المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الثالث " في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل - خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - جـ ١

[السمهودي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأوّل في فضلها ومتعلقاتها وفيه عشرة فصول

- ‌ الفصل الثاني في تفضيلها على البلاد

- ‌ الفصل الثالث " في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل

- ‌ الفصل الرابع " في الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال

- ‌الفصل الخامس في ترابها وثمرها

- ‌ الفصل السادس " في تحريمها والألفاظ المتعلقة به

- ‌ الفصل السابع " في أحكام حرمها

- ‌ الفصل الثامن " في خصائصها

- ‌ الفصل التاسع " في بدء شأنها وما يؤول عليه أمرها وما وقع من ذلك

- ‌ الفصل العاشر " في ظهور نار الحجاز المنذر بها من أرضها وانطفائها عند

- ‌الباب الثاني في فضل الزيارة والمسجد النبوي ومتعلقاتهما

- ‌الأوّل في فضل الزيارة وتأكدها وشدّ الرحال إليها وصحة نذرها وحكم

- ‌ الفصل الثاني " في توسل الزائر به صلى الله عليه وسلم إلى ربه تعالى

- ‌الفصل الثالث في فضل المسجد النبوي وروضته ومنبره

- ‌الباب الثالث في أخبار سكناها إلى أن حل النبي صلى الله عليه وسلم بها

- ‌ الأول " في سكناها بعد الطوفان وسكن اليهود بها ثم الأنصار وبيان نسبهم

- ‌ الفصل الثاني " في منازل الأوس والخزرج وما دخل بينهم من الحروب

- ‌ الفصل الثالث " في إكرام الله تعالى لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الفصل الرابع " في قدومه صلى الله عليه وسلم باطن المدينة وسكناه بدار

الفصل: ‌ الفصل الثالث " في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل

"‌

‌ الفصل الثالث " في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل

ونفيها الخبث والذنوب ووعيد من أحدث بها حدثا أو آوى محدثا أو أرادها وأهلها بسوء أو أخافهم والوصية بهم

وقد سبق حديث مسلم يأتي على الناس زمان الحديث وفي الموطأ والصحيحين حديث تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون الحديث

ص: 85

ويبسون بفتح أوّله وضم الموحدة وبكسرها أي يسوقون دوابهم مسرعين وفي الصحيحين حديث من صبر على لأوائها وشدّتها كنت

ص: 86

له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ولمسلم عن سعيد مولى المهري إنه جاء إلى أبي سعيد الخدري ليالي الحرّة فاستشاره في الجلاء من المدينة وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله وأخبره أن لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها فقال ويحك لا آمرك بذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر وفي رواية لا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة وفي رواية فقال أبو سعيد

ص: 87

لا تفعل الزم المدينة وذكر الحديث ولمسلم وغيره أن مولاة أتت أبن عمر رضى الله عنهما في الفتنة تسلم عليه فقالت إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن اشتدّ علينا الزمان

ص: 88

فقال لها عبد الله اقعدي لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر على لأوائها وشدّتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة والظاهر كما قال عياض إنّ أو ليست للشك لكثرة رواته بها بل

ص: 89

للتقسيم ويكون شفيعا للعاصين وشهيدا للمطيعين أو شهيدا لمن مات في حياته وشفيعا لمن مات بعده وكل من هذه الشفاعة أو الشهادة خاصة تزيد على شفاعته وشهادته العامتين أو تكون أو بمعنى الواو فقد رواه البزار برجال الصحيح عن عمر رضى الله عنه بالواو والمفضل الجنيدي عن أبي هريرة رضى الله عنه بلفظ لا يصبر أحد على لأواء المدينة وفي نسخة وحرها

ص: 90

إلا كنت له شفيعا وشهيدا وفيه البشرى للطابر بها بم الموت على الإسلام لاختصاص ذلك بالمسلمين وكفى بها مزية بل كل من مات بها فهو مبشر بذلك فقد ثبت حديث من مات بالمدينة كنت له شفيعا يوم القيامة وحديث من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فأني أشفع لمن يموت بها وفي رواية فأني أشهد أن يموت بها وللبيهقي وأبن حبان في صحيحه من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فأنه من يمت بها أشفع له وأشهد له وفي رواية فأنه من مات بها كنت له شفيعا أو شهيد يوم القيامة وفي رواية عقب ذلك وأني أوّل من تنشق عنه الأرض ثم

