المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع بلاء أو دفعه - تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد - جـ ١

[عبد الهادي البكري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

-

- ‌مقدمة تحقيق الكتاب

- ‌الباب الأول: التعريف بالمؤلف وعصره

- ‌الفصل الأول: عصر المؤلف

- ‌الفصل الثاني: حياة المؤلف

- ‌الفصل الثالث: عقيدته

- ‌الباب الثاني: التعريف بالكتاب ونسخه

- ‌الفصل الأول: التعريف بالكتاب

- ‌الفصل الثاني: التعريف بنسخ الكتاب

- ‌الفصل الثالث: الإضافة العلمية فيه

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

- ‌باب من حقق التوحيد دخل الجنة

- ‌باب الخوف من الشرك

- ‌باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع بلاء أو دفعه

- ‌باب ما جاء في الرقى والتمائم

- ‌باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما

- ‌باب ما جاء في الذبح لغير الله

- ‌باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

- ‌باب من الشرك النذر لغير الله تعالى

- ‌باب من الشرك الاستعاذة بغير الله

- ‌باب من الشرك أن يستغيث بغير الله تعالى أو يدعوه

- ‌باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ

- ‌باب قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

- ‌باب الشفاعة

- ‌باب قول الله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

- ‌باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم هو الغلو في الصالحين

الفصل: ‌باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع بلاء أو دفعه

الديني أفضل من النسب الطيني، فالعلماء ورثة الأنبياء كما في الحديث; لأن الميراث ينتقل للأقرب، وأقرب الأمة في نسب الدين العلماء رضي الله عنهم .

ثم أعقب ذلك بذكر حديثين في التواضع وعدم الفخر لمناسبته للكلام في النسب فأورد قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد (1 والثاني قوله صلى الله عليه وسلم " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه "2.

وتحت حديث ابن مسعود: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب "3 ذكر الشارح في (ص 364) أنه ليس من كمال الإيمان بالقدر والصبر على المصائب ضرب الخد وشق الجيب عند المصيبة، والدعاء للعصبية والحمية والأنفة، واستدل على قبح ذلك بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين " قال أحد المهاجرين: يا للمهاجرين، وأحد الأنصار: يا للأنصار فقال: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا "4 وتحت حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عن ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة "5.

ذكر الشارح في (ص 365 - ص 370) بيانا لهذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم " لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة "6 وقوله صلى الله عليه وسلم لسعد لما سأله " أي الناس أشد بلاء فقال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه "7.

(1) أبو داود: الأدب (4895)، وابن ماجه: الزهد (4179) .

(2)

مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2699)، وابن ماجه: المقدمة (225) ، وأحمد (2/252)، والدارمي: المقدمة (344) .

(3)

البخاري: الجنائز (1297)، ومسلم: الإيمان (103)، والترمذي: الجنائز (999)، والنسائي: الجنائز (1860 ،1862)، وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (1584) ، وأحمد (1/386 ،1/442) .

(4)

البخاري: تفسير القرآن (4907)، ومسلم: البر والصلة والآداب (2584)، والترمذي: تفسير القرآن (3315) ، وأحمد (3/338 ،3/385) .

(5)

الترمذي: الزهد (2396) .

(6)

الترمذي: الزهد (2399) ، وأحمد (2/450) .

(7)

الترمذي: الزهد (2398)، وابن ماجه: الفتن (4023) ، وأحمد (1/185)، والدارمي: الرقاق (2783) .

ص: 119

وفي لفظ قال: ثم من؟ قال: "العلماء"، قال: ثم من؟ قال: "الصالحون ". وقوله صلى الله عليه وسلم " إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله "1 وذكر الشارح في خاتمة الباب من (ص 370 - 372) بعض الأحاديث في فضل الإيمان بالقضاء والقدر والتيسير لمن صبر ورضي بحكم الله.

وفي باب ما جاء في الرياء: وتحت قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} 2.

ذكر الشارح في (ص 373) عن ابن عباس في معنى هذه الآية أن الله تعالى علم رسوله صلى الله عليه وسلم التواضع لئلا يزهو على خلقه فأمره أن يقر فيقول: " إني آدمي مثلكم إلا أنني خصصت بالوحي ".

