الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
................................
ألا يا هاشم الأخيار صبرا
…
فكل فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم
…
بأمر الله ينطق إذ يقول
في أبيات، وقال أيضا في قصيدة:
ولقد هددت لفقد حمزة هدة
…
ظلت بنات الجوف منها ترعد
ولو أنه فجعت حراء بمثله
…
لرأيت رأسي صخرها يتبدد
قوم تمكن في ذؤابة هاشم
…
حيث النبوة والندى السودد
والعاقر الكوم الجلاد إذا غدت
…
ريح يكاد الماء منها يجمد
والتارك القرن الكمي مجدلا
…
يوم الكريهة والقنا يتقصد
وتراه يرفل في الحديد كأنه
…
ذو لبدة شثن البراثن أربد
عم النبي محمد وصفيه
…
ورد الحمام فطاب ذالك المورد
وأتى المنية معلما في أسرة
…
نصروا النبي ومنهم المستشهد
ورثاه حسان أيضا بأبيات حسان والله أعلم.
[ذكر بعض مناقب العباس] :
وأما العباس وكنيته أبو الفضل، فأمه نتله، ويقال نتيله بنت جناب بن كلب بن النمر بن قاسط، ويقال: إنها أول عربية كست البيت الحرام الديباج وأصناف الكسوة؛ لأن العباس ضل وهو صبي، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت.
وكان العباس جميلا وسيما
ذكر بعض مناقب العباس:
"وأما العباس، وكنيته أبو الفضل" باسم أكبر أولاده، "فأمه نتلة" بفتح النون وسكون الفوقية، "ويقال نتيلة" بضم النون والفتح المثناة، وسكون التحتية، وهو الذي قاله ابن دريد، وجزم به في الروض والإصابة والتبصير.
قال السهيلي: تصغير نتلة واحدة النتل، وهي بيض النعام، وصفحها بعضهم بثاء، مثلثة "بنت جناب" بفتح الجيم، وخفة النون، فألف فموحدة، كما في الأكمال "ابن كلب"، كذا في النسخ، ومثله في العيون والإصابة والتبصير، وقال البرهان صوابه كليب بالتصغير، كما في الاستيعاب والإكمال، ولبعضهم خبيب بالخاء المعجمة والموحدة "ابن النمر" بالنون "ابن قاسط، ويقال إنها أول عربية كست البيت الحرام الديباج وأصناف الكسوة؛ لأن العباس ضل، وهو صبي، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت" فوجدته، فكست الكعبة، "وكان العباس جميلا
أبيض، له ضفيرتان معتدلا، وقيل كان طوالا، وولد قبل الفيل بثلاث سنين، وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين أو ثلاث، وكان رأسا في قريش، وإليه عمارة المسجد الحرام.
وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة يعقد له البيعة على الأنصاري،
وسيما" حسن الوجه، فهو صفة لازمة "أبيض له ضفيرتان" بالمعجمة عقيصتان "معتدلا" في القامة لا بالطول، ولا بالقصير "وقيل كان طوالا" بضم الطاء، أي طويلا.
روى ابن أبي عاصم، وأبو عمر عن جابر أن الأنصار لما أرادوا أن يكسوا العباس حين أسر يوم بدر، لم يصلح إلا قميص عبد الله بن أبي، فكساه إياه، فلما مات عبد الله ألبسه صلى الله عليه وسلم ثوبه، وتفل عليه من ريقه.
قال سفيان: فظني أنه مكافأة للعباس، أي لإلباسه العباس، فكأنه توفية حق دنيوي، ثبت له، فلا يرد أنه كيف يفعل ذلك معه مع علمه بكفره ونفاقه، ولعله أراد تخفيف عذاب غير الكفر جزاء لذلك ما دام عليه القميص، وتقدم مزيد لذلك في هلاكه، "وولد" العباس "قبل الفيل بثلاث سنين، وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين" وبه جزم في الإصابة، "أو ثلاث" هذا الموافق لولادته قبل الفيل بثلاثة، ومن لطائف الأدب ما رواه ابن أبي عاصم، عن أبي رزين والبغوي في معجمه عن ابن عمر، أنه قيل للعباس: أنت أكبر، أو النبي صلى الله عليه وسلم، قال هو أكبر مني وأنا ولدت قبله، "وكان رأس في قريش" مقدما فيهم؛ لأنه كان ذا رأي حسن جوادا مطعما، وصولا للرحم، "و" كان موكلا "إليه عمارة المسجد الحرام" فكان لا يدع أحدا يسب فيه، ولا يقول فيه هجرا، وكانت قريش قد اجتمعت وتعاقدت على ذلك فكانوا له هونا، وأسلموا ذلك إليه، كما في الشامية ووقع في الإصابة، وكان إليه في الجاهلية السفارة والعمارة، فإن لم يكن مصحفا من السقاية، فلينظر ما هو، "وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة" الثالثة قبل إسلامة، "يعقد له البيعة على الأنصاري" السبعين الذي اجتمعوا رضي الله عنهم، فأخذ المصطفى العباس معه، "وكان عليه الصلاة والسلام يثق به في أمره كله" فكان أول من تكلم العباس، وهو أخذ بيده صلى الله عليه وسلم، فقال: إن محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعاه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو وفي عز من قومه ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له، ومانعوه وممن خالفه، فأنتم وما تحملتم، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه، وخاذلوه بعد الخروج، فمن الآن فدعوه، فإنه في عزة ومنعة من قومه وبلده، فقالوا: قد سمعنا ما قلت، أما والله لو كان في أنفسنا غير ما تنطق به لقلنا فتكلم يا رسول الله فجذ لنفسك ولربك ما أحببت الحديث، رواه ابن إسحاق وغيره، ولذا دعا له صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم إن عمي العباس حاطني بمكة من
وكان عليه السلام يثق به في أمره كله. ولما شدوا وثاقه في أسري بدر سهر عليه الصلاة والسلام تلك الليلة، فقيل: ما يسهرك يا رسول الله؟ قال: "لأنين العباس"، فقام رجل فأرخى من وثاقه، وفعل ذلك بالأسري كلهم، رواه أبو عمر، وصاحب الصفوة.
وقيل: كان يكتم إسلامه وخرجمع المشركين يوم بدر فقال صلى الله عليه وسلم: "من لقي العباس فلا يقتله فإنه خرج مستكرها"، فأسره كعب بن عمرو، ففادى نفسه ورجع إلى مكة.
وقيل: إنه أسلم يوم بدر
أهل الشرك، وأخذ لي على الأنصار، وأجارني في الإسلام مؤمنا بالله مصدقا بي، اللهم احفظه وحطه واحفظه ذريته من كل مكروه" رواه ابن عساكر من مرسل محمد بن إبراهيم التيمي، وكان المراد بإجارته في الإسلام ثباته يوم حنين ومسكه البغلة، فهذا الدعاء وقع يومئذ أو بعده "ولما شدوا وثاقه في أسرى بدر" شده عمر رجاء إسلامه، "سهر عليه الصلاة والسلام تلك الليلة، فقيل: ما يسهرك يا رسول الله، قال:"سهرت لانين العباس" فهو بكسر اللام والجر، ولكن المذكور في رواية من عزا له المصنف، قال:"أنين العباس" فالواجب حذف اللام لأنه فاعل لفعل مقدر، أي أسهرني "فقام رجل، فأرخى من وثاقه" وفي رواية ابن عائذ لما ولي عمر وثاق الأسرى شد وثاق العباس، فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يئن فلم يأخذه النوم فبلغ الأنصار، فأطلقوه، فيحتمل أن الرجل لما أرخى بعض وثاقه لم يرك الأنين، فأطلقه الأنصار بالمرة طلبا لرضاه صلى الله عليه وسلم، و" فعل ذلك بالأسرى كلهم" رعاية للعدل ومحافظة على الإحسان المأمور به في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90] وذلك بأمر المصطفى ففي نفس رواية من عزا له المصنف، فأرخى من وثاقه شيئا، قال صلى الله عليه وسلم:"فافعل ذلك بالأسرى كلهم"، "رواه أبو عمر" ابن عبد البر، "وصاحب الصفوة" أبو الفرج بن الجوزي من مرسل وسويد بن الأصم، ففي هذه القصة أنه حضر بدرا على دين قومه لأسره، وأخذ الفداء منه، "وقيل" بل أسلم قبل بدر، ولكنه "كان يكتم إسلامه" لأنه كان يهاب قومه، ويكره خلافهم، وكان ذا مال قاله مولاه أبو رافع، كما رواه ابن إسحاق، ولم يذكر مبدأه، "وخرج مع المشركين يوم بدر، فقال صلى الله عليه وسلم: "من لقي العباس فلا يقتله، فإنه خرج مستكرها"، بسين التأكيد أو زائدة، "فاسره كعب بن عمرو" بفتح العين أبو اليسر بفتحتين الأنصاري، "ففادى نفسه" وابني أخويه عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث بأمره صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن إسحاق بسند حسن "ورجع إلى مكة" فأقام بها على سقايته والمصطفى عنه راض، "وقيل إنه أسلم يوم بدر" لما قال للمصطفى حين أمره بالفداء تتركني
ثم أقبل إلى المدينة مهاجرا، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بالأبواء وكان معه في فتح مكة وبه ختمت الهجرة. وقال أبو عمر: أسلم قبل فتح خيبر، وكان يكتم إسلامه ويسره ما يفتح الله على المسلمين وأظهر إسلامه يوم فتح مكة، وشهد حنينا والطائف وتبوك.
ويقال: إن إسلامه كان قبل بدر، وكان يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون بمكة يثقون به، وكان يحب القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكتب إليه صلى الله عليه وسلم "إن مقامك بمكة خير لك". وقال أبو مصعب إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت حدثنا أبو حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: استأذن العباس
فقير قريش ما بقيت، فقال صلى الله عليه وسلم:"فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل"؟ فقال وما يدريك؟ قال: "أخبرني ربي"، فأسلم وظاهره أنه لم يخف إسلامه، فلعله إن صح أظهره للمصطفى وأخفاه عن قومه، "ثم أقبل إلى المدينة مهاجرا فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بالأبواء" بفتح الهمزة وسكون الموحدة، "وكان معه في فتح مكة وبه ختمت الهجرة" كما قال صلى الله عليه وسلم.
"وقال أبو عمر" بن عبد البر "أسلم قبل فتح خيبر وبعد بدر حتى يغاير ما قبله، وإلا فالقبيلة صادقة، فأي فائدة ذكره.
وفي الإصابة، يقال: أسلم بعد بدر، "وكان يكتم إسلامه" من قومه "ويسره ما يفتح على المسلمين" من ظفرهم بأعدائهم وغير ذلك مما يغيظ الكفار، "وأظهر إسلامه يوم فتح مكة وشهد حنينا والطائف وتبوك ويقال إن إسلامه كان قبل بدر" أعاده وإن علم مما أسلفه؛ لأنه من كلام أبي عمرو مراده نقله كله، "وكان يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون بمكة يثقون به" بفتح الفوقية المشددة من الوقاية ويؤيده قول تهذيب النووي، وكان عونا للمسلمين المستضعفين ونقله الشامي عن أبي عمر نفسه بلفظ يتقون بواوين، أو بمثلثة مكسورة من الوثوق، أي فيلجئون له في مهماته، "وكان يحب القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم" فاستأذنه فيه، "فكتب إليه صلى الله عليه وسلم "إن مقامك بمكة خير لك" صونا لمالك وأهلك، فالعطف على مقدر كما علم إذ لا يصح تفرعه على محبة القدوم ويدل على التقدير ما في قوله.
"وقال أبو مصعب إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت"، الأنصاري "حدثنا أبو حازم" بمهملة، وزاي "سلمة بن دينار" المدني الثقة العابد.
روى له الجميع "عن سهل بن سعد" الساعدي "رضي الله عنه قال استأذن العباس
رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فكتب إليه: "يا عم أقم مكانك الذي أنت فيه، فإن الله عز وجل يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة". رواه أبو يعلى والهيثم بن كليب في مسنديهما والطبراني في الكبير.
