الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
296 - بَابُ الوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا
1869 -
حَدِيثُ عُثْمَانَ
◼ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ: أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ (بِوَضُوءٍ) 1 فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ [مِنْ إِنَائِهِ] 1 ثَلَاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ [وَاسْتَنْثَرَ] 2، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَ مِرَارٍ (غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى إِلَى المَرْفِقِ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى إِلَى المَرْفِقِ ثَلَاثًا) 2، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ (كُلَّ رِجْلٍ) 3 ثَلَاثَ مِرَارٍ إلى الكَعْبَيْنِ (غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنَى ثَلَاثًا، ثُمَّ اليُسْرَى ثَلَاثًا) 4، ثُمَّ قال:[رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ] 3 قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ [بِشَيْءٍ، إِلَّا] 4 غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)).
[الحكم]:
متفق عليه (خ، م).
[التخريج]:
[خ 159 (واللفظُ لَهُ)، 164 (والزيادةُ الأُولى والثانيةُ، والروايةُ الأُولى والثالثةُ لَهُ ولغيرِهِ)، 1934 (والزيادةُ الثالثةُ والرابعةُ، والروايةُ الثانيةُ والرابعةُ لَهُ ولغيرِهِ) / م 226/ د 105، 106/ ن 87، 88، 121/ جه 286/ ........ ].
وسبقَ الحديثُ بتخريجه وذكر معظم رواياته في: (باب ذَهاب الذنوب
بماء الوضوء)، و (باب جامع في صفة الوضوء).
ومما لم نذكره هناك:
رِوَايَةُ مُخْتَصَرَةٌ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَنَّ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ بِالمَقَاعِدِ فَقَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، [قَالَ: أَلَيْسَ هَكَذَا رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ قَالُوا: نَعَمْ])).
[الحكم]:
صحيح (م).
[التخريج]:
[م (230/ 9) (واللفظُ لَهُ) / حم 403، 404 (والزيادةُ لَهُ)، 488/ طي 81/ عه 726/ بز 343، 349، 378، 426/ طس 3836، 4972، 6783/ طص 651، 755/ ش 62، 63/ قط 11/ تخ (3/ 393) / طح (1/ 36/ 169) / منذ 406/ علت 25/ علحم 2260/ حث (مط 2/ 204) / مع (مط 2/ 204) / طبر (8/ 218) بسياق مطول/ خشف 30/ هق 373/ هقش (ص 118) / خط (11/ 451)، (16/ 354) / حذلم (شيوخ 48، 49) / حنف (حارثي 39) / حنف (خسرو 611) / فقط (أطراف 213) / حنف (حارثي 39)].
[السند]:
قال مسلمٌ: حدثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، وأبو بكرِ بنِ أبي شيبةَ، وزهيرُ بنُ حربٍ -واللفظُ لقتيبةَ وأبي بكرٍ- قالوا: حدثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن
أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، به.
قال مسلمٌ: وزاد قتيبةُ في روايتِهِ قال: سفيانُ: قال أبو النضرِ: عن أبي أنسٍ قال: وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
والزيادةُ:
أخرجها أحمدُ (404) قال: حدثنا وكيعٌ، حدثنا سفيانُ، عن أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، عن عثمانَ، به.
وأخرجها أبو عَوَانةَ في (المستخرج 726) عن ابنِ أبي رجاءٍ، عن وكيعٍ، به.
وهذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، إلا أنه اختُلفَ على الثوريِّ في تابعيِّ الحديثِ:
فرواه وكيعٌ -كما تقدَّم- عن الثوريِّ، عن سالمٍ أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، عن عثمانَ، به.
وأبو أنسٍ هو مالكُ بنُ أبي عامرٍ (جدُّ الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ).
وخالفَ وكيعًا جماعةٌ من أصحابِ الثوريِّ:
فأخرجه أحمدُ (488)، وقال: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ الوليدِ، حدثنا سفيانُ، حدثني سالمٌ أبو النضرِ، عن بُسْرِ بنِ سعيدٍ، عن عثمانَ بنِ عفانَ، به.
وقال البيهقيُّ: "وهكذا هو في (جامع الثوري) رواية عبد الله بن الوليد العدني"(السنن الكبرى عقب رقم 373).
وأخرجه أحمدُ (487) قال: حدثنا ابنُ الأشجعيِّ، حدثنا أبي، عن سفيانَ، عن سالمٍ أبي النضرِ، عن بُسْرِ بنِ سعيدٍ، عن عثمانَ، به
(1)
.
(1)
إلا أنه زاد فيه مسح الرأس ثلاثًا، وهذا غير محفوظ، كما تقدَّم التنبيه على ذلك في:(باب جامع في صفة الوضوء).
وأخرجه البيهقيُّ في (السنن 373) من طرقٍ عن الحسينِ بنِ حفصٍ، والفريابيِّ، وأبي حذيفةَ، ثلاثتهم: عن سفيانَ الثوريِّ، به.
وعلَّقه ابنُ أبي حاتمٍ في (العلل 143) عن الفريابيِّ
(1)
.
وعلَّقه الدارقطنيُّ في (العلل 259) عن أبي نعيمٍ ويزيدَ بنِ أبي حَكيمٍ.
وعلَّقه الدارقطنيُّ في (التتبع، صـ 313 - 314) عن معاويةَ بنِ هشامٍ، وأبي أحمدَ
(2)
.
جميعهم (عبد الله العدني، وعبيد الله الأشجعي، والحسين بن حفص، وأبو حذيفة، والفريابي، وأبو نعيم، ويزيد، ومعاوية، وأبو أحمد) رووه: عن سفيانَ الثوريِّ، عن سالمٍ أبي النضرِ، عن بُسرِ بنِ سعيدٍ، عن عثمانَ، به.
* وقد اختلفَ العلماءُ في ترجيحِ أحد الوجهين:
فذهبَ أبو زرعةَ وأبو حاتمٍ إلى ترجيحِ روايةِ وكيعٍ بذكرِ أبي أنسٍ.
فقال أبو زرعةَ: "وَهِمَ فيه الفريابيُّ؛ الصوابُ ما قال وكيعٌ".
وقال أبو حاتمٍ: "حديثُ وكيعٍ أصحُّ، وأبو أنسٍ: جدُّ مالكِ بنِ أنسٍ، وأبو أنسٍ عن عثمانَ متصلٌ، وبُسرُ بنُ سعيدٍ عن عثمانَ مرسلٌ"(علل الحديث 143).
(1)
ولم يذكر غيره ممن روى هذا الوجه، ولعلَّ لهذا رجَّحَ أبو زرعة وأبو حاتم رواية وكيع عليه، كما سيأتي.
(2)
ورجَّحَ الدارقطنيُّ هذه الرواية عنه، وأشارَ إلى وَهْم مَن رواه عنه موافقًا لوكيع.
وصنيعُ مسلمٍ يؤيدُ هذا القول؛ حيثُ أخرجَ روايةَ وكيعٍ بذكرِ (أبي أنسٍ)، ولم يخرجِ الأُخرى.
وخالفهم أحمدُ والدارقطنيُّ وغيرُهُما، فرجَّحوا رِوايةَ بُسرٍ:
فقال أحمدُ -عقب رواية وكيع-: "إنما هو عن بُسرِ بنِ سعيدٍ"(العلل رواية عبد الله 2260).
وقال الدارقطنيُّ: "وأخرجَ مسلمٌ حديثَ وكيعٍ، عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، عن عثمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا. وقد كتبنا عِلَّتَهُ في موضعٍ آخر"(التتبع 279).
وقال في الموضعِ الآخرِ: "وهذا مما وهم فيه وكيعُ بنُ الجَرَّاحِ على الثوريِّ مما يُعتدُ به عليه.
