الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدال وبالعين المهملة- امرأة من جندع، وهي ابنة جندب بن ضمرة، ولم يدخل بها. وأنكره بعض الرواة.
فهؤلاء النساء اللاتي ذكر أنه صلى الله عليه وسلم تزوجهن أو دخل بهن، أو لم يدخل بهن أو عرضن عليه.
الدال" المهملة، "وبالعين المهملة امرأة من جندع" بطن من ليث، "وهي ابنة جندب بن ضمرة ولم يدخل بها" فإن صح فتذكر فيما تقدم قبل لا فيمن خطبهن، "و" لكن "أنكره بعض الرواة" وقد زيد فيمن خطبها حبيبة بنت سهل بن ثعلبة الأنصارية، هم أن يتزوجها، ثم تركها رواه ابن سعد عن عمرة ونعامة، ولم يسم أبوها من سبى بني العنبر، كانت جميلة عرض عليها صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها، فلم تلبث أن جاء زوجها، ذكره الدباغ في ذيل الاستيعاب.
هذا ما زاده الشامي على المصنف في المخطوبات، وتردد في أمر شريك الغفارية، هل هي مخطوبة فقط، فتذكر هنا أو عقد عليها فتذكر فيما قبله.
وأما خولة بنت حكيم التي قيل إنها الواهبة نفسها، فتقدمت في المصنف، فلا تذكر في المخطوبات، فقول الشارح إنه زادها سهو؛ لأن الشامي عمم الترجمة فيمن خطبها، ومن عرضت نفسها ومن عرضت عليه، وقد تقدم التنبيه على هذا، "فهؤلاء النسوة اللاتي ذكر أنه صلى الله عليه وسلم تزوجهن أو خطبهن أو دخل بها أو لم يدخل بهن أو عرضن عليه" وهذا ظاهر في أنه أراد الحصر فيمن ذكرهن، وهو باعتبار ما وقف عليه، والله أعلم.
[ذكر سراريه صلى الله عليه وسلم] :
وأما سراريه فقيل إنهن أربعة:
ذكر سراريه صلى الله عليه وسلم:
"وأما سراريه" بخفة الياء وشدها جمع سرية، بضم السين وكسر الراء المشددة، ثم تحتية مشددة مشتقة من التسرر، وأصله من السر، وهو من أسماء الجماع، سميت بذلك لأنها يكتم أمرها عن الزوجة غالبا، وضمت سينها جريا على المعتاد من تغيير النسب للفرق بينها وبين الحرة إذا نكحت سرا، وقال الأصمعي: مشتقة من السرور؛ لأن مالكها يسر بها فضمها قياسي.
روى أبو داود في مراسيله مرفوعا "عليكم بأمهات الأولاد"، وفي رواية "بالسراري فإنهن مباركات الأرحام"، وفي كامل أبي العباس عن عمر من قوله ليس قوم أكيس من أولاد السراري؛ لأنهم يجمعون عن العرب ودهاء العجم، يريد إذا كن من العجم، "فقيل: إنهن أربعة" وبه جزم.
مارية القبطية بنت شمعون -بفتح الشين المعجمة- أهداها له المقوقس القبطي صاحب مصر والإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين -بكسر السين المهملة وسكون المثناة التحتية وكسر الراء- وخصيا يقال له: مأبور،
أبو عبيدة، وقال قتادة: ثنتان "مارية القبطية" نسبة إلى القبط نصارى مصر.
قال الواقدي: كانت من حفن من كورة أنصنا من صعيد مصر، وكانت بيضاء جميلة وحفن بفتح المهملة وسكون الفاء ونون.
قال اليعقوبي: كانت مدينة، قال في الفتح: وهي الآن كفر من عمل أنصنا بالبر الشرقي من الصعيد في مقابلة الأشمونين وفيها آثار عظيمة باقية انتهى.
قال البلاذري: وأمها من الروم ابن سعد عن عائشة ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها جعدة جميلة، فأعجب بها صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أولا بجوارنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، ثم حولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا "بنت شمعون بفتح الشين المعجمة" وسكون الميم وبالعين المهملة، وقيل بإهمالهما، وقيل بإعجامهما، واقتصر عليه الحافظ في التبصير، ولم يرجح في الإصابة شيئا.
كذا قال الشامي: والذي في التبصير إنما هو إعجام الشين وإهمال العين.
وأما الذي ذكره بإعجامهما، فإنما هو والد ريحانة الصحابي، ونصه في حرف الشين المعجمة شمعون الصفا معروف ومارية بنت شمعون أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وبمعجمتين أبو ريحانة الصحابي شمعون قال ابن يونس: بغين معجمة أصح انتهى.
هذا ولم أجده في الإصابة تعرض لضبط لا في ترجمتها ولا ابنها ولا أختها ولا مابور.
