المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌خريدة لعجائب وفريدة الغرائب لسراج الدين ابن لوردي

- ‌وقد نُسِبَ مخطوط "خريدة العجائب وفريدة الغرائب" خطأ للقاضي زين الدين عمر بن الوردي

- ‌سرج الدين ابن الوردي (الحفيد صاحب المخطوط)

- ‌المقدمة

- ‌فصل في ذكر المسافات

- ‌فصل في صفة الأرض وتقسيمها

- ‌فصل في ذكر البلدان والأقطار. فصل في الخلجان والبحار. فصل في الجزائر والآثار. فصل في العجائب للاعتبار. فصل في مشاهير الأنهار. فصل في العيون والآبار. فصل في الجبال الشواهق الكبار. فصل في خواص الأحجار ومنافعها. فصل في المعادن والجواهر وخواصها. فصل في النباتات والفواكه وخواصها. فصل في الحبوب وخواصها. فصل في البقول وخواصها. فصل في حشائش مختلفة وخواصها. فصل في البذور وخواصها. فصل في الحيوانات والطيور وخواصها. خاتمة الكتاب في ذكر الملاحم وعلامات الساعة وظهور الفتن والحوادث، ولها فصول تذكر عند الشروع في كتابتها إن شاء الله تعالى. وبإتمامه يتم الكتاب، والله تعالى الموفق للصواب

- ‌فصل في ذكر البلدان والأقطار

- ‌ذكر الغرب الأدنى: وهو الواحات وبرقة وصحراء الغرب والإسكندرية

- ‌فصل في المحيط وعجائبه

- ‌فصل في بحر الظلمة

- ‌فصل في بحر فارس

- ‌فصل في بحر عمان

- ‌فصل في بحر القلزم

- ‌فصل في بحر الزنج

- ‌فصل في بحر المغرب

- ‌فصل في بحر الخزر

- ‌فصل في ذكر المشاهير من الأنهار وعجائبها

- ‌فصل في عجائب العيون والآبار

- ‌فصل في الآبار وعجائبها

- ‌ذكر أن عيسى عليه السلام اغتسل فيها

- ‌فصل في عجائب الجبال وما بها من الآثار

- ‌فصل في ذكر الأحجار

- ‌فصل في النبات والفواكه وخواصها

- ‌فصل في البقول الكبار

- ‌فصل في البقول الصغار

- ‌فصل في حشاش مختلفة

- ‌فصل في البزور

- ‌فصل في خواص الحيوانات

- ‌فصل في حيوانات النعم

- ‌فصل في خواص أجزاء سباع الطيور

- ‌فصل في خصائص البلدان

- ‌فصل في ذكر الكلام في مسائل عبد الله بن سلام لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام

- ‌ذكر مدة الدنيا: واختلاف الناس فيها:

- ‌ذكر ما وصف من الخلق قبل آدم عليه السلام

- ‌ذكر عدد العوالم كم هي

- ‌ذكر التواريخ من لدن آدم عليه السلام

- ‌ذكر ما جاء في أشراط الساعة

- ‌ذكر الفتن والكوائن في آخر الزمان

- ‌ذكر خروج الترك

- ‌ذكر الهدة في رمضان وهي من أشراط الساعة

- ‌ذكر الهاشمي الذي يخرج من خراسان مع الرايات السود:

- ‌ذكر خروج السفياني:

