الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: عقيدته
لقد كان المؤلف رحمه الله كما ظهر لي ذلك من خلال معايشتي لشرحه لهذا الكتاب يعتقد معتقد السلف الصالح ويدافع عنه، إلا أن فائدة إظهار ذلك تأتي من حيث إن بعض العلماء في بلاد المؤلف وما حولها1 لم تبلغهم دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب واضحة في تلك الفترة من الزمن مما حدا بكثير منهم إلى ردها.
ولهذا فقد كان المؤلف وأبوه وكثير من العلماء في أسرته من أوائل من فهم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، واعتقدوا مبادئها التي تتفق مع منهج الكتاب والسنة، فتركوا ما كانوا عليه من التقليد والميل للتصوف الذي كان شائعًا بين علماء تلك البلاد فكانوا ممن جاهدوا لإبراز تلك الدعوة وإيضاحها للناس بمؤلفاتهم وأشعارهم، وسيرهم مع السرايا التي كانت ترسل إليهم من الدرعية2.
وقد استخرجت من خلال كتابه هذا ما يثبت انتظامه منهج السلف في الاعتقاد.
الإيمان بالله:
فهو يعتقد في الإيمان منهج السلف من أهل السنة والجماعة أنه تصديق بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح والأركان، وأنه يزيد وينقص كما قال
(1) راجع ما تقدم ذكره في الحالةالسياسية في عصره: ص 21.
(2)
راجع ما تقدم ذكره: ص 37-42.
تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} 1.
الأسماء والصفات:
ويعتقد في أسماء الله تعالى أنها توقيفية فلا يجوز فيها غير ما ورد في الشرع، بل يدعى الله بأسمائه التي وردت في الكتاب والسنة على وجه التعظيم. ويراعي الداعي حسن الآداب فلا يجوز أن يقال: يا ضار، يا مانع، يا خالق القردة، على الانفراد، بل يقول: يا ضار يا نافع، يا معطي يا مانع، يا خالق الخلق2.
وإنه يجب الإيمان بصفاته الثابتة من غير تمثيل ولا تعطيل حيث قال رحمه الله: واعلم أن ما ورد في الكتاب العزيز والسنة الشريفة من ذكر الصفات نحو {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، 3 {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك} 4 {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} 5 {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} 6 ونحو حديث:" إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء "7 وحديث: " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها "8 رواهما مسلم9.
(1) انظر: ص 353 [ش 96] .
(2)
انظر: ص 470 - 471.
(3)
سورة طه، الآية:5.
(4)
سورة الرحمن، الآية:27.
(5)
سورة طه، الآية:39.
(6)
سورة الفتح، الآية:10.
(7)
مسلم: القدر (2654) ، وأحمد (2/168) .
(8)
مسلم: التوبة (2759) ، وأحمد (4/395 ،4/404) .
(9)
راجع تخريجهما في ص 402-403 من هذا الكتاب.
يجب الإيمان بها من غير تمثيل ولا تعطيل، وأنشد في ذلك قول الشيباني:
فلا مذهب التشبيه نرضاه مذهبًا ولا مقصد التعطيل نرضاه مقصدًا1.
الإيمان بالقدر:
ويعتقد أن الإيمان بالقدر خيره وشره وحلوه ومره معناه أن ما قدره الله تعالى في الأزل لابد من وقوعه، وما لم يقدره يستحيل وقوعه، وبأنه تعالى قدر الخير والشر قبل خلق الخلق2.
ويُفَصَّل في الإيمان بالقدر بمثل ما نقل عن علماء السلف كابن تيمية وابن رجب وابن القيم فيقسمه إلى قسمين:
أحدهما: الإيمان بأنه تعالى سبق في علمه ما يفعله العباد من خير وشر، وما يجازون عليه، وأنه كتب ذلك عنده وأحصاه، وأن الأعمال تجري على ما سبق علمه وكتابه.
الثاني: خلق أفعال العباد كلها من خير وشر وكفر وإيمان، وهذا القسم الذي ينكره القدرية كلهم.
وأن الأول لا ينكره إلا غلاتهم، وهو الذي كفرهم بإنكاره أكثر العلماء حيث أنكروا العلم القديم3.