"أهداها له" كما رواه ابن سعد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعض "المقوقس" لقب واسمه جريج بن مينا "القبطي" في سنة سبع من الهجرة، كما في نفس رواية ابن سعد "صاحب مصر والإسكندرية" مات على نصرانيته، وذكره ابن منده وأبو نعيم وابن قانع في الصحابة فغلطوهم، "وأهدى معها أختها سيرين بكسر السين المهملة، وسكون المثناة التحتية، وكسر الراء"، فياء فنون.
روى ابن عبد الحكم أن المقوقس لما وصله كتاب المصطفى، قال: إنا نجد من نعته أن لا يجمع بين أختين ويقبل الهدية لا الصدقة، وجلساؤه المساكين فلم يجد في مصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها فاهداهما "وخصيا يقال له مأبور" بميم، فألف فموحدة خفيفة مضمومة، فواو ساكنة، فراء ويقال هابو بهاء بدل الميم وبغير راء في آخره، كما في الإصابة.
زاد بن سعد في هذه الرواية، وكان شيخا كبيرا أخا مارية، وروى ابن شاهين عن عائشة،
وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا من قباطي مصر، وبغلة شهباء وهي دلدل، وحمارا أشهب وهو غفير ويقال: يعفور، وعسلا من عسل بنها، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم العسل ودعا في عسل بنها بالبركة، قال ابن الأثير: وبنها -بالكسر الباء وسكون النون- قرية من قرى مصر، بارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسلها، والناس اليوم يفتحون الباء، انتهى.
فوهب النبي صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت وهي أم عبد الرحمن بن حسان،
والبزار عن علي أنه ابن عم مارية، وللطبراني عن أنس كان نسيبا لها، فأسلم وحسن إسلامه، وكان يدخل على أم إبراهيم، فرضي لمكانه منها أن يجب نفسه، فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق له قليل ولا كثير ولا منافاة، فقد تكون الإخوة لام أو أطلقت مجازا عن القرابة فلا ينافي أنه ابن عمها، كما أنه لا تنافي بين كونه أهداه خصيا، وبين كونه جب نفسه لاحتمال أنه أهدى فاقد الخصيتين مع بقاء الذكر، وهو الذي قطعه، "وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا لينا من قباطي مصر، وبغلة شهباء، وهي دلدل" بدالين مهملتين، ولامين "وحمارا أشهب، وهو عفير" بعين مهملة، "ويقال يعفور" ويقال الذي أهدى يعفور فروة بن عمرو، ويقال هما واحد، ويحتمله المصنف، "وعسلا من عسل بنها" وعند ابن سعد، وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة، فعرض حاطب على مارية الإسلام، ورغبها فيه، فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصي على دينة حتى أسلم بالمدينة في عهده صلى الله عليه وسلم.
"فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم العسل، ودعا في عسل بنها بالبركة"، فلم تزل كثيرة العسل حتى الآن.
"قال ابن الأثير وبنها بكسر الباء" الموحدة، "وسكون النون قرية من قرى مصر بارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسلها، والناس اليوم يفتحون الباء انتهى" وعلى الفتح اقتصر البهان مع القصر، في حواشي الصحاح لابن بري أن الكسر والفتح لغتان مسموعتان، ومثله في لسان العرب وعند أبي القاسم بن عبد الحكم أن المقوقس بعث إليه أيضا بمال صدقه، ودعا رجلا عاقلا وأمره أن ينظر من جلساؤه وإلى ظهره، هل فيه شامة كبيرة ذات شعر، ففعل ذلك، وقدم الهدية، وأعلمه أنها هدية، والصدقة، وأعلمه، فقبل صلى الله عليه وسلم الهدية، ورد الصدقة، ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه وكره أن يجمع بينهما، "فوهب النبي صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت، وهي أم عبد الرحمن بن حسان" يقال إنه ولد في عهد النبوة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال مات سنة أربع ومائة، وقاله خليفة والطبري، واستبعده ابن عساكر، وعند ابن سعد، وكانت مارية
ومارية هي أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وماتت مارية في خلافة عمر رضي الله عنه سنة ست عشرة ودفنت بالبقيع.
بيضاء جميلة، فأنزلها صلى الله عليه وسلم في العالية، وكان يطأها بملك اليمين، وضرب عليها مع ذلك الحجاب، فحملت منه، ووضعت في ذي الحجة سنة ثمان، "ومارية هي أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم".
وذكر الواقدي أن أبا بكر كان ينفق عليها حتى توفي، ثم عمر حتى توفيت، "وماتت مارية في خلافة عمر رضي الله عنه سنة ست عشرة، ودفنت".
قال الواقدي: فكان عمر يحشر الناس لشهودها، ثم صلى عليها ودفنها "بالبقيع" وقال ابن منده: ماتت سنة خمس عشرة ومن مناقبها الشريفة، أن الله برأها وقريبها، وأنزل في شأنها جبريل.
