الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الأول
مقدمة
…
أثر الإيمان في تحصين الأمّة الإسلامية ضد الأفكار الهدّامة تأليف د. عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] .
أما بعد: فقد يسر الله لي الالتحاق بالدراسات العليا بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية وعينت معيداً في كلية الدعوة عام 1407هـ. وكان عليّ أن أكتب بحثاً، للحصول على الدرجة العالمية العالية الماجستير.
وبين ذلك اتجاهات وتصورات كثيرة لا يخلو واحد منها من جهل أو خطأ أو قصور.
ولست أدعي خلو الساحة من العلماء والدعاة المتبصرين العاملين القائمين بالحق، الداعين إليه المدافعين عنه، المشفقين على الأمة، الذين يجتهدون في نصح العباد ودعوتهم إلى طريق ولاية الله، بتصحيح المعتقد ونبذ البدع، والاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونبذ الفرقة والاختلاف. إلا أن صوت هؤلاء مع ظهوره ووضوحه، لا يكاد يسمع في خضم الاتجاهات والتصورات والجماعات الكثيرة والمناهج المختلفة.
فهذا البحث إن شاء الله يسلط الضوء على أهم أسباب القوة والحصانة الفكرية، ونقطة البدء، ومحور العمل، وأنه تحقيق الإيمان بمفهومه الصحيح، ويعرّف بآثاره المباركة في هذا المجال.
فهو دعوة للعمل على استجلاب ولاية الله ليكون سعي المؤمنين بعد ذلك مؤيداً منصوراً مسدداً مباركاً فيه.
وهو باعث للأمل بإذن الله للقلوب اليائسة. فالإيمان سبب قوى مؤثر في تخليص وتحصين القلوب والمجتمعات من الشرور الجاهلية الفكرية وغيرها. وتعلمه والعمل به والدعوة إليه أمر ممكن ميسور بإذن الله إذا تظافرت الجهود وخلصت النيات.
وإذا عرف المؤمن ميدان علمه ونقطة انطلاقه زاح عن كاهله هم كبير، وخرج من دوامة الحيرة إلى العمل، وانبعث في نفسه الأمل.
ولست أقصد أنه يُكتفى بتعلم الإيمان وأداء العبادات، وترك الأسباب المشروعة للنهوض بالمسلمين -معاذ الله-، وإنما قصدت أن المؤمنين إذا حققوا الإيمان علماً وعملاً رضي الله عنهم وتولاهم، ووفقهم إلى الأسباب وسهلها لهم، وبارك فيها وكمّل نقصهم، وسدد سعيهم. فيدخلون ميدان العمل ومجابهة الباطل مؤيَّدين بالله. وإذا تخلف الإيمان الصحيح فإنهم يوكَلون إلى أنفسهم.
تحرير المراد بالعنوان:
الأثر: المراد اسم جنس.
وله أكثر من معنى. منها أنه يطلق على النتيجة. أو الأمر الحاصل من الشيء. والآثار: هي اللوازم المعللة بالشيء1 أو جملة الأمور التي تنتج عن الشيء المسبب لها.
وهذا المعنى هو المعتبر في العنوان.
فالمراد بأثر الإيمان: أي الأمور التي تنتج عن تحقيق الإيمان، ويكون سبباً في حصولها، والتي لها دور في تحصين الفرد والجماعات ضد الفكر الهدام خصوصاً.
1 التعريفات، علي بن محمد الجرجاني، ط9، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى1403?.
الإيمان: المراد به الإيمان الشرعي الذي جرى بيانه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكان عليه السلف الصالح ـ وسيأتي بيان طبيعته في التمهيد.
الأفكار: جمع فكر. ومؤنثه فكرة ويطلق ويراد به معنيان1.
- الأول: الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات.
وهذه هي عملية التفكر والنظر.
- الثاني: يطلق على المعقولات نفسها.
والمراد المعنى الثاني: أي المعقولات والمعاني التي تنتج عن تفكر البشر وتأخذ شكل عقيدة أو مبدأ يؤمن به، فتتكون منه العقائد والتصورات البشرية المصدر، وتكون باعثة ومؤثرة على السلوك.
فيدخل في ذلك عقائد ومفاهيم الأديان البشرية المصدر، أو السماوية الأصل لكن دخلها التحريف بفعل الفكر البشري، وتصورات الفلاسفة وأوهام وأساطير الوثنيين التي تأخذ شكل عقائد وقناعات وتصورات معتبرة.
