الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
292 - بَابٌ فِي النَّهْيِ عَنْ غَسْلِ أَسْفَلِ القَدَمَيْنِ بِاليَدِ اليُمْنَى فِي الوُضُوءِ
1846 -
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلا يَغْسِلَنَّ أَسْفَلَ رِجْلَيْهِ بِيَدِهِ اليُمْنَى)).
[الحكم]:
باطلٌ، وأنكره ابنُ عَدِيٍّ. وَضَعَّفَهُ جدًّا: عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ، وابنُ القطانِ، وابنُ طَاهرٍ القيسرانيُّ، وابنُ دَقيقٍ، والمُناويُّ. ورَمَزَ السيوطيُّ لضَعْفِهِ. وقال الألبانيُّ: موضوعٌ.
[التخريج]:
[عد (5/ 205)].
[السند]:
رواه ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل 5/ 205) قال: حدثنا أحمد بن موسى الجُبني
(1)
الجرجاني، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الشالنجي، حدثنا محمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي، حدثنا سليمان بن أرقم عن الحسن، عن أبي هريرة،
(1)
كذا ضُبط في (الإكمال لابن ماكولا 2/ 215)، و (تبصير المنتبه لابن حجر 1/ 299). وتحرَّفَ في بعضِ نُسخِ (الكامل) إلى:"الحبني" بالحاء المهملة، وفي (بيان الوهم والإيهام 3/ 186):"الحنيني". والصواب المثبت.
به.
قال السيوطيُّ: "وهو مما بَيَّضَ له الديلميُّ" أي: في مسند الفردوس، لعدمِ عثوره له على سند، قاله المُناويُّ. انظر (الجامع الصغير 538)، وشرحه:(التيسير 1/ 87).
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ تالفٌ؛ فيه ثلاثُ عللٍ:
الأولى: أبو إبراهيمَ محمدُ بنُ القاسمِ الأسديُّ، كَذَّبَهُ أحمدُ بنُ حَنبلٍ وغيرُهُ؛ ولذا قال ابنُ حَجرٍ:"كذَّبُوه"(التقريب 6229).
الثانية: سليمانُ بنُ أرقمَ، فإنه متروكٌ. قالُهُ أبو حاتمٍ، وأبو داودَ، والترمذيُّ، والنسائيُّ، والدارقطنيُّ، وغيرُهُم. (تهذيب التهذيب 4/ 169).
الثالثة: انقطاعه بينَ الحسنِ وأبي هريرةَ، فلم يسمعِ الحسنَ من أبي هريرةَ شيئًا، كما في (جامع التحصيل 135).
وبهذه العللِ الثلاثِ أعلَّه ابنُ القطانِ في (بيان الوهم والإيهام 3/ 186، 187)، وابنُ دَقيقٍ في (الإمام 1/ 617، 618)، والمُناويُّ في (الفيض 1/ 322).
بينما أعلَّه عبدُ الحَقِّ بعلتينِ فقط، فقال:"سليمانُ بنُ أرقمَ متروكٌ، ولم يصحَّ سماع الحسن من أبي هريرةَ"(الأحكام الوسطى 1/ 174).
فتعقبه ابنُ القطان قائلًا: "هو كما قال، ولكنَّه بتوجه قصده إلى هذه القطعةِ من إسنادِهِ يوهم أن ما ترك منه لا نظر فيه، وليس كذلك، بل فيما طَوى ذكره من يُتهم، ممن لعلَّ الجناية فيه منه، .. "، فذكرَ إسنادَهُ، ثم قال: "محمدُ بنُ القاسمِ هذا هو أبو إبراهيمَ الأسديُّ الكوفيُّ، قال البخاريُّ:
كَذَّبه أحمدُ بنُ حَنبلٍ، وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ عن أبيه:"أحاديثُه موضوعة، ليسَ بشيءٍ"، فأما ابنُ مَعينٍ، فعَنه أنه كانَ لا يرضَاه لغفلته، وحكى ابنُ أبي خيثمةَ عنه أنه وَثَّقَهُ، وليس ذلك بشيءٍ، وبالجملةِ فما حاله بأحسن من حال سليمانَ بنِ أرقمَ، فما باله يلوم سليمان، ولعلَّه منه برئ؟ " (بيان الوهم 3/ 186، 187).
