المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل [في زيادة الهاء] - إيجاز التعريف في علم التصريف

[ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول: الدراسة

- ‌الفصل الأول: دراسة المؤلف

- ‌المبحث الأول: التعريف بالمؤلف

- ‌المبحث الثاني: صفاته ومكانته العلمية

- ‌المبحث الثالث: شيوخه وتلاميذه

- ‌المبحث الرابع: آثاره العلمية

- ‌الفصل الثاني: دراسة الكتاب

- ‌المبحث الأول: تحقيق اسمه وتوثيق نسبته وسبب تصنيفه وزمن تأليفه

- ‌المبحث الثاني: موضوع الكتاب ومنهجه

- ‌المبحث الثالث: السمات البارزة في الكتاب

- ‌المبحث الرابع: مصادر الكتاب وشواهده وأثره في الخالفين

- ‌القسم الثاني: النص المحقق

- ‌فصل: مقدمة الكتاب

- ‌فصل: [أوزان الثلاثي المجرَّد من الأفعال]

- ‌فصل: [في حركة حرف المضارعة]

- ‌فصل [صوغ الفعل للمفعول]

- ‌فصل: [علامات أصالة الحرف]

- ‌فصل[الميزان الصرفي]

- ‌فصل [حروف الزيادة]

- ‌فصل [فيما تعرف به زيادة الهمزة والميم]

- ‌فصل [أماكن زيادة النون]

- ‌فصل [في مواضع زيادة التاء والسين]

- ‌فصل [في زيادة الهاء]

- ‌فصل [من مواضع إبدال الهمزة من الياء والواو]

- ‌فصل[قلب الألف واواً أو ياء]

- ‌فصل [بناء فعل التعجب على فَعُل]

- ‌فصل [من مواضع إبدال الضمة كسرة]

- ‌فصل: [من مواضع قلب الياء واواً]

- ‌فصل: [من مواضع قلب الواواً ياء]

- ‌فصل [من مواضع وجوب إبدال الضمة كسرة]

- ‌فصل [من مواضع إبدال الضمة كسرة والواو ياء]

- ‌فصل [من أحكام الياءات إذا اجتمعت]

- ‌فصل [في إبدال الواو من الياء]

- ‌فصل [من مواضع حذف الياء]

- ‌فصل [من مواضع إبدال الواو ياء]

- ‌فصل [إبدال الواو ياء في الجمع على فُعُول]

- ‌فصل: [من مواضع إبدال الواو ياء]

- ‌فصل [من شواذ الإعلال]

- ‌فصل [إبدال الياء والواو ألفاً]

- ‌فصل [في إبدال التاء من فاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء الثاء مع تاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء الذال مع تاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء الزاي مع تاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء الجيم مع تاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء السين مع تاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء الطاء مع تاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء الظاء مع تاء الافتعال]

- ‌فصل [حكم الفاء الضاد مع تاء الافتعال]

- ‌فصلمن الإعلال الواجب

- ‌فصل: [الإعلال السابق مستحق لكل فعل ما عدا فعلي التعجب]

- ‌فصل: [في وجوب إعلال مفعول معتل العين حملاً على فعله]

- ‌فصل: [في وجوب إعلال المصدر الذي على إفعال أو استفعال حملاً على فعله]

- ‌فصل: [في ترك الإعلال فيما يستحقة طلباً للتخفيف]

- ‌فصل [الإعلال بالحذف]

- ‌فصل: [في حمل ذي الهمزة وذي النون وذي التاء على المضارع ذي الياء]

- ‌فصل [من مواضع حذف الهمزة]

- ‌فصل [من الحذف اللازم غير المقيس عليه]

- ‌فصل: [من الحذف الذي لايطرد]

- ‌فصل في الإدغام

- ‌فصل: [إذا تحرك المثلان في كلمة وجب تسكين أولهما وإدغامه]

- ‌فصل: [في حكم المثلين المتحركين إن وليتهما هاء التأنيث، أو ألفه الممدود أو المقصورة، أو الألف والنون الزائدتان]

- ‌فصل: [في حكم بناء مثال سبعان مما عينه واو ولامه واو]

- ‌فصل: [في وجوب الفك إذا سكن ثاني المثلين لاتصاله بضمير مرفوع]

- ‌فصل: [في جواز الفك والإدغام في اليائين إذا كانتا في كلمة يلزم تحريك ثانيتهما]

الفصل: ‌فصل [في زيادة الهاء]

ولم تزد السين وحدها إلأ في "اسطاع ويسطيع"(1)، ولمدع أن يدعي زيادتها في "ضغبوس "- وهو الصغير من القثاء - ويستدل بقول العرب:"ضغبت المرأة "إذا اشتهت الضغابيس (2) . فأسقطوا السين في الاشتقاق.

