المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب - تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد - جـ ١

[عبد الهادي البكري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

-

- ‌مقدمة تحقيق الكتاب

- ‌الباب الأول: التعريف بالمؤلف وعصره

- ‌الفصل الأول: عصر المؤلف

- ‌الفصل الثاني: حياة المؤلف

- ‌الفصل الثالث: عقيدته

- ‌الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه

- ‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الفصل الثاني: التعريف بنسخ الكتاب

- ‌الفصل الثالث: الإضافة العلمية فيه

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

- ‌باب من حقق التوحيد دخل الجنة

- ‌باب الخوف من الشرك

- ‌باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع بلاء أو دفعه

- ‌باب ما جاء في الرقى والتمائم

- ‌باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما

- ‌باب ما جاء في الذبح لغير الله

- ‌باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

- ‌باب من الشرك النذر لغير الله تعالى

- ‌باب من الشرك الاستعاذة بغير الله

- ‌باب من الشرك أن يستغيث بغير الله تعالى أو يدعوه

- ‌باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ

- ‌باب قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

- ‌باب الشفاعة

- ‌باب قول الله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

- ‌باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم هو الغلو في الصالحين

الفصل: ‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب

‌الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه

‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب

الفصل الأول: التعريف بالكتاب

اسم الكتاب:

اتفقت جميع النسخ على تسمية الكتاب على الورقة الأولى بأنه "تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد".

وكذلك تصدير المؤلف كتابه بقوله: (وقد شرعت في شرحه مستعينا بالله الكريم الوهاب وأسأله النفع به وجزيل الثواب وإصابة الحق بعين الصواب وسميته "تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد1 ") .

نسبته لصاحبه:

وقد صرح المؤلف في أول كتابه بأنه يستعين بالله على شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب فعلم أنه له لاسيما وأنه لم ينسبه أحد لغيره.

وقال أحد نساخه بعد أن انتهى من نسخه: تم الكتاب المسمى "تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد" شرح الشيخ العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي2.

وأخبرني الشيخ عبد الرحمن الزميلي - وهو الذي حصلت على النسخة الرابعة منه - مشافهة بأنها نسخ جد أبيه، وقد أخبره أبوه عمن قبله بأن الكتاب لعبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي.

(1) انظر: مقدمة المؤلف للكتاب: ص 5.

(2)

انظر: وصف النسخ: ص 73.

ص: 67

موضوع الكتاب:

والكتاب كما هو معلوم شرح للكتاب المشهور "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" لمؤلفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فهو شرح منتظم على أبوابه.

- فقد صدر الكتاب بشرح أدلة المصنف أن التوحيد أول واجب على المكلف، وما للتوحيد من الفضل من تكفيره للذنوب، ونجاة صاحبه من الخلود في النار، ثم زاد بيان ذلك ببيان ضده وهو الشرك فبضدها تتبين الأشياء.

- ثم انتقل المصنف وتبعه الشارح بعد معرفة التوحيد إلى بيان أهمية الدعوة إليه المشروط بأن يكون على بصيرة، وذلك تحت باب (الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) ، وباب (تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله) .

- ثم انتقل إلى الأبواب المفصلة لمعنى التوحيد وبيانه والتحذير مما وقع فيه الناس من أنواع الشرك الأكبر والأصغر، فشرح الأبواب التي فيها التحذير من التعلق بغير الله ظانًّا فيه النفع والضر كلبس الحلق والخيوط والحروز لرفع البلاء أو دفعه والتعلق بالرقى والتمائم، والتبرك بالأشجار والأحجار، والذبح والنذر والاستعاذة والاستغاثة بغير الله.

- ثم انتقل إلى بيان ما أورده المصنف من الآيات والأحاديث في الرد على من أجاز التعلق بالخلق وأنهم ينفعون ويضرون تحت باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شيئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} 1 وباب قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُم} 2 وباب الشفاعة، وباب قول الله تعالى:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت} 3

(1) سورة الأعراف، الآية:191.