وأبو مصعب متروك لكن يعتضد بقول عروة بن الزبير: كان العباس قد أسلم وأقام على سقايته ولم يهاجر، رواه الحاكم في مستدركه.
وذكر السهمي في الفضائل أن أبا رافع لما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه.
وكان عليه الصلاة والسلام يكرم العباس بعد إسلامه ويعظمه، ووصفه عليه الصلاة والسلام فقال: "أجود الناس كفا، وأحناه
رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فكتب إليه يا عم أقم مكانك الذي أنت فيه، فإن الله عز وجل يختم بك الهجرة، كما ختم بي النبوة" فكان كذلك؛ لأنه آخر من هاجر.
"رواه أبو يعلى" أحمد بن علي الحافظ المشهور، "والهيثم بن كليب" بن شرح بن معقل العقيلي أبو سعيد الشاشي الحافظ الثقة محدث ما وراء النهر، ومصنف المسند الكبير سمع الترمذي، وعباسا الدوري ومنه ابن منده. مات سنة خمس وثلاثين وثلائمائة "في مسنديهما والطبراني" سليمان بن أحمد بن أيوب، أحد الأعلام "في" معجمه "الكبير، وأبو مصعب متروك". فالحديث ضعيف، "لكن يعتضد بقول عروة بن الزبير"، بن العوام، أحد الثقات الأثبات، "كان العباس قد أسلم وأقام على سقايته ولم يهاجر".
"رواه الحاكم في مستدركه" فهو عاضد في الجملة "وذكر" أي روى الإمام الثبت الحافظ حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى أبو القاسم السهمي "من ذرية هشام بن العاصي القرشي الجرجاني جال البلاد وسمع ابن عدي والإسماعيلي وخلائق وصنف وجرح، وعدل وصحح وعلل ومات سنة سبع وعشرين وأربعمائة في "الفضائل" عن شرحبيل بن سعد مرسلا، "أن أبا رافع" اسمه أسلم على المشهور، كان مولى العباس، فوهبه للمصطفى "لما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه" جزاء لسروره بالبشرى، "كان عليه الصلاة والسلام يكرم العباس بعد إسلامه ويعظمه غاية التعظيم حتى قالت عائشة لعروة: يابن أختي لقد رأيت من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس أمرا عجبا.
وقال أبو سفيان بن الحارث: كان العباس أعظم الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رواهما أبو القاسم البغوي، ووصفه عليه الصلاة والسلام فقال:"أجود الناس كفا وأحناه" بفتح الهمزة وسكون
عليهم". رواه الفضائلي، وفي معجم البغوي: "العباس عمي وصنو أبي، من آذاه فقد آذاني"، وفي الترمذي نحوه، وقال: حسن صحيح.
وذكر السهمي في الفضائل: أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قام إليه، وقبل ما بين عينيه ثم أقعده عن يمينه ثم قال:"هذا عمي، فمن شاء فليباه بعمه"، فقال العباس: نعم القول يا رسول الله،
المهملة وبالنون أي أشد الناس عطفا "عليهم" وأفرد ضميرا أحناه لأن أل في الناس للجنس فتبطل معنى الجمعية، وهو مطرد في أفعل التفضيل، وفي كثير من النسخ أحناهم بالجمع، وهو ظاهر، وكلاهما جائز مراعاة للفظه ومعناه.
"رواه الفضائلي" وأخرجه النسائي عن سعد: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل العباس، فقال:"هذا العباس أجود قريش كفا وأوصلها".
"وفي" كتاب "معجم" الصحابة للحافظ أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز "البغوي" ثم البغدادي من مرسل عطاء الخراساني قال: قال صلى الله عليه وسلم "العباس عمي وصنو أبي" بكسر الصاد المهملة، أي مثله وقريبه، كما قال في التهذيب ومقدمة الفتح، أي في الشفقة عليه وهو أحد معانيه في القاموس ومنها الشقيق لكنه حمله عليه خطا فاضح فإنهما ليسا شقيقين "من آذاه فقد أذاني" وعند أبي نعيم وغيره في حديث "ومن آذاني فقد آذى الله، فعليه لعنة الله ملء السماء وملء الأرض".
"وفي الترمذي نحوه" من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من آذى العباس فقد آذاني إنما عم الرجل صنو أبيه".
"وقال حسن صحيح" وأخرجه أيضا وحسنه عن علي أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر: "أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه" وهو أيضا وابن أبي الدنيا والخراطي والخطيب من حديث المطلب بن ربيعة بن الحارث وابن عساكر وغيره من عمر والترمذي، وحسنه عن أبي هريرة وابن عساكر عن ابن مسعود، ومن ثم قال ابن منده إسناده متصل مشهور، وهو ثابت على رسم الجماعة "وذكر" أي روى "السهمي في الفضائل" وكذا روى الطبراني بسند حسن عن ابن عباس عن أمه أم الفضل:"أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قام إليه، وقبل ما بين عينيه، ثم أقعده عن يمينه، ثم قال: "هذا عمي" إرادة لتشريفه بالقول، كما شرفه بالفعل، وإلا فمعلوم إنه عمه، أي هذا عمي الذي أباهي به من حيث فرحي بإسلامه وهداه، "فمن شاء فليباه" يفاخر "بعمه" والفخر المذموم محله إذا كان على وجه الاحتقار للغير، "فقال العباس: نعم القول" قولك يا رسول الله" وهذا
قال: "ولم لا أقول هذا، أنت عمي وصنو أبي وبقية آبائي وارثي وخير من أخلف من أهلي". وقال له عليه الصلاة والسلام: "يا عم لا ترم منزل أنت وبنوك غدا حتى آتيكم فإن لي فيكم حاجة"، فلما أتاهم اشتمل عليهم بملاءة ثم قال:"يا رب، هذا عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه" قال: فأمنت أسكفه الباب وحوائط البيت فقالت: آمين آمين آمين. رواه ابن غيلان،
بمجرد لا يترتب عليه قوله، "قال: ولم لا أقول هذا؟ " فلعله قدر سائلا العباس، أو غيره عن سبب المدح بما ذكر، فأجابه: "أنت عمي وصنو أبي" شريكه في خروجكما من أصل واحد، وهو الجد، وأصله النخلتان تخرجان عن أصل واحد، ومنه صنوان "وبقية آبائي" والعم والد، هكذا زاده في رواية الطبراني، وقال شيخنا: أي بقية الشفوقين علي من أعمامي كشفقة الأب وفيه إشارة إلى أن منهم من كان له زيادة شفقة بحيث استحق جعله أبا، "ووارثي" في القيام بتعلقاتي بعد موتي، كولاية غسلي، وفي تعظيم الناس لك واستسقائهم بك، كما كانوا يستسقون بي نحو ذلك، وإلا فالأنبياء لا يورثون، وقد كان العباس رضي الله عنه حمله على ظاهره حتى كشف له الصديق القناع، وروى له الحديث، كما في الصحيح مختصرا أو مطولا "وخير من أخف من أهلي" بتقدير من خير، أو في شيء خاص، كقيامه بتعلقات أهله، أو كون الخلفاء من ولده، أو باعتبار السن، وقرب المنزلة، فلا يرد أن عليا أفضل منه بإجماع أو المراد غير علي "وقال له عليه الصلاة والسلام: "يا عم لا ترم" لا تفارق "منزلك أنت وبنوك غدا حتى أتيكم، فإن لي فيكم حاجة" منفعة أوصلها لكم، وجعلها له لشدة رأفته بهم أو أوحى إليه بذلك فهي له "فلما أتاهم" زاد في رواية البيهقي بعدما أضحى فدخل عليهم فقال:"السلام عليكم"، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال:"كيف أصبحتم"؟ قالوا: أصبحنا بخير بحمد الله تعالى، فقال لهم:"تقاربوا" فتقاربوا يزحف بعضهم إلى بعض حتى إذا أمكنوه "اشتمل عليهم" سترهم "بملاءة" بميم مضمومة ولام وهمز ومد الإزار والملحفة وقيل الملاءة الإزار له شقتان، فإن كان واحدة فريطة براء وطاء مهملتين، "ثم قال:"يا رب هذا عمى وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي" أي منهم ولبسطه موضع آخر يأتي إن شاء الله، "فاسترهم من النار كستري إياهم بملائتي هذه" قال: فأمنت أسكفة الباب"، بضم الهمزة عتبته العليا وقد تطلق على السفلى "وحوائط البيت، فقالت: آمين آمين آمين" ثلاث مرات وفي نسخ مرتين فيحتمل إن واحدة من الأسكفة والأخرى من الحوائط ويحتمل أن المراد الجميع.
"رواه ابن غيلان" بالغين المعجمة أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار
وأبو القاسم حمزة، والسهمي، رواه ابن السري وفيه: فما بقي في البيت مدرة ولا باب إلا أمن. ورواه الترمذي من حديث ابن عباس بلفظ فألبسناه كساء ثم قال: "اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا، اللهم احفظه في ولده". وقال حسن غريب.
وعند ابن عبد الباقي من حديث أبي هريرة: "اللهم اغفر للعباس ولولد العباس ولمن أحبهم".
بمعجمتين "والسهمي" والبيهقي من حديث أبي أسيد الساعدي.
"ورواه ابن السري، و" راد "فيه فما بقي في البيت مدرة ولا باب إلا أمن" أي قال آمين معجزة له صلى الله عليه وسلم.
"ورواه الترمذي من حديث ابن عباس بلفظ" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: "إذا كان غداة الاثنين فائتني أنت وولدك" حتى أدعو لكم بدعوة ينفعك الله بها وولدك، فغدا وغدونا معه "فألبسنا كساء" وفي حديث واثلة وأم سلمة عند أحمد أن أصحاب الكساء علي وفاطمة وابناهما وجمع بالتعدد وبسط القول فيه يأتي إن شاء الله تعالى في المقصد السابع، "ثم قال:"اللهم اغفر للعباس وولده" ذكورهم وإناثهم وقوله السابق أنت وبنوك تغليب، ويحتمل أنه أراد بالولد ما يشمل ولد الوالد للرواية الآتية وأبناء أبناء العباس، والجزم به لا يليق فهذه الدعوة حين سترهم ظاهرة في تخصيص الصلبية والآتية مع ضعفها لم يذكر فيها قصة الستر، فهي ظاهرة في كونها دعوة مستقلة فغاية دخولها فيما هنا إنما هو بالاحتمال "مغفرة ظاهرة" بضبط جوارحهم عن المعاصي، وتجليلها بما يجملهم من انور المشاهد "وباطنة" بأن تصون أسرارهم عن نحو الكبر والحسد والغل، "ولا تغادر" بمعجمة ومهملة تترك "ذنبا اللهم احفظه في ولده".
"وقال حسن غريب" وظاهر سياقه أنها قصة غير قصة ذهابه صلى الله عليه وسلم إلى منزل العباس، ولا مانع من التعدد، وعند الحاكم وابن عساكر، وغيرهما، عن سهل بن سعد، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمان القيظ، فنزل منزلا فقام يغتسل فقام العباس فستره بكساء من صوف، قال سهل: فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب الكساء، وهو رافع رأسه إلى السماء يقول:"اللهم استر العباس وولده من النار"، وهذه دعوة أخرى غير يوم الكساء، كما هو ظاهر.
"وعند" أبي بكر محمد بن أحمد "ابن عبد الباقي" بن منصور البغدادي الإمام، القدوة الحافظ، الورع، الثبت، الزاهد، الثقة، العلامة في الأدب المتوفى سنة تسع وثمانين وأربعمائة "من حديث أبي هريرة" مرفوعا، "اللهم اغفر للعباس، ولولد العباس، ولمن أحبهم" فيه بشرى عظيمة للمحبين ولله الحمد.
وفي تاريخ دمشق من حديث ابن عباس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له في فتح مكة "اللهم انصر العباس وولد العباس" قالها ثلاثا ثم قال: يا عم أما علمت أن المهدي من ولدك.
