الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
302 - بَابُ: صِفَةِ الوُضُوءِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ
1896 -
حَدِيثُ عَلِيٍّ
◼ عَنِ النَّزَّالِ بنِ سَبْرَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي الرَّحَبَةِ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ العَصْرُ، أُتِيَ بِتَوْرٍ (بِكُوزٍ) 1 [مِنْ مَاءٍ] 1، فَأَخَذَ حَفْنَةَ مَاءٍ (فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا) 2، فَـ[ـتمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَ] 2 مَسَحَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ وَوَجْهَهُ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ:((إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبُوا وَهُمْ قِيَامٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ)).
[الحكم]:
صحيحٌ، وَصَحَّحَهُ: ابنُ خُزيمةَ، وابنُ حِبَّانَ، والبيهقيُّ، والبغويُّ، وابنُ الجزريِّ، وابنُ حَجرٍ، وأحمد شاكر، والألبانيُّ.
[الفوائد]:
قال الطحاويُّ -عقبه-: "وليس في هذا الحديثِ عندنا دليلٌ أن فرضَ الرجلينِ هو المسحُ؛ لأن فيه أنه قد مسحَ وجهه، فكان ذلك المسح هو غسل، فقد يحتمل أن يكون مسحه برجله أيضًا كذلك"(شرح معاني الآثار 1/ 34).
وقال الجصاصُ -عقبه-: "ولا خلافَ في جوازِ مسحِ الرجلينِ في وضوءِ مَن لم يُحْدِثْ. وأيضًا: لما احتملت الآية الغسل والمسح استعملناها على
الوجوب في أن الحالين الغسل في حال ظهور الرجلين والمسح في حال لبس الخفين" (أحكام القرآن 3/ 352).
[التخريج]:
[ن 135/ كن 167/ حم 1173 (واللفظُ لَهُ)، 1174 (والروايةُ الأُولى لَهُ)، 1316 (والزيادةُ الأُولى، والروايةُ الثانيةُ لَهُ) / عم 1366 (والزيادةُ الثانيةُ لَهُ) / خز 16، 17، 18، 214/ حب 1052، 1335، 1336، 5360/ عل 368/ بز 782/ جعد 459/ طهور 39/ عس (كما 29/ 336) / طح (1/ 34/ 156) / هق 355، 14762/ هقد 434/ بغ 3047/ كما (29/ 336) / حداد 286/ مناقب 80/ متاع 5].
[السند]:
أخرجه أحمدُ (1173): عن محمدِ بنِ جَعفرٍ غندر.
وأخرجه أحمدُ (1174): عن عفَّانَ.
وأخرجه أحمدُ (1316). والنسائيُّ: عن عمرو بن يزيد. كلاهما عن بهزِ بنِ أَسد.
كلهم: عن شعبةَ، عن عبدِ الملكِ بنِ ميسرةَ، عن النزالِ بنِ سَبْرةَ، به.
وتابع شعبةَ غيرُ واحدٍ:
فأخرجه عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ في (زوائده على المسند 1366)، وأبو يعلى في (مسنده 368)، كلاهما عن أبي خيثمةَ زهيرِ بنِ حربٍ -وقَرَنَهُ عبدُ اللهِ بإسحاقَ بنِ إسماعيلَ-.
وأخرجه ابنُ خُزيمةَ في (صحيحه 17، 214): عن يوسفَ بنِ مُوسَى.
ثلاثتهم: عن جرير بن عبد الحميد.
وأخرجه ابنُ خُزيمةَ أيضًا (214): من طريقِ زائدةَ بنِ قُدامةَ.
كلاهما (جرير، وزائدة) عن منصورِ بنِ المعتمرِ، عن عبدِ الملكِ بنِ ميسرةَ، به.
وأخرجه ابنُ خُزيمةَ أيضًا (18): من طريقِ الفضلِ بنِ دُكينٍ، وعُبيدِ اللهِ بنِ موسى، عن مِسعرِ بنِ كِدَام، عن عبد الملك بن ميسرة، به.
فمدارُ الحديثِ عندهم على: عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سَبْرة، عن علي، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرطِ البخاريِّ
(1)
، فعبدُ الملكِ بنُ ميسرةَ:"ثقة" من رجالِ الشيخينِ. (التقريب 4221).
