المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الرابع " في الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال - خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - جـ ١

[السمهودي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأوّل في فضلها ومتعلقاتها وفيه عشرة فصول

- ‌ الفصل الثاني في تفضيلها على البلاد

- ‌ الفصل الثالث " في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل

- ‌ الفصل الرابع " في الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال

- ‌الفصل الخامس في ترابها وثمرها

- ‌ الفصل السادس " في تحريمها والألفاظ المتعلقة به

- ‌ الفصل السابع " في أحكام حرمها

- ‌ الفصل الثامن " في خصائصها

- ‌ الفصل التاسع " في بدء شأنها وما يؤول عليه أمرها وما وقع من ذلك

- ‌ الفصل العاشر " في ظهور نار الحجاز المنذر بها من أرضها وانطفائها عند

- ‌الباب الثاني في فضل الزيارة والمسجد النبوي ومتعلقاتهما

- ‌الأوّل في فضل الزيارة وتأكدها وشدّ الرحال إليها وصحة نذرها وحكم

- ‌ الفصل الثاني " في توسل الزائر به صلى الله عليه وسلم إلى ربه تعالى

- ‌الفصل الثالث في فضل المسجد النبوي وروضته ومنبره

- ‌الباب الثالث في أخبار سكناها إلى أن حل النبي صلى الله عليه وسلم بها

- ‌ الأول " في سكناها بعد الطوفان وسكن اليهود بها ثم الأنصار وبيان نسبهم

- ‌ الفصل الثاني " في منازل الأوس والخزرج وما دخل بينهم من الحروب

- ‌ الفصل الثالث " في إكرام الله تعالى لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الفصل الرابع " في قدومه صلى الله عليه وسلم باطن المدينة وسكناه بدار

الفصل: ‌ الفصل الرابع " في الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال

"‌

‌ الفصل الرابع " في الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال

والطاعون

في الصحيحين حديث اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ ورواه رزين والجنديّ بالواو وقد تكرّر دعاءه صلى الله عليه وسلم بتحديد المدينة والظاهر أن الإجابة حصلت بالأول والتكرير لطلب المزيد حتى كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرانها وفي رواية دوحاتها أي حبال شجرها وفي رواية

ص: 123

درجاتها أي طرقها المرتفعة أوضع راحلته وإن كان على دابة حركها من حبها كما في الصحيح وفي رواية لأبن زبالة تباشر بالمدينة وفي أخرى كان

ص: 124

إذا أقبل من مكة فكان بالأتاية طرح رداءه عن منكبيه وقال هذه أرواح طيبة وفي الدعاء للمحاملي عن

ص: 125

رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان إذا قدم من سفر من أسفاره فأقبل على المدينة يسير أتم السير ويقول اللهم اجعل لنا بها قرارا ورفقا حسنا وفي الصحيحين حديث اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة ولهما أيضا اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في

ص: 126

صاعهم وبارك لهم في مدهم

ص: 127

قلت هذه البركة في أمر الدين والدنيا لأنهم نماء وازدياد والبركة لها حاصلة في نفس المكيل بحيث يكفي المدّ بها من لا يكفيه بغيرها وهذا محسوس لمن سكنها ولذا أقول إن سكنا ها تزيد في الإيمان ولمسلم اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في صاعنا اللهم بارك لنا في مدنا اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم اجمع مع البركة بركتين وله أيضا الله بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وأنى عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا

ص: 128

بمكة ومثله معه وله وللترمذيّ كان الناس إذا رأوا أول الثمرة جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه قال اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا الحديث وهو يقتضي تكرر الدعاء بتكرر ذلك

ص: 129

وللطبراني في الأوسط برجال ثقاة عن ابن عمر رضي الله عنه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم أقبل على القوم فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا الحديث وله في الكبير برجال ثقاة عن أبن عباس نحوه

ص: 130

وللترمذي وقال حسن صحيح عن علي رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بحرة السقيا التي كانت اسعد بن أبي وقاص

