المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أعمال قتالية في الولاية السادسة - سلسلة جهاد شعب الجزائر - جـ ١٢

[بسام العسلي]

الفصل: ‌ أعمال قتالية في الولاية السادسة

1 -

‌ أعمال قتالية في الولاية السادسة

تضمنت الكتيبات السابقة من هذه المجموعة تقارير وجيزة عن مسيرة الأعمال القتالية وتطورها. ولعله من المناسب هنا عرض وجيز يشير إلى تطور الأعمال القتالية في مرحلة متقدمة من الثورة (سنة 1960) وفي ولاية من ولايات الكفاح (هي الولاية السادسة -أو عمالة الجنوب)(1). وتجدر الإشارة إلى أن هذا الوجيز يضم بعض ملامح العمليات - لا كلها - وهي تمثل نموذجا لتطور الصراع في تلك الحقبة التاريخية:

19/ 12/ 1959: التحق أربعة جنود جزائريين كانوا مكلفين بحراسة محطة قطار (الجلفة) بجيش التحرير الوطني، حاملين معهم الأسلحة التالية بندقية رشاشة 24 - 29 ومعها عشرون مخزنا مملوءا و950 طلقة عيار (7،5) مم وكذلك (7) مسدسات رشاشة نوع (ماط - 49) و1400 طلقة عيار 9 مم، و (5) بنادق (ماص 51) وألبسة وأدوية.

18/ 1/ 1960: فر جنديان جزائريان من مركز العدو في

(1) المرجع: نشرة (صدى الجبال) العدد الثاني - الصادرة عن أركان حرب الولاية السادسة لجيش التحرير الوطني - ص 12 - 19.

ص: 141

(حجر الملح) شمال (الجلفة) وانضما الى جيش التحرير الوطني، حاملين معهما بندقية (ماص - 49) و (كاربين أمريكية) وذخيرتهما.

27/ 2/ 1960: فر حركي من مركز العدو في (سليم) شرقي (الجلفة) والتحق بجيش التحرير الوطني حاملا معه بندقية (أخماس ألمان) وذخيرة.

20/ 3/ 1960: فر جنديان جزائريان من جيش العدو في ناحية (المغير) قرب (تقرت) والتحقا بجيش التحرير الوطني، وصحبا معهما رشاشتين نوع (ماط - 49).

10/ 4/ 1960: حصل اشتباك عنيف بين وحداتنا وقوات العدو في (جبل أبو - كحيل) وقد بوغت العدو، وداخله الرعب من المجاهدين الذين لم يتمكن من اكتشاف مواقعهم، فلم يتمكن من القيام بأي رد فعل، وقد قتل من العدو أكثر من أربعين جنديا، وجرح عدد كبير، وأسقطت طائرتان. وفي هذا الاشتباك الذي استمر من الساعة (1345) حتى السابعة (1900) وبمشاركة قوة هائلة للعدو، سقط مجاهدان في ميدان العز والشرف وجرح ثلاثة آخرون.

17/ 4/ 1960: نصت وحدة من الفدائيين كمينا في قلب مدينة (أبو سعادة) قتل أثناءه أربعة من جنود العدو، وثلاثة ضباط برتبة ملازم (ليوتنان) أحدهم فطلي كان يعمل في الاستنطاق (التحقيق) المدني والعسكري. وثانيهم من المكتب الثاني (الاستخبارات العسكرية) وانسحب المجاهدون سالمين. وفي المدينة ذاتها قام فدائي بإعدام ضابط من ضباط (مكتب الشؤون

ص: 142

الأهلية) برتبة نقيب - كابتن -.

18/ 4/ 1960: هاجمت وحدة من جيشنا عصابة للعدو - قتل واحد وأسر واحد - وبعد استجوابه تمكنا من غنم (43) بندقية حربية وكمية من الذخيرة.

20/ 4/ 1960: في (جبل تفارة) شرقي (الجلفة) اشتبك العدو بأربعة من جنودنا كانوا في طريقهم الى مقر قيادتهم حاملين معهم كمية من الأسلحة والذخيرة والأجهزة اللاسلكية. وسقط مجاهد في الميدان، ونجا اثنان. أما الرابع - وهو المجاهد العيد خير الله - فقد انتحر بآخر طلقة كانت معه، بعد مقاومة بطولية عنيدة، ذلك أنه كان قد وعد رئيسه - مسؤوله - بأنه سينتحر إذا رأى أن هذه الغنيمة مهددة. وفي الواقع، فقد عمل على تخزين هذه الغنيمة هو وأحد الجنديين السالمين، وبذلك تمكن هذا البطل من انقاذ هذه الغنيمة بفضل تضحيته.