ولا يدخل فيه عقائد وشرائع الدين المحفوظ لأنها ليست نتائج فكر بشري بل هي وحي إلهي.
1 المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ح2/156، دار الكتاب اللبناني، بيروت ط: الأولى 1979م.
وقد رغبت إلى الله أن يحفظ وقتي وجهدي في المدة المقررة لإعداد هذا البحث في عمل أرجوه عنده، ويعالج جانباً يحتاج إليه المسلمون في هذا الوقت.
وبتوفيق الله اخترت موضوعاً هاماً بعنوان: أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الفكر الهدام ليكون موضوع البحث.
سبب اختيار الموضوع:
لقد بدأ اهتمامي في هذا الموضوع عندما درست أساليب الغزو الفكري ووسائل مقاومتها في السنة الرابعة في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية. وأشار مدرس المادة إلى أهمية العقيدة في مجابهة الغزو الفكري كما أن الذين كتبوا في ذلك أشاروا إليه إشارات مختصرة.
فتكونت عندي رغبة في تجلية الدور الهام للعقيدة السليمة في التصدي للفكر الهدام.
كما أن من أسباب اختياري له تلك الأهمية البالغة والتي تتبين فيما يلي:
1-
شدة الهجوم الفكري على الأمة الإسلامية في القديم والحديث ونجاحه في اختراق صفوفها، وتفريق المسلمين وحرف كثير منهم عن الإسلام.
2-
ازدياد الصيحات التي تحذر من الأساليب الحديثة للغزو الفكري وتبين أنها أعظم تحد يواجه الإسلام اليوم وتدعو للتصدي له.1
3-
أن أساليب مكافحة الغزو الفكري كثيرة، يأتي على رأسها تحقيق الإيمان الصحيح بتعليمه للناس وتربية الأجيال عليه، وتطبيق تعاليمه
1 ولا أدل على ذلك من قرار (مجلس مجمع الفقه الإسلامي) رقم: 71/7/7، المنعقد في دورة مؤتمره السابع بجده في المملكة العربية السعودية من 7 إلى 12 من ذي القعدة 1412?. الموافق: من 9 إلى 14 مايو 1992م، حيث ورد في بداية القرار: "إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي
…
بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع: (الغزو الفكري) والتي بينت بداية هذا الغزو وخطورته وأبعاده وما حققه من نتائج في بلاد العرب والمسلمين، واستعرضت صوراً مما أثار من شبه ومطاعن، ونفذ من خطط وممارسات، استهدفت زعزعة المجتمع المسلم، ووقف انتشار الدعوة الإسلامية، كما بينت هذه البحوث الدور الذي قام به الإسلام في حفظ الأمة وثباتها في وجه الغزو وكيف أحبط كثيراً من خططه ومؤامراته.
وقد اهتمت هذه البحوث ببيان سبل مواجهة هذا الغزو وحماية الأمة من آثاره في جميع المجالات وعلى كل الأصعدة، ثم أوصى المجلس بعدة توصيات لمقاومة الغزو الفكري، ثم ختم قراره بما يلي:"كما يوصي المجلس أيضاً الأمانة العامة للمجمع باستمرار الاهتمام بطرح أهم قضايا هذا الموضوع في لقاءات المجمع وندواته القادمة نظراً لأهمية موضوع الغزو الفكري وضرورة وضع استراتيجية متكاملة لمجابهة مظاهره ومستجداته".
نقلاُ عن: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، السنة الرابعة، العدد الخامس عشر عام 1413هـ. ص208.
وشرائعه في كل المجالات. لذلك فإن هذا البحث يجلي بعض الآثار المباركة للإيمان في مجال التحصين ضد الفكر الهدام.
4-
أن أهل الإسلام قد ذهبوا مذاهب شتى في تصوراتهم لما ينبغي فعله في مقابلة هذه المخططات الماكرة. فمنهم من رأى أن مقارعة الأعداء لا تكون إلا بسلاحهم، فركّز على النواحي المادية والوسائل العصرية، والسيطرة على السلطة وامتلاك مراكز القوى والنفوذ والإعلام.. ونحوها، مع وجود تقصير في الدعوة والعمل على تحقيق الإيمان الصحيح. بل وحدث أن وُجدت دعوة إلى توحيد الجهود دون اعتبار للاختلافات الجوهرية في العقيدة، ووُجد من يضع ثقته بكل من زعم نصرة الإسلام ولو كان على واقع بعيد جداً عن الإيمان الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بيانه في نصوص الوحي.
