الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في عجائب العيون والآبار
منها عين أذربيجان: قال في كتاب تحفة الغرائب: قيل: يأخذون قالب لبن فيمكن في الأرض ويصب فيه ماء هذه العين، ويصبرون عليه مقدار ساعة قيصير الماء لبناً من حجر صلد ويبنون به ما شاؤوا وأرادوا.
وعين بقرية من قرى قزوين: تسمى أدرند بهسند، إذا شرب الإنسان منها حصل له إسهال مفرط. ويكن الإنسان أن يشرب من ذلك الماء عشرة أرطال لخفته وعذوبته، وإذا حمل ذلك الماء إلى خارج حد تلك القرية بطلت الخاصية.
عين باذخاني: قال صاحب تحفة الغرائب: بدامغان قرية تسمى كهر؛ بها عين تسمى باذخاني، إذا أراد أهل هذه القرية هبوب الريح أخذوا خرقة حيض ووضعوها في العين فتتحرك الرياح؛ ومن شرب من مائها ولو جرعة انتفخ بطنه كالطبل؛ ومن حمل ذلك إلى مكان آخر انعقد حجراً.
عين ابلانستان: قال صاحب تحفة الغرائب: ابلانستان قرية بين جرجان وأسفراين، فيها عين تسمى بها، ينبع منها ماء كثير فينتفع بمائها خلق كثير وتنقطع في بعض الأوقات شهراً فيخرج أهل تلك الأرض رجالها ونساؤها في أحسن زينة وأجمل هيئة بالدفوف والصنوج والشبابات وأنواع الملاهي ويرقصون عند تلك العين ويلعبون ويضحكون فلا يرجعون إلا وقد مدت العين بالماء الكثير مقدار ما يدير رحيين.
عين باميان: قال في كتاب تحفة الغرائب: بأرض باميان عين ينبع منها ماء كثير بصوت عظيم وجلبة، ويشم منها رائحة الكبريت، من اغتسل من مائها زال عنه الحكة والجرب والدمامل، وإذا جعل في إناء من مائها وسد الإناء سداً محكماً وترك صار كالطين، وإن قرب من النار اشتعل والتهب.
عين جاج: قال صاحب تحفة الغرائب: بقرب جاج عقبة على رأسها عين ماء إذا كانت السماء صاحية لا يرى فيها قطرة ماء، وإذا كانت السماء مغيمة تراها مملوءة طافحة. وبناحية باميان جبال فيها عيون لا تقبل أبداً شيئاً من النجاسات وإذا ألقى فيها أحد شيئاً من النجاسات هاج الماء وعلا وفار، فإن لحق الذي ألقاها أغرقه.
عين زغر: وهي طرف البحيرة المنتنة بالشام، بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام. وزغر اسم ابنة لوط عليه السلام، وهي العين التي أوردنا ذكرها في حديث الجساسة والدجال، وغورانها من علامات الساعة.
عين سياه سنك: قال في تحفة الغرائب: بجرجان موضع يسمى سياه سنك به عين على تل يأخذ الناس منها الماء للشرب وهو عذب طيب، وفي الطريق إلى العين
دودة معروفة بين أهلها فمن أخذ من ذلك الماء وأصابت رجله تلك الدودة وهو ذاهب بالماء صار الماء مراً علقماً فيريقه ويمضي إلى الماء ثانياً.
عين الأوقات: وهي في المغرب، لا تجري إلا في أوقات الصلوات الخمس في أولها ثم تنقطع، ولبثها بقدر ما يتوضأ الناس.
عين شيرم: وهي بين أصفهان وشيراز، بها مياه مشهورة وهي من عجائب الدنيا، وذلك أن الجرادة إذا نزلت ووقعت بأرض، يحمل إليها من تلك العين ماء في ظرف أو غيره فيتبع ذلك الماء طيور سود تسمى السمر مر، ويقال لها السودانية، بحيث إن حامل الماء لا يضعه إلى الأرض ولا يلتفت وراءه، فتبقى تلك الطيور على رأس حامل الماء في الجو كالسحابة السوداء إلى أن يصل إلى الأرض التي بها الجراد، فتصيح الطيور عليها وتقتلها، فلا ترى من الجراد متحركاً بل يموتون من أصوات تلك الطيور إذا سمعوها.
