الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ما جاء في عالم المدينة
روى النسائي من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج (عن أبي الزناد) عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يضربون أكباد الإبل ويطلبون العلم. فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة. قال النسائي: قوله: أبو الزناد خطأ: إنما هو الزبير. قلت: وهكذا أخرجه البزار في مسنده على الصواب من جهة سفيان أيضا عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح به. وقال البزار: لم يَروِ ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح غير هذا الحديث، وكذلك أخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب العلم عن سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة. وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. وقد كان ابن عيينة ربما عقله رواية، ثم ساقه من هذه الطريق أيضا. وقال: عن أبي هريرة رواية يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل. الحديث. قال: وليس هذا مما يوهن الحديث، فإن الحميدي هو الحكم في حديثه لمعرفته. ثم ذكر ملازمته له وقد كان ابن عيينة يقول: نرى هذا العالم مالك بن أنس
انتهى. وفيما حكاه عن سفيان نظرٌ فإن ابن حبان في صحيحه أخرجه من جهة إسحق بن موسى الأنصاري قال: سأَلت سفيان بن عيينة وهو جالس مستقبل الحجر الأسود. فأخبرني عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة، فذكر الحديث. قال ابن موسى بلغني عن ابن جريج أنه كان يقول: نرى أنه مالك بن أَنس فذكرت ذلك لسفيان بن عيينة. فقال: إنما العالم من يخشى الله. ولا يعلم أَحدا كان أخشى لله من العمري يريد به عبدالله بن عبد العزيز انتهى. وأخرجه الترمذي في جامعه أيضا. وقال حسن، ووهم عبد الحق في أحكامه فنقل عن الترمذي: أنه صححه أيضا. وتكلم ابن حزم في هذا الحديث. وقال أبو الزبير مدلس ولم يصرح بالتحديث. ومع ذلك فإنه لم يتعين هذا في مالك لأنه كان في عصره ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وسفيان الثوري، والليث، والأوزاعي، وهؤلاء لا يفضل مالك على واحد منهم. وقد كان بالمدينة من هو أجل من مالك مثل سعيد بن المسيب، فهذا الحديث أَولى به. وقد قال سفيان بن عيينة: لو سئل أَي الناس أَعلم؟ لقالوا: سفيان، يعني الثوري. وقد ضربت آباط الإبل أيام عمر في طلب العلم حقا الذي هو العلم بالحقيقة وهو القرآن والسنن، ولم يكن على وجه الأَرض أَحد أَعلم من عمر. قال
ابن حزم: وإن صح هذا الحديث بهذه الصفة إنما يكون إذا قرب قيام الساعة، وأرَز الإيمان إلى المدينة وغلب الدجال على الأرض حاشا مكة والمدينة. فحينئذ يكون ذلك، وأما نحن الآن فلم تات صفة ذلك الحديث، لأن الفقه انقطع من المدينة جملة واستقر في الآفاق قال: وهذا ظاهر انتهى. وهذا الكلام لا يخلو عن نزاع.