الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتحت قول ابن عباس: " ما فرق هؤلاء يجدون رقة في قلوبهم عند محكمه ويهلكون عند متشابهه " قال الشارح في (ص 403 - 404) : واعلم أن ما ورد في الكتاب العزيز والسنة الشريفة من ذكر الصفات نحو {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 1 {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} 2 {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} 3 {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} 4 ونحو حديث: " إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن
…
"5 الحديث.
وحديث: " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
…
"6 الحديث، يجب الإيمان بها من غير تمثيل ولا تعطيل. ثم ذكر من (ص 405 - 408) بأن الروعة الحقيقية هي التي تصيب المؤمن عند سماع القرآن، وضابطها مخالفتها لما يدعيه المبتدعة.
واستدل على ذلك بنصوص الكتاب والسنة وأقوال وأحوال بعض السلف. ثم ذكر من (ص 408 - ص 410) كلاما حسنا يبين أن القرآن الكريم من صفات الله تعالى فهو كلامه ونقل من أقوال السلف ما يؤيد ذلك، وذكر بعض الأحاديث في الترهيب من الجدال فيه واتباع المتشابه فيه.
وفي باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} 7 تحت قول المصنف: (وقال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا) .
قال الشارح في (ص 413) يعني فجرت السفينة، ثم فسر معنى الملاح بأنه الذي يصلح السفينة في البحر ويعالجها، قال: فأضافوا سير السفينة إلى الريح والملاح، وهو الله الذي يجريها ويرسيها قال الله تعالى:
(1) سورة طه، الآية:5.
(2)
سورة الرحمن، الآية:27.
(3)
سورة طه، الآية:39.
(4)
سورة الفتح، الآية:10.
(5)
مسلم: القدر (2654) ، وأحمد (2/168) .
(6)
مسلم: التوبة (2759) ، وأحمد (4/395 ،4/404) .
(7)
سورة النحل، الآية:83.
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} 1 وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} 2 وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ} 3 وذكر بعد ذلك في (ص 414) بعض المعانى لقوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} 4 فنقل عن السدي ومجاهد وقتادة والكلبي وغيرهم.
وفي باب قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 5:
تحت قول ابن عباس في تفسيره للآية: "وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي وتقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص "
أورد الشارح في (ص 417) رواية أخرى عنه فقال وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " إن أحدكم يشرك حتى يشرك بكلب فيقول: لولاه لسرقنا الليلة، وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت "ثم قال: ولا يستدل بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 6 - يعني: على جواز العطف على لفظ الجلالة - ثم ذكر الجواب على ذلك.
وتحت قول ابن مسعود: "لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقًا " ذكر الشارح في (ص 418 - 419) بعض الأحاديث التي تحذر من الحلف بغير الله تعالى.
وبيَّن عقب ذلك في (ص 419 - 420) الرد على من استدل بقوله صلى الله عليه وسلم " أفلح وأبيه إن صدق "7 على جواز الحلف بغير الله، وبين دلالة الحديث الصحيحة واستدل على ذلك.
(1) سورة يونس، الآية:22.
(2)
سورة الشورى، الآية: 33-32.
(3)
سورة الجاثية، الآية:12.
(4)
سورة النحل، الآية:83.
(5)
سورة البقرة، الآية:22.
(6)
سورة الأنفال، الآية:64.
(7)
أبو داود: الأيمان والنذور (3252)، والدارمي: الصلاة (1578) .
وبيَّن في (ص 420) أن ما علم من أن الله قد أقسم بمخلوقاته لا يدل على جواز حلف غيره بالمخلوقات; لأن الله له أن يحلف بما شاء وليس للعبد أن يقسم إلا به. وفي (ص 421) أورد الشارح الحديث في النهي عن الحلف بالأمانة وما ذكره الخطابي في معناه، وسبب النهي عنه وحكم من قال: وأمانة الله. وفي (ص 422) نقل الشارح عن النووي تقبيحه لقول القائل: (الله يعلم ما كان كذا وكذا) وأنه مما اعتاده بعض الناس وبيان حكم ذلك. وبين رحمه الله في (ص 423) قول إبراهيم النخعي أنه يكره أن يقول الرجل: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله، ثم بك.
وفي باب ما جاء فيمن لم يقنع بالله تعالى: وتحت حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم ومن حلف بالله فليصدق
…
"1 الحديث.
ذكر الشارح في (ص 424 - 425) أن لهذا الحديث في التحذير من الحلف كاذبًا حديث اليمين الغموس، وحديث ابن مسعود:" من حلف على مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان "2 وحديث أبي أمامة مرفوعا: " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة "3 فقال الرجل: وإن كان شيئًا يسيرا يا رسول الله، قال:" وإن كان قضيبا من أراك "4.
وفي باب قول ما شاء الله وشئت:
تحت حديث الطفيل لما قال رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: "إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله، قالوا: وإنكم
(1) ابن ماجه: الكفارات (2101) .
(2)
البخاري: المساقاة (2357)، ومسلم: الإيمان (138)، والترمذي: البيوع (1269)، وأبو داود: الأيمان والنذور (3243)، وابن ماجه: الأحكام (2323) ، وأحمد (1/377) .
(3)
مسلم: الإيمان (137)، والنسائي: آداب القضاة (5419)، وابن ماجه: الأحكام (2324) ، وأحمد (5/260)، ومالك: الأقضية (1435)، والدارمي: البيوع (2603) .