وروى الحاكم في مستدركه والبغوي في معجمه عن سعيد بن المسيب أنه قال: العباس خير هذه الأمة، ووارث النبي صلى الله عليه وسلم وعمه. قال الذهبي وسنده صحيح. قال: ويتكلف لتأويله إن كان قوله خير -بالمعجمة والتحتية-.
"وفي تاريخ دمشق" لابن عساكر برجال ثقات "من حديث ابن عباس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له في فتح مكة: "اللهم انصر العباس وولد العباس"، قالها ثلاثا، ثم قال" إيماء إلى وجه الدعاء لهم بالنصر: "يا عم أما علمت أن المهدي من ولدك" موقوفا، رضيا، مرضيا.
هذا بقية حديث ابن عباس، والمراد بالمهدي محمد بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وقد وجد، وهو ثالث الخلفاء العباسيين وليس المراد به الموعود به آخر الزمان لقوله صلى الله عليه وسلم، "المهدي من ولد فاطمة"، رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
وعند أبي نعيم مرفوعا إنه من ولد الحسن، وفي رواية إنه من ولد الحسن والحسين، وجمع بأن حسني أبا، حسيني أما، "وروى الحاكم في مستدركه والبغوي في معجمه عن سعيد بن المسيب" بكسر الياء وفتحها، "أنه قال" من عند نفسه، "العباس خير هذه الأمة ووارث النبي صلى الله عليه وسلم وعمه".
"قال" الحافظ "الذهبي وسنده صحيح، قال: ويتكلف لتأويله، يعني إن كان قوله خير بالمعجمة والتحتية" بأن المراد من حيث قربه من النبي وشفقته عليه صلى الله عليه وسلم ومزيد كرمه.
قال الزبير بن بكار: كان العباس ثوبا لعاري بني هاشم، وجفنة لجائعهم ويمنع الجار، ويبذل المال ويعطي في النوائب.
قال ابن المسيب: كانت جفنته تدور على فقراء بني هاشم، ويطعم الجائع، ويؤدب السفيه.
قال الزهري: هذا والله هو السؤدد، وكذا يتكلف لتأويله إن كان بالمهملة والموحدة، بأن المراد في شيء خاص، كشدة فراسته، وحسن سياسته، كقوله لعلي في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم: وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت.
رواه البخاري، وقوله لعبد الله: يا بني إن أمير المؤمنين -يعني عمر- يدعوك، ويقربك،
وفي الأفراد للدارقطني عن جابر الأنصاري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من لم يحب العباس بن عبد المطلب وأهل بيته فقد برئ من الله ورسوله"، وفي سنده عمرو بن راشد الحارثي. وهو ضعيف جدا، لكن يشهد له ما رواه محمد بن الحسين الأشناني ثم أبو بكر بن عبد الباقي في أماليه ومن طريقهما المنذري من طريق منصور عن مسلم بن صبيح أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يحب عمي هذا -وأخذ بيد العباس فرفعها- لله عز وجل ولقرابته مني فليس بمؤمن".
وللترمذي وقال: حسن، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
ويستشيرك فاحفظ عني ثلاث خصال: لا يجربن عليك كذبة، ولا تفش له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا.
رواه أبو محمد بن السقاء وإلا فخير هذه الأمة وحبرها على الإطلاق الصديق، فمن بعده على الترتيب المعلوم، فلا ينبغي أن يفهم عن ابن المسيب مع جلالته خلافه، "وفي الأفراد" بفتح الهمزة "للدراقطني عن جابر الأنصاري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من لم يحب العباس بن عبد المطلب وأهل بيته فقد برئ من الله ورسوله" إن كان عدم الحب من حيث القرب، "وفي سنده عمرو بن راشد الحارثي، وهو ضعيف جدا، لكنه يشهد له ما رواه محمد بن الحسين الأشناني" بضم الهمزة، "ثم أبو بكر" محمد بن أحمد "بن عبد الباقي في أماليه، ومن طريقهما المنذري من طريق منصور" ابن المعتمر بن عبد الله الكوفي، الثقة الثبت، المتوفى سنة اثنتين وثلاثين ومائة، "عن مسلم بن صبيح" بالتصغير الهمداني "أبي الضحى" الكوفي، الثقة، الفاضل، المشهور بكنيته مات سنة مائة.
"عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يحب عمي هذا -أخذ بيد العباس، فرفعها" بأن يحبه "لله عز وجل ولقرابته مني فليس بمؤمن" حقيقة إن كان عدم المحبة لأجل قرابته، أو كامل الإيمان إن كان لذاته، "وللترمذي، وقال حسن" والنسائي وأحمد، والحاكم "عند عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب" بن هاشم الصحابي ابن الصحابي، سكن الشام ومات سنة اثنتين وستين، ويقال اسمه المطلب، قال: دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا، وأنا عنده، فقال: "ما أغضبك"؟ قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم، تلاقوا الوجوه ببشر، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، فغضب صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه، ثم
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله" ثم قال: "يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه".
وروى البغوي أنه عليه الصلاة والسلام قال له: "لك يا عم من الله حتى ترضي".
وروى السهمي في الفضائل أن عليه الصلاة والسلام قال: "يا عباس إن الله عز وجل غير معذبك ولا أحد من ولدك".
وفي المعجم الكبير
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال للعباس: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله".
خطاب للعباس، والميم للتعظيم أو لجميع أهل البيت فهي للجميع، "ثم قال:"يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه" وعن علي رفعه "استوصوا بالعباس خيرا، فإنه عمي وصنو أبي" رواه ابنا عدي وعساكر، وعن ابن عباس رفعه "استوصوا بالعباس خيرا، فإنه بقية آبائي، فإنما عم الرجل صنو أبيه" رواه الطبراني، وعن حنظلة الكاتب مرفوعا:"يا أيها الناس إنما أنا ابن العباس، فاعرفوا ذاك له صار لي والدا وصرت له فرطا".
رواه ابن قانع، قال ابن شهاب: كان الصحابة يعرفون للعباس فضله، فيقدمونه، ويشاورونه، ويأخذون برأيه، وقال أبو الزناد لم يمر العباس بعمر وعثمان، وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالا له، ويقال لأنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رواهما ابن عبد البر.
وروى السلفي عن ابن عباس: اعتل أبي، فعاده علي، فوجدني أضبط رجليه، فأخذهما من يدي وجلس موضعي، وقال: أنا أحق بعمي منك إن كان الله عز وجل قد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمي حمزة فقد أبقى لي العباس عم الرجل صنو أبيه وبره بأبيه، اللهم هب لعمي عافيتك، وارفع له درجتك، واجعله عندك في عليين.
"وروى البغوي" عن أبي رافع "أنه عليه الصلاة والسلام، قال له: "لك يا عم" البر، أو الير الكثير "من الله حتى ترضى".
"وروى السهمي في الفضائل أنه عليه الصلاة والسلام قال: "يا عباس إن الله عز وجل غير معذبك ولا أحد من ولدك". بأن يحفظهم مما يوجب العقوبة، ويغفر لهم ما دون ذلك، والظاهر أن المراد أولاده بلا واسطة، ويحتمل العموم وفضل الله واسع، "وفي المعجم الكبير
للطبراني عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للعباس، وأبناء العباس وأبناء أبناء العباس. وفي سنده عبد الرحمن بن حاتم المرادي المصري وهو متروك.
وفي تاريخ دمشق ما هو شديد الوهي عن أبي هريرة مرفوعا: اللهم اغفر للعباس ولولد العباس ولمحبي ولد العباس وشيعتهم.
وفي المناقب للإمام أحمد بسند لا بأس به، أن العباس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: "انظر هل ترى في السماء نجما"، قلت: نعم، قال:"ما ترى"؟ قلت: الثريا، قال:"أما إنه يلي هذه الأمة بعددها من صلبك".
وروى السهمي من حديث ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام قال له: "ألا أبشرك يا عم"؟، قال: بلى بأبي أنت وأمي فقال عليه الصلاة والسلام: "إن من ذريتك الأصفياء ومن عترتك الخلفاء".
ومن حديث أبي هريرة: "فيكم النبوة والمملكة".
للطبراني عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للعباس، وأبناء العباس" يحتمل أنه أراد بهم ما يشمل الإناث تغليبا للرواية السابقة، اغفر للعباس وولده، والولد شامل، "وأبناء أبناء العباس، وفي سنده عبد الرحمن بن حاتم المرادي" بضم الميم نسبة إلى مراد بطن من مذحج، ثم "المصري، وهو متروك" لكن له شاهد تقدم، "وفي تاريخ دمشق" لابن عساكر "مما هو شديد الوهي" الضعف من وهى الحائط إذا مال، "عن أبي هريرة مرفوعا: اللهم اغفر للعباس، ولولد العباس ولمحبي ولد العباس وشيعتهم" بكسر الشين.
"وفي المناقب للإمام أحمد بسند لا بأس به أن العباس، قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: "انظر هل ترى في السماء نجما"، قلت: نعم، قال: "ما ترى"؟ أي نجم ترى، "قلت: الثريا، قال:"أما" بالفتح والتخفيف "إنه يلي هذه الأمة بعددها" مرارا "من صلبك" لأن الواقع إنه تولى منهم جم غفير، وبقية الحديث في المسند اثنين في فتنة، أي بعددها مرتين والمراد التكثير، وفي فتنة صلة محذوف، أي وتحصل تلك الولاية في زمن فتنة وتزول بولايتهم.
"وروى السهمي" ثلاثة أحاديث: أحدهما "من حديث ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام، قال له: "ألا أبشرك يا عم"؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن من ذريتك الأصفياء، ومن عترتك" بكسر المهملة، وسكون الفوقية "الخلفاء" وغاير تفننا، فالمراد أن بعضهم أصفياء، وبعضهم خلفاء، "و" ثانيها من حديث أبي هريرة "فيكم النبوة والمملكة"، إن
ومن حديث ابن عباس عن أبيه: "هذا عمي أبو الخلفاء أجود قريش كفا وأجملها وإن من ولده السفاح والمنصور والمهدي".
وذكر ابن حبان والملاء من حديث ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام قال: "يا أبا بكر هذا العباس قد أقبل وعليه ثياب بيض وسيلبس ولده من بعده السواد".
وعن جابر بن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن في ولده -يعني العباس- ملوك يكونون أمراء أمتي، يعز الله بهم الدين".
كان المراد يا بني هاشم فهو ظاهر، والنبوة له صلى الله عليه وسلم والمملكة لذرية عمه، وإن كان المراد يا بني العباس، كما هو ظاهر السياق فلعل المراد أن فيهم شيما من أخلاق النبوة، أو قرابة أكيدة للنبوة "و" ثالثها "من حديث ابن عباس عن أبيه" رفعه "هذا عمي أبو الخلفاء أجود قريش كفا وأجملها".
والمراد من إخباره هو بذلك، حثه على مزيد الجود، لعلمه أن ذلك يزيده جودا، فإن شأن العرب لا سيما قريش إذا وصفوا بالجود زادوا فيه.
وقد روى ابن حبان عن سعد: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثا إذ طلع العباس، فقال صلى الله عليه وسلم:"العباس عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها وإن من ولده السفاح" لقب أول خلفائهم، يكنى أبا العباس، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولي الخلافة أربع سنين وتسعة أشهر، "والمنصور" أخاه أبا جعفر، واسمه يضا عبد الله بن محمد استخلفه أخوه، ولي الخلافة اثنتين وعشرين سنة، ومات سنة ثمان وخمسين ومائة بقرب مكة، محرما بالحج عن ثلاث وستين سنة، وكان محدثا فقيها بليغا حافظا للقرآن والسنة، جماعا للأموال، فلذا لقب أبا الدوانيق، "والمهدي" بن المنصور، وليها عشر سنين حتى مات سنة تسع وستين ومائة، وخصوا بالذكر لما وقع في ولايتهم من تسكين الفتن ودفع المظالم، حتى قيل في المهدي إنه في بني العباس كعمر بن عبد العزيز في بني أمية.