وفسر في (ص 373) قوله تعالى: {يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ} 3 بالخوف والأمل جميعًا، ونقل في ذلك ما ذكر من أن هذه الآية تجمع شرطي قبول العمل. وتحت حديث أبي هريرة مرفوعا:" أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه "4.

ذكر الشارح في (ص 375) معنى قوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} 5 فنقل معناها عن البغوي بأنه لا تبطلوا أعمالكم يعني بالرياء والسمعة; لأن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم. ثم ذكر بعد ذلك أثرا وحديثًا في ذم الرياء.

وتحت حديث أبي سعيد مرفوعا: " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم

(1) أبو داود: الجنائز (3090) ، وأحمد (5/272) .

(2)

سورة الكهف، الآية:110.

(3)

سورة الكهف، الآية:110.

(4)

مسلم: الزهد والرقائق (2985)، وابن ماجه: الزهد (4202) ، وأحمد (2/301 ،2/435) .

(5)

سورة محمد، الآية:33.

ص: 120

عندي من المسيح الدجال قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي

"1 الحديث.

ذكر الشارح (ص 377) أن الرياء درجات وأن أولها الرياء بأصل الإيمان.

والثانية: أن يكون مصدقا بالله ولكنه يرائي بالصلاة والزكاة فهذا دون الأول.

والثالثة: الذي يرائي بالنوافل والسنن. وذكر في خاتمة الباب (ص 377) حديث أبي بكر في كفارة الشرك الخفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مر ات "

وفي باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

وتحت قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ} 2 قال الشارح في (ص 378) بأنها نزلت في كل من عمل عملاً يبتغي به غير الله تعالى.

وذكر في الترهيب من ذلك: أن رجلاً كان يلازم مسجد موسى عليه السلام فمسخه الله أرنبًا. ثم ذكر بعد ذلك في (ص 379) حديث الثلاثة الذين هم أول من يقضى فيهم: المجاهد والقارئ والمتصدق، ثم ذكر أن معاوية لما بلغه هذا الحديث بكى حتى غشي عليه.

(1) ابن ماجه: الزهد (4204) ، وأحمد (3/30) .

(2)

سورة هود، الآية:15.

ص: 121

وذكر بعد ذلك من (ص 381 - 383) بعض الأحاديث في الترهيب من طلب الدنيا بأعمال الآخرة. وتحت حديث: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة

"1 الحديث. بين الشارح في (ص 384) مفردات الحديث من كتب اللغة بما لم يفصل فيه الشرحان الآخران.

وفي نهاية الباب ختمه الشارح في (ص 385 - 386) بذكر بعض الأحاديث في فضل الجهاد في سبيل الله.

وفي باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله:

تحت قول ابن عباس: " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر " ذكر الشارح من (ص 387 - 389) قول ابن عباس لهذه المقالة وأنه قد روي عن ابن عمر مثلها، ثم ذكر ما يمكن أن يترتب عليها فقال: ولو فتح هذا الباب لوجب أن يعرض عن أمر الله ورسوله ويبقى كل إمام في أتباعه بمنزلة النبي صلى الله عليه وسلم في أمته وهذا تبديل للدين

إلى آخر ما قال

وهو كلام حسن.

وتحت قول الإمام أحمد بن حنبل: (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 2.

من (ص 389 - 392) بين الشارح هذا القول، واستهل كلامه بأبيات لابن المعتز في ذمِّ التقليد وهي:

(1) البخاري: الجهاد والسير (2887)، وابن ماجه: الزهد (4136) .

(2)

سورة النور، الآية:63.

ص: 122

لا فرق بين مقلد وبهيمة

تنقاد بين جداول ودعاثر

تبًا لقاض أو لمفت لا يرى

علللاً ومعنى للمقال السائر

ثم نقل مجموعة من الأقوال عن بعض الأئمة من السلف الصالح.

وتحت حديث عدي بن حاتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قرأ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً} 1 فقال: إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه قال: بلى، قال:"فتلك عبادتهم ".

ذكر الشارح في (ص 392) أصل الحديث وفيه أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقه صليب فقال له: "يا عدي، ألق هذا من عنقك "2 وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة التوبة، حتى أتى هذه الآية {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً} 3 الآية.

ثم بين معنى الصليب والأدلة الدالة على تحريم طاعة أحد في معصية الله. ثم ختم الباب في (ص 393 - 394) بذكر مسألة جواز تقليد العامي للعالم مستدلا بقوله تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون} َ4 وحديث: {ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال} 5.