و"أظهر " من ذلك زيادتها في"قدموس"- بمعنى قديم - (4)

(1) القول بزيادة السين في (اسطاع) ،وان أصله أطاع يطيع، زيدت فيه السين عوضاً عن ذهاب حركة العين من أفعل، هو رأي سيبويه ومن وافقه. ورد المبرد هذا الرأي بأنه يؤدي إلى جميع بين العوض والمعوض منه، وذلك أن الفتحة التي يرى سيبويه أن السين عوض منها مازالت موجودة، وإنما نقلت من العين والفاء. تنظر هذه المسألة في الكتاب 1/25 وما بعدها، والنكت في تفسير كتاب سيبوية 1/132، وسر صناعة الإعراب 1/211-213

(2)

ينظر: الصحاح واللسان (ضغب)، والمنتخب لكراع النمل ص 176 وفيه:"والضغبوس الضعيف، والجميع الضغابيس "، وقال في ص300 وهو يتحدث عن الأصوات:" ويقال: ضغبت الأرنب ضغيباً وضغاباً "

(3)

في ب:"وأظهروا"

(4)

ينظر: المنتخب لكراع النمل 1/372، والصحاح (قومس) ، وسفر السعادة 1/423.

ص: 98

‌فصل [في زيادة الهاء]

زيدت الهاء1 وقفا " في "2 نحو: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} 3

1- تنظر مواضع زيادتها في: الكتاب 4/236، والمقتضب 1/60،والتكملة ص 560، وسر الصناعة 1/563، والوجيز ص 35، والمفتاح في الصرف ص 89، وشرح الملوكي ص 198، والممتع ص 217، ونزهة الطرف ص 221، وشرح المفصل 1/2، وأوضح المسالك 4/336.

2-

كلمة " في " ساقطة من ب.

3 -

الآية 10 من سورة القارعة.

ص: 98

{اقْرَأوا كِتَابِيَهْ} 1 ويختار ذلك في الوقف على " ما " الاستفهامية المجرورة بحرف نحو: " لِمَهْ "؟ 2.

وعلى الفعل المعتل الآخر مجزوماً 3 نحو: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} 4. أو موقوفاً نحو: {اقْتَدِهْ} 5. ويتعين ذلك إن كانت " ما " الاستفهامية مضافاً إليها اسم نحو: " مجيءَ مَ جِئت "6. أو كان الفعل المذكور لم يبق في اللفظ من حروفه الأصلية إلَاّ واحد، كقولك في جزم " يقي " والأمر منه: لم يَقِهْ وقِهْ. " و "7 لا يجوز الوقف عليهما وعلى ما أشبههما بدون الهاء8.

وكذلك لا يجوز أن يقال في الوقف: " مَجِيء مْ " بل الواجب أن يقال: مجيء مَهْ.

1 -الآية 19 من سورة الحاقة.

2 -

تنظر المراجع السابقة في الحاشية ص 96.

3 -

المراجع السابقة في الحاشية ص 96.

4 -

الآية 259 من سورة البقرة.

5 -

من الآية 90 من سورة الأنعام. وتنظر المراجع في الحاشية (1) .

6 -

ينظر: شرح الكافية الشافية ص 1999، وارتشاف الضرب 2/820، والتسهيل ص 330، وشفاء العليل 3/1134

وفي هذه المسألة يقول المصنف في الكافية الشافية:

وما في الاستفهام إن جُرت حذف

ألفها وأولها الها إن تقف

ووصلها لم يلتزم إلَاّ إذا

يجر ما اسم " ك: غِذَامَ ذَا غِذَا

7 -

" الواو " ساقطة من أ.

8 -

تنظر: المراجع السابقة.

ص: 99

فصل

كون اللام في ذلك، " وتلك "1، وهنالك، وألا لك " زائدة واضح لسقوطها في " ذاك وتيك " وهناك وألاك2.

ومن ادَّعى زيادة الهمزة أو الميم أو النون أو التاء أو الهاء أو اللام مع خلوهن من القيود التي شرطت في زيادتهن فهو محجوج إلَاّ أن يسقط ما ادعى زيادته منهن في اشتقاق واضح، أو بتصريف، أو صيغة ترادف ما هو فيه، أو يلزم بتقدير أصالته وزن مهمل في الأصول.