(2)

سورة سبأ، الآية:23.

(3)

سورة القصص، الآية:56.

ص: 68

ثم انتقل إلى شرح الأبواب المتعلقة بالغلو في الصالحين بأصنافه المختلفة من الغلو فيهم أو عبادة الله عند قبورهم، وأن علاج ذلك هو حماية جناب التوحيد من كل طريق يوصل إلى الشرك، والعلم بأن من الأمة من يضل فيعبد الأوثان، ولابد من دعوتهم وحربهم لردهم إلى الحق وتعريفهم عليه، وذلك تحت باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين، وباب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده، وباب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله، وباب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وباب: ما جاء أن بعض هذه الأمة تعبد الأوثان.

- ثم انتقل إلى شرح الأبواب التي عقدها المصنف لمعالجة الواقع الذي كان يعيشه كثير من الناس في تلك الأزمان في الجزيرة - ولا يزال إلى اليوم في بعض البلاد، فشرح باب: ما جاء في السحر، وباب: بيان شيء من أنواع السحر، وباب: ما جاء في الكهان ونحوهم، وباب: ما جاء في النشرة، وباب: ما جاء في التطير، وباب: ما جاء في التنجيم، وباب: ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.

- وما بقي من أبواب الكتاب جعلها المصنف في بيان تعظيم الله أو التحذير من الاعتقاد في بعض الخلق ما يعتقد في الله، أو النهي عن أمور تنافي التوحيد أو كماله.

فمن أول الأمر بالتوكل عليه، وعدم الأمن من مكره، والصبر على أقداره والتسليم والإيمان بها، والإيمان بأسمائه وصفاته واحترامها، وعدم ظن السوء فيه سبحانه، وتعظيم ذمة الله وذمة رسوله، وأن لا يتألى عليه ولا يستشفع به على خلقه، وأن يُحْمَى توحيده ويُقَدَّر حق قدره.

ص: 69

ومن الثاني: المحبة أو الخوف من غير الله كالمحبة والخوف من الله، ومراءاة غير الله بالعمل الصالح أو إرادة الدنيا من ورائه، والطاعة لغير الله في معصية الله، والتحاكم إلى غير حكم الله ورسوله، نسبة نعم الله إلى غيره تعالى، ومساواة غيره تعالى به اعتقادًا أو نطقًا.

ومن الثالث: سب الدهر أو سب الريح وقول السلام على الله، وقول اللهم اغفر لي إن شئت، أو قول عبدي وأمتي، أو رد من سأل بالله، أو السؤال بوجه الله، أو التصوير، أو الإكثار من الحلف بالله.

وقد تبع المؤلف المصنف فشرح هذه الأبواب وبينها وشنع على الواقعين في تلك المخالفات الشركية أو المنافية لكمال التوحيد، وحذرهم بالآيات والأحاديث والآثار والشعر.

منهج المؤلف في شرحه:

شرح التحقيق يعد في نظري من أهم الشروح لكتاب التوحيد، وهو ثالث ثلاثة من الشروح الموسعة المهمة لكتاب التوحيد1.

فقد اهتم صاحبه بكل ما يهتم به الشارح لكتاب: فقد شرح الغريب، وبين المختصر الذي يحتاج إلى بيان، واستشهد بالأبيات الشعرية في المواطن التي تحتاج إلى استشهاد

إلى غير ذلك من مقاصد الشروح.

وقد كان يعالج النصوص المشروحة على النسق الآتي تقريبًا:

(1) وأعني بالثلاثة: (الشرحان المطبوعان المتداولان وهما ((تيسير العزيز الحميد)) للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، و ((فتح المجيد)) للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب) . وأما الثالث فهو هذا الشرح الذي بين أيدينا.

ص: 70

1-

يذكر اسم الباب وقد يدخل شرحًا بين كلمات التسمية، وخصوصًا إذا كانت تسمية الباب تشمل آية.

2-

يذكر جزءًا من النص من كتاب التوحيد ثم يشرحه ثم يأتي بالجزء الآخر ويشرحه وهكذا.