وفي باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} 6:

وتحت قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً} 7.

ذكر الشارح في (ص 398 - 399) سبب نزول الآية وهو أنه كان بين بني النضير وبني قريظة دماء، وذلك قبل أن يبعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم.

(1) سورة التوبة، الآية:31.

(2)

الترمذي: تفسير القرآن (3095) .

(3)

سورة التوبة، الآية:31.

(4)

سورة النحل، الآية:43.

(5)

أبو داود: الطهارة (336) .

(6)

سورة النساء، الآية:60.

(7)

سورة المائدة، الآية:50.

ص: 123

وفي باب من جحد شيئًا من الأسماء والصفات:

وتحت قول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} 1 نقل الشارح في (ص 401 - 402) ما ذكره المفسرون: من أن الآية مدنية أو مكية ثم ذكر سبب نزولها على القولين.

فنقل عن قتادة ومقاتل وابن جريج أنها مدنية وأن سبب نزولها ما كان في صلح الحديبية لما جاء سهيل بن عمرو اتفق المسلمون معه أن يكتبوا كتاب الصلح فقال صلى الله عليه وسلم لعلي: اكتب بسم الله الرحمن الر حيم، فقالوا: ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة - يعنون: مسيلمة الكذاب.

وذكر القول الثاني: على أنها مكية قال: وسبب نزولها أن أبا جهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحجر يدعو ويقول في دعائه: يا الله يا رحمن فرجع أبو جهل إلى المشركين وقال: إن محمدًا يدعو إلهين، يدعو الله ويدعو إلهًا آخر سمي الرحمن، ولا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة فنزلت.

ونقل عن الضحاك عن ابن عباس قولاً ثالثًا أنها نزلت في كفار قريش. قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم " اسجدوا للرحمن، قالوا: وما الرحمن؟ فقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} 2 الآية "وتحت قول علي رضي الله عنه "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟! " بيَّن الشارح في (ص 403) تعليل ذلك بأن السامع لما لا يفهمه يعتقد استحالته فلا يصدق بوجوده فيلزم التكذيب، ويخاف عليهم من تحريف معناه.

(1) سورة الرعد، الآية:30.

(2)

سورة الرعد، الآية:30.

ص: 124

{6- باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما رفع بلاء أو دفعه}

{وقول الله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ 2} أي: بشدة وبلاء ومرض {هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ} أي: بنعمة وخير وبركة وعافية {هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} 3 فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسكتوا،4 فقال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم {قُلْ حَسْبِيَ اللَّه} 5 أي: هو ثقتي وعليه اعتمادي {عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} 6 أي: به يثق الواثقون7.

_________

(1)

سورة الزمر، الآية:38.

(2)

سورة الزمر، الآية:38.

(3)

سورة الزمر، الآية:38.

(4)

الإخبار بأن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم فسكتوا مروي عن مقاتل، ذكر ذلك البغوي في ((تفسيره)) :(4/80)، والشوكاني في ((تفسيره)) :(4/465) .

(5)

سورة الزمر، الآية:38.

(6)

سورة الزمر، الآية:38.

(7)

انظر تفسير ال، الآية بكمالها في:((تفسير البغوي)) : (4/80) .

ص: 119

عن عمران بن حصين صلى الله عليه وسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ فقال: من الواهنة. قال: انزعها فإنها لا تزيد إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا "1.

بدأ الشيخ -رحمه الله تعالى- في تفسير بيان الشرك الأصغر، فذكر من ذلك لبس الحلقة والخيط، واستدل بالآيات التي نزلت في الأكبر على من فعل الشرك الأصغر، وكما2 ذكر حذيفة رضي الله عنه في هذا الباب3.

{عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: " ما هذه؟ " فقال: من الواهنة} وهي علة تحصل في الأعضاء تسقط القوة وتبطل الحركة، ومثله الوانية [وعلاجهما] 4 عند الأطباء شيء واحد.

{قال: "انزعها فإنها [لا تزيدك] ،5 إلا وهنًا، فإنك لو مت وهي عليك

_________

(1)

ابن ماجه: الطب (3531) ، وأحمد (4/445) .

(2)

هكذا في جميع النسخ: (وكما) ، وليس للواو محل هنا فالأولى حذفه.