ويعتقد ما عليه السلف أن الهداية والإضلال بيد الله سبحانه وتعالى، وأن الله قد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم داعيًا ومبلغًا وليس إليه من الهدى شيء، وأن إبليس خلق مزينًا للدنيا وليس إليه من الضلال شيء4.
(1) راجع هذا النقل عنه ص 405 - 406 من هذا الكتاب.
(2)
انظر: ص 516.
(3)
انظر: ص 517.
(4)
انظر: ص 213.
وأن الخير والشر كلَّه من الله لا يجري في سلطانه إلا ما يشاء ولا يحصل في ملكه إلا ما سبق به القضاء، لا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمعونته وإرادته، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لأمره1.
الشفاعة:
ويعتقد أن الشفاعة في القرآن الكريم على قسمين شفاعة مثبتة وشفاعة منفية، وأن المثبتة لأهل الإخلاص أهل "لا إله إلا الله" وأن المنفية لأهل الشرك والكفر2.
وأن الشفاعة المثبتة لا تكون إلا بإذن الله تعالى لقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَاّ بِإِذْنِهِ} 3 وأنها تنفع العصاة من أهل التوحيد4.
وأن الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والملائكة والمؤمنين بعضهم لبعض5.
القرآن الكريم:
ويعتقد في القرآن الكريم ما يعتقده السلف والأئمة أنه كلام الله منزل غير مخلوق، وما فيه من الكلام نزل به جبريل من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم وأنه صفة من صفات الله.
(1) انظر: ص 514.
(2)
انظر: ص 200.
(3)
سورة البقرة، الآية:255.
(4)
انظر: ص 203.
(5)
انظر: ص 204.
قال رحمه الله: واعلم أن القرآن العظيم من صفات الله تعالى وهو كلام الله تعالى، تكلم به في القدم1.
ويؤكد رحمه الله على أنه يجب العمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه2.
الجماعة والإمامة:
ويعتقد بأنه يجب السمع والطاعة لولاة الأمر، وأنه لا يجوز أن تفرق جماعة المسلمين، وأن المفارق للجماعة يجوز قتله كما قال صلى الله عليه وسلم " فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم كائنًا من كان فاقتلوه فإن يد الله مع الجماعة، وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض "3 وقوله صلى الله عليه وسلم " من قتل تحت راية عمية يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقتلته جاهلية "45.
وأن أبا بكر الصديق أفضل الصحابة، وأولى بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم 6.
التوحيد:
ويعتقد أن التوحيد أهم وأعظم وأفضل وأقدم العلوم7 وأن تفسيره وبيانه أكبر المسائل وأهمها8.
(1) انظر: ص 408.
(2)
ص 409-410.
(3)
انظر تخريج الحديث في: ص 267 في كلام الشارح.
(4)
انظر تخريجه في الموضع السابق.
(5)
انظر: ص 266-267.
(6)
انظر: ص 231.
(7)
انظر: ص 5.
(8)
انظر: ص 110.
وأنه إما توحيد في الربوبية أو توحيد في الألوهية.
ويعرف توحيد الألوهية بأنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وأن كل ما في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد، وأن أصل العبودية التذلل، وأن العبادة هي غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال والإعظام وهو الله تعالى1.
وفسر العبادة بأنها عبارة عن الفعل المشتمل على نهاية التعظيم، ولا تليق إلا لمن له الإنعام والإفضال على عباده، ولا منعم إلا الله تعالى، فكان هو المستحق للعبادة لا غيره2.
وإن حقيقة التوحيد إفراد الله بالطاعة، وإفراد رسوله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة3.
اللعن والتكفير والولاء والبراء:
وكان اعتقاده رحمه الله في اللعن والتكفير والولاء والبراء يتفق مع ما عليه جمهور أهل السنة والجماعة من جواز لعن أهل المعاصي على العموم من غير تعيين كما ثبت في الأحاديث الصحيحة من لعن الواصلة والمستوصلة وآكل الربا ونحو ذلك4.
ويقرر رحمه الله أن كل من اعتقد في مخلوق وجعل فيه نوعًا من الإلهية فقد جعله إلهًا مع الله وإن لم يسمه إلهًا لأن الاعتبار بالمعاني لا بالألفاظ والأسماء5.
(1) انظر: ص 22.