وقد خالفه أصحابُ الثوريِّ الحفاظُ منهم: عبيدُ اللهِ الأشجعيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ الوليدِ ويزيدُ بنُ أبي حكيمٍ العدنيان، والفريابيُّ، ومعاويةُ بنُ هشامٍ، وأبو حذيفةَ، وغيرُهُم فرووه، عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن بُسرِ بِن سعيدٍ، عن عثمانَ. وهو الصوابُ.
ولم يخرجْ مسلمٌ حديثَ بُسرِ بنِ سعيدٍ المجمع عليه، وأخرجَ حديثَ أبي أنسٍ وهو وهمٌ من وكيعٍ، والله أعلم.
وقد رواه محمودُ بنُ غيلانَ، عن وكيعٍ وأبي أحمدَ، عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، حَمَل أحدَهما على الآخرِ، وغيرُهُ يرويه عن أبي أحمدَ على الصوابِ.
وقد رواه الليثُ، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، عن أبي النضرِ، عن عثمانَ، مرسلًا، لم يذكرْ بينهما أحدًا.
وحديثُ وكيعٍ وقوله: (عن أبي النضر، عن أبي أنس، عن عثمان)، وهمٌ منه اشْتَبَهَ عليه؛ لأنه كان يُحَدِّثُ مِن حفظه.
والذي عند الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، عن عثمانَ - حديثان موقوفان، غير حديث الوضوء:
أحدهما: ((كان لا يُكبِّر حتى يعتدل الصفوف يبعث رجالًا يعدلون الصفوف)).
والآخر: ((للمنصت النائي مثل ما للمنصت السامع)) " (التتبع، صـ 313 - 314).
وقال الدارقطنيُّ في (العلل) -أيضًا-: "والصحيحُ قولُ مَن قالَ: عن بسرِ بنِ سعيدٍ، والله أعلم"(العلل 259).
وقال في (السنن) -عقبَ إسنادِ وكيعٍ-: "وتابعه أبو أحمدَ الزبيريُّ
(1)
، عن الثوريِّ. والصوابُ: عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن بسرٍ، عن عثمانَ" (سنن الدارقطني 1/ 148).
وقال أبو عليٍّ الغسانيُّ: ((يُذكرُ أن وكيعَ بنَ الجَرَّاحِ وهمَ في إسنادِ هذا الحديثِ في قوله: (عن أبي أنسٍ)، وإنما يرويه أبو النضرِ عن بُسرِ بنِ سعيدٍ عن عثمانَ، روينا هذا عن أحمدَ بنِ حنبلٍ وغيرِهِ))، ثم ذكرَ كلامَي أحمدَ والدارقطنيِّ المتقدمَين. انظر (تقييد المهمل 3/ 784).
وقال النوويُّ: "هذا الإسنادُ من جملةِ ما استدركه الدارقطنيُّ وغيرُهُ"، ثم ذكرَ كلامَ الغسانيِّ السابق بما نقله عن أحمدَ والدارقطنيِّ، وأقرَّهم. انظر
(1)
وقد تقدَّمَ النقلُ عن الدارقطنيِّ أن متابعةَ أبي أحمدَ هذه وهمٌ من محمودِ بنِ غيلانَ؛ حيثُ حملَ روايتَه على روايةِ وكيعٍ، ولم ينتبه للفرقِ بينهما.
(شرح مسلم 3/ 114).
وقال ابنُ عبدِ الهادِي -متعقبًا كلامَ أبي زرعةَ-: "وفي قولِ أبي زرعةَ: (وهم فيه الفريابيُّ) نظرٌ، فقد تابعه: الحسينُ بنُ حَفصٍ، وأبو حذيفةَ، وعبدُ اللهِ بنُ الوليدِ العدنيُّ
…
وغيرُهُم، وروايتُهم أشبهُ بالصوابِ من روايةِ وكيعٍ، والله أعلم".
ثُمَّ ذكرَ كلامَ الدارقطنيِّ، وقال: وهذا الذي صَحَّحَهُ الدارقطنيُّ مخالفٌ لما صَحَّحَهُ أبو زرعةَ وأبو حاتمٍ، وقوله في هذا أَوْلى، والله أعلم" (تعليقة على علل ابن أبي حاتم، صـ 192 - 194).
قلنا: وهذا الوجهُ الذي رَجَّحَهُ أحمدُ والدارقطنيُّ معلٌّ بالانقطاعِ؛ لما تقدَّم من قولِ أبي حاتمٍ أن (بسر بن سعيد عن عثمان مرسل) أي: منقطعٌ؛ وذلك أن بين وفاتي بسر وعثمان (65 سنة)؛ فقد ماتَ بسرٌ (سنة 100)، وماتَ عثمانُ (سنة 35). فسماعُ بُسرٍ منه مستبعدٌ جدًّا.
نعم، ذكرَ الواقديُّ -وتبعه ابنُ حِبَّانَ- أن بسرَ ماتَ وله من العمرِ (78 سنة)
(1)
، وعلى هذا يكون عمره يوم مات عثمان:(13 سنة)، وهذا كافٍ في الإدراكِ والسماعِ، ولكن الواقدي ليس بثقةٍ ولا معتمدٍ، فلا يُعتمدُ على مثلِه في ردِّ كلامِ الأئمةِ الأعلامِ. والله أعلم.
وقد رُوي هذا الحديثُ مختصرًا هكذا عن عثمانَ من طرقٍ أُخرَى:
منها، عن عروةَ، عن حُمْرانَ، عن عثمانَ:
أخرجه الشافعيُّ في (اختلاف الحديث 30) -ومن طريقه البيهقيُّ في
(1)
انظر (الطبقات لابن سعد 7/ 227)، و (مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 545).
(بيان خطأ من أخطأ على الشافعي، صـ 118) - قال: أخبرنا ابنُ عيينةَ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن حمرانَ مولى عثمانَ بنِ عفانَ، (عن عثمان)
(1)
: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
وأخرجه الشافعيُّ في (الأم 78)، و (المسند 54)، بنفسِ السندِ، عن عثمانَ:((أَنَّهُ تَوَضَّأَ بِالمَقَاعِدِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)) ثم قال: سمعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ)).
وكذا رواه أحمدُ في (المسند 493) عن ابنِ عيينةَ، به نحوه.
ورواه الحميديُّ (35) وغيرُهُ: عن ابنِ عيينةَ بهذا السندِ، عن حمرانَ مولى عثمانَ قال: تَوَضَّأَ عُثْمَانُ عَلَى المَقَاعِدِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، قال: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ ثُمَّ يُصَلِّي، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الأُخْرَى حَتَّى يُصَلِّيَهَا)).
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، وقد تقدَّمَ تخريجُه وتحقيقُه بأوسعَ مما هاهنا، في:(باب: فضل الوضوء والصلاة عقبه)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
وقد رُوي من وجوهٍ أُخرى عن هشامٍ، وعن عروةَ، انظرها في البابِ المذكورِ.
(1)
سقط ذكر (عثمان) من طبعة (اختلاف الحديث) فجعله مرسلًا، وذكر محققُه أنه وقعَ في نسخةٍ:"عن عثمان". وهذا هو الصوابُ بلا ريبٍ، كما في (الأم) و (المسند). وكذا رواه البيهقيُّ في (السنن الكبير 293)، و (المعرفة 686)، و (بيان خطأ من أخطأ على الشافعي، ص 118): من طريق الربيع، عن الشافعي. ونص في (السنن) على أنه من كتاب (اختلاف الأحاديث).
ومنها: عن عامرِ بنِ شَقيقٍ، عن أبي وائلٍ، عن عثمانَ:
أخرجه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف 63)، وأحمدُ (403)، قالا: حدثنا وكيعٌ، عن إسرائيلَ، عن عامرِ بنِ شَقيقٍ، عن أبي وائلٍ، عن عثمانَ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
وهذا إسنادٌ مختلفٌ فيه؛ لاختلافهم في حالِ عامرِ بنِ شَقيقٍ، وقد سبقَ الكلامُ عليه بما فيه كفاية في صفة الوضوء. وقد حسَّنَه جماعةٌ من أئمةِ الحديثِ، على رأسهم الإمام البخاري. وضَعَّفه جماعةٌ آخرون على رأسهم الإمام أحمد، ويحيى بن معين.
