المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الإسلام هو الدين الحق ‌ ‌ديانات التوحيد … الإسلام هو الدين الحق: زعم كاتب الموسوعة - رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم

[موسى البسيط]

الفصل: ‌ ‌الإسلام هو الدين الحق ‌ ‌ديانات التوحيد … الإسلام هو الدين الحق: زعم كاتب الموسوعة

‌الإسلام هو الدين الحق

‌ديانات التوحيد

الإسلام هو الدين الحق:

زعم كاتب الموسوعة العبرية (1) في المجلد (4) الصفحة (954) الفقرة الأولى: "أن الإسلام منبثق من اليهودية".

وقال في (ج4) الصفحة (955) الفقرة الثانية: "أدرك محمد صلى الله عليه وسلم حقيقةَ وسببَ دعوتِه فقط، بعدَ وبفضل الاتصالات التي أجراها مع ممثلي الديانات الأخرى (اليهود والنصارى) وحتى الديانة الوثنية". وانظر أيضاً (ج4) الصفحة (956) الفقرة الأولى وج (22) الصفحة (1012) الفقرة الأخيرة، وقال في الصفحة (956) السطر الأول حتى آخر الصفحة:

"إن محمداً صلى الله عليه وسلم اعترف طوال حياته بتأثير ديانات التوحيد القديمة (اليهودية والنصرانية) ".

"في البداية ما كان يخطر بباله أنّه يدعو إلى دين جديد، وإنما كان التجديد فقط بكون الكتاب الذي جاء به عربياً.

وكان محمد يعتقد أن شعبه سيحظى منذ تلك اللحظة بنفس القوانين الجيدة والمناسبة التي أعطاها الله لشعوبٍ سابقةٍ بلغاتها، فيحظى بانتقاء الجيد مما في التوراة".

"وعندما رأى محمد صلى الله عليه وسلم أن اليهود في المدينة لا يرون في الإسلام الصورة

(1) رجعت في نقد ما جاء في الموسوعة العبرية إلى المجلدات التالية منها، وهي:(4، 22، 26) وإلى "مذكرة" تتضمن أبرز الأفكار المحرّفة عن الإسلام أُخِذت من الموسوعة العبرية، والمذكرةُ تدرّس على سبيل النَقْد لها في كلٍ من كلية الشريعة بباقة الغربية، وكلية الدعوة والعلوم الإسلامية – بأم الفحم، فحيث كان الرقم من 1-40 فهو في المذكرة.

ص: 11

العربية لديانتهم اليهودية، وعندها فقط أدرك أن ما يحمله يختلف عن اليهودية، لذا أخذ محمد صلى الله عليه وسلم يسوّغ الفروق بين الإسلام واليهودية مثل: تغيير القبلة، وإلغاء صوم عاشوراء وإبداله بصوم رمضان، وإبدال اليوم المقدس بالجمعة مع السماح بالعمل فيه، والتسهيل بالأطعمة المسموحة، ولكن كل هذه الاختلافات كانت بالفرائض العملية، ولم تُلغ الطابع العام للإسلام والمتميز بقربه من اليهودية والمسيحية.

ويرى الباحث أندريه أنّ الإسلام تأثر باليهودية في النواحي المادية، وتأثر بالمسيحية في النواحي الروحانية"، وفي الصفحة (954) الفقرة الأخيرة يقول في الموسوعة: "إن معنى كلمة الإسلام حسب تفسير محمد لها بالقرآن هو؛ إخلاص المؤمن لله، وفي صفحة (40) فقرة (1) يقول:"تحريم الخمر تدريجياً في القرآن مأخوذ من التلمود الذي نصّه "السكران يُمنَع من الصلاة" "السكرانُ يصلي كمن يعبد الأوثان". (من المذكرة) .

الرد:

إنّ الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية وأرسل به الرسل جميعاً – إنه دين الأنبياء كلهم ودين محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص، وليس الإسلام منبثقاً عن ديانة سابقة له، وإنما هو امتدادٌ لرسالات السماء التي جاءت بمعنى واحد وأصل واحد هو عبادة الله وحده لا شريك له.

ولا بد لنا في ردنا على مزاعم الموسوعة العبرية من إيراد الحقائق والثوابت التالية:

إن الإسلام في اللغة: يعني الخضوع والاستسلام والانقياد لله رب العالمين، وهو في الاصطلاح: الانقياد التام لشرع الله تعالى بتمام الرضا والقبول.

ص: 12

وهو دين الله المرضي عنده، أوحى به إلى رسُله الكرام، وبلّغوه إلى الناس:{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلَامُ} [آل عمران:19]، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] ، {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إَلَاّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 132] .

ثم خُصّ لفظ الإسلام بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه، وبالانقياد التام له بلا قيد ولا شرط، وبهذا الانقياد يظهر خضوع الإنسان لخالقه {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3] .

هذا هو مفهوم الإسلام في القرآن الكريم: مفهومٌ عامٌ وآخر خاص.

ثم لما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"(1) .

إنّ هذا التعريف للإسلام وإنْ كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنّه من وحي الله إليه {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3-4] .

وهو تعريف جامع بيّن فيه أنّ الإسلام يقوم على دعائم ثلاثة أساسية هي:

(1) أخرجه مسلم رقم (1) .

ص: 13

1-

شهادة أن لا إله إلا الله.

2-

وشهادة أنّ محمداً رسول الله.

3-

والعمل الصالح وفي مقدمته: الصلاة والزكاة والصيام والحج على المستطيع. وإنّما اكتفى بهذه الأعمال ليؤكد أهميتها، وإن كانت حياة المسلم كلها عمل صالح منبثق من طاعة الله، بالإقرار والاعتراف بوحدانيته في الإلوهية والربوبية والحاكمية، والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم والنزول على ما جاء به من ربه.

ديانات التوحيد:

إنّ الإسلام والمسيحية واليهودية ديانات سماوية توصف في دوائر المعارف بأنها ديانات التوحيد، وهذا حق وصدق إذا ما نظرنا إلى أصول الديانتين اليهودية والمسيحية قبل أن تمتد إليهما يد التحريف والتبديل، إنّ اتحاد هذه الديانات في العقيدة أدخل في أذهان البعض فكرة انبثاق الإسلام من اليهودية وتأثره بها، أو أنه امتداد لها.

وفي معرض الرّدّ على هذا الزعم يجدر أن نشير إلى أنّ مصدر الكتب السماوية واحد وغايتها واحدة، واستمع إلى قوله تعالى في سورة آل عمران:{الم، اللهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ، مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران:1-4] .

أجل، جاءت الكتب السماوية لتكون منهج حياة للبشر، تهديهم وتصلح حالهم، ولقد بيّن الله في القرآن الكريم الهدف الذي من أجله تنزلت التوراة: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ

ص: 14