الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أسماء مكة
لها أسماء كثيرة، وحكمة ذلك أن كثرة الأسماء تدل على عظم المسمى، الأول مكة: مأخوذ من تمككت العظم أي اجتذبت ما فيه من المخ، وتمكك الفصيل ما في ضرع الناقة، فكأنها تجتذب إلى نفسها ما في البلاد والأقوات التي تأتيها في الموسم، وقيل: لأنها تمك الذنوب، أي تذهبها. وقبل: لقلة مائها. وقيل: لما كانت في بطن واد فهي تمكك الماء من جبالها عند نزول المطر، وتنحدر إليها السيول.
الثاني: بكة بالباء، لأنها تبك أعناق الجبابرة، أي تكسرهم فيذلون بها ويخضعون. والبكّ الدق، وقيل: من التباكّ وهو الازدحام في الطواف، وقيل: مكة وبكة بمعنى، ورجحه ابن قتيبة وغيره لأن الباء تبدل من الميم، وقيل: بل مختلفان، فمكة بالميم الحرم كله، وبالباء المسجد خاصة وقيل، بالميم، اسم البلد، وبالباء البيت وموضع الطواف، وقيل: البيت خاصة، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس: مكة من الفج إلى التنعيم، وبكة من البيت إلى بَطحا.
الثالث: البلد الأمين، لتحريم القتال فيها. قال تعالى:"وهذا البلد الأمين".
الرابع: البيت العتيق لأنه قديم البناء إذ كانت الملائكة تطوف به قبل خلق آدم. وقيل لأنه أعتِق يوم الغرق، وقيل لأنه لم يظهر عليه جبار قط. قال مجاهد: عتق من الجبابرة أن يسلطوا عليه، وروى الترمذي من حديث الزهري عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن الزبير مرفوعا إنما سمي البيت العتيق، لأنه لم يظهر عليه جبار، وقال: حسن غريب، ثم رواه من وجه آخر عن الزهري مرسلا.
الخامس: البيت الحرام، لتحريم القتال فيه.
السادس: المأمون كذلك.
السابع: أم القرى، لأن الأرض كلها دحيت من تحتها، وقيل: لأن أهل القرى يرجعون إليها في الدين والدنيا حجا واعتمارا وجوارا. وقيل لأنه لا يصح نسك أهل بلد إلا بقصدها، ومنه قوله تعالى:"جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس" أي قواما لدينهم وصلاحا لدنياهم وفي ذلك عمارة بلادهما، وحكى الرشاطي في الأنساب عن بعضهم في نسبته صلى الله عليه وسلم الأمي، أنه منسوب إلى أم القرى مكة، والمشهور انه نسبة إلى أمة العرب الذين لا يكتبون.
الثامن: الناسّة بالنون في أوله والسين المهملة في آخره المشددة، من نس الشيء إذا يبس من العطش قال في الصحاح: ويقال لمكة: الناسة لقلة مائها من النس وهو اليبس.
التاسع: الباسة بالباء الموحدة، حكاه الخطابي في غريبه عن مجاهد لأنها تبس من ألحد فيها، أي تحطمه وتهلكه، والبس: الحطم قال تعالى: "وبست الجبال بسا".
العاشر: الناسة بنون ثم سين مشددة ذكره ابن هشام لأنها تنس الملحد فيها، أي تطرده، وقيل: لقلة مائها من النس وهو اليبس، حكاه الجوهري عن الأصمعي.
الحادي عشر: صلاح بفتح الصاد وكسر الحاء على وزن قطام معدولة عن صالحة لا ينصرف، لأن فيها صلاح الخلق، أو لأنها تعمل فيها الأعمال الصالحة. ذكره المبرد.
الثاني عشر: أم رحم، بضم الراء لأن الناس يتراحمون ويتواصلون فيها. قال ابن السيد في المثلث: والرحم بضم الراء وتسكين الحاء، الرحمة، ومكة أم رحم، وذكرها ابن عديس في السين من المثلث أم الرحم بالتعريف.
الثالث عشر: أم زحم بالزاي من ازدحام الناس فيها. ذكره الرشاطي في الأنساب.
الرابع عشر: كوثى، بضم الكاف وفتح الثاء المثلثة باسم موضع منها. يقال له: محلة بني عبد الدار. قاله الخطيب في تاريخه. وقال المبرد في قول علي بن أبي طالب: إن تسألوا عنا فإنا قوم من أهل كوثى: إنما يعني مكة. وكانت تسمى: كوثى.
الخامس عشر: الحاطمة بالحاء المهملة لحطمها الملحد.
السادس عشر: العرش بفتح العين المهملة وإسكان الراء على وزن بدر، كذا ضبطه كراع في المنخل والعرش بضم العين والراء كما ضبطه البكرى في معجمه والعريش كما ذكره ابن سيده. وممن ذكر هذا الاسم صاعد في كتاب الفصوص عن ثعلب عن ابن الأعرابي ووقع في حديث المتعة إطلاق العرش على بيوت مكة. قال النووي: هو بضم العين والراء. قال أبو عبيد: سميت بيوتها بذلك، لأنها عيدان تنصب وتظلل. قالوا:
ويقال لها أيضا: عروش بالواو واحده عرش كفلس وفلوس ومن قال: عرش فواحدها عريش كقليب وقلب.
السابع عشر: القادس من التقديس وهو التطهير، لأنها تطهر الذنوب.
الثامن عشر: المقدسة والقادسة.
التاسع عشر: البلد. قال تعالى: "وهذا البلد الأمين".
العشرين: البلدة. قال تعالى:"إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها"(الآية مكتوبة خطأ في الكتاب)
الحادي والعشرون: القرية قال تعالى: "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة" يريد بذلك مكة.
الثاني والعشرون: البنية.
الثالث والعشرون: طيبة: ذكره الوزير في أدب الخواص.
الرابع والعشرون: الحرم.
الخامس والعشرون: المسجد الحرام.
السادس والعشرون: المعطشة.
السابع والعشرون: برة. ذكره ابن خليل.
الثامن والعشرون: الرتاج ذكره الطبري في شرح التنبيه والمعروف أن الرتاج أم الباب. قال الخليل: وربما أريد به الكعبة وفي الحديث من جعل ماله في رتاج الكعبة، فإن المراد به أن يجعل ماله هدايا للكعبة، وأطلق عليها لأنها يغلق بابها.
التاسع والعشرون: الكعبة.
الثلاثون: الرأس لأنها أشرف الأرض كرأس الإنسان. قال أبو السعادات الجزري: وتهامة اسم لمكة وما حولها من الأغوار من قولهم: تهم الحر إذا اشتد مع ركود الريح. وقال الحافظ صدر الدين أبو على الحسن ابن محمد البكري في الأربعين البلدانية: ويقال له: قبلة أهل الإسلام والبيت العتيق ومعاد وصاحب المشاعر العظام، وزمزم والمقام، والمسجد الحرام، وهي مهبط الوحي، وملاذ الرسل، ومعاذ الصالحين من سائر الأمم.