ومنها: عن زيدِ بنِ ثابتٍ، عن عثمانَ:
أخرجه الترمذيُّ في (العلل الكبير 25) قال: حدثنا محمدُ بنُ المثنى، حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ، قال: حدثنا فليحُ بنُ سليمانَ، عن سعيدِ بنِ الحارثِ، عن خارجةَ بنِ زيدِ بنِ ثَابتٍ، عن زيدِ بنِ ثابتٍ:((أَنَّ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ)).
وأخرجه البزارُ (343)، وابنُ حذلم في (مشيخته 49) من طرقٍ عن عثمانَ بنِ عمرَ، به.
وتوبع عثمان بن عمر عليه:
فأخرجه ابنُ المنذرِ في (الأوسط 406) من طريقِ محمدِ بنِ فُليحِ بنِ سليمانَ، عن أبيه، به.
قال الترمذيُّ: "سألتُ محمدًا -يعني البخاريَّ- عن هذا الحديثِ فقال: هو حديثٌ حسنٌ"، وعَقَّبَ الترمذيُّ عليه بقوله:"هو غريبٌ من هذا الوجهِ".
وقال البزارُ: "وهذا الحديثُ حسنُ الإسنادِ، ولا نعلمُ رَوى زيدُ بنُ ثابتٍ عن عثمانَ حديثًا مسندًا إلا هذا الحديث، ولا له إسناد عن زيد بن ثابت إلا هذا الإسناد".
قلنا: والكلامُ في فليحٍ معروفٌ مشهورٌ، وإن كان من رجالِ البخاريِّ.
وقد قال ابنُ دَقيقِ العيدِ: "وهؤلاء كلهم موثَّقون مخرجٌ لهم في الصحيح"(الإمام 2/ 41).
وقال ابنُ حَجرٍ: "وروى البزارُ من طريقِ خارجةَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ، عن أبيه، عن عثمانَ: ((أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)). وإسنادُهُ حسنٌ"(التلخيص الحبير 1/ 146).
ومنها: عن زيد بن دارة، عن عثمانَ:
قال البخاريُّ في ترجمةِ زيد بن دارة -مولى عثمان بن عفان-، من (التاريخ الكبير 3/ 393): قال مسددٌ: حدثنا صفوانُ بنُ عيسى، سمعَ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ أبي مريمَ، سمعَ ابنَ دارةَ مولى عثمانَ:((رَأَى عُثْمَانَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وقال: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلْيَنْظُرْ)).
وأخرجه الطحاويُّ في (شرح معاني الآثار 1/ 36/ 169) قال: حدثنا يزيدُ بنُ سنانٍ، قال: ثنا صفوانُ بنُ عِيسى، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي مريمَ، قال: دَخَلْتُ عَلَى زيدِ بنِ دارةَ بَيْتَهُ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أُمَضْمِضُ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ. فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: ((رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه عِنْدَ المَقَاعِدِ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلْيَنْظُرْ إِلَى وُضُوئِي)).
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ زيدُ بنُ دَارةَ ترجمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير 3/ 393)، وابنُ أبي حاتمٍ في (الجرح والتعديل 3/ 563)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 4/ 247) على قاعدتِهِ في توثيقِ المجاهيلِ.
وبه ضَعَّفَ السندَ ابنُ حَجرٍ، فقال:"رواه أحمدُ، والدارقطنيُّ، وابنُ السكنِ، من حديثِ ابنِ دَارةَ، عن عثمانَ، وابنُ دارةَ مجهولُ الحالِ"(التلخيص الحبير 1/ 146).
ومع هذا قال العينيُّ -معلقًا على رجالِ سندِ الطحاويِّ-: "رجالُهُ كلُّهم ثقاتٌ"! (نخب الأفكار 1/ 319). كأنه اعتمدَ على توثيقِ ابنِ حِبَّانَ!
ومنها: عن عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ، عن عثمانَ:
أخرجه البزارُ (349)، قال: حدثنا أحمدُ بنُ ثابتٍ الجَحْدريُّ، قال: حدثنا أبو عامرٍ عبدُ الملكِ بنُ عمرٍو، عن إسحاقَ بنِ يحيى بنِ طلحةَ، عن معاويةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ، عن أبيه، عن عثمانَ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
وأخرجه الطحاويُّ في (شرح معاني الآثار 1/ 29/ 121) من طريقِ عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ المجيدِ الحنفيِّ، عن إسحاقَ بنِ يحيى، عن معاويةَ بنِ عبدِ اللهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ، عن عثمانَ بنِ عفانَ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثا ثَلَاثًا، وقال: ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ هَكَذَا».
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: إسحاقُ بنُ يحيى بنِ طلحةَ: "ضعيفٌ" كما في (التقريب 390).
وبه ضَعَّفَهُ العينيُّ في (نخب الأفكار 1/ 242).
وقد وقفنا له على متابعةٍ:
فقد علَّقه البخاريُّ في ترجمةِ طلحةَ مولى آل سراقةَ من (التاريخ الكبير 4/ 350) فقال: "قال أبو مصعبٍ: حدثنا عَطَّافٌ، عن طلحةَ مولى آل سُراقةَ؛ رَأَى معاويةَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا، وقال: كَذَا رَأَيْتُ عبدَ اللهِ بنَ جَعفرٍ. وقال ابنُ جَعْفرٍ: كَذَا رَأَيْتُ عثمانَ. وقال عثمانُ: كَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم".
إلا أنَّ طلحةَ هذا مجهولٌ، ترجمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير)، ولم يذكرْ فيه جَرحًا ولا تَعْديلًا، وإنما ذكرَ له هذا الحديثَ، ثم قال:"حديثُهُ في أهلِ المدينةِ". وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 6/ 488) على عادتِهِ في توثيقِ المجاهيلِ.
ومنها: عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن عثمانَ:
أخرجه البزارُ (378)، قال: حدثنا الجَرَّاحُ بنُ مخلدٍ، قال: حدثني حُيَيُّ
(1)
محمدُ بنُ حاتمٍ، قال: حدثنا يحيى بنُ اليمانِ، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن عثمانَ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
وأخرجه الطبرانيُّ في (المعجم الأوسط 3836) من طريقِ أبي حصينٍ الرازيِّ (وهو ابن يحيى بن سليمان)، عن يحيى بنِ يمان، به.
قال البزارُ: "وهذا الحديثُ لم نسمعْهُ إلا منَ الجَرَّاحِ، عن حُيَيٍّ -وكان من خِيارِ الناسِ-".
وقال الطبرانيُّ: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن الزهريِّ إلا معمر، ولا عن معمرٍ
(1)
لقب محمد بن حاتم.
إلا يحيى بن يمان، تفرَّدَ به أبو حصينٍ الرازيُّ
(1)
".
قلنا: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: يحيى بنُ يمان، وقد ضَعَّفَهُ جمهورُ النُّقَّادِ لسوءِ حِفْظِهِ، انظر (تهذيب التهذيب 11/ 306، 307). ولذا قال الحافظُ: "صدوقٌ عابدٌ، يُخطئُ كثيرًا، وقد تغيَّرَ"(التقريب 7679).
وقد أخطأَ فيه يحيى، فالمحفوظُ عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن حُمرانَ، عن عثمانَ، به مطولًا. كذا رواه عبدُ الرزاقِ في (المصنَّف 139)، وغيره، وقد تقدَّمَ في:(باب صفة الوضوء).
قال ابنُ أبي حاتمٍ: "وَسُئِلَ أبو زرعةَ عن حديثٍ رواه الحسنُ بنُ حمَّادٍ الضبيُّ، عن يحيى بنِ اليمانِ، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن عثمانَ بنِ عفانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)) فقال أبو زرعةَ: "وهم فيه يحيى بنُ يمان، ورواه هشامُ بنُ يوسفَ، ومحمدُ بنُ ثَور، وعبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن حمرانَ، عن عثمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم" (العلل 187).