عين شيركيزان: وهي من قرى مراغة، فيها عينان تفوران ماء، أحدهما بارد عذب والآخر حار مالح وبينها مقدار ذراع.
عين العقاب: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض الهند عين برأس جبل إذا هرم العقاب وضعف تأتي به أفراخه وتحمله إلى تلك العين وتغسله فيها ثم تضعه في شعاع الشمس فيسقط ريشه وينبت له ريش جديد، ويذهب هرمه وضعفه وترجع إليه قوته وشبابه.
عين غرناطة: قال الأندلسي: بقرب غراناطة كنيسة عندها عين ماء وشجر زيتون، يقصدها الناس في يوم معلوم من السنة فإذا طلعت الشمس في ذلك اليوم فاضت تلك العين ثم يظهر على تلك الشجرة زهر الزيتون ثم ينعقد زيتوناً في الحال
والوقت، ويكبر ويسود في يومه ذلك ويأخذه الناس، ويأخذون من ماء تلك العين، كل أحد بمقدرته ثم يدخرون ذلك الزيتون والماء للتداوي، ولذلك فيما بينهم منافع عظيمة.
عين غزنة: وبقرب مدينة غزنة عين إذا ألقي فيها شيء من القاذورات والنجاسات يتغير الهواء في الحال ويظهر البرد والريح العاصف والمطر والثلج، فيبقى ذلك الحال حتى تزول عنها تلك القاذورات. وزعموا أن السلطان محمود بن سبكتكين السلجوقي تغمده الله برحمته لما أراد فتح غزنة كان كلما قصدها ألقى أهلها في العين شيئاً من القاذورات، فتقوم القيامة لشدة الريح والبرد والمطر فيرجع بعسكره بغير قصد كالمكسور. فصلى ليلة من الليالي ودعا فقال: إلهي إن كان قصدي في فتح هذه البلاد حصول الدنيا فاثن عزمي عن ذلك، وخذ بناصيتي إلى الخير، وإن كان قصدي الثواب والآخرة وتقوية شوكة الإسلام فاجعل لي إلى فتح هذه المدينة سبيلاً، وأرح عبادك المسلمين المجاهدين في سبيلك. ثم سجد سجدة ونام في سجوده ووجهه على الثرى، فأتاه آت وخاطبه بكلام مبين قائلاً: يا بن سبكتكين، إن رمت الخلاص من هذه المحنة فأرسل جنوداً لحفظ العين وقد افتتحت غزنة فسعيك مشكور وفعلك مبرور. فانتبه وأرسل مقدماً لحراسة تلك العين ثم زحف على غزنة فافتتحها كطرفة عين.
عين الفرات: بقرب أردن الروم، من اغتسل من مائها أيام الربيع أمن من مرض تلك السنة.
عين نهاوند: قال صاحب تحفة الغرائب: بالقرب من نهاوند عين في شعب جبل وتحت الشعب وطأة، فكل من احتاج إلى الماء ليسقي أرضه؛ مشى إلى العين ودخل الشعب وهو يقول بصوت عال: أنا محتاج إلى الماء، ثم يغمس رجله في العين ويمشي نحو زرعه، والماء يمشي خلفه، حتى يسقي أرضه. فإذا انقضت حاجته يرجع إلى الشعب وهو يقول: قد اكتفت أرضي وربحتم أجري، ثم يضرب برجله الأرض فينقطع الماء عنه. وهذا دأب الماء ودأب أهل تلك الأرض، وهذه من أعجب العجائب.
وليكن هذا آخر الكلام على عجائب العيون.