وطائفة أخرى ظنت أن معنى أن الحياة جنة الكافر أنه لا نصيب للمؤمن فيها من العزة والتمكين، وامتلاك مصادر القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فانصرفت إلى العناية بأنفسها، وتكميل إيمانها بالذكر والأعمال الصالحة، وأبعدت من برامجها ودعوتها النظر في السياسة والجهاد والعلم والمجادلة عن دين الله بالحق.
ومن المسلمين من أسلمه هول ما يرى عند الكفار من القوة المادية وأسباب التأثير والمكر ووسائل الإغواء، وما يرى من حال المسلمين وما آل إليه من الضعف والانحراف واستحكام الجهل، إلى اليأس والقنوط.
والوصف بالهدامة: يدل على أن المقصود هي تلك الأفكار التي تتسلط على العقائد الإيمانية بالهدم والتشكيك، وعلى التعاليم الإسلامية والأخلاق بالتعطيل والتحريف، كما يخرج بهذا الوصف الأفكار غير الهدامة فهي غير مراده.
الصعوبات:
لم أواجه ـ بفضل الله ـ صعوبة في جمع المادة العلمية ذلك أن الموضوع يتعلق بجانب من جوانب الإيمان. وكل ما يتعلق بالإيمان فقد ورد بيانه في نصوص الوحي، وأشار إليها العلماء في كتب التفسير والحديث والعقائد والفقه ونحوها.
كما أن الموضوعات المكملة للبحث قد اعتنى بها العلماء والمفكرون قديماً وحديثاً.
إلا أن البحث لم يخل من صعوبات. كان أهمها الكيفية التي ينبغي أن يُنظَّم عليها، في تقسيمه وتوزيع المسائل على أبوابه وفصوله ومباحثه ومطالبه، واختيار العناوين المناسبة لكل منها.
فهذا الموضوع ـ حسب علمي ـ لم يفرد ببحث مستقل من قبل.
وإنما هو مُفَرَّق في بطون كتب التفسير والحديث والعقائد ونحوها، كما تُذكر بعض جوانبه في الكتب التي تكلمت عن آثار الإيمان عامة.
ومن الصعوبات صعوبة نفسية وهي إحساسي بعمق وثقل هذا البحث، وخوفي ألا أوفيه حقه، ولعلي بما تيسر أكون قد جئت ولو بأدنى مراتب الكفاية.
منهجي في البحث:
لقد استقر الأمر ـ بحمد الله ـ على أن يجري الكلام في أبواب البحث على ما يتعلق بالآثار الإيمانية المحصنة للفرد والجماعة ضد الفكر الهدام. أما القضايا التي يتطلبها البحث وليست من صلبه فقد تطرقت إليها في التمهيد.
وقسمت البحث على أساس تنوع الآثار الإيمانية من حيث تعلقها بالعبد ومواطن تجلي تلك الآثار. وهي على وجه الإجمال ثلاثة أنواع:
الأول: مظاهر ولاية الله للمؤمنين التي تحصنهم من الفكر الهدام.
الثاني: الآثار القلبية التي يحدثها الله في قلب العبد المؤمن فيحصنه بها من ضلالات الجاهلية.
الثالث: الآثار الاجتماعية. وهي آثار إقامة الشعائر الإيمانية الاجتماعية فيتحصن بها المجتمع ضد الشرور عامة والفكرية خاصة.
وأورد قدر الإمكان الأدلة التي تشير إلى كل أثر، والشعائر الإيمانية الجالبة له، مع ذكر الفكر الهدام أو أساليبه التي يتصدى لها كل أثر، مع بيان أن فقد هذا الأثر ـ نتيجة لتعطيل الشعيرة الإيمانية ـ يمثل ثغرة تسري منها الأفكار الهدامة.
وفي مجال التوثيق أذكر بعد الآية اسم السورة التي وردت فيها، ورقم الآية.
وقد خرجت الأحاديث من كتب السنة. فإن كان في الصحيحين أو أحدهما فإني أكتفي بالإشارة إلى موضعه ذاكراً اسم الكتاب والباب ورقم الحديث والجزء والصفحة، وإن كان في غيرهما ذكرت بعض كتب السنة التي أخرجته، ثم أتبع ذلك ببعض أقوال أهل العلم التي تبين درجة الحديث.
وقد ترجمت للرجال الذين ورد ذكرهم في المتن باختصار، ما عدا المعاصرين.
هذا وقد جرى البحث حسب الخطة الآتية:
المقدمة: وتكلمت فيها عن سبب اختيار الموضوع، وأهميته، وبينت المراد بالعنوان، وأهم الصعوبات، ولمحات في المنهج، وخطة البحث.