وقال ابنُ عبدِ الهادِي: "وحديثُ يحيى بنِ اليمان هذا غير مخرج في شيءٍ من السننِ. ويحيى كثيرُ الوهمِ والغلطِ، والله أعلم"(تعليقة على علل ابن أبي حاتم، صـ 280).
* وله طريقٌ آخرُ عن ابنِ المسيبِ:
أخرجه الطبرانيُّ في (المعجم الصغير 651) -ومن طريقه الخطيبُ في (تاريخ بغداد 11/ 451) -، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف بن [فَاذَ] الختلي
(1)
كذا قال، وقد تابع أبا حصين جماعة، كما في (مسند البزار)، و (علل ابن أبي حاتم).
البغدادي، حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
قال الطبرانيُّ: "لم يروه عن يزيدَ إلا ابنه خالد".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدًّا؛ فيه عللٌ:
الأُولى: عمرُ بنُ سعيدٍ الدمشقيُّ هو أبو حفصٍ القرشيُّ: متروكٌ، تركه أحمدُ وأبو حاتمٍ. وضَعَّفه جدًّا ابنُ المدينيِّ. وقال النسائيُّ:"ليسَ بثقةٍ"، وقال مسلمٌ:"ضعيفٌ"، وكذَّبَه الساجيُّ. انظر ترجمتَه في (تهذيب التهذيب 7/ 454)، و (لسان الميزان 5629).
الثانيةُ: خالدُ بنُ يزيدَ بنِ أبي مالكٍ؛ قال فيه الحافظُ: "ضعيفٌ مع كونِهِ كان فقيهًا، وقد اتَّهمه ابنُ مَعينٍ"(التقريب 1688).
الثالثةُ: جهالةُ عبدِ اللهِ بنِ يوسفَ بنِ فَاذَ الختليِّ، ترجمَ له الخطيبُ في (تاريخ بغداد 11/ 451)، فلم يزدْ عمَّا في هذه الروايةِ شيئًا. وكذا ترجمَ له السمعانيُّ في (الأنساب 10/ 116)، فهو مجهولٌ، كما في (إرشاد القاصي والداني 620).
وللحديثِ طرقٌ أُخرَى، وفيما ذكرناه كفاية.
* * *
رِوَايَةٌ: وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ
• عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَمَّنْ رَأَى عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ:((أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه دَعَا بِوَضُوءٍ وَعِنْدَهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَطَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمّ قَالَ: أَنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ كَمَا تَوَضَّأْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[مع (خيرة 559/ 1) (واللفظُ لَهُ)، (مط 55/ 1)].
[السند]:
أخرجه أحمدُ بنُ مَنيعٍ في (مسنده) قال: حدثنا الحسنُ بنُ موسى، حدثنا ابنُ لهيعةَ، حدثنا أبو النضرِ، عمَّن رَأَى عثمانَ بنَ عفَّانَ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لضعفِ ابنِ لهيعةَ، وإبهام الراوي عن عثمانَ.
* * *
1870 -
حَدِيثُ عَلِيٍّ
◼ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: ((جَلَسَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بَعْدَمَا صَلَّى الفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ، [فَقُلْنَا: ما يَصْنَعُ بِالطَّهُورِ وَقَدْ صَلَّى؟ ! مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يُعَلِّمَنَا] 1 فَأَتَاهُ الغُلَامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ -قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ-، فَأَخَذَ بِيَمِينِهِ الإِنَاءَ فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ اليُمْنَى الإِنَاءَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، فَعَلَهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ -قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: كُلُّ ذَلِكَ لَا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ [جَمَعَ بَيْنَ المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ] 2 [بِكَفٍّ وَاحِدٍ] 3 وَنَثَرَ بِيَدِهِ اليُسْرَى، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ [فمَضْمَضَ وَنَثَرَ مِنَ الكَفِّ الذِي يَأْخُذُ فِيهِ
(1)
]
4 [المَاءَ] 5، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى المِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى المِرْفَقِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا المَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ، ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ [مُقَدِّمَهُ وَمُؤَخِّرَهُ] 6 بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى
(1)
المراد بالاستنثار هنا: الاستنشاق. قال صاحب (عون المعبود 1/ 131): "أي: استنشقَ من الكَفِّ اليُمْنَى، وأما الاستنثار فمن اليد اليسرى كما في رواية النسائي والدارمي من طريق زائدة
…
وفيه: ((فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى)) ". فلا مخالفة بين هذه الرواية ورواية زائدة. والله أعلم ..
طُهُورِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَذَا طُهُورُهُ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ صحيحٌ. وقال ابنُ المدينيِّ: "إسنادُهُ صالحٌ". وَصَحَّحَهُ الترمذيُّ، وابنُ خزيمةَ، وابنُ حِبَّانَ، وعبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ -وأقرَّه ابنُ القطانِ-، ومغلطايُ، وابنُ الملقنِ، وأحمد شاكر، والألبانيُّ. وأثنى الإمامُ أحمدُ على روايةِ زائدةَ هذه.
[التخريج]:
[د 110 (مختصرًا، والزيادةُ الأُولى والرابعةُ لَهُ)، 111 (والزيادةُ السادسةُ لَهُ)، 112/ ت 49 (مختصرًا) / ن 94 (مختصرًا)، 95 (والزيادةُ الخامسةُ لَهُ)، 96 (والزيادةُ الثالثةُ لَهُ)، 97/ كن 88، 98، 111، 118، 206، 209، 208، 214/ جه 408 (مختصرًا) / حم 876، 989، 1133 (واللفظُ لَهُ)، 1324/ ..... ].
سبق تخريجُه وتحقيقُه برواياته في: (باب جامع في صفة الوضوء)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
* * *
رِوَايَةُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا
• وَفِي رِوَايَةٍ مُخْتَصَرةٍ بِلَفْظِ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
[الحكم]:
صحيحٌ. وَصَحَّحَهُ: الترمذيُّ، وابنُ السكنِ، والضياءُ المقدسيُّ، وأحمد شاكر، والألبانيُّ. وَحَسَّنَهُ البغويُّ وابنُ القطانِ.
[التخريج]:
[ت 44 (واللفظُ لَهُ) / حم 1007، 1025، 1351/ عل 283، 571/ .... ].
سبقَ تخريجُ هذه الروايةِ وتحقيقها في: (باب جامع في صفة الوضوء)، حديث رقم (؟؟؟؟؟).
* * *
1871 -
حَدِيثُ شَقِيقٍ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ
◼ عَنْ شَقِيقِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا يَتَوَضَّأَانِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيَقُولَانِ:((هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ حسنٌ.
ورواه ابنُ السكنِ في (الصحاح)، والضياءُ في (المختارة).
وَصَحَّحَ إسنادَهُ: النوويُّ، ومغلطايُ، وابنُ الملقنِ. وَحَسَّنَهُ الألبانيُّ.
[التخريج]:
[جه 417 (واللفظُ لَهُ)، زوائد أبي الحسن بن سلمة على ابن ماجه/ بز 394 (والروايةُ لَهُ ولغيرِهِ) / طهور 81/ جعد 3406/ تخث (السفر الثالث 4419، 4420) / فز 146/ طش 160، 161/ طح (1/ 29/ 119، 120) / طحق 20/ ضيا (1/ 472/ 347)، (2/ 118، 119/ 491، 492) / عد (7/ 138) / كر (37/ 382)، (43/ 76)].
[السند]:
أخرجه أبو داودَ الطيالسيُّ في (مسنده 81) قال: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ ثابتٍ، عن عبدةَ بنِ أبي لبابةَ، عن أبي وائلٍ، عن عثمانَ، به.