(3)

انظر: (ص 123) فقد أنكر حذيفة رضي الله عنه على من رأى في يده خيطا من الحمى حيث قطعه ثم تلا قول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] . ولقد كان السلف يفزعون لنصوص الوعيد عموما ولا أدل على ذلك مما روي عن عبد الله بن مسعود أنه لما نزل قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، فأينا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} إنما هو الشرك. ((مسند الإمام أحمد)) : (1/378) .

(4)

في ((الأصل)) و ((ش)) بالإفراد، وما أثبته من ((ر)) ، و ((ع)) هو الموافق للسياق.

(5)

في ((الأصل ((: (لا تزيد) ، وفي بقية النسخ والمؤلفات تزيدك، وهو الموافق لأصل الحديث.

ص: 120

رواه أحمد بسند لا بأس به.

وله عن عقبة بن عامر مرفوعًا: " من تعلق تميمة فلا أتم الله له

ما أفلحت "} أي: ما نجوت {"أبدا"، رواه [أحمد] ،1 بسند لا بأس به} 2 فيه أنه إذا فعله أحد جهالة فإنه يعرف بأنه منهي عنه، ويغلظ عليه الأمر، فإن أصر على ذلك بعد معرفته أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه فإنه3 يكفر، ولو لم يفعله.

{وله عن عقبة بن عامر4 مرفوعًا: / " من تعلق تميمة فلا أتم الله له "5} التميمة: العزيمة،6 ويقال: إنها خرزة كانوا يتعلقونها يرون أنها تدفع الآفات عنهم، واعتقاد هذا جهل وضلال، إذ لا نافع ولا دافع إلا الله

_________

(1)

في ((الأصل)) : ((رواه مسلم)) نن، وهو خطأ ظاهر من سبق قلم، والصواب ما أثبته من بقية النسخ و ((المؤلفات ((، وما يظهر من الأصول الحديثية يبين أن الصواب: (أحمد) فسند الإمام مسلم لا يوصف بأنه لا بأس به.

(2)

((مسند الإمام أحمد)) : (4/445)، ((سنن ابن ماجه)) :(2/1167-1168، ح 3531) ، كتاب الطب، باب تعليق التمائم. الحديث صححه ابن حبان. انظر:((الموارد)) : (ص 342، ح 1411) . وصححه الحاكم في ((المستدرك)) (4/216) فقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

(3)

كلمة: (فإنه) سقطت من ((ر)) ، وهي ثابته في بقية النسخ.

(4)

هو: عقبة بن عامر بن عبس الجهني -أبو حماد-، ويقال: أبو عامر، صحابي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وولي إمرة مصر من قبل معاوية، مات بها سنة 58 من الهجرة. انظر ترجمته في:((طبقات خليفة بن خياط ((: (ص 121)، ((تهذيب التهذيب)) :(7/242-244)، ((الاستيعاب)) :(8/100) .

(5)

أحمد (4/154) .

(6)

هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ: (التميمة: يقال إنها خرزة

إلخ) .

ص: 121

ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له " 1.

سبحانه وتعالى، ويقال: بل التميمة قلادة يعلق فيها العوذ، قال أبو ذؤيب:2.

وإذا المنية أنشبت أظفارها

ألفيت كل تميمة لا تنفع3

وقال آخر:

بلاد بها عق الشباب تميمت

وأول أرض مس جلدي ترابها4

وقوله "ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له 5 " الوَدْع -بالفتح والسكون-: جمع ودعة، وهو شيء أبيض يجلب من البحر، يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم،6 وإنما نهي عنها لأنهم كانوا يعلقونها مخافة العين، وقوله:

_________

(1)

أحمد (4/154) .

(2)

هو: خويلد بن خالد بن المحرث بن زبيد بن مخزوم -أبو ذئيب الهذلي- الشاعر المشهور، أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره، كان من الصابرين حيث ابتلي بموت خمسة من أبنائه بالطاعون في عام واحد وكان لهم بأس ونجده فصبر، سمع خطبة أبي بكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى باديته مات في عهد عثمان. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (11/124-126)، ((أسد الغابة)) :(1/628) .

(3)

((لسان العرب)) : (12/70) ، (1/757) ، وقد نسبه للهذلي الذي تقدمت ترجمته قريبا.

(4)

((لسان العرب)) : (10/259) ، (12/70) ، وقد نسبه إلى رفاع بن قيس، والشطر الأول بلفظ:(بلاط بها نيطت علي تمائمي) .