14/ 5/ 1960: انضم إلينا ستة جنود جزائريين بعد أن فروا من مركز العدو في (ورقة) قرب (منعة) وحملوا معهم (6 - ماص 49) و (1200) طلقة عيار 5، 7 مم وكمية من القنابل اليدوية.

26/ 5/ 1960: قامت قوة من جيشنا بقذف أكبر مركز للعدو في مدينة (أبو سعادة) بمدفع الهاون 81 مم، فكانت خسائر العدو مؤكدة. وفي اليوم ذاته والمكان ذاته، نصبت فرقة من الفدائيين كمينا لقافلة معادية وكبدتها خسائر مؤكدة.

29/ 5/ 1960: رمى فدائي من الأنصار (المسبلين) قنبلة يدوية على صندوق الانتخاب في مركز (عين أغراب) ناحية (أبو سعادة) فقتل جنديان للعدو وإثنان من الخونة. وفي موجة من الرعب

ص: 143

والحقد، حاول جند العدو قتل عدد من المدنيين الذين أجبروا على الحضور. وآنذاك برز الفدائي عبد القادر عميد بن أحمد بن الحاج من عرش أولاد أفرج، البالغ من العمر ستة عشر عاما، وصرخ في وجه الأعداء قائلا: أنا الذي رميت القنبلة. وقد ألقى المستعمرون عليه القبض، ولكنه أنقذ بشجاعته وتضحيته عددا من الأبرياء.

3/ 12/ 1960: اصطدمت سيارة (ج. م. س.) معادية بلغم على طريق (جبل اقعيقع) قرب (الجلفة) فدمرت السيارة وقتل جميع ركابها.

19/ 12/ 1960: نصب المجاهدون كمينا لقافلة معادية في مدينة (أولاد جلال) فقتل للعدو سبعة جنود.

20/ 12/ 1960: التحق جندي جزائري بصفوفنا، بعد أن فر من مركز العدو في (أبو سعادة) وحمل معه بارودة (ماط 490) و (194) طلقة.

22/ 12/ 1960: نصبت وحدة من جيشنا كمينا لقافلة معادية في مدينة (أبوسعادة) وقتلت سبعة جنود للعدو.

24/ 12/ 1960: قام فدائي بإلقاء قنبلة في (بسكرة) فقتل ثلاثة جنود للعدو وجرح ستة.

26/ 12/ 1960: انفجر لغمان بين (الهامل - و - أبو سعادة) فدمرا عربة نصف مجنزرة (هاف تراك) و (سيارة ج. م. س).

30/ 12/ 1960: نصب المجاهدون كمينا للعدو بين (ولتام - وبين اسرور) قرب (أبو سعادة) في الساعة (1200) تم نصب كمين ثان في الساعة (1600) وتكبد العدو خسائر فادحة

ص: 144

في الكمينين.

3/ 1/ 1961: فر جندي جزائري من مركز العدو فى (الجلفة) وانضم إلى صفوفنا حاملا معه بندقية (قاران) و (48) طلقة.

7/ 1/ 1961: هاجم فوج من المجاهدين قرية (بحبح) قرب (الجلفة) فأسر رقيبا من القوم (سرجان شيف) وغنم المسدس الذي كان يحمله.

10/ 1/ 1960: أسقطت طائرتان للعدو في جبل (أم ساعد) بينما كانتا تقومان بالاستطلاع.

17/ 1/ 1961: اصطدمت سيارة عسكرية معادية بلغم على طريق (أبو ملال - وادي الشعير) فدمرت السيارة. وخسائر العدو البشرية محققة.

19/ 1/ 1961: أقام فوج من الفدائيين كمينا لقافلة من اللفيف الأجنبي في مدينة (أبو سعادة). وأوقعوا بها خسائر فادحة. وأثناء انسحاب الفدائيين، اصطدموا بدورية معادية أخرى، فتبادلوا معها إطلاق النار، وقتلوا ضابطا برتبة نقيب.

