المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سمات منهاج المستشرقين في البحث: - رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم

[موسى البسيط]

الفصل: ‌سمات منهاج المستشرقين في البحث:

وقوله: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء:46] .

وقال عن النصارى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} [المائدة:14] .

ثالثاً: ثم إن القرآن يخبرنا عن تحريف أهل الكتاب لعقيدة التوحيد {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} [التوبة:31] .

فكيف يُعقل أن يأخذ القرآن عن الكتب التي أعلن تحريفها؟ وتحريف التوراة والإنجيل في مقابل خلو القرآن من التحريف حققه العلماء الباحثون في مقارنة الأديان.

إنّ دعوى استفادة الإسلام من اليهودية والنصرانية تكذبها الوثائق التاريخية التي تتعلق بالعصرين الجاهلي والإسلامي، وكلها تؤكد أنّه ليس ثمة تأثير أجنبي في تلك البيئة على مصادر الإسلام.

إن الإسلام ليس ديناً تابعاً لأي دين آخر، ولكنه الدينُ الذي أراده الله خاتماً للأديان، إن منهج المستشرقين في دراسة الإسلام منهج مرفوضٌ؛ إذ إنّ منهج التأثر والتأثير بين التراث الإنساني منهجٌ قاصرٌ عن فهم طبيعةِ الوحي الإلهي.

ص: 8

‌سمات منهاج المستشرقين في البحث:

إن موقف المستشرقين في دراساتهم عن الإسلام لا يتسم بالموضوعية ولا النزاهة، بل إننا من خلال اطلاعنا على بحوثهم ودراساتهم، وجدنا أن بحثهم "العلمي" اتسم بإساءة الظن والتشويه والتحريف والجهل والتحكّم في المصادر، بل والتحكّم بالنتائج قبل إجراء الدراسة.

ص: 8

ويرحم الله الدكتور السباعي فلقد فصّل جميع الظواهر التي يوصف بها منهاج الاستشراق، وأنا بدوري أوردها كاملة كما ذكرها.

1-

سوء الظن والفهم لكل ما يتصل بالإسلام في أهدافه ومقاصده.

2-

سوء الظن برجال المسلمين وعلمائهم وعظمائهم.

3-

تصوير المجتمع الإسلامي في مختلف العصور - وخاصة في العصر الأول - بأنه مجتمع متفكك تقتل الأنانية رجاله وعظماءه.

4-

تصوير الحضارة الإسلامية تصويراً دون الواقع بكثير؛ تهويناً لشأنها واحتقاراً لآثارها.

5-

الجهل بطبيعة المجتمع الإسلامي على حقيقته، والحكم عليه من خلال ما يعرفه هؤلاء المستشرقون من أخلاق شعوبهم وعادات بلادهم.

6-

إخضاع النصوص للفكرة التي يفرضونها حسب أهوائهم، والتحكم بما يرفضونه ويقبلونه من النصوص.

7-

تحريفهم للنصوص في كثير من الأحيان، تحريفاً مقصوداً، وإساءتهم فهم العبارات حين لا يجدون مجالاً للتحريف.

8-

تحكمهم في المصادر التي ينقلون منها، فهم ينقلون مثلاً من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث، ومن كتب التاريخ ما يحكمون به في تاريخ الفقه، ويصححون ما ينقله (الدميري) في كتاب (الحيوان) ، ويكذبون ما يرويه "مالك" في "الموطأ"، كل ذلك انسياقاً مع الهوى، وانحرافاً عن الحق (1) .

(1) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي 188-189.

ص: 9

إن مناهج المستشرقين تعتمد التشكيك في كل ما ينبثق من الإسلام ابتداء من إنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن الكريم عليه.

ثم تشكيكهم في صحة الحديث النبوي، رغم الجهود الجبارة التي بذلها علماؤنا لتنقية الحديث الصحيح من غيره، مستندين إلى منهج النقد العلمي الذي تفتقر إليه كتب اليهود والنصارى.

كما شكك المستشرقون في قيمة الفقه الإسلامي، وزعموا أنّه مستمد من القانون الروماني، الأمر الذي أثبت العلماء بطلانه، وتوصلوا إلى استقلالية الفقه الإسلامي.

وشكك المستشرقون في اللغة العربية وقدرتها على استيعاب كل جديد.

إن المتأمل في دراسات المستشرقين يلحظ الهجمة الشرسة على الإسلام ونبيه، ونظمه بكل الوسائل والأساليب، ومن خلال ذلك تظهر الخدمة الجليلة التي يقدمها الاستشراق للاستعمار أيّاً كان هذا الاستعمار.

وإلى مناقشة شبه أصحاب الموسوعة، والرد عليها:

ص: 10