(4)
مسلم: الإيمان (137)، والنسائي: آداب القضاة (5419)، وابن ماجه: الأحكام (2324) ، وأحمد (5/260)، ومالك: الأقضية (1435)، والدارمي: البيوع (2603) .
لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد
…
"1 الحديث. ذكر الشارح في (ص 430) من فوائد هذا الحديث أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي، وقد تكون سببا لشرع بعض الأحكام كما في الأذان في رؤيا عبد الله بن زيد.
واستدل على كراهة النبي صلى الله عليه وسلم الجمع بين الله وبينه في الضمير بحديث الرجل الذي خطب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى
…
الحديث.
وقد جاء الحديث كاملا، بينما أشار إليه في "التيسير" إشارة، ولم يأت ذكره في "الفتح".
وفي باب من سب الدهر فقد آذى الله:
ذكر الشارح رحمه الله في (ص 432 - 434) معنى (الدهر) بالرفع والنصب، وبين أن الصواب أن يكون بالرفع، وأن عليه جماهير العلماء المتقدمين والمتأخرين.
وفي باب التسمي بقاضي القضاة:
وتحت حديث: " إن أخنع اسم عند الله رجل يسمى ملك الأملاك "2 نقل الشارح في (ص 436) عن القاضي عياض: أنه يستدل بهذا الحديث على أن الاسم هو المسمى. وذكر في (ص 436) معان أخرى لقوله: "أخنع"، وأنه يأتي بمعنى: أفجر، يقال: أخنع الرجل إلى المرأة والمرأة إليه; إذا دعاها إلى الفجور، ويأتي بمعنى أخبث، أي: أكذب الأسماء، وقيل: أقبح، وقيل: أفحش وأفجر، وذكر أنه جاء في رواية للبخاري:"أخنى"، ونقل عن أبي عبيد أنه روى:"أنخع"، أي: أقتل; لأن معنى النخع القتل.
ونقل الشارح في نهاية الباب (ص 438) عن ابن القيم فائدة تتعلق بما
(1) أحمد (5/72) .
(2)
البخاري: الأدب (6206)، ومسلم: الآداب (2143)، والترمذي: الأدب (2837)، وأبو داود: الأدب (4961) ، وأحمد (2/244) .
مضى: وهو أن من عقد له الأمر هل يجوز أن يقال له: (خليفة الله) قال: (فقيل: يجوز لقيامه بحقوق الله تعالى في خلقه، وقيل: لا يجوز لأنه إنما يستخلف من يغيب أو يموت والله تعالى لا يغيب ولا يموت) .
واستدل على ترجيح عدم الجواز بما روي " أن أبا بكر رضي الله عنه قيل له: يا خليفة الله، فقال: لست خليفة الله ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا راض بذلك "
وفي باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك:
تحت حديث أبي شريح وأنه كان يسمى أبا الحكم وقول النبي صلى الله عليه وسلم له أنت أبو شريح. قال الشارح رحمه الله في (ص 439) : (في هذا الحديث احترام أسماء الله تعالى وصفاته ولو كان كلاما لم يقصد به معناه وتغيير الاسم لأجل ذلك) .
وختم شرح الباب (ص 440) بفوائد منها: استحباب تغيير الاسم بأحسن منه وأن ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد على ذلك بعدة وقائع ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر في (ص 441) فائدة تتعلق بتحسين الاسم واستدل عليها.
وفي باب من هزل بشيء فيه ذكر الله تعالى أو القرآن أو الرسول: وتحت الحديث الذي ذكرت فيه غزوة تبوك. عرف الشارح رحمه الله في (ص 443) بغزوة تبوك وأنها آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وأنها سميت الفردة; لأنه لم يكن في عامها غيرها، وأن الله قد سماها ساعة العسرة لوقوعها في شدة الحر، وأن عثمان رضي الله عنه أنفق فيها ألف دينار وحمل على تسعمائة وخمسين بعيرًا وخمسين فرسًا،
ولذلك قيل له: مجهز جيش العسرة، وأن عددهم سبعين ألفا وأن فيها قصة الثلاثة الذين خلفوا.
وفي (ص 448) ذكر الشارح رحمه الله إجماع العلماء على أن شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم كافر، وأن على ذلك الأئمة مالك والليث وأحمد وإسحاق والشافعي، وذكر الأدلة على ذلك.
وفي باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} 1 الآية:
نقل الشارح ما ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في شرح هذه الآية وخلله بزيادة بيان فقال في (ص 449 - 450){وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} 2 أي: لست على يقين من البعث، {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي} 3 يعني: وإن رددت إلى ربي، {إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} 4 أي: الجنة، والمعنى: كما أعطاني في الدنيا سيعطيني في الآخرة.
وقال في (ص 450)، وقوله تعالى:{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} 5 أي: في مقابلته، وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة بعد موسى وهارون
…
قال رحمه الله: (وقيل: على فضل وخير علمه الله عندي ورآني أهلاً لذلك ففضلني بهذا المال عليكم كما فضلني بغيره، وقيل: هو علم الكيمياء، وكان موسى عليه السلام يعلمه، فعلم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم، وعلم كالب بن يوقنا ثلثه، وعلم قارون ثلثه، فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه
…
وكان ذلك سبب أمواله.