(2)
انظر: ص 25.
(3)
انظر: ص 115.
(4)
انظر: ص 153 من هذا الكتاب.
(5)
انظر: ص 144 من هذا الكتاب.
ويقرر رحمه الله أن الاستهزاء بالله وبرسوله كفر، وأن الرضا بالكفر كفر، وأن شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم يكفر ويقتل، ومن شك في كفره كفر1.
ويقول رحمه الله بأن الموحد العاصي لا يجوز أن يقال: إن الله يعاقبه لا محالة، ولا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يعفو عنه لا محالة، بل هو في مشيئة الله عز وجل كما قال سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 2 إن شاء عفا عنه بفضله وكرمه
…
وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم أخرج من النار وأدخل الجنة، ولا يخلد في النار مؤمن، ولا يجوز أن يشهد لأحد من المؤمنين بالجنة إلا للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ولمن بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم 3. ولا يجوز أن يقال: بأن الذنب لا يضر مع الإيمان بل يضر، ولا يثبت به في الحال جواز المؤاخذة عليه.
ويقرر رحمه الله أن من كمال الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وأن يكون الله ورسوله أحب إلى المسلم مما سواهما، فيقول رحمه الله بأن الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة في الله: أصل من أصول الدين وبهما يكمل الإيمان4.
موقفه من الفرق:
لقد حذر رحمه الله من اتباع الطرق المختلفة والأهواء المضلة والبدع المردية، وسائر الملل والأديان المخالفة لدين الإسلام5.
(1) انظر: ص 448 من هذا الكتاب.
(2)
سورة النساء، الآية:48.
(3)
انظر: ص 551 من هذا الكتاب.
(4)
انظر: ص 343 من هذا الكتاب.
(5)
انظر: ص 33 من هذا الكتاب.
وأما موقفه من الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فإنه متفق مع العلماء من سلف هذه الأمة، فقد بين رحمه الله أن الرافضة والجهمية هما أشر أهل البدع، وأن بعض السلف قد أخرجهم من الثنتين والسبعين فرقة، وأن الشرك قد حدث بسبب الرافضة فقد كانوا أول من بنوا على القبور وعظموها.
وبيَّن رحمه الله أن الجبرية - أو الجهمية - ينسبون إلى جهم بن صفوان، وهم يزعمون أن لا قدرة للعبد أصلا; ولهذا أطلق عليهم الجبرية، وليس الذي أنكر عليهم مذهب الجبرية خاصة، وإنما الذي أطبق السلف بذمهم عليه هو إنكارهم للصفات، حتى قالوا بأن القرآن ليس كلام الله وأنه مخلوق1.
وبيَّن رحمه الله أن القدرية هم الذين ينسبون خلق الخير إلى الله تعالى والشر إلى النفس، وقد جاء في الحديث " القدرية مجوس هذه الأمة "2،لأن قولهم إن أفعال العباد مخلوقة بقدرتهم، يشبه قول المجوسية القائلين بأن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة.
وبيَّن أن الجامع بين فرق القدرية أنهم ينكرون خلق أفعال العباد من خير وشر وكفر وإيمان.
وأما غلاتهم فينكرون علم الله سبحانه وتعالى بما يفعله العباد من الخير والشر وكتابته له وسبق علمه به3.
(1) انظر: ص 232 من هذا الكتاب.
(2)
راجع تخريجه ص 514 من هذا الكتاب.
(3)
انظر: ص 517 من هذا الكتاب.
وبيَّن رحمه الله أن جهال الصوفية وغلاة الرافضة تكون عندهم طاعة لمشايخهم وأئمتهم توصلهم إلى طاعة المخلوق في معصية الخالق، وقد تكون هذه الطاعة شركًا أكبر إذا أوجبوا ذلك أو استحبوه أو استحلوه، مع العلم بأنه معصية، وقد تكون شركا أصغر1.
وبيَّن رحمه الله اعتقاد المرجئة بأنهم يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. ثم عقب عليه بأن ذلك من الافتراء على الله تعالى2.
هذه بعض الجوانب من عقيدة الشارح التي ظهرت من خلال شرحه، وهناك جوانب أخرى كثيرة تتعلق بتوحيد الألوهية الذي هو موضوع الكتاب يمكن تأملها من خلال قراءة الكتاب.
