الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر المدرسة الصلاحية:
بجوار الإمام الشافعي رضي الله عنه، وينبغي أن يقال لها: تاج المدارس، وهي أعظم مدارس الدنيا على الإطلاق لشرفها بجوار الإمام الشافعي؛ ولأن بانيها أعظم الملوك، ليس في الإسلام مثله، لا قبله ولا بعده، بناها السلطان صلاح الدين بن أيوب -رحمه الله تعالى- سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وجعل التدريس والنظر بها للشيخ نجم الدين الخبوشاني، وشرط له من المعلوم في كل شهر أربعين دينار معالمة، صرف كل دينار ثلاثة عشر درهما وثلث درهم عن التدريس، وجعل عن معلوم النظر في أوقاف المدرسة عشرة دنانير، ورتب له من الخبز في كل يوم ستين رطلا بالمصري، وراويتين من ماء النيل.
قال المقريزي: ولي تدريسها جماعة من الأكابر الأعيان، ثم خلت من مدرس ثلاثين سنة، واكتفي فيها بالمعيدين (1) ، وهم عشرة أنفس، فلما كان سنة ثمان وسبعين وستمائة، ولي تدريسها تقي الدين بن رزين، وقرر له نصف المعلوم، فلما مات وليها الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد بربع المعلوم، فلما ولي الصاحب برهان الدين الخضر السنجاري التدريس قرر له المعلوم الشاهد به كتاب الوقف.
وقد استمرت بيد الخبوشاني إلى أن مات سنة سبع وثمانين وخمسمائة، فوليها شيخ الشيوخ صدر الدين أبو الحسن محمد بن حَمَّويْه الجويني في حياة الواقف، فلما مات الواقف عزل
(1) المعيد: ما عليه قدر زائد على سماع الدروس، من تفهيم الطلبة ونفعهم، معيد النعم 180.
عنها واستمرت عليها أيدي بني السلطان، واحدا بعد واحد، ثم خلصت بعد ذلك وعاد إليها الفقهاء والمدرسون. كذا في تاريخ ابن كثير.
وذكر المقريزي في الخطط أن صدر الدين بن حموي ولي تدريس الشافعي، وأنه وليها ولده كمال الدين أحمد، ومات سنة سبع وثلاثين وستمائة، ثم وليها قاضي القضاة تاج الدين بن بنت الأعز، ثم وليها قاضي القضاة تقي الدين بن رزين، ثم وليها قاضي القضاة تقي الدين بن بنت الأعز، ثم وليها قاضي القضاة شخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد، ثم وليها عز الدين محمد بن محمد بن الحارث
بن مسكين، ثم وليها في سنة إحدى عشرة وسبعمائة ضياء الدين عبد الله بن أحمد بن منصور النشائي (1) ، ومات سنة ست عشرة وسبعمائة، ثم وليها مجد الدين حرمي بن قاسم بن يوسف الفاقوسي إلى أن مات سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ثم وليها شمس الدين بن القماح، ثم ضياء الدين محمد بن إبراهيم المناوي، ثم شمس الدين بن اللبان، ثم شمس الدين محمد بن أحمد بن خطيب بيروت الدمشقي، ثم بهاء الدين بن الشيخ تقي الدين السبكي، ثم أخوه تاج الدين لما سافر بهاء الدين عوضه قاضيا بالشام، ثم لما عاد تاج الدين إلى القضاء عاد إليها إلى التدريس إلى أن مات.
ثم ابن عمه قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء محمد بن عبد البر السبكي، ثم ولده بدر الدين محمد، ثم البرهان بن جماعة، ثم الشيخ سراج الدين البلقيني، ثم أعيد البرهان بن جماعة، ثم أعيد بدر الدين أبو البقاء السبكي، ثم قاضي القضاة عماد الدين أحمد بن عيسى الكركي، ثم أعيد البدر بن أبي البقاء، ثم وليها بعده ولده جلال الدين محمد إلى أن مات، فوليها بعده شمس الدين البيري أخو جمال الدين الأستادار، ثم عزل في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة لما نكب أخوه. ووليها
(1) ط: "النسائي" تحريف.
نور الدين علي بن عمر التلواني (1) ، فأقام بها مدة طويلة إلى أن مات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وثمانمائة؛ وهو أطول شيوخها مدة، ووليها بعده العلاء القلقشندي، ثم ابن حجر الوناني (2) ، ثم القاياتي، ثم السفطي، ثم الشرف المناوي، ثم السراج الحمصي ثم أعيد المناوي إلى أن مات، ثم ولده زين العابدين، ثم ابنه ثم إمام الكاملية، ثم الحمصي، ثم الشيخ زكريا.
(1) التلواني، بالكسر، ونسبه لتلوانة قرية بالمنوفية.
(2)
الونائي، منسوب لوناء من قرى الصعيد.