وفي (ص 451) ذكر الشارح أول الآية قصة الرجلين وهي قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَة} 6 الآية، وشرحها وبينها بآية أخرى من سورة هود.
(1) سورة فصلت، الآية:50.
(2)
سورة فصلت، الآية:50.
(3)
سورة فصلت، الآية:50.
(4)
سورة فصلت، الآية:50.
(5)
سورة القصص، الآية:78.
(6)
سورة الكهف، الآية: 36-35.
وتحت حديث أبي هريرة في قصة الثلاثة: الأبرص والأقرع والأعمى. بيَّن الشارح في (ص 452 - 457) الحديث فشرح معنى البرص والقرع، ومعنى مفردات إبل، وبقر، ونتج، وولد، ولم يتوسع الشرحان في ذلك.
وفي باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} 1 الآية:
ذكر الشارح رحمه الله في (ص 458 - 459) الآية التي تسبق آية الباب وشرحها فبين كيفية خلق حواء، ومتى كان، وكيف كان حملها، وتخويف الشيطان لها لتسميه عبد الحارث، ونقل الأحاديث الواردة في ذلك.
وفي باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 2:
تحت هذه الآية بين الشارح رحمه الله في (ص 466) سبب نزول الآية منقولا عن مقاتل أن رجلاً دعا الله في صلاته ودعا الرحمن فقال بعض مشركي مكة: إن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يعبدون ربًّا واحدًا فما بال هذا يدعو اثنين.
وفي (ص 468) نقل الشارح عن النووي بعد الحديث الذي فيه ذكر أسماء الله أنه قال: (اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر أسمائه سبحانه وتعالى، وليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما المقصود من الحديث أن هذه التسعة والتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء، ولهذا جاء في الحديث الآخر " أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك "3.
(1) سورة الأعراف، الآية:190.
(2)
سورة الأعراف، الآية:180.
(3)
أحمد (1/391) .
وفي (ص 469) تكلم عن المقصود بإحصائها فقال: (وقد ذكر الحافظ أبو بكر ابن العربي عن بعضهم أن لله ألف اسم، قال ابن العربي: وهذا قليل) .
ثم ختم شرح هذا الحديث بذكر شروط الدعاء فقال: واعلم أن للدعاء شروطا منها أن يعرف الداعي معاني الأسماء التي يدعو بها، ويستحضر في قلبه عظمة المدعو وهو الله عز وجل ويخلص النية في دعائه مع كثرة التعظيم والتبجيل والتقديس لله تعالى، ويعزم على المسألة مع رجاء الإجابة، ويعترف لله عز وجل بالربوبية وعلى نفسه بالعبودية.
وفي باب لا يقال: السلام على الله:
وتحت حديث ابن مسعود: " كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، قال: لا تقولوا السلام على الله، فإن الله عز وجل هو السلام "1.
ذكر الشارح رحمه الله من (ص 472) تتمة الحديث وهو قوله: " ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء أو بين السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو "2.
ثم بيَّن في (ص 473) معنى السلام وأنه من أسماء الله وأن معناه السلامة من النقائص والآفات التي تلحق الخلق، وأنَّ السلام تحية لا تصلح لله تعالى وأن التحية التي تصلح له أن يقول العبد التحيات لله والصلوات، ثم استدل على ذلك بحديث عائشة أنها قالت: " كان رسول الله
(1) البخاري: الأذان (835)، والنسائي: السهو (1298)، وأبو داود: الصلاة (968)، وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (899) ، وأحمد (1/431)، والدارمي: الصلاة (1340) .
(2)
البخاري: الأذان (835)، ومسلم: الصلاة (402)، والترمذي: النكاح (1105)، والنسائي: التطبيق (1166)، وأبو داود: الصلاة (968)، وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (899) ، وأحمد (1/382 ،1/422)، والدارمي: الصلاة (1340 ،1341) .
صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام "1.
ثم نقل عن الملا على قاري عن ابن الجزري أن ما يزاد من قول: " وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام " لا أصل له بل هو مختلق من بعض القصاص.
وفي باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت:
تحت حديث أبي هريرة رضي الله عنه " لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة "2 أورد الشارح في (ص 475) بيانا للحديث الماضي حديث أنس بن مالك وهو قوله صلى الله عليه وسلم " إذا دعا أحدكم فليعزم ولا يقولن اللهم اعطني إن شئت، فإن الله تعالى لا مستكره له "3 وقوله صلى الله عليه وسلم " سلوا الله حوائجكم البتة "
وفي بيان رواية مسلم: " وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء "4 أورد الشارح في (ص 476) حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر "5.
ثم قال رحمه الله في (ص 476) : (وفي هذا تنبيه للخلق على إدامتهم لسؤاله تعالى مع إعظام الرغبة وتوسيع المسألة لما تقرر أن خزائن الله لا تنقص بالعطاء سحاء الليل والنهار دائمة) .
ثم ختم ذلك بذكر بعض النصوص الدالة على فضل الدعاء من الآيات والأحاديث.
(1) مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (592)، والترمذي: الصلاة (298)، والنسائي: السهو (1338)، وأبو داود: الصلاة (1512)، وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (924) ، وأحمد (6/62 ،6/184)، والدارمي: الصلاة (1347) .
(2)
البخاري: الدعوات (6339)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2679)، والترمذي: الدعوات (3497)، وأبو داود: الصلاة (1483) ، وأحمد (2/243 ،2/463) .