ص: 91

أبو بكر ثم عمر ثم آتى أهل البقيع فيحشرون ثم انتظر أهل مكة ولأبي ذر الهروي في سنته عن أبن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أوّل من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتى أهل البقيع فيحشرون معي ثم انتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين

ص: 92

وفي حديث أوّل من أشفع له من أمتي أهل المدينة ثم أهل مكة ثم أهل الطائف وفي الموطأ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا وقبر يحفر بالمدينة فاطلع رجل في القبر فقال بئس مضجع المؤمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئسما قلت قال الرجل أني لم أرد هذا إنما أردت القتل في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مثل للقتل في سبيل الله ما على الأرض بقعة أحب إليّ من أن يكون قبري بها منها يعني المدينة ثلاث مرّات

ص: 93

ولا حمد برجال الصحيح إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة قال اللهمّ لا تجعل منايانا بمكة حتى تخرجنا منها

ص: 94

وصح أن عمر رضى الله عنه قال اللهمّ ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم

ص: 96

وروى أن ذلك كان من أجل دعائه وفي الكبير للطبراني في حديث من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به ومن لم يكن له بها أصل فليجعل له بها أصلا فليأتين على الناس زمان يكون الذي ليس له بها أصل كالخارج منها المجتاز إلى غيرها وفي رواية فليجعل له بها أصلا ولو قصرة أي ولو شجرة وزنا ومعنى ورواه أبن شبة بنحوه ثم أسند عن الزهري

ص: 97

مرفوعا لا تتخذوا الأموال بمكة واتخذوها في دار هجرتكم فأنّ الرجل مع ماله وعن أبن عمر رضى الله عنهما مرفوعا أيضا لا تتخذوا من وراء الرق حاملا ولا ترتدوا على أعقابكم بعد الهجرة ولا تنكحوا بناتكم طلقاء أهل مكة الحديث وفي مسلم عقب قوله في الحديث السابق لا يخرج أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه ألا إن المدينة كالكير

ص: 98

تنفي الناس وفي رواية تنفي الرجال

ص: 99

أي شرارهم أو خبثهم ولذا روى خبث الرجال وفي صحيح البخاري حديث إنها طيبة تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الفضة وفي

الصحيحين قصة الإعرابي القائل أقلني بيعتي فأبى صلى الله عليه وسلم

ص: 100

فخرج الإعرابي فقال صلى الله عليه وسلم المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها

ص: 101

وهو ظاهر في أنّ المراد إبعاد أهل الخبث ولا يختص بزمنه صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق لا تقوم الساعة حتى تنفى المدينة شرارها أي عند ظهور الدجال حين ترجف المدينة فيخرج إليه منافقوها ولذا جاء في حديث أحمد الآتي وذلك يوم التخليص ذلك يوم تنفى المدينة الخبث وقال عمر بن عبد العزيز إذا خرج منها لمن معه أنخشى أن نكون ممن نفت المدينة وقد أبعد الله عنها أرباب الخبث الكامل وهم الكفار وأما غيرهم فقد يكون إبعاد أن مات بها بنقل الملائكة له كما أشار إليه الأقشهري فقوله تنفى خبثها وتنفى الذنوب أي أهل ذلك أو المراد إبعاد أهل الخبث الكامل فقط وهم أهل الشقاء لعدم قبولهم للشفاعة أو

ص: 102

المراد فيما عدا قصة الإعرابي والدجال أنها تخلص النفوس من شرهها وظلمات ذنوبها بما فيها من اللأواء والمشقات ومضاعفة المثوبات والرحمات إذ الحسنات يذهبن السيئات أو المراد من كان في قلبه خبث وفساد ميزته عن القلوب الصادقة وأظهرت ما يخفي من عقيدته كما هو مشاهد بها ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم عند رجوع المنافقين في غزوة أحد المدينة كالكير الحديث والذي ظهر لي أنها تنفي خبثها بالمعاني الأربعة وتنصع بفتح الفوقانية وسكون النون وبالمهملتين أي تميز وتخلص طيبها بالنصب على المفعولية هذا هو المشهور وفي الصحيحين في أحاديث تحريم المدينة فمن أحدث فيها أحدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم

ص: 103

القيامة صرفا ولا عدلا ولفظ البخاري لا يقبل منه صرف ولا عدل والجمهور أنّ الصرف الفريضة والعدل النافلة وقيل عكسه وقيل الصرف التوبة والعدل الفدية أي أتى فيها إثما

ص: 104

أو آوى من أتاه وحماه فلا يقبل منه فريضة ونافلة قبول رضا ولا يجد في القيامة ما يفتدى به من كافر وقيل غير ذلك ولعنه إبعاده عن رحمة الله وطرده عن الجنة أوّلا لا كلعن الكفار وفيه دلالة على أنّ ذلك من الكبائر مطلقا إذ اللعن خاص بها فيستفاد منه أنّ الصغيرة بها كالكبير بغيرها تعظيما للحضرة النبوية وفي صحيح البخاري مرفوعا لا يكيد أهل المدينة أحد إلا أنماع

ص: 105

كما ينماع الملح في الماء ولمسلم من أراد أهل هذه البلدة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء وله في رواية ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء قال عياض قوله في النار يبين أنّ هذا حكمه في الآخرة أو المراد من أرادها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بسوء اضمحل كما يضمحل الرصاص في النار فيكون في اللفظ تقديم وتأخير ويؤيده قوله أو ذوب الملح في الماء أو المراد من كادها اغتيالا وطلبا لغرّتها فيضمحل كيده ولا يتم أمره بخلاف من أتاها جهارا أو المراد من أرادها بسوء مطلقا فأن أمره يضمحل في الدنيا كما عوجل

ص: 106

مسلم بن عقبة وكذا مرسله عقب إغزائها قلت هذا هو الأرجح إذ ليس في اللفظ ما يقتضي التخصيص بزمان ولأنه لا يتم لمن أرادها بسوء ما أراده بل الوعد بإهلاكه سريعا وهذا هو المشاهد من شانها

ص: 107

وقد يضاف لذلك الإذابة في النار أيضا وللجنيدي حديث أيما جبار أراد المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء وللبزاز بإسناد حسن حديث اللهمّ اكفهم من دهمهم محرّكا أي غشيهم بسرعة وأغار عليهم

ص: 108

ولأبن زبالة عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على المدينة فرفع يديه حتى رؤى عفرة إبطه ثم قال الهمّ من أرادني وأهل بلدي بسوء فعجل هلاكه وفي الأوسط للطبراني برجال الصحيح حديث اللهمّ من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل وفي رواية لغيره من أخاف أهل المدينة أخافه الله

ص: 109

يوم القيامة وغضب عليه ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا وللنسائي من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله ولأبن حبان نحوه ولا حمد برجال الصحيح عن جابر أنّ أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر فقيل لجابر لو تنحيت عنه فخرج يمشي بين

ص: 110

ابنيه فنكب فقال تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبناه أو أحدهما يا أبت وكيف أخاف رسول

الله صلى الله عليه وسلم وقد مات فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي

ص: 111

قلت ولعل هذا الأمير بسر بن أرطاة كما رواه أبن عبد البر من إرسال معاوية رضى الله عنه له إلى المدينة في جيش بعد تحكيم الحكمين وإنه أرسل إلى بني سلمة ما لكم عندي أمان ولا بيعة حتى تأتون بجابر وروى أن أهل المدينة فرّوا يومئذ حتى دخلوا حرّة بين سليم

ص: 112

وفي الكبير للطبراني حديث من آذى أهل المدينة آذاه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ولأبن النجار عن معقل بن يسار المزني مرفوعا المدينة مهاجري فيها مضجعي ومنها مبعثي حقيق على أمتي حفظ جيراني ما اجتنبوا الكبائر ومن حفظهم كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ومن لم يحفظهم سقى من طينه الخبال قيل للمزني وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار

ص: 113

ورواه الكبراني بلفظ المدينة مهاجري ومضجعي في الأرض حق على أمتي أن يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر فمن لم يفعل ذلك منهم سقاه الله من طينة الخبال قلنا يا أبا يسار وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار وفي فوائد القاضي أبي الحسن الهاشمي عن خارجة أبن زيد مرفوعا المدينة مهاجري وفيها مضجعي ومنها مخرجي