وأخرجه ابنُ ماجه (417) قال: حدثنا محمودُ بنُ خالدٍ الدمشقيُّ، حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ الدمشقيُّ، عن ابنِ ثوبانَ، عن عبدةَ بنِ أبي لبابةَ، به.
قال أبو الحسن بن سلمة (راوي سنن ابن ماجه): حدَّثناه أبو حاتم، حدثنا أبو نُعيمٍ، حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ ثابِت بنِ ثوبانَ، به.
ومداره عند الجميع على: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عبدة بن
أبي لبابة، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، به. إلا أنه وقعَ في بعض المصادر عن عثمانَ وحده أو عن عليٍّ وحده.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ حسنٌ؛ من أجلِ عبدِ الرحمنِ بنِ ثابتٍ؛ قال ابنُ حَجرٍ: "صدوقٌ يُخطئُ، ورُميَ بالقدرِ، وتغيَّرَ بأَخَرَةٍ"(التقريب 3820).
ولذا رواه ابنُ السكنِ في (سننه الصحاح)، كما في (تحفة المحتاج لابن الملقن 1/ 183)، و (التلخيص الحبير 1/ 134).
ورواه أيضًا الضياءُ في (المختارة) وقال عقبه: "عبد الرحمن بن ثابت: وَثَّقَهُ أبو زرعةَ، وقال يحيى بنُ معين: صالحُ الحديثِ. وقال أبو حاتم: لا بأسَ به"(المختارة 2/ 118). فهو صحيحٌ على شرطه.
وقال النوويُّ: "رواه ابنُ ماجه بإسنادٍ صحيحٍ"(المجموع 1/ 431).
وقال مغلطايُ: "هذا حديثٌ إسنادُهُ صحيحٌ، ومعناه في الصحيحِ من حديثِ عثمانَ أيضًا"(شرح سنن ابن ماجه 1/ 371).
وَصَحَّحَ إسنادَهُ ابنُ الملقنِ في (البدر المنير 2/ 141).
وقال الألبانيُّ: "إسنادُهُ حسنٌ، وابنُ ثوبانَ: هو عبدُ الرحمنِ بنُ ثابتِ بنِ ثوبانَ، وهو حسنُ الحديثِ إذا لم يخالفْ"(ضعيف أبي داود 18).
وقد أشارَ ابنُ أبي خيثمةَ إلى إعلالِهِ، فقال عقبه:"هكذا قال شقيقٌ: رَأَيْتُ عثمانَ بنَ عفانَ وعليَّ بنَ أبي طالبٍ". ثم قال (4421): حدثنا عبدُ الوهابِ بنُ نجدةَ الحَوْطِيُّ، قال: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، عن الأوزاعيِّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ؛ أَنَّ شقيقَ بنَ سلمةَ حدَّثَهُ، أن حمرانَ مولى عثمانَ حدَّثَهُ، قال: ((رَأَيْتُ عثمانَ قاعدًا في المسجدِ، فَدَعَا بوَضُوءٍ
فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم)
…
الحديث.
كأنَّهُ يشيرُ إلى أنَّ ذِكرَ رؤيةِ شَقيقٍ لعثمانَ في حديثِ ابنِ ثوبانَ وَهمٌ؛ لأنه هنا يَروي عن عثمانَ حديثَ الوضوءِ بواسطةِ حمرانَ.
ولكن يمكن أن يجابَ عن ذلك بأنه لا مانعَ من تعدد القصة، فالوضوءُ -غالبًا- مما يتكررُ في اليومِ الواحدِ مِرارًا.
وقد رواه عامرُ بنُ شَقيقٍ عن أبي وائلٍ عن عثمانَ، وصرَّحَ كذلك برؤيةِ شقيقٍ ذلك من عثمانَ. كما تقدَّمَ في:(باب صفة الوضوء)، والله أعلم.
وانظر روايات هذا الحديث في: (باب الفصل بين المضمضة والاستنشاق).
1872 -
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: ((تَوَضَّأَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ. وإسنادُهُ ضعيفٌ منكرٌ. وأنكره الإمامُ أحمدُ، والعقيليُّ. واستغربه الدارقطنيُّ.
[التخريج]:
[تخ (4/ 220) (واللفظُ لَهُ) / بز 9288/ سبز (إمام 2/ 44) / عروبة (الحاكم 56) / عق (3/ 189) / فقط (أطراف 5350)].
[التحقيق]:
رُوي من طريقين:
الطريق الأول: أخرجه البخاريُّ في (التاريخ الكبير) قال: حدَّثنيه أحمدُ بنُ صباحٍ، أنا عمرُ بنُ يونسَ، نا جهضمُ بنُ عبدِ اللهِ، نا شعيبُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، وتقدَّمَ بيانُ علله في تحقيقنا الرواية المطولة لهذا الحديثِ في:(باب جامع في صفة الوضوء)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
الطريق الثاني: أخرجه البزارُ في (المسند 9288)، و (السنن) -كما في (الإمام) - قال: حدثنا محمدُ بنُ المثنى، حدثنا حجاجُ بنُ المنهالِ، حدثنا همامٌ، عن عامرٍ الأحولِ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ، به.
ورواه العقيليُّ في (الضعفاء)، وأبو عروبةَ الحرَّانيُّ في (جزء له من رواية أبي أحمد الحاكم 56) من طريقِ همامِ بنِ يحيى، عن عامرٍ الأحولِ، به.
قال البزارُ: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواه عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه إلَّا
عامرٌ الأحولُ" (المسند 9288).
وقال في (السنن له)
(1)
: "وهذا الحديثُ لا نعلمه رُوي عن أبي هريرةَ بأحسنَ من هذا الإسنادِ"(الإمام لابن دقيق 2/ 44).
قال الدارقطنيُّ: "غريبٌ من حديثِ عطاءٍ عنه، تفرَّدَ به عامرُ بنُ عبدِ الواحدِ الأحولِ عنه، لم يروه عنه غير همام بن يحيى"(أطراف الغرائب 5350).
قلنا: وعامرٌ الأحولُ مختلفٌ فيه؛ فضَعَّفه أحمدُ، وقال النسائيُّ:"ليس بالقويِّ"، وقال ابنُ معينٍ:"ليس به بأس"، وقال أبو حاتم:"ثقةٌ، لا بأس به"، وقال ابنُ عديٍّ:"لا أَرَى برواياته بأسًا"، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، وأخرجَ له مسلمٌ في (الصحيح)، انظر (تهذيب التهذيب 5/ 77). وقال ابنُ حَجرٍ:"صدوقٌ يُخطئُ"(التقريب 3103).
وذكره العقيليُّ في (الضعفاء)، ونقلَ تضعيفَ أحمدَ وغيرِهِ له، ثم قال: "ومن حديثِهِ
…
" فذكر هذا الحديثَ، وقال عقبه: "وهذا يُروى بغيرِ هذا الإسنادِ، بإسنادٍ آخرَ أجود من هذا" (الضعفاء 3/ 189).
قلنا: وقد خُولِفَ عامرٌ الأحولُ، فالحديثُ مرويٌّ عن عطاءٍ عن عثمانَ، ليس كما روى عامرٌ عن أبي هريرةَ، كما تقدَّمَ.
ولذا قال أحمدُ -وسُئِلُ عن عامرٍ-: "شيخٌ، قد احتمله الناسُ، وليس حديثُه بذاكَ، روى حديثَ عطاءٍ، عن أبي هريرةَ: ((أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا»، وإنما يرويه عطاءٌ، عن عثمانَ"(مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود 1912).
(1)
ووهم مغلطاي في (شرح ابن ماجه 1/ 373) فعزا هذا الكلام للمسند.
ورغم ذلك صَحَّحَهُ ابنُ جريرٍ الطبريُّ في (تهذيب الآثار)، نقله عنه مغلطايُ في (شرح ابن ماجه 1/ 373)، وابنُ الملقنِ في (البدر المنير 2/ 142). وأقرَّاه.