(3)
البخاري: التوحيد (7464)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2678) ، وأحمد (3/101) .
(4)
مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2679) ، وأحمد (2/457) .
(5)
مسلم: البر والصلة والآداب (2577)، والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2495)، وابن ماجه: الزهد (4257) ، وأحمد (5/177) .
وفي باب لا يقول: عبدي وأمتي:
وتحت حديث: " لا يقل أحدكم: أطعم ربك وضيء ربك "1 نقل الشارح (ص 478 - 479) عن النووي قوله: (قال العلماء: لا يطلق الرب بالألف واللام إلا على الله تعالى خاصة، وأما مع الإضافة فيقال رب المال ورب الدار وغير ذلك، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في ضالة الإبل (حتى يلقاها ربها) ثم بين ذلك وشرحه.
ثم أورد في (ص 479) تساؤلاً عن قول يوسف عليه السلام: (اذكرني عند ربك)، وأن فيه جوابين: أحدهما: أنه خاطبه بما يعرفه. والثاني: أن هذا شرع من قبلنا وبين ذلك وبسطه.
وفي (ص 480 - 481) بين الفرق بين استعمال فتاي وفتاتي وبين عبدي وأمتي وأن الأولى للاختصاص، والثانية للملك، واستدل عليه. ثم قال عقب ذلك:(وهذا كله من تحقيق التوحيد; لأن حقيقة العبودية إنما يستحقها الله تعالى) ، وأوضح ذلك.
وفي (ص 481) بين معنى إطلاق (السيد) وأنه يطلق على الذي يفوق قومه، ويطلق على الذي يفزع إليه في النوائب فيحتمل الأثقال، وعلى الشريف وعلى الكريم وعلى المالك وعلى الزوج.
وفي (ص 482) ذكر دليلاً على إطلاق السيد على بعض أهل الفضل، ودليلاً على النهي عن إطلاقه على المنافق، ثم نقل جمع النووي بين الحديثين بأنه لا بأس بإطلاق فلان سيد ويا سيدي وما أشبه ذلك إذا كان المسود فاضلاً خيرًا إما بعلم وإما بصلاح وإما بغير ذلك، وإن كان فاسقًا أو متهمًا في دينه كره أن يقال له: سيد.
(1) البخاري: العتق (2552)، ومسلم: الألفاظ من الأدب وغيرها (2249) ، وأحمد (2/316) .
ثم ذكر في (ص 482 - 483) فائدة تتعلق بالقيام للقادم واستدل على جواز ذلك إذا كان لأهل العلم والفضل والصلاح فقال: (وأما القيام للقادم فكذلك يجوز إذا كان من أهل العلم أو الفضل أو الصلاح) .
ثم ذكر في (ص 483) فائدة في المواضع التي يستحب فيها القيام ونقل في ذكرها نظمًا. ومن (ص 483 - 487) ذكر الخلاف في تقبيل اليد، وعرض الأدلة على جوازه ومنعه، ثم رجح أن الأفضل المصافحة، ونقل في ذلك أقوال العلماء كالبغوي والنووي، وذكر بعض الأفعال والأقوال المنقولة عن بعض السلف.
وفي باب لا يرد من سأل بالله تعالى:
تحت حديث ابن عمر: " من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه
…
"1 الحديث. أورد الشارح رحمه الله في (ص 488) زيادة من رواية أخرى وهي قوله صلى الله عليه وسلم " من استجار بالله فأجيروه "2.
وفي (ص 489) عند قوله صلى الله عليه وسلم " ومن دعاكم فأجيبوه "3 استدل على أن إجابة الداعي من الواجبات بما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه "4 وقوله صلى الله عليه وسلم " إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها "5.
وذكر في (ص 489 - 490) أن الدعوة للوليمة سنة، وأن إجابة الدعوة واجب إذا كانت وليمة عرس، سنة إن كان غيرها، وذكر بعض النصوص الواردة في الأمر بإجابة الدعوة.
وتحت قوله: " ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما
(1) النسائي: الزكاة (2567)، وأبو داود: الزكاة (1672) ، وأحمد (2/127) .
(2)
النسائي: الزكاة (2567) .
(3)
أبو داود: الزكاة (1672) ، وأحمد (2/127) .
(4)
مسلم: النكاح (1429) .
(5)
البخاري: النكاح (5173)، ومسلم: النكاح (1429)، وأبو داود: الأطعمة (3736)، ومالك: النكاح (1159) .
باب ما جاء في الرقى والتمائم
في " الصحيح " عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه " أنه كان
في أصبعه خيطا يتذكر به ذلك الشي " -ذكره في "محاسن الشريعة"1 للقفال2 رحمه الله وهو عادة الناس إلى الآن، قال الشاعر:
إذا لم تك الحاجات من همة الفتى
…
فليس بمغن عنه عقد الرتائم3
{7- باب ما جاء في الرقى والتمائم}
{في "الصحيح" عن أبي بشير الأنصاري4 رضي الله عنه " أنه كان
_________
(1)
لم أجد هذا الكتاب وقد ذكر في ((كشف الظنون)) : (2/1608) أن منه نسخة في المدرسة الفاضلية بالقاهرة، وأنها قليلة الوجود، والحديث الذي ذكره من الأحاديث الموضوعة كما ذكره السيوطي في ((اللآلئ المصنوعة)) :(1/282-283) ، وقد أحاله على الدارقطني ولم أجده في ((سننه)) .
