الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر نزول عيسى بن مريم
عليهما السلام
المسلمون لا يختلفون في نزول عيسى بن مريم عليهما السلام آخر الزمان. وقد قيل في قوله تعالى: " وإنه لَعِلْمٌ للساعة فلا تَمتَرُنَّ بها " إنه نزول عيسى. وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عيسى نازل فيكم وهو خليفتي عليكم، فمن أدركه فليقرئه سلامي، فإنه يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويحج في سبعين ألفاً، فيهم أصحاب الكهف فإنهم يحجون، ويتزوج امرأة من الأزد، ويذهب البغضاء والشحناء والتحاسد، وتعود الأرض إلى هيئتها وبركاتها على عهد آدم عليه السلام حتى تترك القلاص فلا يسعى إليها أحد، وترعى الغنم مع الذئب، وتلعب الصبيان مع الحيات فلا تضرهم، ويلقي الله العدل في الأرض في زمانه حتى لا تقرض فأرة جراباً، وحتى يدعى الرجل إلى المال فلا يقبله وتشبع الرمانه السكن.
قالوا: وينزل عيسى عليه السلام وفي يده مشقص فيقتل به الدجال، وقيل: إذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، واتبعهم المسلمون يقتلونهم، فيقول الحجر والشجر: هذا يهودي خلفي إلا الغرقد من شجر اليهود، قالوا: ويمكث عيسى عليه السلام أربعين سنة، ويقال: ثلاثاً وثلاثين سنة يصلى خلف المهدي ثم يخرج يأجوج ومأجوج.
بقية من خبر الدجال: عن فاطمة بنت قيس قالت: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو الظهيرة، فخطبنا فقال: إني لم أجمعكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن لحديث حدثنيه تميم الداري منعني سرور القائلة: حدثني أن نفراً من قومه ركبوا في البحر فأصابتهم ريح عاصف ألجأتهم إلى جزيرة. فإذا هم بدابة، قالوا لها: ما أنت؟
قالت أنا الجساسة. قلنا: أخبرينا الخبر. قالت: إن أردتم الخبر فعليكم بهذا الدير، فإن فيه رجلاً هو بالأشواق إليكم. فأتيناه فأخبرناه فقال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: تدفق الماء من جانبيها. قال: ما فعل نخل عمان ويبسان. قلنا: يجنيها أهلها. قال: فما فعلت عين زغر؟ قلنا يشرب أهلها منها. قال: فلو يبست هذه نفذت من وثاقي ثم وطئت بقدمي كل منهل إلى مكة والمدينة.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من الدجال. وقال: إنه لم يكن نبي إلا أنذر قومه فتنة الدجال ووصفه، وإنه قد بين لي ما لم يبين لأحد أنه أعور، وكيت وكيت، فإن خرج وأنا فيكم فأنا حجتكم، وإن لم يخرج إلا بعدي فالله خليفتي عليكم، فما اشتبه عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور.
والدجال تسميه اليهود مواطيح كوائيل؛ ويزعمون أنه من نسل داود؛ وإنه يملك الأرض ويردها إلى بني إسرائيل؛ فيتهود أهل الأرض كلهم.
بقية من خبر عيسى عليه السلام
قال بعض المفسرين في قوله تعالى: " وإنْ من أهلِ الكتابِ إلا لَيؤْمِنَنَّ به قبلَ موته " إنه عند نزول عيسى؛ وقال عز وجل: " وما قتلُوه وما صلَبوه ولكنْ شُبِّه لهم " ثم قال: " بل رفعه الله إليه ". ثم اختلف المتأولون له؛ فقال أكثرهم وأحقهم بالتصديق: هو عيسى عليه السلام بعينه يرد إلى الدنيا؛ وقالت فرقة: نزول عيسى خروج رجل يشبه عيسى في الفضل والشرف؛ كما يقال للرجل الخير ملك وللشرير شيطان، تشبيهاً بهما، ولا يراد الأعيان. وقال قوم: ترد روحه في رجل اسمه عيسى، والآخران ليسا بشيء. والله أعلم.