"وذكر ابن حبان والملاء" بفتح الميم وشد اللام عمر الموصلي كان يملأ من بئر بجامع الموصل احتسابا، كان إماما عظيما، ناسكا زاهدا، وكان السلطان نور الدين الشهيد يشهد قوله، ويقبل شفاعته لجلالته.
ذكره الشامي في أول فضائل الآل "من حديث ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام، قال: "يا أبا بكر هذا العباس قد أقبل، وعليه ثياب بيض، وسيلبس ولده من بعده السواد" أخبار بأنهم يصيرون خلفاء، وأن السواد يكون شعارا لهم، واختاروه اقتداء بلبسه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الأعظم العمامة السوداء، "وعن جابر بن عبد الله" رضي الله عنهما، قال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن في ولده -يعني العباس- ملوك يكونون أمراء أمتي يعز الله بهم الدين" وقد فعل، فزال
قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عمرو بن دينار عن جابر، خرجه الأصفهاني.
وتوفي العباس رضي الله عنه في خلافة عثمان رضي الله عنه قبل مقتله بسنتين بالمدينة، يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب، وقيل من رمضان سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة ثلاث وثلاثين،
بهم ما أسسه بنو مروان من مزيد الظلم.
وقد روى الطبراني عن ثوبان رفعه: "رأيت بني مروان يتعاورون على منبري، فساءني ذلك، ورأيت بني العباس يتعاورون على منبري، فسرني ذلك"، "قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عمرو" بفتح العين "ابن دينار" الثقة، الثبت، التابعي من رحال الجميع.
"عن جابر خرجه الأصفهاني" وعن أبي هريرة قال: خرج صلى الله عليه وسلم فتلقاه العباس، فقال:"ألا أبشرك يا أبا الفضل"؟ قال: بلى، قال:"إن الله افتتح بي هذا الأمر وبذريتك يختمه"، رواه أبو نعيم، وقال صلى الله عليه وسلم:"أوصاني الله بذي القربى وأمرني أن أبدأ بالعباس" رواه الحاكم، وقال صلى الله عليه وسلم:"إن الله اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة تجاهين، والعباس بيننا مؤمن بين خليلين".
رواه ابن ماجه والحاكم في الكنى، وأبو نعيم وابن شاهين، وقال: هذه فضيلة تفرد بها العباس ليست لغيره، وقال صلى الله عليه وسلم:"إن له -يعني العباس- في الجنة غرفة، كما تكون الغرف يظل عليَّ يكلمني وأكلمه" رواه ابن عساكر، وقال صلى الله عليه وسلم:"اللهم هذا عمي، وصنو أبي، وخير عمومة العرب، اللهم أسكنه معي في السناء الأعلى" رواه الديلمي.
وروى البخاري عن أنس: أن عمر كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا العباس فاسقنا فيسقون.
وروى الحاكم عن ابن عمر: استسقى عمر عام الرمان بالعباس، فقال: اللهم هذا عم نبيك نتوجه إليك، فاسقنا، فما برحوا حتى سقوا، فخطب عمر، فقال: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده يعظمه، ويفخمه، ويبر قسمه، فاقتدوا برسول الله في عمه العباس، واتخذوه وسيلة إلى الله فيما نزل بكم.
"وتوفي العباس رضي الله عنه في خلافة عثمان رضي الله عنه قبل مقتله بسنتين بالمدينة يوم الجمعة لاثنتى عشرة" ليلة "خلت من رجب، وقيل من رمضان سنة اثنتين وثلاثين" وبه جزم في الإصابة، "وقيل سنة ثلاث وثلاثين، وهذا الملائم لقوله قبل مقتل عثمان بسنتين؛ لأنه
وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقيل سبع وثمانين سنة، أدرك منها في الإسلام اثنتين وثلاثين سنة ودفن بالبقيع، ودخل قبره ابن عبد الله.
وكان عظيما جليلا، وكان يسمى ترجمان القرآن،
قتل في الحجة سنة خمس وثلاثين، "وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقيل سبع وثمانين سنة"، ومع ذلك مات معتدل القامة، وكان شديد الصوت.
قال النووي: ذكر الحازمي أنه كان يقف على سلع، فينادي، غلمانه آخر الليل وهم بالغابة، فيسمعهم، وبين سلع والغابة ثمانية أميال، "أدرك منها في الإسلام اثنتين وثلاثين سنة" بناء على أنه أسلم في بدر، أو قبلها.
قال مجاهد: أعتق العباس سبعين عبدا، رواه ابن أبي عاصم، وقال كعب تصدق بداره، فوسع به مسجد المدينة، وصلى عليه عثمان، "ودفن بالبقيع ودخل قبره ابنه عبد الله" الحبر البحر لكثرة علمه.
قال القاسم بن محمد: كان الصحابة يسمونه البحر، ويسمونه الحبر، وما سمعت فتوى أشبه بالسنة من فتواه، رواه أبو عمر، "وكان عظيما" في الخَلق والخُلق، "جليلا" واسع العلم حديثًا وفقهًا، وعربية وأنسابًا، وشعرا وتفسيرا، "و" لذا "كان يسمى ترجمان القرآن" وقد روى الطبراني في الكبير، وأبو نعيم عنه دعاني صلى الله عليه وسلم، فقال:"نعم ترجمان القرآن أنت" دعا لي جبريل مرتين، وعنه وضع صلى الله عليه وسلم يده على كتفي أو منكبي، ثم قال:"اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" رواه أحمد والطبراني برجال الصحيح، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره فوجد بردها في صدره، ثم قال:"اللهم احش جوفه علما وحلما" وعنه ضمني صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وقال:"اللهم علمه الحكمة".
وفي رواية الكتاب رواهما البخاري، وعن أبي وائل قرأ ابن عباس سورة النور، وفي رواية البقرة، ثم جعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت، واه يعقوب بن سفيان وأبو نعيم.
وروى أبو زرعة الرازي في العلل عن ابن عباس أتيت خالتي ميمونة، فقلت إني أريد أن أبيت عندكم، فقالت: كيف تبيت وإنما الفراش واحد، فقلت: لا حاجة لي بفراشكم أفرش نصف إزاري، وأما الوسادة، فإني أضع رأسي مع رأسكما من وراء الوسادة، فجاء صلى الله عليه وسلم فحدثته ميمونة بما قلت، فقال:"هذا شيخ قريش"، وهو أعلم إخوته الفضل، وهو أكبرهم وعبيد الله، وكان شيخا جوادا، وللثلاثة سماع ورواية ومعبد وقثم وعبد الرحمن وأم حبيب شقيقتهم، وكثير، وتمام لأم ولد، والحارث وأمه من هذيل وعون.
وهو أبو الخلفاء.
ويروى أن أمه أم الفضل لما وضعته أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمني، وأقام في أذانه اليسري، وقال:"اذهبي بأبي الخلفاء"، رواه ابن حبان وغيره.
وقد ملأ عقبه الأرض حتى قيل إنهم بلغوا في زمن المأمون.
قال أبو عمر: لم أقف على اسم أمه وآمنة وصفية ولكلهم رؤية.
قال أبو عمر: كان تمام أصغرهم، وكان العباس يحمله ويقول:
تموا بتمام فصاروا عشرة
…
يا رب فاجعلهم كراما بررة
واجعل لهم ذكرا وأنم الثمرة
قال اليعمري: يقال ما رؤيت قبور أشد تباعدا من قبور بني العباس، استشهد الفضل بأجنادين، ومات معبد وعبد الرحمن بأفريقيا، وعبد الله بالطائف، وعبيد الله باليمن، وقثم بسمرقند، وكثير بالبقيع، وقد يقع في ذلك خلاف ليس هذا موضعه، "وهو أبو الخلفاء، ويروى أن أمه أم الفضل" لبابة بخفة الموحدتين بنت الحارث الهلالية.
قال ابن حبان: ماتت في خلافة عثمان قبل زوجها العباس "لما وضعته" قبل الهجرة بثلاث سنين بالشعب قبل خروج بني هاشم منه، "أتت به النبي صلى الله عليه وسلم" كما كان أمرها وهي حامل به، "فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى" وهذا مشكل؛ لأن الآذان إنما كان بالمدينة، اللهم إلا أن يكون صلى الله عليه وسلم كان يعلم كلمات الآذان ولإقامة، ولكن لم يوح إليه حينئذ أنه يدعو بهما إلى الصلاة حتى استشار أصحابه، وكانت الرؤيا والعلم عند الله، "وقال:"اذهبي بأبي الخلفاء"، رواه ابن حبان وغيره" كأبي نعيم في الدلائل والسهمي في الفضائل من حديث ابن عباس، قال: حدثتني أم الفضل، قالت: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في الحجر، فقال: "يا أم الفضل"، قلت: لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إنك حامل بغلام" قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء، قال: "هو ما أقول فإذا وضعتيه فائتيني به" فلما وضعته أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرته.
ورواه الطبراني بسند حسن، ولكن ليس فيه ما يشكل من أنه أذن وأقام، إنما قالت: فلما وضعته أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماه عبد الله وألبأه من ريقه، وقال: اذهبي فلتجديه كيسا، قالت: فأتيت العباس فأخبرته فتبسم.
وروى البيهقي وأبو نعيم عن ابن عباس، قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإذا معه جبريل، وأنا أظنه دحية الكلبي وعليَّ ثياب بيض، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنه لوضح الثياب وإن ولده يلبسون السواد، "وقد ملأ عقبه الأرض حتى قيل إنهم بلغوا في زمن المأمون" عبد الله بن هارون الرشيد.
ستمائة ألف. واستبعد، فالله أعلم.
وكان العباس أصغر أعمامه عليه الصلاة والسلام ولم يسلم منهم إلا هو وحمزة، وأسنهم الحارث.
وأما عماته عليه الصلاة والسلام بنات عبد المطلب، فجملتهن ست: عاتكة، وأميمة، والبيضاء وهي أمي حكيم، وبرة، وصفية، وأروى، ولم يسلم منهن إلا صفية أم الزبير بلا خلاف.
واختلف في أروى وعاتكة،
"ستمائة ألف، واستبعد فالله أعلم" هل كان ذلك أم لا، "وكان العباس أصغر أعمامه عليه الصلاة والسلام، ولم يسلم منهم إلا هو وحمزة" والقول بإسلام أبي طالب لا يصح.
قال ابن عساكر وغيره "وأسنهم الحارث" ولم يدرك الإسلام، قال في فتح الباري: من عجائب الاتفاق أن الذين أدركهم الإسلام من الأعمام أربعة لم يسلم منه اثنان وأسلم اثنان، وكان اسم من لم يسلم ينافي أسامي المسلمين، وهما: أبو طالب واسمه عبد مناف، وأبو لهب واسمه عبد العزى بخلاف من أسلم، وهما حمزة والعباس انتهى، وحدث العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديث، وعنه أولاده وعامر بن سعد والأحنف بن قيس وعبد الله بن الحارث وغيرهم، "وأما عماته عليه الصلاة والسلام"، قسيم أعمامه "بنات عبد المطلب" صفة، أو بدل لتعميم الشقائق وغيرهم، دفعا لتوهم أن المراد الشقائق، ولتوهم إرادة العمة المجازية كأخت الجد، كما في قوله:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} [النساء: 23] ، فإنه شامل لعمة الأب مجازا، "فجملتهن" بلا خلاف "ست" حذف التاء؛ لأن المعدود مؤنث "عاتكة وأميمة" بضم الهمزة وفتح الميمين بينهما تحتية ساكنة، ثم تاء تأنيث.
