الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس: في خدمه وحرسه ومواليه، ومن كان على نفقاته، وخاتمه ونعله وسواكه ومن يأذن عليه ومن كان يضرب الأعناق بين يديه
أما خدمه:
فمنهم أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي، يكنى أبا حمزة، خدم النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين أو عشر سنين،
الفصل الخامس: في خدمه
جمع خادم غلاما كان، أو جارية، والخادمة بالهاء في المؤنث قيل ويجمع على خدام أيضا، كما في المصباح "وحرسه" بفتحتين أيضا جمع حارس، ويجمع أيضا على حراس، "ومواليه" جمع موالي، أي عتقائه، وهذا صفات متداخلة، كما يعلم من كلامه الآتي: فمنهم من هو من الخدم والموالي، ومنهم خادم لا مولى، وعكسه "ومن كان على نفقاته" أمينا، و"خاتمه" الذي كان يلبسه "ونعله وسواكه" أي من كان يتولاها إذا قلعها، فيحفظها ويعيدها إليه إذا أرادها، "ومن يأذن عليه" بالدخول لمن أراده فيعلمه به، فإذا رضي صلى الله عليه وسلم أذن له، "ومن كان يضرب الأعناق بين يديه، أما خدمه فمنهم" أي بعضهم إشارة إلى أنه لم يستوفهم، وهو كذلك "أنس بن مالك بن النضر" بالضاد المعجمة، "ابن ضمضم بن زيد" بن حرام من جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، "الأنصاري، الخزرجي" النجاري بالنون، أحمد المكثرين من الرواة وفي الصحابة أنس بن مالك الكعبي القشيري، فلذا قيد بالأنصاري "يكنى أبا حمزة" بالمهملة، والزاي ببقلة كان يحبها، والمكنى له النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الإصابة "خدم النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، أو عشر سنين" وهو الذي صح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم، فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فقبله وكناه أبا حمزة ببقلة كان يحبها ومازحه، فقال له: يا ذا الأذنين وقال محمد بن عبد الله الأنصاري خرج أنس معه صلى الله عليه وسلم
ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة". وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم منه. وتوفي سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة اثنين وقيل إحدى وتسعين وقد جاوز المائة.
ومنهم ربيعة بن كعب الأسلمي، صاحب وضوئه،
إلى بدر، وهو غلام يخدمه، أخبرني أبي عن مولى لأنس أنه، قال له: أشهدتا بدرا، قال: وأين أغيب عن بدر لا أم لك، وإنما لم يذكروه في البدريين؛ لأنه لم يكن في سن من يقاتل.
وروى البخاري عن موسى بن أنس أن أنسا غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمان غزوات، ذكره في الإصابة، "ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم" كما أخرجه.
عنه قال جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقالت: يا رسول الله أنيس ادع الله له، "فقال:"اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة" قال أنس: قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة.
وروى الطبراني عنه، قال: قالت أم سليم يا رسول الله ادع الله لأنس، فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه، قال: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين.
وفي الترمذي عن أبي العالية أن أنسا خدمه صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ودعا له وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان في ريحان يجيء منه ريح المسك.
"وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم منه" لأنه لما خدمه تقيد بضبط فعله وكيفيته، فكان يحاكيه في صلاته بحسب الطاقة، ولعل أبا هريرة قال: هذا بعد موت الخلفاء ونحوهم، وعن أبي هريرة أخبرني عن أنس غير هذا الحديث ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدا، "وتوفي" بالبصرة، وهو آخر الصحابة موتا بها، كما قال علي بن المديني "سنة ثلاث وتسعين" في قول أبي نعيم والمدائني وخليفة "وقيل سنة اثنتين" وتسعين حكاه الواقدي "وقيل سنة إحدى وتسعين" رواه ابن شاهين عن حميد، وقاله معتمر سليمان، والهيثم بن عدي، وسعيد بن غفيرة، وقيل سنة تسعين، "وقد جاوز المائة" بسنة واحدة، قاله يحيي بن بكير، وقيل بسبع سنين، حكاهما ابن شاهين، وقيل بثلاث سنين، قاله خليفة.
وروى ابن شاهين عن حميد، قال: كان عمر أنس مائة سنة إلا سنة.
وروى ابن السكن عن ثابت قال لي أنس: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني، قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه، "ومنهم ربيعة بن كعب"، بن مالك بن يعمر أبو فراس "الأسلمي" بالفتح نسبة إلى أسلم قبيلة من الأزد "صاحب وضوئه" بضم
وتوفي سنة ثلاث وستين.
ومنهم: أيمن ابن أم أيمن، صاحب مطهرته عليه الصلاة والسلام، استشهد يوم حنين.
ومنهم عبد الله بن مسعود بن غافل -بالمعجمة والفاء- ابن حبيب الهذلي، أحد السابقين الأولين وشهدا بدرا والمشاهد،
الواو، أي الذي يباشره فيه بنحو صب الماء، فغايرت خدمته صاحب المطهرة.
روى حديثه مسلم وغيره من طريق أبي سلمة عن ربيعة بن كعب، قال: كنت أبيت على باب النبي صلى الله عليه وسلم وأعطيه الوضوء، فأسمعه الهوى من الليل يقول:"سمع الله لمن حمده"، وكان من أهل الصفة.
قال الوافدي: ولم يزل مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض، فخرج من المدينة فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة وبقي إلى أيام الحرة، "وتوفي" بعدها "سنة ثلاث وستين" في ذي الحجة انتهى، وأقره في الإصابة، وجزم به في التقريب فما في نسخة ثلاث وتسعين تحريف "ومنهم أيمن ابن أم أيمن" وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال الأنصاري والخزرجي، كما نسبه ابن سعد وابن منده وأما أبو عمر، فقال: أيمن بن عبيد الحبشي، وهو ابن أم أيمن أخو أسامة لأمه، وقد فرق ابن أبي خيثمة بين الحبشي وبين ابن أم أيمن، وهو الصواب، فإن الحبشي أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة، كما في الإصابة، وقد تقدم صاحب مطهرته عليه الصلاة والسلام، بكسر الميم آلة الطهر، كما في النور، وقال في المصباح والفتح لغة، ومنه السواك مطهرة للفم مرضاة للرب بالفتح انتهى، فهو بالفتح مصدر ميمي مرادا به اسم الفاعل، وعبر عنه بامصدر مبالغة، كزيد عدل، والحديث يروى بالوجهين، كما في التحفة:"استشهد يوم حنين" بين يديه صلى الله عليه وسلم لأنه كان ممن ثبت معه، كما في الغزوة وفيه يقول العباس:
وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه
…
لما مسه في الله لا يتوجع
"ومنهم عبد الله بن مسعود بن غافل بالمعجمة والفاء ابن حبيب" بن شمخ بفتح المعجمة وسكون الميم، فمعجمة ابن فار بفاء، فألف، فراء ابن مخزوم بن صاهلة بن كامل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة "الهذلي" نسبة إلى جده هذيل المذكور حليف بني زهرة. وأمه أم عبد بن عبدود، أسلمت، وصحبت "أحد السابقين الأولين" إلى الإسلام.
روى أبو القاسم البغوي عنه بسند صحيح لقد رأيتني سادس سنة، وما على الأرض غيرنا، وهاجر الهجرتين، "وشهد بدرا والمشاهد" كلها مع المصطفى، ولازمه، وقال له صلى الله عليه وسلم: "أذنتك أن
وكان صاحب الوسادة والسواك والنعلين والطهور، وكان يلي ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا قام النبي صلى الله عليه وسلم ألبسه نعليه، وإذا جلس جعلهما في ذراعيه حتى يقوم، وتوفي بالمدينة وقيل بالكوفة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة ثلاث.
ترفع الحجاب وتسمع سوادي حتى أنهاك أخرجه أصحاب الصحيح.
وقال أبو موسى: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا ما نرى ابن مسعود إلا أنه من أهل البيت لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاري، ومسلم والنسائي والترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم:"من سره أن يقرأ القرآن غضا، كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد"، رواه أحمد وأبو يعلى، "وكان صاحب الوسادة" بكسر الواو المخدة، ورواية الصحيح الوساد بلا هاء، وهي المخدة أيضا، كما في شرح المصنف، كغيره "والسواك والنعلين والطهور"، وفي الصحيح والمطهرة بالهاء، وفي رواية بلا هاء "كان يلي ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم" يباشره ويقوم به "وكان" كما رواه الحارث وابن أبي عمر من مرسل القاسم بن عبد الرحمن، "إذا قام النبي صلى الله عليه وسلم ألبسه نعليه"، ثم يأخذ العصا، فيمشي بها بين يديه، "وإذا جلس جعلهما في ذراعيه" كل فردة في ذراع "حتى يقوم" وكان حكمة ذلك تخلية يديه لخدمة المصطفى إن احتاج، أو شغلهما بالطاعة إذا أرادها، بهما وبقية هذه المرسل، فإذا قام ألبسه نعليه في رجليه، ومشى حتى يدخل الحجرة قبله، وقال علقمة: قال لي أبو الدرداء أليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة والسواك، أخرجه أصحاب الصحيح، ومراد الثناء عليه بخدمته صلى الله عليه وسلم، وأنه لشدة ملازمته، لما ذكر يكون عنده من العلم ما يستغني به الطالب عن غيره، وعن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه، فقال: ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
أخرجه البخاري والترمذي: وزاد: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى، وقال علي: أمر صلى الله عليه وسلم ابن مسعود أن يصعد شجرة، فيأتيه بشيء منها، فنظر أصحابه إلى خموشة ساقيه، فضحكوا منهما، فقال صلى الله عليه وسلم:"مم تضحكون؟ لرِجل عبد الله أثقل في الميزان من أحد"، رواه أحمد بسند حسن، وفضائله كثيرة شهيرة، "وتوفي بالمدينة" كما قاله أبو نعيم وغيره، "وقيل بالكوفة" قال في الإصابة: والأول أثبت "سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة ثلاث" وثلاثين، وقد جاوز الستين وصلى عليه عثمان، ودفن بالبقيع.