(2)
هو: محمد بن علي المعروف بالقفال -الشاشي- كان إمام عصره، سمع بخراسان أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وبالعراق محمد بن جرير الطبري، شرح رسالة الشافعي، وله كتاب في ((دلائل النبوة)) ومن كتبه المذكورة هنا:((محاسن الشريعة)) . ولد سنة 291 هـ، وتوفي سنة 336 هـ، وقيل: سنة 365 هـ. انظر ترجمته في: ((سير أعلام النبلاء)) : (16/283)، ((تهذيب الأسماء واللغات)) :(2/282)، ((الأعلام)) :(6/274) .
(3)
الرتيمة، ويقال: الرتمة. انظر: ((لسان العرب)) : (12/225)، و ((النهاية في غريب الحديث ((:(2/194) . وقد جاء لفظ البيت: إذا لم تكن حاجتنا في نفوسكم فليس بمغن عنه عقد الرتائم.
(4)
هو: أبو بشير الأنصاري الساعدي، وقيل: الحارثي، كان ممن شهد بيعة الرضوان، وهو ممن لم يعرف اسمه على التحديد، ومما روى من الأحاديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم ((حرم ما بين لابتيها)) يعني: المدينة، وحديث:((الحمى من فيح جهنم)) ، قيل: مات بعد الحرة، وقيل: سنة 40 هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (5/33-34)، ((تهذيب التهذيب)) :(12/21)، ((الإصابة)) :(11/38) .
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولاً أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت "1.
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت "23} .
قال مالك -رحمه الله تعالى-: أرى ذلك من العين4.
هكذا في جميع النسخ قلادة من وتر أو قلادة، فقلادة الثانية مرفوعة معطوفة على قلادة من وتر، ومعناه: أن الراوي قال [قلادة] ،5 من وتر أو قلادة فقط ولم يقيدها بالوتر.
وقول مالك: أرى ذلك من العين هو بضم الهمزة، أي: أظن أن النهي مختص بمن فعل ذلك بسبب ضرر العين،6 وأما من فعله لغير ذلك
_________
(1)
البخاري: الجهاد والسير (3005)، ومسلم: اللباس والزينة (2115)، وأبو داود: الجهاد (2552) ، وأحمد (5/216)، ومالك: الجامع (1745) .
(2)
البخاري: الجهاد والسير (3005)، ومسلم: اللباس والزينة (2115)، وأبو داود: الجهاد (2552) ، وأحمد (5/216)، ومالك: الجامع (1745) .
(3)
((صحيح البخاري مع الفتح)) : (6/141، ح 3005) ، كتاب الجهاد، باب ما قيل في الجرس. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(14/341، ح 115) ، كتاب اللباس، باب كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير. ((سنن أبي داود)) :(3/52، ح 552) ، كتاب الجهاد، باب تقليد الخيل بالأوتار.
(4)
انظر: ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (14/341، ح 105/2115) ، كتاب اللباس، باب كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير. و ((سنن أبي داود)) :(3/52) ، كتاب الجهاد، باب في تقليد الخيل بالأوتار. وذكره في ((فتح الباري)) :(6/142) .
(5)
في ((الأصل)) : (قتادة) وهو سبق قلم، وصححته من بقية النسخ.
(6)
انظر: ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (14/341) ، كتاب اللباس والزينة، باب كراهة قلادة الوتر.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الرقى والتمائم والتولة شرك "1 رواه أحمد [وأبو داود] .
من زينة أو غيرها فلا بأس23 وفيه: قلدوا الخيل،4 ولا تقلدوها الأوتار،5 أي: لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق لأن الخيل6 ربما رعت الأشجار فتنشب الأوتار ببعض شعبها فتخنقها، وقيل: إنما نهاهم عنها; لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليدها بالأوتار يدفع عنها العين وهي لا تدفع ضررًا ولا تصرف حذرًا.
{وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الرقى والتمائم والتولة شرك "7 رواه أحمد [وأبو داود]89.
_________
(1)
أبو داود: الطب (3883)، وابن ماجه: الطب (3530) ، وأحمد (1/381) .
(2)
في ((ر)) : (فلا بأس بها) .
(3)
انظر: ((فتح الباري على صحيح البخاري)) : (6/142) ، كتاب الجهاد، باب ما قيل في الجرس ونحوه.
(4)
في ((ر)) : (الخيط) ، وهو خطأ من الناسخ.
(5)
((سنن أبي داود)) : (3/53، ح 2553) ، كتاب الجهاد، باب إكرام الخيل وارتباطها. ((سنن النسائي)) :(6/218-219، ح 3565) ، كتاب الخيل، باب ما يستحب من شبة الخيل. ((مسند الإمام أحمد)) :(4/345) . والحديث مروي عن أبي وهب الجشمي. والحديث حسنه الألباني كما في ((صحيح سنن أبي داود)) : (2/486، ح 2226)، وكان قد حكم على إسناده بالضعف في ((إرواء الغليل)) :(4/408، ح 1178)، و ((الكلم الطيب)) :(ص 112، ح 217) .
(6)
في ((ر)) : (الخيط) ، وهو خطأ من الناسخ.
(7)
أبو داود: الطب (3883)، وابن ماجه: الطب (3530) ، وأحمد (1/381) .