وقال ابنُ دَقيقِ العيدِ: "ولحديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه إسنادٌ جيدٌ، أخرجه البزارُ في الطهارة من (السنن)
…
" فذكره. (الإمام 2/ 44)، و (البدر المنير 2/ 142).
والمتنُ صحيحٌ بشواهدِهِ السابقةِ.
1873 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ
◼ عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ بشواهدِهِ. وكذا صَحَّحَهُ الألبانيُّ. وإسنادُهُ ضعيفٌ. وضَعَّفه مغلطايُ.
[التخريج]:
[جه 419 (واللفظُ لَهُ) / تخ (4/ 119) / عل 4695، 6406/ عروبة (الحاكم 57) / كما (10/ 159) / نبلا (14/ 512) / تذ (2/ 240)].
[السند]:
قال البخاريُّ في (التاريخ)، وابنُ ماجه في (السنن): حدثنا أبو كُريبٍ، حدثنا خالدُ بنُ حيانَ، عن سالمٍ أبي المهاجرِ، عن ميمونَ بنِ مِهرانَ، عن عائشةَ وأبي هريرةَ، به.
ومدارُ الإسنادِ عندَ الجميعِ على خالدِ بنِ حَيَّانَ الرقيِّ به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لانقطاعه؛ ميمونُ بنُ مِهرانَ لم يسمعْ من عائشةَ ولا من أبي هريرةَ.
فأما روايتُه عن عائشةَ؛ فقال الكنانيُّ لأبي حاتمٍ الرازيِّ: "ميمون، هل سمع من عائشة شيئًا؟ قال: لا"(شرح ابن ماجه لمغلطاي 1/ 372 - 373). ووصفها بالإرسالِ الدارقطنيُّ في (العلل 3562).
وأما روايتُه عن أبي هريرةَ؛ فلأنَّ ميمونًا وُلد سنة (40 هـ) بالكوفة، ومات أبو هريرة سنة (57 هـ) بالمدينة.
وقد سُئِلَ الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ: ميمون بن مهران عن
(1)
حكيم بن حزام؟ قال: "لا، من أين لقيه؟! لم يَرْوِ إلا عن ابنِ عباسٍ وابنِ عمرَ"(المراسيل لابن أبي حاتم صـ 206).
قال مغلطايُ: "فهذا حكمٌ من أحمدَ على عدمِ سماعِهِ من صحابيٍّ غير هذين، ولم نَرَ له مخالفًا نرجعُ إلى قولِهِ"(شرح ابن ماجه 1/ 373).
ورجالُ الإسنادِ ثقاتٌ عدا خالد بن حيان، فمختلفٌ فيه، ولكن الجمهورُ على توثيقِهِ، وقال فيه ابنُ حَجرٍ:"صدوقٌ يُخطئُ"(التقريب 1622).
وقال مغلطايُ: "هذا حديثٌ معللٌ بأمرين:
الأول: انقطاع ما بين ميمون وشيخيه
(2)
…
الثاني: الاختلاف في حال خالد بن حيان
…
" (شرح سنن ابن ماجه 1/ 372 - 373).
ومع هذا قال العينيُّ: "وفي (سنن ابن ماجه) بسندٍ لا بأسَ به، عن عائشةَ وأبي هريرةَ: ((أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)) "!! (عمدة القاري 3/ 10).
والمتنُ صحيحٌ بشواهدِهِ السابقةِ.
ولذا قال الألبانيُّ: "صحيحٌ بما قبله"(صحيح سنن ابن ماجه 340).
* * *
(1)
كذا في مطبوع المراسيل لابن أبي حاتم، ونقله مغلطاي في (شرح ابن ماجه 1/ 373) بلفظ:"سمع من"، وهو أليق بالسياق.
(2)
التثنيةُ عائدةٌ على أمِّ المؤمنين عائشة، وأبي هريرةَ رضي الله عنهما.
1874 -
حَدِيثُ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ
◼ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بنِ عَفْرَاءَ رضي الله عنها: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[جه 422 (واللفظُ لَهُ) / مي 708/ طب (24/ 269/ 680) / ..... ].
سبق الكلامُ على الحديث ورواياته في: (باب جامع في صفة الوضوء)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
* * *
1875 -
حَدِيثُ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ
◼ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ:((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ بشواهدِهِ، وكذَا صَحَّحَهُ الألبانيُّ، وإسنادُهُ ضعيفٌ. وضَعَّفَهُ ابنُ دَقيقِ العيدِ.
[التخريج]:
[جه 421 (واللفظُ لَهُ) / عروبة 55].
[السند]:
أخرجه ابنُ ماجَهْ قال: حدثنا محمدُ بنُ يحيى، حدثنا محمدُ بنُ يوسفَ.
وأخرجه أبو عروبةَ في (جزء له) قال: حدثنا عمرُ بنُ هشامٍ، وأحمدُ بنُ بكَّارٍ قالا: حدثنا مَخْلَدُ بنُ يزيدَ.
كلاهما: عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن شهرِ بنِ حوشبٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريِّ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ ليثٌ هو ابنُ أبي سُليمٍ، قال فيه ابنُ حَجرٍ:"صدوقٌ اختلطَ جدًّا، ولم يتميزْ حديثُه فتُرِكَ"(التقريب 5685).
وشهرٌ متكلمٌ فيه كذلك، وبقية رجاله ثقات.
ولذا قال ابنُ دَقيقِ العيدِ -عقبه-: "وليثُ بنُ أبي سُليمٍ: صدوقٌ يُضَعَّفُ في حفظه، وشهرٌ: وُثِّقَ وتُكلِّمَ فيه"(الإمام 2/ 44).
وقال مغلطايُ: "هذا حديثٌ إسنادُهُ جيدٌ، ولولا الاختلافُ في حالِ رُوَاتِهِ لقيلَ فيه: صحيحًا؛ لما عضده منَ الشواهدِ والمتابعاتِ"، وذكرَ ترجمةً موسعةً لليثِ بنِ أبي سُليمٍ وشهرِ بنِ حَوشبٍ (شرح سنن ابن ماجه 1/ 375 - 380).
وتبعه العينيُّ فقال: "سندٌ لا بأسَ به"! (عمدة القاري 3/ 10).
وأما الألبانيُّ فصَحَّحَهُ بشواهدِهِ، فقال:"صحيحٌ بما قبله"(صحيح سنن ابن ماجه 340).
* * *
1876 -
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو
◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ عَنِ الوُضُوءِ، فَأَرَاهُ الوُضُوءَ (فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 1 ثَلَاثًا ثَلَاثًا (فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا) 2، ثُمَّ قَالَ:((هَكَذَا الوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ حسنٌ.
وَصَحَّحَهُ: النوويُّ، وابنُ دَقيقٍ، وابنُ الملقنِ، وابنُ حَجرٍ والألبانيُّ.
[التخريج]:
[ن 145 (واللفظُ لَهُ) / كن 218، 103، 104 / جه 426/ حم 6684/ خز 184 (والرواية الأُولى له ولغيرِهِ) / .......... ].
* تقدَّم الحديثُ بتخريجِهِ ورواياتِهِ والكلام عليها في: (باب جامع في صفة الوضوء).
* * *
1877 -
حَدِيثُ ابنِ عَبَّاسٍ
◼ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وُضُوءَيْنِ، مَرَّةً، وَثَلَاثًا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ. وإسنادُهُ ضعيفٌ جِدًّا، والمحفوظُ عن ابنِ عباسٍ أنه ذكرَ الوضوءَ مرَّةً مرَّةً، وقد ثبتَ الوضوءُ ثَلَاثًا عن غيرِهِ من الصحابةِ رضي الله عنهم أجمعين.
[التخريج]:
[عب 129].
[السند]:
أخرجه عبدُ الرزاقِ: عن أبي بكرِ بنِ محمدٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن ابنِ عباسٍ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدًّا؛ علتُه أبو بكرٍ شيخ المصنِّف، وهو ابنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ أبي سبرةَ؛ فقد رُميَ بالوضعِ كما سبقَ ذكرُه في الكلامِ على هذا الحديثِ، في:(باب جامع في صفة الوضوء).