قلنا: لعلَّ عذر عبد الحق في ذلك أنه تبع ابن عدي، فإنه قد عَدَّ هذا الحديث من مناكير ابن أرقم، فذكره مع غيره في ترجمة ابن أرقم من (الكامل)، وقال:"هذه الأحاديث عن الحسن يرويها كلها عنه سليمان بن أرقم"، ثم قال:"وعامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه"(الكامل 5/ 208).
وتبعه أيضًا ابنُ طاهرٍ القيسرانيُّ، فقال: "رواه سليمانُ بنُ أرقمَ
…
وسليمانُ متروكُ الحديثِ" (ذخيرة الحفاظ 252).
والحديثُ رمزَ السيوطيُّ لضعفه في (الجامع الصغير 538)، وأقرَّه المُناويُّ في (التيسير 1/ 87).
وقال عنه الألبانيُّ: "موضوعٌ"(ضعيف الجامع 441)، و (الضعيفة 1525)، وانظر التنبيه المذكور في نهاية هذا الباب، فإنه مهم.
* * *
1847 -
حَدِيثُ عُثْمَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ
◼ عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
نَحْوَهَ.
يَعْنِي: نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ المُتَقَدِمُ: ((إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلا يَغْسِلَنَّ أَسْفَلَ رِجْلَيْهِ بِيَدِهِ اليُمْنَى)).
[الحكم]:
باطلٌ. وأنكره ابنُ عَديٍّ. وهو من نفسِ طريقِ سابقه، ففيه منَ الكلامِ ما سبقَ.
[التخريج]:
[عد (5/ 205)].
[السند]:
رواه ابنُ عديٍّ في (الكامل 5/ 205) قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن بهمرد، حدثنا معمر بن سهل، حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، حدثني سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن عثمان بن عفان وأبي هريرة، به.
[التحقيق]:
إسنادُهُ تالفٌ، وفيه ثلاثُ عللٍ، مَرَّ ذكرُها في الكلامِ عنِ الحديثِ السابق، ويزادَ هنا أن الحسنَ لم يسمعْ من عثمانَ أيضًا.
وجعفر بن أحمد بن بهمرد -وهو أبو محمدٍ التُّسْتَريُّ- روى عنه جماعةٌ من الحفَّاظِ، منهم:
1) ابنُ عَديٍّ، وقد أكثرَ عنه في (الكامل).
2) والطبرانيُّ في (الأوسط 3393)، و (الصغير 336).
3) وابنُ السُّنِّيِّ في (عمل اليوم والليلة 345).
4) وابنُ المُقْرِئِ في (معجمه 781).
5) وأبو الشيخِ الأصبهانيُّ كما في (ترتيب الأمالي الخميسية للشجري 2934)، و (الغرائب الملتقطة 4/ ق 218)، (وتغليق التعليق 3/ 209).
ولم نجدْ له ترجمةً سوى في (إرشاد القاصي والداني 313)، وحكموا عليه بأنه "مجهولُ الحالِ"
(1)
.
(1)
ولكن تُحرِّفَ اسمه إلى: "بهزد"، وهذا لم يقعْ في أيِّ مصدرٍ منَ المصادرِ فيما رأينا، فلعلَّ الميم سقطتْ منهم أثناء الطباعة.