(8)
في جميع النسخ: (رواه أحمد والترمذي) ، والصواب الذي أثبته من ((المؤلفات)) وهو الموافق للأصول، ولعل الخطأ قد حصل لأن الناسخ نظر إلى نه، الآية الحديث الذي بعده.
(9)
[64 ح]((مسند الإمام أحمد)) : (1/381) . و ((سنن أبي داود)) : (4/212، ح 3883) ، كتاب الطب، باب في تعليق التمائم، و ((المستدرك)) للحاكم:(4/417-418) . الحديث قال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصححه ابن حبان:((الموارد)) : (ص 342، ح 1412) . وصححه الألباني كما في ((السلسلة الصحيحة)) : (1/584، ح 331)، و ((صحيح سنن أبي داود)) :(2/735-736، ح 3288)، و ((صحيح سنن ابن ماجه)) :(2/269، ح 2845) . انظر بقية تخريج الحديث في الملحق.
وعن عبد الله بن حكيم مرفوعا: " من تعلق شيئًا وكل إليه "1 رواه أحمد والترمذي.
وعن عبد الله بن حكيم23 مرفوعًا: " من تعلق شيئًا وكل إليه "4 أي: ترك5 إلى ما علقه {رواه أحمد والترمذي} 67.
_________
(1)
الترمذي: الطب (2072) .
(2)
هكذا في جميع النسخ: (عبد الله بن حكيم) ، وفي ((المؤلفات)) ، و ((فتح المجيد)) ، ومصادر الحديث:(عبد الله بن عكيم) إلا ((المستدرك)) فقد جاء فيه: (عبد الله بن حكيم) ، ولعل المصنف أو الناسخ قد اعتمد عليه ويوجد من الصحابة بهذين الاسمين.
(3)
هو: عبد الله بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي، صحابي جليل، أسلم هو وإخوته وأبوه يوم الفتح، وقد كان حاملا للواء طلحة يوم الجمل فقتل سنة 36 هـ، وبينه وبين عبد الله بن عكيم -بالعين- اشتباه يتبين بالعودة لترجمتهما. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (6/59)، ((أسد الغابة)) :(3/111)، ((الاستيعاب)) -ضمن الإصابة-:(6/157) .
(4)
الترمذي: الطب (2072) .
(5)
هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(تركه) ، و (ترك) سائغ هنا بالبناء للمجهول.
(6)
هذه الرو، الآية أخرت في ((المؤلفات)) إلى ما بعد تفسير التمائم والرقى والتولة.
(7)
[65 ح]((مسند الإمام أحمد)) : (4/310) . ((سنن الترمذي)) : (4/403، ح 2072) ، كتاب الطب، باب ما جاء في كراهية التعليق. ((مستدرك الحاكم)) :(4/216) ، كتاب الطب، والراوي عبد الله بن حكيم -بالحاء-. والحديث سكت عنه الحاكم والذهبي. وذكر الترمذي أن عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. وحسنه الألباني بشاهد له. انظر:((صحيح سنن الترمذي)) ، (2/208، ح 1691) . انظر بقية التخريج في الملحق.
التمائم شيء يعلق على الأولاد من العين، لكن إذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه، منهم ابن مسعود رضي الله عنه.
والرقى: هي التي تسمى العزائم، وخص منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة.
قال الشيخ -رحمه الله تعالى-: {التمائم شيء يعلق على الأولاد من العين، لكن إذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه منهم ابن مسعود رضي الله عنه1} .
والرقى: هي التي تسمى العزائم، وخص منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة2.
_________
(1)
وتعليق التمائم والحجب إذا كان من القرآن فقد اختلف فيه أهل العلم سلفًا وخلفًا فأجازه بعضهم بحجة أنها داخلة في قول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة الإسراء الآية: 82] . ومنعه بعضهم بحجة أن تعليقها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سبب شرعي يدفع به السوء أو يرفع به. انظر: ((فتح المجيد)) : (ص 135-136)، و ((تيسير العزيز الحميد)) :(ص 167- 168) .
(2)
وقد تقدم ذكر أدلة ذلك في الصفحة الماضية.
والتولة: شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته.
والتولة: شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته} 12.
عن الشفا بنت عبد الله3 قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ارقي ما لم يكن شرك بالله " رواه الحاكم4.
_________
(1)
من قوله: (التمائم شيء يعلق
…
إلى هنا) جاء ذكره في جميع النسخ بعد حديث عبد الله بن حكيم، بينما جاء في ((المؤلفات)) ، وكتاب ((فتح المجيد)) بعد حديث عبد الله بن مسعود.
(2)
والتولة: ضرب من السحر تعمل باعتقاد أنها تدفع المضار وتجلب المنافع من عند غير الله، فليس في تحريمها خلاف، وليس منها ما يجوز كما هو الحال في الرقى والتمائم. انظر:((تيسير العزيز الحميد)) : (ص 169) .
(3)
هي: الشفا بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية العدوية، صحابية جليلة، أسلمت قديما، وهي من المهاجرات الأول، كانت ترقي من النملة، وقد أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعلمها حفصة، وقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فقال:((إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور)) ، ولم أجد من ذكر وفاتها لكن من ترجمتها ما يدل على أنها أدركت عصر عمر بن الخطاب. انظر ترجمتها في:((الطبقات)) لابن سعد: (8/268)، ((أسد الغابة)) :(6/162-163)، ((الإصابة)) :(13/4) .