وفي تاريخ البخاري بسند صحيح، جاء نعي ابن مسعود إلى أبي الدرداء أي بالشام، فقال
ومنهم عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو الجهني، وكان صاحب بغلته يقود به في الأسفار، روينا عنه أن قال: بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اركب يا عقبة"، فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أركب مركبه ثم أشفقت أن يكون معصية قال: فركبت هنيهة ثم نزلت، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم وقدت به، فقال لي:"يا عقبة ألا أعلمك من خير سورتين قرأتهما الناس" فقلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله فقال: "قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس" الحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي. ولأحمد: قال: "يا عقبة، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم،
ما ترك بعده مثله، "ومنهم عقبة" بالقاف "ابن عامر بن عبس" بفتح المهملة، وسكون الموحدة، فمهملة "ابن عمرو" بفتح العين ابن عدي بن عمرو بن رفاعة "الجهني" نسبة إلى جده الأعلى جهينة وفي الصحابة عقبة بن عامر الأنصاري، وعقبة بن لسلمي، بضم السين، فلذا قيد بالجهني الصحابي المشهور.
روى عنه صلى الله عليه وسلم كثيرا، وعنه جماعة من الصحابة والتابعين، وفي مسلم عنه، قدم صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في غنم لي أرعاها، فتركها، ثم ذهبت إليه، فقلت: بايعني، فبايعني على الهجرة، "وكان صاحب بغلته ويقود به في الأسفار" رفقا به صلى الله عليه وسلم في صعود الدابة لمرتفع وهبوطها منه، أو خروجها عن طريق، أو أنه كان في سيره مشغولا بالعبادة، كصلاة النافلة واشتغاله بالدابة يشغله عن ذلك، "روينا عنه أنه، قال: بينما أن أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب" بفتح النون، وسكون القاف طريق "من تلك النقاب" جمع نقب، ويجمع أيضا على أنقاب، "إذ، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اركب يا عقبة" وحدك بدليل قوله، "فاجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه، ثم أشفقت" خفت "أن يكون معصية، مخالفة لأمره، "قال: فركبت هنيهة" تصغير هنة، بزيادة الهاء، أي شيئا يسيرا، كما في مقدمة الفتح، وفي القاموس بإبدال الياء هاء "ثم نزلت، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم وقدت به، فقال لي:"يا عقبة ألا علمك من" بيانية "خير سورتين قرأتهما الناس" من حيث النفع العائد عليهم، كالحفظ من الشيطان فلا ينافي أن ثواب قراءة غيرهما أكبر من قراءتهما؛ لأن الكلام ليس في الثواب، "فقلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقال:"قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس".
"الحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي وفي رواية "لأحمد" أيضا، "قال صلى الله عليه وسلم: "يا عقبة ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور" بمعانيها، "والقرآن العظيم"
قال: قلت بلى، يا رسول الله قال: فأقراني "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس".
وكان عالما بكتاب الله وبالفرائض فصيحا شاعرا مفوها، ولي مصر لمعاوية سنة أربع وأربعين ثم صرفه بمسلمة بن مخلد، وتوفي بها سنة ثمان وخمسين.
ومنهم أسلع بن شريك صاحب راحلته، وفي الطبراني عن الربيع بن بدر
بألفاظها، أو المراد خير ثلاث أنزلت في الكتب المذكورة واختص بها القرآن، "قال: قلت بلى يا رسول الله قال فأقرأني" سورة "قل هو الله أحد" سورة "قل أعوذ برب الفلق" سورة "قل أعوذ برب الناس" فليس المراد ما ذكر فقط، كما هو ظاهر جدا، "وكان عالما بكتاب الله"، وهو أحد من جمع القرآن، ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان.
قاله الحافظ أبو سعيد بن يونس، قال: وبالفقه "وبالفرائض فصيحا شاعرا مفوها" بضم الميم، وفتح الفاء وشد الواو، اسم مفعول من فوهه الله إذا أقدره على النطق ووسع فمه، "ولي مصر لمعاوية سنة أربع وأربعين، ثم صرفه"، عزله "بمسلمة"، بفتح الميم "ابن مخلد" بضم الميم، وفتح المعجمة، وشد اللام الصحابي الخزرجي، كما في الإصابة،
قال الكندي: جمع معاوية لعقبة في إمارة مصر بين الخارج والصلاة، فلما أراد عزله كتب إليه أن يغزو رودس، فلما سار استولى مسلمة، فبلغ عقبة، فقال: أغربة وعزلا، وذلك في سنة سبع وأربعين، وفي أخبار مصر للسيوطي، وولى معاوية عقبة سنة أربع وأربعين، فأقام إلى سنة سبع وأربعين، فعزله وولى معاوية بن خديج، فأقام إلى سنة خمسين فعزله، وولى مسلمة بن مخلد، وجمعت له مصر والمغرب، وهو أول وال جمع له ذلك انتهى.
وروى أبو نعيم عن مكحول ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة وهو أمير على مصر، فقال: أتذكر يوم قال صلى الله عليه وسلم: "من علم من أيه سيئة فسترها ستره الله بها من النار يوم القيامة"، قال: نعم، قال: فلهذا جئتك، "وتوفي" عقبه "بها" بمصر "سنة ثمان وخمسين" في آخرها كما أرخه الواقدي وغيره، وهو الصحيح كما في الإصابة.
قال السخاوي: والمكان المنسوب له بقرافة مصر إنما هو بمنام رآه بعضهم بعد مدة متطاولة "ومنهم أسلع" بفتح الهمزة، وسكون المهملة، فلام فمهملة "ابن شريك" بن عوف الأعرجي بالراء، وصحف من إبدالها بالواو، "صاحب راحلته" الذي كان ينزل الرحل عنها ويضعه عليها.
"وفي الطبراني" نعته بالأشجع، ثم ساق حديثه من طريقه، إحداهما "عن الربيع بن بدر".
قال: حدثني أبي عن أبيه عن رجل يقال له أسلع قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات يوم:"يا أسلع قم فارحل" فقلت: يا رسول الله أصابتني جنابة، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قم يا أسلع فتيمم"، قال: فقمت فتيممت ثم رحلت له ثم سار حتى مر بماء ثم قال لي: "يا أسلع، مس أو أمس هذا جلدك" قال: فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين، انتهى.
التميمي السعدي أبي عللاء البصري متروك، "قال: حدثني أبي" بدر بن عمرو بن جراد الكوفي، مجهول "عن أبيه" عمرو بن جراد التميمي، مجهول أيضا، كما في التقريب، "عن رجل، يقال له أسلع، قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات يوم" أي ساعة صاحبة يوم والمراد في يوم "يا أسلع قم، فارحل" فقلت يا رسول الله أصابتني جنابة، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاه جبريل بآية الصعيد" التي في النساء، كما في الطريق الثانية، وظاهر هذا وصريح الرواية الثانية أنه سبب النزول، لكن هذا ضعيف فلا يعارض حديث عائشة في الصحيحين أن سبب نزول الآية إقامته صلى الله عليه وسلم على التماس قلادتها التي سقطت منها في بعض أسفاره، فأصبحوا ولا ماء معهم وليسوا على ماء، فشكوا إلى أبي بكر فعاتبها، فأنزل الله آية التيمم، وعلى تقدير الصحة، فلا مانع من تعدد السبب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قم يا أسلع فتيمم"، قال: فقمت فتيممت، ثم رحلت له، ثم سار حتى مر بماء، فقال لي:"يا أسلع مس أو أمس" شك في اللفظ الذي، قاله من الراوي "هذا جلدك" أي اغتسل "قال" أسلع:"فأراني التيمم ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين" آخره عن قوله فتيممت؛ لأنه أراد ذكر مقاله صلى الله عليه وسلم متصلا، ثم بيان ما فهمه عنه بغير القول "انتهى".
الطريق الثاني ساقه الطبراني أيضا من طريق الهيتم بن زريق، عن أبيه، عن الأسلع بن شريك، قال: كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني جناية في ليلة باردة، فأراد صلى الله عليه وسلم الرحلة، فكرهت أن أرحل ناقته، وأنا جنب وخشيت أن أغتسل بالماء البارد، فأموت، أو أمرض، فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت بها ماء، فاغتسلت، ثم لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال:"يا أسلع ما لي أرى راحلتك تغيرت"؟ فقلت: يا رسول الله لم أرحلها رحلها رجل من الأنصار، قال:"ولم"؟ فقلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القر على نفسي، فأمرته فرحلها، ووضعت أحجارا فأسخنت ماء فاغتسلت به، فأنزل الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] إلى قوله {عَفُوًّا غَفُورًا} . قال في الإصابة: وهذه القصة فيها شبه يسير بالأولى، وبينهما مغايرة ظاهرة، فحمل الطبراني
ومنهم: سعد مولى أبي بكر، وقيل سعيد، ولم يثبت، وروى عنه ابن ماجه. ومنهم: أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، أسلم قديما،
وجماعة الأمر على أن ذلك كله وقع لأسلع، ويؤيده أن ابن منده، قال في ترجمته أسلع بن شريك بن عوف الأعرجي، ثم روى ذلك عن بعض بني عم أسلع، وكذا، قال: خليفة في تاريخه: ولم أر في شيء من الطرق أنه أشجعي ولا يلتئم ذلك مع كونه من بني الأعرج بن كعب، كما قال خليفة، فلعله وقع فيه تصحيف أراد أن يقول الأعرجي، فقال الأشجعي.