(1) انظر: ص 115 من هذا الكتاب.
(2)
انظر:ص 554 من هذا الكتاب.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا بعث الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد من تحت العرش: يا معشر الموحدين إن الله قد عفا عنكم فليعف بعضكم عن بعض "3 قال الشاعر:
وكل ذنب فإن الله يغفره
…
إن أسعف المرء إخلاص وإيمان
وكل كسر/ فإن الله يجبره
…
وما لكسر قناة الدين جبران4
(1) سورة الزمر، ال، الآية:53.
(2)
[1 ث]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (8/ 549 ، ح 4810) ، كتاب التفسير، باب ((يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم. . . ((ال، الآية. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (2/ 499 ، ح 193/ 122) ، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله.
(3)
((كنز العمال)) : (1/ 74، ح 292) عن ابن أبي الدنيا في ذم الغضب. قال العراقي في ((المغني عن حمل الأسفار)) : (3/ 194) ضمن ((إحياء علوم الدين)) ، حديث أنس:((إذا بعث الله عز وجل الخلائق يوم القيامة نادى مناد. . . ((الحديث. أخرجه أبو سعيد أحمد بن إبراهيم المقري في كتاب ((التبصرة والتذكرة ((بلفظ: ((ينادي مناد من بطنان العرش يوم القيامة يا أمة محمد إن الله تعالى يقول: ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم وبقيت التبعات فتواهبوها وادخلوا الجنة برحمتي ((، وإسناده ضعيف، ورواه الطبراني في ((الأوسط)) بلفظ: ((نادى مناد يا أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم وثوابكم علي)) ، وله من حديث أم هانئ:((وينادي مناد يا أهل التوحيد ليعف بعضكم عن بعض وعلي الثواب)) . الحديث كما ترى: قال عنه العراقي: إسناده ضعيف.
(4)
انظر: قصيدة ((عنوان الحكم)) لأبي الفتح البستي: (ص 43) . والبيتان بلفظ:
كل الذنوب فإن الله يغفرها
…
إن شيع المرء إخلاص وإيمان
وكل كسر فإن الدين يجبره
…
وما لكسر قناة الدين جبران
والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " أخرجاه.
ولهما من حديث عتبان:................................
أرواح البشر جعلها في صلب آدم عليه السلام وأمسك عنده روح عيسى عليه السلام، فلما أراد1 أن يخلقه أرسل بروحه مع جبريل2 إلى مريم، فنفخ في جيب درعها فحملت بعيسى عليه السلام، فهو بشر لا يحط عن منزلته ولا يرفع فوق قدره ومنزلته عليه السلام3 {والجنة حق} أعدها الله4 لمن عبده وأطاعه {والنار حق} أعدها الله لمن أشرك به وعصاه، فمن شهد بها وآمن بها {أدخله الله الجنة على ما كان من العمل} أي: قليلاً كان أو كثيرًا، صلاحًا أو فسادًا {أخرجاه5} أي: الشيخان: البخاري ومسلم {ولهما من حديث عتبان} بكسر العين على المشهور، وحكى ضمها، ابن مالك الأنصاري6
_________
(1)
في ((ر)) : (فلما أراد الله) .
(2)
قوله: (مع جبريل) في ((الأصل)) ، وقد سقط من بقية النسخ.
(3)
انظر: ((تفسير القرطبي)) : (6/ 22)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(2/ 261) .
(4)
سقط هنا لفظ الجلالة: (الله) من ((ر)) .
(5)
[29 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (6/ 474 ، ح 3435) ، كتاب الأنبياء، باب قوله:((يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم)) .
((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (1/ 341-342 ، ح 47/ 29) ، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا.
انظر تفصيل التخريج في الملحق.
(6)
انظر ترجمته في: ((الطبقات)) لابن سعد: (3/ 550)، ((الإصابة)) :(6/ 5 37)، (أسد الغابة)) :(3/ 454) .
" فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ".
وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:................................................................
رضي الله عنه1 - " فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله "23 " بهذا الشرط محبة وخوفا ورجاء بالإخلاص نجته من النار. وفي الحديث " سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: خرج من النار (- أي: نجاه الله من النار- خرجه مسلم4. {وعن أبي سعيد الخدري5 رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
_________
(1)
هكذا في ((الأصل)) ، وقد سقط ذكر ابن مالك الأنصاري رضي الله عنه من بقية النسخ.