- ‌ذكر خروج المهدي

- ‌ذكر خروج القحطاني

- ‌ذكر فتح القسطنطينية

- ‌ذكر خروج الدجال

- ‌ذكر نزول عيسى بن مريم

- ‌ذكر طلوع الشمس من مغربها

- ‌ذكر خروج الدابة

- ‌ذكر الدخان

- ‌ذكر خروج يأجوج ومأجوج

- ‌ذكر خروج الحبشة

- ‌ذكر فقدان مكة المكرمة

- ‌ذكر خروج الريح التي تقبض أرواح أهل الإيمان

- ‌ذكر ارتفاع القرآن

- ‌ذكر النار التي تخرج من قعر عدن فتسوق الناس إلى المحشر

- ‌ذكر نفخات الصور

- ‌ذكر النفخة الأولى

- ‌ذكر ما جاء في الصور وهيئته

- ‌ذكر النفخة الثانية في الصور

- ‌ذكر ما بين النفختين من المدة

- ‌ذكر ما ورد في قوله تعالى: هو الأول والآخر

- ‌ذكر المطرة التي تنبت الأجساد

- ‌ذكر النفخة الثالثة وهي نفخة القيامة

- ‌ذكر الموقف وأين يكون

- ‌ذكر يوم القيامة والحشر والنشر

- ‌ذكر أسماء يوم القيامة

الفصل: ‌فصل في ذكر الأحجار

‌فصل في ذكر الأحجار

وخواصها ومعرفة منافعها

الحجر الأبيض: إذا حككته على حجر صلب وخرج محكه أبيض فلا يعبأ به، وإذا كان محكه أصفر فمن حمله وتكلم بما شاء وأخبر بما شاء وقع الأمر كما تكلم وأخبر، وإن خرج محكه أحمر فحمله فكل شيء يقوم فيه يصعد معه، وإن خرج المحك أغبر فكل من استعان بحامله أُعين به، وإن خرج أخضر وعلق في بستان أو زرع أو كرم أو نخل أمن من الآفات، وإن خرج مسوداً ينفع من السموم القاتلة حكاً وشرباً.

الحجر الأحمر: إذا حك وخرج محكه مبيضاً نجحت أمور حامله، وإن خرج مسوداً فأي شيء حدث حامله به نفسه قدر عليه، وإن خرج محكه مغبراً أو مصفراً، فمن حمله أحبه الناس، وإن خرج المحك مخضراً فكل من حمله لم يؤثر فيه السلاح.

الحجر البنفسجي: إذا حك فخرج محكه مبيضاً فكل من حمله زال عنه الهم، والغم والحزن، وإن خرج مسوداً فكل من حمله لم تنجح مقاصده، وإن خرج مصفراً فكل من حمله أتاه كل شيء وصعد معه، وإن رمي في بئر أو عين قل ماؤها فإن خرج محمراً يرى حامله كل خير، وإن خرج مخضراً يزكو زرع حامله وتنمو غنمه، وإن خرج مغبراً فكل من اكتحل به على اسم أحد أحبه، رجلاً كان أو امرأة.

الحجر الأخضر: إذا حك وخرج محكه مبيضاً، فمن حمله درت عليه الخيرات والبركات، وإن خرج مسوداً فكذلك، وإن خرج مصفراً فكل دواء يصفه لعليل أو مريض ينفعه ويشفى، وإن خرج محمراً فحامله لا يزال ترد عليه الصلات والعطايا من الأكابر، وإن خرج مغبراً فحامله متى وضع يده على رأس مريض وذكر شيئاً من أسماء الله تعالى شفاه الله وقام من مرضه بإذن الله تعالى.

ص: 290

الحجر الأسود: إذا حك وخرج محكه مبيضاً نفع من جميع السموم القاتلة حكاً وشرباً، وإن خرج المحك مسوداً فكل من حمله زاد عقله وحسن رأيه وقضيت حوائجه عند الملوك والسلاطين، وإن خرج مخضراً لم يؤثر في حامله سم أصلاً.

الحجر الأغبر: إذا حك وخرج محكه مبيضاً فسحق كالكحل واكتحل به انسان على اسم رجل أو امرأة وقعت محبة المكتحل في قلب من سماه وأحبه حباً زائداً، وإن خرج مخضراً أو مسوداً واكتحل به أكرمه كل من رآه. وإن اكتحلت به النساء أحبهن أزواجهن. وإن خرج مصفراً أو محمراً وحمله انسان أفلح حيث توجه.

الحجر الأصفر: إذا خرج محكه مبيضاً حصل لحامله من الخلق كل ما يروم. وإن خرج مخضراً فإن حامله لا يغلب في الكلام والخصومة. وإن خرج مسوداً فمن حمله وذكر اسم شخص يراه لا يزال يتبعه حيث شاء حتى لا يكاد ينقطع عنه.