والنزالُ بنُ سَبْرةَ -بفتح المهملة وسكون الموحدة-: "ثقة" من رجال الشيخين، من كبار التابعين، وقيل: إن له صحبة. (التقريب 7105).
وقد صَحَّحَ الحديثَ ابنُ خزيمةَ وابنُ حبانَ في صحيحيهما.
وقال البيهقيُّ: "في الحديثِ الثابتِ عن النزالِ بنِ سَبْرة، عن عليٍّ
…
"، فذكره
(2)
. (معرفة السنن والآثار 1/ 290).
(1)
بل الحديث أخرجه البخاري في (صحيحه 5615) إلا أنه اختصره، فلم يذكر فقرة الوضوء؛ ولذا لم نخرجه هنا. وسيأتي إن شاء الله في كتاب الأشربة، كما وضعه البخاري.
(2)
إلا أنه قال: "ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ» ".
قلنا: كذا قال، والذي يبدو لنا من سياق الحديث في كل الطرق -عدا طريق منكر من رواية أبي وائل عن علي، سيأتي الكلام عليها قريبًا- أن هذا قول علي رضي الله عنه، ليس بمرفوع.
وقد سبقَ البيهقيَّ لمثل هذا أبو زرعة الرازيُّ، كما سيأتي عند الكلام على الرواية المنكرة المشارة إليها. والصواب ما ذكرنا، وقد جاء منصوصًا عليه صراحة في (شعب الإيمان 5580) من طريق الطيالسي عن شعبة، به. حيث قال في آخره:"قال علي رضي الله عنه: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ". وقد وقع هذا القول في طريق مسعر وغيره عقب قوله: "فتمسح به"، مما يدل دلالة جازمة على أن القائل هو علي رضي الله عنه. وقد نصَّ على وقفه المزيُّ في (تهذيب الكمال 29/ 336)، والله أعلم.
وقال البغويُّ: "هذا حديثٌ صحيحٌ"(شرح السنة 11/ 382).
وقال ابنُ الجزريِّ: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ"(مناقب الأسد الغالب، ص 72).
وقال ابنُ حَجرٍ: "على شرطِ الصحيحِ"(الفتح 10/ 82)، وقال في (الإمتاع ص 21):"حديثٌ صحيحٌ".
وقال العينيُّ: "رجالُهُ رجالُ الصحيحِ"(نخب الأفكار 1/ 305).
وقال أحمد شاكر: "إسنادُهُ صحيحٌ"(تحقيق مسند أحمد 1173، 1366).
والحديثُ صَحَّحَهُ الألبانيُّ في (صحيح النسائي 130).
* * *
رِوَايَةٌ مُخْتَصَرَةٌ: ثُمَّ تَمَسَّحَ بِفَضْلِهِ
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنِ النَّزَّالِ بنِ سَبْرَةَ: أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فِي الرَّحَبَةِ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ هَذَا، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ، ثُمَّ تَمَسَّحَ بِفَضْلِهِ، وَقَالَ:((هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ صحيحٌ. وَصَحَّحَهُ الشيخُ أحمد شاكر.
[التخريج]:
[حم 1005 (واللفظُ لَهُ)، 1223/ بز 780/ عل 309/ مستغفط (ق 164)].
[السند]:
أخرجه أحمدُ (1005) قال: حدثنا وكيعٌ، حدثني شعبةُ، عن عبدِ الملكِ بنِ مَيسرةَ، عن النَّزَّالِ بنِ سَبْرَةَ، به.
ورواه المستغفريُّ في (الطب) من طريقِ يوسفَ بنِ موسى، عن وكيعٍ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ؛ رجاله ثقات. ولذا صَحَّحَهُ الشيخُ أحمد شاكر في (تحقيقه للمسند 1005).
وقد أخرجه أحمدُ أيضًا (1223) قال: حدثنا يزيدُ، أخبرنا مِسعرٌ، عن عبدِ الملكِ بنِ مَيسرةَ، عن النَّزَّالِ بنِ سَبْرَةَ، قال: ((أُتِيَ عَلِيٌّ بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ أَقْوَامًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ
وَهُوَ قَائِمٌ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ. ثُمَّ أَخَذَ مِنْهُ فَتَمَسَّحَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ)).
