : (2/302-303)، ((الطبقات)) لابن سعد:(6/34)، ((سير أعلام النبلاء ((:(3/183-186)، ((الإصابة)) :(4/257) .
(6)
الترمذي: البر والصلة (1976)، وأبو داود: الأدب (4906) .
(7)
[72 ح]((سنن الترمذي)) : (4/350، ح 1976) ، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في اللعنة. وكذا في ((سنن أبي داود)) :(5/211، ح 4906) ، كتاب الأدب، باب في اللعن. وفي ((مسند الإمام أحمد)) :(5/15) . والحديث قال فيه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم في ((المستدرك)) (1/48) : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وصححه الألباني، انظر:((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) : (2/585، ح 893) . و ((صحيح سنن الترمذي)) : (2/189، ح 1609)، و ((صحيح سنن أبي داود)) :(3/927، ح 4100) . انظر بقية تخريجه في الملحق.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا الفاحش ولا البذيء "1 قال الترمذي: حديث حسن2.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لعن شيئًا ليس له أهل رجعت اللعنة عليه "34.
(1) صحيح البخاري: كتاب تفسير القرآن (4698)، وسنن الترمذي: كتاب البر والصلة (1977) ، ومسند أحمد (1/416) .
(2)
[73 ح]((سنن الترمذي)) : (4/350، ح 1977) ، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في اللعنة. و ((مستدرك الحاكم)) :(1/12)، كتاب الإيمان. الحديث قال فيه الترمذي: حديث حسن غريب، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) :(1/571، ح 320)، و ((صحيح الترمذي)) :(2/189، ح 1610) .
انظر تفصيل التخريج في الملحق.
(3)
الترمذي: البر والصلة (1978)، وأبو داود: الأدب (4908) .
(4)
[74 ح]((سنن أبي داود ((: (5/212، ح 4908) ، كتاب الأدب، باب في اللعن. ((سنن الترمذي)) :(4/351، ح1978) ، كتاب البر والصلة، باب ما في اللعنة. والحديث قال فيه الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه ابن حبان:((الموارد)) : (ص 487، ح 1988) .
وصححه الألباني، انظر:((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) : (2/51، ح 528)، و ((صحيح سنن الترمذي)) :(2/189، ح 1611) .
انظر بقية التخريج في الملحق.
تنبيه: ينبغي للإنسان إذا لعن1 ما لا يستحق اللعن أن يبادر بقوله: (إلا أن يكون لا يستحق)2.
واعلم أنه يجوز لعن أهل المعاصي على العموم من غير تعيين كما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة3 ولعن أكل الربا،4 ولعن المصورين،5 ومنها " لعن الله من لعن والديه "67.
(1)(لعن) سقط من ((ر)) .
(2)
وكان الأفضل أن يستبدل هذا التنبيه أو يقدمه بقوله: (إن الإنسان ينبغي له أن يتجنب اللعن والإكثار منه) .
(3)
الحديث في هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة. وهو في ((صحيح البخاري)) ، انظره: مع ((الفتح)) : (10/374، ح 5933)، وقد رواه غيره. والواصلة: هي التي تصل الشعر لغيرها، والمستوصلة: هي التي تطلب أن يوصل لها الشعر.
(4)
والحديث في هذا عن عبد الله، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، قال: قلت وكاتبه وشاهديه، قال: إنما نتحدث بما سمعنا. وفي رو، الآية عن جابر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء. والحديثان في ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (11/29-30، ح 105/1597، ح 106/1598) .
(5)
والحديث في هذا عن أبي جحيفة عن أبي قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ونهى عن ثمن الكلب وكسب البغي ولعن المصورين. وهو في ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (9/494، ح 5347) .
(6)
مسلم: الأضاحي (1978)، والنسائي: الضحايا (4422) ، وأحمد (1/108) .
(7)
وهو جزء من حديث الباب الذي سيأتي تخريجه بعد قليل.
ل عن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض " 1 رواه مسلم.
وعن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم...........
" لعن الله من / آوى محدثًا " أي: ضمه إليه، وقد وجب عليه حق الله فيلتجئ إلى من يجيره من ذلك.
" لعن الله من غير منار الأرض "2 أي: أعلامها، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك من الأرض وحق جارك فتغيرها بتقديم أو تأخير. {رواه مسلم3} .