ص: 131

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فتوضأ قام فأستقبل القبلة فقال اللهم أن إبراهيم كان عبدك وخليلك ودعاك لأهل مكة بالبركة وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين ورواه أبن شبة ألا أنه قال حتى إذا كنا بالحرة بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فلما توضأ قام فاستقبل القبلة ثم كبر ثم قال الحديث

ص: 132

وفيه إشارة إلى أن المدعوّ ستة أضعاف ما بمكة من البركة ولأبن زبالة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى ناحية من المدينة وخرجت معه فاستقبل القبلة ورفع يديه حتى أني لأرى بياض ما تحت منكبيه ثم قال اللهم إن إبراهيم نبيك وخليلك دعاك لأهل مكة وأنا نبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم

ص: 133

وقليلهم وكثيرهم ضعفي ما باركت لأهل مكة اللهم من ها هنا وها هنا وها هنا حتى أشار إلى نواحي الأرض كلها اللهم من أرادهم بسوء فأذيه كما يذوب الملح بالماء ولأحمد برجال الصحيح عن أبي قتادته أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأرض سعد بأصل الحرة عند بيوت السقيا ثم قال اللهم أن إبراهيم خليلك وعبدك ورسولك ونبيك دعاك لأهل مكة وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثلما دعاك به إبراهيم لمكة أدعوك أن

ص: 134

تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة وأجعل ما بها من وباء يختم الحديد وللجندي حديث اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وبارك لنا في مدها وصاعها وأنقل حماها وأجعلها بالجحفة

ص: 135

ولأبن زبالة في حديث قدومه صلى الله عليه وسلم ووعظ أصحابه إنه جلس على المنبر ثم رفع يديه ثم قال اللهم أنقل عنا الوباء فلما أصبح قال أتيت هذه الليلة بالحمى فإذا بعجوز سوداء ملببة بيدي الذي جاء بها فقال هذه الحمى فما ترى فيها فقلت اجعلوها بخمّه وفي رواية له إنه أمر عائشه رضي الله عنها بالذهاب إلى أبي بكر وموليه فرجعت فأخبرته فكره ذلك ثم عمد إلى بقيع الخيل وهو سوق

المدينة فقام فيه ووجهه إلى القبلة فرفع يديه إلى الله تعالى فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لأهل المدينة في سوقهم وبارك لهم في صاعهم وبارك لهم في مدهم اللهم أنقل ما كان للمدينة من وباء إلى مهيعة ولمسلم عن عائشة رضي الله عنه قدمنا المدينة وهي وبية فأشتكى أبو بكر وأشتكى بلال رضي الله عنه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة وللبخاري عنها لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنه وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقولالمدينة فقام فيه ووجهه إلى القبلة فرفع يديه إلى الله تعالى فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لأهل المدينة في سوقهم وبارك لهم في صاعهم وبارك لهم في مدهم اللهم أنقل ما كان للمدينة من وباء إلى مهيعة

ص: 136

ولمسلم عن عائشة رضي الله عنه قدمنا المدينة وهي وبية فأشتكى أبو بكر وأشتكى بلال رضي الله عنه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة وللبخاري عنها لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال

ص: 137

رضي الله عنه وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول

كل امرئ مصبح في أهله

والموت أدنى من شراكة نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقبرته ويقول

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة

بواد وحولي أذخر وجليل

وهل أردن يوما ميساه مجنة

وهل يبدون لي شامة وطفيل

ص: 138

اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ اللهمّ بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله تعالى وكان بطحان يجرى نجلا يعني ماء أحبنا أي متغير

ص: 139

أو لأبن أسحق عنها لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهي أوبأ أرض الله تعالى من الحمى فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم وصرفه الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم قالت فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال موليا أبي بكر معه في بيت واحد فأصابتهم الحمى فدخلت عليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب الحجاب وبهم ما لا يعلمه إلا الله تعالى من شدّة الوعك فدنوت من أبي بكر فقلت كيف تجدك فقال كل امرئ البيت فقلت والله ما يدري أبي ما يقول ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت كيف تجدك فقال

لقد وجدت الموت قبل ذوقه

إن الجبان حتفه من فوقه

كل امرئ مجاهد بطوقه

كالثور يحمي جلده بروقه

ص: 140

قالت فقلت ما يدري عامر ما يقول وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت وذكر ما سبق ولأبن زبالة لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أصحابه فخرج يعود