فهمزتا "شَمْأَل3، واحْبَنْطَأَ" البطن -أي عظم-4 زائدتان؛/ (6-أ) لقولهم: شَمَلَت الريح تشمل شمولاً، وحَبِطَ بطنه حَبَطاً -أي انتفخ5.

وميما " دُلَامِص وزُرْقُم " زائدتان؛ لأنَّهما من الدلاصة - وهو البريق- ومن الزرقة6.

1- قوله: " وتلك " ساقط من أ.

2-

ينظر: الكتاب 4/237، والمقتضب 1/60، وسر الصناعة 1/321، ونزهة الطرف ص 221، وشرح الملوكي ص 209، والوجيز ص 36 والممتع ص 222.

3-

الشمأل: ريح الشمال. وينظر: الكتاب 4/248، والمنصف 3/24، وسر الصناعة 1/108، والممتع 1/227.

4-

قال ابن السكيت في إصلاح المنطق ص 69: " والحبط مصدر حَبِطت الشاة تَحْبَط حَبَطاً وهو أن ينتفخ بطنها من أكل الذَرَق ". وينظر: الصحاح (حبط) ، والمنصف 3/11، وسر الصناعة 1/110

5-

في ب: " زائدان ".

6-

قال ابن جني في سر الصناعة 1/428: " وقد زيدت الميم حشواً في (دلامص) في قول الخليل، ووزنه فعامل؛ لأنَّه من الدلاص وهو البراق.. وأمَّا أبو عثمان فأجاز في دلامص أن يكون رباعياً قريباً من لفظ دلاص

الخ ". وينظر: الكتاب 4/273-274، والمنصف 1/151-152، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 86-94، والممتع 1/239.

ص: 100

ونونا " رَعْشَن "1، و (سُحَفْنِية "2 زائدتان؛ لأنَّهما من الرعش والسَّحْف - وهو الخلق 3، والسُّحَفْنِية المحلوق4 الرأس -.

وهاء أمهات زائدة؛ لسقوطها في " أم "5 بَيَّنة الأمومة.

وهاء " سَلْهَب " زائدة لسقوطها في " سَلِب "- (وكلاهما) 6 بمعنى طويل -7.

1- في سر الصناعة 2/445: " وزيدت النون.. ورابعة في رعشن وضيفن في غير قول أبي زيد ". والرعشن هو المرتعش، ويقال للجبان الذي يرتعش. ينظر: الكتاب 4/252، والمنصف 1/26، وشرح أمثلة سيبويه، لابن الدهان ص 91، والممتع 1/271.

2-

في ب: " شحقنية " وهو تحريف.

3-

في كتاب العين 3/146: " السحف كشط الشعر عن الجلد، وسحف رأسه وجلطه وسلته إذا حلقه ".

4-

في ب: " والسحفنية وهو المحلوق ". وفي النكت في تفسير كتاب سيبويه 2/1172: "والسُّحَفْنية المحلوق الرأس، سحف رأسه إذا حلقه". وينظر: الكتاب 4/293، واللسان (سحف) .

5-

هذا هو رأي الجمهور، وقال ابن السراج في الأصول 3/336: " وقد حكى الأخفش على جهة الشذوذ أنَّ من العرب مَنْ يقول: أُمَّهَه، فإن كان هذا صحيحاً فإنَّه جعلها فُعَّلَة، وألحقها بجُخْدَب

". وينظر سر الصناعة 2/563 وما بعدها، وشرح الملوكي ص 203، وشرح المفصل لابن يعيش 10/3، والممتع 1/217، والفصيح ص 282، وشرح تصريف بن مالك لابن إيَّاز ص 66.

6-

في ب: " وكليهما " وهو خطأ.

7-

في الصحاح (سلهب) : والسَّلهب من الخيل الفرس الطويل على وجه الأرض. وفيه: (سلب) والسَّلِب بكسر اللام الطويل. وينظر: الكتاب 4/288، والمنصف 3/4، وسر الصناعة 2/570، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 100، وشرح أمثلته للجواليقي ص 108 ويرى القاسم المؤدب الكوفي أنَّ جميع حروف سلهب أصلية، فقد قال في دقائق التصريف ص 373:" وتكوين الأسماء والأفعال على أربعة أحرف ليس فيها زائد، فالأسماء نحو: جعفر وقمطر.. ومثل جعفر سلهب ".

