الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ما جاء في خراب المدينة
روى البخاري ومسلم من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافى. يريد عوافى السباع والطير، ثم يخرج راعيان من مُزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرَّا على وجوههما. هذا لفظ مسلم. وقال البخاري فيه: وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة. ح، وفي لفظ مسلم ليتركنَّها أهلها على خير ما كانت مذلَّلة للعوافى. ينعقان بكسر العين أي يصيحان ويجدانها وحشا أي ذات وحوش كما في رواية البخاري. وقيل خالية ليس بها أحد. وقيل: إن غنمهما تصير وحشا إما بقلب ذاتها أو تتوحش فينفر من أصواتها وأنكره القاضي والنووي. وقالا: إن الضمير في يجدانها عائد إلى المدينة لا إلى الغنم. وقد اختلف الناس متى يكون ذلك فقال القاضي عياض: إن هذا جرى في العصر الأول وإنه من المعجزات، فقد تركت المدينة على أحسن ما كانت في الدين والدنيا أما الدين فلكثرة العلماء بها. وأما الدنيا فلعمارتها. واتساع حال أهلها. قال: وذكر
الأخباريون في بعض الفتن التي جرت بالمدينة، وخاف أهلها: أنه رحل عنها أكثر الناس وبقيت ثمارها للعوافى. وخلت مدة، ثم تراجع الناس إليها. قال وحالها اليوم قريب من هذا. وقد خربت أطرافها. وقال النووي: الظاهر المختار أن هذا الترك للمدينة يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ويوضحه قصة الراعيين من مزينة فإنهما يخران على وجوههما حين تدركهما الساعة. وهما آخر من يحشر كما ثبت في صحيح البخاري قلت: روى الترمذي من حديث جناده بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة. وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جُناده عن هشام، قال: وتعجب محمد بن إسماعيل البخاري من هذا الحديث وأخرجه البزار في مسنده. وقال: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. ولا نعلم حدث به عن هشام إلا جُناده ولم نسمعه. إلا من سلمة بن جُناده عن أبيه.