1/ 2/ 1961: خاضت وحدات من جيشنا معركة عنيفة ضد قوات العدو في (جبل أبو كحيل) واستمر الاشتباك من الساعة (1200) حتى الساعة (300) من فجر اليوم التالي. وقتل للعدو مائة وعشرة جنود، وجرح عدد كبير آخر. وغنمنا بارودتين (ماص - 49) و 3 مخازن رشيشات (24 - 29) معبأة و 800 طلقة ومنظارين. وكان بين قتلى العدو ضابط من القناصة (ليوتنان

ص: 145

شاسوري) غنمت كل وثائقه مع أعتدة كثيرة، علاوة على ما أحرق منها.

12/ 2/ 1961: قتل الفدائيون اثنين من جند العدو في (أبو سعادة) وغنموا سلاحهما (بارودتين ماط 49).

22/ 2/ 1961: هاجم فوج من المجاهدين قرية (زنينة) قرب (الجلف) فقتلوا سبعة من قوات (القوم) وجرحوا خمسة منهم وأسروا واحدا وغنموا ثمانية بواريد (ماص 51) و 85 طلقة. ولم تقع إصابة في قواتنا.

28/ 2/ 1961: هاجم المجاهدون قوة من (القوم) فقتلوا ثلاثة منهم، وغنموا ثلاثة بنادق (موسكيتو) وذلك بين (وارو) و (الجلفة).

18/ 3/ 1961: اشتبك أربعة من مجاهدينا مع وحدة للعدو في (جبل أبو كحيل) فقتل جنودنا عددا من أفراد العدو، وأصابوا عددا آخر بجراح، وأسقطوا طائرة استطلاع وقتلوا ملاحيها الأربعة، واستشهد لنا مجاهدان.

2/ 3/ 1961: قام جيش الاحتلال بتطويق خمسة من مجاهدينا في (جبل أحمر خدو) بناحية (أمشونش) واستمر الاشتباك خمس ساعات تكبد العدو خلاله عددا من الخسائر في الأرواح بين قتيل وجريح. أما من جانبنا فقد استشهد ثلاثة من المجاهدين، ونجا واحد، أما الخامس وهو البطل - سي علي قاله - مسؤول مكتب المنطقة الرابعة فقد انتحر بعد أن أيقن أنه سيصير في قبضة العدو، وذلك محافظة على الأسرار.

ص: 146

10/ 4/ 1961: قامت وحدة من جيشنا بنصب كمين بنواحي (وادي الشعير) ثم شنت هجوما على مركز للعدو في (أبو ملال) ناحية (أبوسعادة) وقتل للعدو ثلاثة جنود، وجرح أربعة.

18/ 4/ 1961: نصب الفدائيون كمينا لثلاث سيارات عسكرية في (أبو سعادة) فقتلوا خمسة من جند العدو، وأصابوا أربعة منهم بجراح مختلفة.

13/ 5/ 1961: انفجر لغم تحت سيارة للعدو نموذج (ج. م. س) بين (سليم) و (عين مجدل) قرب (الجلفة) وتحطمت السيارة وقتل عدد من ركابها.

19/ 5/ 1961: خاضت قواتنا معركة عنيفة ضد قوات الاحتلال في (جبل أبو كحيل). وقد بدأت المعركة في الساعة (830) صباحا واستمرت حتى الساعة (2400) في منتصف الليل. واشتركت فيها (45) طائرة ومئات الدبابات والسيارات المختلفة، وقتل للعدو ثمانين جنديا وجرح عدد آخر. وغنمت وحداتنا جهازا لاسلكيا صغيرا وبارودة (ماص 56) و (ماط - 49) ومسدسا آليا - أوتوماتيكيا. وكمية من الأدوية والأعتدة التي فر الجنود الأعداء وتركوها فوق أرض المعركة، وأخرق للعدو جهاز لاسلكي آخر. واستشهد عدد من مجاهدينا. وانضم لقواتنا في شهر نيسان - ابريل - 1961 ثلاثة جنود جزائريين من صفوف العدو، أحدهم من مركز (أبو سعادة) والآخران من مركز في مدينة (بسكرة) وحملوا معهم من الأسلحة:(ماط 49) و (ا - ب. 38) و (3 ماص 56) ومسدسا أوتوماتيكيا.

24/ 5/ 1961: ألقيت قنبلة يدوية في مقهى أوروبي في مدينة

ص: 147

(ورقلة) وقتل رجل وجرح ثلاثة عشر آخرين.