اختلف في إسلامها فنفاه ابن إسحاق ولم يذكرها غير ابن سعد، فقال: أمها فاطمة بنت عمرو وأطعم صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من خيبر، قلت: فعلى هذا لما تزوج صلى الله عليه وسلم بنتها زينب، كانت موجودة انتهى من الإصابة في القسم الأول، ففيه اختيار القول باسمها، وحاصله أن المثبت واحد، والنافي واحد، وسكت الباقون "والبيضاء وهي أم حكيم" يقال إنها توءمة عبد الله والد المصطفى، "وبرة" بفتح الباء، "وصفية وأروى، ولم يسلم منهمن إلا صفية أم الزبير" ابن العوام مجرد إيضا؛ لأن صفية في العمام لم تتعد "بلا خلاف" متعلق بيسلم، "واختلف في أروى وعاتكة" وكذا في أميمة كما علمت وممن حكى الخلاف المصنف نفسه في المقصد السابع، فقال: وأميمة وأروى وعاتكة وصفية أسلمت صفية، وصحبت، وفي
فذهب أبو جعفر العقيلي إلى إسلامهما، وعدهما في الصحابة، وذكر الدارقطني: عاتكة في جملة الإخوة والأخوات، ولم يذكر أروى. وأما ابن إسحاق فذكر أنه لم يسلم منهن غير صفية.
الباقيات خلاف، "فذهب أبو جعفر" محمد بن عمرو بن موسى بن حماد "العقيلي" بضم العين، نسبة إلى عقيل بن كعب بن ربيعة الحافظ الكبير، كثير التصانيف، الثقة العالم بالحديث، المتوفى سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة "إلى إسلامهما، وعدهما في الصحابة" ذكره؛ لأنه لا يلزم من الإسلام الصحبة.
"وذكر الدارقطني عاتكة في جملة الإخوة والأخوات" فقال لها شعر تذكر فيه تصديقها ولا رواية لها.
وقال ابن سعد: أسلمت عاتكة بمكة، وهاجرت إلى المدينة.
قال ابن عبد البر: وأبى ذلك الأكثرون، وقال اليعمري المشهور عندهم: أن عاتكة لم تسلم انتهى، وذكرها ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، واستدل على إسلامها بشعر لها تمدح فيه النبي صلى الله عليه وسلم وتصفه بالنبوة وذكرها ابن منده في الصحابة، وقال: روت عنها أم كلثوم بنت عقبة قصة رؤياها المشهورة في وقعة بدر، قالت: رأيت في المنام قبل قدوم خبر العير بثلاث ليال رجلا أقبل على بعير، فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل غالب لمصارعكم في ثلاث، ثم أخذ صخرة، فأرسلها من رأس الجبل، فأقبلت تهوي حتى ما بقي دار ولا بيت إلا دخل فيها بعضها، فقصتها، فشاع الخبر، فقال أبو جهل للعباس: متى حدثت فيكم هذه البنية؟ فصدق الله رؤياها، والقصة مطولة عند ابن إسحاق وأوردها في القسم الأول من الإصابة، وحكى الخلاف، فكأنه اختار القول بإسلامها، "ولم يذكر" الدارقطني "أروى، وأما ابن إسحاق، فذكر أنه لم يسلم منهن غير صفية"، وتعقبه ابن عبد البر بأن العقيلي ذكرها ف الصحابة، وأسند عند الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه لما أسلم طليب بن عمير دخل على أمه أروى، فقال: قد أسلمت، فقالت: وأزرت وعضدت ابن خالك، والله لو قدرنا على ما تقدر عليه الرجال لمنعناه وذببنا عنه، فقال لها طليب: ما يمنعك أن تسلمي؟ فقد أسلم أخوك حمزة، فقالت: انظر ما يصنع أخواتي فقال: إني أسألك بالله إلا أتيته، فسلمت عليه وصدقتيه، قالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم كانت بعد تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها، وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره، وجزم ابن سعد بأنها أسلمت وهاجرت إلى المدينة، ورثت النبي صلى الله عليه وسلم بأبيات منها:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
…
وكنت بنا برا ولم تك جافيا
فأما صفية فأسلمت باتفاق، كما ذكرته، وشهدت الخندق، وقتلت رجلا من اليهود، وضرب لها عليه الصلاة والسلام بسهم، وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، شقيقة حمزة والمقوم وحجل، وكانت في الجاهلية تحت الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ثم هلك فخلف عليها العوام بن خويلد أخو خديجة أم المؤمنين، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة وتوفيت بالمدينة في خلافة عمر رضي الله عنه سنة عشرين، ولها ثلاثة وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع. وأما عاتكة المختلفة في إسلامها فأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ، فتكون شقيقة.
كان على قلبي لذكر محمد
…
وما جمعت بعد النبي المجاريا
قال في الهدى: وصحح بعضهم إسلامها وأوردها في الإصابة في القسم الأول، "فأما صفية فأسلمت باتفاق، كما ذكرته" وأعاده ليصدر به بعض مناقبها إذ هو أجلها، "وشهدت الخندق، وقتلت رجلا من اليهود" وهو الذي طاف بالحصن الذي كانت فيه مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين، وقدمت القصة، ثم "وضرب لها عليه الصلاة والسلام بسهم" من غنائم قريظة وله أن يخص من شاء بما شاء فلا يقال المرأة إنما يرضخ لها، ويروى أيضا أنها جاءت يوم أحد، وقد ولى الناس، وبيدها رمح تضرب في وجوههم، فقال صلى الله عليه وسلم:"يا زبير المرأة"، "وأمها هالة بنت وهيب" ويقال فيه أهيب بألف بدل الواو ومصغر فيهما "ابن عبد مناف بن زهرة"، فهي "شقيقة حمزة والمقوم وحجل، وكانت في الجاهلية تحت الحارث"، أخي أبي سفيان "بن حرب بن أمية بن عبد شمس" بن عبد مناف، "ثم هلك" عنها، "فخلف" بالتخفيف "عليها العوام بن خويلد أخو خديجة أم المؤمنين، فولدت له الزبير" أحد العشرة. "والسائب" صحابي شهد بدرا والخندق وغيرهما، واستشهد باليمامة، ولا عقب له، كما في الإصابة، "وعبد الكعبة" لم يذكره في الإصابة ولا ذكروه بإسلام، وهاجرت مع ولدها الزبير وروت "وتوفيت بالمدينة في خلافة عمر رضي الله عنه سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع" رضي الله عنها، "وأما عاتكة المختلف في إسلامها" كما علمت فهو مجرد إيضاح، "فأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ" بتحتية ودال معجمة؛ لأنه ابن عمران مخزوم، وقد صرح الزبير بن بكار بأن من كان من ولد عمران، فعائذ بتحتية ومعجمة، ومن كان من ولد أخيه عمر، فعابد بموحدة ومهملة نقله الأمير في إكماله، والحافظ في تبصيره، وأقره فسها من ضبطه بموحدة لحفظه ذلك في عتيق بن عابد بن زوج خديجة قبل المصطفى، "فتكون شقيقة
عبد الله بن أبي النبي صلى الله عليه وسلم وأبي طالب والزبير وعبد الكعبة، وهي صاحبة الرؤية في قصة بدر.
وأما أروى المختلف في إسلامها أيضا، فأمها صفية بنت جندب، فهي شقيقة الحارث بن عبد المطلب، وكانت تحت عمير بن وهب بن عبد الدارين قصي، فولدت له طليبا ثم خلفه عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وأسلم طليب وكان سببا في إسلام أمه، كما ذكره الواقدي.
عبد الله أبي النبي صلى الله عليه وسلم وأبي طالب والزبير"، بضم الزاي عند الجميع إلا البلاذري، فقال: بفتحها، كما مر، "وعبد الكعبة" وكانت تحت أبي أمية بن المغيرة المخزومي، فولدت له عبد الله وزهيرا أسلما وصحبا، وقريبة بفتح القاف، وقيل بالتصغير أسلمت وصحبت، كما في الإصابة، وقال في العيون: مختلف في صحبتها، وهم إخوة أم سلمة أم المؤمنين لأبيها، "وهي صاحبة الرؤيا في قصة بدر" أوردها ابن إسحاق مطولة، وقد لخصت المراد منها قريبا، "وأما أروى المختلفة في إسلامها أيضا، فأمها صفية بنت جندب فهي شقيقة الحارث" وقثم "بن عبد المطلب" ووقع في العيون أنها شقيقة عبد الله وفيه نظر، "وكانت تحت عمير" بالتصغير، وقيل عمرو بفتح العين "ابن وهب بن عبد الدار بن قصي" القرشي.
قال البرهان: لا أعرف لعمير إسلاما، والظاهر هلاكه على دين قومه، "فولدت له طليبا" بالتصغير، "ثم خلف عليها كلدة" بفتح الكاف واللام "ابن عبد مناف" قال اليعمري: كذا في كتاب أبي عمر، والصحيح كلدة بن هاشم بن عبد مناف "بن عبد الدار بن قصي"، فولدت له أروى.
قاله أبو عمرو ليس بشيء إنما ولدت له فاطمة انتهى، "وأسلم طليب،" وكان من فضلاء الصحابة، وهاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا، واستشهد بأجنادين ولا عقب له، "وكان سببا في إسلام أمه"، عند من قال إسلامها، "كما ذكره الواقدي" محمد بن عمر بن واقد بسند له معضل أن طليبا أسلم في دار الأرقم، ثم خرج، فدخل على أمه، فذكر ما تقدم قريبا، ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر، ومال للقول به ورد به نف ابن إسحاق إسلامها.
وقد أخرجه الحاكم من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، قال في الإصابة: وليس كما، قال: فموسى ضعيف، ورواية أبي سلمة مرسلة انتهى.
وذكر الواقدي أيضا بسند له أن أبا جهل وعدة معه عرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم، فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل، فضربه، فشجه، فأخذوه فقام أبو لهب في نصره، وبلغ أروى،
وأما أم حكيم، فهي شقيقة عبد الله أبي النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما برة فأمها فاطمة أيضا، وكانت عند أبي رهم بن عبد العزى العامري، ثم خلف عليها عبد الأسد بن هلال المخزومي، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد الذي كانت عنده أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما أميمة فأمها فاطمة أيضا، وكانت تحت جحش بن رياب، فولدت له عبد الله وعبيد الله وأبا أحمد.
فقالت: إن خير أيامه يوم نصر ابن خاله، فقال لأبي لهب: إن أروى صبت فعابها، فقالت: قم دون ابن أخيك فإنه أن يظهر كنت بالخيار، وإلا كنت أعذرت في ابن أخيك، فقال: ولنا طاقة بالعرب قاطبة أنه جاء بدين محدث.
قال ابن سعد: ويقال إنها قالت:
إن طليبا نصر ابن خاله
…
وأساه في ذي دمه وماله
"وأما أم حكيم" بفتح المهملة وكسر الكاف، "فهي شقيقة عبد الله أبي النبي صلى الله عليه وسلم" وتوءمته على خلاف فيه، وكانت تقول إني لحصان فما أكلم وصناع فما أعلم، وهي التي وضعت جفنة الطيب للمطيبين، وكانت تحت كريز بالتصغير ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له عامرا وبنات منهن أروى أم عثمان بن عفان أسلما وصحبا، وولد عامر عبد الله على عهده صلى الله عليه وسلم فعوذه وتفل في فيه، فجعل يتسوغ ريقه صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنه لمسقي"، فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء، وعمل السقايات بعرفة وشق نهر البصرة، وجمع له عثمان بين ولاية البصرة وفارس، وهو ابن أربع وعشرين سنة، وكان سخيا جوادا، كما في العيون "وأما برة فأمها فاطمة" فهي شقيقة عبد الله "أيضا، وكانت عند أبي رهم" بضم الراء "ابن عبد العزى العامي" من بني عامر بن لؤي، فولدت له أبا سبرة، صحابي شهد بدرا والمشاهد معه صلى الله عليه وسلم كما في العيون، "ثم خلف عليها عبد الأسد بن هلال المخزومي، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد"، الصحابي الشهير، "الذي كانت عنده أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم" وقيل كانت عند عبد الأسد قبل أبي رهم، كما في العيون، "وأما أميمة" المختلف في إسلامها أيضا، كما سبق "فأمها فاطمة" المخزومية، فهي شقيقة عبد الله "أيضا، وكانت تحت جحش بن رياب" بكسر الراء فتحتية مخففة فألف فموحدة، "فولدت له عبد الله" المجدع في الله بدعائه المستشهد يوم أحد "وعبيد الله" بتصغير العبد أسلم، وهاجر إلى الحبشة فتنصر هناك ومات، "وأبا أحمد" اسمه عبد بلا إضافة، وقيل عبد الله، وهو وهم من السابقين، وكان ضريرا يطوف
وزينب وأم حبيبة وحمنة، أولاد جحش بن رياب.