(2)
في ((ر)) : (يبتغي بهذا الشرط محبة وخوفا) فأسقط قوله: (بذلك وجه الله) .
(3)
[30 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (1/ 519 ، ح 425) ، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(5/ 164-166 ، ح 263/ 657) ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر.
انظر التفصيل في تخريجه في الملحق.
(4)
[31 ح]((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (4/ 326، ح 9/ 382) ، كتاب الصلاة، باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان. وهو بلفظ مختلف يسيرا. والحديث مروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه. والحديث مروي بهذا النص في ((مسند الإمام أحمد بن حنبل)) :(1/ 407) ، (3/ 241) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
انظر تفصيل التخريج في الملحق.
(5)
هو: سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي -أبو سعيد- الخدري، صحابي جليل، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، يروى أنه كان من أهل الصفة، مات سنة 74هـ، عاش 86 سنة.
انظر ترجمته في: ((تذكرة الحفاظ)) : (1/ 44)، ((سير أعلام النبلاء)) :(3/ 168)، ((الطبقات)) لخليفة بن خياط:(ص 96) .
" قال موسى: يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى لا إله إلا الله، قال: كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله (رواه ابن حبان والحاكم...........................
" قال موسى: يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى لا إله إلا الله، قال: كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع " فيه نص على أن الأرضين سبع كالسماوات، قال الله تعالى:{وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنّ} 1 " في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله "2 رواه ابن حبان3 والحاكم4
_________
(1)
سورة الطلاق، الآية:12.
(2)
الترمذي: الفتن (2169) .
(3)
هو: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد أبو حاتم التميمي البستي، حفاظ، إمام، ثقة، كان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار، وكان عالمًا بالطب والنجوم، أنكروا على ابن حبان قوله: النبوة العلم والعمل فحكموا عليه بالزندقة، وهجر وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. قال الذهبي: وهذا له محمل حسن، فإنه لم يرد حصر المبتدأ في الخبر، ومثله الحج عرفة، فهذا ذكر مهم الحج، وذاك ذكر مهم النبوة. انظر ترجمته في:((تذكرة الحفاظ)) : (3/ 920-924)، ((سير أعلام النبوة)) :(16/ 92 -104)، ((الأعلام)) للزركلي:(6/ 78) .
(4)
هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الضبي النيسابوري، يعرف بابن البيع، الإمام، الحافظ، كان إمام أهل الحديث في عصره، نقل الذهبي عن ابن طاهر قال: سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم؟ فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث
…
وكان شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة، وكان منحرفا عن معاوية وآله، متظاهرًا بذلك ولا يعتذر معه، ثم قال الذهبي عقبه: أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي. انظر:((سير أعلام النبلاء)) : (17/ 162-177)، ((تاريخ بغداد)) :(5/ 473-474)، ((وفيات الأعيان)) :(4/ 280-281)، ((تذكرة الحفاظ)) :(3/ 1039-1045) .
وصححه
وصححه1} وكذلك ترجح بصحائف الذنوب كما في حديث السجلات والبطاقة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص2 رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له3 تسعًا وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، يقول:
_________
(1)
[32 ح]((صحيح ابن حبان)) : ((الإحسان)) : (8/ 35، ح 6185) ، كتاب التاريخ، باب بدء الخلق. ((المستدرك على الصحيحين)) :(1/ 528) ، كتاب الدعاء فضل لا إله إلا الله.
والحديث قال الحاكم فيه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تصحيح الحديث. انظر:((المستدرك)) : (8/ 35 ، ح 6185) . وصححه ابن حبان كما تقدم.
انظر تفصيل التخريج في الملحق.
(2)
هو: عبد الله بن عمرو بن العاص -أبو محمد- وأبو عبد الرحمن القرشي السهمي، صحابي جليل، كان صوامًا قوامًا، وكان يلوم أباه على القيام بنوبة الفتنة، ويتأثم من القعود عنه خوف العقوق، فحضر صفين ولم يسل سيفًا، وكان قد أصاب جملة من كتب أهل الكتاب فرأى فيها العجائب، توفي سنة 35هـ.