وأما ابن عبد البر، ففرق بين القصتين، وجعلهما الرجلين، كل منهما اسمه أسلع، فالأول، قال إنه ابن الأسقع روى حديثه الربيع بن بدر، والثاني أسلع بن شريك الأعرجي التميمي، ونسبة الثاني إلى الأعرج تدل على أنه الأول، فإن الأول ثبت أنه أعرجي وما أدري من أين له أن اسم أبيه الأسقع، فإن ثبت، فلعله كان يسمى شريكا، ويلقب بالأسقع، ووقع في أصله بخطه الأعوجي بالواو، وكذا وقع التميمي، وتعقبهما الرشاطي، فقال: إنما هو بالراء، وقد قال ابن السكن، في الأعرجي أيضا، يقال له ابن شريك فهذا يدل على الوحدة انتهى، "ومنهم سعد" بسكون العين، "مولى أبي بكر" الصديق، ويقال فيه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان يخدمه، "وقيل" اسمه "سعيد" بكسر العين وتحتية، "ولم يثبت" والأول أشهر وأصح، قال: ابن عبد البر "وروى عنه" النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في قران التمر، وأشار إليه الترمذي، وله حديث آخر من هذا الوجه عند البغوي، قال فيه، عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فظن ابن فتحون لهذا أنه مولاه الآتي، وليس كما ظن؛ لأنه إنما قيل في هذا مولاه، لكونه كان يخدمه، وأما الآتي، فاختلف في اسمه، كما في الإصابة، وقال في التقريب: قيل تفرد الحسن البصري بالرواية عنه، "ومنهم أبو ذر" الزاهد المشهور الصادق اللهجة، مختلف في اسمه واسم أبيه، والأصح المشهور أنه "جندب" بضم الجيم والدال، وفتحها "ابن جنادة" بضم الجيم ابن سكن، ولابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذريا جنيدب بالتصغير، وقيل اسمه برير بموحدة مصغرا ومكبرا، وقيل سكن بن جنادة بن قيس، وقيل في اسم أبيه عبد الله وعروة ويزيد، وسكن وفي اسم جدة سفيان "الغفاري" بمعجمة مكسورة وفاء نسبة إلى جده الأعلى غفار أبي القبيلة، "أسلم قديما" بمكة، وأعلن بإسلامه بين ظهرانيهم فضربوه، فأجاره العباس، ثم عاد من الغد لمثلها، فضربوه، فأنقذه العباس وقصة إسلامة في الصحيحين مطولة على صفتين بينهما اختلاف ظاهر يطول جلبه، ويقال: أسلم بعد أربعة وانصرف إلى بلاد قومه، فأقامه بها حتى هاجر صلى الله عليه وسلم ومضت بدر وأحد، ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك، وكان طويلا أسمر اللون نحيفا، روى أحمد وغيره عنه إني لأقربكم مجلسا من
وتوفي بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وصلى عليه عبد الله بن مسعود ثم مات بعده في ذلك اليوم، قاله ابن الأثير في "معرفة الصحابة" وفي التقريب للحافظ ابن حجر سنة اثنتين وثلاثين.
ومنهم مهاجر مولى أم سلمة.
ومنهم: حنين
رسول الله يوم القيامة، وذلك أني سمعته صلى الله عليه وسلم يقول:"أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته فيها، وأنه ما فيكم من أحد إلا وقد تسبب فيها بشيء غيري"، وقال صلى الله عليه وسلم:"ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر".
أخرجه أحمد وأبو داود وقال علي أبو ذر وعاء مليء علما، ثم أوكئ عليه، رواه أبو داود، ومناقبه كثيرة روى عن المصطفى، وعنه أنس وابن عباس وآخرون، "وتوفي بالربذة" بفتح الراء والموحدة والمعجمة بقرب المدينة "سنة إحدى وثلاثين" في قول الأقل، "وصلى عليه عبد الله بن مسعود" في قصة رويت بسند لا بأس به، وتقدمت في غزوة تبوك، "ثم مات بعده".
قال المدائني: صلى عليه، ثم قدم المدينة، فمات بعده بقليل، وقال ابن الأثير، "في ذلك اليوم" بناء على القول الأصح أن ابن مسعود مات بالمدينة.
"قاله" الحافظ عز الدين أبو الحسن علي "بن الأثير" محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، الجزري، المحدث، اللغوي، النسابة، المكمل العارف بالرجال وأسمائهم لا سيما الصحابة، وكانت داره مجمع الفضلاء، مات في شعبان سنة ثلاث وستمائة "في" كتابه أسد الغابة في "معرفة الصحابة" وهو أخو صاحب النهاية، وجامع الأصول.
"وفي التقريب" أي تقريب التهذيب في رجال الكتب الستة "للحافظ ابن حجر" مات أبو ذر "سنة اثنتين وثلاثين" قال في الإصابة، وعليه الأكثر، "ومنهم مهاجر مولى أم سلمة،" يكنى أبا حذيفة صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وخدمه، وشهد فتح مصر، واختطبها دارا، ثم تحول إلى طحا، فسكنها إلى أن مات.
ذكره أبو سعيد بن يونس وأخرج الحسن بن سفيان، وابن السكن، ومحمد بن الربيع الجيزي، والطبري وابن منده من طريق بكير مولى عمرة، سمعت المهاجر يقول: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقل لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته، لم تركته، ورواه أبو عمر عنه بلفظ خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس سنين فذكره، "ومنهم حنين" بمهملة ونونين مصغر، قال
والد عبد الله، مولى عباس، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وهبه لعمه العباس.
ومنهم: نعيم بن ربيعة الأسلمي.
ومنهم: أبو الحمراء مولاه صلى الله عليه وسلم وخادمه، واسمه هلال بن الحارث، أو ابن ظفر، نزل حمص وتوفي بها.
ومنهم: أبو السمح خادمه عليه الصلاة والسلام واسمه إياد.
البخاري وأبو حاتم وابن حبان له صحبة، وهو "والد عبد الله" بن حنين الهاشمي، مولاهم المدني، الثقة المشهور من رجال الجميع، وحنين "مولى عباس" بن عبد المطلب، "كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وهبه لعمه العباس".
روى سمويه والبخاري في التاريخ أن حنينا كان غلاما للنبي صلى الله عليه وسلم، فوهبه للعباس عمه، فأعتقه، فكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا توضأ خرج بوضوئه إلى أصحابه، فحبسه حنين، فشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: حبسته لأشربه، وروى يعقوب بن شيبة عن حنين كنا يوم خيبر، فجعل صلى الله عليه وسلم على الغنائم سعد بن أبي وقاص، وسعد بن عابدة، "ومنهم نعيم بن ربيعة" بن كعب "الأسلمي".
ذكره ابن منده في الصحابة، وقال: روى حديثه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن ربيعة كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وتعقبه أبو نعيم بأن الصواب عن نعيم عن ربيعة وهو كما قال، وإنما وقع فيه تصحيف عن فصارت ابن، وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في المسند من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم وهو المجمر عن ربيعة بن كعب الأسلمي، والحديث حديث ربيعة وهو مشهو عنه ويتعجب من خفاء ذلك على ابن منده مع شدة حفظه، وأصله في صحيح مسلم من وجه آخر عن ربيعة ذكره في الإصابة في القسم الرابع فيمن ذكره في الصحابة غلطا، ومنهم "أبو الحمراء" بحاء مهملة بلفط تأنيث أحمر "مولاه صلى الله عليه وسلم وخادمه، واسمه هلال بن الحارث، أو" هلال "ابن ظفر"، كذا ساوى بين القولين في التقريب، وصدر بالأول في الإصابة قائلا، ويقال ابن ظفر "نزل حمص وتوفي بها" وروى ابن المنذر وابن جرير عنه، قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى باب علي، فرفع يده على جنبتي الباب، ثم قال:"الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
ورواه الطبراني بلفظ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فذكره، وقد ورد أيضا من حديث أنس، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم، "ومنهم أبو السمح" بفتح المهملة، وسكون الميم، فمهملة "خادمه" ومولاه "عليه الصلاة والسلام، واسمه إياد" كذا جزم به مع أن الإصابة قال:
ومن النساء: بركة أم أيمن الحبشية، وهي والدة
يقال: اسمه إياد.
وقال أبو زرعة: لا أعرف اسمه، ولا أعرف له غير حديث واحد، وأخرجه ابن خزيمة، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه والبغوي من طريق محل بن خليفة، حدثني أبو السمح، قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يغتسل، قال:"ولني قفاك"، قال أبو عمر يقال: إنه قتل فلا ندري أين مات انتهى.
هذا وأسقط المصنف من الخدم أريد ذكره ابن منده في تاريخه، وأبو موسى المديني، وأسماء وأخاه هندا ابني حارثة الأسلمي، قال أبو هريرة: ما كنت أرى هندا وأسماء ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه.
رواه ابن سعد، والحاكم، والأسود والحدرجان بن مالك الأسدي اليماني خدماه صلى الله عليه وسلم وصحباه.
رواه ابن منده والبراء بن مالك بن النضر أخاه أنس لأبيه كان يرحل له صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، رواه الحاكم، وبكرا مكبر، ويقال بكير بن الشداخ الليثي، كان يخدمه صلى الله عليه وسلم، وهو غلام، فلما احتلم أعلمه، فدعا له.
رواه ابن منده وثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري، كان يخدمه صلى الله عليه وسلم، فبعثه في حاجة، فمر بباب أنصاري، فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها، ثم خاف أن ينزل الوحي، فهرب على وجهه، فأتى جبالا بين مكة والمدينة، فدخلها، ففقده صلى الله عليه وسلم أربعين يوما، فنزل جبريل، فقال: إن الهارب بين الجبال يتعوذ بالله من النار، فأرسل عمر وسلمان فأتياه به، فمرض، ومات خوفا من الله.