ص: 114

حق على أمتي حفظ جيراني فيها من حفظ وصيتي كنت له شهيدا يوم القيامة ومن ضيعها أورده الله حوض الخبال قيل وما حوض الخبال يا رسول الله قال حوض من صديد أهل النار ولأبن زبالة حديث أنّ الله جعل المدينة فيها مهاجري وفيها مضجعي ومنها مبعثي فحق على أمتي حفظ جيراني ما اجتنبوا الكبائر فمن حفظ فيهم حرمتي كنت له شفيعا يوم القيامة ومن ضيع فيهم حرمتي أورده الله حوض الخبال وفي رواية له المدينة مهاجري وبها وفاتي ومنها محشري وحقيق على أمتي أن يحفظوا جيراني ما اجتنبوا الكبيرة من حفظ فيهم حرمتي كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة وفي مدارك عياض قال محمد بن مسلمة سمعت مالكا يقول دخلت على المهدي فقال أوصني فقلت أوصيك بتقوى الله وحده والعطف على أهل بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيرانه فإنه بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 115

قال المدينة مهاجري ومنها مبعثي وبها قبري وأهلها جيراني وحقيقة على أمتي حفظ جيراني فمن حفظهم فيّ كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة ومن لم يحفظ وصيتي في جيراني سقاه الله من طينة الخبال وقال مصعب لما قدم المدينة أستقبله مالك وغيره من أشرافها على أميال فلما بصر بمالك أنحرف المهدي إليه فعانقه وسايره فألتفت إليه مالك فقال يا أمير المؤمنين إنك تدخل الآن المدينة فتمر بقوم عن يمينك ويسارك وهم أولاد المهاجرين والأنصار فسلم عليهم فأن ما على وجه الأرض قوم خير من أهل المدينة ولا بلد خير من أهل المدينة قال ومن أين قلت ذلك يا أبا عبد الله فقال إنه لا يعرف قبر نبي اليوم على وجه الأرض غير قبر محمد صلى الله عليه وسلم ومن كان قبر محمد صلى الله عليه وسلم عندهم

ص: 116

فينبغي أن يعرف فضلهم على غيرهم ففعل ما أمر به اه وفيه إشارة إلى التفضيل بمجاورة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال ما زال جبريل يوصيني بالجار ولم يخص جارا دون جار

ص: 117

ومن تأمل هذا الفضل لم يرقب في تفضيل سكنى المدينة على مكة مع تسليم مزية المضاعفة لمكة فتلك لها مزيد العدد ولهذه تضاعف البركة والمدد ولتلك جوار بيت الله تعالى

ص: 118

ولهذه جوار حبيب الله صلى الله عليه وسلم وأكرم الخلق على الله تعالى وقال أبو بكر بن حماد إنه سأل أبا عبد الله يعني ابن حنبل أين ترى أحب إليك أن يسكن الرجل مكة أو المدينة قال المدينة لمن كبر عليها وفي رواية المدينة لمن قوى عليها قيل له لم قال لأن بها خير المسلمين واختيار سكنا المدينة هو المعروف من حال السلف ولأبن كبة عن الشعبيّ إنه كان يكره المقام بمكة ويقول هي دار إعرابية هاجر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ألا يغنى حبيب نفسه حيث جاور بمكة وهي دار إعرابية

ص: 119

وعن عامر نحوه وقال لأن أنزل دور أن أحب إلىّ من أنزل مكة وهي قريه هاجر منها النبي صلى الله عليه وسلم ودوران كحوران عند طرف قديد وفي مصنف عبد الرزاق أن الصحابة كانوا يحجون ثم يرجعون ويعتمرون ثم يرجعون ولا يجاورون قلت ولم أر للسلف خلافا في كراهة المجاورة بالمدينة بخلاف مكة وأن اقتضى كلام النووي حكاية الخلاف فيهما بناء على أن

العلة

ص: 120

خوف الملل وقلة الحرمة والأنس وخوف ملابسة الذنوب قال والمختار استحباب المجاورة بهما إلا أن يغلب على ظن الوقوع فيما ذكر وفي الأوسط للطبراني حديث من غاب عن المدينة ثلاثة أيام جاءها وقلبه مشرب جفوة. لة خوف الملل وقلة الحرمة والأنس وخوف ملابسة الذنوب قال والمختار استحباب المجاورة بهما إلا أن يغلب على ظن الوقوع فيما ذكر وفي الأوسط للطبراني حديث من غاب عن المدينة ثلاثة أيام

ص: 121

جاءها وقلبه مشرب جفوة.

ص: 122