انظر ترجمته في: ((تذكرة الحفاظ)) : (1/ 41-42) .
(3)
حرفت في ((ر)) إلى: (فيبشرهم) .
أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول الله عز وجل بلى، إن لك عندنا حسنةً فإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج الله بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فتوضع في كفة، والبطاقة في كفة فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله تبارك وتعالى شيء " أخرجه أحمد والنسائي والترمذي1 والبطاقة: الرقعة، وأهل مصر يقولون للرقعة بطاقة. قال محمد بن إسماعيل الأمير23 رحمه الله:-
إذا فكرت في ذنوبي
…
أخشى على قلبي احتراقه
(1)[33 ح]((مسند الإمام أحمد)) : (2/ 213) . ((سنن الترمذي)) : (5/ 24-25 ، ح 2639) ، كتاب الإيمان، باب فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله.
والحديث قال فيه الحاكم في ((المستدرك)) (1/ 6) : صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وصححه الألباني، انظر:((صحيح سنن ابن ماجه)) : (2/ 428 ، ح 3469)، و ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) :(1/ 212، ح 135) .
ولم أجد أن النسائي أخرجه، لا في ((سننه)) ولا في ((عمل اليوم والليلة)) ، ولعله في ((السنن الكبرى)) .
(2)
في ((ر)) : (قال الأمير محمد بن إسماعيل) .
(3)
هو: محمد بن إسماعيل بن صلاح بن علي الكحلاني ثم الصنعاني المعروف بالأمير، نفر من التقليد، وحارب الباطل فامتحن وسجن وتؤومر على قتله فنجاه الله، وُلد سنة 1099هـ، وتوفي سنة 1182هـ.
انظر ترجمته في: ((البدر الطالع)) : (2/ 133-139)، ((أبجد العلوم)) :(3/ 191- 193) .
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا.......
لكن ينطفي لهيبي
…
بذكر ماجاء في البطاقه1
فيه إثبات الميزان، كما هو في الآيات والأحاديث الشهيرة2 وله كفتان ولسان يوزن به الأعمال حسنها وسيئها.
3 {عن أنس} ابن مالك4 {رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
_________
(1)
((ديوان الأمير الصنعاني)) : (ص 292) .
(2)
أما الآيات فمنها قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]، وقوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [القارعة: 6-7]، وقوله تعالى:{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المؤمنون: 102] . وأما الأحاديث فأظهرها الحديث الذي سبق ذكره قريبا - حديث البطاقة-، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان. كما في ((صحيح مسلم مع شرح النووي ((: (3/ 102 ، ح 223) ، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء. وقوله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده. كما في ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (11/ 206 ، ح 6406) ، كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح.
(3)
في ((المؤلفات)) في هذا الموضع زيادة قوله: (وللترمذي) .
(4)
هو: أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وُلد قبل الهجرة بعشرة سنين، وخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، اختلف في وفاته بين سنة 90هـ وسنة 93هـ. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (1/ 112-114)، ((أسد الغابة)) :(1/ 151-152) ، ((البد، الآية والنه، الآية)) : (9/ 98-102) .
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة "1.
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة "2 هذا آخر الحديث ولفظه بكماله مع شرحه: عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله عز وجل يا ابن آدم إنك ما دعوتني "3 - أي: مدة دوام دعائك- " ورجوتني "- أي: أملت مني الخير- " غفرت لك ذنوبك " على ما كان منك من عظائم وجرائم " ولا أبالي " بذنوبك، إذ لا معقب لحكمي، ولا مانع لعطائي، " يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك "4 - بفرض كونها أجساما- "عنان"- بفتح المهملة- أي: سحاب الدنيا5 أي: ملأت ما بين السماء والأرض، كما في الرواية الأخرى6 - أو: عنانها ما عن لك منها- أي: ظهر إذا رفعت رأسك7 "ثم استغفرتني"- أي: تبت توبة صحيحة- " غفرت لك ولا أبالي "- لأن الاستغفار إقالة، والكريم محل إقالة العثرات، " يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض
_________
(1)
الترمذي: الدعوات (3540) .