رواه ابن منده وابن شاهين وأبو نعيم، وجديعا بجيم مصغر ابن بدير تصغير بدر المرادي، ثم الكعبي ذكره ابن يونس، وحبة بمهملة وموحدة ابن خالد الخزاعي، حديثه في ابن ماجه وحسان الأسلمي.
ذكر الطبري أنه كان يسوق به صلى الله عليه وسلم هو وخالد بن يسار الغفاري ذو مخمر بالميم، ويقال بموحدة ابن أخي النجاشي، أو ابن أخته بعثه، ليخدم النبي صلى الله عليه وسلم نيابة عنه، وحديثه في أبي داود وغيره، وسابقا خادم النبي صلى الله عليه وسلم ذكره خليفة، وكناه أبا سلام، وهو وهم إنما لحديث عن ساق بن ناجية عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عبد البر وغيره، وهو بفتح المهملة وشد اللام، وسالما الهاشمي ذكره العسكري، ويمكن أن يعد غير هؤلاء، فقد خدمه الصديق بنفسه في سفر الهجرة، وقاد به ابن رواحة ناقته في العمرة، "ومن النساء بركة أم أيمن الحبشية، وهي والدة
أسامة بن زيد مات في خلافة عثمان رضي الله عنه.
وخولة جدة حفص.
وسلمى أم رافع، زوج أبي رافع.
أسامة بن زيد" رضي الله عنهم أجمعين "ماتت في" أول "خلافة عثمان رضي الله عنه" بعد عمر بعشرين يوما، قاله ابن منده وغيره وتقدمت قريبا.
"وخولة جدة حفص" بن سعيد الذي روى عن أمه عنها، وكانت خادم النبي صلى الله عليه وسلم أن جروا دخل البيت، فدخل تحت السرير، ومكث ثلاثا لا ينزل عليه الوحي، فقال:"يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني"، فقلت: والله ما علمت فأخذ برده، فلبسه وخرج، فقلت: لو هيأت البيت، فكنسته، فإذا بجرو ميت، فأخذته، فألقيته، فجاء صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته، وكان إذا أتاه الوحي أخذته الرعدة، فقال:"يا خولة دثريني"، فأنزل الله تعالى:{وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} الآية، أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني، قال أبو عمر: ليس إسناده يحتج به، قال الحافظ: قصة إبطاء الوحي بسبب الجرو مشهورة، لكن كونها سبب نزول الآية غريب، بل شاذ مردود بما في الصحيحين، وغيرهما، أنه اشتكى صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلة، أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أري شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله والضحى السورة.
"وسلمى" بفتح فسكون "أم رافع زوج أبي رافع" يقال إنها مولاة صفية، ويقال لها أيضا مولاة النبي، وخادم النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الترمذي عن علي بن عبد الله بن رافع عن جدته، وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: ما كان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء.
وروى أحمد عن عائشة، جاءت سلمى امرأة أبي رافع، مولى النبي صلى الله عليه تستأذنه على أبي رافع وقالت: إنه يضربني، فقال:"ما لك ولها"؟، قال: إنها تؤذيني يا رسول الله، قال:"بماذا آذيتيه يا سلمى"؟، قالت: ما آذيته بشيء، ولكنه أحدث، وهو يصلي، فقلت: يا أبا رافع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم ريح أن يتوضأ، فقام يضربني، فجعل صلى الله عليه وسلم، يضحك، ويقول:"يا أبا رافع لم تأمرك إلا بخير".
قال في الإصابة وفي طبقات ابن سعد في قصة تزويج زينب بنت جحش، فقال:"من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله زوجنيها"، فخرجت سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتد، فحدثتها بذلك، وأظنها أم رافع هذه.
قال: وروى ابن شاهين عن سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم أن أزواجه كن يجعلن رءوسهن أربعة قرون، فإذا اغتسلن جمعنها، وسلمى هي أم رافع ظنها ابن شاهين رجلا، وذكر أن الراوي، قال مرة
وميمونة بنت سعد.
وأم عياش مولاة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان يضرب الأعناق بين يديه، علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح،
عن سالم خادم النبي، فكأنه تغير من سلمى.
"وميمونة بنت سعد" بسكون العين ويقال سعيد بكسرها، وياء، كانت تخدمه صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وروى لها أصحاب السنن الأربعة.
"وأم عياش" بعين مهملة، ثم تحتية، ثم شين معجمة، كما اقتصر عليه في التبصير والنور زاد الشامي، وقيل بموحدة ومهملة، "مولاة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم" روى حديثها حفيدها عنبسة بن سعيد بن أبي عياش عن جدته أم أبيه أم عياش، وكانت أمه لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كنت أوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قائمة، وهو قاعد.
أخرجه ابن ماجه، وروى ابن منده عن حفيدها، عنها: رأيت رسول الله حتى شاربه، وما رأيته يخضب حتى مات، ومن الخادمات أيضا رزينة براء، ثم زاي خادمه ومولاة زوجه صفية، كما في الإصابة، وصفية خادم رسول الله، روت عنها أمة الله بنت رزينة، خبرا، مرفوعا، في الكسوف، قاله أبو عمر ومارية جدة المثني بن صالح لها حديث عند أهل الكوفة، قالت صافحت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أر كفا ألين من كفه، ومارية أم الرباب حديثها عند أهل البصرة، قالت: طأطأت للنبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين.
أخرجهما ابن منده وغيره، قال أبو عمر تبعا لابن السكن: لا أدري أهي التي قبلها، أم لا، وقال أبو نعيم: أفردهما ابن منده، وهما عنده واحدة، وتوقف فيه الحافظ، ومال إلى أنهما اثنتان، وذكر اليعمري أمة الله وعزاه الشامي للإصابة، ولم أره فيها، فالله أعلم نعم فيها أميمة، قال أبو عمر: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم وحديثها عند أهل الشام، أنها كانت توضئ النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إني أريد اللحوق بأهلي فأوصني، قال:"لا تشركي بالله شيئا وإن قطعت وحرقت".
الحديث أخرجه ابن السكن والحسن بن سفيان وغيرهما، "وكان" كما أخرجه الطبراني برجال الصحيح، عن أنس "يضرب الأعناق بين يديه على بن أبي طالب" أبو الحسن أمير المؤمنين الهاشمي، "والزبير بن العوام" الحواري "والمقداد بن عمرو" المعروف بابن الأسود الكندي، "ومحمد بن مسلمة"، الأنصاري، "وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح"، بالقاف والمهملة، الأنصاري المستشهد في بعث الرجيع.
والضحاك بن سفيان.
وكان قيس بن سعد بن عبادة بين يديه عليه الصلاة والسلام بمنزلة صاحب الشرطة.
وكان بلال رضي الله عنه على نفقاته.
ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي على خاتمه.
وابن مسعود على سواكه ونعله، كما تقدم.
وأبو رافع واسمه أسلم -وقيل غير ذلك- قبطي، كان على ثقله.
وأذن عليه في المشربة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه رباح النوبي.
وأما حراسه: فمنهم سعد بن معاذ بن النعمان بن
زاد في رواية الطبراني وأبو سعيد والمغيرة بن شعبة وقيس، قال "و" كان "الضحاك بن سفيان" بن عوف بن أبي بكر بن كلاب الكلابي سياف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الواقدي: كان شجاعا بعد بمائة فارس، "وكان قيس بن سعد بن عبادة" الخزرجي "بين يديه عليه الصلاة والسلام بمنزلة صاحب الشرطة"، بضم المعجمة والراء، وقد تفتح الراء الواحد شرطي، أي بمنزلة كبيرهم وهم أعوان الولاة، سموا بذلك؛ لأنهم الأشداء الأقوياء من الجند، وقيل لأنهم نخبة الجند وشرطة كل شيء خياره، وقيل لأن لهم علامات يعرفان بها.
وهذا الحديث كله رواه الطبراني، كما علمت، وروى القطعة الأخيرة منه البخاري عن أنس، قال: إن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، "وكان بلال رضي الله عنه على نفقاته" عليه السلام، قال في الشامية: كان يلي أمر النفقة على العيال، ومعه حاصل ما يكون من المال، "ومعيقيب" بكسر القاف، فتحتية، فموحدة مصغر، ويقال معيقب بلا ياء ثانية "ابن أبي فاطمة الدوسي" أسلم قديما وشهد المشاهد، وهاجر الهجرتين يأتي في كتابه "على خاتمه وابن مسعود على سواكه ونعله" وغيرهما، "كما تقدم" قريبا، "وأبو رافع واسمه أسلم" على المشهور، "وقيل غير ذلك" فقيل إبراهيم، وسنان، ويسار، وصالح، وعبد الرحمن، وقزمان، ويزيد، وثابت، وهرمز فتلك عشرة كاملة "قبطي" بالقاف، "كان على ثقله" بفتح المثلثة، وكسرها، وتح القاف، أي أمتعته، "وأذن عليه" صلى الله عليه وسلم "في المشربة" بضم الراء، ويجوز فتحها الغرفة العالية التي جلس فيها حين اعتزل نساءه شهرا.
ومرت القصة "لعمر بن الخطاب رضي الله عنه" حين استأذن في الدخول "رباح النوبي،" كما سماه مسلم في روايته، وهو فاعل إذن، "وأما حراسه، فمنهم سعد بن معاذ بن النعمان بن
امرئ القيس، سيد الأوس، أسلم بين العقبتين على يد مصعب بن عمير، وشهد بدرا واحدا والخندق، فرمى فيه بسهم عاش شهرا ثم انتقض جرحه فمات. حرس النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين نام في العريش.
ومنهم: محمد بن مسلمة الأنصاري، حرسه يوم أحد.
ومنهم: الزبير بن العوام حرسه يوم الخندق.
