المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الثاني " في منازل الأوس والخزرج وما دخل بينهم من الحروب - خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - جـ ١

[السمهودي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأوّل في فضلها ومتعلقاتها وفيه عشرة فصول

- ‌ الفصل الثاني في تفضيلها على البلاد

- ‌ الفصل الثالث " في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل

- ‌ الفصل الرابع " في الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال

- ‌الفصل الخامس في ترابها وثمرها

- ‌ الفصل السادس " في تحريمها والألفاظ المتعلقة به

- ‌ الفصل السابع " في أحكام حرمها

- ‌ الفصل الثامن " في خصائصها

- ‌ الفصل التاسع " في بدء شأنها وما يؤول عليه أمرها وما وقع من ذلك

- ‌ الفصل العاشر " في ظهور نار الحجاز المنذر بها من أرضها وانطفائها عند

- ‌الباب الثاني في فضل الزيارة والمسجد النبوي ومتعلقاتهما

- ‌الأوّل في فضل الزيارة وتأكدها وشدّ الرحال إليها وصحة نذرها وحكم

- ‌ الفصل الثاني " في توسل الزائر به صلى الله عليه وسلم إلى ربه تعالى

- ‌الفصل الثالث في فضل المسجد النبوي وروضته ومنبره

- ‌الباب الثالث في أخبار سكناها إلى أن حل النبي صلى الله عليه وسلم بها

- ‌ الأول " في سكناها بعد الطوفان وسكن اليهود بها ثم الأنصار وبيان نسبهم

- ‌ الفصل الثاني " في منازل الأوس والخزرج وما دخل بينهم من الحروب

- ‌ الفصل الثالث " في إكرام الله تعالى لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الفصل الرابع " في قدومه صلى الله عليه وسلم باطن المدينة وسكناه بدار

الفصل: ‌ الفصل الثاني " في منازل الأوس والخزرج وما دخل بينهم من الحروب

"‌

‌ الفصل الثاني " في منازل الأوس والخزرج وما دخل بينهم من الحروب

لما أنصرف أبو جبيلة من نصرهم تفرقوا في أعالية والسافلة واتخذوا الأموال والآطام فأما الأوس فنزل بنو عبد الأشهل ابن جشم بن الحرث وبنو حارثة بن الحرث بن الخررج الأصغري بن عمرو بن مالك بن الأوس بدار بني عبد الأشهل بالحرة الشرقية شامي بني ظفر خلاف قول المطري قبليهم لما أوضحنا في الأصل وابتنوا آطاما منها وأقم وبه سميت الناحية كان الحضير بن سماك وله يقول شاعرهم

نحن بنينا واقا بالحرة

بلازب الطين وبالأصرة

ص: 551

ثم خرجت بنو حارثة عنهم لحرب دخلت بينهم فوالت بنو ظفر بني عبد الأشهل وظفرت بهم بنو حارثة فأجلوهم أولا لأرض بني سليم وقتلوا سماك بن رافع فسار حضير بن سماك ببني سليم وحاصر بني حارثة بدار بني عبد الأشهل فأجلاهم إلى خيبر فكانوا بها قريبا من سنة ثم رق لهم حضير فاصطلحوا وأبت بنو حارثة أن ينزلوا دار بني الأشهل فنزلوا شاميهم بسند الحرة الشرقية التي بها الشيخان خلاف قول المطري بيثرب لما أوحيناه في الأصل وبنو ظفر وهو كعب بن الخزرج الأصغر بدارهم شرقي لبقيع عند مسجدهم المعروف بمسجد البغلة بجوار بني عبد الأشهل وبجوارهم أيضا بنو أخيهم زعور بن جشم من أهل راتج وهذه البطون الأربعة هم النبيت لأن النبيت بطون بني عمرو بن مالك بن الأوس على ما ذكره ابن حزم وبنو عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بقباء وهم بطون كثيرة لبني ضبيعة منهم الأم الذي يقال له الشقيف بين أحجار المراء ومجلس بني الموالي ولكلثوم بن الهدم من بني عبيد بن زيد أطم في دار عبد الله ابن أبي أحمد ولأحيحة بن الجلاح الحجعبي أطم يقال له واقم صار لبني عبد المنذر في دية جدّهم