{وعن طارق بن شهاب45} رضي الله عنه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
_________
(1)
مسلم: الأضاحي (1978)، والنسائي: الضحايا (4422) ، وأحمد (1/108 ،1/118) .
(2)
مسلم: الأضاحي (1978)، والنسائي: الضحايا (4422) ، وأحمد (1/152) .
(3)
((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (13/150، ح 1978) ، كتاب الأضاحي، باب تحريم الذبح لغير الله. والحديث في ((سنن النسائي)) :(7/232، ح 4422) ، كتاب الضحايا، باب من ذبح لغير الله عز وجل. انظر بقية تخريجه في الملحق.
(4)
هو: طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة الأحمسي البجلي الكوفي من صغار الصحابة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في خلافة أبي بكر الصديق، روى عن بعض الصحابة، كان معدودا من العلماء مع كثرة جهاده، مات سنة 83 هـ، وقيل: 82 هـ. انظر ترجمته في: ((الإصابة)) : (5/213-214)، ((أسد الغابة)) :(2/452)، ((سير أعلام النبلاء)) :(3/486-487) .
(5)
في المصادر الحديثية عن طارق بن شهاب عن سلمان. انظر: ((الزهد)) للإمام أحمد: (ص 32-33، ح 84)، و ((شعب الإيمان)) للبيهقي:(5/485) ، وقد صحف سلمان إلى سليمان، وهو خطأ ظاهر. انظر:((حلية الأولياء)) : (1/203) ، فقد أورد الحديث مما رواه سلمان الفارسي، وذلك في ترجمته.
قال:" دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه أحد حتى يقرب شيئًا، قالوا لأحدهما: قرب، قال: ليس عندي شيء أقرب، قالوا: قرب ولو ذبابا، فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار
قال: {" دخل الجنة رجل في ذباب "} أي: بسبب ذبابًا {ودخل النار رجل في ذباب "} أي: بسبب ذباب1 {قالوا: وكيف} سبب {ذلك يا رسول الله2، قال: "مر3 رجلان على قوم لهم صنم} يعبدونه من دون الله {لا يجاوزه4 أحد} يمر عليه {حتى يقرب} له {شيئًا} والقربان: اسم لما يتقرب به5 إلى الله عز وجل من صدقة أو ذبيحةذ أو نسك أو غير ذلك مما يتقرب به {قالوا: لأحدهما قرب} له قربانًا {قال: ليس عندي شيء أقرب} له {قالوا: قرب} له {ولو ذبابًا فقرب} له {فخلوا سبيله فدخل النار} بسبب ذلك الذباب6 حيث وافقهم على طلبتهم، ولو كان لم يقصد به إلا التخلص من شرهم ولكنه7 مسلم; لأنه لو كان كافرًا لم
_________
(1)
في ((ر)) : (ذلك) بدل: (ذباب) .
(2)
زيد هنا في ((ر)) : (صلى الله
…
) ولم يكملها.
(3)
سقطت كلمة: (مر) من ((ر)) .
(4)
ي ((المؤلفات)) : (لا يجوزه) .
(5)
في ((ر)) ، و ((ش)) :(لما يتقرب إلى الله) ، والمثبت من ((الأصل)) ، و ((ع)) .
(6)
سقطت كلمة: (الذباب) من ((ر)) .
(7)
جاء في ((ر)) : (لكنهم) ، وهو خطأ.
وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئًا دون الله عز وجل
يقل دخل النار في ذباب; لأنه مكره12 قال الله تعالى: {إِلَاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ} 3، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "45 ولو أنه صبر على القتل لكان أفضل، وعمل القلب هو المقصود الأعظم، فدخوله النار للتطهير {وقالوا للآخر: قرب} له قربانًا {فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئًا دون الله عز وجل} لأن القربان
_________
(1)
هكذا العبارة في كل النسخ وصوابها أن يقول: (ولكنه مسلم مكره لأنه لو كان كافرا لم يقل دخل النار في ذباب) .
(2)
انظر: ((مسائل كتاب التوحيد)) -ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب- العقيدة والآداب: (ص 36-37) .
(3)
سورة النحل، الآية:106.
(4)
ابن ماجه: الطلاق (2043) .