التمهيد، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: طبيعة الإيمان المؤثر.
وفيه مطلبان: المطلب الأول: تعريف الإيمان.
المطلب الثاني: الأسس التي يقوم عليه الإيمان.
المبحث الثاني: الفكر الجاهلي في مجابهة الإيمان وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الصراع بين الحق والباطل من سنن الله الجارية إلى يوم القيامة.
المطلب الثاني: الصراع بين الحق والباطل في عصور الإسلام المتقدمة.
المطلب الثالث: الغزو الفكري للأمة الإسلامية في العصر الحديث.
الباب الأول: الإيمان سبب لتحصيل ولاية الله الأثر الخارجي.
وفيه فصلان:
الفصل الأول: صفات المستحقين للولاية.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: مراتب أهل الإيمان. وفيه أربعة مطالب.
المطلب الأول: بيان أصل الإيمان.
المطلب الثاني: مرتبة الظالم لنفسه.
المطلب الثالث: مرتبة المقتصد.
المطلب الرابع: مرتبة السابق بالخيرات.
المبحث الثاني: أهل ولاية الله.
المبحث الثالث: العناية بأهم سبب لحصول الولاية.
الفصل الثاني: أثر ولاية الله في تخليص المؤمنين وتحصينهم من الأفكار الهدامة.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: مظاهر ولاية الله لعبده المؤمن. وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: إخراج المؤمن من الظلمات إلى النور.
المطلب الثاني: تثبيت المؤمن عند الشدائد.
المطلب الثالث: الحيلولة بين المؤمن وبين ما قد يقوم بقلبه من الإرادات السيئة.
المطلب الرابع: مظاهر الولاية الكاملة للكُمّل من عباد الله.
المبحث الثاني: مظاهر ولاية الله للجماعة المؤمنة.
الباب الثاني: أثر الإيمان في تحصين القلب ضد الأفكار الهدامة الأثر القلبي.
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: وظائف القلب وأحواله. وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: الوظائف القائمة بالقلب. وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: وظيفة التعقل.
المطلب الثاني: الاعتقادات.
المطلب الثالث: النيات والإرادات.
المطلب الرابع: العواطف.
المطلب الخامس: الانفعالات.
المبحث الثاني: العلاقة بين الوظائف القلبية.
المبحث الثالث: أحوال القلوب.
المبحث الرابع: أثر الإيمان في القلوب دائر بين التطهير والتزكية.
الفصل الثاني: أثر الإيمان في تطهير القلوب. وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: أثر الإيمان في تطهير القلب من العقائد الباطلة والظنون السيئة.
المبحث الثاني: أثر الإيمان في تطهير القلب من الران ودرن المعاصي.
المبحث الثالث: أثر الإيمان في تطهير القلب من العواطف الفاسدة.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أثر الإيمان في تخليص القلب من محبة غير الله.
المطلب الثاني: أثر الإيمان في تخليص القلب من حب الشهوات المحرمة.
المطلب الثالث: أثر الإيمان في تخليص القلب من الحقد والحسد.
الفصل الثالث: أثر الإيمان في تزكية القلوب. وفيه مبحثان.
المبحث الأول: أثر التزكية في طمأنينة القلب.
المبحث الثاني: أثر التزكية في حصول النور والفرقان.
الباب الثالث: أثر الإيمان في تحصين المجتمع المسلم ضد الأفكار الهدامة.
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: أثر الرابطة الإيمانية والأخلاق والنظم الإسلامية في صيانة المجتمع المسلم من الانحراف الفكري.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أثر المحافظة على الرابطة الإيمانية في الحصانة الفكرية.
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: التزام الأخلاق الفاضلة.
المطلب الثاني: قيام المؤمنين بالحقوق المفروضة لبعضهم على بعض.
المطلب الثالث: الالتزام بالنظام الاجتماعي والاقتصادي الإسلامي.
المطلب الرابع: المحافظة على الوحدة الفكرية.
المبحث الثاني: العمل على سلامة مقومات المجتمع المسلم. وفيه مطلبان:
المطلب الأول: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكونه واجباً اجتماعياً.
المطلب الثاني: أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحصين المجتمع المسلم من الأفكار الهدامة.
الفصل الثاني: دور ولاة الأمر في حماية المجتمع من الأفكار الهدامة.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: ضوابط الإمامة في المجتمع المسلم.
المبحث الثاني: وظائف الإمامة ومقاصد الحكم.