ص: 141

أبا بكر فوجده بهجر فقال يا رسول الله لقد لقيت الموت البيت فخرج من عنده فدخل على بلال فوجده بهجر وهو يقول ألا ليت شعري البيتين ودخل على أبي أحمد بن جحش فوجده موعوكا فلما جلس إليه قال

واحبذا مكة من وادي

أرض بها تكثر عوّادي

أرض بها تضرب أو تأذى

أرض بها أهلي وأولادي

أرض بها أمشي بلا هادي

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا أن ينقل الوباء من المدينة فيجعله بخم وخم كما سيأتي قرب الجحفة وهي مهيعة وإنما دعا صلى الله عليه وسلم بنقل الحمى إليها لأنها كانت دار شرك ولم تزل من يومئذ أكثر بلاد الله حمى قال بعضهم وإنه ليتقي شرب الماء من عينها التي يقال لها عين خم فقلّ من شرب منها الأحمّ

ص: 142

وللبيهقيّ في الحديث السابق عن هشام بن عروة قال وكان المولود يولد بالجحفة فلا يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى وله أيضا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهي أوبأ أرض الله تعالى وواديها بصحان نجل يجري عليه الأثل قال هشام وكان وباؤها معروفا في الجاهلية وكان إذا كان الوادي

ص: 143

وفي خبر ثنية الوداع ما يقتضي أنّ الداخل كان يعشر بها أي ينهق كالحمار عشرة أصوات في طلق وإلا مات قبل أن يخرج منها حتى قدم عروة بن الورد العبسي فلم يعشر فتركه الناس وتحويل مثل هذا الوباء من أعظم المعجزات وللبخاريّ حديث رأيت امرأة سوداء ثائرة

ص: 144

الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت مهيعة

ص: 145

فتأوّلتها أنّ وباء بالمدينة نقل إلى مهيعة ولأبن زبالة أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فجاءه إنسان كأنه قدم من ناحية طريق مكة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لقيت أحدا قال لا ألا امرأة سوداء عريانة ثائرة الشعر فقال صلى الله عليه وسلم تلك الحمى ولن تعود بعد اليوم أبدا وله أيضا حديث أصح المدينة من الحمى ما بين حرة بني قريظة والعريض وحديث اللهم حبب إلينا المدينة وأنقل وباءها إلى مهيعة وما بقي منه فاجعله تحت ذنب مشعط وحديث إن كان الوباء في شيء من المدينة فهو في ظل مشعط

ص: 146

قلت ومشعط بالشين المعجمة كمرفق أطم لبني هذيلة كان في غربي مسجدهم قرب البقيع وهذا يؤذن بمقام شيء من الحمى كما هو اليوم فالذي نقل سلطانها أو أعيد الخفيف منها للتكفير لحديث أحمد وغيره برجال الصحيح

ص: 147

عن جابر استأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذه فقال ما شئتم أن شئتم دعوت الله تعالى ليكشفها عنكم وإن شئتم تكون لكم طهورا قالوا أو تفعل قال نعم قالوا فدعها وفي رواية وإن شئتم تركتموها وأسقطت بقية ذنوبكم

ص: 148

وله أيضا برجال ثقات أتاني جبريل بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون بالشام فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجز على الكافرين وأن الموجود منها اليوم ليس حمى الوباء بل رحمة ربنا ودعوة نبينا لما روى أحمد

ص: 149

في تفسير ما صح عن شرحبيل بن حسنة وغيره إنه أي الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم

ص: 150

من قول أبي قلابة إنه صلى الله عليه وسلم سأل ربه عز وجل أن لا يهلك أمته بسنة فأعطيها وأن لا يسلط عليهم عدوّا من غيرهم فأعطيها وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعه فقال في دعائه فحمى إذا أو طاعونا كرره ثلاثا أي فحمى للموضع الذي عصم من الطاعون فتضعف الأبدان عن إذاقة بعضهم بأس بعض فتمنعه وتطهرهم

ص: 151

وتكون حظهم من النار أو طاعونا للموضع الذي لم يعصم منه وهذا الأخير قد ظهر لي من فهم الأحاديث وترجح عندي