ومنهم: بلال، المؤذن، مولى أبي بكر رضي الله عنه، أسلم قديما، وعذب في الله، وسكن الشام أخيرا،
امرئ القيس" بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن المسيب بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي، "سيد الأوس، أسلم بين العقبتين" الثانية والثالثة "على يد مصعب بن عمير" حين بعثه صلى الله عليه وسلم إليهم، ليعلمهم القرآن، فأسلم على يده خلق كثير من الأنصار، منهم هذا السيد، وأسيد بن حضير في يوم واحد، ثم ذهب سعد ومعه أسيد إلى بني عبد الأشهل قومه، فقال سعد: كيف تعلمون أمري فيكم، قالوا: سيدنا وأفضلنا، قال فإن كلام رجالكم ونسائكم على حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فوالله ما أمسى فيهم رجل، ولا امرأة إلا مسلم ومسلمة.
ذكره ابن إسحاق "وشهد بدرا وأحدا والخندق" باتفاق في الثلاثة، "فرمى فيه بسهم" أصاب أكحله "عاش" بعده "شهرا" حتى حكم في قريظة، وأجيبت دعوته في ذلك، وأشرف جرحه على البرء، "ثم انتقض" بقاف وبمعجمة تغير "جرحه" بسبب عنز مرت به، فأصاب ظلفها موضعه، "فمات" رضي الله عنه، ومر شيء من فضائله في غزوة قريظة وقبلها في الهجرة "حرس النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين نام في العريش" كما جزم به اليعمري تبعا لغيره، وكان على باب العريش متوشحا سيفه في نفر من الأنصار والصديق مع المصطفى في داخل العريش، كما مر في الغزوة، "ومنهم محمد بن مسلمة الأنصاري حرسه يوم أحد".
زاد في بعض نسخ الشامية يوما واحدا، وكان مراده يوم أحد كله إذ هو يوم واحد. "ومنهم الزبير بن العوام حرسه يوم الخندق" يحتمل حقيقة اليوم، ويحتمل زمن الخندق لبقائه أياما، "ومنهم بلال المؤذن مولى أبي بكر رضي الله عنه، أسلم قديما وعذب في الله" كان لبعض بني جمح، وكان أمية بن خلفة يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بصخرة عظيمة، فتلقى على صدره، ثم يقول: لا تزال كذلك حتى تموت، أو تكفر بمحمد، فيقول: أحد أحد فمر به أبو بكر، فاشتراه، قيل بخمس أواق فضة، وقيل بعبد أسود، ويحتمل أنه اشتراه بها، فأعتقه فلزم النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه جميع المشاهد، "وسكن الشام أخيرا".
ولا عقب له، وتأتي وفاته إن شاء الله تعالى، وكان يحرس النبي صلى الله عليه وسلم بوادي القرى.
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم بدر في العريش شاهرا سيفه على رأسه صلى الله عليه وسلم لئلا يصل إليه أحد من المشركين. رواه ابن السمان في الموافقة.
ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية.
وكان يحرسه عليه الصلاة والسلام أيضا عباد بن بشر.
فلما نزلت {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ترك ذلك.
لقوله لأبي بكر، وقد منعه من الخروج لا أريد المدينة بغير رسول الله صلى الله عليه وإني رأيت أفضل عمل المؤمن الجهاد، فأردت أن أرابط في سبيل الله، فقال أبو بكر: أنشدك الله وحقي، فأقام معه بلال حتى توفي، فأذن له عمر، فتوجه إلى الشام مجاهدا حتى مات، كما في طبقات ابن سعد، "ولا عقب له" على المنصوص لا، كما يزعم بعض أن له عقبا، "وتأتي وفاته إن شاء الله تعالى" في المؤذنين، "وكان يحرس النبي صلى الله عليه وسلم بوادي القرى" هو وسعد بن أبي وقاص وذكوان بن عبد قيس، كما في العيون، "وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم بدر في العريش شاهرا سيفه على رأسه صلى الله عليه وسلم لئلا يصل إليه أحد من المشركين" كأنه لم يعده من الحرس؛ لأن فعله من نفسه خوفا وشفقة عليه صلى الله عليه وسلم ولم يقصده منه، ولأنه تقيد فيه بلفظ الرواية المفادة بقوله:"رواه ابن السمان في الموافقة".
قال البرهان: ورأيت في سيرة مطولة جدا أنه حرسه في ليلة من ليالي الخندق أبو بكر وعمر، "ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية" كما في الصحيح، وعدل عن نسق ما قبله لفعله من نفسه أيضا، وكان يحرسه عليه الصلاة والسلام أيضا عباد بن بشر" عبر بكان، مع المضارع المفيد التكرار إشارة إلى تكرر حراسته، "فلما نزلت {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ، ترك ذلك صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة: كان صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية، {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ، فأخرج رأسه من القبة. فقال:"يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله".
رواه الترمذي والحاكم وعن أبي سعيد كان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه، فلما نزلت ترك الحرس وعن عصمة بن مالك الخطمي، كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فلما نزلت ترك الحرس رواهما الطبراني، وورد أيضا من حديث أبي ذر عند أبي نعيم، ولم يرد من حديث أنس، كما زعم البيضاوي تبعا للكشاف، وقد نبه عليه الطيبي والشيخ سعد الدين والسيوطي، وممن حرسه أيضا الأدرع السلمي.
وأما مواليه صلى الله عليه وسلم:
فمنهم أسامة وأبوه زيد بن حارثة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
روى ابن ماجه عنه، قال: جئت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل ميت، فخرج صلى الله عليه وسلم، فقيل: هذا عبد الله ذو البجادين الحديث، وقد رويت هذه القصة من طريق زيد بن أسلم عن ابن الأدرع فالله أعلم.
ذكره في الإصابة في حرف الألف، وقال: في حرف السين سلمة بن الأدرع، هو ابن ذكوان بن الأدرع روى ابن منده وغيره عن زيد بن أسلم عن سلمة بن ذكوان، قال: كنت أحرس رسول الله ذات ليلة، فخرج لحاجته، فانطلقت معه، فمر برجل في المسجد يصلي رافعا صوته الحديث.
وأخرجه من وجه آخر عن زيد، قال: قال ابن الأدرع فذكره انتهى، وأبو قتادة الحارث بن ربعي على الأشهر، روى الطبراني في الصغير عنه أنه حرس النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بدر، فقال: اللهم احفظ أبا قتادة، كما حفظ نبيك هذه الليلة، قال في الإصابة: وهو غلط فإنه لم يشهد بدرا، والذي في مسلم عنه كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ مال عن راحلته، فدعمته، فاستيقظ، فقال:"حفظك الله، كما حفظت نبيه" انتهى، وأبو ريحانة الأنصاري حرسه في سفر.
رواه أحمد وأبو أيوب ليلة دخوله على صفية، وابن مسعود ومرثد بن أبي مرثد الغنوي، وحذيفة، وحشرم بن الحباب، ومحجن بن الأدرع الأسلمي على ما ذكره الشامي والبرهان، وقال: إن الباب قابل للزيادة فاكشف عنه.
"وأما مواليه صلى الله عليه وسلم" قال النووي: اعلم أن هؤلاء الموالي لم يكونوا موجودين في وقت واحد للنبي صلى الله عليه وسلم، بل كان شخص منهم في وقت، "فمنهم أسامة" أبو محمد، ويقال أبو زيد الحب بن الحب، قال ابن سعد: ولد في الإسلام ومات صلى صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة، وقال ابن أبي خيثمة ثمان عشرة، وفي البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ أسامة والحسن، فيقول:"اللهم أحبهما فإني أحبهما"، وفيه أيضا من وجه آخر عن أسامة أن كان صلى الله عليه وسلم ليأخذني فيضعني على فخذه ويضع على الفخذ الأخرى الحسن، ثم يضمهما، ثم يقول:"اللهم ارحمهما فإني أرحمهما"، وفضائله كثيرة، وأحاديثه شهيرة.
روى عنه أبو هريرة وابن عباس ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وعد من الموالي؛ لأن أبويه معا منهم، "وأبوه زيد بن حارثة" بن شراحيل بن كعب الكلبي "حب" بكسر المهملة، أي محبوب "رسول الله صلى الله عليه وسلم" أحد السابقين حتى قيل: إنه أول من أسلم، وليس في القرآن تسمية أحد باسمه إلا هو باتفاق، ثم السجل إن ثبت، وقال صلى الله عليه وسلم فيه: "وايم الله إن كان
أعتقه وزوجه مولاته أم أيمن واسمها بركة فولدت له أسامة.
وكان زيد قد أسر في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستوهبه النبي صلى الله عليه وسلم منها، ذكر قصته محمد بن إسحاق في السيرة، وأن أباه وعمه..
لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا -يعني ابنه- لمن أحب الناس إلي بعد".
رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم:"يا زيدنا مولاي ومني وإلي وأحب الناس إلي"، رواه ابن سعد بإسناد حسن.
وعن ابن عمر فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي، فسألته، فقال: إنه كان أحب إلى رسول الله منك، وأبوه أحب إليه من أبيك صحيح، ولزيد رواية في الصحيح قصة زينب روى عنه أنس والبراء وابن عباس، وأسامة ابنه، وأرسل عنه جماعة من التابعين "أعتقه وزوجه مولاته أم أيمن".
روى ابن الكلبي عن ابن عباس، لما تبنى صلى الله عليه وسلم زيدا زوجه أم أيمن، ثم زوجه زينب بنت جحش، فلما طلقها زوجه أم كلثوم بنت عقبة، كما في الإصابة، فلم يصب من، قال بالحدس، أنه تزوج بركة بعد طلاقه زينب، "واسمها بركة" بفتح الموحدة والراء، "فولدت له أسامة" بمكة بعد البعثة بثلاث على قول ابن سعد، أو بخمس على قول ابن أبي خيثمة، "وكان زيد قد أسر في الجاهلية".
