الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لهم منازل في قطعة واحدة أحاطوها بسور له ثلاثة أبواب يغلقونها مساء.
وفي سنة 1811 أعطتهم الحكومة الحرية وحق السكنى في أية نقطة من المدينة، وأغلبهم يشتغل بأرباح الأموال، ومنهم الخواجة روتشلد وأولاده المشهورون بالغنى والثروة في أنحاء البسيطة، ولهم بنوك بأغلب عواصم الممالك، وكانت هذه العائلة في ابتداء أمرها فقيرة إلى أن قام فيهم أبوهم روتشلد في أوائل هذا القرن، واحتال في الكسب والربح حتى حصل على مقدار عظيم، وفي تلك السنين تصادف أن
عاث نابليون في ممالك ألمانيا، وعزل أغلب ملوكها وولّى كثيراً من أقربائه وأصحابه عليها، ومن ذلك أنه استولى على مملكة يقال لها هسن كسل وأخرج ملكها صُفْرَ اليدين من ماله وملكه، فانتهز ذلك الملك الفرصة فيما بعد وأقرضه روتشلد المذكور قدراً عظيماً من الدراهم بفوائد كبيرة حتى إذا عاد إلى ملكه وفَّاه أموالها وأرباحها، فكان ذلك سبباً في اتساع رأس ماله، وقامت أولاده من بعده بأشغال البنوك وأنشأوا لعائلتهم قانوناً مخصوصاً بأن جعلوا الوراثة في الذكور، أما الإناث فخصصوا لهن مقداراً معلوماً يكفل براحتهن.
مبارحة فرنكفورت
وحين نالت العين من تلك المدينة المنال حركت عصا الترحال، فبارحتها في الباخرة البرية والسائحة الجوية، حتى
إذا عرجت بنا على مدينة كانت مَرْمَى مَرامي نزلت بغنائها لحسن رَوَائها، فقرت العين بمنظرها النضير، وجمال موقعها الشهير، تحفها جبال وأنهار، وتزينها أشجار وأزهار، ولمثلها تروق النواظر، وبحسنها تقر لها النواظر.
أما هي فتسمى هيدل برج إحدى مدن غراندوقية بادن بألمانيا، وأحسن البلاد الألمانية من حيث المنظر والموقع الطبيعيان لكونها في وادٍ مستطيل بين جبلين زاهيين بالأشجار، ويمر بجانبها نهر عظيم يقال له نيكار ويسمى الجبل الذي هي في منحدره شفارتس فالد والذي يقابله أودن فالد وعدد سكانها الآن 27000 نفس، وبها مدرسة جامعة قديمة أنشئت سنة 1386 ميلادية، وهي من أعظم المدارس بألمانيا، وتخرج فيها كثير من علمائهم المشهورين، وبها الآن 900 طالب تقريباً.
ولا أعلم من تاريخ تلك المدينة سوى أنه كان يحكمها أحد مشاهير الألمانيين المسمى فالس جراف في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وبنى فوق أحد جبليها قصراً عظيماً ارتفاعه 100 متر عن نهر نيكار المذكور، وكان متقن البناء
متناسب الأجواء، حتى إنه يقال إنه أحسن بناء أقامه الألمانيون في ذلك العصر بعد كنيسة كلونيا وأما هو الآن فأغلبه آثار