روى الطبراني عن ابن عمر قال: دخل صلى الله عليه وسلم على مارية، وهي حامل بإبراهيم، فوجد عندها نسيبا لها، فوقع في نفسه شيء، فخرج، فلقيه عمر، فعرف ذلك في وجهه، فسأله، فأخبره، فأخذ عمر السيف، ثم دخل على مارية وقريبها عندها، فأهوى إليه بالسيف فكشف عن نفسه، فرآه مجبوبا ليس بين رجليه شيء، فرجع عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال صلى الله عليه وسلم: $"إن جبريل أتاني فأخبرني أن الله تعالى قد برأها وقريبها مما وقع في نفسه، وإن في بطنها غلاما مني، وأنه أشبه الناس بي، وأمرني أن أسميه إبراهيم، وكناني أبا إبراهيم.
وأخرج البزار والضيا المقدسي في صحيحه عن علي قال: كثر الكلام على مارية في قبطي ابن عم لها كان يزورها، فقال صلى الله عليه وسلم:"خذ هذا السيف، فإن وجدته عندها، فاقتله" فقلت: يا رسول الله أكون في أمرك كالسكة المحماتي لا يشفيني شيء حتى أمضي لما، أمرتني به أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فأقبلت متوشحا السيف، فوجدته عندها، فاخترطت السيف، وأقبلت نحوه، فعرف أني أريده فرقي نخلة، ثم رمى بنفسه ومال على قفاه ثم رفع رجله، فإذا هو أجب أمسح، ما له قليل ولا كثير، فغمدت السيف، ثم أتيته صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فقال:"الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت"، ورواه مسلم عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولده صلى الله عليه وسلم، فقال لعلي:"اذهب فاضرب عنقه"، فأتاه، فإذا هو في ركية يتبرد فيها، فقال له: اخرج فخرج، فناوله يده، فإذا هو مجبوب ليس له ذكره، فكف عنه، ثم أخبره صلى الله عليه وسلم قال في الإصابة، ويجمع بين قصتي عمر وعلي باحتمال أن عمر مضى إليها سابقا عقب خروجه صلى الله عليه وسلم فلما رآه مجبوبا اطمأن قلبه وتشاغل بأمر ما، وتراخى إرسال علي قليلا بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى مكان ولم يسمع بعد بقصة عمر، فلما جاء علي وجد الخصي قد خرج من عندها إلى النخيل يتبرد في الماء، فوجده ويكون إخبار عمر وعلى معا، أو أحدهما بعد الآخر، ثم
وريحانة بنت شمغون من بني قريظة، وقيل من بني النضير، والأول أظهر، وماتت قبل وفاته عليه الصلاة والسلام مرجعة من حجة الوداع سنة عشر، ودفنت بالبقيع، وكان عليه الصلاة والسلام يطؤها بملك اليمين، وقيل أعتقها وتزوجها ولم يذكر ابن الأثير غيره.
نزل جبريل بما هو آكد من ذلك انتهى.
"و" الثانية "ريحانة" وقيل اسمها ربيعة بالتصغير، كما في الإصابة "بنت شمغون" بمعجمتين ابن زيد بن عمرو بن قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة "من بني" عمرو بن "قريظة" في قول ابن إسحاق، وقيل من بني النضير" وبه جزم ابن سعد قائلا: وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة له الحكم، وصدر به في الإصابة، واقتصر عليه في العيون: فقوله: "والأول أظهر" فيه نظر، لكونها كانت متزوجة فيهم، فسبيت معهم وإن كانت نضرية نسبا، وبهذا يجمع بين القولين، لكن قول ابن إسحاق من بني عمرو بن قريظة يأبى ذلك لظهوره في أنها منهم نسبا، وقد قال ابن عبد البر: قول الأكثر أنها قرظية، وقيل نضرية قال ابن إسحاق: سباها صلى الله عليه وسلم فأبت إلا اليهودية، فعزلها، ووجد في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال:"إن هذا لثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة"، فبشره فسره ذلك، وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك، فتركها، واصطفاها لنفسه، "وماتت قبل وفاته عليه الصلاة والسلام مرجعة من حجة الوداع سنة عشر، ودفنت بالبقيع، وكان عليه الصلاة والسلام يطؤها بملك اليمين"، جزم به ابن إسحاق، ورواه ابن سعد عن أيوب بن بشر، "وقيل أعتقها وتزوجها".
أخرجه ابن سعد عن الواقدي من عدة طرق، "ولم يذكر ابن الأثير غيره، لقول الواقدي، إنه الأثبت عند أهل العلم، أخرج ابن سعد عن الواقدي بسند له عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة، عرض السبي عليه صلى الله عليه وسلم، فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، وفرق السبي، فدخل عليها، قالت: فاختبأت منه حياء، فدعاني فأجلسني بين يديه، وخيرني، فاخترت الله ورسوله، فأعتقني وتزوج بي، فلم تزل عنده حتى ماتت، وكان يستكثر منها، ويعطيها ما سألته.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني صالح بن جعفر عن محمد بن كعب: كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها، وقعت في السبي، فخيرها صلى الله عليه وسلم، فاختارت الإسلام، فأعتقها وتزوجها، وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها، فشق عليها ذلك، وأكثرت البكاء فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبله.