الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: [من مواضع قلب الياء واواً]
…
[مواضع قلب الياء واواً]
فلو انفصلت الياء أقرت الضمة التي قبلها وقلبت الياء واوً، كـ"مؤسر" اسم فاعل من "أيسر" إذا استغنى (1)، و" عوطط "بمعنى " عيط " - وهي النوق التي لم تحمل - يقال: عاطت الناقة تعيط إذا ضربها الفحل ولم تحمل. والعوطط أيضاً مصدر عاطت الناقة (2) .
وأنما لم تقر الضمة قبل الياء المتصلة بالآخر فتنقلب واواً، وأقرت قبل الياء المنفصلة من الطرف،لأن أحد الأمرين إما إبدال الياء واواً،أخفهما إبدال الضمة، فاستعمل في أحق / (1/أ) المحلين بالتخفيف وهو ما اتصل بالآخر واستعمل فيما أنفصل عنه، لأن الواو مثقلة، واستثقالها متزايد بتأخيرها، وإن كان الموضع لها بالأصالة فكيف إذا كان لغيرها.
وقد يعترض على هذا بأن يقال: التغير بتبدل الحرف أشد من التغير بتبدل الحركة، فكان (3) القريب من الآخر أحق به من البعيد،والأولى أن يقال: لما كان تبدل الحركة يلزم منه زوال الوزن الأصلي كان أمكن في الإعلال وأبعد من التصحيح فخض به ماقرب من الآخر الذي هو بالإعلال أولى، بخلاف تبدل الياء واواً مع بقاء الضمة فإنه كلا تغيير لبقاء الوزن الأصلي، وأيضاً فإن تبديل الضمة بكسرة عمل محض، لأنه اختياري، وتبدل بعد الضمة واواً عمل اضطراري فأشبه التصحيح
(1) ينظر شرح ابن الناظم ص 850، وابن عقيل 2/515
(2)
ينظر تهذيب اللغة (عاط) 3/106،والمصنف 3/63، والممتع 2/493، وإصلاح المنطق ص 37
(3)
في ب:"وكان"
فخض بما بعد من الطرف.
وفرق أبو الحسن بين الجمع والمفرد في هذا الحكم فرأى أن إبدال الضمة كسرة - لتسليم الياء - مخصوص بالجمع، لأن فيه ثقلاً ليس في المفرد، فأوثر بأخف الإعلالين (1) .
ولو كان الأمر كما أدعى لقيل في "عِيْسَة": عِوْسَة، لأنه مفرد، ويمكن الاعتذار لأبي الحسن عن "عيسة" بأن فيه ثقلاً للزوم تأنيثة فأشبه الجمع. وقد حكى الأزهري (2) ان من العرب من يقول:
معوشة في معيشة (3) . وهذا مما يقوي قول أبي الحسن، لأن المعوشة مفعلة من العيش وهو مفرد، ولكن الاستدلال به لايساوي الاستدلال بعيسة ولا يقاربه، لأن جميع العرب يقولون: عيسة. وجمهورهم يقولون معيشة لامعوشة، فثبت أن إبدال الياء فيه واواً حكم مبني على ما استعملة جميع العرب، وإبدال الياء (4) فيه واواً حكم مبني على قول شاذ، والشاذ لايعول عليه (5) .
(1) ينظر المساعد 4/132
(2)
هو: أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة الأزهري، كان إماماً في اللغة، بصيراً بالفقة، عارفاً بالمذاهب، عالي الإسناد، ثخين الورع، كثير العبادة، ولد سنة 282هـ في هراة، وتوفي بها سنة 370 هـ، له مؤلفات كثيرة منها: تهذيب اللغة. تنظر ترجمته في: معجم الأدباء 17/164، وإنباه الرواة 4/171، وطبقات الشافعية 2/106، وبغية الوعاة 1/19، وفي سلسلة نسبه بعض اختلاف.
(3)
قال في تهذيب اللغة (عاش) 3/60: " وقال المؤرج: هي المعيشة. قال: والمعوشة لغة الأزد ". وينظر المساعد4/132
(4)
في ب: "والإبدال الياء" وهو خطأ من الناسخ.
(5)
ينظر المساعد 4/132
وأما الصفة التي على وزن "فُعْْلَي" ك
"الكيسى والخيرى"مؤنثي "الأَكَْيس"و "الأخْيَر"، فالأجود (1) فيه إبدال الضمة، وتسلم الياء تشبيهاً لألف التأنيث بهائه في تقدير تمام الكلمة بدونهما (2) ، وإيثاراً بأخف الإعلالين أثقل المثالين، (وهو الصفة (3) ، فلو كان إسماً كطوبي، تعين أثقل الإعلانيين) (4) .وهو إبدال الياء واواً (5) ، لأن الاسم أخف من الصفة، فكان أحمل لمزيد الثقل، كما حركوا عين "فَعْلة" اسماً حين جمعوه ولم يحركوه من الصفة نحو:"جَفْنَات وضَخْمَات"، وقد روي عن العرب "الكُوسَى والخُورَي"(6) فعوملا معاملة عُوطط (7) تشبيهاً للاًلف - للزومها وعدم تقدير انفصالها - بالحرف الثاني من عوطط. وكذلك روى "الضوقي " في أنثى الأضيق (8) .
_________
(1)
في ب:"والأجود"
(2)
في ب: "دونها"
(3)
ينظر الصحاح (كيس) ، والمساعد 4/133،وشروح الألفية عند قول الناظم:
وإن تكن عيناً كفُعْلى وصفا
…
فذاك بالوجهين عنهم يلفى
والمنتخب لكراع النمل ص557.
(4)
مابين الأقواس " " ساقط من أ
(5)
قال ابن الناظم في شرحه ص852: (....
…
... وصفا
…
...
…
احتراو من نحو:"طوبى" بمعنى الطيبة) . وينظر: المساعد 4/133 - 134، وشفاء العليل 3/ 1097.
(6)
تأنيث الأكيس والأخير. ينظر إصلاح المنطق ص 137. وينظر: شرح الكافية الشافية 4/2120، وابن الناظم ص 851، والمساعد 4/133 - 134.
(7)
تقدم في ص127
(8)
تنظر المراجع في الحاشية (6)