المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت ابن أبي أوفى - شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية - جـ ٤

[الزرقاني، محمد بن عبد الباقي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الرابع

- ‌تابع كتاب المغازي

- ‌حرق ذي الكفين

- ‌[غزوة الطائف] :

- ‌[نبذة من قسم الغنائم وعتب الأنصار] :

- ‌[بعث قيس إلى صداء] :

- ‌[البعث إلى بني تميم] :

- ‌[بعث الوليد إلى بني المصطلق] :

- ‌[سرية ابن عوسجة] :

- ‌[سرية قطبة إلى خثعم] :

- ‌[سرية الضحاك إلى القرطاء] :

- ‌[سرية علقمة إلى طائفة من الحبشة] :

- ‌[هدم صنم طيء] :

- ‌[ثم غزوة تبوك] :

- ‌[حج الصديق بالناس] :

- ‌[هلاك رأس المنافقين] :

- ‌العبث إلى اليمن

- ‌[بعث خالد إلى نجران] :

- ‌[بعث علي إلى اليمن] :

- ‌[حجة الوداع] :

- ‌[آخر البعوث النبوية] :

- ‌الفصل الأول: في ذكر أسمائه الشريفة المنبئة على كمال صفاته المنيفة

- ‌الفصل الثاني: في ذكر أولاده الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام

- ‌الفصل الثالث: في ذكر أزواجه الطاهرات وسراريه المطهرا

- ‌مدخل

- ‌خديجة أم المؤمنين

- ‌[سودة أم المؤمنين] :

- ‌[عائشة أم المؤمنين] :

- ‌[حفصة أم المؤمنين] :

- ‌[أم سلمة أم المؤمنين] :

- ‌[أم حبيبة أم المؤمنين] :

- ‌[زينب بنت جحش أم المؤمنين] :

- ‌[زينب أم المساكين والمؤمنين] :

- ‌[ميمونة أم المؤمنين] :

- ‌[جويرية أم المؤمنين] :

- ‌[صفية أم المؤمنين] :

- ‌[ذكر سراريه صلى الله عليه وسلم] :

- ‌الفصل الرابع: في أعمامه وعماته واخوته من الرضاعة وجداته

- ‌مدخل

- ‌[ذكر بعض مناقب حمزة] :

- ‌[ذكر بعض مناقب العباس] :

- ‌الفصل الخامس: في خدمه وحرسه ومواليه، ومن كان على نفقاته، وخاتمه ونعله وسواكه ومن يأذن عليه ومن كان يضرب الأعناق بين يديه

- ‌الفصل السادس: في أمرائه ورسله وكتابه وكتبه إلى أهل الإسلام في الشرائع والأحكام، ومكاتباته إلى الملوك وغيرهم من الأنام

- ‌الفهرس

الفصل: وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت ابن أبي أوفى

وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم، انتهى.

يقض ذلك، "وأخرجه أحمد عن شيخه "وكيع" بن الجراح الكوفي، الثقة، الحافظ، العابد.

قال أحمد ما رأيت أوعى للعلم منه، ولا أحفظ، ولا رأيت معه كتابا قط، ولا رقعة، مات سنة ست وتسعين ومائة، "عن إسماعيل" المذكور قال:"سمعت ابن أبي أوفى" عبد الله بن علقمة "يقول لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم انتهى" فهذا حديث صحيح تعددت طرقه، فكيف ينكر مع أن وجهه ظاهر، والله تعالى أعلم بالصواب.

ص: 356

‌الفصل الثالث: في ذكر أزواجه الطاهرات وسراريه المطهرا

‌مدخل

الفصل الثالث: في ذكر أزواجه الطاهرات وسراريه المطهرات

قال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم} [الأحزاب: 6] أي أزواجه عليه الصلاة والسلام أمهات المؤمنين، سواء من مات عنها أو ماتت عنه وهي تحته

