الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث الإرادات
الإرادة هي: نزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها عليه1.
فهي تتركب من أمرين:
رغبة في الفعل أو شعور بالحاجة إليه أو تعلق أمل به، ثم قصده وميل النفس لفعله.
ويراد بالإرادة القصد، فتكون بمعنى النية2.
وهي نوعان:
أحدهما: قصد الفعل المعين، كتوجه الإرادة إلى القتال.
والثاني: تمييز المقصود بالفعل، كأن يقصد بالقتال وجه الله.
وقد وردت كثير من النصوص تدل على أن الإرادات والنيات محلها القلب، من ذلك:
قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقر:225] .
1 كشاف اصطلاحات الفنون 1/552.
2 جامع العلوم والحكم ص8.
وقال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب:5] .
وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال:24] ففي هذه الآية بين تعالى تمكنه من قلوب العباد، فيصرفها كيف يشاء، بما لا يقدر عليها صاحبها، فيفسخ عزائمه، ويغير مقاصده، ويلهمه رشده، ويزيغ عن الصراط السوي قلبه
…
1
وعلى هذا فالعزائم والمقاصد والإرادات تقوم بالقلب.
1 روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 9/191، شهاب الدين محمد الألوسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.