3-

إذا كان النص آية ينقل أقوال المفسرين فيها، وإن كان حديثًا يشرحه بذكر روايات أخرى للحديث. وهذا أسلوب في الشرح مدحه ابن حجر رحمه الله في "الفتح":(6/475)، حيث قال:(إن المتعين على من يتكلم على الأحاديث أن يجمع طرقها ثم يجمع ألفاظ المتون إذا صحت الطرق، ويشرحها على أنها حديث واحد، فإن الحديث أولى ما فسر بالحديث) .

وقد سلك ذلك ابن رجب رحمه الله في رسالته "كلمة الإخلاص". وقد فسر الغريب في الحديث، ويضبط ما يحتاج إلى ضبط ليتضح المعنى.

4-

يزيد في مواضع كثيرة بعد بيان الآية أو الحديث أقوالا مأثورة عن الصحابة أو التابعين أو العلماء أو الزهاد.

5-

إذا رأى حاجة إلى الإضافة أو التنبيه في شرح آية أو حديث فإنه يضيف ذلك بتصديره بكلمة فرع أو تتمة أو تكميل أو علم أو نحو ذلك. وقد يجعل ذلك بعد نهاية الباب إن كان متعلقه الباب كله.

6-

يذكر أحيانًا مناسبة الآية أو الحديث للترجمة.

7-

قد يترجم ترجمة مختصرة لبعض الرواة.

ص: 71

مقارنته بـ"التيسير" و"الفتح "1:

لم أجد في الكتاب تصريحًا أن المؤلف قد أخذ من "التيسير" أو "الفتح"، ولربما كان تأليفه لهذا الشرح دالا على أنه لم يكن قد وصلهم شرح لكتاب التوحيد2.

ومع هذا فإن الكتاب قريب في منهجه من أسلوب الكتابين، ولعل اجتماع الأدلة وتواردها في كل باب لأن مادة الكتاب المشروح واحدة، ولاتفاقهم في بعض المصادر ك "فتح الباري" و "الأذكار" للنووي وغيرهما.

والشروح الثلاثة لكل واحد منها ميزة قد لا توجد في الآخرين، فلا يغني أحدها عن الآخرين، ومما امتاز به هذا الشرح:

1-

عنايته بالألفاظ الغريبة وضبطها وبيانها في اللغة معتمدًا على كتب اللغة والغريب.

2-

تحلية شرحه بالاستشهاد بالأبيات الشعرية فقد استشهد بما يقرب من ستين بيتًا.

3-

امتاز أيضًا بتعقيباته وملحقاته في الأماكن المناسبة بعد باب أو تفسير آية أو شرح حديث.

(1) أعني: ((تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد)) ، و ((فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)) .

(2)

والأحوال والتاريخ يثبت ذلك فأما ((التيسير)) فلم يكن صاحبه قد أتمه إذ مات سنة 1233 هـ ولم يتمه بعد، وتداول الكتاب وتنقله لا يكون إلا بعد تمام تأليفه، إضافة إلى انعدام الطباعة آنذاك وإن وجدت فهي محدودة. وأما ((الفتح)) فربما كان تأليفه متأخرًا عن كتاب ((التحقيق)) أو مقارنًا له، إضافة إلى الأسباب الأخرى من قلة الطباعة أو انعدامها آنذاك.

ص: 72

ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحدًا إذ رفع إلي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومنهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

فيعمل السامع بحديثه {ولكن حدثنا ابن عباس} رضي الله عنهما {عن النبي صلى الله عليه وسلم} قال: " عرضت عليَّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط "1 أي: الجماعة، والرهط من الثلاثة إلى العشرة2 " والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد " لأنه لم يجبه أحد فحشر وحده، وكل أمة تحشر وحدها مع نبيها إذ رفع إلى سواد عظيم أي: ناس كثير " فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه "3 الذين أجابوه " فنظرت فإذا سواد عظيم "4 أكثر من سواد موسى وقومه (فقيل لي: هذه أمتك [ومعهم] 5 سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (وجاء في رواية: " مع6 كل واحد منهم سبعون ألفًا "7.