الفصل الثالث: في ذكر أزواجه

أي أسمائهن وبعض ما تعلق بهن من فضل ونسب وغيرهما "الطاهرات" من الإثم كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] . والمراد بهن ما يشمل من خطبها أو عرضت عليه ولم ينكحها لأنه سيذكرهن في ذا الفضل، فاطلق عليهن في الترجمة أزواجه حكما أو أراد الحقيقة، وذكر غيرهن تبع، "وسراريه المطهرات" عن الابتذال بالبيع والشراء بتسريه بهن وصونه لهن، حتى يمتزن عن كثير من الحرائر وغاير لمسهن بالسبي والرق بخلاف الحرائر، فطاهرات أصالة لعراقة أنسابهن والصيانة في أهاليهن، ومنهن خديجة وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، وإن حزن به غاية الشرف والطهارة، ولا يرد أن صفية مسها السبي؛ لأنه لما أعتقها وتزوجها نزلت منزلة الحرائر الأصليات، فكأنها لم ترق لا سيما وهي من ذرية هارون، وهو شرف لها، ولما أراد بالذكر الأعم عن معناه اللغوي، وهو ذكر الاسم حسن منه تعقيب الترجمة بذكر آية في فضائلهن، فقال:"قال الله تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِم} فيما دعاهم إليه ودعتهم أنفسهم إلى خلافه {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} استدل به من قال بتحريم نكاح الكافرة عليه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لو تزوجها كانت أما للمؤمنين، وقرئ وهو أب لهم، واستدل به من جوز أن يقال له أبو المؤمنين، "أي أزواجه عليه الصلاة والسلام أمهات المؤمنين سواء من مات عليها أو ماتت عنه، وهي تحته" إشارة لمحل الاتفاق إذ

ص: 356

وذلك في تحريم نكاحهن، ووجوب احترامهن، لا في نظر وخلوة.

ولا يقال بناتهن أخوات المؤمنين، ولا آباؤهن وأمهاتهن أجداد وجدات، ولا إخوتهن ولا أخواتهن أخوال وخالات.

قال البغوي: كن أمهات المؤمنين دون النساء، روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها ولفظها -كما في البيضاوي: لسنا أمهات النساء وهو جار على الصحيح عند أصحابنا وغيرهم من أهل الأصول: إن النساء لا يدخلن في خطاب الرجال.

من فارقها أو استعاذت منه لا تحرم إن لم يدخل، فإن دخل فقولان ذكرهما المصنف في الخصائص، وفي الروضة أن الأصح الحرمة، وذلك في تحريم نكاحهن على التأييد، كما قال تعالى:{وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} [الأحزاب: 53] ، "ووجوب احترامهن" فهن كالأمهات في ذلك "لا في نظر وخلوة" بهن، فحرام كالأجانب قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] ، ولا غيرهما كعدم نقض الوضوء بمسهن وتوارث هذا ونحو أخبار بفضلهن لأجله صلى الله عليه وسلم، فلا يقال لا فائدة في ذكره بعد موتهن، "ولا يقال بناتهن أخوات المؤمنين" إذ لا يحرم نكاحهن على أحد، "ولا آباؤهن وأمهاتهن أجداد وجدات، ولا إخواتهن وأخواتهن أخوال وخالات" للمؤمنين، فقد تزوج الزبير أسماء، وهي أخت عائشة والعباس أم الفضل أخت ميمونة، ولم يقل هما خالتا المؤمنين.

"قال البغوي" محمد بن الحسين بن مسعود، الحافظ، الفقيه، الإمام محيي السنة، صاحب التصانيف، المبارك له فيها لقصده الصالح، فإنه كان من العلماء الربانيين ذا عبادة ونسك وقناعة باليسير مات في شوال سنة ستة عشر وخمسمائة عن ثمانين سنة "كن أمهات المؤمنين" الذكور "دون النساء" الممنات. "روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها" ولفظ البغوي في معالم التنزيل، واختلفوا في أنهن كن أمهات المؤمنين فقيل كن أمهات المؤمنين والمؤمنات جميعا، وقيل كن أمهات المؤمنين دون النساء.

روي عن الشعبي عن مسروق أن أمرأة قالت لعائشة: يا أمه، فقالت: لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم انتهى.

فحكى القولين على حد سواء خلاف إيهام المصنف أنه جزم بأحدهما "ولفظها كما في البيضاوي" ورواه البيهقي في سننه عنها "لسنا" معاشر الأزواج الطاهرات "أمهات النساء"، بل أمهات الرجال أي مشبهات بأمهات النسب في حرمة النكاح والتعظيم وذلك لا يتأتى بينهن وبين النساء، وإن وجب عليهن احترامهن، لكن مجموع الأمرين لم يثبت للنساء "وهو جار على الصحيح عند أصحابنا وغيرهم من أهل الأصول إن النساء لا يدخلن في خطاب الرجال" إلا

ص: 357

قال: وكان صلى الله عليه وسلم أبا الرجال والنساء. ويجوز أن يقال أبو المؤمنين في الحرمة.