وقد ثبتَ الوضوءُ ثلاثًا ثلاثًا -كما سبق- عن غيرِ واحدٍ من الصحابةِ رضي الله عنهم أجمعين.
والمحفوظُ عنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنه هو أنَّهُ ذكرَ الوضوءَ مرَّةً مرَّةً كما سَبَقَ ذكرُه في البابِ المشار إليه.
وقد رُوي الوضوءُ ثَلاثًا ثَلاثًا عنِ ابنِ عباسٍ من وجوهٍ أخرَ، منها ما رواه أبو داود (133) من طريقِ عبادِ بنِ منصورٍ عن عكرمةَ بنِ خالدٍ عن سعيدِ بنِ جبيرٍ عن
ابنِ عباسٍ به.
إسنادُهُ ضعيفٌ، وقد سبقَ الكلامُ على هذا الطريقِ ضمنَ روايات الحديث في:(باب جامع في صفة الوضوء).
ومنها ما يلي:
رِوَايَةٌ مُخْتَصَرةٌ
• وَفِي رِوَايَةٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ، والمحفوظُ عنِ ابنِ عباسٍ أنه ذكرَ الوُضُوءَ مرَّةً مرَّةً، وقد ثبتَ الوُضُوءُ ثَلَاثًا عن غيرِهِ من الصحابةِ رضي الله عنهم أجمعين.
[التخريج]:
[معر 137/ خطج 1242].
[التحقيق]:
رُوي من طريقين:
الطريق الأول: أخرجه ابنُ الأعرابيِّ في (معجمه) قال: نا محمدٌ قال: سألتُ أبا عاصمٍ، فحدَّثني عن مالكٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عن ابنِ عباسٍ، به.
هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ عدا محمدًا شيخَ ابنِ الأعرابيِّ، وهو محمدُ بنُ سليمانَ بنِ الحارثِ الباغنديُّ الكبيرُ، مختلفٌ فيه: فذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 9/ 149). واختلفَ قولُ الدارقطنيِّ فيه: فمرَّةً قال: "لا بأسَ به"
(تاريخ بغداد 3/ 227) من رواية السلمي عنه
(1)
، ومَرَّةً قال:"ضعيفٌ"(سؤالات الحاكم 179). وقال محمدُ بنُ أبي الفوارسِ: "ضعيفُ الحديثِ"(تاريخ بغداد 3/ 227)، وقال الخطيبُ:"والباغنديُّ مذكورٌ بالضعفِ، ولا أعلمُ لأيةِ علةٍ ضُعِّفَ، فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلمُ في حديثِهِ منكرًا"(تاريخ بغداد 3/ 227)،
وقال مسلمةُ بنُ قاسمٍ في كتاب (الصلة): "الباغنديُّ ثقةٌ ثبتٌ"(الثقات لابن قطلوبغا 8/ 319).
وقال الذهبيُّ: "لا بأسَ به"(ميزان الاعتدال 7627). وقال أيضًا: "ولعلَّ ابنَ أبي الفوارسِ إنما عَنَى بالضعفِ عن ولده"(تاريخ الإسلام 6/ 805).
قلنا: ولعلَّ قولَ الدارقطنيِّ في روايةِ الحاكمِ كذلك. والله أعلم.
وعلى كلِّ حالٍ، قد وَهمَ الباغنديُّ في متنِ هذا الحديثِ؛ فقد رواه جماعةٌ من الثقاتِ الأثباتِ، منهم:
1) الثوريُّ، كما عند البخاريِّ (157)، وأحمدَ (2072)، وغيرِهِما.
2) وسليمانُ بنُ بلالٍ، كما عند البخاريِّ (140).
3) ومعمرٌ، كما عند عبدِ الرزاقِ في (المصنف 126).
4) وداودُ بنُ قَيسٍ، كما عند عبدِ الرزاقِ (127)، وأحمدَ (3073).
وغيرهم من أصحابِ زيدِ بنِ أسلمَ، رووه جميعًا عن زيدٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال:((تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً مَرَّةً)). وقد تقدَّمَ تخريجُه في: (باب الوضوء مرة مرة)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
(1)
لم نقف على هذا القول في المطبوع من (سؤالات السلمي).
وكذا رواه الطحاويُّ في (شرح معاني الآثار 124)، و (أحكام القرآن 21): عن إبراهيمَ بنِ مَرزوقٍ، عن أبي عاصمٍ النبيلِ، عن سفيانَ الثوريِّ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن ابنِ عباسٍ، قَالَ:((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِوُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ مَرَّةً مَرَّةً. أو قال: تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً)).
وقد أشارَ ابنُ عَدِيٍّ إلى أن هذا الحديثَ لا يثبتُ عن مالكٍ، فقال -بعد أن رواه من طريقِ مالكٍ بلفظ ((مَرَّةً مَرَّةً)) -:"وهذا الحديثُ يُروى عن أبي عاصمٍ النبيلِ أيضًا عن مالكٍ، وليس في الموطأ"(الكامل 7/ 81).
الطريق الثاني: أخرجه الخطيبُ في (الجامع لأخلاق الراوي 1242) قال: أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، نا أبو سعيد الأصبهاني، نا محمد بن موسى، نا عباس بن مَاسَوَيْهِ الأنطاكي وهو الأحدب، نا عبد الله بن نصر -وهو الأصم-، نا أبو معاوية -وهو الضرير-، عن سليمان -وهو الأعمش-، عن إبراهيم -وهو الأعور-، عن الحكم -وهو الأعرج-، عن ابن عباس -وهو الأعمى-، به.
وهذا الحديثُ بهذا الإسنادِ منكرٌ؛ عبدُ اللهِ بنُ نصرٍ هذا منكرُ الحديثِ، انظر (اللسان 4486). وعباس بن ماسويه الأنطاكي الأحدبُ، لم نعرفْه.
رِوَايَةُ عَبْدِ الحَمِيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ قَالَ: ((أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَانْتَسَبْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: «أَنْتَ ابنُ العَامِرِيَّةَ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَدْنَانِي مِنْهُ حَتَّى لَصِقَتْ رُكْبَتِي بِرُكْبَتِهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ، أَخْبِرِنِي عَنِ الوُضُوءِ. فَقَبَضَ يَدَهُ ثُمَّ بَسَطَهَا وَقَالَ: «سَأَلْتُ عَمَّكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ عَنِ الوُضُوءِ، فَقَبَضَ عَلَى يَدِي وَقَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الوُضُوءِ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: «الوُضُوءُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا»)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ، والوضوءُ ثَلَاثًا إنما صَحَّ من فِعْلِهِ صلى الله عليه وسلم كما سبقَ في البابِ.
[التخريج]:
[صمند (كنز 26901) / كر (34/ 69/ الحاشية 5 - نقلًا من مطبوعة المجمع العلمي بدمشق، وهو في المختصر 14/ 172)].
[السند]:
رواه ابنُ منده كما في (الكنز 26901) -ومن طريقه ابنُ عساكر في (التاريخ) - قال: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ، نا محمدُ بنُ مسلمِ بنِ وارةَ
(1)
، نا سعيدُ بنُ عبدِ الكبيرِ بنِ عبد الحميد بن عبدِ الرحمنِ بنِ زيدِ بنِ الخطابِ، حدثني أبي: عبدُ الكبيرِ، عن عمِّي: عمرَ بنِ عبدِ الحميدِ، عن
(1)
تحرَّف في المطبوع إلى: "زرارة"! والمثبت هو الصواب، وابنُ وارةَ يَروي عن سعيدٍ، ويَروي عنه أحمدُ بنُ إبراهيمَ.
جدِّي: عبدِ الحميدِ بنِ عبدِ الرحمنِ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ سعيدُ بنُ عبدِ الكبيرِ، وعمُّه عمرُ بنُ عبدِ الحميدِ- لم نجدْ من ترجمَ لهما.