ص: 101

وتاء " سَنْبَتَةَ " زائدة لسقوطها في " سَنْبةٍ " - وكلاهما بمعنى المدَّة من الدَّهر -1.

ويمكن أن يقال: بل التاء أصل والنون زائدة؛ لقولهم: في المدة سبت2، ويُرجح هذا بكون " فَعْلَتَة " لا نظير له، و " فَنْعَلَة " معلومة النظير نحو: حَنْظَلَة، فنونها زائدة بقولهم: حَظِلَ البعير إذا مرض من أكل الحنظل3.

ويقال أيضاً: " سنبل الزرع سنبلةً بمعنى: أسبل إسبالاً، إذا أخرج سُنْبُلَة، فَسُنْبُلة: فُنْعُلَة أيضاً4.

ولاما " فَحْجَل، وهِدْمِل " زائدتان؛ لأنَّهما بمعنى " افحج " - أي متباعد الفخذين -5، وبمعنى " هِدْمٍ " - وهو الثوب الخلق6 -.

1- قال الجواليقي في شرح أمثلة سيبويه ص 107: " سَنْبَتَةٌ من الدهر فَعْلَتَةٌ ويقال: مرت عليه سنبتة وسبتة ".

2-

قال ابن السكيت في إصلاح المنطق ص 10: والسبت برهة من الدهر. وينظر في المسألة الكتاب: 4/272، والنكت في تفسير كتاب سيبويه ص 1158، وسر الصناعة ص 158-168-169، والممتع 1/276، وشرح الشافية للرضي 2/340، والمزهر 2/15، واللسان (سبت) 2/37

3-

ينظر اللسان (حظل) .

4-

قال في الممتع 1/171-172: " وأمَّا ما حكاه بعض اللغويين من قولهم: سنبل الزرع وأسبل ودنقع الرجل

فلا حجة في شيء من ذلك على إثبات فَنْعَل، بل تكون النون أصلية وهي على وزن (فَعْلَلَ) كدحرج، ويكون سنبل من أسبل كسبط من سِبَطْر ". وينظر بغية الآمال ص144.

5-

قال في سر الصناعة 1/323: " وقالوا للأفحج فحجل، فاللام في هذا زائدة لا محالة ". والأفحج: الذي في رجليه اعوجاج. وينظر الممتع 1/214

6-

قال كراع النمل في المنتخب ص 474: " والهِدْم والهِدْمِل الخَلَق ". وقال في ص 693 وهو يتحدث عن زيادة اللام: " وتزاد آخراً في

وثوب هِدْم وهِدْمِل خَلَق ".

ص: 102

ونون " نرجس"(1) ، وتاء "تنضب"(2) زائدتان، لأن تقدير أصالتهما يوجب أن يكون وزنهما: فعللا، وفعللاً، وهما وزنان مهملان، إذ قد تقدم أن الرباعي المجرد إذا كان مفتوح الأول لايأتي إلأ على مثال جعفر (3)

وكذلك نونا "كنهبل "(4) و "هندلع "(5) زائدتان، لأن تقدير أصالتهما يوجب أن يكون وزنهما فعلللا وفعلللاً، وهما وزنان مهملان، إذا قد تقدم (6) أن الخماسي المجرد إذا كان مفتوح الأول لا يأتي إلأ علىمثال سفرجل أو جحمرش.

" وإذا كان مضموم الأول لا يأتي إلا على مثال "(7) قذعمل، وهذان بخلاف ذلك. وأيضاً فإن الهنائي (8) حكى في الهندلع كسر الهاء (9) ، فلو

(1) النرجس نوع من الزهور، جزم الجواليقي في المعرب ص 331-332، وابن دريد في الجمهرة 1/89 أنه معرب، وانظر: سر الصناعة 1/168 والممتع 1/80،266

(2)

التنضيب: شجر له شوك. ينظر: الكتاب 3/613، وشرح أبنيته لابن الدهان ص 56، وكتاب النبات ص 34 وسر الصناعة ص 120، 158، وشرح الشافية للرضي 2/183.

(3)

انظر ص 59

(4)

الكنهبل شجر عظيم. ينظر الأصول 3/219 -240، والمنصف 3/20.