وأما جداته عليه الصلاة والسلام من أبيه:
فأم عبد الله -أبيه- فهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
وأم عبد المطلب، سلمى ابنة عمرو من بني النجار، وكانت قبل هاشم تحت أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرا بن أحيحة،
مكة أعلاها وأسفلها بلا قائد، وهاجر إلى المدينة مع أخيه عبد الله وشهد بدرا، والمشاهد، قيل وهاجر إلى الحبشة قبل المدينة، وأنكره البلاذري، كما في الإصابة، "وزينب" أم المؤمنين "وأم حبيبة" بهاء آخرها كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، فاستحيضت فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث في مسلم، ولبعض الرواة أم حبيب بلا هاء "وحمنة" كانت زوج مصعب بن عمير فقتل عنها يوم أحد، فتزوجها طلحة بن عبيد الله، فولدت له محمدا وعمران، قال أبو عمر: كانت من المبايعات، وشهدت أحدا، فكانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى، وكانت تستحاض، كما أخرجه أبو داود والترمذي عنها، وقد قيل: إن بنات جحش كلهن ابتلين بالاستحاضة "أولاد جحش بن رياب" الأسدي من بني أسد بن خزيمة، "وأما جداته عليه الصلاة والسلام من" جهة "أبيه، فأم عبد الله أبيه، فهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ" بتحتية ومعجمة؛ لأنه "ابن عمران" بألف ونون بعد الراء، كما في ابن إسحاق اليعمري وغيرهما.
ويقع في بعض نسخ المصنف بحذف أن، وهو تصحيف وسها من ضبطه بمهملة وموحدة؛ لأن ذاك لمن كان من ولد أخيه عمرو بن مخزوم، كعتيق بن عابد زوج خديجة قبل المصطفى، كما صرح به علامة النسب الزبير بن بكار وأقره في الاكمال والتبصير، كما تقدم قريبا "ابن مخزوم" ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي.
قال في الروض، وزاد ابن إسحاق بين عائذ وعمران عبد، فقال عائذ بن عبد بن عمران وخالفه ابن هشام، وقال عائذ بن عمران "بلا واسطة، وهو الصحيح؛ لأن أهل النسب ذكروا أن عبدا أخو عائذ وأنه أب لصخرة زوجة عمرو بن عائذ، وهي أم فاطمة جدته صلى الله عليه وسلم "وأم بد المطلب سلمى ابنة عمرو من بني النجار" وذلك أن هاشما أباه نزل على أبيها، فلمحها، فأعجبته فخطبها إليه، فأنكحه إياها وشرط عليه أنها لا تلد ولدا إلا في أهلها، فوفى لها، فولد عبد المطلب عندها، ومات هاشم، فبقي عندها حتى جاء عمه عبد المطلب، فأخذه، كما مر، "وكانت" كما جزم به ابن إسحاق في السيرة "قبل هاشم تحت أحيحة" بمهملتين مصغر "ابن الجلاح"، بضم الجيم وآخره مهملة، كما في الإصابة، "فولدت له عمرا" بفتح العين "ابن أحيحة" الأنصاري الأوسي.
وهو أخو عبد المطلب لأمه.
وأم هاشم هي عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان من بني سليم.
وأم عبد مناف عاتكة بنت فالج بن ذكوان من بني سليم.
وأم قصي فاطمة بنت سعد من أزد السراة.
وقال ابن عبد البر: تزوجها أحيحة بعد موت هاشم، "وهو أخو عبد المطلب لأمه".
ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن خزيمة بن ثابت، قال أبو عمر: لا أدري ما هذا فمحال أن يروي عن خزيمة من كان في هذا السن، وعساه أن يكون حفيد العمر وسمي باسمه.
قال الحافظ: ويحتمل أن لا يكون بينه وبين زوج سلمى نسب بل وافق اسمه واسم أمه، واشتركا في التسمية بعمرو، وليت شعري ما المانع من ذلك مع كثرة وقوع مثله انتهى، فليتأمل والغرض من هذا أن سلمى تزوجت أحيحة اتفاقا، إنما الخلاف هل تزوجته قبل هاشم أو بعده، "وأم هاشم هي عاتكة بنت مرة" بضم الميم وشد الراء "ابن هلال بن فالج" بالفاء والجيم "ابن ذكوان" بذال معجمة "من بني سليم" بالتصغير، "وأم عبد مناف" قمر بالبطحاء "عاتكة بنت فالج" عمه أم هاشم، كما في الروض "ابن ذكوان من بني سليم".
وذكر ابن إسحاق أن أمه حبى بضم المهملة وشد الموحدة الممالة بنت حليل بضم الحاء، وفتح اللام الخزاعية، وعارضه السهيلي في الروض بأن غيره، قال أمه عاتكة هذه السليمية، وأنه صلى الله عليه وسلم قال لولادتهما وولادة عاتكة الآتية في نسب أمه:"أنا ابن العواتك من سليم" على الأصح خلافا لمن قال إنه أراد ثلاث مراضع أرضعنه كل تسمى عاتكة من سليم انتهى، "وأم قصي فاطمة بنت سعد" بن سيل بفتح المهملة والتحتية ولام، وهو السنبل إذا أخذ الحب لقب به، واسمه خير بن حبالة بموحدة، كما في الروض وفيه يقول الشاعر:
ما ترى في الناس شخصا واحدا
…
من علمناه كسعد بن سيل
فارسا أضبط فيه عسره
…
وإذا ما وافق القرن نزل
فارسا يستدرج الخيل كما اسـ
…
ـتدرج الحر القطامي الحجل
"من أزد السراة" بفتح الهمزة وسكون الزاي والدال نسبة إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد كهلان بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان، وقيل اسم الأزدري بتقديم الدال على الراء، وإليه جماع الأنصار، ويقال الأسد لقرب السين من الزاي، والأزدي أيضا من أزدشنوأة ومن أزد الحجر، ولكنهما مندرجان في الأول؛ لأنهما من ولده والنسبة ترجع إليه.
وأم كلاب، نعم بنت سرير بن ثعلبة بن مالك بن كنانة.
وأم مرة وحشية بنت شيبان بن محارب من فهم.
وأم كعب، سلمى بنت محارب من فهم.
وأم لؤي وحشية بنت مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة.
وأم غالب، سلمى بنت سعد بن هذيل.
وأم فهر، جندلة بنة الحارث الجرهمي.
وأم مالك، هند بنت عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان.
قاله الحازمي ذكره في التبصير "وأم كلاب نعم" بضم النون، وسكون المهملة، وميم، وجزم ابن إسحاق بأن اسمها هند، ورجحه البلاذري "بنت سرير" بمهملات مصغر "ابن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة" بن خزيمة، "وأم مرة وحشية" بفتح الواو ويقال بميم عوضها بالأول جزم ابن إسحاق، وسكون الخاء، وكسر الشين المعجمتين فتحتية مشددة "بنت شيبان بن محارب" بن فهر بن مالك بن النضر.
هكذا نسبها ابن إسحاق وتبعه الشامي وغيره، وهذا صريح في أنها قرشية، وأما ابن قتيبة، فقال:"من فهم" بفتح الفاء وسكون الهاء، وبالميم فهم ثلاثة قبائل، فلم يعين هي من أيها، "وأم كعب سلمى بنت محارب من فهم" فهي عمة التي قبلها عنده، والذي قاله ابن إسحاق وأتباعه أن أمه ماوية بكسر الواو وشد التحتية بنت كعب بن القين من قضاعة، فخالف في الاسم والنسبة، كما خالف فيها في التي قبلها في النسبة.
قال شيخنا: وقد يقال على بعد كلاهما اسم لها غايته أن أحدهما اسم والآخر لقب، وأما النسبة فلعلها تنسب إلى إحدى القبيلتين من جهة الأب والأخرى من جهة الأم، واشتهرت بكل منهما "وأم لؤي وحشية بنت مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة" في قول ابن قتيبة.
وقال ابن إسحاق: أمه سلمى بنت عمرو الخزاعي، وقال غيره عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة. "وأم غالب سلمى بنت سعد بن هذيل" بن مدركة وسماها ابن إسحاق ليلى، ووافق في نسبها، وقال غيره ليلى بنت الحارث بن تميم بن هذيل بن مدركه، "وأم فهر جندلة" بجيم، فنون، فدال مهملة "ابنة الحارث" ابن مضاض بميم مكسورة ومعجمتين "الجرهمي".
قال ابن هشام وليس بابن مضاض الأكبر، "وأم مالك هند" وقيل عاتكة، ولقبها عكرشة "بنت عدوان"، بفتح العين، وسكون الدال المهملتين "ابن عمرو بن قيس بن عيلان" بفتح
وأم النضر، برة بنت مرة أخت تميم بن مرة.
ذكره ابن قتيبة في كتاب المعارف كما حكاه الطبري عنه وقال: فالجدة الأولى قرشية مخزومية، والثانية نجارية، والثالثة سليمية، والرابعة سليمية أيضا، وقيل خزاعية والخامسة أزدية، والسادسة كنانية، والسابعة فهمية والثامنة أيضا أو فهرية -الخط في الأصل يوهم- والتاسعة كنانية، والعاشرة هذلية، والحادية عشر جرهمية، والثانية عشر قيسية، والثالثة عشر مرية.
وأما جداته عليه الصلاة والسلام من أمه:
فأم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن
المهملة، وسكون التحتية من خزاعة، وقيل هي عرابة بنت سعد القيسية بفتح المهملة وخفة الراء "وأم النضر برة بنت مرة أخت تميم بن مرة" بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وهي بنت أخي برة بنت أد زوجة أبيه التي خلف عليها بعد موته ولم تلد له ذكرا ولا أنثى، فلما ماتت عنده تزوج بنت أختها هذه، فولدت له النضر، كما ذكره أبو عثمان الجاحظ، وبه تعقب الحافظ عبد الكريم القطب الحلبي كلام السهيلي، وقال: إنه غلط نشأ من اشتباه لاتفاق اسمهما وتقارب نسبهما، وقال مغلطاي هو الصواب وخلافه غلط ظاهر، كما مر بسطه في النسب الشريف المصون، عن كل دنس ومنه نكاح المقت مع الكلام على الآباء.
هذا وأم كنانة عوانة بنت سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، وأم خزيمة امرأة من قضاعة وأم مدركة خندف بنت عمران القضاعية، وأم إلياس جرهمية وأم مضرة سودة بنت عك بن عدنان وأم نزار وأم معد امرأة من قومه اسمها الأمينة هكذا أورده ابن إسحاق وغيره.
وأما المصنف فاقتصر على جماع قريش؛ لأنه الذي "ذكره ابن قتيبة في كتاب المعارف، كما حكاه الطبري" أحمد بن عبد الله المكي "عنه، وقال: فالجدة الأولى قرشية مخزومية، والثانية نجارية، والثالثة سليمية، والرابعة سليمية أيضا، وقيل خزاعية"، واسمها حبى، كما مر خلافا لمن اقتضاه من أن الخلاف في النسبة مع الاتفاق على الاسم، فحاصل الخلاف أنها حبى الخزاعية، أو عاتكة السلمية، "والخامسة أزدية، والسادسة كنانية، والسابعة فهمية، والثامنة" فهمية "أيضا" بالميم، "أو فهرية" بالراء "الخط في الأصل يوهم، والتاسعة كنانية، والعاشرة هذلية، والحادية عشر جرهمية، والثانية عشر قيسية، والثالثة عشر مرية" فذلك لما أسلفه للإيضاح.
"وأما جداته عليه الصلاة والسلام من" قبل "أمه، فأم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن
زهرة بن كلاب، برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة، وأم أبيها وهب: عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان من بني سليم، ذكره ابن قتيبة.
وقال أبو عمر: ويعرف أبوها بأبي كبشة الذي كان ينسب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال: ابن أبي كبشة، ونسب إليه لأنه كان يعبد "الشعرى" ولم يكن أحد من العرب يعبدها، فلما جاءهم عليه الصلاة والسلام بخلاف ما كانت عليه العرب قالوا: هذا ابن أبي كبشة، ولم يقصدوا ذمة عليه والصلاة والسلام. وقيل: بل نسب إلى وهب أخي أمه كان يدعى بها، وقيل كان يدعى بها أبوه من الرضاع، الحارث بن عبد العزى زوج حليمة فنسب إليه.
زهرة بن كلاب" بن مرة بن كعب. "برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة" بن كعب بن لؤي، هكذا نسبها ابن إسحاق وغيره، ويقع في بعض نسخ المصنف عبد العزى بن قصي نسبة إلى الجد الأعلى "وأم أبيها وهب" جده آمنة "عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج" بفاء وجيم "ابن ذكوان من بني سليم ذكره ابن قتيبة".
"وقال أبو عمر" ابن عبد البر: "ويعرف أبوها" أي عاتكة، وهو الأوقص "بأبي كبشة الذي كان ينسب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال ابن أبي كبشة" كقول أبي جهل لقريش يخبركم ابن أبي كبشة أن خزنة جهنم تسعة عشر، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم، رواه ابن جرير، وكقول أبي سفيان: لقد أمر ابن أبي كبشة أصبح بخافة ملك بني الأصفر، قال في الفتح: كذا قال أبو الحسن الجرحاني النسابة، وفيه نظر، فلم يذكر أحد من أهل النسب أن الأوقص يكنى أبا كبشة، "ونسب إليه؛ لأنه" خالف العرب، "فكان يعبد الشعرى، ولم يكن أحد من العرب يعبدها" غيره، "فلما جاءهم عليه الصلاة والسلام بخلاف ما كانت عليه العرب" من عبادة الأصنام، "قالوا: هذا ابن أبي كبشة"، فنسبوه إليه في مطلق المخالفة لهم فيما يعبدون، "ولم يقصدوا ذمة عليه الصلاة والسام" وقيل: بل، قالوه عداوة وتحقيرا له بنسبته إلى غير نسبه المشهور؛ لأن عادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد غامض، كما في الفتح والكرماني، وقيل الذي خالفهم وعبد الشعرى رجل من خزاعة اسمه وجز بفتح الواو وسكون الجيم، وزاي ابن قالب، فنسبوه إليه في مطلق المخالفة، "وقيل: بل نسب إلى وهب أخي أمه كان يدعى بها" بأبي كبشة تحقيرا وعداوة بنسبته إلى خاله، "وقيل: كان يدعى بها أبوه من الرضاع الحارث بن عبد العزى زوج حليمة" وكانت له بنت تسمى كبشة، "فنسب إليه" عداوة بنسبته إلى زوج
وأم برة هي أم حبيب، قاله ابن قتيبة وقال أبو سعيد: أم سفيان بنت أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب.
وأم أم حبيب هي برة بنت عوف بن عبيد بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب.
وأم برة بنت عوف، قلابة بنت الحارث بن صعصعة بن عائذ بن لحيان بن هذيل.
وأم قلابة، هند بنت يربوع من ثقيف. قاله ابن قتيبة، وقال ابن سعد إنها بنت مالك بن عثمان من بني لحيان.
فالجدة الأولى والثانية والثالثة من أمهات أمه عليه الصلاة والسلام قرشيات، وأم أبي أمه سليمة.
المرضعة، وقيل: هو والد حليمة، وقيل نسبة لجد جده عبد المطلب لأمه، "وأم برة" والدة آمنة "هي أم حبيب، قال ابن قتيبة" وابن إسحاق، "وقال أبو سعيد" هي "أم سفيان" ويمكن التوفيق بأن أحدهما اسم بلفظ الكنية، والآخر كنية "بنت أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب، وأم أم حبيبة هي برة بنت عوف بن عبيد" بن عويج، كما في ابن إسحاق "بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب" بن فهر بن مالك بن النضر، قال ابن هشام: فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبا، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه، وأم برة بنت عوف قلابة" بكسر القاف وخف اللام، فألف فموحدة "بنت الحارث" بن طابخة، كما في الروض عن محمد بن حبيب قبل قوله "ابن صعصعة بن عائذ بن عادية بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل" كذا في النسخ، والذي في الروض عن محمد بن حبيب بعد صعصعة بن عادية بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل، قال: وزعم الزبير أن الحارث كان يكنى أبا قلابة وأنه أقدم شعراء هذيل، وذكر من شعره قوله:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم
…
حتى تلاقي ما يمني لك الماني
فالخير والشر مقرونان في قرن
…
بكل ذلك يأتيه الجديدان
"وأم قلابة هند بنت يربوع من ثقيف، قاله ابن قتيبة، وقال ابن سعد إنها" أي هند "بنت مالك بن عثمان من بني لحيان"، وقال محمد بن حبيب أم قلابة أمية بنت مالك بن غنم بن لحيان بن غادية وأمها بنت كهف الظلم من ثقيف، كما في الروض "فالجدة الأولى والثانية والثالثة من أمهات أمه عليه الصلاة والسلام قرشيات وأم أب أم سليمة" ولذا قال: أنا ابن
والرابعة لحيانية هذلية، والخامسة ثقفية، ففي كل قبيلة من قبائل العرب له عليه الصلاة والسلام عقلة نسب.
وإما إخوته عليه الصلاة والسلام من الرضاعة.
فحمزة وهو عمه وأبو سلمة بن عبد الأسد، أرضعتهما معا معه صلى الله عليه وسلم ثوبية جارية أبي لهب بلبن ابنها مسروح بن ثويبة.
العواتك من سليم. "والرابعة لحيانية" بكسر اللام وسكون الحاء "هذلية" نسبة إلى لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر. "والخامسة ثقفية ففي كل قبيلة من قبائل العرب له عليه الصلاة والسلام عقلة نسب" وقدم المصنف في المقصد الأول عن محمد بن السائب الكلبي، قال: كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان من أمر الجاهلية. وقدمت الجواب عن استشكاله بأن أمهاته لا تبلغ ذلك، بأن مراده الجدات وجدات الجدات من قبل الأبوين، أو بالنظر إلى أن له في كل قبيلة عقلة نسب، فجميع نسائهم جدات، أو عمات، أو خالات فعد قرابتهم له ولادة. والمراد أن نسبه صلى الله عليه وسلم بحواشيه وأطرافه جميل لم يسمه دنس. "وأما أخوته عليه الصلاة والسلام من الرضاعة" أراد بهم ما يشمل الإناث كقوله وإن كان له إخوة. وأخرهم مع تقديمهم في الترجمة على الجدات لكونهم من الأصول. "فحمزة وهو عمه" سيد الشهداء "وأبو سلمة" عبد الله بن عبد الأسد" بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي من السابقين الأولين، قال ابن إسحاق: أسلم بعد عشرة أنفس. وروى ابن أبي عاصم في الأوائل من حديث ابن عباس أول من يعطي كتابه بيمينه أبو سلمة بن عبد الأسد، وأول من يعطي كتابه بشماله أخوه سفيان بن عبد الأسد هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرا قال ابن منده: ومات بالمدينة بعد أن رجعوا منها، وقال ابن إسحاق بعد أحد، وهو الصحيح، وهو ابن برة عمة النبي صلى الله عليه وسلم "أرضعتهما معا معه صلى الله عليه وسلم ثويبة" بضم المثلثة وفتح الواو وسكون التحتية فموحدة فهاء تأنيث، كما في الصحيحين. "جارية أبي لهب بلبن ابنها مسروح" بفتح الميم وسكون المهملة وضم الراء وسكون الواو وحاء مهملة، قال في الإصابة: لم أقف في شيء من الطرق على إسلامه، وهو محتلم "بن ثويبة" قال البلاذري أرضعته صلى الله عليه وسلم أياما قلائل قبل أن تأخذه حليمة وأرضعت قبله حمزة وبعده أبا سلمة وبهذا ينحل إشكال أن حمزة أسن منه فكيف يكون أخاه، كما مر هكذا ذكر غير واحد أن حمزة رضيعه صلى الله عليه وسلم من هذه الجهة فقط، وهو الذي في الصحيحين، وذكر ابن القيم أن حمزة كان مسترضعا في بني سعد، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، وهو عند حليمة، فكان رضيعه من جهتين جهة السعدية وجهة ثوبية انتهى.
وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أرضعته ورسول الله صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية، وعبد الله وآسية وجدامة -وتعرف بالشيماء- الثلاثة أولاد حليمة.
وقد روي أن خيلا له أغارت على هوازن فأخذوها في جملة السبي،
"وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب" الهاشمي الذي قال في حقه صلى الله عليه وسلم، أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة.
أخرجه الحاكم وغيره، وقال: أبو سفيان خير أهلي رواه أبو عمر بن عبد البر والحاكم والطبراني بسند جيد "أرضعته ورسول الله صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية وعبد الله" بفتح العين ابن الحارث بن عبد العزى السعدي الصحابي ذكره في الإصابة في القسم الأول في العبادلة المكبرين، ولم يدركه فيمن اسمه عبيد الله، بضم العين فيما يقع في بعض النسخ عبيد تصحيف من النساخ زادوها ياء، ثم أورده في المخضرمين، وقال فيه: أخرج ابن سعد بسند صحيح من مرسل إسحاق بن عبد الله، قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم أخ من الرضاعة، فجعل يقول له: أترى أن يكون بعث بعد الموت، فيقول صلى الله عليه وسلم:"أي والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولأعرفنك"، قال: فلما آمن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم جعل يبكي، ويقول: أنا أرجو أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي يوم القيامة فأنجو انتهى.
وحاصل ذكره في الموضعين أنه لا نزاع في إسلامه بل في أنه صحابي، "وآسية" بالمد فسين مهملة فتحتية، قال في الإصابة: بنت الحارث السعدية أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة.
ذكره أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى انتهى، ويقع في بعض النسخ أنيسة بنون، وتقديم التحتية على السين، وهو تصحيف، فلم يذكرها في الإصابة فيمن اسمه أنيسة، إنما ذكر ما نقلت عنه بلفظ آسية، وهي أول امرأة بدأ بها من الصحابيات "وجدامة" بضم الجيم ودال مهملة ميم، كما جزم به ابن سعد، وقيل بخاء مكسورة، وذال معجمتين ذكره ابن إسحاق في رواية زياد، وقيل حذافة بضم الحاء المهملة، وفتح الذال المعجمة، فألف ففاء، ذكره ابن إسحاق في رواية يونس، وجزم به ابن عبد البر، وصوبه الخشبي، واقتصر في الإصابة على الأول والثالث، وفي الروض على الأخيرين، "وتعرف بالشيماء" بفتح الشين المعجمة وسكون الياء، ويقال: الشماء بلا ياء، قال ابن إسحاق، غلب على اسمها، فلا تعرف في قومها إلا به، وذكرها أبو نعيم وغيره في الصحابة "الثلاثة أولاد حليمة" من زوجها الحارث قاله ابن إسحاق.
"وقد روي" عند ابن سعد "أن خيلا له أغارت على هوازن" لما بعث أبا عامر الأشعري في طلب الفارين منهم يوم حنين، فهزموهم وسبوا النساء والذرية، "فأخذوها في جملة السبي،
فقالت: أنا أخت صاحبكم، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له: يا محمد، أنا أختك، فرحب بها وبسط لها رداءه وأجلسها عليه ودمعت عيناه، وقال عليه الصلاة والسلام:"إن أحببت فأقيمي عندي مكرمة محببة، وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتك". قالت: بل أرجع إلى قومي، فأسلمت، وأعطاها صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاء. ذكره أبو عمر وابن قتيبة.