قال ابن الكلبي: وذلك لما خرجت به أمه سعدى بنت ثعلبة من بني معن من طيء لتزيره أهلها، فأصابته خيل بني القين، لما أغارت على بني معن، فأتوا به سوق عكاظ، فعرضوه للبيع، وهو غلام يفع، وفي الروض ابن ثمانية أعوام، "فاشتراه حكيم بن حزام" بالزاي بأربعمائة درهم "لعمته خديجة بن خويلد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستوهبه النبي صلى الله عليه وسلم منها" فوهبته له فأعتقه.
"ذكر قصته محمد بن إسحاق في السيرة" بنحو ذلك عند أول من أسلم، فقال: كان حكيم قدم من الشام برقيق فيهم زيد، فدخلت عليه عمته خديجة، وهي يومئذ عند رسول الله، فقال لها: اختاري يا عمة، أي هؤلاء الغلمان شئت، فهو لك، فاختارت زيدا، فأخذته فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستوهبه، فوهبته له فأعتقه، وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه، وهذا بظاهره مخالف لما قبله، فيحتمل أنه أتى من الشام برقيق، فمر على سوق عكاظ بالحجاز قبل أن يدخل مكة، فرأى زيدا، فاشتراه، ودخل بالجميع، فعرضهم عليها، "و" ذكر في القصة "أن أباه وعمه" كعباء بعد جزع أبيه شديدا وقوله:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل
…
أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل
أتيا مكة فوجداه، فطلبا أن يفدياه، فخيره النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يدفعه لهما أو يبقي عنده فاختاره أن يبقي عنده عليه الصلاة والسلام،
في أبيات ذكرها، وذكر ابن الكلبي أن ناسا من كلب حجوا، فرأوا زيدا، فعرفوه وعرفهم، فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات:
أحسن إلى أهلي وإن كنت نائيا
…
فإني قعيد البيت بين المشاعر
فكفوا عن الوجد الذي قد شجاكم
…
ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمد الله في خير أسرة
…
كرام معد كابرا بعد كابر
فلما بلغوه "أتيا مكة، فوجداه فطلبا أن يفدياه"، وعند الكلبي، فقدما مكة فسألا عنه صلى الله عليه وسلم، فقيل: هو في المسجد فدخلا عليه، فقالا: يابن عبد المطلب يابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله تفكون العاني، وتطعمون الأسير جئنا في ولدنا عبدك، فآمنن علينا، وأحسن في فدائه، فإنا سنرفع لك، فقال:"أوغير ذلك ادعوه، فخيروه، فإن اختاركم، فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني، فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني فداء"، قالوا: زدتنا على النصف، فدعاه "فخيره النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يدفعه لهما، أو يبقي عنده، فاختار أن يبقى عنده عليه الصلاة والسلام".
وعند الكلبي، فقال: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمكان الأب والعم، فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك، وأهل بيتك، قال: نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا، فلما رأى صلى الله عليه وسلم ذلك قام إلى الحجر، فقال:"اشهدوا أن زيدا ابني، أرثه ويرثني"، فطابت نفس أبيه وعمه، وانصرفا فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام، وعند ابن إسحاق، فلم يزل عنده حتى بعثه الله، فصدقه وأسلم، فاتفق ابن الكلبي، وابن إسحاق على أن هذه القصة كانت قبل البعثة، وبه جزم في الروض.
وروى ابن منده في المعرفة وتمام في فوائده عن زيد، عن أبيه حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام، فأسلم، قال ابن منده، غريب لا نعرفه إلا من هذه الوجه.
قال في الإصابة: والمحفوظ أن حارثة قدم مكة في طلبه، فخيره صلى الله عليه وسلم، فاختاره ولم أر لحارثة ذكرا بإسلام إلا من هذا الوجه انتهى، قلت: إن صح الخبر، فهذه قدمة ثانية قدمها حارثة بعد البعثة لتفقد ولده، فهداه الله، فأسلم بدليل ذكرهم كلهم له في الصحابة بهذا الخبر، وإن استغربوه وسلمة ختامهم في الإصابة، فأورده في القسم الأول دون الرابع، وأما قوله رحمه الله في فتح الباري تلو ما ساقه المصنف بحروفه ما لفظه، وقد أخرج ابن منده وتمام بإسناد مستغرب على آل زيد بن حارثة، أن حارثة أسلم يومئذ انتهى، يعني يوم قدما في فدائه في الجاهلية، ففيه أنه
وفي رواية الترمذي فقال: يا رسول الله، لا أختار عليك أحدا.
واستشهد زيد في غزوة مؤته، ومات ابنه أسامة بالمدينة أو بوادي القرى سنة أربع وخمسين.
ومنهم: ثوبان، لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات بحمص سنة أربع وخمسين.
وأبو كبشة.
ليس في الحديث يومئذ لا لفظا، ولا معنى، كما ذكره، وهو بلفظه في الإصابة، كما رأيت، فكأنه كتبه في الفتح دون مراجعة على عجل.
"وفي رواية الترمذي" وأبي يعلى من حديث جبلة، بفتح الجيم والموحدة، ابن حارثة، الصحابي، وهو أخو زيد وأكبر منه سنا، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أرسل معي أخي زيدا، فقال:"ها هو ذا بين يديك إن ذهب، فلست أمنعه"، "فقال زيد: يا رسول الله لا أختار أقدم وأفضل "عليك أحدا" قال جبلة: فوجدت قول أخي خيرا من قولي، وهذا كما هو ظاهر، قاله أخوه في قدمة قدمها بعد الإسلام، وهو صغير كيف يختار فراقه بعدهما، قال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت أدعوهم لآبائهم أخرجه البخاري، ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه زيدا لمحبة قريش في هذا الاسم، وهو اسم قصي، "واستشهد زيد" وقد شهد بدرا وما بعدها "في غزوة مؤتة" وهو أمير سنة ثمان، كما مر، "ومات ابنه أسامة بالمدينة" وقد كان اعتزل الفتن بعد عثمان، فسكن المزة من أعمال دمشق، ثم رجع، فسكن وادي القرى ثم نزل المدينة فمات بالجرف بها، "أو بوادي القرى" بقربها "سنة أربع وخمسين" كما صححه ابن عبد البر، وقيل بعدها "ومنهم ثوبان" بن بجدد بضم الموحدة، وسكون الجيم ومهملتين، أولاهما مضمومة يقال: إنه من العرب من سعد بن حمير اشتراه، ثم أعتقه صلى الله عليه وسلم وخيره إن شاء أن يرجع إلى قومه، وإن شاء يقيم عنده، فأقام على ولائه، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يفارقه حضرا، ولا سفرا إلى أن مات فتحول ثوبان إلى الرملة، ثم حمص، "ومات بحمص سنة أربع وخمسين" قاله ابن سعد وغيره.
وروى ابن السكن عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأهله فقلت: أنا من أهل البيت، فقال في الثالثة:"نعم، ما لم تقم على باب سدة، أو تأتي أميرا فتسأله".
وروى أبو داود عنه، قال صلى الله عليه وسلم:"من يتكفل لي أن لا يسأل الناس، وأتكفل له بالجنة"، فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا، "و" منهم "أبو كبشة" فموحدة، فمعجمة اختلف
أوس، ويقال سليم من مولدي مكة وشهد بدرا.
وشقران -بضم الشين المعجمة وسكون القاف- واسمه صالح الحبشي، ويقال: فارسي، شهد بدرا وهو مملوك، ثم عتق، قاله الحافظ ابن حجر وقال: أظنه مات في خلافة عثمان.
ورباح -وهو بفتح الراء والموحدة- الأسود، وكان يأذن عليه أحيانا إذا انفرد وهو الذي أذن لعمر بن الخطاب في المشربة، كما تقدم.
ويسار، الراعي، وهو الذي قتله العرنيون.
في اسمه، فقال: ابن حبان "أوس، ويقال سليم" بالتصغير، قاله خليفة، وقيل سلمة، حكاه ابن حبان أيضا "من مولدي مكة" الذي في الإصابة.
قال أبو أحمد الحاكم: من مولدي أرض دوس، ومات أول يوم استخلف عمر، وكذا ذكر ابن سعد وفاته، وقال: كانت يوم الثلاثاء ثامن جمادى الآخر سنة ثلاث عشرة، "وشهد بدرا" كما ذكره في البدريين ابن عقبة، وابن إسحاق، "وشقران بضم الشين المعجمة، وسكون القاف" فراء، فألف، فنون، "واسمه صالح" بن عدي "الحبشي" في قول مصعب، "ويقال فارسي" يقال أهداه عبد الرحمن بن عوف له صلى الله الله وسلم، ويقال: اشتراه منه، فأعتقه بعد بدر، ويقال ورثه صلى الله عليه وسلم من أبيه هو وأم أيمن.
ذكره البغوي عن زيد بن أخرم سمعت ابن داود، يعني عبد الله الحريثي يقول ذلك، وهو يرد القولين قبله، كذا في الإصابة "شهد بدرا، وهو مملوك"، فلم يسهم له لكن كان على الأسرى، فكل من افتدى أسيرا وهب له شيئا، فحصل له أكثر مما حصل لمن شهد القسم، قاله ابن سعد، "ثم عتق" بعد بدر، "قاله الحافظ ابن حجر" في التقريب، "وقال" فيه "أظنه مات في خلافة عثمان" لكنه لم يجزم بأن اسمه صالح، كما صنع المصنف، بل قال: قيل وكذا في الإصابة.
وروى الترمذي عنه أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر.