(5)

الهندلع:بقلة. ينظر الأصول 3/225، والخصائص 3/203. وابن السراج يجعلة مثالاً لبناء خامس للخماسي المجرد. ينظر: المساعد 4/57. وينظر: الممتع 1/71، والكزهر 2/34، والأشموني 4/ 249، وشرح الشافية للرضي 1/49

(6)

تنظر صفحة 26

(7)

مابين الاقواس " " ساقط من ب

(8)

هو: أبو الحسن علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل، كان إماماً في اللغة، وله عدة مؤلفات فيها، منها: المنجد، والمجهد، والمنضد والمجرد، والمنتخب، وغيرها. توفي سنة 310هـ. تنظر ترجمته في إنباه الرواة 2/241، والفهرست ص 130، ومعجم الأدباء 13/12

(9)

لم أعثر على هذه الكلمة في كتاب المنتخب، فلعلة ذكرها في كتاب آخر، وقد عزا له الأشموني القول بكسر هائها. ينظر الأشموني 4/249

ص: 103

كانت النون أصلاً لزم كون الخماسي على ستة أمثلة.

فكان يفوت بذلك تفضيل الرباعي عليه وهو مطلوب1.

فإنْ قيل: ما تجنبتموه من عدم النظير بتقدير أصالة نوني كنَهْبُلُ وهُنْدَلِع لازم بتقدير زيادتهما فلم أوثر الحكم بالزيادة على الحكم بالأصالة؟.

فالجواب أنَّ باب ذوات الزوائد أوسع مجالاً من باب ذوات التجريد فهو أحمل لنادر يستعمل.

وأيضاً فإنَّ كَنَهْبُلاً وإن لم يوجد في الرباعي المزيد فيه ما يوافقه في موازنة " فَنَعْلُل " فقد وُجد ما يوافقه في زنة مستندرة ك"خَنْضَرِف"- وهي العجوز التي خضرف جلدها - أي استرخى-2 و " شَفَنْتَرى " - اسم رجل - من اشفتر الشيء أي تفرَّق3.

وسُلْحُفَاء، وشَمَنْصِير - وهو مكان -4 فهذه على وزن:" فَنْعَلِل، وفَعَنْلَلَى، وفُعْلُلَاء، وفَعَنْلِيل " ولا نظير لواحد منهن، فَلِكَنَهْبُل وهُنْدَلِع فيهن أسوة.

1- تنظر رسالة السنباطي في الصرف ص 28

2-

قال كراع النمل: (الخنضرف: الكثيرة اللحم الكبيرة الثديين) . المنتخب 1/207، وينظر القاموس (خضرف) ، والممتع 1/146

3-

في اللسان (شفتر) والشفنتريُّ اسم ابن الأعرابي. وينظر: الممتع 1/155، والمزهر 2/33.

4-

قيل: إنَّه جبل من جبال هذيل معروف، وقيل إنَّه جبل بساية، وسايةوادٍ عظيم بها أكثر من سبعين عيناً. ينظر: اللسان (شمصر) .وينظر: الممتع 1/155، والمزهر 2/33 وفيه:"وقيل هو خماسي الأصول ".

ص: 104

فصل

يجب إبدال الهمزة من كل ياء أو واو تطرفت لفظاً أو تقديراً وقبلها ألف زائدة1.

فإبدالها من الياء ك " قَضَاء "؛ لأنَّه مصدر " قَضَيْت ".

وإبدالها من الواو / (6-ب) كـ "دُعَاء"؛ لأنَّه مصدر" دَعَوْت "2. فإنْ لم تكن الألف زائدة فلا إبدال نحو زاي، وواو، وكذلك لو لم يتطرف ما وليها من ياء أو واو ك " هداية، وشقاوة "، فإنَّهما موضوعان على التأنيث لا يفارقهما، كالعبادة والزهادة3، ولو وضعا على التذكير ثُمَّ عرض لهما التأنيث لاستصحب إعلال الياء والواو لتطرفهما تقديراً؛ إذ إلحاق التاء بهما عارض فلا اعتداد به كَسَقَّاءَة وعَدَّاءة في تأنيث سَقَّاء وعَدَّاء، والأصل: سَقَّايٌ

1- قال في الخلاصة:

....................................... فأبدل الهمزة من واوٍ ويا

آخراً أثر ألف زيد وفي......................................................

2-

ينظر: الكتاب 4/237، والمفتاح في الصرف ص 95، والوجيز في علم التصريف ص 45، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 73 وفيه اعترض ابن إيَّاز على قول ابن مالك:(تبدل الهمزة من كل واو أو ياء " وقال: إنَّ فيه إرسالاً؛ إذ الهمزة منقلبة عن ألف أبدلت عن إحداهما، فالألف أصل الهمزة الأقرب، وهما أصلاها الأبعد) . وقد تطرق ابن يعيش لهذه المسألة في شرح الملوكي ص 276.