_________

(1)

البخاري: الطب (5752)، ومسلم: الإيمان (220) ، وأحمد (1/271) .

(2)

قوله: (والرهط من الثلاثة إلى العشرة) في ((الأصل)) ، وقد سقطت من النسخ الأخرى.

(3)

البخاري: الطب (5752)، ومسلم: الإيمان (220)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) ، وأحمد (1/271) .

(4)

البخاري: الرقاق (6541)، ومسلم: الإيمان (220)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) ، وأحمد (1/271) .

(5)

في ((الأصل)) : (ومنهم) ، والمثبت من بقية النسخ وهو الموافق لـ ((صحيح مسلم)) .

(6)

لفظة: (مع) من ((الأصل)) ، وقد سقطت من النسخ الأخرى.

(7)

هذه الرو، الآية نسبها النووي رحمه الله لـ ((صحيح مسلم)) في شرحه له حيث قال: وقد جاء في ((صحيح مسلم)) : ((سبعون ألفا مع كل واحد منهم سبعون ألفا ((. انظر: ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (3/ 89) . لكنني لم أجد هذه الرو، الآية في متن ((صحيح مسلم ((المطبوع، ولعله في نسخ أخرى، أو وهم منه رحمه الله، وربما كان الشارح قد تبع النووي في ذلك. وقال ابن حجر رحمه الله في ((الفتح)) (11/ 411) : فعند أحمد وأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه بلفظ: ((أعطاني مع كل واحد من السبعين سبعين ألفا)) . والحديث كما قال ابن حجر في ((مسند الإمام أحمد)) : (1/ 6) . وفي ((مسند أبي يعلى)) : (1/ 104-105، ح 112) . والحديث قال ابن حجر: في سنده راويان، أحدهما: ضعيف الحفظ، والآخر لم يسم. انظر:((فتح الباري)) : (11/ 411) ، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب. وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) :(3/ 473) بشواهده.

ص: 72

فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت، قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديثًا حدثناه الشعبي قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن

عن ابن مسعود- رضي الله عنه قال: " أمرنا ألا نتبع أبصارنا الكوكب إذا انقض وأن نقول عند ذلك ما شاء الله، لا قوة إلا بالله1 "{فقلت2 أنا، ثم قلت} عقب ذلك {أما إني لم أكن في صلاة} ليبعد عن مدح نفسه بما ليس فيه فقال: لم أكن في صلاة3 {ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت، قال: فما حملك على ذلك، قلت: حديث حدثناه} عامر {الشعبي4 قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن

_________

(1)

((عمل اليوم والليلة)) لابن السني: (ص308، ح 653) ، باب ما يقول إذا انقض الكوكب، وهو في ((الأذكار)) للنووي:(ص 234، ح 550) ، وقد أحاله على ابن السني، وفي ((المسند)) للإمام أحمد:(5/ 299) بلفظ: ((نهينا أن نتبع أبصارنا)) . الحديث: قال في ((المرقاة)) : إسناده ليس بثابت. وقال الحافظ ابن حجر: إن حديث ابن مسعود تفرد به من اتهم بالكذب وهو عبد الأعلى. انظر: ((الفتوحات الربانية)) : (4/ 281) .

(2)

سقطت كلمة: (فقلت) من ((ر)) .

(3)

قوله: (في صلاة) سقطت من ((ر)) .

(4)

هو: عامر بن شراحيل الشعبي -أبو عمرو- فقيه فاضل، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه، قيل بأنه أدرك خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وُلد سنة 19هـ، واختلف في وفاته بين سنة 103هـ وسنة 106هـ. انظر ترجمته في:((تهذيب التهذيب)) : (5/ 65-69)، ((وفيات الأعيان)) :(3/ 12- 16) ، ((طبقات ابن سعد)) ; (6/ 246-259) .

ص: 67

الحصيب أنه قال: " لا رقية إلا من عين أو حمة "1.