وهذا إسنادٌ صحيحٌ غاية؛ فمِسعرٌ هو ابنُ كِدامٍ، أحدُ الأئمةِ الثقاتِ الأثباتِ. ويزيدُ هو ابنُ هارونَ، ثقةٌ متقنٌ عابدٌ أحدُ الأعلامِ، وقد توبع: فقد أخرجه البزارُ (780)، وأبو يعلى (309) من طريقِ أبي أحمدَ الزبيريِّ، عن مِسعرٍ، به.
* * *
رِوَايَةُ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ:
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنِ النَّزَّالِ بنِ سَبْرَةَ، قَالَ:((أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ فِي الرَّحَبَةِ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ، فَـ[ـغَسَلَ يَدَيْهِ وَ] مَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَذِرَاعَيْهِ، وَرَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ)).
[الحكم]:
إسناده صحيح. وصَحَّحَهُ أحمد شاكر والألبانيُّ.
[اللغة]:
قوله: ((فِي الرَّحَبَةِ))؛ قال صاحب (مختار الصحاح - مادة: ر ح ب): " (رَحَبَةُ) المَسْجِدِ بِفَتْحِ الحَاءِ سَاحَتُهُ وَجَمْعُهَا (رَحَبٌ) وَ (رَحَبَاتٌ) ".
وقال صاحب (المصباح المنير - مادة: ر ح ب): "وَرَحْبَةُ المَسْجِدِ السَّاحَةُ المُنْبَسِطَةُ؛ قِيلَ بِسُكُونِ الحَاءِ وَالجَمْعُ رِحَابٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ، وَقِيلَ بِالفَتْحِ وَهُوَ أَكْثَرُ، وَالجَمْعُ رَحَبٌ وَرَحَبَاتٌ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ
وَقَصَبَاتٍ".
[التخريج]:
[حم 583 (واللفظُ لَهُ) / شما 210 (والزيادةُ لَهُ) / علقط 472].
[السند]:
قال أحمدُ: حدثنا محمدُ بنُ فُضيلٍ، عن الأعمشِ، عن عبدِ الملكِ بنِ ميسرةَ، عن النَّزَّالِ بنِ سَبْرَة، به.
وأخرجه الترمذيُّ في (الشمائل المحمدية) قال: حدثنا أبو كُريبٍ محمدُ بنُ العلاءِ، ومحمدُ بنُ طَرِيفٍ الكوفيُّ، قالا: حدثنا ابنُ الفُضيلِ، عن الأعمشِ، عن عبدِ الملكِ بنِ مَيسرةَ، به.
وأخرجه الدارقطنُّي في (العلل) من طريق أبي هشامٍ الرفاعيِّ، عن محمدِ بنِ فُضيلٍ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ؛ رجالُهُ ثقاتٌ.
ولذا قال الشيخُ أحمد شاكر: "إسنادُهُ صحيحٌ"(تحقيق مسند أحمد 583).
وكذَا صَحَّحَهُ الشيخُ الألبانيُّ في (مختصر الشمائل 179).
* * *
رِوَايَةُ: غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: ((أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الكُوفَةِ، حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ العَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فَشَرِبَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قِيَامًا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ)).
وفي آخره: ((وَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ)).
[الحكم]:
صحيح (خ)
(1)
، دون الرواية فلغيره، وإسنادها صحيح.
[التخريج]:
[خ 5616 (واللفظُ لَهُ) / طي 141 (والروايةُ لَهُ ولغيرِهِ)، 144 (مقتصرًا على الشربِ قائمًا) / طبر (8/ 158) / شعب 5580/ نبغ 999].
[السند]:
أخرجه البخاريُّ -ومن طريقه البغويُّ في (الأنوار) - قال: حدثنا آدمُ، حدثنا شعبةُ، حدثنا عبدُ الملكِ بنُ ميسرةَ، سمعتُ النَّزَّالَ بنَ سَبْرَةَ، يُحَدِّثُ
(1)
وإنما قدَّمْنَا الحديثَ من غير رواية البخاري في (الصحيح)؛ لأن البخاريَّ لم يذكر فيه موضع الشاهد، بل اختصر الحديث اختصارًا، ولم يذكر فيه قول علي:((هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ))، وقد نبَّه على ذلك غيرُ واحدٍ من أهل العلم، وصنعوا مثل ما صنعاه؛ من تقديم رواية غير البخاري عليه. والله الموفق والهادي للصواب.
عن عليٍّ، به. ولم يذكرِ الزيادةَ الأخيرةَ، وهي ثابتةٌ من وجوهٍ:
فقد رواه أبو داود الطيالسيُّ في (مسنده 141) -ومن طريق البيهقي في (الشعب) -.