ص: 152

وفي الصحيحين وغيرهما حديث على أنقاب المدينة ملائكة يحرسونها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال وللبخاريّ وغيره حديث المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شار الله تعالى وقول إن شاء الله تعالى للتبرك للجزم بذلك في بقية الأحاديث

ص: 153

وقرن الدجال بالطاعون مع كونه شهادة ورحمة لما ثبت من تفسيره بوخز أعدائنا من الجنّ فقد منع منها مردة الجنّ كما منع رأس مردة الأنس وأيضا فالطاعون سببه أشياء تقع من الأمة ففيه نوع مؤاخذة وقد عوّضت المدينة عنه بالحمى

ص: 154

وقيل المعنى لا يدخلها من الطاعون مثل ما يقع لغيرها كطاعون عمواس وهو مردود فلم تزل محفوظة منه مطلقا في سائر الإعصار كما

ص: 155

جزم به أبن قتيبة وتبعه جمع جم من آخرهم النوويّ وهذا القائل فسر الطاعون بالموت العام الفاشي والصواب إنّ المراد به ما يكون عن ظعن الجنّ فيهيج به الدم في البدن فقد روى الطبراني وغيره برجال ثقات حديث ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل خرج من بعض الآفاق حتى إذا كان قريبا من المدينة ببعض الطريق أصابه الوباء ففزع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو أن لا يطلع علينا نقابها يعني طرق المدينة والمراد بالوباء هنا الطاعون المعروف بعلاماته وإلا فموت الواحد

لا يفزع

ص: 156

ولا يسمى وباء عاما وفي الصحيح قول أبي الأسود قدمت المدينة وهم يموتون بها موتا ذريعا فهذا وقع بالمدينة لكنه غير الطاعون

ص: 157

ولأحمد برجال ثقات وأبن شيبة برجال الصحيح حديث المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون قلت كذا هو لا يدخلها بالأفراد فيحتمل عودها للمدينة فقط وإن ثبت لما سيأتي عدم دخول الدجال لمكة فقد نقل جماعة عن الطاعون العام سنة تسع وأربعين وسبعمائة إنه دخلها بخلاف المدينة فلم ينقل ذلك فيها أو أن ليس كما ظن ناقله من كونه طاعونا وفي الصحيحين حديث ليس بلد إلا سيعلوه الجبال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا عليه ملائكة صافين يحرسونها فينزل السبخة ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات أي بسبب الزلزلة التي تقع فيخرج إليه كل كافر ومنافق وفي رواية فيأتي سبخة الجرف فيخرج إليه كل منافق ومنافقة وللبخاري لا يدخل المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ولمسلم يأتي المسح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل المشرق وهنالك يهلك ولهما قصة خروج الرجل الذي هو خير الناس من المدينة إليه إذا نزل بعض سباخها فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه الحديث بطوله فاختصبت بذلك لكونها حضرة المبعوث بالحق ولا حمد برجال الصحيح أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق من أفلاق الحرة ونحن معه فقال نعم الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها الدجال فإذا كان ذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثرهم يعني من يخرج النساء وذلك يوم التخليص ذلك يوم تنفى المدينة الخبث كما ينفي الكير وسخ الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود كل رجل منهم ساج وسيف محلى فيضرب قبته بهذا المضرب الذي بمجتمع السيول الحديث بطوله وللطبراني يا أهل المدينة اذكروا يوم الخلاص قالوا وما يوم الخلاص قال يقبل الدجال حتى ينزل بذباب فلا يبقى في المدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر ولا كافرة ولا منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه ويخلص المؤمنون فذلك يوم الخلاص وقوله بذباب أي بما يقابله من مجتمع السيول كما سبق وفي رواية ينزل الدجال خذوا المدينة فأقول من يتبعه النساء والإماء ولا حمدوا الحاكم يجيء الدجال فيصعد أحدا فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها ملكا مصلتا سيفه فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه أي فسطاطه ولا حمد ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة أي ممرها ولابن ماجة ينزل عند الطريق الأحمر عند منقطع السبخة وللزبيرين بكار ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجتمع السيول فقال ألا أخبركم بمنزل الدجال من المدينة ثم قال هذا منزله يريد المدينة لا يستطيعها يجدها متمنطقة بالملائكة على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سلاحه لا يدخلها الدجال ولا الطاعون فينزل بالمدينة وبأصحاب الدجال زلزلة لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر من يتبعه النساء فلا يعجز الرجل أن يمسك سفيهته ولأبي يعلي برجال الصحيح في حديث الجساسة هو المسيح تطوى له الأرض في أربعين يوما إلا ما كان من طيبة قال صلى الله عليه وسلم وطيبة المدينة ما باب من أبوابها إلا وملك مصلت سيفه يمنعه وبمكة مثل ذلك يفزع ولا يسمى وباء عاما وفي الصحيح قول أبي الأسود قدمت المدينة وهم يموتون بها موتا ذريعا فهذا وقع بالمدينة لكنه غير الطاعون ولأحمد برجال ثقات وأبن شيبة برجال الصحيح حديث المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون قلت كذا هو لا يدخلها بالأفراد فيحتمل عودها للمدينة فقط وإن ثبت لما سيأتي عدم دخول الدجال لمكة فقد نقل جماعة عن الطاعون العام سنة تسع وأربعين وسبعمائة إنه دخلها بخلاف المدينة فلم ينقل ذلك فيها أو أن ليس كما ظن ناقله من كونه طاعونا