الحصيب2 أنه قال: " لا رقية3 إلا من عين أو حمة " يعني: ليست الرقية من العين4 إذا أصابت إنسانا بشرك وكذلك رقية الملدوغ.

عن سهل بن حنيف5 (لا رقية إلا من نفس أو حمة أو لدغة (6.

_________

(1)

البخاري: الطب (5705)، ومسلم: الإيمان (220) ، وأحمد (1/271) .

(2)

هو: بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج -أبو عبد الله-، وقيل: أبو سهل، وقيل: أبو ساسان، وأبو الحصيب، الأسلمي، صحابي جليل، روى عن رسول الله أنه كان يتفاءل ولا يتطير، توفي رضي الله عنه سنة 63هـ، وقيل: 62هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (1/ 209-210)، ((طبقات ابن سعد)) :(7/ 8)، ((سير أعلام النبلاء)) :(2/ 469-470) .

(3)

قوله: (أنه قال: لا رقية) سقط من ((ر)) .

(4)

في ((ر)) : (إلا من العين) ، وهو خطأ يغير المعنى.

(5)

هو: سهل بن حنيف بن واهب -أبو ثابت- الأنصاري الأوسي، صحابي جليل، روي عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فمر بنهر فاغتسل فيه، وكان رجلاً حسن الجسم فمر به رجل من الأنصار فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة وتعجب من خلقته فلبط به فصرع فحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم محموما، فسأله فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه أو في ماله فليبرك عليه فإن العين حق ، توفي سنة 38هـ. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (4/ 273-274)، ((أسد الغابة)) :(2/ 318)، ((سير أعلام النبلاء)) :(2/ 325- 329) .

(6)

((المستدرك)) للحاكم: (4/ 413) ، كتاب الرقى والتمائم، بلفظ:((لا رقى)) بالجمع. ((مسند الإمام أحمد)) : (3/ 486) . وقد روي فيهما مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه أبو داود في ((سننه)) : (4/ 215- 216 ، ح 3888) ، كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى، مرفوعًا أيضا. وقد جاء الحديث في ((عمل اليوم والليلة)) للنسائي موقوفًا على سهل. والحديث قال الحاكم فيه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

ص: 68

النفس: العين، والحمة: السم، واللدغة: لدغة الحية وشبهها، وقد تسمى العقرب والزنبور حمة; لأنها مجرى السم، وليس في هذا عدم جواز الرقية من غيرهما; لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه رقى بعض أصحابه من وجع كان به1 " وإنما معناه لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم. اعلم أن العين حق ولها تأثير في المعيون2 فلا ينكر ضررها إلا معاند، والعاين تنبعث من عينه قوة سمية، فتصل بالمعيون فربما هلك3. عن جابر4 رضي الله عنه يرفعه: "أكثر من يموت بعد5 قضاء

(1) لعله يشير بذلك إلى ما أورده البخاري رحمه الله من الأحاديث التي بوب لها بقوله: باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما روته عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي يقول: امسح البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت. انظر:((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 206) ، كتاب الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

يقال: معين ومعيون، قال في ((لسان العرب)) (13/ 301) : والمصاب معين على النقص ومعيون على التمام أصابه بالعين، قال الزجاج: المعين المصاب بالعين والمعيون الذي فيه عين.

(3)

انظر: ((زاد المعاد)) : (4/ 165) ، في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج المصاب بالعين.

(4)

هو: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، يكنى بأبي عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، صحابي من المكثرين في الحديث، روى عن جابر قوله:(استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة) +يعن: بليلة البعير، يوم باع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا واشترط ظهره إلى المدينة، توفي سنة 74هـ، وقيل: سنة 77هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (1/ 307-308)، ((الإصابة)) :(2/ 45) .

(5)

كلمة: (بعد) سقطت من ((ر)) .

ص: 69

الله وقدره بالنفس "1 يعني: العين2.