(5)
[76 ح]((سنن ابن ماجه)) : (1/659، ح 2045) ، كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي وهو بلفظ: ((إن الله وضع عن أمتي
…
)) الحديث. ((المستدرك)) للحاكم: (2/198) ، كتاب الطلاق، بلفظ: ((تجاوز الله عن أمتي
…
((الحديث. ((فتح الباري ضمن صحيح البخاري)) : (5/61) . الحديث روي عن ابن عباس، وروي عن أبي ذر.
والحديث قال ابن حجر فيه: رجاله ثقات إلا أنه أعل بعلة غير قادحة فإنه من رو، الآية الوليد عن الأوزاعي عن عطاء عنه، وقد رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي فزاد عبيد بن عمير بن عطاء وابن عباس ثم قال: وهو حديث جليل.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وصححه الألباني كما في ((صحيح سنن ابن ماجه)) : (1/347، 348، ح 1662، 1164) .
انظر بقية التخريج في الملحق.
فضربوا عنقه [فدخل] ، الجنة " رواه أحمد.
لا تصلح إلا لله تعالى {فضربوا عنقه [فدخل] ،1 الجنة " رواه أحمد2} حيث لم يوافقهم على التقريب لذلك الصنم.
فيه شاهد للحديث الصحيح: " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك "34.
_________
(1)
في ((الأصل)) : (فدخلوا) ، وهو خطأ، والمثبت من النسخ الباقية.
(2)
((الزهد)) للإمام أحمد: (ص 32-33، ح 84)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي:(5/485، ح 7343)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم:(1/203) . والحديث عن طارق بن شهاب عن سلمان، وقد وقع هنا في كتاب التوحيد نقلا عن ابن القيم كما ذكره في ((تيسير العزيز الحميد)) :(ص 194)، و ((فتح المجيد)) :(ص 148) ، عن طارق بن شهاب مرفوعا وهو خطأ. والحديث صححه بعض أهل العلم موقوفا، ولم أجده مرفوعا. انظر:((النهج السديد)) : (ص 68)، و ((الدر النضيد)) :(ص 50) .
(3)
[77 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (11/132، ح 6488) ، كتاب الرقاق، باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك. ((مسند الإمام أحمد)) :(1/،413 387) . والحديث من رو، الآية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. انظر بقية تخريجه في الملحق.
(4)
انظر: كتاب التوحيد -ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب- قسم العقيدة والآداب: (ص 36-37) ، فقد ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب من مسائل هذا الباب.
باب ما جاء في الذبح لغير الله
وقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} ..............
النعل] 1 والحذو التقدير والقطع، وفيه علم من أعلام النبوة; لأنه وقع كما أخبر، وفي هذا الباب دليل واضح على أن كل من اعتقد في مخلوق وجعل فيه نوعا من الإلهية فقد جعله إلها مع الله وإن لم يسمه إلها; لأن الاعتبار بالمعاني لا بالألفاظ والأسماء.
{9- باب ما جاء في الذبح لغير الله}
{وقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ} } يا محمد { {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} 2} قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك والسدي:3 (أراد بالنسك في هذا
_________
(1)
ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وأثبته من بقية النسخ.
(2)
سورة الأنعام، الآية:162.
(3)
هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة -أبو محمد- المعروف بالسدي، أدرك بعض الصحابة، من المفسرين، نقل الذهبي عن حسين بن واقد المروزي قوله:(سمعت من السدي فما قمت حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر فلم أعد إليه)، توفي سنة 128 هـ. انظر ترجمته في:((طبقات المفسرين)) : (1/110)، ((تهذيب التهذيب)) :(1/313- 315)، ((ميزان الاعتدال)) :(1/236-237) .
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي.
