الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هي إفاقة البعث فكيف يقول: «لا أدري أفاق [ (1) ] قبلي أم جوزي بصعقة الطور؟» فتأمله وهذا بخلاف الصعقة التي يصعقها الناس يوم القيامة، فإذا جاء الله بفصل القضاء بين العباد وتجلى لهم فإنهم يصعقون، وأما موسى صلى الله عليه وسلم فإن كان لم يصعق معهم، فيكون قد جوزي بصعقة يوم تجلى ربه للجبل، فجعلت صعقة هذا التجلي عوضا من صعقة الخلائق لتجلي الرب- عز وجل يوم القيامة.
الثالثة:
وبأنه يحشر في سبعين ألف ملك.
الرابعة:
وبأنه يحشر على البراق.
الخامسة:
وبأنه يؤذن باسمه في الموقف.
السادسة:
وبأنه يكسى في الموقف أعظم الحلل من الجنة.
السابعة:
وبأنه يقوم عن يمين العرش صلى الله عليه وسلم.
الثامنة:
وبأنه أعطي المقام المحمود.
روى الترمذي، وابن ماجة عن سعد بن أبي وقاص قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود، فقال:«هو الشفاعة» .
والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة. وقال مجاهد أيضاً: المقام المحمود مجلسه على العرش.
- ورواه ابن جرير، وقال: الأول أولى، على أن الثاني ليس بمدفوع- لا من جهة النقل ولا من جهة الظن- قال ابن عطية: هو كذلك إذا حمل على ما يليق به، وبالغ الواحدي في رد هذا القول فقال: هذا قول رذل موحش فظيع ونص الكتاب ينادي بفساد هذا التفسير، وبسط الكلام على ذلك، وأما النقاش فنقل عن أبي داود صاحب السنن أنه قال: من أنكر هذا الحديث فهو متهم.
قلت: والنقاش متهم بالوضع، وقد جاء عن ابن مسعود عند الثعلبي، وعن ابن عباس عند أبي الشيخ، وعن عبد الله بن سلام قال: إن محمدا يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب. قلت: وقال ابن كثير: ومثل هذا لا ينبغي قبوله إلا ممن هو معصوم، ولم يثبت فيه حديث يعول عليه ولا يصار بسببه إليه.
وقول مجاهد في هذا المقام ليس بحجة، ولم يصح إسناده إلى ابن سلام. قال الحافظ:
[ (1) ] في د أفاق.
فيحتمل أن تكون الإضافة إضافة تشريف، وعلى ذلك يحمل ما جاء عن علي وغيره، والراجح أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة التي وردت في الأحاديث المذكورة في المقام المحمود نوعان.
الأول: الشفاعة العامة في فصل القضاء.
الثاني: الشفاعة في إخراج المذنبين من النار.
وقال الماوردي: اختلف في المقام المحمود على ثلاثة أقوال، فذكر القولين الشفاعة والإجلاس.
والثالث: إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة.
وقال القرطبي: وهذا لا يغاير القول الأول، وأثبت غيره.
رابعاً: هو ما رواه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن أبي هلال أحد صغار التابعين، أنه بلغه أن المقام المحمود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع.
خامسا: وهو ما اقتضاه حديث حذيفة، وهو ثناؤه على ربه، ولكنه يغاير الأول أيضاً.
قال الإمام الرازي: القول الأول أولى، لأن سعيه في الشفاعة يفيد إقدام الناس على حمده، فيصير محمودا، وأما ما ذكره من الدعاء فلا يفيد إلا الثّواب، أمّا الحمد فلا، فأن قيل:
لم لا يجوز أن يقال: إنه تعالى يحمده على هذا القول؟ فالجواب أن الحمد في اللغة مختص بالثناء المذكور في مقابلة الإنعام فقط، فإن ورد لفظ «الحمد» في غير هذا المعنى فعلى سبيل المجاز.
- قال القرطي وما حكاه الطبري عن فرقة، منها مجاهد، أنها قالت: المقام المحمود هو أن يجلس الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه وروت في ذلك حديثا وعضد الطبري جواز ذلك بشطط من القول وهو لا يخرج إلا على تلطف في المعنى، وفيه بعد.
سادسا: وهو ما اقتضاه حديث ابن مسعود يشفع نبيكم رابع أربعة: جبريل ثم إبراهيم ثم موسى أو عيسى ثم نبيكم، لا يشفع أحد في أكثر مما يشفع فيه.
وهذا الحديث لم يصرح برفعه، قد ضعفه البخاري وقال: المشهور
قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول شافع» .
قال الحافظ: وعلى تقدير نبوته، فليس في شيء من طرقه التصريح بأنه المقام المحمود مع أنه يغاير حديث الشفاعة في المذنبين. وجوازه المحب الطبري.
سابعا: وهو ما اقتضاه حديث كعب بن مالك السابق ذكره فقال بعد أو أورده: هذا