3-

ينظر: شرح الكافية الشافية 4/2082، والمساعد 4/88-89، والتصريح 2/368، والأشموني 4/214.

ص: 105

وعَدَّاوٌ1؛ لأنَّهما من السقي والعَدوِ، وفي المثل " اسق رقاش فإنَّها سَقَّايَة "2 فصححوا الياء؛ لأنَّ المثل لا يغير، فأُمن سقوط التاء منه فأشبه ما وضع على التأنيث كهداية فجرى مجراه. ومنهم مَنْ يقول:" فإنها سقاءةٌ "، فيجرى الكلمة على ما كان لها قبل أن تقع مثلاً3.

وإنَّما اشْتُرِط كون الألف زائدة؛ لأنَّها إذا كانت زائدة نوى سقوطها وقدر اتصال الفتحة التي قبلها بالياء أو الواو؛ فتنقلب ألفاً كما هو لازم لكل ياء أو واو تحرَّكت وانفتح ما قبلها، ثُمَّ يلتقي في اللفظ ألفان إحداهما الزائدة والأخرى المنقلبة فتحرك الثانية منهما فتنقلب همزة4، كما انقلبت في بعض اللغات ألف " دابَّه "، " ونحوها حين حركت فقيل دَأبه 5 "6.

واشترط كون المبدل طرفا؛ لأنَّ الواقع في الطرف قد يتأثر بسبب لا يتأثر به لو كان حشواً وذلك لضعف الطرف وتعرضه لعوارض الوقف والوصل.

فإنْ لم تكن الألف زائدة لم يحسن أن ينوى سقوطها؛ لأنَّها بدل من

1- ينظر: المساعد 4/89، والأشوني 4/214

2-

ينظر: المثل ومضربه في المستقصى 1/170، والمرجعين السابقين في الصفحات نفسها.

3-

ينظر: شرح الألفية للمرادي 6/6، وشرح الأشموني 4/214

4-

ينظر: شرح الملوكي ص 277-278، والمساعد 4/88-89، والأشموني 4/214، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 75.

5-

ينظر: المنصف 1/281، وسر الصناعة ص 73، 728، والخصائص3/147، والممتع 1/320، وشرح الشافية للرضي 2/248، وشرح شواهدها ص 168

6-

ما بين الأقواس " " مكرر في أ.

ص: 106

أصل، وإذا لم ينو سقوطها انفصل سبب الإبدال لفظاً " ونية "1 وهو الفتح فوجب التصحيح، وأيضاً فلو استعمل الإبدال مع كون الألف مبدلة من أصل لتوالي إعلالان وذلك ممتنع في الغالب2.

فصل

وتبدل الهمزة أيضاً من عين اسم الفاعل الموازن فاعلاً إن اعْتَلَّت عين فعله نحو: بائع، وطائع. أصلهما: بَايِع، وطَاوِع، فتحرَّكت الياء والواو مع ضعفهما بمجاورة الطرف، وتقدم إعلالهما في الفعْل، وكان قبل كل واحدة " منهما "3 فتحة مفصولة بألف زائدة فنَوى سقوطها واتصال الفتحة فانقلبت ألفاً فالتقت ألفان في اللفظ فحركت الثانية وانقلبت همزة4.

وكان ذلك أولى من حذف إحدى الألفين؛ لأنَّ الحذف يوقع في الإلباس. وربما أوثر حذف إحدى الألفين نحو قولهم في شائك " شاكٍ "5.

فلو صحَّت العين في الفعل كَـ: " حَييَ، وقَوِيَ " صحت في اسم الفاعل كـ " حايٍ وقاوٍ "6.

1- ما بين الأقواس " " لا يوجد في ب.

2-

تنظر المراجع السابقة في الحاشية (1) .

3-

في أ: " منها ".

4-

ينظر: المنصف 1/280، والممتع 1/327، وشرح الملوكي ص 491، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 76، وشرح المفصل 10/77

5 -

ذكر ابن يعيش في شرح المفصل 10/77 ثلاثة أوجه في شاك، فانظره. وينظر: الممتع ص 32، 510، 616

6-

ينظر: اللسان والقاموس (حي، وقوى)، وينظر: الممتع ص 328، وشرح المفصل 10/77-78، وشرح الملوكي ص 491، وشرح الكافية الشافية 4/2083.

