الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خروج المهدي
قد روي فيه روايات مختلفة وأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وابن عباس رضي الله عنهم. وأحسن ما جاء في هذا الباب خبر أبي بكر بن عياش عن عاصم بن ذر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب الدنيا حتى يأتي على أمتي رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ليس فيه تواطؤ اسمه اسمي.
وللشيعة فيه أشعار كثيرة وأسطار بعيدة، منها قول عامر بن عامر البصري:
طغى الجور والعدوان فاض، فهل لكم
…
بني العزم في فكرٍ لتحصيل آلة
لنبني قبل الغرق منها سفينةً
…
فننجو بها من هلك أمواج فتنة
فكن عالماً بالوقف فكراً وفتنة
…
أخيّ، فهذا الوقت وقتٌ لفطنة
إمام الهدى حتى متى أنت غائب
…
فمنّ علينا يا إمام بأوبة
مللنا وطال الإنتظار فجد لنا
…
بحقّك يا قطب الوجود بزورة
وقوّم بعدلٍ منك ظهراً قد انحنى
…
وعدّل مزاجاً، مال، منك بحكمة
فأنت لهذا الأمر قدماً معيّن
…
لذلك قال الله: أنت خليفتي
ومن حلية المهدي أنه أسمر اللون كث اللحية أكحل العينين براق الثنايا، في خده خال، يرفع الجور عن الأرض ويفيض العدل على الخلق ويسوي بين الضعيف والقوي في الحق، ويبلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها ويفتح القسطنطينية، ولا يبقى أحد في الأرض إلا دخل في الإسلام أو أدى الجزية؛ وعند ذلك يتم وعد الله ليظهره على الدين كله.
واختلفوا في مدة عمره، فقيل: يعيش سبع سنين؛ وقيل: تسعاً، وقيل: عشرين، وقيل: أربعين، وقيل: سبعين. والله أعلم.