حجر السامور: هو الذي يقطع به جميع الأحجار بالسهولة، قيل إن سليمان بن داود عليهما السلام لما شرع في بناء بيت المقدس استعمل الجن في قطع الصخر، فشكا الناس إليه من صداع سماع قطع الصخور وشدة جلبتها، فقال سليمان للجن: أتعرفون شيئاً يقطع الصخر من غير صوت ولا جلبة. فقال بعضهم: نعم يا نبي الله، أنا أعرفه، وهو حجر يسمى السامور ولكن لا أعرف مكانه. فقال: احتالوا في تعرفه.

ص: 291

فاستدعى آصف بن برخيا وزيره وأمره بإحضار عش عقاب وبيضه على حاله من غير أن يخربوا منه شيئاً. فجيء به فجعله في جام كبير غليظ من زجاج وأمر برده إلى مكانه من غير تغيير. فأعيد. فجاء العقاب ورأى ذلك فضرب الجام برجله ليرفعه فلم يقدر، فاجتهد فما أفاد، فعاد وجاء في اليوم الثاني بحجر في رجله وألقاه عليه فقسم الجام الزجاج نصفين. فأمر سليمان بإحضاره فحضر. فقال له: من أين لك هذا الحجر الذي ألقيته في عشك؟ فقال: يا نبي الله من جبل بالمغرب يقال له السامور. فبعث بالجن مع العقاب إلى ذلك الجبل فأحضروا له من حجر السامور كالجبال. فكانوا يقطعون به الحجارة من غير صوت ولا صداع. وأسكت الناس.

حجر حامي: هو حجر شديد الحمرة منقط بنقط سود صغار يوجد ببلاد الهند من أزال عنه تلك النقط وسحقه وألقاه على الفضة صارت ذهباً خالصاً.

حجر الخطاف: يوجد في عش الخطاف حجران، أحدهما أحمر والآخر أبيض، فالأبيض يبرئ حامله من الصرع، والأحمر يقوي القلب ويذهب الجزع والخوف والفزع من حامله.

حجر الرحى: يؤخذ من حجر الرحى السفلاني قطعة وتعلق على المرأة التي تسقط الأولاد فلا تسقط بعد ذلك.

ص: 292

حجر الصنونو: هو حجر يوجد في عش الصنونو تنفع حكاكته من اليرقان. والحيلة في تحصيله أن يعمد الإنسان إلى فراخ الصنونو فيلطخها بالزعفران المذاب بالماء ويدعها؛ فإذا رأتهم الأم تظن أن بهم يرقاناً فتغيب وتأتي بهذا الحجر وتضعه عندهم فيأخذه الطالب له.

حجر القيء: وهو حجر بأرض مصر، إذا أمسكه الإنسان غلب غليه الغثيان حتى يلقي ما ببطنه، فإن لم يرمه هلك من القيء.

حجر المطر: هو حجر يوجد ببلاد الترك، إذا وضع في الماء غيمت الدنيا ووقع المطر والثلج والبرد إلى أن يرفع من الماء، قال القزويني: رأيت من شاهد هذا وأخبرني به.

حجر الحية: وهو حجر يوجد في رأسها في حجم بندقة صغيرة؛ وحجرها ينفع الملدوغ تعليقاً ويقطع نزف الدم وعسر البول ويقوي الفكر. وإن علق في رقبة المصروع زال عنه الصرع.

حجر السبج: وهو حجر أسود شديد الرخاوة يجلب من الهند شديد البريق ينكسر سريعاً. إذا ضعف بصر الإنسان يديم النظر إليه فينفعه؛ وإن حمله منع عنه العين السوء، ويجلو البصر اكتحالاً؛ وإذا جعل على الرأس أزال الصداع.

حجر السنباذج: يجلو الأسنان ويدمل القروح.

ص: 293

حجر الماس: هو حجر في لون النوشادر الصافي لا يلصق بشيء من الأحجار، وإذا وضع على السندان وضرب عليه بالمطرقة غاص فيهما أو في أحدهما ولم ينكسر.

وإذا ضرب بالأُسرب تكسر، ولو تكسر ألف قطعة لا تكون مقطعاته إلا مثلثة، يضعون منها قطعة في طرف المثقب ويثقبون به الأحجار الصلبة والجواهر، وإن ألقى في دم تيس وقرب من النار ذاب لوقته، وهو سم قاتل.