(4)
((المستدرك على الصحيحين)) : (4/57) . ((صحيح ابن حبان)) : ((الإحسان)) : (7/631 ح 6060)، كتاب الطب. وأخرجه ابن منده في ((المعرفة)) :(2/332/1)، كما ذكره عنه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) :(1/292) . الحديث أورده الحاكم بأكثر من طريق وبألفاظ مختلفة ذكر بعد واحدة منها قوله: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين) . وصححه ابن حبان كما تقدم. وصححه الألباني كما في ((السلسلة الصحيحة)) : (1/292-293) .
قال الخطابي:1 الرقى المنهي عنه ما كان منها بغير لسان العرب فلا يدخله ما لا يدري ما هو، ولعله قد يدخله سحر أو كفر.2 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم رقى الحمى ومن الأوجاع كلها: بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من كل عرق نعار3 ومن شر حر النار "4.
قوله نعار، يقال: نعر العرق إذا علا وارتفع
(1) هو: حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب من ولد زيد بن الخطاب، إمام، كنيته: أبو سليمان، مما ألفه كتاب ((العزلة)) ، وكتاب ((الغنية عن الكلام وأهله)) ، وكتاب ((شرح الأسماء الحسنى)) ، ولد سنة 319 هـ، وتوفي سنة 388 هـ. انظر ترجمته في:((سير أعلام النبلاء)) : (17/23-28)، ((وفيات الأعيان)) :(2/214 -216)، ((تذكرة الحفاظ)) :(3/1018-1020) .
(2)
الرقى إذا كانت بالقرآن أو بالأذكار والأدعيه المباحة فإنها جائزة لكل الأمراض، وخصها بعضهم بما إذا كان المرض عينا أو حمة للخبر في ذلك، وزاد بعضهم: لدغة العقرب للخبر في ذلك. وقد جاءت الأدلة التي تعمم الرقى لجميع الأمراض كما ترى في هذا الباب كقول ابن عباس: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم رقى الحمى ومن الأوجاع كلها: بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار)) . انظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية)) : (1/336)، و ((تيسير العزيز الحميد)) :(ص 165-166)، و ((فتح المجيد)) :(ص 134-135) .
(3)
في ((ر)) : (نعاق) خلافا لبقية النسخ، وهو تصحيف ظاهر.
(4)
((سنن الترمذي)) : (4/405، ح 2075) ، كتاب الطب، باب (26) . ((سنن ابن ماجه ((:(2/1165، ح 3526) ، كتاب الطب، باب ما يعوذ به من الحمى. ((مستدرك الحاكم)) :(4/414)، كتاب الرقى والتمائم. الحديث قال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعف في الحديث. وقال الألباني في ((مشكاة المصابيح)) (1/490، ح 1554) : وسنده ضعيف لما ذكره الترمذي.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم " أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا "12.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: " بسم الله تربة أرضنا وبريقة بعضنا تشفي سقيمنا بإذن ربنا "3 رواه البخاري4.
قال النووي: يعني الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ثم وضعها على التراب فعلق بها شيء منه، ثم مسح به الموضع العليل أو الجرح5.
(1) أبو داود: الطب (3883)، وابن ماجه: الطب (3530) ، وأحمد (1/381) .
(2)
[66 ح]((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/131، ح 56755) ، كتاب المرضى، باب دعاء العائد للمريض. ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(14/431-432، ح 48/2191) ، كتاب السلام، باب استحباب رقية المريض. الحديث مروي عن عائشة رضي الله عنها. انظر بقية التخريج في الملحق.
(3)
البخاري: الطب (5745)، ومسلم: السلام (2194)، وأبو داود: الطب (3895)، وابن ماجه: الطب (3521) ، وأحمد (6/93) .
(4)
((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/206، ح 5745) ، كتاب الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم. وكذا في ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(14/434، ح 2194) ، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة. ((سنن ابن ماجه)) :(2/1163، ح 3521) ، كتاب الطب، باب ما عوذ به النبي صلى الله عليه وسلم.
(5)
انظر: ((شرح النووي على صحيح مسلم)) : (14/433) ، وكان الأولى تأخير قول النووي -هذا- إلى ما بعد رو، الآية مسلم، لأنه شرح له.
عن رويفع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا رويفع، لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته..................
وفي رواية لمسلم: " إذا اشتكى إنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا ووضع شيئًا من سبباته بالأرض ثم رفعها وقال: بسم الله..... إلى آخره "12.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن "34.
5 {عن رويفع} بن ثابت67 مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم {قال8 رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا رويفع لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته
_________
(1)
مسلم: السلام (2194) .
(2)
((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (14/434، ح 2194) ، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة.
(3)
البخاري: الطب (5735)، ومسلم: السلام (2192)، وأبو داود: الطب (3902)، وابن ماجه: الطب (3529) ، وأحمد (6/104 ،6/114 ،6/124)، ومالك: الجامع (1755) .
(4)
((صحيح البخاري مع الفتح)) : (10/210، ح 5751) ، كتاب الطب، باب المرأة ترقي الرجل. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) :(14/432-433، ح 50) ، كتاب السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث. ((سنن ابن ماجه ((:(2/166، ح 3529) ، كتاب الطب، باب النفث في الرقية.