ص: 553

وكان في رحبة بني زيد بن مالك بن عوف أربعة عشرا طما يقال لها الصياصي ولهم أطم بالمسكبة شرقي مسجد قباء وأطم يقال له المستظل عند بئر غرس كان لأحيحة ثم صار لبني عبد المنذر وخرجت حجمعبا بن كلفة بن عوف بن غمرو بن عوف من قباء لقتلهم رفاعة وغنما فسكنوا العصبة غربي مسجد قباء فابتنى أحيحة الضحيان أطم أسود عرضه قريب من طوله وباه أولا من البثرة البيضاء يعنى الحجارة البيض فسقط وابتني بنو مجدعة وحججعبا أطما يقال له الهجيم عند المسجد الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم

ص: 554

وخرجت بنو معاوية ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف فسكنوا دارهم التي وراء بقيع الغرقد ولهم مسجد الإجابة ومنهم حاطب بن قيس وفيه كانت حرب حاطب وخرجت بنو السميعة وهم بنو لوذان ابن عمرو بن عوف فسكنوا عند زقاق ركيح وابتنوا أطما يقال له السعدان في الربع حائط هناك ولعله المعروف اليوم بالربعي ونزل واقف والسلم ابنا امرئ القيس بن مالك بن الأوس عند مسجد الفضيخ من جهة القبلة ثم لطم واقف وهو الأكبر عين السلم وكان شرسا فحلف لا يساكنه فنزل السلم على بني عمرو بن عوف فلم يزل ولده فيهم حتى انقرضوا سنة تسع وتسعين ومائة

ص: 555

وبلغ عددهم في الجاهلية ألف مقاتل وبنو وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرّة بن مالك ابن الأوس بدارهم عند مسجدهم وبنو أمية بن زيد أخوة بني وائل بدارهم التي يمتر فيها سيل مذيني بين بيوتهم ثم يسقى الأموال فهي شرقي العهن

ص: 556

وبنو عطية بن زيد أخوتهم أيضا بضفته فوق بني الحبلى وابتنوا أطما يقال له شاش على يسارك في رحبة مسجد قباء مستقبل القبلة ووائل وأمية وعطية بنو زيدهم الجعادرة لأنهم كانوا إذا أجارو وأحارا قالوا له جعدر حيث شئت أي أذهب حيث شئت فلا بأس عليك قاله ابن زبالة وسبق عن الشرقي ما يخالفه وبنو سعد بن مرّة بن مالك بن الأوس براتج وقال ابن زبالة عقب الكلام على المنازل أن بني شطبة حين قدموا من الشام نزلوا ميطان فلم يوافقهم فتحولوا قريبا من حدمان ثم نزلوا براتج فهم أحد قبائله الثلاثة وبنو طمة جشم بن مالك بن الأوس بدارهم عند الماجشونية والغرس فوق بني الحرث لما أوضحناه في الأصل

ص: 557

وكانوا متفرقين في آطامهم فلما جاء الإسلام اتخذوا مسجدهم وسكن رجل منهم عنده فكانوا يسألون عنه كل غداة مخافة أن يكوون السبع عدا عليه ثم كثروا هناك حتى كان يقال لدارهم غزة تشبيها بغزة الشام من كثرة أهلها وأما الخزرج فنزل بنو الحرث بن الخزرج الأكبر شرقي وادي بطحان وتربة صعيب ويعرف اليوم بالحرث وخرج جشم وزيد أبنا الحرث فسكنا السخ أطم لهم سميت به الناحية على ميل من المسجد النبوي وهو أول العالية وخرجت بنو حذراة بن عوف بن الحرث فسكنوا حرار سعد شامي السوق وأخوتهم بنو حذرة بن عوف فسكنوا قرب البصة وكان الأجرد وهو الأطم الذي يقال البئرة البصة لجدّ أبي سعيد الخدري

ص: 558

ونزل بنو سالم وغنم أبني عوف بن عمرو بن الخزرج الأكبر دار بني سالم بطرف الحرة الغربية عند مسجد الجمعة ولهم أطم القوافل بطرف بيوت بني سالم مما يلي ناحية العصبة وبنو عصية حلفاء لبني سالم عند مسجد بني عصبة قرب قباء وبنو الحبلى وهو على ما قاله ابن زبالة مالك بن سالم بن غنم بن عوف

