الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لصحيح كـ {يَاْتِيَ يَوْمٌ} 1 و {هُوَ والَّذِينَ آمَنُوا} 2.
1 جزء من الآيات: 31 من سورة إبراهيم، 43 من سورة الروم، 47 من سورة الشورى.
2 من الآية 254 من سورة البقرة.
فصل: [إذا تحرك المثلان في كلمة وجب تسكين أولهما وإدغامه]
…
فصل
فإنْ تحرَّك المثلان في كلمةٍ وجب تسكين أولهما وإدغامه نحو: اشْتَدَّ فهو مُشْتَدُّ، والأصل: اشْتَدَدَ فهو مُشْتَدِدٌ.
وتنقل حركة المدغم إلى ما قبله إن كان ساكناً نحو: أجَدَّ فهو مُجِدٌّ (1) .
فإنْ كان الساكن حرف مد أو ياء تصغير كحَاجَّ وتُحُوجَّ، ودُوَيّبة (2) ، فلا نقل إذ لا حاجة إليه لقيام المدَّة (3) مقام الحركة في التوصل إلى الإدغام؛ ولأنَّ الحرف المجلوب للمد لا يحرك لئلا يفوت ما جلب لأجله.
وياء التصغير تشبه ألف التكسير في السكون واللين والزيادة لمعنىً متجددٍ ثالثةً بعد فتحة مطلقاً، وقيل كسره فيما يكسر ما بعد ألف تكسيره فلم يحرك لذلك؛ ولذلك لم يجز لمن قال في " كفء ": كفٌ بالنقل أن يقول في كَفِئٍ كَفِى.
وإن كان الساكن حرف لين غير ما ذكر جرى مجرى الصحيح في نقل حركة المدغم إليه نحو: أودُّ فلاناً وأنتَ أوَدُّ منه (6) .
فإنْ تصدَّر المثلان امتنع الإدغام إلَاّ أن يكون أولهما تاء المضارعة فقد
(1) أصلهما: أجْدَد فهو مُجْدِد، فنقلت حركة الدال إلى الجيم التي قبلها فسكنت الدال فأدغمت في الدال التي بعدها.
(2)
ينظر شرح ابن الناظم ص 870، والمساعد 4/252، وشرح ابن إيَّاز لتصريف ابن مالك ص 206.
(3)
في أ: " المد ".
(4)
ينظر شرح الشافية للرضي 1/27، 2/212، 3/243.
اتدغم بعد مَدَّة أو حركة نحو: {ولا تَّيَمَّمُوا} 1، و {تَكَادُ تَّمَيَّزُ} 2.
ويمنع من الإدغام أيضاً كون المثلين المتحركين واوين في آخر كلمة كَقَوِى؛ لأنَّ الثانية قد نالها الإعلال3.
وكذلك إن كانا ياءين غير لازم تحريك ثانيتهما نحو: " يحيى"4 وربما نال الإدغام هذا النوع أنشد الفراء:
وكَأَنَّها بَيْن النِّسَاءِ سَبِيكةٌ
…
تَمْشِي بِسُدَّة بَيْتِِهَا فَتُعِيُّ5
1 من الآية 267 من البقرة، وأصلها:" تتيمموا ".
2 من الآية 8 من سورة الملك، وأصلها:" تتميز ". قال سيبويه في الكتاب 4/440: وأمَّا قوله عز وجل: {فَلا تَتَنَاجَوْا} فإن شئت أسكنت الأول للمد، وإن شئت أخفيت وكان بزنته متحركاً، وزعموا أنَّ أهل مكة لا يُبَيِّنُون التاءين ". وتنظر الأصول لابن السراج 3/411، وينظر شرح الشافية للرضي 3/239 وما بعدها، والمساعد 4/253، والارتشاف 1/339، والممتع 2/637.
3 أصلها: " قَوِوَ " فتحركت الواو بعد كسرة وهي في الطرف فأبدلت ياءً، فلمَّا وقع القلب امتنع الإدغام. تنظر: الأصول 3/412، والتعريف في ضروري التصريف ص 60، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 206.
4 هذا الفعل إذا سبقه ناصب يحرك بالفتحة، ويبقى آخره ساكناً في حالة الرفع. ومثله "محيى" فإنَّه ينصب بالفتحة ويبقى ساكناً في حالتي الرفع والجر.
5 هذا بيت من بحر الكامل نُسِبَ في تاج العروس (عي) للحطيئة، ولم يرد في شرح ديوانه لابن السكيت الذي حققه د. مفيد محمد قميحة. وقد أورده الفراء في معاني القرآن 1/412، والأزهري في تهذيب اللغة 3/258، وابن جني في المنصف 2/206، والمحتسب 2/269، والمعري في رسالة الغفران ص 105، والطوسي في التبيان 5/147، وابن عصفور في الممتع 2/585، 587، والرواية في أكثرها " فكأنها " بالفاء. والسبيكة: القطعة من الذهب أو الفضة. وسُدَّة البيت فناؤه.