قال البغوي: سكن المدينة، ويقال كانت له دار بالبصرة. "ورباح، وهو بفتح الراء والموحدة" الخفيفة "الأسود" النوبي، "وكان يأذن عليه أحيانا إذا انفرد، وهو الذي أذن لعمر بن الخطاب" بالدخول "في المشربة، كما تقدم" قريبا.
قال البلاذري: كان يستأذن عليه، ثم صيره بلقاحه بعد قتل يسار، وذكر عمر بن شبة: اتخذ رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم دارا على زاوية الدار اليمانية، فقال صلى الله عليه وسلم:"يا رباح أدن منزلك، فإني أخاف عليك السبع"، "ويسار" بتحتية، ثم مهملة خفيفة النوبي "الراعي، وهو الذي قتله العرنيون"
وزيد وهو أبو يسار -وليس زيد بن حارثة والد أسامة- ذكر ابن الأثير.
ومدعم -بكسر الميم وفتح العين المهملة- عبد أسود، كان لرفاعة بن زيد الضبيبي -بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة الأولى- فأهداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو رافع، واسمه: أسلم.
ومثلوا به سنة ست اتفاقا، وفي الشهر خلاف تقدم مع القصة، وقع ذكره في الصحيحين غير مسمى عن أنس، وسماه سلمة بن الأكوع، قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام، يقال له يسار، فنظر إليه يحسن الصلاة، فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة، فذكر الحديث.
أخرجه الطبراني قال في الإصابة: ويحتمل أن يكون هو الذي أصابه في غزوة بني ثعلبة، لكنهم قالوا في ذاك حبشي، وفي هذا نوبي انتهى، أي فهما اثنان، كما ترجم هو بهما، وفصل بينهما بشخص آخر، "وزيد" النوبي ذكر أبو موسى المديني اسم أبيه بولا بموحدة.
وقال غيره اسمه زيد، قال ابن شاهين، أصابه في غزوة فأعتقه، "وهو أبو يسار" بن زيد التابعي المقبول رواية.
روى عنه ابنه بلال بن يسار بن زيد، قال: حدثني أبي عن جدي عند أبي داود والترمذي، وليس هو يسارا الذي قبله، "وليس" أبوه "زيد بن حارثة والد أسامة"، بل غيره "ذكره ابن الأثير" في المعرفة، "ومدعم بكسر الميم، وسكون الدال المهملة، "وفتح العين المهملة" آخره ميم "عبد أسود كان لرفاعة بن زيد" الجذامي، ثم "الضبيبي، بضم الضاد المعجمة، وفتح الموحدة الأولى" بعدها تحتية ساكنة، فياء ثانية مكسورة، فياء نسب إلى بني ضبيب بالتصغير، كما في رواية مسلم وله للبخاري أهداه أحد بني الضباب بكسر وموحدتين بينهما ألف، وفي رواية ابن إسحاق الضبني بضم المعجمة، وفتح الموحدة، بعدها نون وقيل بفتح المعجمة وكسر الموحدة نسبة إلى بطن من جذام أسلم وحسن إسلامه، "فأهداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، كما في الصحيحين والموطأ، ويقال: إنما أهداه فروة بن عمرو الجذامي، حكاه البلاذري، واختلف هل أعتقه صلى الله عليه وسلم، أو مات رقيقا، قتل رضي الله عنه بعد انصرافهم من خيبر ووادي القرى، وقدمنا ثمة أن الحافظ استظهر أنه غير كركرة لعدة أوجه ذكرها، وكذا جزم في الإصابة بأنهما اثنان، قال: وحكى البخاري الخلاف في كافة هل هي بالفتح، أو الكسر، ونقل ابن قرقول أنه يقال بفتح الكافين وبكسرهما، ومقتضاه أن فيه أربع لغات.
وقال النووي: إنما الخلاف في الكاف الأولى، وأما الثانية فمكسورة جزما انتهى.
قال في النور: وفي كلام النووي نظر، "وأبو رافع واسمه اسلم" على أشهر الأقوال العشرة
القبطي، وكان العباس فوهبه النبي صلى الله عليه وسلم فلما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه، توفي قبل قتل عثمان بيسير.
ورفاعة بن زيد الجذامي.
وسفينة، واختلف في اسمه، فقيل: طهمان، وقيل: كيسان، وقيل: مهران، وقيل غير ذلك، وسماه برسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة لأنهم
"القبطي، وكان للعباس، فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه" وكان إسلام أبي رافع قبل بدر، ولم يشهدها، وشهد أحدا وما بعدها.
وروى عنه صلى الله عليه وسلم وعن ابن مسعود، وعنه أولاده رافع، والحسن، وعبيد الله، والمغيرة، وأحفاده الحسن، وصالح، وعبيد الله أولاد ابن علي، والفضل بن عبيد الله ابنه، وآخرون "توفي" بالمدينة "قبل قتل عثمان بيسير"، أو بعده قاله الواقدي هكذا بالشك.
وقال ابن حبان مات في خلافة علي، كما في الإصابة وقال في التقريب: مات في أول خلافة علي على الصحيح، ومن الموالي أيضا آخر، يقال له أبو رافع والد البهي، قيل اسمه رافع، كان لسعيد بن العاصي، فلما مات أعتق كل من بنيه نصيبه منه إلا خالد بن سعيد، فوهب نصيبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فأعتقه، وزعم جماعة أنه هو الأول.
قال في الإصابة: وهو غلط بين، فإن الأول كان للعباس، فالصواب أنهما ثنان. "ورفاعة بن زيد الجذامي"، كذا أورده المصنف، وتبعه تلميذه الشامي ولم يزد شيئا، ولم أره في الإصابة إنما فيها رفاعة بن زيد الجزامي الذي أهدى مدعما فقط وهذا حر، وفد وأسلم وحسن إسلامه كما مر، "وسفينة" بفتح المهملة، وكسر الفاء، "واختلف في اسمه، فقيل طهمان، وقيل كيسان، وقيل مهران".
قال النووي وهو قول الأكثر، "وقيل غير ذلك" مروان، ونجران ورومان وذكوان وسنبة بمهملة، ونون وشنبة بمعجمة، ونون، فموحدة مفتوحة فتاء تأنيث وأحمر، وأحمد، ورباح، ومفلح، وعمير، ومنقب، وعبس، وعيسى، وأيمن، وقيس، ومرقبة، وصالح فهذه أحد وعشرون قولا، كما في الإصابة، واقتصر الشامي منها على سبعة، وما في الشرح أن الشامي حكى فيه، بإذام أو سيحون، أو هرمز غلط من الكاتب، ونقل لشيء في غير موضعه، فإن الشامي إنما ذكر ذلك في مولى آخر بعد سفينة بخمسة أنفس؛ لأنه راعي في وضعه، فإن الشامي إنما ذكر ذلك في مولى آخر بعد سفينة بخمسة أنفس؛ لأنه راعى في وضعه حروف المعجم، فقال طهمان: أو باذام إلى آخر ما ذكر، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: اشترى صلى الله عليه وسلم سفينة، فأعتقه، وقال آخرون: أعتقته أم سلمة، واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فيقال له مولى رسول الله ومولى أم سلمة، وكان من أبناء فارس، وقيل من مولدي العرب، "وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة؛ لأنهم
كانوا حملوه شيئا كثيرا في السفر.
ومأبور القبطي، وهو من جملة من أهداه المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وواقد، أو أبو واقد.
وأنجشة الحادي، ويأتي ذكره في حداته عليه الصلاة والسلام إن شاء الله تعالى.
كانوا حملوه شيئا كثيرا في السفر" كما رواه الإمام أحمد عنه، قال: كنا في سفر، وكان كلما أعيا رجل ألقى على ثيابه ترسا، أو سيفا حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال صلى الله عليه وسلم: "احمل فإنما أنت سفينة"، فلو حملت يومئذ وقر بعير، أو بعيرين، أو ثلاثة، أو خمسة، أو ستة، أو سبعة ما ثقل على إلا أن يخففوا.
وروي أنه كان إذا قيل له ما اسمك يقول سماني صلى الله عليه وسلم سفينة، فلا أريد غيره، وكان يسكن بطن نخلة.
وروى عن صلى الله عليه وسلم وعن علي وأم سلمة، وعنه جماعة "ومأبور" بموحدة خفيفة مضمومة، وواو ساكنة، ثم راء مهملة، ويقال هابو بهاء بدل الميم، وبغير راء في آخره، كما في الإصابة "القبطي" الخصي قريب مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم "وهو من جملة من أهداه المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" وتقدمت قصته.
قال البرهان: ولا أعرف في الصحابة خصيا إلا هو وسندر، بفتح المهملة، وإسكان النون، ثم دال مفتوحة، ثم راء مهملتين، "وواقد" ذكره الحسن بن سفيان والطبراني، وأخرجا من طريق زاذان عن واقد مولى رسول الله رفعه من أطاع الله، فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه، "أو أبو واقد" ذكره ابن منده فقال مولى النبي صلى الله عليه وسلم: روى عنه زاذان، رفعه من أطاع الله، فقد ذكره، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن، كذا ذكره في الإصابة في الأسماء وفي الكنى مع أن الحديث واحد، والراوي واحد غايته أنه عبر فيه أولا بالاسم، وثانيا بالكنية، وهذا لا يقتضي أنهما اثنان ولذا أحسن المصنف في التعبير بأو إشارة إلى أنه عبر عنه مرة بلفظ الاسم، وأخرى بلفظ الاسم وأخرى بلفظ الكنية، وهو واحد والعلم لله. "وأنشجه" بفتح الهمزة، وسكون النون، وفتح الجيم بالشين المعجمة، كما ضبطه المصنف فيما يأتي.
"الحادي" العبد الأسود، ويقال الحبشي "ويأتي ذكره في حداته" جمع حادي "عليه الصلاة والسلام، إن شاء الله تعالى" آخر الفصل السابع من ذا المقصد.