هذا وقد اختلفتِ المصادر في ضبطها؛ فوقع: "بهمرد" بالراء والدال المهملتين عند ابن عدي في أكثر من خمسة عشر موضعًا، وكذا ذكره المزي في شيوخ محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل (تهذيب الكمال 25/ 507)، وكذا وقع في سند للحافظ في (التغليق 3/ 209) من طريق أبي الشيخ عنه، وكذا وقع عند ابن السني في نسخة، وفي أخرى:"بهمزد"، بالزاي والدال، وكذا في (معجم ابن المقرئ)، و (المعجم الصغير للطبراني)، وفي (الأوسط):"يهمزد" بالياء المثناة، وكذا في (الغرائب الملتقطة 4/ ق 218) من طريق أبي الشيخ عنه، ووقع في (الأمالي الخميسية):"شهرد"!
ولعل الصواب: "بهمرد"، بالراء والدال المهملتين لكثرة وقوعه كذلك في (الكامل) لابن عدي بلا خلاف، وكذا وقع في أكثر المراجع، بخلاف غيرها، فإنما هي مواضع متفرقة هنا وهناك، مع اختلاف الضبط من نسخة لأخرى. والله أعلم.
1848 -
حَدِيثُ الحَسَنِ مُرْسَلًا
◼ عَنِ الحَسَنِ البَّصْرِيِّ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَغْسِلَ الرَّجُلُ بَاطِنَ قَدَمَيْهِ بِيَمِينِهِ)).
[الحكم]:
مرسلٌ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.
[التخريج]:
[ضحة (طهارة)].
[السند]:
رواه عبدُ الملكِ بنُ حبيبٍ في (الواضحة/ كتاب الطهارة) قال: حدثني أسدُ بنُ موسى عن المباركِ بنِ فَضَالةَ عن الحسنِ البصريِّ به مرسلًا.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه ثلاثُ عللٍ:
الأُولى: الإرسالُ.
الثانيةُ: عنعنةُ المباركِ بنِ فَضالةَ، فإنه كان مدلسًا شديد التدليس. (التبيين 58).
الثالثةُ: عبدُ الملكِ بنُ حَبيبٍ، أبو مَرْوانَ المالكيُّ، فقيهُ الأندلسِ، لكنَّه متكلمٌ فيه، وقد اتُّهم في سماعِهِ من أسدِ بنِ مُوسَى، طَوَّلَ ابنُ حَجرٍ ترجمتَه في (اللسان 4901)، وقال في (تقريبه):"صدوقٌ، ضعيفُ الحفظِ، كثيرُ الغلطِ"(التقريب 4174).
[تنبيه]:
ذكرَ ابنُ بطةَ العُكْبَريُّ هذا الحديثَ في (الإبانة الصغرى) بلا سَنَدٍ، بلفظ:
((نَهَى أَنْ يَغْسِلَ بَاطِنَ قَدَمِهِ بِبَاطِنِ كَفِّهِ اليُمْنَى مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ)) (الشرح والإبانة 396/ ص 298).
ولم نجدْه بهذا اللفظِ.
هذا وأصحُّ ما وَرَدَ في هذا المعنى أنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْسِلَ قَدَمَيْهِ بِيَدِهِ اليُسْرَى، ففي حديثِ عبدِ خَيرٍ عن عليٍّ عندَ أحمدَ وابنِ خزيمةَ وغيرِهِما قال:((ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ رضي الله عنه: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَذَا طُهُورُهُ)).
وهو مخرجٌ في: (باب جامع في صفة الوضوء).
وَوَرَدَ نحوه في حديثِ عطاءِ بنِ يَسارٍ عنِ ابنِ عباسٍ في (معجم ابن الأعرابي 1599)، وأصلُهُ عندَ البخاريِّ وغيرِهِ، وهو مخرجٌ في صفةِ الوضوءِ أيضًا.
ورُوي عن وائلِ بنِ حُجْرٍ عندَ البزارِ وغيرِهِ ((أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم غَسَلَ [بِيَمِينِهِ] قَدَمَهُ اليُمْنَى ثَلَاثًا))، وسندُهُ ضعيفٌ جدًّا، وهو مخرجٌ في صفةِ الوضوءِ أيضًا.
* * *