الموضع الذبيحة في الحج والعمرة "1 وقيل: النسك كل ما يتقرب به إلى الله تعالى من صلاة وحج وذبح وعبادة،2 وفي قوله:{صَلاتِي وَنُسُكِي} 3 دليل على أن جميع العبادات يؤديها العبد على الإخلاص لله تعالى، ويؤكد هذا قوله:{لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَه} 4 وفيه دليل على أن جميع العبادات5 لا تؤدى إلا على وجه التمام والكمال; لأن ما كان لله لا ينبغي إلا أن يكون كاملا تاما مع إخلاص العبادة، فما كان بهذه الصفة من العبادات6 كانت مقبولة { {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} } أي: حياتي وموتي خلق الله تعالى وقضاؤه وقدره، هو يحييني ويميتني معناه: أن محياي بالعمل الصالح، ومماتي إذا مت على الإيمان لله، وقيل: إن معناه أن طاعتي في حياتي لله، وجزائي بعد مماتي من الله، وحاصل الكلام أن الله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين أن صلاته ونسكه وسائر عبادته وحياته ومماته7 كلها واقعة بخلق الله وقضائه وقدره، و [هو]،8 المراد بقوله تعالى:
_________
(1)
انظر: ((تفسير الطبري)) : (5/8/112)، و ((تفسير القرطبي)) :(7/152)، و ((تفسير ابن كثير)) :(2/206) .
(2)
انظر: ((تفسير القرطبي)) : (7/152)، ففسره بجميع أعمال البر. و ((تفسير ابن الجوزي)) :(3/161) .
(3)
سورة الأنعام، الآية:162.
(4)
سورة الأنعام، الآية: 162-163.
(5)
كلمة: (العبادات) سقطت من ((ش)) .
(6)
سقط قوله: (لا تؤدى إلا على وجه
…
إلى قوله: بهذه الصفة من العبادات) من ((ر)) ، والظاهر أنه قد سبق نظر الكاتب إلى كلمة:(العبادات) الثانية ثم أتم ما بعدها فهي ثابتة في جميع النسخ الباقية.
(7)
في ((ر)) : (ومواته) ، وفي ((ع)) ، و ((ش)) :(وموته) .
(8)
أضيفت كلمة: (هو) من النسخ الأخرى غير ((الأصل)) .
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} 1.
وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 2.
{لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ} 3 يعني: في العبادة والخلق والقضاء والقدر وسائر أفعاله لا يشاركه فيها أحد من خلقه {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} يعني: قل يا محمد وبهذا التوحيد أمرت4 {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} 5 قال قتادة: يعني من هذه6 الأمة، وقيل: معناه وأنا أول المسلمين7 لقضائه وقدره8 {وقوله:9 {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) } 10} معناه: أن ناسا كانوا يصلون لغير الله فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصلي له [وينحر له] 11 متقربًا إلى ربه بذلك،12 وقيل: معناه فصل لربك صلاة العيد يوم النحر وانحر نسكك،1314 وقيل: معناه فصل الصلاة المفروضة بجمع، وانحر
_________
(1)
سورة الأنعام، الآية: 162-163.
(2)
سورة الكوثر، الآية:2.
(3)
سورة الأنعام، الآية: 162-163.
(4)
زاد في ((ر)) هنا كلمة: (معنى) ولا معنى لها.
(5)
سورة الأنعام، الآية:163.
(6)
((تفسير الطبري)) : (5/8/112)، ((تفسير البغوي)) :(2/146)، و ((تفسير ابن كثير)) :(2/206) .
(7)
قوله: (قال قتادة: يعني من هذه الأمة، وقيل: معناه وأنا أول المسلمين) سقط من ((ر)) ، ثابت فيما بقي من النسخ.
(8)
انظر: ((تفسير الألوسي)) : (8/71) .
(9)
كلمة: (وقوله) ساقطة من ((ر)) ، و ((ع)) ، و ((ش)) .
(10)
سورة الكوثر، الآية:2.
(11)
ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وأضفته من بقية النسخ.
(12)
((تفسير البغوي)) : (4/534)، وانظر:((تفسير الطبري)) : (15/30/327) .
(13)
قوله: (وقيل: معناه فصل لربك صلاة العيد يوم النحر وانحر نسكك) سقط من ((ع)) .
