الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذه بعض الدراسات من كتابي الصحابي في فقه اللغة والخصائص
مخالفة الظاهر من حيث النوع والعدد
…
وهذه بعض الدراسات من كتابي الصاحبي في فقه اللغة والخصائص
مخالفة الظاهر من حيث النوع والعدد:
الواحد يراد به الجمع:
قال ابن فارس ومن سنن العرب ذكر الواحد والمراد الجميع، كقولهم للجماعة "ضيف" و"عدو" قال الله جل ثناؤه:{هَؤُلَاءِ ضَيْفِي} 1 وقال: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} 2، 3. فقال:"طفلا" ولم يقل أطفالًا. وحسن لفظ الواحد هنا أنه موضع أضعاف للعباد وإقلال لهم فكان لفظ الواحد لقلته أشبه بالموضع من لفظ الجماعة؛ لأن الجماعة على كل حال أقوى من الواحد4.
وصف الجميع بصفة الواحد:
يقول ابن فارس: العرب تصف الجميع بصفة الواحد كقوله جل ثناؤه: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا} 5 وهم
1 الحجر 68. وأصل الضيف مصدر ولذلك استوى فيه الواحد والجمع في عامة كلامهم وقد يجمع فيقال: أضياف وضيوف وضيفان.
2 غافر: 67.
3 الصاحبي ص348.
4 المحتسب لابن جني ج1 ص202.
5 المائدة: 6.
جماعة1. وكذلك قوله جل ثناؤه: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} 2. والظهير المعين. قال الفراء: يريد أعوانًا فقال ظهير ولم يقل ظهراء3.
مخاطبة الواحد خطاب الجمع:
"إذا أريد هو ومن معه" قال الله جل ثناؤه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} 4. فخوطب صلى الله عليه وسلم بلفظ الجمع لأنه أريد هو وأمته. وكان ابن مسعود يقرأ "ارجعوا إليهم" أراد الرسول ومن معه.
ومن قال: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ} 5 فكأنه خاطب مدرههم6، 7.
1 فقال جنبًا ولم يقل أجنابًا.
2 التحريم: 4، وانظر الصاحبي ص351.
3 لسان العرب مادة "ظهر".
قال السيوطي نقلًا عن أبي حيان في الارتشاف الاسم الثلاثي غير المضعف يأتي فعل: اسمًا نحو: طنب، وصفة نحو: جنب. المزهر ج2 ص6.
4 الطلاق: 1.
5 النمل: 37.
6 المدرة: زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم والذي يرجعون إلى رأيه. والجمع المدارة.
7 الصاحبي ص355 من رئيس.
نسبة الفعل إلى أحد اثنين وهو لهما:
قال الله جل ثناؤه: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} 1 وإنما انفضوا إليهما2 وقال الله جل ثناؤه: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} 3 وقال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} 4، 5.
مراعاة المعنى: "الحمل على المعنى"
تقول: كل القوم عاقل أي كل واحد منهم على انفراده عاقل هذا هو الظاهر وهو طريق الحمل على اللفظ؛ قال تعالى: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} 7 فوحد. وقال "الأعشى":
1 الجمعة: 11.
2 وأعاد الضمير على التجارة دون اللهو لأنها الأهم المقصود.
3 التوبة: 62.
4 البقرة: 45.
5 الصاحبي ص362.
6 مريم: 95.
7 الكهف: 33.
كلام أبويكم كان فرع دعامة1
فلم يقل كانا. فأما قوله تعالى: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} 2 {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} 3، فمحمول على المعنى دون اللفظ وكأنه إنما حمل عليه هنا لأن كلًّا فيه غير مضافة، فلما لم تضف إلى جماعة عوض من ذلك ذكر الجماعة في الخبر ألا ترى أنه لو قال: وكل له قانت لم يكن فيه لفظ الجمع البتة. ولما قال: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} 4 فجاء بلفظ الجماعة مضافًا إليها، استغنى به عن ذكر الجماعة في الخبر. وتقول على المعنى كل نسائك قائمات5. ومن الحمل على المعنى أيضًا قراءة عمر بن فائد الأسواري ورويت عن يعقوب:"يا نساء النبي من تأت منكن"6 بالتاء. قال أبو الفتح
1 الفرع: الرئيس الشريف. ودعامة العشيرة: سيدها شبه بدعامة البناء، يعني أنه رئيس منسول من رئيس.
2 النمل: 87.
3 البقرة: 116.
4 مريم: 95.
5 انظر الخصائص: ج3 ص335-336.
6 الأحزاب: 30.
هذا حمل على المعنى كأن "من" هنا امرأة في المعنى فكأنه قال: أية امرأة أتت منكن بفاحشة وهو كثير في الكلام معناه للبيان كقول الله سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} 1، 2.
ومن الحمل على معنى "من" قول الفرزدق:
تعش فإن عاهدتني لا تخونني
…
تكن مثل من يا ذئب يصطحبان
1 يونس: 42.
2 المحتسب لابن جني ج2 ص179.