الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مباحث الصحابي
…
مباحث الصاحبي:
إذا نظرنا في كتاب الصاحبي وجدنا أن ابن فارس قسم علم العربية إلى قسمين:
1-
قسم فرعي وهو معرفة أسماء الأشياء وصفاتها كجمل وفرس وطويل وقصير وبعض الناس شغل بالفرع فلا يعرف غيره.
2-
قسم أصلي: ومن مباحثه البحث في أولية اللغة ومنشئها، وتشمل مباحث علم النحو الصرف والبلاغة والتجويد وغيرها مما يساعد على فهم كتاب الله وسنة رسوله.
يقول ابن فارس في مقدمة كتابه: "إن لعلم العرب أصلًا وفرعًا: أما الفرع فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا "رجل" و"فرس" و"طويل" و"قصير" وهذا هو
الذي يبدأ به عند التعليم. وأما الأصل فالقول على موضوع اللغة وأوليتها ومنشئها، ثم على رسوم العرب في مخاطباتها، وما لها من الافتنان تحقيقًا ومجازًا.
والناس في ذلك رجلان: رجل شغل بالفرع فلا يعرف غيره، وآخر جمع الأمرين معًا، وهذه هي الرتبة العليا؛ لأن بها يعلم خطاب القرآن والسنة، وعليها يعول أهل النظر والفتيا؛ وذلك أن طالب العلم العلوي يكتفي من أسماء "الطويل" باسم الطويل، ولا يضيره1 أن لا يعرف "الأشق"2 و"الأمق" وإن كان في علم ذلك زيادة فضل.
ولو أنه لم يعلم توسع العرب في مخاطباتها لعي بكثير من علم محكم الكتاب والسنة، لا تسمع قول الله جل ثناؤه {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
1 وإنما لم يضره خفاء ذلك عليه؛ لأنه لا يكاد يجد منه في كتاب الله جل ثناؤه شيئًا فيحوج إلى علمه ويقل مثله أيضًا في ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم هي السهلة العذبة.
2 الأشق: الطويل من الرجال والخيل. والشقق الطول والمؤنث شقاء والأمق الطويل عامة أو البالغ الطول في دقة.
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} 1 إلى آخر الآية؟ فسر هذه الآية في نطقها لا يكون بمعرفة غريب اللغة والوحشي من الكلام وإنما معرفته بغير ذلك مما لعل كتابنا هذا يأتي على أكثر بعون الله تعالى.
والفرق بين معرفة الفروع ومعرفة الأصول أن متوسمًا بالأدب لو سئل عن "الجزم"2 و"التسويد"3 في علاج النوق فتوقف أو عي به أو لم يعرفه لم ينقصه ذلك عند أهل المعرفة نقصا شائعًا؛ لأن كلام العرب أكثر من أن يحصى، ولو قيل له: هل تتكلم العرب في النفي بما تتكلم به في الإثبات، ثم لم يعلمه لنقصه ذلك في شريعة الأدب عند أهل الأدب؛ لأن ذلك يردي دينه أو يجره لمأثم.
كما أن متوسمًا بالنحو لو سئل عن قول القائل:
1 من الآية رقم52 من سورة الأنعام.
2 الجزم: شيء يدخل في حياء الناقة لتحسبه ولدها فتر أمه.
3 سود الإبل تسويدًا إذا دق المسح "الكساء" البالي من شعر فداوى به أدبارها.
لهنك من عبسية لوسيمة
…
على هنوات كاذب من يقولها
فتوقف أو فكر أو استمهل لكان أمره في ذلك عند أهل الفضل هينًا، لكن لو قيل له مكان، لهنك "ما أصل القسم، وحكم حروفه وما الحروف الخمسة المشبهة بالأفعال التي كون الاسم بعدها منصوبًا وخبره مرفوعًا فلم يجب لحكم عليه بأنه لم يشام صناعة النحو قط.
فهذا الفصل بين الأمرين. والذي جمعناه في مؤلفنا هذا مفرق في أصناف العلماء المتقدمين رضي الله عنهم وجزاهم عنا أفضل الجزاء وإنما لنا فيه اختصار مبسوط أو بسط مختصر أو شرح مشكل أو جمع متفرق1.
وكتاب الصاحبي يضم مباحث عدة:
أ- بعضها يهم الباحث في فقه اللغة وهذه المباحث هي التي ابتدأ بها الكتاب. كالكلام على نشأة
1 الصاحبي. لابن فارس ص3-5.
اللغة وبيان أن لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها، وأنه لا يحيط بها إلا نبي، والكلام على لغات العرب المختلفة. وبيان فصيحها ومذمومها، ومظاهر اختلافها، وبيان أن اللغة العربية قياس وتطور اللغة بمجيء الإسلام، وغير ذلك من المباحث المهمة التي لا غنى عنها لدارس فقه اللغة.
ب- أما بعضها الآخر فمباحث نحوية وصرفية وصوتية وبلاغية.