بدارهم المعروفة بهم قال ابن حزم وهيبين دار بني النجار وبين بني ساعدة وقال ابن هشام الحبلى سالم بن غنم سميبه لعظم بطنه فيجمع بأنه كان يطلق عليه وعلى أبنه مالك فما سبق في نزول بني عطية فوق بني الحبلى المراد به من كان من بني سالم بن غنم بدار بني سالم لا دار مالك هذا وكانت بهذه أطم يقال له مزاحم بين ظهراني البيوت لعبد الله بن أبيّ

ص: 559

وبنو سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن تريد بالمثناة فوق ابن جشم بن الخزرج الأكبر بسند الحرة ما بين مسجد القبلتين إلى المزاد أطم بني حرام سميت به الناحية وبنو سواد بن غنم بن كعب بن سلمة عند مسجد القبلتين إلى أرض ابن عبيد الديناري ولهم مسجد القبلتين وبنو عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة عند مسجد الخربة إلى جبلهم الدويخل ولهم مسجد الخربة والأطم المواه له والأطم الذي عند قبلته وبنو حرام ابن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة عند مسجدهم الصغير بالقاع بين مقبرة بني سلمة إلى المزاد أطم

ص: 560

ولهم أطم بالسهل بين أرض جابر بن عتيك والعين التي عملها معاوية بن أبس سفيان رضي الله عنه كان لعمر وجد جابر بن عبد الله بن عمرو وبنو مرّ بن كعب بن سلمة حلفاء بني حرام معهم ولهم أطم غربي جائط جابر بن عتيك مما يلي جبلي بني عبيد وكانت بنو سلمة كلها بهذه الدار وكلمتهم واحدة وملكوا عليهم أمة بن حرام فلبث فيهم زمانا حتى دخل بينه وبين صخر من بني عبيد أمر لأرادته أخذ بعض ما خلف أبوه وكان مثريا ليقسمه في بني سلمة فضربه صخر بالسيف وحالت بينه وبين صخر بنو عبيد وبنو سواد فنذر أمه أن لا يأويه ظل بيت حتى يقتلوا صخرا أو يؤتى به فيرى فيه رأيه وجلس عند الظرب الذي غربي مسجد الفتح في الشمس فبلغ قومه فأتوه بصخر فعفا عنه وأخذ الذي أراد من ماله

ص: 561

وروى أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أن السيل يحول بيننا وبينك وأرادوا التحول فقال ما عليكم لو تحولتم إلى سفح الجبل يعني سلعا فتحولوا فدخلت حرام الشعب وصارت سواد وعبيد إلى السفح والمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم أثبتوا فإنكم أوتادها وإنما نقل بني حرام إلى الشعب المعروف بهم من سلع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكلم ناسا كانوا به من بني ناغضة من اليمن فانتقلوا بهم إلى الشعب الذي تحت مسجد الفتح وابتنت بنو حراح بشعبهم من سلع مسجدهم الكبير بناه غلام رومي شروه من أطياتهم كما رواه يحيي وآثارهم هذا المسجد بينه اليوم هناك

ص: 562

ونزل بنو بياضة وزريق أبنا عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن عضب ابن جشم بن الخزرج الأكبر وبنو حبيب بن عبد حارثة بن مالك وبنو غدارة وهم بنو كع بن مالك وبنو أجدع وهم بنو معاوية بن مالك بدار بني بياضة شامي بني سالم ممتدة بالحرة الغربية إلى بطحان قبليّ بني مازن زكان بها نحو عشرين أطما منها عقرب في شامي المزرعة المسماة بالرحابة في الحرة على القفارة وسويد في شامي الحائط المسمى بالحماضة واللوى في حد السرارة بينه وبين زاوية الجدار الشامي الذي يحيط على الحماضة عشرون ذراعا والسرارة ما بين اللوى إلى الجدار الذي يقال له بيوت بني بياضة والحدار الذي بناه زياد ابن عبد الله لبركة السوق وسط السرارة وهذه البركة هي التي ذكرها في كلام ابن شبة في سيل رانونا وكان لبني حبيب الأطم الذي في أدنى بيوت بني بياضة دون الجمر الذي عند ذي ريش فلبثوا أمرهم جميع

