الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: أثر الإيمان في تطهير القلب من العواطف الفاسدة
تقدم بيان أن العواطف تتعلق بالمحبوبات والمكروهات1، وعواطف المحبة أو الكراهة تكون صحيحة إذا توجهت وجهة صحيحة كمحبة الله تعالى، وكراهية الطاغوت، وتكون فاسدة إذا اتجهت وجهة فاسدة، كمحبة الباطل، وكراهية الحق.
وقد يكون أصل هذه العواطف صحيحاً، لكن تتجاوز الحد، فتخرج عن صحتها إلى مرضها، مثل: حب المال إذا زاد أصبح حرصاً مذموماً يسيطر على القلب، وكراهية الموت عاطفة جبلت عليها النفوس، لكن إذا زاد الحد إلى الخور والجبن، أصبحت عاطفة فاسدة.
ويمكن حصر أهم العواطف الفاسدة التي تقوم في قلوب الناس فتحرف سلوكهم عن الصراط المستقيم فيما يلي:
1-
حب التأله العبادة المتوجه لغير الله.
2-
حب الشهوات المحرمة.
3-
الحقد والحسد. وهما مرضان نابعان من عاطفة الكراهة للمحقود عليه والمحسود، وشهوة التشفي منه.
1 انظر: مبحث الوظائف القلبية العواطف ص300.
ووجود أحد هذه الأمراض أو أكثر يكون خللاً في القلب يتسلل منه شياطين الإنس والجن، وهو ثغرة في حصن القلب، ومقتل عظيم قد يؤدي إلى هلاكه.
وسيجري الكلام في هذا المبحث إن شاء الله حول هذه الأمراض العاطفية والتي يعود إليها كل مرض، وينبعث منها كل سلوك سيء مع بيان أثر الإيمان في تطهير القلب منها، مما يؤدي إلى حصانته، وقد أفردت لكل منها مطلباً مستقلاً.