وفضلت زوجاته عليه الصلاة والسلام على النساء، وثوابهن وعقابهن مضاعفان، ولا يحل سؤالهن إلا من وراء حجاب وأفضلهن خديجة وعائشة، وفي

لقرينة، كالخطاب وغيره من الأحكام التي قامت القرائن على أنها ليست خاصة بالرجال، وفي فتح الباري وإنما قيل للواحدة منهن أم المؤمنين للتغليب، ولا مانع من أن يقال لها أم المؤمنات على الراجح انتهى.

قال المصنف: وحاصله أن النساء يدخلن في جميع المذكر السالم تغليبا، لكن صح عن عائشة أنها قالت أنا أم رجالكم لا أم نسائكم.

قال ابن كثير: وهذا أصح الوجهين انتهى، فعلم من هذا إنهما قولان مرجحان.

"قال" البغوي: "وكان صلى الله عليه وسلم أبا الرجال والنساء" أي كالأب في الشفقة عليهم واحترامهم له، فلا ينافي قوله تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: 40]، كما بين ذلك بقوله:"ويجوز أن يقال أبو المؤمنين في الحرمة" وفي حرف أبي، وهو أب لهم، وخص المؤمنين بالذكر لئلا يرد أنه كالأب للنساء، لجواز نكاحه منهن، ولو قال أبا للرجال والنساء في الاحترام والتعظيم كان أوضح، "وفضلت زوجاته عليه الصلاة والسلام على" سائر "النساء".

قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} الآية، وهذه عبارة الروضة وعبارة القاضي حسين نساؤه أفضل نساء العالمين، وعبارة المتولي خير نساء هذه الأمة وعبارة الروضة تحتملهما، ويلزم من كونهن خير نساء هذه الأمة أن يكن خير نساء الأمم؛ لأن هذه الأمة خير الأمم، والتفضيل على الأفضل تفضيل على من هو دونه إلا أنه لا يلزم من تفضيل الجملة على الجملة تفضيل كل فرد على كل فرد، وقد قيل بنبوة مريم وآسية وأم موسى، فإن ثبت خصت من العموم.

ذكره التقي السبكي في الحلبيات زاد غيره وحواء وهاجر، "وثوابهن وعقابهن مضاعفان" كما أنزل الله في القرآن، أي مثلي ثواب غيرهن من النساء ومثلي عذابه، كما جزم به البغوي وغيره، وهو ظاهر اللفظ وعمومه شامل لجميع الطاعات والمعاصي، فثوابهن على نحو الصلاة مضاعف بالنسبة لغيرهن، وعقابهن على المعاصي، وإن قلت كذلك خلافا لا يوهمه البيضاوي، "ولا يحل سؤالهن إلا من وراء حجاب،" أي ستر.

قال عياض فلا يجوز إظهار شخوصهن وإن كن مستترات، إلا ما دعت إليه ضرورة من براز، ورده الحافظ بأنهن كن بعده صلى الله عليه وسلم يحججن ويطفن، وسمع الصحابة ومن بعدهم الحديث: منهن مستترات الأبدان لا الأشخاص انتهى.

ويمكن أن ذلك من جملة الضرورة، وأن قوله من براز أي مثلا فلا يرد عليه ذلك،

ص: 358

أفضلهما خلاف يأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى قريبا.

واختلف في عدة أزواجه عليه الصلاة والسلام وترتيبهن، وعدة من مات منهن قبله، ومن مات عنهن ومن دخل بها ومن لم يدخل بها، ومن خطبها ولم ينكحها، ومن عرضت نفسها عليه.

والمتفق عليه: أنهن إحدى عشرة امرأة، ستة من قريش:

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي.

وعائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي.

وحفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن عبد الله بن قرط.

"وأفضلهن خديجة وعائشة، وفي أفضلهما خلاف يأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى قريبا" والصواب كما قال السيوطي القطع بتفضيل فاطمة عليها، وصححه السبكي وقال: وأما بقية الأزواج فلا يبلغن هذه الرتبة وإن كن خير نساء الأمة بعد هؤلاء الثلاث، وهن متقاربان في الفضل لا يعلم حقيقة ذلك إلا الله، لكنا نعلم لحفصة بنت عمر من الفضائل كثيرا فما أشبه أن تكون هي بعد عائشة.

"واختلف في عدة أزواجه عليه الصلاة والسلام وترتيبهن" أي ترتيب تزويجهن "وعدة من مات منهن قبله، ومن مات عليهن، ومن دخل بها، ومن لم يدخل بها، ومن خطبها ولم ينكحها، ومن عرضت نفسها عليه" هذه ترجمة سيفصلها بعد ذلك "والمتفق عليه أنهن إحدى عشرة" قال الشامي لم يختلف فيهن اثنان "ستة من قريش خديجة بنت خويلد" بضم الخاء المعجمة، وفتح الواو، وسكون التحتية، وكسر اللام، وبالدال المهملة "ابن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي"، فتجتمع معه صلى الله عليه وسلم في جده قصي.

"وعائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة" عبد الله بن عثمان "بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم"، بفوقية مفتوحة، فتحتية "ابن مرة بن كعب بن لؤي"، فاجتمعت معه في جده مرة.

"وحفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل" بضم النون "ابن عبد العزيز بن رباح" بكسر الراء، وفتح التحتية، فألف، فحاء مهملة، قال العسكري: ولا يعرف في العرب في الجاهلية رباح بموحدة "ابن عبد الله بن قرط" بضم القاف وفتح الراء، وبالطاء المهملتين، كما في الجامع وغيره، ويقع في بعض النسخ تأخير رباح عنه وهو غلط، فالذي عليه أهل النسب وهو الذي في الفتح، وشرح

ص: 359

بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي.

وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي.

وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي.

وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدودبن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.

وأربع عربيات:

زينب بنت جحش

المصنف والشامي وغيرهم، أن رباحا والد عبد العزي وأن أباه عبد الله بن قرط "بن رزاح" بفتح الراء والزاي، فألف، فمهملة "ابن عدي" بالدال المهملة "ابن كعب بن لؤي" فاجتمعت معه في كعب وعدد ما بينهما من الآباء متفاوت، فبينة صلى الله عليه وسلم وبين كعب سبعة آباء، وبين حفصة وبينه تسعة.

"وأم حبيبة بنت أبي سفيان" صخر "بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" فاجتمعت معه في عبد مناف.

"وأم سلمة بنت أبي أمية" واسمه حذيفة أو زهير أو سهل ويعرف بزاد الراكب، كان إذا سافر لم يحمل أحد من رفقته، زاد بل يكفيهم، وهو أحد أجود العرب المشهورين بالكرم، "ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم" بفتح الميم، وسكون المعجمة، وبالزاي "ابن يقظة" بفتح التحتية والقاف والظاء المعجمة، "ابن مرة بن كعب بن لؤي" فاجتمعت معه في مرة.

"وسودة بنت زمعة،" بفتح الزاي، وسكون الميم، وتفتح على ما في القاموس، وبه يرد قول المصباح لم أظفر بسكونها في كلام لغوي، "ابن قيس" بفتح القاف، وسكون التحتية، "ابن عبد شمس بن عبدود" بفتح الواو وشد الدال، كذا اقتصر عليه الشامي لأنه الأكثر كما في القاموس، وإلا ففيه بضم الواو أيضا، وبهما قرئ "ابن نصر بن مالك بن حسل" بكسر الحاء، وسكون السين المهملتين، وباللام "ابن عامر بن لؤي" بن غالب، فاجتمعت معه في لؤي "وأربع عربيات" من غير قريش من خلفاء قريش، كما في الشامي، فأراد بعربيات المغايرات للقرشيات، وإلا فمعلوم أن قريشا صميم العرب.

"زينب بنت جحش" قال في الروض: كان اسمه بره بضم الباء، أي وشد الراء، فقالت زينب يا رسول الله لو غيرت اسم أبي فإن البرة صغيرة، فقال صلى الله عليه وسلم: "لو كان أبوه مسلما لسميته

ص: 360

بن رباب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.

وميمونة بنت الحارث الهلالية.

وزينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين.

وجويرية بنت الحارث الخزاعية المصطلقية.

وواحدة غير عربية من بني إسرائيل وهى صفية بنت حيي من بني النضير.

فمات عنده صلى الله عليه وسلم منهن اثنتان: خديجة

باسم من أسمائنا أهل البيت، ولكني قد سميته جحشا، والجحش أكبر من البرة" رواه الدارقطني في كتاب المؤلف والمختلف انتهى.

"ابن رياب" بكسر الراء وخفة التحتية وتبدل همزة فألف فموحدة.

"ابن يعمر" بفتح الصاد المهملة، وكسر الموحدة.

"ابن مرة بن كبير" ضد صغير "ابن غنم" بفتح الغين المعجمة وسكون النون.

"ابن دودان" بضم الدال المهملة، وسكون الواو، فدال أخرى، فألف فنون.

"ابن أسد بن خزيمة" بن مدركة بن إلياس بن مضر، فاجتمعت معه في جده الأعلى خزيمة، فهي عربية وتلتقي معه فيما فوق قريش.