ص: 563

حتى هلك زريق فأوصى ببنيه إلى عمه حبيب فكلفهم النصح بأييهم فقتلوه فحالف بنوه بني بياضة على بني زريق فخرجت بنو زريق فسكنوا دارهم التي في قيلة المصلى والسور الموجود اليوم والموضع المعروف بذروان وما والاه من داخل السور ثم اصطلحوا على أن قطعوا لبني حبيب طائفة من دورهم دية فقبلوا ذلك وأنتقل بنو مالك بن زيد بن حبيب من بني بياضة فنزلوا الناحية التي ودت بنو زريق وتخلف بعض بني حبيب ببني بياضة فمكثوا ما شاء الله ثم أن عبيد بن المعلى من بني حبيب قتل حصن بن خالد الرزقي فأراد بنو زريق قتله ثم ودوه من مالهم على أن يحالفهم بنو المعلى ويقطعوا حلفهم مع بني بياضة ففعلوا وقال ابن حزم أن من بني حبيب عبد الله بن حبيب بن عبد حارثة وأنه والد أبى جبيلة الذي جلبه مالك بن العجلان لقتل اليهود كما سبق وكان بنو غدارة بن مالك أقل بطون بني مالك بن عضب عددا مع شراسة وشدّ أنفس فقتلوا قتيلا أما بني اللين أو من

بني أجدع وأبي أهل القتيل الدية فانتقلوا

ص: 564

من دار بني بياضة إلى بني عمرو بن عوف فحالفوهم وصاهروهم وكان بين بطنين من بطون بني مالك بن عضب ميراث في الجاهلية فاشتجروا فيه ثم دخلوا حديقة بني بياضة وأغلقوها حتى لم يبق منهم عين تطرف فسميت حديقة الموت وكان بنو مالك بن عضب سوى بين رزيق ألف مقاتل في الجاهلية ونزل بنو ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر في أربع منازل بنو عمر وبنو ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة دار بني ساعدة بين سوق المدينة من المشرق مما يلي شامية وبين بني ضمرة ولهم الأطم الذي بدار أبي دجانة الصغرى عند بضاعة والأطم المواجه مسجد بني ساعدة وكان آخر أطم بنى بالمدينة

ص: 565

وبنو قشبة بن الخزرج بن ساعدة شرقيهم قرب بني جديلة عند خوخة عمر والضمري وبنو أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة رهط سعد بن عبادة الدار التي يقال لها جرار سعد وهي جرار كان يسقى فيها الماء وهي نهاية سوق المدينة كما سيأتي وبعض بني الحرث بن الخزرج نزلوا بها أيضا كما سبق فهو المراد من حديث عبادة سعد ببني الحرث ألا أن يكون سعد أتخذ الموضع المعروف ببني الحرث منزلا آخر بأن تزوج فيهم

ص: 566

وبنو وقش وبنو عنان ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة دارهم التي بقرب جرار سعد نحو مسجد الراية ونزل بنو مالك بن النجار بنو مالك بن النجار دارهم المعروفة بهم فبنو غنم بن ملك شرقي في المسجد النبوي

ص: 567

وهو لهم الأطم المسمى بقويرع موضع دار حسن بن زيد وهي التي في قبلة رباط مراغة بينهما الشارع وبنو مغالاة بنو عدي بن عمرو بن مالك ومغالة أمهم غربي المسجد بجهة باب الرحمة ولهم فارع أطم حسان بن ثابت وبيرحاء

ص: 568

وبنو جديلة وهو معاوية ابن عمرو بن مالك بن النجار شامي المسجد وشرقيه قرب البقيع وبقربهم بيرحاء ولهم الأطم الذي يقال له مشعط غربي مسجدهم مسجد أبي ابن كعب وفي موضعه بيت أبي نبيه وفي المشارق وقال الزبير كل ما كان بالمدينة عن يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل المسجد النبوي بنو مغالة والجهة الأخرى بنو جديلة وهم بنو معاوية وهم من الأوس قلت كونهم من الأوس وهم ليس من كلام الزبير والذي قال أهل النسب وغيرهم ما سبق وسبب الوهم أن في الأوس أيضا بني معاوية أهل

ص: 569

مسجد الإجابة كما سبق وكذا التبس الأمر على المطري فجعل مسجد الإجابة ومنزلته لبني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وجعل منزلة بني جديلة عند بيرحاء منزلة بني معاوية بن مالك بن النجار أيضا ثم قال بني دينا أنهم بين دار بني معاوية أهل مسجد الإجابة ودار بني جديلة اه والصواب ما قدمناه وبنو مبذول وهو عامر بن مالك ابن النجار قرب بقيع الزبير شرقي بني غنم وقبلتهم ونزل بنو عدي بن النجار غربي المسجد النبوي فيما قاله المطري لكن منهم أنس بن مالك وكانت داره شامي المسجد في المشرق ولهم أطم الزاهرية كان في دار النابغة عند المسجد الذي في الدار وبنو مازن بن النجار شرقي بني زريق لناحية القبلة وقال المطري قبليّ البصة وتسمى الناحية اليوم أبو مازن