والطبريُّ في (التفسير) عن ابنِ المثنى، عن وهبِ بنِ جريرٍ.
كلاهما (الطيالسي، ووهب) عن شعبةَ، به. إلا أن الطبريَّ لم يذكر قصةَ الشربِ قائمًا، وإنما اقتصرَ على الوضوءِ بلفظ:((فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ)).
كذا رواه آدمُ والطيالسيُّ ووهبٌ، ثلاثتهم عن شعبةَ به بلفظ:((فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ))، وقد رواه جماعة كبيرة من الثقات الأثبات من أصحاب شعبة به بلفظ المسح في كل الأعضاء، هكذا:((ومَسَحَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ وَوَجْهَهُ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ)).
كذا رواه غندرٌ، وعفانُ، وبهزٌ، وعليُّ بنُ الجعدِ، وحجاجُ بنُ محمدٍ، وغيرُهم، بل رُويَ كذلك بلفظِ المسحِ من طريقين عن وهبِ بنِ جريرٍ، الأول عند البزار (782)، والثاني عند الطحاوي (1/ 34/ 156).
وكذا رُويَ بلفظ المسح من طريقين عن آدمَ: الأول عند البيهقي في (الآداب 534)، والثاني: عند أبي نعيم الحداد في (جامع الصحيحين 286).
فلعل بعضَهم كان يرويه بالمعنى، فالذي يظهرُ أن المرادَ بالمسحِ هنا هو الغسل الخفيف، كما قال غيرُ واحدٍ منَ العلماءِ، والله أعلم.
* * *
رِوَايَة مُقْتَصِرَة عَلَى الشُّرْبِ قَائِمًا
• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ: أَتَى عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ فَشَرِبَ قَائِمًا، فَقَالَ:((إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ)).
[الحكم]:
صحيح (خ).
[التخريج]:
[خ 5615 (واللفظُ لَهُ) / د 3670/ عم 1372/ طح (4/ 273/ 6840، 6841) / مشكل 2104، 2105/ استذ (26/ 280) / جوزي (ناسخ 342)].
[السند]:
قال البخاريُّ: حدثنا أبو نعيم، حدثنا مِسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال، به.
ورواه أبو داود: عن مسدد، عن يحيى القطان، عن مِسعر بن كِدام، به.
* * *
رواية رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ عَلِيٍّ
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ، أَنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَامَ خَطِيبًا فِي الرَّحَبَةِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَتَمَضْمَضَ مِنْهُ، وَتَمَسَّحَ، وَشَرِبَ فَضْلَ كُوزِهِ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ:((بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ هَكَذَا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ بما تقدَّمَ. وإسنادُهُ لَيِّنٌ.
[التخريج]:
[عم 797].
[السند]:
أخرجه عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ في (زوائد على المسند) قال: حدثنا أبو عبيدةَ بنُ فُضَيْلِ بنِ عياضٍ -وقال لي: هو اسمي وكنيتي-، حدثنا مالكُ بنُ سُعَيْرٍ -يعني ابنَ الخمس-، حدثنا فراتُ بنُ أحنف، حدثنا أبي، عن رِبْعي بنِ حِرَاشٍ، أن عليَّ بنَ أبي طالبٍ قَامَ خَطيبًا في الرَّحَبَةِ
…
فذكره.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ لَيِّنٌ؛ فيه فراتُ بنُ أحنف، وهو مختلفٌ فيه: فوَثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ في (رواية الدوري 1475). وَتَبَعَهُ ابنُ شاهينَ فذكره في (الثقات 1168)، وقيل: إن العجليَّ قال: "ثقة"(لسان الميزان 6018)
(1)
، وقال أبو حاتم:
(1)
ولم نجدْ توثيقَ العجليِّ في المطبوع من كتابه، وإنما تفرَّدَ بنقله الحافظ، وتبعه ابنُ قطلوبغا في (الثقات 7/ 495)، فنخشى أن يكون وهمًا، والله أعلم.
"صالح الحديث"(الجرح والتعديل 7/ 80).