(5)

[63 ح]((مسند الإمام أحمد)) : (4/154) . ((المستدرك)) للحاكم: (4/216، 417) . الحديث صححه ابن حبان: ((الموارد)) : (ص 342، ح 1413)، وصححه الحاكم فقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. انظر بقية التخريج في الملحق.

(6)

((النهاية ((لابن الأثير: (5/168) .

ص: 122

وفي رواية: " من تعلق تميمة فقد أشرك "1.

ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} 2.

"لا ودع الله له"، أي: لا جعله في دعة وسكون، وقيل: هو لفظ مبني من الودعة، أي: لا خفف الله عنه ما يخافه3.

فيه استحباب الدعاء على من تعلق تميمة أن الله لا يتم له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، {وفي رواية:" من تعلق تميمة} أي: عزيمة {فقد أشرك "،4 ولابن أبي حاتم5 عن حذيفة} بن اليمان {أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} 6} 7.

_________

(1)

أحمد (4/154) .

(2)

سورة يوسف، الآية:106.

(3)

((النهاية ((لابن الأثير: (5/168) .

(4)

((مسند الإمام أحمد)) : (4/156)، ((المستدرك)) للحاكم:(4/219) ، ((معجم الطبراني)) ، كما في ((مجمع الزوائد)) :(5/103) . الحديث عن عقبة بن عامر كما سبق في الرو، الآية قبله. الحديث قال فيه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/307) : رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد والحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (5/103) : رجال أحمد ثقات، وسكت عنه الحاكم والذهبي. وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) :(1/809-810، ح 492) .

(5)

هو: عبد الرحمن بن الحافظ الكبير أبي حاتم محمد بن إدريس أبو محمد إمام حافظ محدث مفسر، رد على الجهمية في كتابه ((الرد على الجهمية)) وله كتاب في التفسير طبع منه مجلدان، ولد سنة 240 هـ، وتوفي سنة 327 هـ. انظر ترجمته في:((تذكرة الحفاظ)) : (3/829-832)، ((طبقات المفسرين)) :(1/285-287) .

(6)

سورة يوسف، الآية:106.

(7)

((تفسير ابن كثير)) : (2/512) .

ص: 123

عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} 1 " قال: [يسألهم] 2 من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض فيقولون الله، فذلك إيمانهم، وهم يعبدون غيره فذلك "شركهم" " أخرجه رزين،34 وأخرجه البخاري تعليقًا في آخر "صحيحه"5.

فيه دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم يستدلون بالآيات التي في الأكبر على الأصغر6، فإن تعليق الخيط من الشرك الأصغر، وتعليق الودع من7 العين من ذلك أيضًا.

تتمة: اعلم أن الرتيمة خلاف التميمة وهو خيط التذكرة يعقد على الأصبع للحاجة، يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا أراد أن يذكر شيئًا ربط في

(1) سورة يوسف، الآية:106.

(2)

هكذا بالمضارع في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ بالماضي:(سألهم) .

(3)

هو: رزين بن معاوية بن عمار -أبو الحسن- العبدري، الأندلسي السرقسطي، الإمام المحدث، صاحب كتاب ((تجريد الصحاح)) الذي جمع فيه بين ((الموطأ)) والصحاح الخمسة، كان إمام المالكيين بالحرم، توفي سنة 535 هـ. انظر ترجمته في:((سير أعلام النبلاء)) : (20/204-205)، ((العبر)) :(2/447)، ((شذرات الذهب)) :(4/106)، ((الأعلام)) للزركلي:(3/20) .

(4)

ولعله في كتابه ((التجريد للصحاح الستة)) الذي لا أعلم أنه طبع.

(5)

((صحيح البخاري مع الفتح)) : (13/491) عن عكرمة، وكذا في ((تفسير الطبري)) :(8/13/77، 78)، و ((تفسير السيوطي)) :(4/593)، و ((تفسير ابن كثير)) :(2/512) . قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) : (13/494-495) عقب هذا الأثر: (وبأسانيد صحيحة عن عطاء وعن مجاهد نحوه، وبسند حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من إيمانهم إذا قيل لهم: من خلق السموات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله وهم به مشركون) .

(6)

وقد تفدم ذكر ذلك (ص 120) ، وأشار هناك إلى هذا الموضع.

(7)

في ((ر)) ، و ((ش)) :(عن العين) .

ص: 124