المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامس في ترابها وثمرها - خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - جـ ١

[السمهودي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأوّل في فضلها ومتعلقاتها وفيه عشرة فصول

- ‌ الفصل الثاني في تفضيلها على البلاد

- ‌ الفصل الثالث " في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل

- ‌ الفصل الرابع " في الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال

- ‌الفصل الخامس في ترابها وثمرها

- ‌ الفصل السادس " في تحريمها والألفاظ المتعلقة به

- ‌ الفصل السابع " في أحكام حرمها

- ‌ الفصل الثامن " في خصائصها

- ‌ الفصل التاسع " في بدء شأنها وما يؤول عليه أمرها وما وقع من ذلك

- ‌ الفصل العاشر " في ظهور نار الحجاز المنذر بها من أرضها وانطفائها عند

- ‌الباب الثاني في فضل الزيارة والمسجد النبوي ومتعلقاتهما

- ‌الأوّل في فضل الزيارة وتأكدها وشدّ الرحال إليها وصحة نذرها وحكم

- ‌ الفصل الثاني " في توسل الزائر به صلى الله عليه وسلم إلى ربه تعالى

- ‌الفصل الثالث في فضل المسجد النبوي وروضته ومنبره

- ‌الباب الثالث في أخبار سكناها إلى أن حل النبي صلى الله عليه وسلم بها

- ‌ الأول " في سكناها بعد الطوفان وسكن اليهود بها ثم الأنصار وبيان نسبهم

- ‌ الفصل الثاني " في منازل الأوس والخزرج وما دخل بينهم من الحروب

- ‌ الفصل الثالث " في إكرام الله تعالى لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الفصل الرابع " في قدومه صلى الله عليه وسلم باطن المدينة وسكناه بدار

الفصل: ‌الفصل الخامس في ترابها وثمرها

‌الفصل الخامس في ترابها وثمرها

روى ابن النجار وابن الجوزي في الوفاء حديث غبار المدينة سفاء من الجذام وفي جامع الأصول لرزين ابن الأثير وبيضا لمخرجه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك تلقاه رجال من المخلفين من المؤمنين فأثاروا غبارا فخمر أو فغطى بعض من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 169

أنفه فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه وقال الذي نفسي بيده أن في غبارها شفاء من كل داء وأراه ذكر من الجذام والبرص ولرزين عن ابن عمر نحوه وقال فمدّ الرسول صلى الله عليه وسلم يده فأماطه عن وجهه وقال ما علمت أن هجوة المدينة شفاء من السقم وغبارها شفاء من الجذام ولابن زبالة عن صيفي بن أبي عامر مرفوعا والذي نفسي بيده أنّ تربتها المؤمنة وأنها شفاء من الجذام

ص: 170

وله عن سلمة بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غبار المدينة يطفئ الجذام قلت وقد شاهدنا من استشفى به منه وكان قد أضربه فنفعه جدا وروى يحيي بن الحسن بن جعفر الحجة العلوي وابن النجار كلاهما من طريق ابن زبالة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالحرث فإذا هم رؤبى فقال مالكم يا بني الحرث روبى قالوا أصابتنا يا رسول الله هذه الحمى

ص: 171

قال فأين أنتم عن صعيب قالوا يا رسول الله ما تصنع به قال تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء ثم يتفل عليه أحدكم ويقول بسم الله تراب أرضنا بريق بعضنا شفاء لمريضنا بأذن ربنا ففعلوا فتركتهم الحمى

ص: 172

قال طاهر بن يحيى العلوي عقب روايته لذلك عن أبيه صعب وادي بطحان دون الماجشونية أي الحديقة المعروفة اليوم بالمدشونية وفيه حفرة مما يأخذ الناس منه وهو اليوم إذا وبئ إنسان أخذ منه قال أبن النجار وقد رأيت أنا هذه الحفرة اليوم والناس يأخذون منها وذكروا أنهم قد جرّبوه فوجدوه صحيحا قال وأخذت منه أنا أيضا قلت وهذه الحفرة موجودة يؤثرها الخلف عن السلف وينقلون ترابها

ص: 173

للتداوي وذكر المجد أنّ جماعة من العلماء ذكروا أنهم جرّبوه للحمى فوجدوه صحيحا قال وأنا سقيته غلاما لي مريضا من نخوسنة تواظبه الحمى فانقطعت عنه من يومه وذكر هو في موضع آخر كالمطري أنّ ترابه يجعل في الماء ويغتسل به من الحمى قلت فينبغي أن يفعل أوّلا ما ورد ثم يجمع بين الشرب والغسل وفي الصحيحين حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها وقال بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بأذن ربنا وفي رواية يقول بريقه ثم قال به في التراب

ص: 174

ولأبن زبالة أنّ رجلا أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرجله قرحة فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرف الحصير ثم وضع إصبعه التي تلي الإبهام على التراب بعد ما مسها بريقه وقال بسم الله ريق بعضنا بتربة أرضنا يشفى سقيمنا بأذن ربنا ثم وضع إصبعه على القرحة فكأنما حل من عقال

ص: 175

وله مرفوعا من تصبح بسبع تمرات من العجوة لا أعلمه إلا قال من العالية لم يضره يومئذ سم ولا سحر ولمسلم حديث من أكل سبع تمرات مما بين لا بتيها حين يصبح لم يضره شيء حتى يمسي

ص: 176

ولا حمد برجال الصحيح من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتي المدينة على الريق لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي قال فليح وأظنه قال وأن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح وفي الصحيحين من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر

ص: 177

ولمسلم أن في عجوة العالية شفاء أو إنها ترياق أوّل البكرة

ص: 178

لا حمد برجال الصحيح في حديث وأعلموا أن الكمأة دواء العين وأن العجوة من فاكهة الجنة وللطبراني في الثلاثة وغيره بسند جيد الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم

ص: 180

وصح لأبي داود عن سعد بن أبي وقاص مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثدييّ حتى وجدت بردها على فؤادي

ص: 181

فقال إنك رجل مفؤود أنت الحرث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليلماهن ثم ليدلكهن أي يسقيك يقال لده إذا سقاه الدواء في أحد جانبي الفم وفي كامل بن عدي مرفوعا ينفع من الدوام أن تأخذ سبعة تمرات من عجوة المدينة كل يوم تفعل ذلك سبعة أيام

ص: 182

وفي غريب الحديث للخطابي عن عائشة رضي الله عنه إنها كانت تأمر للدوام والدوار بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق والدوام والدوار ما يأخذ الإنسان في رأسه

فيدومه ومنه تدويم الطائر وهو أن يستدير في طيرانه وتخصيص العجوة دون غيرها وعدد السبع مما لا يعلم حكمته فيجب الإيمان به واعتقاد فضله وبركته وسوق هذه الأحاديث وأطواق الناس على التبرك بالعجوة وهو النوع المعروف الذي يأثره الخلف عن السلف بالمدينة ولا يرتابون في تسميته بذلك يردّ ما قيل هنا مما سوى ذلك والعجوة كما قال أبن الأثير ضرب من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد قال وهو مما غرسه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بالمدينة وذكر هذا الأخير البزار أيضا ولأبن حبان عن أبن عباس رضي الله عنه كان أحب التمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العجوة ولأحمد خير تمركم البراني يخرج الداء ولا داء فيه ورواه أبن شبة والحاكم خطابا لوفد عبد القيس في ثمارهم وللطبراني في الصغير برجال الصحيح كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالباكورة من الثمار ووضعها على عينيه ثم قال اللهم كما أطعمتنا أوله فأطعمنا آخره ثم يأمر به للمولود من أهله وفي الكبير كان إذا أتى بالباكورة من التمر قبلها وجعلها على عينيه وفي نوادر الأصول إذا أتى بالباكورة من كل شيء ثم قبلها ثم وضعها على عينيه اليمنى ثلاثا ثم اليسرى ثلاثا الحديث وللبزار مرفوعا يا عائشة إذا جاء الرطب فهنيني وفي الغيلانيات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يفطر على الرطب في أيام الرطب وعلى التمر إذا لم يكن رطب ويختم بهن ويجعلهن وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا وأنواع تمر المدينة كثيرة استقصيناها في الأصل الأول فبغلت مائة وبضعا وثلاثين نوعا منها الصيحاني وفي فضل أهل البيت لأبن المؤيد الحموي عن جابر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما في بعض حيطات المدينة ويد عليّ في يده قال فمررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد سيد الأنبياء وهذا عليّ سيد الأولياء أبو الأئمة الطاهرين ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا عليّ سيف الله فلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عليّ فقال له سمه الصيحاني فسمى من ذلك اليوم الصيحاني فكان هذا سبب تسمية هذا النوع بذلك أو المراد نخل ذلك الحائط وبالمدينة اليوم موضع يعرف بالصيحاني. هـ ومنه تدويم الطائر وهو أن يستدير في طيرانه وتخصيص العجوة دون غيرها وعدد السبع مما لا يعلم حكمته فيجب الإيمان به واعتقاد فضله وبركته وسوق هذه الأحاديث وأطواق الناس على التبرك بالعجوة وهو النوع المعروف الذي يأثره الخلف عن السلف بالمدينة ولا يرتابون في تسميته بذلك

ص: 183

يردّ ما قيل هنا مما سوى ذلك والعجوة كما قال أبن الأثير ضرب من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد قال وهو مما غرسه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بالمدينة وذكر هذا الأخير البزار أيضا ولأبن حبان عن أبن عباس رضي الله عنه كان أحب التمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العجوة ولأحمد خير تمركم البراني يخرج الداء

ص: 184

ولا داء فيه ورواه أبن شبة والحاكم خطابا لوفد عبد القيس في ثمارهم وللطبراني في الصغير برجال الصحيح كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالباكورة من الثمار ووضعها على عينيه ثم قال اللهم كما أطعمتنا أوله فأطعمنا آخره ثم يأمر به للمولود من أهله وفي الكبير كان إذا أتى بالباكورة من التمر قبلها وجعلها على عينيه وفي نوادر الأصول إذا أتى بالباكورة من كل شيء ثم قبلها ثم وضعها على عينيه اليمنى ثلاثا ثم اليسرى ثلاثا الحديث

ص: 185

وللبزار مرفوعا يا عائشة إذا جاء الرطب فهنيني وفي الغيلانيات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يفطر على الرطب في أيام الرطب وعلى التمر إذا لم يكن رطب ويختم بهن ويجعلهن وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا وأنواع تمر المدينة كثيرة استقصيناها في الأصل الأول فبغلت مائة وبضعا وثلاثين نوعا منها الصيحاني وفي فضل أهل البيت لأبن المؤيد الحموي عن جابر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما في بعض حيطات

ص: 186

المدينة ويد عليّ في يده قال فمررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد سيد الأنبياء وهذا عليّ سيد الأولياء أبو الأئمة الطاهرين ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا عليّ سيف الله فلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عليّ فقال له سمه الصيحاني فسمى من ذلك اليوم الصيحاني فكان هذا سبب تسمية هذا النوع بذلك أو المراد نخل ذلك الحائط وبالمدينة اليوم موضع يعرف بالصيحاني.

ص: 187