حجر الجزع: هو حجر صلب له ألوان كثيرة. فمن حمله أورثه الهم والغم والحزن وأراه أحلاماً رديئة ويعسر عليه قضاء الحوائج. وإن علق على صبي كثر بكاؤه وفزعه وسال لعابه وعظم نكده، ومن سقي منه مسحوقاً قل نومه وثقل لسانه، وإن وضع بين جماعة حصلت بينهم فتنة وخصومة وعداوة، وليس فيه منفعة إلا أنه يسهل الولادة على الحامل.

حجر البحر: وهو حجر أسود خفيف خشن، من استصحبه في ركوب البحر أمن من الغرق، وإن وضع في قدر لم تغل أبداً.

حجر الدجاجة: وهو يوجد في قوانص الدجاج، إذا وضع على مصروع أبرأه. وإن حمله انسان فإنه يزيد في قوة باهه، ويدفع عن حامله عين السوء، ويوضع تحت

ص: 294

رأس الصبي فلا يفزع في نومه.

حجر البهت: وهو أبيض شفاف يتلألأ حسناً، وهو مغناطيس الإنسان، إذا رآه الإنسان غلب عليه الضحك والسرور، وتقضى حوائج حامله عند كل أحد.

حجر المغناطيس: أجوده ما كان أسود مشرباً بحمرة، ويوجد بساحل بحر الهند والترك، وأي مركب دخل هذين البحرين فمهما كان فيه من الحديد طار منه مثل الطير حتى يلصق بالجبل، ولهذا لا يستعمل في مراكب هذين البحرين شيء من الحديد أصلاً. وإذا أصاب هذا الحجر رائحة الثوم بطل فعله، فإذا سغل بالخل عاد إلى فعله، فإذا علق هذا الحجر على أحد به وجع نفعه، خصوصاً من به وجع المفاصل ووجع النقرس ويزيد في الذهن. ويعلق على الحامل فتضع في الحال. وقد قيل فيه:

قلبي العليل وأنت جالينوسه

فعسى بوصلٍ أن يزول رسيسه

يشتاقك القلب العليل كأنه

إبر الحديد وأنت مغناطيسه

وقد قيل في المعنى دوبيت:

من آدم في الكون ومن إبليس؟

ما عرش سليمان وما بلقيس؟

الكل إشارة وأنت المعنى

يا من هو للقلوب مغناطيس

ص: 295

الأحجار الصلبة ذات الجواهر

الياقوت: هو حجر صلب شديد اليبس رزين صاف، منه أحمر وأبيض وأصفر وأخضر. وهو حجر لا تعمل فيه النار لقلة دهنيته، ولا يثقب لغلظ رطوبته، ولا تعمل فيه المبارد لصلابته، بل يزداد حسناً على ممر الليالي والأيام، وهو عزيز قليل الوجود سيما الأحمر وبعده الأصفر. على أن الأصفر أصبر على النار من سائر أصنافه، وأما الأخضر منه فلا صبر له أصلاً. ومن تختم بهذه الأصناف أمن من الطاعون وإن عم الناس، ومن حمل شيئاً منها أو تختم به كان معظماً عند الناس، وجيهاً عند الملوك.

ص: 296

الدر واللؤلؤ: يتكون في بحر الهند وفارس. وزعم البحريون أن الصدف الدري لا يكون إلا في بحر تصب فيه الأنهار العذبة، فإذا أتى الربيع كثر هبوب الريح في البحر وارتفعت الأمواج واضطرب البحر. فإذا كان الثامن عشر من نيسان خرجت الأصداف من قعور هذه البحار ولها أصوات وقعقعة، وبوسط كل صدفة دويبة صغيرة، وصفحتا الصدفة لها كالجناحين وكالسور تتحصن به من عدو مسلط عليها وهو سرطان البحر، فربما تفتح أجنحتها لشم الهواء فيدخل السرطان مقصه بينهما ويأكلها، وربما يتحيل السرطان في أكلها بحيلة دقيقة وهو أن يحمل في مقصه حجراً مدوراً كبندقة الطين، ويراقب دابة الصدف حتى تشق عن جناحيها فيلقي السرطان الحجر بين صفحتي الصدفة فلا تنطبق فيأكلها، ففي اليوم الثامن عشر من نيسان لا تبقى صدفة في قعور البحر المعروفة بالدر واللؤلؤ إلا صارت على وجه الماء وتفتحت، حتى يصير وجه البحر أبيض كاللؤلؤ، وتأتي سحابة بمطر عظيم ثم تنقشع السحابة وقد وقع في جوف كل صدفة ما قدر الله من القطر، إما قطرة واحدة وإما اثنتان وإما ثلاثة، وهلم جراً إلى