"وميمونة بنت الحارث" بن حزن بن بجير بموحدة وجيم وتحتية مصغر ابن هزم بضم الهاء، وفتح الزاي ابن رؤبة، بضم الراء بعدها همزة مفتوحة تبدل واوا ابن عبد الله بن هلال بن عامر "الهلالية" نسبة إلى جدها الأعلى هلال المذكور، فهي قريبة ميمونة وعامر هو ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بفتح المعجمة والمهملة والفاء ابن قيس عيلان بفتح المهملة وسكون التحتية "أم المساكين".

"وجويرية بنت الحارث" بن أبي ضرار بن حبيب بن أبي عائذ بهمزة فذال معجمة بن مالك بن جذيمة بفتح الجيم وكسر المعجمة، وهو المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو، وهو خزاعة "الخزاعية نسبة إلى جدها هذا "المصطلقية" بضم الميم، وسكون الصاد، وفتح الطاء المهملتين، وكسر اللام، وبالقاف إلى جدها المذكور.

"وواحدة غير عربية من بني إسرائيل" يعقوب، فهي من بنات عمه إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم، "وهي صفة بنت حيي" بن أخطب "من بني النضير، فمات عنده صلى الله عليه وسلم منهن اثنتان خديجة

ص: 361

وزينب أم المساكين، ومات صلى الله عليه وسلم عن تسع، ذكر أسماؤهن الحافظ أبو الحسن بن الفضل المقدسي نظما فقال:

توفي رسول الله عن تسع نسوة

إليهن تعزى المكرمات وتنسب

فعائشة ميمونة وصفية

وحفصة تتلوهن هند وزينب

جويرية مع رملة ثم سودة

ثلاث وست ذكرهن مهذب

ولا خلاف في أن أول امرأة تزوج بها منهن خديجة بنت خويلد، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها حتى ماتت.

وهذا حين الشروع في ذكرهن على الترتيب:

وزينب أم المساكين" احترازا عن زينب بنت جحش، "ومات صلى الله عليه وسلم عن تسع ذكر أسماءهن الحافظ أبو الحسن" علي "بن الفضل" بن علي العلامة شرف الدين بن العاصي أبا المكارم "المقدسي" ثم السكندري المالكي ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وسمع السلفي فأكثر عنه وانقطع إليه، وتخرج به وكان من أئمة المذهب العارفين به، وحفاظ الحديث مع ورع ودين وأخلاق رضية ومشاركة في الفضائل.

أخذ عنه المنذري وخلائق، وله تصانيف مفيدة، مات بالقاهرة، في مستهل شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة "نظما، فقال:

"توفي رسول الله عن تسع نسوة

إليهن تعزى المكرمات وتنسب"

"عطف تفسير لتعزى":

"فعائشة ميمونة وصفية

وحفصة تتلوهن هند وزينب"

هند هي أم سلمة، وهو أحد قولين والثاني رملة كما يأتي:

"جويرية مع رملة ثم سودة

ثلاث وست ذكرهن مهذب"

رملة هي أم حبيبة على أصح قولين والآخر هند كما يأتي، "ولا خلاف في أن أول امرأة تزوج بها منهن خديجة بنت خويلد وأنه" كما رواه مسلم من طريق الزهري، عن عروة عن عائشة قالت: أنه "صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها" واستمر ذلك "حتى ماتت" بمكة رضي الله عنها "وهذا حين،" أي أوان "الشروع في ذكرهن على الترتيب" في تزوجه بهن لا باعتبار الفضل لأنه قدم سودة على عائشة وهي أفضل منها بلا خلاف. وجرى المصنف في ترتيبهن على ما رواه يونس عن الزهري أنه صلى الله عليه وسلم تزوج بعد خديجة سودة، ثم عائشة، ثم حفصة، ثم أم سلمة، ثم أم حبيبة، ثم زينب بنت جحش، ثم أم المساكين، ثم ميمونة، ثم جويرية، ثم صفية، وفي رواية عقيل عنه خديجة، ثم سودة، ثم عائشة، ثم أم حبيبة ثم حفصة، ثم أم سلمة، ثم ابنة جحش، ثم جويرية ثم ميمونة، ثم صفية، ثم أم المساكين، وقيل في ترتيبهن غير ذلك.

أخرج ابن أبي خيثمة عن هند بن أبي هالة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أبى لي أن أزوج أو أتزوج إلا أهل الجنة" وأخرج عبد الملك بن محمد النيسابوري عن أبي سعيد الخدري قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ما تزوجت شيئا من نسائي ولا زوجت شيئا من بناتي إلا بوحي جاءني به جبريل عن ربي عز وجل".

ص: 362