ص: 158

وفي الصحيحين حديث ليس بلد إلا سيعلوه الجبال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا عليه ملائكة صافين يحرسونها فينزل السبخة ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات أي بسبب الزلزلة التي تقع فيخرج إليه كل كافر ومنافق وفي رواية فيأتي سبخة الجرف فيخرج إليه كل منافق ومنافقة

ص: 159

وللبخاري لا يدخل المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ولمسلم يأتي المسح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل المشرق وهنالك يهلك

ص: 160

ولهما قصة خروج الرجل الذي هو خير الناس من المدينة إليه إذا نزل بعض سباخها فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه الحديث بطوله فاختصبت بذلك لكونها حضرة المبعوث بالحق

ص: 161

ولا حمد برجال الصحيح أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق من أفلاق

ص: 162

الحرة ونحن معه فقال نعم الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها الدجال فإذا كان ذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثرهم يعني من يخرج النساء وذلك يوم التخليص ذلك يوم تنفى المدينة الخبث كما ينفي الكير وسخ الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود كل رجل منهم ساج وسيف محلى فيضرب قبته بهذا المضرب الذي بمجتمع السيول الحديث بطوله وللطبراني يا أهل المدينة اذكروا يوم الخلاص قالوا وما يوم الخلاص قال يقبل الدجال حتى ينزل بذباب

ص: 163

فلا يبقى في المدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر ولا كافرة ولا منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه ويخلص المؤمنون فذلك يوم الخلاص وقوله بذباب أي بما يقابله من مجتمع السيول كما سبق

ص: 164

وفي رواية ينزل الدجال خذوا المدينة فأقول من يتبعه النساء والإماء ولا حمدوا الحاكم يجيء الدجال فيصعد أحدا فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها ملكا مصلتا سيفه فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه أي فسطاطه ولا حمد ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة أي ممرها

ص: 166

ولابن ماجة ينزل عند الطريق الأحمر عند منقطع السبخة وللزبيرين بكار ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجتمع السيول فقال ألا أخبركم بمنزل الدجال من المدينة ثم قال هذا منزله يريد المدينة لا يستطيعها يجدها متمنطقة بالملائكة على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سلاحه لا يدخلها الدجال ولا الطاعون فينزل بالمدينة وبأصحاب الدجال زلزلة لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر من يتبعه النساء فلا يعجز الرجل أن يمسك سفيهته

ص: 167

ولأبي يعلي برجال الصحيح في حديث الجساسة هو المسيح تطوى له الأرض في أربعين يوما إلا ما كان من طيبة قال صلى الله عليه وسلم وطيبة المدينة ما باب من أبوابها إلا وملك مصلت سيفه يمنعه وبمكة مثل ذلك

ص: 168