ص: 297

المائة والمائتين وفوق ذلك. ثم تنطبق الأصداف وتلتحم وتموت الدابة التي كانت في جوف الصدفة في الحال وترسب الأصداف إلى قرار البحر وتلصق به وينبت لها عروق كالشجرة في قرار البحر حتى لا يحركها الماء فيفسد ما في بطنها، وتلتحم صفحتا الصدفة التحاماً بالغاً حتى لا يدخل إلى الدر ماء البحر فيصفره.

وأفضل الدر المتكون في هذه الأصداف القطرة الواحدة ثم الاثنتان ثم الثلاثة، وكلما كثر العدد كان أصغر جسماً وأخس قيمة، وكلما قل العدد كان أكبر جسماً وأعظم قيمة. والمتكون من قطرة واحدة هي الدرة اليتيمة التي لا قيمة لها والأخريان بعدها، فالصدفة تنقلب إلى ثلاثة أطوار، في الأول طور الحيوانية فإذا وقع القطر فيها وماتت الدويبة صار في طور الحجرية. ولذلك غاصت إلى القرار وهذا طبع الحجر وهو الطور الثاني. وفي الطور الثالث وهو الطور النباتي تشرش في قرار البحر وتمتد عروقاً كالشجرة، ذلك تقدير العزيز العليم. ولمدة حمله وانعقاده وقت معلوم وموسم يجتمع فيه الغواصون لاستخراج ذلك. هذا في البحر.

وأما في البر ففي الثامن عشر من نيسان في كل عام تخرج فراخ الحيات التي ولدت في تلك السنة وتسير من بطن الأرض إلى وجهها وتفتح أفواهها كالأصداف في البحر نحو اسماء كما فتحت الأصداف جوفها فما نزل من قطر السماء في فمها أطبقت فمها عليها ودخلت في جوف الأرض، فإذا تم حمل الصدف في البحر لؤلؤاً ودراً صار ما دخل في فم فراخ الحيات داء وسماً. فالماء واحد والأوعية مختلفة، والقدرة صالحة لكل شيء. وقيل في هذا المعنى:

أرى الإحسان عند الحرّ ديناً

وعند النّذل منقصةً وذمّا

كقطر الماء: في الأصداف درّ

وفي جوف الأفاعي صار سمّا

البلخش: هو حجر صلب شفاف كالياقوت في جميع أحواله ومنافعه.

ص: 298

الدهنج: هو أخضر كالزبرجد، لين المجس، يتكون في معدن النحاس وهو أنواع كثيرة؛ ومن عجيب أمره أنه يصفو بصفاء الجو ويتكدر بكدورته. ومن عجيب أمره أيضاً أنه إذا سقي الإنسان من محكه فعل فعل السم، وإذا سقي منه شارب السم نفعه، وإذا مسح به موضع اللدغة برأ. ويطلى بحكاكته البرص فيزيله؛ وينفع من خفقان القلب، ويهيج على حامله شهوة الجماع.

الزبرجد: هو حجر أخضر شفاف يشبه الياقوت الأخضر وليس كقوته ولا فعله ولا قيمته.

الزمرد: وهو حجر أخضر شفاف يدخل في معالجة أدوية من سقي السم، وفي إكحال بياض العين. وحمله يقطع نزف الدم، ووضعه في الفم يقطع عطش الماء ويبرد حرارة القلب ومنه جنس يقال له الذبابي، خاصيته أن حامله لا يقع عليه

ص: 299

الذباب. ومنه جنس إذا نظرت إليه الأفاعي سالت أحداقها على خدودها.

حجر الباهت: هو حجر أبيض شفاف يتلألأ حسناً، وهو مغناطيس الإنسان، إذا أبصره الإنسان غلب عليه الضحك والسرور. ومن أمسكه معه قضيت حوائجه وعقدت عنه الألسن، ويسمى حجر البهت.