بينما قال ابنُ مَعينٍ في (رواية ابن محرز 67): "ليس هو بالثقةِ عندهم". وقال النسائيُّ: "ضعيفٌ"(الضعفاء 489)، وقال أبو داود:"ضعيفٌ، تَكلَّمَ فيه سفيانُ"(لسان الميزان 6018)، وقال ابنُ حِبَّانَ:"كان غاليًا في التشيعِ، لا تحلُّ الروايةُ عنه ولا الاحتجاجُ به"، ثم أسندَ عن ابنِ نُميرٍ أنه قال فيه:"كان من أولئك الذين يقولون: عليٌّ في السحابِ"(المجروحين 2/ 209). وقال الذهبيُّ: "ضَعَّفَهُ النسائيُّ وغيرُهُ، وهو مِن غُلاةِ الشيعةِ"(ميزان الاعتدال 6687)، وكذا في (ديوان الضعفاء 3344)، و (المغني 4890). وضَعَّفَهُ الهيثميُّ في (مجمع الزوائد 5633).
فالراجحُ لدينا أنه ضعيفٌ، كما قال جمهورُ النُّقَّادِ، فلا يكادُ يَسلمُ فيه توثيقُ مُوَثِّقٍ. والله أعلم.
* وأما والدُهُ أحنف فهو أبو بحرٍ الهلاليُّ، قال أبو حاتم: "كوفيٌّ، أدركَ الجاهليةَ
…
روى عنه: شعبةُ، ومِسعرٌ، والمسعوديُّ، وابنُه الفُراتُ"، وقال يحيى بنُ مَعينٍ: "ثقة" (الجرح والتعديل 2/ 323)، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 4/ 56).
* ومالكُ بنُ سُعَيْرٍ، قال عنه أبو زرعةَ، وأبو حاتمٍ، والدارقطنيُّ:"صدوقٌ"، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، بينما قال أبو داود:"ضعيفٌ"، وقال الأزديُّ:"عنده مناكير". انظر (تهذيب التهذيب 10/ 17).
وقولُ جمهورِ النقادِ هو المعتمدُ، والجرحُ المبهمُ لا يُقبلُ عند المعارضةِ، والأزديُّ غيرُ معتمدٍ؛ ولذا لم يلتفتِ الحافظُ لما قيلَ فيه، ولخَّصَ حالَه بقوله:"لا بأسَ به"(التقريب 6440).
* وأما أبو عبيدةَ بنُ فُضَيلِ بنِ عِياضٍ، فهو وإن ضَعَّفَهُ الجورقانيُّ وتبعه في ذلك ابنُ الجوزيِّ، فقد ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، ووَثَّقَهُ الدارقطنيُّ؛ حيثُ سُئِلَ عن أولاد الفضيل بن عياض، فقال:"هم ثلاثة: محمد، وعلي، وأبو عبيدة؛ وهم ثقات، مأمونون، زهاد"(سؤالات السلمي له 292).
ولذا قال ابنُ حَجرٍ: "قد وَثَّقَهُ الدارقطنيُّ؛ فلا يلتفت إلى تضعيف ابنِ الجوزيِّ بلا سبب، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وأخرجَ حديثَه في صحيحه، وكذلك الحاكم، ولم يذكره أحدٌ ممن صَنَّف في الضعفاء"(اللسان 7/ 79).
* * *
رواية: تَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَنَّهُ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا؟! قَالَ: فَأَخَذَهُ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلطَّاهِرِ مَا لَمْ يُحْدِثْ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((هَكَذَا فَعَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا لَمْ يُحْدِثْ)).
[الحكم]:
منكرٌ بهذا السياقِ، فالمحفوظُ في هذا الحديثِ أنه مسحَ على رجليه وليسَ على نَعْليه، وموقوفًا وليس بمرفوع.
[التخريج]:
[حم 970 (واللفظُ لَهُ) / خز 212/ هق 356، 357/ هقع 675/
لف 63/ مصفار (إمام 2/ 211)(والروايةُ لَهُ)].
[السند]:
أخرجه أحمدُ -ومن طريقه القطيعيُّ في (جزء الألف دينار)، والبيهقيُّ في (الكبري 356) - قال: حدثنا ابنُ الأشجعيِّ، حدثنا أبي، عن سفيانَ، عن السُّديِّ، عن عبدِ خَيرٍ، عن عليٍّ، به.
[التحقيق]:
هذا سندٌ رجالُهُ ثقاتٌ، غير السدي وابن الأشجعي:
فأما السديُّ فهو إسماعيلُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبي كريمةَ؛ قال عنه الحافظُ: "صدوقٌ يهمُ"(التقريب 463).
