الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهدافها:
1-
كان الهدف الأول من أهداف الدراسات اللغوية هو خدمة القرآن الكريم؛ لأنهم كانوا يخشون أن ينتقل الفساد من اللغة إلى القرآن فيناله التحريف والتغيير وبذلك يضيع ذلك الدستور الإسلامي العظيم، ثم لا يؤمن أن يضيع معالم الدين بعد، بل إن مصيرها بعده محكوم عليها بالزوال والضياع.
2-
وكان الهدف الثاني الحفاظ على اللغة العربية من أن يدخلها اللحن أو التحريف، فقد يظل القرآن سليمًا نقيًّا؛ لأنهم حريصون على سلامته، وقد يظل الحديث كذلك سليمًا نقيًّا، ولكن اللغة إذا أفسدت أو
حرفت أو بعدت عن أصلها الذي منه نبعث، وإذا تحولت بمرور الزمن واختلاف الألسن والبلاد شيئًا جديدًا، فإنها حنيئذ لن تعين على فهم القرآن والحديث؛ لأن لغتهما ستصبح شيئًا مستغلقًا مبهمًا وستكون على فرض حفظها، واستيعابها مجرد ألفاظ تلقى، وعبارات تقال دون أن يكون لها أثرها المرجو منها.
3-
وكان الهدف الثالث وهو معرفة صحيح الكلام وجيده كتابة ونطقًا ووضع "قواعد" تميز صحيح الكلام من خطئه وجيده من رديئة، "قواعد" متعلقة بهجاء اللغة و"نحوها" ومفرداتها و"بلاغتها" وما أشبه هذا قواعد تعلم الناشئة صحة الكلام وجودته وتتخذ مقياسًا للحكم على الصواب والخطأ، والجيد والرديء.
يقول الدكتور تمام حسان: "إن الغاية التي نشأ النحو العربي من أجلها هي ضبط اللغة وإيجاد الأداة التي تعصم اللاحنين من الخطأ"1.
1 اللغة العربية مبناها ومعناها ص13.
4-
الهدف الرابع فهم ما استغلق معناه من كتاب الله وحديث رسوله فكان تدوين غريب القرآن وأول من يعزى إليه كتاب غريب القرآن1 هو عبد الله بن عباس "المتوفى سنة 68هـ".
ثم كان تدوين غريب الحديث ولم يبدأ بالتدوين في هذا الفرع من اللغة مع نظيره "غريب القرآن" بل تأخر كثيرًا، وإن كان من المحتمل أن للكلام فيهما بدأ في وقت واحد، فقد رأينا كتابًا في غريب القرآن ينسب إلى عبد الله بن عباس، ولكننا لم نجد كتابًا في غريب الحديث ينسب إلى هذا الحبر أو أحد معاصرية أو تلاميذه المباشرين، وإنما عزا أكثر الباحثين الكتاب الأول في غريب الحديث إلى أبي عبيدة2 معمر بن المثنى "المتوفى سنة 210هـ".
1 المعجم العربي نشأته وتطوره ص39، الصحاح ومدارس المعجمات العربية ص67.
2 مفتاح السعادة ومصباح السيادة -طاش كبرى زادة ج1 ص105.
5-
الهدف الخامس ضبط اللغة وحصرها، وكان هذا هدف الخليل بن أحمد عندما أخذ في تأليف معجم العين1.
6-
الهدف السادس فهم المعاني الوضعية والوقوف على ما يفهم من كلمات العرب والتمكن من التفنن في الكلام، فقد جاء في كشف الظنون:"واعلم أن مقصد علم اللغة مبني على أسلوبين؛ لأن منهم من يذهب من جانب اللفظ إلى المعنى بأن يسمع لفظًا ويطلب معناه، ومنهم من يذهب من جانب المعنى إلى اللفظ، فلكل من الطريقين قد وضعوا كتبًا ليصل إلى مبتغاه".
وذكر أن غاية علم اللغة الاحتراز عن الخطأ في فهم المعاني الوضعية والوقوف على ما يفهم من كلمات العرب"2.
1 المزهر ج1 ص66، ومعجم الأدباء لياقوت ج11 ص73.
2 كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ط1 ج2 ص358، 359.
7-
الهدف السابع -ويختص بدراسة الأصوات، وهو تجويد القرآن وترتيله ترتيلًا حسنًا، وتحصين اللغة العربية ضد أصوات طارئة حملتها عناصر أجنبية إلى البيئات العربية، وقد اختلطت هذه العناصر بالعرب وشاركوهم في حياتهم ولغتهم، ولم تستطع أن تتخلى عن الرواسب اللغوية المتبقية من لغاتها الأصلية التي نشأت عليها.
هذه هي أهم أهداف الدراسة اللغوية بمعناها العام.