حجر الفيروزج: هو أخضر مشوب بزرقة. يوجد بخراسان وهو كالدهنج يصفو بصفاء الجو ويتكدر بكدرته. ينفع العين اكتحالاً والتختم به ينقص الهيبة إلا أنه يورث الغنى والمال.

وعن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه أنه قال: ما افتقرت يد تختمت بالفيروزج.

والمرجان: ينبت في البحر كالشجر وإذا كلس تكليس أهل الصنعة عقد الزئبق، فمنه أبيض ومنه أحمر ومنه أسود، وهو يقوي البصر كحلاً وينشف رطوبته بخاصة ذلك فيه.

ص: 300

العقيق: وهو معروف، من تختم به سكن غضبه عند الخصومة وسكن ضحكه عند التعجب. والسواك بنحاتته يجلو وسخ الأسنان ورائحتها الكريهة وينفع من خروج الدم من اللثة، ومحرقه يقوي السن وينفع من الخفقان. وقال صلى الله عليه وسلم: من تختم بالعقيق لم يزل في خير وبركة وسرور.

الكهرباء: هو حجر أصفر مائل إلى الحمرة. ويقال إنه صمغ شجر الجوز الرومي، ينفع حامله من اليرقان والخفقان والأورام ونزف الدم، ويمنع القيء، ويعلق على الحامل فيحفظ جنينها.

البللور: وهو حجر أبيض شفاف أشف من الزجاج وأصلب. وهو متجمع الجسم في موضع بخلاف الزجاج، وهو يصبغ بألوان كثيرة كالياقوت، واستعمال آنيته ينفع لالتهاب القلب. والأغبر إذا علق على من يشتكي وجع الضرس أبرأه الله في الحال.

الزجاج: معروف، وهو يقبل الألوان ويجلو الأسنان، ويجلو بياض العين وينبت الشعر إذا طلي بدهن الزئبق.

اللازورد: وهو حجر أزرق ينفع العين اكتحالاً إذا خلط في الأكحال،

ص: 301

ومن تختم به نبل في عيون الناس، وهو يسقط الثآليل حملاً وحكاً وينفع أصحاب الماليخوليا.

وأما غير ذلك من المعادن فهو حجر اليشم: وهو حجر الغلبة، من حمله لا يغلبه أحد في الحروب ولا الخصومات ولا المحاججة. ومن وضعه في فمه سكن عطشه. ولهذا اتخذه الملوك في حوائجهم ومناطقهم وأسلحتهم.

التوتياء: هو حجر منه أخضر ومنه أصفر ومنه أبيض. يجلب من سواحل الهند. وأجوده الأبيض الخفيف الطيار ثم الأصفر ثم الفستقي الرقيق. وهو بارد يابس يمنع الفضلات من النفوذ إلى عروق العين وطبقاتها، وينفع من الرطوبة وينشف الدمعة ويزيل الصنان من الجسد.

الأثمد: هو الكحل الأسود، أجوده الأصفهاني، وهو بارد يابس ينفع العين اكتحالاً ويقوي أعصابها ويمنع عنها كثيراً من الآفات والأوجاع سيما الشيوخ والعجائز. وإن جعل معه شيء من المسك كان غاية في النفع، وينفع من حرق النار طلاءً مع الشحم، ويقطع النزف ويمنع الرعاف إذا كان من أغشية الدماغ. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير أكحالكم الأثمد، ينبت الشعر ويجلو البصر.

الملح: هو حار يابس، وهو يدفع العفونات كلها ويجلو كآبة اللون طلاءً، ويذيب الأخلاط الغليظة والبلغم والعفن والخام والسوداء، ويأكل اللحم الزائد ويحسن اللون أكلاً، ويضمد به مع بذر الكتان للسع العقرب، ومع العسل والخل لنهش أم أربعة وأربعين. وينفع من الجرب والحكة البلغمية والنقرس، ويمنع من أوجاع المعدة الباردة، ويحد الذهن، ويشد اللثة المسترخية ويسهل خروج الثفل، إلا أنه يضر بالدماغ والبصر والرئة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله

ص: 302

عنه: يا علي ابدأ بالملح واختم بالملح، فإنه شفاء من سبعين داء. والله سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 303