(5)
هكذا في جميع النسخ بدأ بقوله: (عن رويفع)، وفي ((المؤلفات)) :(وروى أحمد عن رويفع) .
(6)
قوله: (ابن ثابت) في ((الأصل)) ، وسقط من بقية النسخ.
(7)
هو: رويفع بن ثابت بن سكن بن عدي بن حارثة من بني مالك صحابي جليل، ولاه معاوية طرابلس سنة 46 هـ، مات سنة 56 هـ، وقد ذكر في كتب التراجم رويفع آخر وذكر أنه مولى للنبي صلى الله عليه وسلم فليتأمل. انظر ترجمته في:((الإصابة)) : (3/289)، ((أسد الغابة)) :(2/87-88)، ((الطبقات)) لابن سعد:(4/354) .
(8)
في ((المؤلفات)) : (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أو تقلد وترًا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدًا بريء منه 1.
أو تقلد وترًا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدًا بريء منه 23.
قال في "معالم السنن": كان أهل الجاهلية يعقدون4 اللحية في الحروب لينصروا ويعصموا من القتل،5 وقال -أيضًا- وهو معالجة اللحية للتجعيد6 ومن الأفعال المذمومة حلقها وهو من المنكرات، ولا يفعله إلا من لا مروة له، وهو من فعل المجوس7 وتقلد [الوتر]،8 قيل: إنهم كانوا يعلقون التمائم على الأوتار ليعصم9 من الآفات، وقيل: كانوا يعلقون فيها الأجراس على الخيل فنهي عنها; لأنها تخنق الخيل من الوتر من شدة الجري،10 أو لئلا يسمع العدو حركة الجرس فيكون ذلك تحذيرًا لهم.
_________
(1)
النسائي: الزينة (5067)، وأبو داود: الطهارة (36) ، وأحمد (4/109) .
(2)
[67 ح]((سنن أبي داود)) : (1/34-35، ح 36) ، كتاب الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به. و ((سنن النسائي)) :(8/135، ح 5067) ، كتاب الزينة، عقد اللحية. الحديث صححه الألباني. انظر:((صحيح سنن أبي داود)) : (1/10، ح 27) . و ((صحيح سنن النسائي)) : (3/1042، ح 4692) . انظر بقية تخريج الحديث في الملحق.
(3)
النسائي: الزينة (5067)، وأبو داود: الطهارة (36) ، وأحمد (4/109) .
(4)
هكذا في ((الأصل)) ، وفي بقية النسخ:(كانت الجاهلية تعقد اللحية) .
(5)
قوله: (لينصروا ويعصموا من القتل) في ((الأصل)) ، وقد سقط من بقية النسخ.
(6)
((معالم السنن)) للخطابي، ضمن ((سنن أبي داود)) :(1/35) .
(7)
كما يدل عليه الحديث من ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (3/152، ح 55) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس.
(8)
ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) ، وأضفته من بقية النسخ.
(9)
هكذا في جميع النسخ بالإفراد، والأولى:(ليعصموا) بالجمع.
(10)
انظر: ((معالم السنن)) : (1/35) .
وعن سعيد بن جبير قال: " من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة "
رواه وكيع، وله عن إبراهيم قال:" كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن ".
قوله: "أو استنجى برجيع دابة"، أي: روثها; لأنه نجس، أو عظم ولو طاهرا.
وفي مسلم: "فإنه طعام إخوانكم"1 يعني: الجن.
{وعن سعيد بن جبير قال: من قطع تميمة من إنسان} معلقة عليه {كان كعدل رقبة2} يعني: قطعها يعدل عتق رقبة {رواه وكيع،3 وله عن إبراهيم} بن يزيد النخعي4 {قال: كانوا} أي: السلف الصالح منهم
_________
(1)
((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (4/412-413، ح 150/450) ، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن. ((سنن الترمذي)) :(1/29، ح 18) ، أبواب الطهارة، باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به لكنه بلفظ:((فإنه زاد إخوانكم)) . والحديث روي عن عبد الله بن مسعود.
(2)
((مصنف ابن أبي شيبة)) : (7/375) .
(3)
هو: وكيع بن الجراح بن مليح الرواسي -أبو سفيان- حافظ محدث، من كتبه ((الزهد)) ، وصفه الإمام أحمد بأنه إمام المسلمين، وقد امتنع من تولي القضاء بالكوفة، روي عنه قوله:(من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر) ، ولد سنة 129 هـ، وتوفي سنة 197 هـ. انظر ترجمته في:((الأعلام)) : (8/117)، ((تذكرة الحفاظ)) :(1/306-309)، ((تهذيب التهذيب)) :(11/123-131) .
(4)
هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو النخعي، ويكنى: أبا عمران، من مذحج، وكان فقيها ثقة، وهو أحد الأئمة المشاهير، قال عن المرجئة: إياكم وأهل هذا الرأي المحدث، وقال مرة: الإرجاء بدعة، ولما بلغه عن رجل يجالسه أنه يتكلم في الإرجاء قال له: لا تجالسنا، كان ينكر على من يطلب منه أن يدعو له ويقول: جاء رجل إلى حذيفة فقال: ادع الله أن يغفر لي، قال: لا غفر الله لك، توفي سنة 96 هـ. انظر ترجمته في:((الطبقات)) لابن سعد: (6/270)، ((وفيات الأعيان)) :(1/25- 26)، ((حلية الأولياء)) :(6/270) .