قال ابن جني في المنصف: " فأمَّا قول الشاعر:
وكأنَّها بين النساء....
…
الخ
فبيت شاذ، وقد طعن في قائله والقياس ينفيه ويسقطه ".
وقال الأزهري في تهذيب اللغة: " وقال أبو إسحاق: هذا غير جائز عند حذاق النحويين. وذكر أنَّ البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف. قلت: والقياس ما قال أبو إسحاق وكلام العرب عليه ".
ويمنع أيضاً من إدغام المثلين المتحركين في كلمة كون أحدهما للإلحاق نحو: " قَرْدَدٍ "1، فإنَّه ملحق بِجَعْفَر، فالدال الأولى بأزاء الفاء، والدال الآخرة بإزاء الراء، فلو أدغم لسكنت الدال الأولى ونقلت حركتها إلى الراء التي قبلها لئلا يلتقي ساكنان فلا يبقى حينئذٍ " موازن "2 ما ألحق به، فيتعين فيه وفي أمثاله الفك ليتبين بذلك كونه ملحقاً3.
وكذلك لو كان المثلان أصلين مسبوقين بمزيد للإلحاق نحو: " أَلَنْدَد " بمعنى الألَدَّ - وهو الشديدُ الخصومة -4 فإنَّه ملحق بسفرجل، فيتعين فكه لئلا يصير بالإدغام مخالفاً لما ألحق به.
ومن موانع الإدغام كون الذي فيه المثلان اسماً مخالفاً وزن الفعل كـ " ذُلُل5، وظُلَل، وكِلَل "6.
1 " القَرْدَدُ: المكان الغليظ المرتفع، وإنَّما أظهر التضعيف؛ لأنَّه ملحق بفَعْلَل والملحق لا يدغم ". الصحاح (قرد) 2/524
2 كلمة " موازن ": ساقطة من ب.
3 ينظر شرح الكافية الشافية 4/2178، والمساعد 4/254، وأوضح المسالك 4/363، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 206
4 ينظر الكتاب 4/247، والجمهرة 1/76، ومختصر شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 37.
5 ذُلُل: جمع ذلول، وهو السهل المطيع. ينظر القاموس (ذلّ) 3/390
6 الكِلَل: الصوامع والقباب التي تبنى على القبور. اللسان (كلل) 4/1150. وينظر في هذه المسألة الممتع 2/644-645 وشرح الشافية للرضي 3/242، والتعريف في ضروري التصريف ص 61، والأصول 3/406، والتسهيل ص 321، وشرح الكافية الشافية 4/2178، وشرح ابن الناظم ص 207، والمساعد 4/254، والارتشاف 1/340، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 207-208.
وكذلك مثال: " إِبِل " لو بني من مضاعف لوجب فكه أيضاً لمخالفة وزنه وزن الفعل1، وقد منعوا إدغام " فَعَل " اسماً كـ " طَلَل " / (20-أ) مع كونه على وزن الفعل2، قصدوا بذلك التنبيه على فرعيَّة الاسم في الإدغام وعلى خفة الفتحة، وأنَّ المتحرك بها إن لم يكن فعلاً ولا اسماً مزيداً فيه مستغن عن التخفيف بالإدغام استغناءه عن التخفيف بالتسكين عند ملاقاة غير المثل، بخلاف المتحرك بالكسرة والضمة فإنَّه خفف بالتسكين مع غير المثل نحو: كَبِدٍ، وعَضُدٍ، فقيل فيهما: كَبْد3وعَضْد4، وذلك مطرد في لغة تميم. وكذلك يُصْنَع بالأفعال فيقال في " عَلِم، وظَرُف ": " عَلْمَ وظَرْفَ " وكذلك ما أشبههما5.
فلمَّا خفف المتحرك بالكسرة أو الضمة بالتسكين عند ملاقاة غير المثل خفف بالإدغام.
1 تنظر المراجع السابقة.
2 ينظر الممتع 2/644-645، وشرح الشافية للرضي 3/242 وفيه:" وأيضاً لو أدغم فَعَلٌ مع خفته لالتبس بفَعْل ساكن العين فيكثر الالتباس". وينظر المساعد 4/254-255، والارتشاف 1/340.
3 فيها ثلاث لغات (كَبِد، وكِبْد، وكَبْد للتخفيف) . ينظر الصحاح (كبد) 2/529
4 قال في الصحاح (عضد) 2/509: " العضد الساعد، وهو من المرفق إلى المنكب، وفيه أربع لغات: عَضُدٌ، وعَضِدٌ، مثال: حَذُر وحَذِر، وعَضْدٌ، وعُضْدٌ، مثال: ضَعْفِ وضُعْفٍ ". وجاء في كتاب لغة تميم للدكتور ضاحي ص 189-190: " نطق العرب كلمة عضد بصيغ سِت هي: 1 - عَضُد، 2 - عَضْد - وهي التي نطقت بها تميم -، 3 - عُضد، 4 - عَضِد، 5 - عَضْد، 6 - عِضْد".
5 هنا انتهت نسخة " ب ".