(2)
[34 ح]((سنن الترمذي)) : (5/ 548 ، ح 3540) ، كتاب الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار. ((المستدرك)) للحاكم:(4/ 241)، كتاب التوبة والإنابة. والحديث قال فيه الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد جاء في ((المسند)) و ((المستدرك)) من طريق أبي ذر نحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ الألباني كما في ((السلسلة الصحيحة)) :(1/ 199-200 ، ح 127) .
انظر مفصل التخريج في الملحق.
(3)
الترمذي: الدعوات (3540) .
(4)
الترمذي: الدعوات (3540) .
(5)
هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(سحاب السماء) .
(6)
لم أجد هذه الرو، الآية فيما بحثت فيه.
(7)
انظر: ((تحفة الأحوذي)) : (9/ 525) .
خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة "1 أخرجه الترمذي2 والقراب بضم القاف، ويقال بكسرها، والضم أفصح وأشهر.
قال القاضي34 هو مأخوذ من القرب، أي: ما يقاربها في المقدار، والقراب شبه جراب يضع فيه المسافر زاده وقراب السيف5. عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن قوما قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، وانتهكوا فأكثروا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد إن ما تدعوا إليه لحسن لو6 تخبرنا أن لأعمالنا كفارة، فنزلت: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} . إلى قوله: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات
…
ٍ} 7 8"- قال: يبدل شركهم إيمانًا وزناهم إحصانًا9.
(1) الترمذي: الدعوات (3540) .
(2)
تقدم تخريجه قريبا (ص 61) .
(3)
كلمة: (القاضي) غير واضحة في ((الأصل)) ، وجاءت واضحة في بقية النسخ.
(4)
هو: عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن اليحصبي السبتي -أبو الفضل- المشهور بالقاضي عياض، عالم المغرب، كانت له تواليف كثيرة، منها: كتاب ((الشفا في حقوق المصطفى)) وله كتاب ((العقيدة)) ، وكان إماما في الحديث، ومن تصانيفه: إكماله لشرح صحيح مسلم للمازري المسمى ((المعلم)) ، وُلد سنة 476هـ، وتوفي سنة 544 هـ. انظر ترجمته في:((وفيات الأعيان)) : (3/ 483)، ((تذكرة الحفاظ)) :(4/ 1304)، ((شذرات الذهب)) :(4/ 138) .
(5)
انظر: ((مشارق الأنوار)) : (2/ 176) .
(6)
(لو) سقطت من ((ر)) .
(7)
سورة الفرقان، الآيات: 68-70.
(8)
زيد هنا في ((ر)) لفظة: (علي) ، ولم أجد في التفاسير أن هذا القول عن علي رضي الله عنه، ولعله إن صح النقل علي بن أبي طلحة الذي يروي عن ابن عباس.
(9)
((تفسير الطبري)) : (11/ 19/ 46)، و ((تفسير القرطبي)) :(13/ 78)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(6/ 107)، و ((تفسير ابن عباس)) (صحيفة) :(ص 383) .
باب من حقق التوحيد دخل الجنة
قال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً..........................
{2- باب من حقق التوحيد دخل الجنة}
{قال الله تعالى:: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} 1} للمفسرين في معنى هذه اللفظة أقوال:
أحدها: قول ابن مسعود: الأمة معلم الخير، يعني: أنه كان معلمًا للخير يأتم به أهل الدنيا2.
الثاني: قال مجاهد: إنه كان مؤمنًا وحده والناس كلهم كفار3 فلهذا المعنى كان أمة وحده.
الثالث: 4 قال قتادة5 ليس أهل دين إلا وهم يتولونه ويرضونه، وكان عليه السلام إماما يقتدى به6 دليله قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ
_________
(1)
سورة النحل، الآية:120.
(2)
((تفسير البغوي)) : (3/ 89)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503)، و ((تفسير ابن كثير)) :(2/ 612)، و ((تفسير السيوطي)) :(5/ 176) .
(3)
((تفسير البغوي)) : (3/ 89)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503) .
(4)
ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وألحقته من بقية النسخ.