وعن أم سلمة3 رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية4 في وجهها سفعة- أي صفرة- فقال صلى الله عليه وسلم " استرقوا لها، فإن بها النظرة "

(1)[35 ح]((مجمع الزوائد)) : (5/ 106) باب ما جاء في العين، وأحاله على البزار. ((السنة)) لابن أبي عاصم:(1/ 136 ، ح 311)، ((مسند أبي داود الطيالسي)) :(ص 242 ، ح 1760)، بلفظ:((جل من يموت. . .)) . والحديث في ((المجمع)) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ((السنة)) و ((مسند الطيالسي)) عن جابر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث قال عنه الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا طالب بن حبيب بن عمرو وهو ثقة. وقال ابن حجر في ((الفتح)) (10/ 204) : أخرجه البزار بسند حسن.

وقال الألباني: إسناده حسن، ورجاله ثقات إن كان أبو الربيع الحارثي هو الزهراني سليمان بن داود، وإن كان غيره فلم أعرفه. انظر:((ظلال الجنة في تخريج السنة)) عند الحديث: (311)، وخرجه في ((الصحيحة)) :(2/ 384 ، ح 747) .

انظر زيادة تخريجه في الملحق.

(2)

هذا التفسير من الراوي. انظر: ((فتح الباري)) : (10/ 204) .

(3)

هي: أم المؤمنين هند بنت أبي أمامة بن المغيرة القرشية المخزومية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت من المهاجرات إلى الحبشة والمدينة، ماتت في سنة 59هـ. انظر ترجمتها في:((الطبقات ((لابن سعد: (8/ 86-96)، ((أسد الغابة)) :(6/ 340- 343)، ((سير أعلام النبلاء)) :(2/ 201-210) .

(4)

كلمة: (جارية) سقطت من بقية النسخ، وفي حذفها تغيير المعنى إذ بحذفها يتبين أن السفعة كانت في وجه أم سلمة.

(5)

((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 199 ، ح 5739) ، كتاب الطب، باب رقية العين. ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(14/ 435 ، ح 59/ 2197) ، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين. ((مستدرك الحاكم)) :(4/ 212) ، كتاب الطب، ((مشكاة المصابيح)) :(2/ 1280، ح 4528) . الحديث: قال فيه الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي: فذكر بأنه قد أخرجه البخاري، وهو كما قال وقد ذكرته، إلا أنه فاته أن الحديث -أيضا- في ((صحيح مسلم)) ، وقد خرجته منه. وقال التبريزي في ((المشكاة)) :(2/ 1280 ، ح 4528) : بأنه متفق عليه، وهو كما قال.

ص: 70

فقال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع.

أي: نظرة عين إنسي أو جني، وقال صلى الله عليه وسلم " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا [استغسلتم] 1 فاغسلوا "2 أي: إذا أمر العاين بما اعتيد عندهم من غسل أطرافه وما تحت إزاره، وتصب غسالته على المعيون3 - فليفعل- ندبًا، وقيل: وجوبًا.

{فقال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع4} وإذا كان المخبر ثقة

_________

(1)

في ((الأصل)) : (غسلتم) ، وصححته من ((ر)) ، و ((ش)) ، وهو كذلك في ((صحيح مسلم)) ، وقد حرفت في ((ع)) إلى:(استغششتم) ولا معنى له.

(2)

[36 ح]((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (14/ 423-424 ، ح 2188) ، كتاب السلام، باب الطب والمرض والرقى. ((سنن الترمذي)) :(4/ 397، ح 2062) ، كتاب الطب، باب ما جاء أن العين حق والغسل لها، وقد حذف من أوله قوله:((العين الحق)) . الحديث جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وقد أخرج البخاري اللفظة الأولى من الحديث: ((العين حق)) . انظر: ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/ 379) ، كتاب اللباس، باب الواشمة.

انظر التخريج المفصل في الملحق.

(3)

انظر: ((زاد المعاد)) : (4/ 171)، وانظر:((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (14/ 422-423) .

(4)

انظر تخريج هذا الأثر في نه، الآية الرو، الآية بعد.

ص: 71