ص: 107

فصل

تبدل الهمزة أيضاً من أول واوين وقعتا أول كلمة وليست الثانية مَدَّة مزيدة أو مبدلة1. والمراد بالمدَّة كونها ساكنة بعد ضمة " كأُوَيْصِل " تصغير: واصل، أصله: وُوَيْصِل، الواو الأولى فاء الكلمة، والثانية بدل من ألف فاعل، فاستثقل تصدير واوين فأبدل من أولاهما همزة؛ لأنَّ الهمزة وإن لم تواخ الواو فهي / (7-أ) مواخية لاختها وهي الألف من حيث إنها من مخرجها2 ونائبة عنها في الزيادة أوَّلاً كما سبق ذكره3، وكانت الأولى أحق بالإبدال؛ لأنَّ الهمزة لا تغير إذا كانت أول بخلافها إذا كانت غيْر أول. فلو كانت الثانية مَدَّة زائدة أو مَدَّة مبدلة من أصل أو من زائد لم يجب إبدال الأولى همزة؛ لأنَّ الثانية عارضة لضم ما قبلها أو شبيهة بما هو كذلك، فالعارضة4 في بناء " فُعَيل " من " ويس " وفاعل وفَيْعَل من " وُعِد " لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعله، وذلك:" وُوَيس، ووُوعِد ".

فالثانية في: " وُويس " بدل من أصل، وفي:" ووعد " بدل من ألف فاعل أو ياء فيعل، فهي واو في اللفظ غير واو في التقدير، فلم يستثقل

1- أشار إلى هذا الإبدال في الكافية الشافية فقال:

وأول الواوين إن تقدما

يبدل همزاً حيث ثان سلما

من كونه في الأصل همزاً أو ألف

فَاعَلَ نحو: " وَوُرِيَ الذ كشف

2-

مخرج الهمزة من الحلق ومخرج الألف من الجوف فهما متقاربا المخرج.

3-

تنظر صفحة 59

4 -

في ب: " والعارضة ".

ص: 108

اجتماعهما1.

والشبيهة بالعارضة كثانية " فُوعل " من الوعد مبنياً لما لم يسم فاعله، فإنَّك تقول فيه أيضاً:" وُوعد " دون إبدال؛ لأنَّ الثانية وإن كانت واواً في الحالين لكنها أشبهت المنقلبة عن ألف فاعل بزيادتها وعروض مدها2، وكذلك لو كان مدها غير عارض مع زيادتها كبناء مثل " طُومَار "3 من الوعد، فإنَّك تقول فيه أيضاً:" وُوعَادٌ " دون إبدال؛ لأنَّ الواو الثانية وإن كان مدها غير متجدد لكنها على كُلّ حال مَدَّة زائدة، فلم تخل من الشبه بالمنقلبة عن ألف فاعل بخلاف ما لو كانت غير زائدة كالعين من " أولى " وأصلها4:" وولَى " على وزن " فُعْلَى " فأبدلت الواو الأولى همزة؛ لأنَّ الثانية غير عارضة ولا شبيهة بعارض5.

ومَنْ لغته إبدال الهمزة من الواو المضمومة ضمة لازمة فيقول في " وُدٍّ ": " أدٌ "6 قال أيضاً في " وُوعد " أُوعد7.

1- ينظر: المنصف 1/212، والممتع 1/332، 334، وابن يعيش 10/8. وينظر اللسان (ويس) ، وشرح الكافية الشافية 4/2088، والمساعد 4/90-91، واللسان (ويس) .

2-

تنظر المراجع السابقة.

3-

في القاموس (طمر) : الطومار الصحيفة.

4-

في ب: " أصلها " بدون واو قبلها.

5-

ينظر الخلاف بين البصريين والكوفيين في وزن (أول وأولى) في: البغداديات ص 87-89، والحلبيات ص 343، والمنصف 2/201، والممتع 1/332، وشرح الكافية الشافية 4/2208، والمساعد 4/91

6-

في اللسان (ود)، (وكان لقريش صنم يدعونه ودّاً. وفي ب: قال أيضاً في وعد أوعد، ومنهم من يهمز ويقول: أدٌّ) .

7-

في ب: قال أيضاً في وعد أوعد. وقال أبو علي في البغداديات ص 85: " الواوان إذا اجتمعا في أول كلمة فاجتماعهما على ضربين: أحدهما أن تكون الواو الثانية فيه مدة ولا تكون واواً في كل أحوال الكلمة كبنائك من (وعد) فعلاً على وزن (ضُورِب) نحو (ووعد) فإنَّك في قلب الأولى همزة بالخيار ". وينظر: الارتشاف 1/256، والمنصف 1/218-219

ص: 109

وكذلك ما أشبهه فيهمز؛ لأجل الضمة لا لأجل اجتماع الواوين، فإنَّ اجتماعهما عارض.