وأما ابنُ الأشجعيِّ فهو أبو عبيدةَ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ الأشجعيُّ، روى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 8/ 434) وسمَّاه عبادًا. وقال عنه الحافظُ:"مقبولٌ"(التقريب 8232). يعني عند المتابعةِ، وإلا فلينٌ. ولم يتابعْ، بل خُولِفَ.
فالمحفوظُ في حديثِ عبدِ خَيرٍ عن عليٍّ رضي الله عنه في صفةِ الوُضُوءِ، بغيرِ هذا السياقِ تمامًا، وإنما هو في الوُضُوءِ من الحدثِ.
وأما وُضُوءُ مَن لم يحدثْ، فالمحفوظُ فيه عن عليٍّ موقوفًا، من حديثِ النَّزَّالِ بنِ سَبْرةَ عن عليٍّ، وفيه المسحُ على الرجلين وليس على النعلين.
ومع هذا صَحَّحَهُ الشيخُ أحمد شاكر في (تحقيقه على المسند 970).
وقال الألبانيُّ: "وهذا إسنادٌ حسنٌ"(صحيح أبي داود 1/ 291).
قلنا: وقد توبع ابن الأشجعي بما لا يُفرحُ به:
فرواه ابنُ خُزيمةَ (212) -ومن طريقِهِ البيهقيُّ في (الكبرى 357) - من
طريقِ إبراهيمَ بنِ أبي الليثِ عنِ الأشجعيِّ به.
وإبراهيمُ هذا كذَّابٌ، كذَّبَهُ ابنُ مَعينٍ وغيرُهُ (تعجيل المنفعة 21).
ومع ذلك أخرجه ابنُ خُزيمةَ في صحيحه.
وقد رواه أحمدُ في (المسند 943) من طريقِ شَريكٍ النَّخَعيِّ عن السُّديِّ به، وذكره بلفظ "قَدَمَيْه".
وهذه مخالفةٌ أُخرَى لابنِ الأشجعيِّ.
غير أن شَريكًا زادَ في متنِهِ زيادةً، فقال فيه:((لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ، رَأَيْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ)).
ولما ذكر الدارقطنيُّ رواية شَريكٍ هذه مقابل رواية الثوري التي رواها ابن الأشجعي، قال:"وقولُ الثوريِّ أصحُّ"(العلل 424).
قلنا: ويبدو لنا أنه قال ذلك لأن هذه الزيادةَ التي زادها شَريكٌ إنما هي ضمن حديث آخر في مسح علي رضي الله عنه على خفيه، فاختلط على شَريكٍ الحديثان.
ولم يُرِدِ الدارقطني -والله أعلم- تصحيحَ رواية النعلين على رواية القدمين، كيف ذلك ورواية النعلين لم ترد إلا من هذا الوجه الذي بيَّنَّاهُ لك؟ !
ثم هي مخالِفةٌ للمحفوظِ عن عليٍّ رضي الله عنه من روايةِ الثقاتِ كما سبقَ عن النَّزَّالِ بنِ سَبْرَةَ.
وقد روى يونسُ بنُ أبي إسحاقَ حديثَ عليٍّ رضي الله عنه في المسحِ على الخُفَّيْنِ، فذكره بلفظ المسح على النعلين، وهو خطأ من يونس، كما بَيَّنَّاهُ في موضعه
في (فصل المسح على الخفين).
ولكن اعتبرَ الألبانيُّ رحمه الله حديثَ ابنِ الأشجعيِّ هذا متابِعًا لحديثِ يُونسَ، وصَحَّحَ رِوايةَ النَّعلينِ. انظر (صحيح أبي داود 1/ 290، 291).
وقد تبينَ لك أن كليهما (المتابَع، والمتابِع) مخطئٌ، والله ولي التوفيق.
رِوَايَةُ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَلِيٍّ
• عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الوُضُوءِ، أَنَّهُ قَالَ:((وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ)).
[الحكم]:
معلولٌ، والصوابُ أنه من حديثِ النزالِ عن عليٍّ مِن قوله.
[التخريج]:
[علحا 7/ علقط 472].
[السند]:
علَّقه ابنُ أبي حاتم في (العلل): عن محمدِ بنِ أبي بكرٍ المُقَدَّميِّ، عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الطفاويِّ، عن الأعمشِ، عن أبي وائلٍ، عن عليٍّ، به.