ص: 570

وبنو دينار ابن النجار خلف بطحان وما قاله المطري في منزلهم مردود لما سيأتي في مسجدهم فهذه منازل بني النجار تسمى به لأنه ضرب رجلا فنجره وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر

ص: 571

وفي الحديث خير دور الأنصار بنو النجار ثم عبد الأشهل ثم بنو الحرث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير قالوا ولبثت الأوس والخزرج بالمدينة ما شاء الله وكلمتهم واحدة ثم وقعت بينهم حروب كثيرة لم يسمع في قوم أكثر منها ول أطول قيل أنها بقيت مائة وعشرين ستة حتى جاء الإسلام وأولها حرب سمير بضم المهملة مصغرا من الأوس قتل رجلا من بني ثعلبة حليفا لمالك بن العجلان ثم حرب كعب بن عمرو ثم حرب يوم السرارة موضع بين بني بياضة والحماضة ثم يوم الديك موضع أيضا ويوم فارع ويوم الربيع وحرب حضير ابن الأسلت وحرب حاطب بن قيس إلى أن آخر ذلك يوم بغاث قبل الهجرة بخمس سنين على الأصح قتل فيه

ص: 572

مسراتهم وسببه أن الظفر في أكثر تلك الحروب كان للخزرج فذهبت الأوس لتحالف قريظة فأرسلت لهم الخزرج لئن فعلتم فأذنوا بحرب فقالوا لا ندخل بينكم فقالت الخزرج فأعطونا رهائن فأعطوهم أربعين غلاما ما تفرقوا في دورهم فحالفت بطون من الأوس الخزرج منهم عمرو بن عوف وقال سائرهم والله لا نصالح حتى ندرك ثأرنا فتقاتلوا وكثر القتل في

الأوس لما خذلهم قومهم فتشاوروا في أن يحالفوا قريشا فأظهروا أنهم يريدون العمرة وبينهم أن لا يتعرض لمريدها وأجار أموالهم البراء بن معرور وعن أفلح بن سعيد أم الأوس خرجوا جالين من الخزرج حتى نزلوا على قريش بمكة فحالفوهم فقال الوليد بن المغيرة ما نزل قوم على قوم إلا أخذوا شرفهم ورثوا ديارهم فاقطعوا حلفهم قالوا بأيّ شيء قال أن فيهم حمية فقولوا لهم أنا نسينا شيئا وهو أنا قوم إذا كان النساء بالبيت فرأى الرجل امرأة تعجبه قبلها ولمسها بيد فنفرت الأوس وقطعوا الحلف فلما لم يتم لهم الحلف ذهبت النبيت إلى خيبر فافتخرت الخروج عليهم في أشعرهم وقال عمر بن النعمان البياضي يا قوم أن بياضة أنزلكم منزل سوء والله لا يمس رأسي غسل حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير وأقتل رهنهم وكان لهم غزار المياه وكرام النخل فبلغهم ذلك ومن كان بالمدينة من الأوس فخالفوا قريظة والنضير ثم أرسلوا بذلك للنبيت فقدموا فأخذت الخروج في قتل الرهن فقال كعب ابن أسد القرظي إنما هي ليلة ثم تسعة أشهر وقد جاء الحلف وأرسلوا للأوس أنهضوا ألينا فنأتيهم جميعا وأمتنع عبد الله بن أبي من قتل الرهن وقال لقومه أنتم البغاة والأوس تقول منعونا من الحياة فيمنعونا الموت والله ما يموتون أو يهلكون عامتكم فقال له عمرو بن النعمان أنتفخ والله سحرك فقال والله لا أحضركم ولكأني أنظر إليك قتيلا يحملك أربعة كساء فراست لبخروج عمرو بن النعمان بن رجيلة وقيل بل ده رجيلة فاقتتلوا في بغاث عند أعلى قورى ورئيس الأوس حضير الكائب والدا سيد بن حضير وكان النصر أولا للخروج فثبت حضير الأوس فرجعوا فكانت الدبرة على الخزرج وقتل حضير الكائب وعمرو بن النعمان وجيء بعمرو يحمله أربعة وحلفت اليهود لنهدمن من حصن ابن أبي وكانت أخته تحت أبي عامر الراهب الملقب بالفاسق والد حنظلة الغسيل أحد بني ضبيعة بن زيد من الأوس فلما أحاطوا بحصنه قال هؤلاء أولادكم وقد نهيت الخروج فعصوني وكانوا من أولاد بني النضير فأجاروه من الأوس وقريظة ثم لم يزل يتحيل حتى ردّهم حلفاء الخزرج وذهب في ذلك اليوم أشراف الأوس والخزرج ممن لا ينقاد لأن يكون تحت حكم غيره لشدّة شكيمته غير ابن أبي فلذا قالت عائشة رضي الله عنه كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام وقال أهل السير أنه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وسيد أهلها ابن أبي ولم يجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين غيره ومعه في الأوس رجل شريف مطاع هو أبو عامر الفاسق وكان قد ترهب ولبس المسوح وزعم أنه ينتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم فشقيا بشرفهما. لما خذلهم قومهم فتشاوروا في أن يحالفوا قريشا فأظهروا أنهم يريدون العمرة وبينهم أن لا يتعرض لمريدها وأجار أموالهم البراء بن معرور وعن أفلح بن سعيد أم الأوس خرجوا جالين من الخزرج حتى نزلوا على قريش بمكة فحالفوهم فقال الوليد بن المغيرة ما نزل قوم على قوم إلا أخذوا شرفهم ورثوا ديارهم فاقطعوا حلفهم قالوا بأيّ شيء قال أن فيهم حمية فقولوا لهم أنا نسينا شيئا وهو أنا قوم إذا كان النساء بالبيت فرأى الرجل امرأة تعجبه قبلها ولمسها بيد فنفرت الأوس