ومن قال في " وُدٍّ " أُدّ مبدل الهمزة " من "1 الواو للزوم ضمها فله أن يفعل ذلك بواو " تصاول "2 ونحوه؛ للزوم الضمة، والغؤور3 بذلك أحق؛ لأنَّ التصحيح فيه أشق، ولا يفعل ذلك بواو " تَعَوَّد " ونحوه؛ لتحصين التضعيف ولا بنحو {اشْتَروا الضَّلالة} 4، و {قُلِ الْعَفْوُ} 5 لعدم لزوم الضمة.

فصل

إذا وقعت ألف التكسير بين حرفي علة وجب إبدال الهمزة من ثانيهما إن اتَّصَل بالطرف نحو: " أوائل " جمع " أوَّل "، و" بَيَائن " جمع " بَين "، و " سَيَائِد " جمع " سَيّد "، و " صَوَائِد " جمع "صَائدة" من الأصيد6. فالأول مثال لذي واوين، والثاني مثال لذي ياءين، والثالث مثال لذي

1- كلمة " من " ساقطة من ب.

2-

في القاموس واللسان (صول) : تصاول الفارسان تصاولاً إذا كانا لا يفعل أحدهما شيئاً إلَاّ فعله الآخر. ولم أقف على همز واوه في المراجع التي بين يدي.

3-

في إصلاح المنطق ص 240: " غَارَت عَيْنُه تَغُورُ غُؤوراً، وقد غَارَ الماءُ يَغُوُر غَوْراً وغُؤُورا ". وينظر: الممتع 2/461، والارتشاف 1/126

4-

من الآية 16 من سورة البقرة، والآية 175 منها. وينظر: شرح الملوكي لابن يعيش ص 272.

5-

من الآية 219 من سورة البقرة.

6-

الأصيد هو الذي يرفع رأسه كبراً، ومنه قيل للملك أصيد. الصحاح (صيد) .

ص: 110

ياء بعدها واو، والرابع مثال لذي واو بعدها ياء1.

فإن كان2 ثاني حرفي العلة مُبْدلاً كالياء الثانية في " جَيَايَا، سلم" و " جيايا " جمع " جيء " مثال: " عَيَل " من جئت أصله: " جيائي "، ثُمَّ عُومِلَ معاملة " عَيَائِل "3، ثُمَّ معاملة خطايا فاستسهل أمر الياء في الحالة الثانية من " جيايا "؛ لأنَّها مفتوحة وبدل من همزة، " فكان "4 تصحيحها كتصحيح واو " بويع ".

ولم يُسْتسهل أمرها في الحالة الأولى؛ لأنَّها حينئذٍ مكسورة، وياء غير مبدلة من / (7-ب) شيء، فلو انفصل " ثانيهما "5 من الطرف دون اضطرار وجب التصحيح نحو:" عَوَاوِير " جمع " عُوَّار " - وهو الرمد، والخفاش، والجبان أيضاً -6.

فلو كان الانفصال للضرورة لم يمنع من الإبدال كما لو اضطرشاعر أن يقول في " أوائل " أوائيل، وكذلك لو اضطر إلى أن يقول في عَوَاوير عواور بغير فصل7، فلا سبيل إلى الإبدال؛ لأنَّ "

1- ينظر: المنصف 2/43، 46، والأصول 3/388، والممتع 1/337

2-

في ب: " فلو كان ".

3-

تنظر: الأصول 3/296-297، والبغداديات ص 87، والممتع 1/345، والقاموس (عيل) .

4-

كلمة " فكان " ساقطة من أ.

5-

قوله: " ثانيهما " ساقط من ب.

6-

في المنتخب لكراع النمل ص 191: " والعواوير الذين تكون حاجاتهم في أدبارهم، واحدهم عُوَّار ". وفي مختصر شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 125: " عواوير فَعَاعيل، صفة الضعفاء من الناس الخساس، الواحد عُوَّار، والعوار الرمص في العين ". وينظر: الممتع 1/339، والقاموس (عور) ، والمنصف 2/49

7-

ينظر: الأصول 3/388، وسر الصناعة 2/600، والمنصف 2/44، والممتع 1/339.

ص: 111