(14)
انظر: ((تفسير الطبري)) : (15/30/326)، و ((تفسير القرطبي)) :(20/218)، و ((تفسير البغوي)) :(4/534) .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: " لعن الله من ذبح لغير الله
البدن بمنى،12 وقال ابن عباس رضي الله عنهما {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 3. أي: ضع يدك اليمنى على الشمال في الصلاة عند النحر،4 وقيل: هو رفع اليدين مع التكبير إلى النحر، حكاه ابن الجوزي،56 ومعنى الآية قد أعطيتك ما لا نهاية لكثرته من خير الدارين، وخصصتك بما لم أخص به أحدا غيرك، فاعبد ربك الذي أعطاك هذا العطاء الجزيل والخير الكثير، وأعزك وشرفك على كافة الخلق، ورفع منزلتك فوقهم فصل له واشكره على إنعامه عليك وانحر البدن متقربا إليه.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: " " لعن الله من ذبح لغير الله " اللعن: هو الطرد من رحمة
_________
(1)
قوله: (وانحر البدن بمنى، وقال ابن عباس فصل ربك) سقط من ((ر)) لسبق النظر إلى المتشابه من الكلمات.
(2)
((تفسير القرطبي)) : (20 218)، و ((تفسير البغوي)) :(4/534) .
(3)
سورة الكوثر، الآية:2.
(4)
((تفسير البغوي)) : (4/534)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(9/249)، و ((تفسير ابن كثير)) :(4/597)، و ((تفسير السيوطي)) :(8/650-651) .
(5)
هو: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي، عالم في الحديث والتفسير والتاريخ، له مصنفات كثيرة في شتى العلوم، منها في جانب العقائد:((صفوة التصوف)) ، و ((ذم الهوى)) ، و ((تلبيس إبليس)) ، و ((منهاج العابدين)) ، و ((التبصرة)) ، ولد سنة 508 هـ، وتوفي سنة 597 هـ. انظر ترجمته في:((طبقات المفسرين)) : (1/275-280)، و ((وفيات الأعيان)) :(3/140-143)، ((تذكرة الحفاظ)) :(4/1342) .
(6)
((تفسير ابن الجوزي)) : (9/249) .
الله، والذبح لغير الله من الشرك الأكبر، وقد صرح الشيخ تقي الدين1 رحمه الله أن ما ذبح لغير الله2 على قصد التعظيم والعبادة بأن الذبيحة حرام، وأن الذابح يصير بذلك كافرًا مرتدًا; لأنه مما أهل به لغير الله، وذبيحة مرتد3.
وورد في الحديث النهي عن ذبائح الجن،4 قال أبو عبيد: هو أن يشتري دارًا أو يستخرج عينًا فيذبح خوفًا أن يصيبه الجن فيها5.
هذا ما فسره الزمخشري67 وابن الأثير ولا يمترى مسلم في كون الذبح لغير
(1) هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام أبو العباس تقي الدين ابن تيمية كان من بحور العلم، أثنى عليه الموافق والمخالف، وقد برع في علوم كثيرة وخصوصا في علم الحديث وعلوم العقائد، وهو غني عن ذكر معتقده فقد كان منافحا عن اعتقاد السلف في الإيمان والربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ولد سنة 661 هـ، وتوفي سنة 728 هـ. انظر ترجمته في:((العقود الدرية في مناقب ابن تيمية)) بكاملة، ((تذكرة الحفاظ)) :(4/1496) ، ((البداية، والنهاية)) : (14/117-121) .
(2)
في بقية النسخ: (أن ما ذبح لغيره) .
(3)
انظر: ((مجموع الفتاوى)) : (17/484-485) ، (26/306) .
(4)
الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ((نهى عن ذبائح الجن)) ، وقد ذكره أبو عبيد في ((غريب الحديث ((:(2/221)، والزمخشري في كتابه ((الفائق)) :(2/4)، وابن الأثير في ((النهاية)) :(2/153) .
(5)
انظر: ((غريب الحديث ((: (2/221) .
(6)
هو: محمود بن عمر بن محمد -أبو القاسم- الخوارزمي، الزمخشري، كبير المعتزلة، صاحب ((الكشاف)) في التفسير، و ((الفائق)) في غريب الحديث، كان رأسا في اللغة والمعاني والبيان، وكان داعية إلى الاعتزال، وفي تفسيره كثير من ذلك فليتنبه، ولد سنة 467 هـ، وتوفي سنة 538 هـ. انظر ترجمته في:((سير أعلام النبلاء)) : (20/151 - 156)، ((وفيات الأعيان)) :(5/168)، ((الأعلام)) :(7/178) .
(7)
في كتابه ((الفائق)) : (2/4) .