(5)
هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، أحد علماء التابعين، كان ثقة مأمونا حجة في الحديث، وكان يقول بشيء من القدر كما ذكر ذلك ابن سعد وابن حجر، وُلد سنة 61هـ، وتوفي سنة 117هـ. انظر ترجمته في:((تهذيب التهذيب)) : (8/ 351-356) ، ((البداية، والنهاية، ((: (9/ 352)، ((طبقات ابن سعد)) :(7/ 229-231) .
(6)
((تفسير البغوي)) : (3/ 89)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503) .
إِمَاماً} 1. فهو إمام الموحدين، قيل: إنما3 سمى أمة; لأنه قام مقام أمة في عبادة الله 45.
{قَانِتاً لِلَّه} ِ يعني: مطيعا لله قائما بأوامر الله6 {حَنِيفاً} 7 يعني: مقيما على دين الإسلام، لا يميل عنه ولا يزول8 وقيل: من اختتن وضحى وأقام مناسك الحج9 {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يعني: أنه عليه السلام كان من الموحدين المخلصين من صغره إلى كبره10 ومناسبة الآية للترجمة
أن الله وصف إبراهيم الخليل عليه السلام بتحقيق التوحيد، وهذا دليل على أنه أرفع المقامات وأفضل الدرجات وأجل الحسنات.
_________
(1)
سورة البقرة، الآية:124.
(2)
سورة النحل، الآية:120.
(3)
هكذا في ((الأصل)) ، وفي النسخ الأخرى:(قيل: إنه) .
(4)
قوله: (لأنه قام مقام أمة) سقط من ((ر)) .
(5)
انظر: ((المفردات)) للراغب: (ص 23)، و ((تفسير ابن عطية)) :(10/ 248) .
(6)
انظر: ((تفسير القرطبي)) : (10/ 198) ، (2/ 86) ، (3/ 213)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(4/ 503) ، (1/ 135-136) .
(7)
أضيف هنا في ((الأصل)) ، وفي ((ع)) ، و ((ش)) قوله:(مسلما) على أنها من ال، الآية ولم ترد هذه الزيادة في ((ر)) ، وهو الصواب الموافق لهذه ال، الآية.
(8)
انظر: ((تفسير القرطبي)) : (2/ 139-140)، و ((تفسير البغوي)) :(3/ 89) ، (1/ 119) .
(9)
انظر: ((تفسير الطبري)) : (1/ 1/ 565)، و ((تفسير ابن الجوزي)) :(1/ 150) .
(10)
انظر: ((تفسير الرازي)) : (20/ 135) .
وقال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} .
عن حصين بن عبد الرحمن رضي الله عنه قال: كنت عند سعيد ابن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ ...........................
{وقال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} 1} مدح الله الموحدين وأثنى عليهم بكونهم لا يشركون.
{عن حصين بن عبد الرحمن2 -رضي الله عنه3 - قال: كنت عند سعيد ابن جبير4 فقال: أيكم رأى الكوكب} أي: النجم5 {الذي6 انقض} أي: سقط ونزل {البارحة} .
_________
(1)
سورة المؤمنون، الآية:59.
(2)
هو: حصين بن عبد الرحمن -أبو الهذيل- السلمي الكوفي الحافظ، حدث عن جابر ابن سمرة، وابن أبي ليلى، وحدث عنه شعبة والثوري وأبو عوانة، وُلد سنة 43هـ، ومات سنة 136هـ.
انظر ترجمته في: ((سير أعلام النبلاء)) : (5/ 422-424)، ((تهذيب التهذيب)) :(2/ 381-383)، ((تذكرة الحفاظ)) :(1/ 143) .
(3)
هكذا في جميع النسخ، وفي ((المؤلفات)) سقط الترضي، وهو الصواب لئلا يوهم أنه صحابي.
(4)
هو: سعيد بن جبير بن هشام -أبو عبد الله- أحد أعلام التابعين، أخذ العلم عن ابن عباس، وكان عالما بالفرائض حتى لقد جاء ابن عمر رجل يسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني، قتله الحجاج سنة 95هـ.
انظر ترجمته في: ((وفيات الأعيان)) : (2/ 371-374)، ((طبقات ابن سعد)) :(6/ 256-267)، ((تهذيب التهذيب)) :(4/ 11-14) .
(5)
سقطت كلمة: (النجم) من ((ر)) .
(6)
كلمة: (الذي) سقطت من ((ر)) .