وعبدُ الكبيرِ بنُ عبدِ الحميدِ ترجمَ له الخطيبُ في (التلخيص 2/ 686)، ولم يذكرْ فيه جَرحًا ولا تَعديلًا، ولا ذكر فيمن روى عنه سوى ابنه سعيد.
وأما عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ، فثقةٌ من رجالِ الشيخينِ، وابنُ وارةَ حافظٌ كبيرٌ، وشيخُ ابن منده صدوقٌ كما في (السير 15/ 306).
والحديثُ قال عنه ابنُ منده: "هذا حديثٌ غريبٌ بهذا الإسنادِ".
قلنا: والوُضوءُ ثَلَاثًا إنما صَحَّ من فعله صلى الله عليه وسلم، رواه عنه غيرُ واحدٍ من الصحابةِ كما سبقَ في البابِ.
1878 -
حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ
◼ عَنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ: ((أَنَّ ابنَ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم)
(1)
.
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ مغلطايُ.
[التخريج]:
[ن 83/ كن 102/ جه 418/ حم 3526، 4534، 4818، 4966، 6158 (واللفظُ لَهُ) / حب 1087/ عل 5777/ طهور 102/ طب (12/ 386/ 13430)، (12/ 445/ 13616) / فحيم 126/ كر (58/ 357)].
[السند]:
أخرجه أحمدُ (4966، 1889) قال: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، حدثنا الأوزاعيُّ، حدَّثني المطلبُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ، به.
وأخرجه أحمدُ (3526، 4818): عن روحٍ، عن الأوزاعيِّ، به.
وأخرجه النسائيُّ: عن سويدِ بنِ نصرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ المباركِ، عن الأوزاعيِّ، به.
ومداره عندَ الجميعِ على الأوزاعيِّ، عن المطلبِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ، به.
(1)
زِيد في بعض المصادر: ((وَأَنَّ ابنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً، وَيُسْنِدُ ذلك إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم). وقد تقدَّم حديثُ ابنِ عباسٍ بذلك في: (باب الوضوء مرة مرة)، وهو ثابتٌ في الصحيحِ من غيرِ هذا الوجهِ.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لانقطاعِهِ؛ فالمطلبُ: "صدوقٌ كثيرُ التدليسِ والإرسالِ"(التقريب 6710).
وقد أرسلَ الحديثَ هنا عنِ ابنِ عمرَ ولم يَسمعْ منه.
قال أبو حاتم: "عامةُ روايته مرسل
…
، وروى عنِ ابنِ عباسٍ وابنِ عمرَ، لا ندري سمع منهما أم لا؟ لا يَذْكُرُ الخبرَ" (المراسيل لابن أبي حاتم، صـ 209).
كذا قال هنا، وجزمَ في (الجرح والتعديل 8/ 359) بإرسالِهِ عنهم دون تردد، فقال: "روى عن ابنِ عباسٍ مرسل، وابنِ عمرَ مرسل
…
". وعَدَّ جماعةً، ثم قال: "عامةُ حَدِيثِهِ مراسيلُ".
وقال البخاريُّ: ((لا أعرفُ للمطلبِ بنِ حَنْطَبٍ عن أحدٍ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم سَماعًا إلا أنه يقولُ: حدَّثني مَن شَهِدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم)(العلل الكبير للترمذي، صـ 386).
ولذا قال مغلطايُ: "وصَحَّحَهُ ابنُ حزمٍ أيضًا، واحتجَّ به، ومع ذلك فهو معللٌ بأمرين: الأول: الانقطاع
…
الثاني: ضعف المطلب. وإن كان أبو زرعةَ، والفسويُّ، والدارقطنيُّ وَثَّقُوه، فقد قال فيه ابنُ سعدٍ: كان كثيرَ الحديثِ، وليس يُحتجُّ بحديثِهِ؛ لأنه يرسلُ عن النبيِّ كثيرًا، وليس له لُقِي، وعامة أصحابه يُدَلِّسون. وذكر الخلالُ حديثَه هذا في (علله) " (شرح سنن ابن ماجه 1/ 372).
قلنا: وما ذكره عنِ ابنِ سَعْدٍ لا يفيدُ تضعيف المطلب في نفسِهِ، إنما يضعفُ حديثه لأجلِ الإرسالِ.
والمتنُ صحيحٌ من حديثِ عثمانَ وغيرِهِ، كما تقدَّمَ.
ولعلَّ لذلك علَّقَ الشيخُ الألبانيُّ على هذا الحديثِ بقولِهِ: "صحيحٌ بما قبله"(صحيح سنن ابن ماجه 339). يعني حديثَ شقيقٍ عن عثمانَ وعليٍّ المتقدم.
1879 -
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ:
◼ عن معاويةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه: ((يُرِيهِمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بِغَيْرِ عَدَدٍ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[د 124 (واللفظُ لَهُ) / حم 16855/ طب (19/ 378/ 889) / .... ].
سبقَ تخريجُه وتحقيقُه برواياته في بابِ: (مسح الرأس وصفته)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
* * *
1880 -
حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ
◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ (كَفَّيْهِ) ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا))).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[حم 22217 (واللفظُ لَهُ)، 22224/ ش 61/ مش (مط 54/ 2)، (خيرة 554/ 2) / طب 7990/ عل (مط 54/ 4)، (خيرة 554/ 4) / تخ (4/ 190) (والروايتان له ولغيره) / عدني (مط 54/ 4)، (خيرة 554/ 1) / مع (مط 54/ 3)، (خيرة 554/ 3) / طح (1/ 29) (مختصرًا)].
[السند]:
أخرجه أحمدُ (22217)، وابنُ أبي شيبةَ، وابنُ مَنيعٍ، عن يزيدَ بنِ هارونَ.
وأخرجه أحمدُ (22224)، عن عفان، والبخاريُّ في (التاريخ) عن موسى التبوذكيِّ.
والعدنيُّ عن بشر بن السري، وأبو يعلى عن كامل.
كلهم عن حماد بن سلمة، أنا عمرو بن دينار، عن سُمَيْعٍ، عن أبي أمامةَ به.
ومداره عندهم على حمادٍ به، ووقع عندَ الطحاويِّ:"سبيع" وهو تحريفٌ.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ سُمَيْعٌ هذا مجهولٌ كما في (التعجيل 427)، وذكره
ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 4/ 342)، وقال:"لا أدري مَن هو ولا ابن مَن هو".
وقال البخاريُّ: "لا يُعرفُ لعمرٍو سماعٌ مِن سُمَيْعٍ ولا لسُمَيْعٍ من أبي أُمامةَ"(التاريخ الكبير 4/ 190)، مع (التعجيل 427).
ومع ذلك قال الهيثميُّ: "رواه الطبرانيُّ في (الكبير) من طريقِ سُمَيْعٍ عنه، وإسنادُهُ حسنٌ، وسميعٌ ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، وقال: (لا أَدْرِي مَن هو، ولا ابن مَن هو) والظاهرُ أنه اعتمدَ في توثيقه على غيرِهِ"! ! (المجمع 1170).
وقد خَرَّجنا بقيةَ رواياتِ حديثِ أبي أمامةَ هذا في باب: (مسح المأقين).
1881 -
حَدِيثُ أَنَسٍ
◼ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ ثَلَاثًا فَإِنَّ الخَطَايَا تَخْرُجُ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ عَلَى رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ جِدًّا. وَضَعَّفَهُ الهيثميُّ.
[التخريج]:
[طس 7945].
سبقَ تحقيقُه في بابِ: (الأمر بالمضمضة والاستنشاق)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
[تنبيه]:
في الباب أحاديث أخرى عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وأبي رافعٍ، وأُبي بنِ كعبٍ، وغيرِهِم رضي الله عنهم أجمعين، وقد سبقَ تخريجُها وتحقيقُها، في الأبوابِ السابقةِ، لاسيما (باب: مشروعية الوضوء مرة مرة)، وانظر الباب التالي.