وعلَّقَهُ الدارقطنيُّ في (العلل) عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الطفاويِّ، عن الأعمشِ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ معلٌّ؛ فقد خالفَ الطفاويَّ محمدُ بنُ فُضيل-كما عند أحمدَ
(583)
وغيرِهِ- فرواه عن الأعمشِ، عن النزالِ، عن عليٍّ، به من قولِهِ.
وكذا رواه غيرُ محمدِ بنِ فُضيلٍ، كما سيأتي في كلامِ الدارقطنيِّ.
قال ابنُ أبي حاتمٍ: "وسألتُ أبا زرعة عن حديثٍ رواه محمدُ بنُ أبي بكرٍ المُقَدَّميُّ، عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الطفاويِّ، عن الأعمشِ، عن أبي وائلٍ، عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الوضوء- أنه قال:((وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ))؟
قال أبو زرعة: هذا خطأٌ؛ إنما هو: الأعمشُ، عن عبدِ الملكِ بنِ ميسرةَ، عن النزالِ، عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
" (العلل 7).
وسُئِلَ عنه الدارقطنيُّ فقال: "اختُلِفَ عن الأعمشِ، فرواه أبو حفصٍ الأَبَّارُ، ومحمدُ بنُ فُضيلٍ، وأبو الأحوصِ سَلَّامُ بنُ سُليمٍ، عن الأعمشِ، عن عبدِ الملكِ بنِ ميسرةَ، عن النَّزالِ.
وخالفهم محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الطفاويُّ، ووَهِمَ فيه، رواه عن الأعمشِ، عن أبي وائلٍ، عن عليٍّ. والصوابُ حديث النَّزَّال بن سَبْرَة" (العلل 472).
قلنا: والصوابُ أنه من حديثِ النزالِ عن عليٍّ من قولِهِ، وليسَ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
* * *
(1)
كذا قال: (عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمحفوظُ في حديث النزال عن علي من قوله، ليس بمرفوع، وقد تقدم بيانُ ذلك مفصلًا.
رِوَايَةٌ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ
◼ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه اكْتَالَ مِنْ حُبٍّ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا فِيهِ تَجَوُّزٌ، فَقَالَ:«هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ» .
[الحكم]:
صحيح المتن بما تقدم، وإسناده ضعيف.
[اللغة]:
قوله: ((مِنْ حُبٍّ))؛ قال الخليل: "والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَّخْمَةُ"(العين 3/ 31).
[التخريج]:
[طبر (8/ 158)].
[السند]:
أخرجه الطبريُّ في (تفسيره) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيمَ: أن عليًّا
…
فذكره.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:
الأُولى: الانقطاعُ؛ فإبراهيمُ هو النخعيُّ، لم يدركْ عليًّا، بل قال عليُّ بنُ المدينيِّ:"إبراهيمُ النخعيُّ لم يَلْقَ أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"(جامع التحصيل صـ 141).
الثانيةُ: عنعنةُ المغيرةِ بنِ مِقْسَم، فقد قال عنه الحافظ:"ثقةٌ متقنٌ إلا أنه كان يدلسُ ولا سيما عن إبراهيمَ"(التقريب 6851).
ولكن يشهدُ لهذه الروايةِ الروايات السابقة، ولعلَّ لذلك قال ابنُ كثيرٍ -عقب
هذا الطريق وطريق النزال-: "وهذه طرقٌ جيدةٌ عن عليٍّ رضي الله عنه يُقوِّي بعضُها بعضًا"(التفسير 3/ 45).
1897 -
حَدِيثُ عُمَرَ مَوْقُوفًا
◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: تَوَضَّأَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه وُضُوءًا فِيهِ تَجَوُّزٌ خَفِيفًا، فَقَالَ:((هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ صحيحٌ، وَصَحَّحَهُ ابنُ كَثيرٍ.
[التخريج]:
[طبر (8/ 158)].
[السند]:
أخرجه الطبريُّ في (تفسيره) قال: حدثنا ابنُ بشارٍ، قال: حدثنا ابنُ أبي عدِي، عن حُميدٍ، عن أنسٍ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ؛ رجالُهُ ثقاتٌ.
قال ابنُ كَثيرٍ: "هذا إسنادٌ صحيحٌ"(التفسير 3/ 45).