27/ 5/ 1961: ألقيت قنبلة يدوية على مركز للعدو في (ورقلة) فقتل ثلاثة جنود للعدو وجرح (20) جنديا.

27/ 5/ 1961: انفجر لغم قرب (ابن سرور) شرقي (أبو سعادة) فتحطمت سيارة عسكرية للعدو.

29/ 5/ 1961: أقامت وحدة من مقاتلينا كمينا لقافلة من قوات العدو على الطريق بين (عين الملح) و (وادي الشعير) فقتلت خمسة من جنود العدو وأصابت ثلاثة منهم بجراح.

30/ 5/ 1961: نصب فدائيونا كمينا للعدو في قلب مدينة (أبو سعادة) وقتلوا أربعة وجرحوا أربعة من جند العدو.

3/ 6/ 1961: سقطت سيارتان للعدو في خندقين كان قد أعدهما المجاهدون، ودمرت السيارتان، وقتل وجرح عدد من ركابهما وذلك في جبل (أم ساعد). وفي الوقت ذاته، إشتبكت دورية من جنودنا مع قوات العدو، ولم تضبط خسائر العدو. واستشهد أربعة من مجاهدينا.

10/ 6/ 1961:اشتبك مجاهدونا مع العدو على بعد عشرة كيلومترات شمال (المغير) ناحية (تقرت) واستمر الاشتباك أربعة ساعات ونصف. وخسر العدو (35) قتيلا، وجرح من جنوده (18) جنديا. واستشهد من جانبنا ثلاثة مجاهدين من بينهم اثنان من رجال الدرك، ووقع في أسر العدو اثنان آخران من الدرك.

18/ 7/ 1961: انضم إلى صفوفنا ثلاثة جنود جزائريين، كانوا في مركز العدو (بحد الصحارى) قرب (الجلفة) وحملوا

ص: 148

معهم أربعة أسرى من العدو، ورشيشا (24 - 29) وبارودة (ماص 56) وبارودة (ماص 49) وبارودة (ماص 36) وبارودتي (ماط 49) وكمية من الذخائر.

19/ 7/ 1961: وقع اشتباك بين المجاهدين وقوات العدو في (العطف) قرب (غرداية) في الصحراء المجاهدة وتكبد العدو خسائر فادحة، لم نتمكن من ضبطها، واستشهد عدد من المجاهدين.

12/ 8/ 1961: انضم إلى صفوفنا ثلاثة من الجنود الجزائريين الذين جندهم العدو، من مركز (مسعد) وحملوا معهم ثلاثة بواريد (ألمانية) و3 بواريد (ماط 49) وألف طلقة ووثائق هامة وألبسة.

إن استعراض الوجيز السابق يظهر مجموعة من الحقائق التي التصقت باستراتيجية الثورة الجزائرية، ولازمتها خلال مراحلها المختلفة وأهمها:

1 -

استنزاف قدرة العدو الاستعماري بصورة مستمرة، وتدميره ماديا ومعنويا عن طريق مجموعة كبيرة من العمليات الصغرى. ووضع قواته مستنفرة تحت ضغط الخوف من الضربة المباغتة.

2 -

تجنب الالتحام مع العدو، قدر المستطاع، بعمليات كبرى، وعدم تمكينه من استثمار تفوقه الساحق بالقوى والوسائط من أجل سحق قوات الثورة وتدميرها.

3 -

استثمار عاملي (الطبيعة الجغرافية) و (التكوين السكاني) لمعادلة التفوق الذي كان يمتلكه العدو الفرنسي بالقوى والوسائط.

ص: 149

4 -

الاستمرار في عزل العدو عن السكان (المسلمين) الأمر الذي يظهر واضحا من خلال التركيز على ضرب القوات التي استطاع العدو تجنيدها في صفوفه من الجزائريين (جماعات القوم والحركة) وإقناع هذه القوات في الوقت ذاته بالانضمام الى ثورة الشعب الجزائري.

5 -

التزود بالسلاح والتموين على حساب العدو - الغنائم -.

6 -

حماية قوات الثورة بمجموعة من التدابير الأمنية - الاستطلاع والجاسوسية - وبتجنب الاشتباك في الوقت ذاته مع قوات متفوقة للعدو.

ص: 150