الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جيء به عقب الحكاية وان واسمها ومن الناس صفة لكثيرا وعن آياتنا متعلقان بغافلون واللام المزحلقة وغافلون خبر إن.
البلاغة:
في الآية تورية إذا فسر البدن بالدرع أما إذا فسر بالجسم فيكون المعنى ننجيك في الحال التي لا روح فيك وانما أنت بدن أو ببدنك كاملا سويا لم ينقص منه شيء أما تفسير البدن بالدرع فيدل عليه قول عمرو بن معدي كرب:
أعاذل شكتي بدني وسيفي
…
وكل مقلّص سلس القياد
وكانت لفرعون درع من ذهب يعرف بها، وعندئذ صح في البدن التورية وهي ان البدن في القريب الظاهر بمعنى الجسم وفي البعيد الخفي بمعنى الدرع ومراده البعيد الخفي فان نجاة فرعون أي خروجه من البحر بعد الغرق بدرعه أعجب آية من خروجه مجردا والتورية في القرآن قليلة وسترد مواضعها في حينها ونتحدث عنها هنا باختصار فنقول:
تعريف التورية: التورية هي أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان: قريب ظاهر غير مراد وبعيد خفي هو المراد. وتنقسم الى أربعة أقسام:
1-
التورية المجردة وسميت بذلك لتحردها من اللوازم وهي قسمان أيضا:
آ- المجردة التي ذكر معها لازم المورّى به وهو المعنى القريب ولازم المورّى عنه وهو المعنى البعيد كقول مجير الدين بن تميم:
وليلة بتّ أسقى في غياهبها
…
راحا تسلّ شبابي من يد الهرم
ما زلت أشربها حتى نظرت الى
…
غزالة الصبح ترعى رجس الظلم
فالصبح من لوازم الغزالة الشمسية والرعي من لوازم الغزالة الوحشية.
ب- المجردة التي لم يذكر معها لازم من لوازم المورّى به ولا لازم من لوازم المورّى عنه كقول بعضهم في سنة كان فيها شهر كانون معتدلا فأزهرت الأرض:
كأن نيسان أهدى من ملابسه
…
لشهر كانون أنواعا من الحلل
أو الغزالة من طول المدى خرفت
…
فما تفرق بين الجدي والحمل
فالتورية هنا مجردة إذ لم يذكر الشاعر شيئا من لوازم المورى به أو لوازم المورى عنه.
2-
التورية المرشحة: وهي التي ذكر فيها لازم من لوازم المورى به كقول القائل:
يا سيدا حاز لطفا
…
له البرايا عبيد
أنت الحسين ولكن
…
جفاك فينا يزيد
فإن ذكر الحسين لازم لكون يزيد اسما علما بعد احتماله للفعل المضارع الذي هو معناه المقصود المورّى عنه ولابن خطيب داريا في حمص:
مدينة حمص كعبة الحسن أصبحت
…
يطوف بها دان ويسعى بها قاصي
له حلة من نبتها سندسية
…
تعلق في أذيال أستارها العاصي
فإن ذكر التعلق بأذيال الكعبة هنا على سبيل الاستعارة ترشيح للعاصي من العصيان كما سبق، وقد رد بعضهم على ابن خطيب داريا فقال:
مدينة حمص لم تكن قط كعبة
…
يطوف بها دان ويسعى بها قاصي
ولكنها للهو والقصف حانة
…
ألم تنظروها كيف جاورها العاصي
3-
التورية المبينة: هي التي ذكر فيها لازم من لوازم المورى عنه ومن أمثلتها ما يحكى أن نقيب الأشراف ببغداد كان يهوى غلاما اسمه صدقة أخذه ابن المنير الطرابلسي يوما وأضافه وجلسوا في طبقة وإذا بالشريف أتى إليهم مستخفيا وقال لهم:
يا من هم في الطبقة
…
هل عندكم من شفقة؟
قد جاءكم متيّم
…
يطلب منكم «صدقه»
فأجابه ابن المنير في الحال:
يا من أتانا سرقه
…
بمهجة محترقة
جدّك يا ذا لم يجز
…
أخذك منا «صدقه»