ص: 573

وقطعوا الحلف فلما لم يتم لهم الحلف ذهبت النبيت إلى خيبر فافتخرت الخروج عليهم في أشعرهم وقال عمر بن النعمان البياضي يا قوم أن بياضة أنزلكم منزل سوء والله لا يمس رأسي غسل حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير وأقتل رهنهم وكان لهم غزار المياه وكرام النخل فبلغهم ذلك ومن كان بالمدينة من الأوس فخالفوا قريظة والنضير ثم أرسلوا بذلك للنبيت فقدموا فأخذت الخروج في قتل الرهن فقال كعب ابن أسد القرظي إنما هي ليلة ثم تسعة أشهر وقد جاء الحلف وأرسلوا للأوس أنهضوا ألينا فنأتيهم جميعا وأمتنع عبد الله بن أبي من قتل الرهن وقال لقومه أنتم البغاة والأوس تقول منعونا من الحياة فيمنعونا الموت والله ما يموتون أو يهلكون عامتكم فقال له عمرو بن النعمان أنتفخ والله سحرك فقال والله لا أحضركم ولكأني أنظر إليك قتيلا يحملك أربعة كساء فراست لبخروج عمرو بن النعمان بن رجيلة وقيل بل ده رجيلة فاقتتلوا في بغاث عند أعلى قورى ورئيس الأوس حضير الكائب والدا سيد بن حضير وكان النصر أولا للخروج فثبت حضير الأوس فرجعوا فكانت الدبرة على الخزرج وقتل حضير الكائب وعمرو بن النعمان وجيء بعمرو يحمله أربعة وحلفت اليهود لنهدمن من حصن ابن أبي وكانت أخته تحت أبي عامر الراهب الملقب بالفاسق والد حنظلة الغسيل أحد بني ضبيعة بن زيد

ص: 574

من الأوس فلما أحاطوا بحصنه قال هؤلاء أولادكم وقد نهيت الخروج فعصوني وكانوا من أولاد بني النضير فأجاروه من الأوس وقريظة ثم لم يزل يتحيل حتى ردّهم حلفاء الخزرج وذهب في ذلك اليوم أشراف الأوس والخزرج ممن لا ينقاد لأن يكون تحت حكم غيره لشدّة شكيمته غير ابن أبي فلذا قالت عائشة رضي الله عنه كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام وقال أهل السير أنه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وسيد أهلها ابن أبي ولم يجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين غيره ومعه في الأوس رجل شريف مطاع هو أبو عامر الفاسق وكان قد ترهب ولبس المسوح وزعم

ص: 575

أنه ينتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم فشقيا بشرفهما.

ص: 576