وسلمان الفارسي، أبو عبد الله، ويقال له سلمان الخير، أصله من أصبهان، وقيل من رام هرمز، أول مشاهدة الخندق، ومات سنة أربع وثلاثين، ويقال بلغ ثلاثمائة سنة.
"وسلمان" بن عبد الله "الفارسي، أبو عبد الله" العالم الزاهد، كان ينسج الخوص، ويأكل من كسب يده، ويتصدق بعطائه "ويقال له" سلمان ابن الإسلام، و"سلمان الخير" قال ابن حبان: ومن زعم أن سلمان الخير غيره فقد وهم، "أصله من أصبهان" بكسر الهمزة، وفتحها وفتح الموحدة، ويقال بالفاء، وهذا رواه أحمد وغيره عن ابن عباس، "وقيل من رام هرمز" بفتح الراء والميم بينهما ألف وضم الهاء والميم بينهما راء ساكنة، وآخره زاي مدينة معروفة بأرض فارس بقرب عراق العرب، كما في الفتح، قال المصنف: مركبة تركيب مزج كمعديكرب، فينبغي كتابة رام منفصلة عن هرمز، وهذا رواه البخاري عن أبي عثمان، قال: سمعت سلمان يقول أنا من رام هرمز، فعلى المصنف مؤاخذة لا تخفى، حيث جزم بالأول ومرض الثاني، وقد قال في الفتح: يمكن الجمع باعتبارين.
وروى الحاكم وابن حبان عن سلمان في قصته أنه كان ابن ملك، وأنه خرج في طلب الدين هاربا، وانتقل من عابد إلى عابد، وسمع به صلى الله عليه وسلم فخرج في طلبه، فأسر وبيع بالمدينة، وتداوله بضعة عشر، فاشتغل بالرق حتى كان "أول مشاهده الخندق".
قال ابن عبد البر: ويقال إنه شهد بدرا ومناقبه كثيرة، وروى أحاديث وعنه أنس وكعب بن عجرة وابن عباس وأبو سعيد وغيرهم من لصحابة وآخرون من التابعين وفي قصة إسلامه طول واختلاف يتعسر معه الجمع، "ومات سنة أربع وثلاثين" كما جزم به في التقريب وقال في الإصابة: مات سنة ست وثلاثين في قوله أبي عبيد، أو سبع في قول خليفة.
وروى عبد الرزاق عن أنس: دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت، فهذا يدل على أنه مات قبله، ومات ابن مسعود سنة أربع وثلاثين، فكان سلمان مات سنة ثلاث، أو ثنتين، وعمر طويلا حتى قيل إنه أدرك عيسى بن مريم، وقيل بل أدرك وصي عيسى، "ويقال بلغ ثلاثمائة سنة" وقال الذهبي: وجدت الأقوال في سنه كلها دالة على أنه جاوز مائتين وخمسين، والاختلاف إنما هو في الزائد، ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين، قال في الإصابة: لم يذكر مستنده في ذلك، وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعده صلى الله عليه وسلم، وتزوجه امرأة من كندة، وغير ذلك مما يدل على بقاء بعض النشاط، لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه، وما المانع من ذلك، فقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين عن العباس بن بريدة.
قال أهل العلم: يقولون عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتين وخمسين، فلا
وشمغون بن زيد، أبو ريحانة: قال الحافظ ابن حجر: حليف الأنصار، ويقال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد فتح دمشق وقدم مصر، وسكن بيت المقدس.
يشكون فيها انتهى.
هذا وفي عدهم سلمان في الموالي نظر، ففي قصته أنه لما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه سلمان، ورأى علامات النبوة، فأسلم، فقال له: كاتب عن نفسك، فكاتب على أن تغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية من ذهب، فغرس صلى الله عليه وسلم بيده الكل، وقال:"أعينوا أخاكم"، فأعانوه حتى أدى ذلك كله، وعتق، ولذا لما زعم أحمد بن نصر الداودي، أن ولاء سلمان كان لأهل البيت؛ لأنه أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ولاؤه له تعقبه ابن التين، بأنه ليس مذهب مالك، قال: والذي كاتب سلمان كان مستحقا لولائه، إن كان مسلما، وإن كافرا، فولاؤه للمسلمين.
قال في الفتح وفاته من وجوه الرد عليه أنه صلى الله عليه وسلم لا يورث، فلا يورث عنه، الولاء أيضا أن قلنا بولاء الإسلام على تقدير التنزل انتهى.
"وشمغون" قال في الإصابة، بمعجمتين، ويقال بمهملتين، ويقال بمعجمة وعين مهملة، واقتصر في التبصير على أنه بمعجمتين.
قال ابن يونس: بغين معجمة أصح انتهى، "ابن زيد أبو ريحانة" مشهور بكنيته، وقيل اسمه عبد الله بن النضر.
قال ابن حبان: والأول أصح الأزدي بزاي وسين بدلها، ويقال الأنصاري، ويقال القرشي، قال ابن عساكر، الأول أصح، قال في الإصابة، الأنصار كلهم من الأزد، ويجوز أن يكون حالف بعض قريش.
فتجتمع الأقوال، "قال الحافظ ابن حجر" في التقريب الأزدي "حليف الأنصار" ففيه نوع مخالفة لكلامه في الإصابة، "ويقال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح دمشق" ونزل دارا كان ولده يسكنها، ومنهم محمد بن حكيم بن أبي ريحانة من كتاب أهل دمشق، ذكره ابن السك، "وقدم مصر" قال الحافظ أبو سعيد بن يونس وما عرفنا وقت قدومه.
وروى عنه من أهل مصر كريب بن أبرهة وعمرو بن مالك وأبو عامر الحجري، "وسكن بيت المقدس" قاله البرقي وابن حبان، وروى أحمد والنسائي عنه أنه كان معه صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا برد شديد، فقال صلى الله عليه وسلم:"من يحرسنا الليلة، فأدعو له بدعاء يصيب فضله"، فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا، فدعا له، فقلت: وأنا، فدعا لي دون ما دعا له، ثم قال:"حرمت النار على عين حرست في سبيل الله".
وروى ابن المبارك في الزهد عنه أنه قفل من غزوة له فتعشى، ثم توضأ وقام إلى مسجده، فقرأ سورة فلم يزل حتى أذن الصبح، فقالت امرأته: غزوت فغبت، ثم قدمت، أفما كان لنا فيك
وأبو بكرة، نفيع بن الحارث بن كلدة، جلد القاضي الجليل بكار بن قتيبة الحنفي قاضي مصر المدفون بها.
ومن النساء: أم أيمن الحبشية وسلمى أم رافع زوج أبي رافع ومارية وريحانة وقيصر أخت مارية
نصيب قال: بلى والله ولو ذكرتك لكان لك علي حق، قالت: فما الذي شغلك، قال: التفكر فيما وصف الله في جنته ولذاتها حتى سمعت المؤذن "أبو بكرة" بفتح الموحدة "نفيع" بضم النون "ابن الحارث بن كلدة" بفتح الكاف واللام ابن عمرو الثقفي، قال في الإصابة: ويقال نفيع بن مسروح، وبه جزم ابن سعد، وأخرج أحمد عن أبي بكرة أنه قال: أنا مولى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني، فأنا نفيع بن مسروح، وقيل اسمه هو مسروح بمهملات، وبه جزم ابن إسحاق مشهور بكنيته، وكان من فضلاء الصحابة، وسكن البصرة، وأنجب أولادا لهم شهرة، وكان تدلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف ببكرة، فاشتهر بأبي بكرة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أولاده انتهى، ومات بالبصرة سنة إحدى، أو اثنتين وخمسين، كما في التقريب، وهو "جد القاضي الجليل بكار بن قتيبة" المصري، "الحنفي"، الفقيه سمع أبا داود الطيالسي وأقرانه وعنه أبو عوانة وابن خزيمة "قاضي مصر" ولاه المتوكل الخليفة سنة ست وأربعين ومائتين، وله أخبار في العدل، والعفة، والنزاهة، والورع وتصانيف في الشروط والوثائق والرد على الشافعي، فيما نقضه على أبي حنيفة ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات في ذي الحجة على الشافعة فيما نقضه على أبي حنيفة ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين "المدفون بها" بالقرافة وقبره يزار، وترك المصنف من الرجال أضعاف ما ذكر، "ومن النساء أم أيمن الحبشية" بركة، والدة أسامة التي تقدمت، "وسلمى أم رافع زوج أبي رافع ومارية" أم السيد إبراهيم، "وريحانة بنت شمعون القرظية، أو النضرية التي تسري بها تقدما أيضا، "وقيصر" بفتح القاف، وسكون التحتية، فصاد مهملة عند مغلطاي وغيره، وعند اليعمري وابن القيم، وغيرهما بسين مهملة، فراء "أخت مارية".
قال اليعمري: أهداها له المقوقس مع مارية وسيرين، فقيل وهبها صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بن حذيفة وقيل لجهم بن قيس العبدري، وتوقف فيه محشية الحافظ البرهان، بأنه لم يذكرها ابن الجوزي، ولا أبو عمر، ولا الذهبي، لا مولاة ولا صحابية، قلت: لا يلزم من عدم ذكرهم كغيرهم لها في الصحابة توقف أصلا، فقد أخرج ابن عبد الحكم في تاريخ مصر، والبيهقي في الدلائل عن حاطب بن أبي بلتعة أن المقوقس أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جواز، فيهن مارية أم إبراهيم واحدة وهبها صلى الله عليه وسلم لابن جهم بن حذيفة العبدري، وواحدة وهبها لحسان بن ثابت، ووقع في بعض الطرق تسميتها سيرين وقيصر، فيحتمل أنها لم تسلم حين جاءته، فوهبها