الفصل الثالث: أثر وضع الدولة المتمكن في الأرض في تحصين المجتمع ضد الأفكار الهدامة.
وتكلمت فيه عن: أثر الجهاد في عزة الإسلام وتمكين المسلمين في الأرض وتحصين المجتمع الإسلامي ضد الأفكار الخبيثة.
الخاتمة: ولخصت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث.
الفهارس والمراجع: وتشتمل على ما يلي: فهرس الآيات، وفهرس الأحاديث، وفهرس تراجم الأعلام، وقائمة المصادر والمراجع، وفهرس المحتويات.
تنبيه واعتذار
نظراً لطبيعة البحث الذي يتطرق بجانب النواحي العقدية، إلى الآثار التي يحدثها الإيمان على النفس البشرية والمجتمع، كما يتطرق إلى النواحي الفكرية وغيرها من الموضوعات التي تبحث غالباً في مجالات الدعوة، فقد دعت الحاجة إلى الاستفادة من بعض العلماء والدعاة والمفكرين والكتاب القدامى والمعاصرين، الذين خالفوا ببعض آرائهم أو فتاويهم أو مناهجهم أو حتى عقائدهم ما ذهب إليه السلف الصالح؛ بل قد تجاوزت ذلك إلى النقل عن غير المسلمين والمشتغلين بعلم النفس والاجتماع والطب مما يوجد فيه خليط من الحق والباطل. والقاعدة في ذلك: الحكمة ضالة المؤمن وقد حرصت أن لا أنقل عنهم إلا ما كان صواباً ليس فيه شيء من مخالفاتهم أو باطلهم، فيما أرى أنه يؤيد الحق أو يجلي بعض الجوانب التي تطرق إليه البحث.
وقد أشار شيخ الإسلام إلى هذا المنهج في النقل بقوله: "وليس كل من ذكرنا شيئاً من قوله من المتكلمين وغيرهم يقول بجميع ما نقول في هذا وغيره، ولكن الحق يُقْبَل من كل من تكلم به
…
"1.
وقد بذلت جهدي وطاقتي الضعيفة القاصرة، ولم آل جهداً، وأرجو أن أكون قد وُفقت إلى الصواب. ألا وإن الله متفرد سبحانه بالكمال.
1الفتوى الحموية الكبرى، لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية ص60، القاهرة، ط: الثالثة، 1398هـ.
وحَكم على البشر بالعجز والقصور، فلا يسلم أحد من الخطأ إلا من عصمه الرحمن.
وحسبي ـ إن شاء الله ـ أني اجتهدت في تحري الحق ولم أتعمد الخطأ. فما كان فيه من صواب فمن الله وله الحمد، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله.
شكر وتقدير
هذا وأحمد الله وأشكره على عظيم منته وكريم فضله، حيث وفقني لسلوك طريق العلم، ويسر لي الالتحاق بالجامعة الإسلامية والتزود من علومها، وأعانني على كتابة هذا البحث الذي أرجو أن يكون على الوجه الذي يرضيه، وأن يكون خالصاً صواباً نافعاً. وله الحمد على نعمه التي لا تحصى.
ثم أتوجه بالشكر لكل من كان له فضل عليَّ في إتمام هذا البحث، وعلى رأسهم شيخي المشرف على البحث الدكتور: أحمد بن عطية الغامدي، الذي زودني بنصائحه وتوجيهاته القيمة والتي أسهمت في إنجاز هذا البحث وتخطي ما يعرض فيه من إشكال. وكانت أوقات التقائي به فرصة للاستفادة من علمه وتجاربه. فله مني جزيل الشكر والتقدير، وأسأل الله أن يجزل له المثوبة، وأن يرفع منزلته في الدنيا والآخرة.
ثم أثني بالشكر للجامعة الإسلامية ـ ممثلة بكلية الدعوة وأصول الدين وقسم العقيدة، وقسم الدراسات العليا سابقاً ـ التي هيأت لي الفرصة للنهل من علومها، وعلى ما يسّرته من المكتبات التي سهلت مهمة البحث، وما وجدته من المسئولين من التفاهم والتعاون. كما أشكر كل من ساعدني في إتمام هذا البحث من الأساتذة والزملاء بإبداء رأي أو نصيحة أو إعارة كتاب وإرشاد إلى مرجع أو غير ذلك، والحمد لله أولاً
وآخراً. والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وعلى آله وأصحابه السادة النجباء.
عبد الله بن عبد الرحمن المنصور الجربوع
المدينة النبوية 1/11/1412هـ