وأما أمه من الرضاعة، فحليمة بنت أبي ذؤيب من هوازن، وهي التي أرضعته حتى أكملت رضاعه، وجاءته عليه الصلاة والسلام يوم حنين.
فقالت: أنا أخت صاحبكم" من جهة أنه صلى الله عليه وسلم رضع أمها بلبان أختها.
قال ابن إسحاق: فلم يصدقوها، "فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت له: يا محمد أنا أختك" زاد ابن إسحاق، قال:"وما علامة ذلك"؟ قالت: عضة عضضتنيها في ظهري، وأنا متوركتك، فعرف صلى الله عليه وسلم العلامة، "فرحب بها، وبسط لها رداءه، وأجلسها عليه، ودمعت" بفتح الميم "عيناه" رقة عليها، "وقال عليه الصلاة والسلام:"إن أحببت فأقيمي عندي مكرمة محببة، وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتك"، قالت: بل" تصلي "وأرجع إلى قومي، فأسلمت"، رضي الله عنها، "وأعطاها صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاء".
"ذكره أبو عمر" بن عبد البر، "وابن قتيبة" وأسنده ابن إسحاق عن يزيد بن عبيد السعدي بنحوه، وفيه فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما، يقال له مكحول وجارية، فزوجت أحدهما الأخرى، فلم يزل فيهم من نسلهما بقية، وذكر في الإصابة حفص بن الحارث من حليمة السعدية، ووصفه بأنه أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وقفت له عل رواية، عن أمه من طريق محمد بن عثمان اللخمي، عن محمد بن إسحاق، عن جهم بن أبي جهم، عن عبد الله بن جعفر، عن حفص بن حليمة، عن أمه، عن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ميلاده انتهى.
وذكر بعضهم في إخوته من الرضاع عبد الله بن جحش، ولم يصفه بذلك في الإصابة، وسنه يقصر عن ذلك، فإنه استشهد بأحد، وهو ابن بضع وأربعين سنة، وسنه صلى الله عليه وسلم يومئذ ست وخمسون "وأما أمه من الرضاعة فحليمة بنت أبي ذؤيب" بذال معجمة واسمه عبد الله بن الحارث بن شجنة، بكسر المعجمة، وسكون الجيم بعدها نون ابن جابر بن رزام بكسر المهملة، ثم زاي منقوطة ابن ناضرة بن قصية بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة "من" بني "هوازن" كما علمت "وهي التي أرضعته حتى أكملت رضاعه" ورأت فيه آيات بينات مر بعضها في المقصد الأول، "وجاءته عليه الصلاة والسلام يوم حنين" بعد انصرافه من الغزو، وهو
فقال إليها وبسط رداءه إليها، فجلست عليه، وكذا ثوبية جارية أبي لهب أيضا، واختلف في إسلامها كما اختلف في إسلام حليمة وزوجها،
بالجعرانية، "فقام إليها، وبسط رداءه إليها، فجلست عليه" وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها عبد الله بن جعفر، كما في الاستيعاب، قال في الإصابة: وحديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلي وابن حبان في صحيحه، وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة، وأخرج أبو داود وأبو يعلى وغيرهما، عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة يقسم لحما، فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هذه؟، قالوا: أمة أرضعته انتهى، وفي هذه القصة رد على ما وقع عند الواقدي أنه سأل بنتها الشماء لما جاءته عن أبويه، فأخبرته أنهما ماتا، والواقدي ما يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف، "وكذا ثوبية جارية أبي لهب" أمة رضاعة "أيضا".
"واختلف في إسلامها" حكاه ابن منده وقال أبو نعيم: لا أعلم أحدا أثبته، وفي طبقات ابن سعد ما يدل على أنها لم تسلم: قال في الإصابة لكنه لا يدفع نقل ابن منده، "كما اختلف في إسلام حليمة" السعدية، فالأكثرون، وهو الصحيح على أنها أسلمت وصحبت، وزعم الدمياطي وأبو حيان النحوي أنها لم تسلم، وقال ابن كثير: لم تدرك البعثة، ورده الحافظ بأن عبد الله بن جعفر حدث عنها، عند أبي يعلى، والطبراني، وابن حبان، وهو إنما ولد بعد البعثة انتهى، وحسبك في الرد على الدمياطي قوله، وقد وهم غير واحد فذكروها في الصحابة؛ لأنهم أثبتوا ذلك، فمن أين ل الحكم عليهم بالغلط، وأما أبو حبان فليس من فرسان ذا الميدان يذهب إلى زيده وعمره، وقد ألف الحافظ مغلطاي جزءا حافلا، سماه التحفة الجسمية في إثبات إسلام حليمة.
وذكرها في الصحابة ابن أبي خيثمة في تاريخه، وابن عبد البر، وابن الجوزي في الحداء، والمنذري في مختصر السنن، وخاتمهم في الإصابة وحسبك بهم حجة، "وزوجها" الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن قصية بن نضر بن سعد بن بكر بن هوازن السعدي، فلم يذكره كثير ممن ألف في الصحابة، ولا ذكره البكائي في روايته عن ابن إسحاق، وذكره في الصحابة جماعة منهم صاحب الإصابة لما أخرجه ابن إسحاق في رواية يونس، عنه قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار عن رجال من بني سعد بن بكر، قالوا: قدم الحارث أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة عليه بمكة حين أنزل عليه القرآن، فقالت له قريش ألا تسمع يا حار ما يقول ابنك، قال: وما يقول، قالوا: يزعم أن الله يبعث من في القبور، وأن لله دارين يعذب فيها من عصاه، ويكرم فيها من أطاعه، فقد شتت أمرنا وفرق جماعتنا، فأتاه فقال: أي بني مالك، ولقومك
والله أعلم.
وكانت ثوبية تدخل عليه صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوج خديجة فكانت تكرمها. وأعتقها أبو لهب، وكان عليه الصلاة والسلام يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر، ذكره أبو عمر.
وكانت حاضنته عليه الصلاة والسلام أم أيمن، بركة بنت ثعلبة بن حصن بن مالك، غلبت عليها كنيتها، وكنيت باسم ابنها أيمن الحبشي، وهي أم أسامة بن زيد، تزوجها زيد بعد عبيدة،
يشكونك، ويزعمون أنك تقول إن الناس يبعثون بعد الموت، ثم يصيرون إلى جنة ونار، فقال صلى الله عليه وسلم:"أنا أزعم ذلك، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت لقد أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم"، فأسلم الحارث بعد ذلك، فحسن إسلامه، وكان يقول حين أسلم لو أخذ ابني بيدي فعرفني ما قال لم يرسلني إن شاء الله حتى الجنة، قال ابن إسحاق: وبلغني أنه إنما أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن سعد نحو هذه القصة لابنه، كما تقدم قريبا، قال في الإصابة: فيحتمل أن يكون ذلك وقع للابن والأب "والله أعلم" بما في نفس الأمر.
"و" ذكر ابن سعد عن الواقدي، عن غير واحد من أهل العلم، أنه "كانت ثوبية تدخل عليه صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوج خديجة، فكانت تكرمها" زاد ابن سعد، وهي ملك أبي لهب، وسألته خديجة أن يبيعها لها، فامتنع "وأعتقها أبو لهب" بعد الهجرة عند ابن سعد في هذه الرواية، والصحيح أنه أعتقها حين بشرته بولادته صلى الله عليه وسلم، كما مر، وقيل أعتقها قبل الولادة بدهر طويل، "وكان عليه الصلاة والسلام" لما هاجر "يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر" سنة سبع "ذكره أبو عمر".
زاد ابن سعد ومات ابنها مسروح قبلها، "وكانت حاضنته عليه الصلاة والسلام أم أيمن بركة بنت ثعلبة بن حصن بن مالك" بن سلمة بن عمرو بن النعمان، "غلبت عليها كنيتها"، فاشتهرت بها، "وكنيت باسم ابنها أيمن الحبشي" كذا، قال ابن عبد البر، والصواب أن الحبشي غير ابن أم أيمن، فإنه خزرجي، أما الحبشي فجاء مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة، كما في الإصابة، "وهي أم أسامة بن زيد" الحب ابن الحب، "تزوجها زيد" الأمير، المستشهد بموته "بعد" موت "عبيدة" بن زيد، الذي كان تزوجها في الجاهلية بمكة، وكان قدمها وأقام بها، ثم نقلها إلى يثرب، فولدت له أيمن، ثم مات عنها، فرجعت إلى مكة.
ذكر البلاذري، وأخرج ابن السكن مرفوعا "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج
فولدت له أسامة، ويقال: إنها كانت مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة. وكانت لعبد الله بن عبد المطلب. فورثها النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل كانت لأمه عليه الصلاة والسلام. وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "أم أيمن أمي بعد أمي".
أم أيمن"، فتزوجها زيد بن حارثة، "فولدت له أسامة، ويقال له إنها كانت مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبتها له أخت خديجة، حكاه أبو نعيم، أسلمت قديما و"هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة" وساق الله لها في هجرتها إليها كرامة باهرة.
قال ابن سعد: أخبرنا أبو أسامة عن جرير بن حازم سمعت عثمان بن القاسم يقول لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء، فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة، فأجهدها العطش، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض، فأخذته فشربته، حتى رويت، فكانت تقول ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للصوم في الهواجر فما عطشت، وأخرجه ابن السكن من طريق هشام بن حسان عن عثمان بنحوه، وقال في روايته: خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة، وهي ماشية ليس معها زاد وفيه، فلما غابت الشمس إذا أنا بحقيق تحت رأسي، وفيه فلقد كنت بعد ذلك أصوم في اليوم الحار، ثم أطوف في الشمس، فما عطشت بعد، "و" قيل "كانت لعبد الله بن عبد المطلب فورثها النبي صلى الله عليه وسلم" من أبيه، وأعتقها لما تزوج خديجة، حكاه ابن سعد، "وقيل كانت لأمه عليه الصلاة والسلام"، حكاه ابن أبي خيثمة، "وكان عليه الصلاة والسلام يقول:"أم أيمن أمي بعد أمي" في الشفقة والحنو علي ورعايتي وتعظيمي، أو في رعايتي لها واحترامها وتعظيمها.
وعند ابن سعد: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن: "يا أمه" وكانت تدل عليه ويزورها.
وقد روى أحمد والبخاري وابن سعد عن أنس أن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل يرد بعد ذلك فكلمني أهلي أن أسأله الذي كانوا أعطوه، أو بعضه، وكان أعطاه أم أيمن، فسألته، فأعطانيه، فجاءت أم أيمن، فجعلت تقول كلا والله لا يعطيكهن وقد أعطانيهن، فقال صلى الله عليه وسلم:"لك كذا وكذا"، وتقول: كلا ويقول: "لك كذا وكذا"، وتقول: كلا، حتى أعطاها حسبته، قال عشرة أمثاله، أو قريبا من عشرة أمثاله، وأخرج مسلم، وأحمد وابن السكن وأبو يعلى، عن أنس كان صلى الله عليه وسلم يدخل على أم أيمن فقدمت إليه لبنا، فإما كان صائما، وإما قال:"لا أريده"، فأقبلت تضاحكه، فلما كان بعد وفاته، قال أبو بكر لعمر: انطلق بنا نزور أم أيمن، كما كان صلى الله عليه وسلم يزورها فلما دخلا عليها بكت، فقالا: ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، قالت: أبكي على الوحي الذي رفع عنا فهيجتهما على البكاء، فجعلت تبكي
وكانت الشيماء بنت حليمة السعدية تحضنه أيضا مع أمها حليمة السعدية. خاتمة.
ويبكيان معها.
قال الواقدي: ماتت في خلافة عثمان، وعند مسلم وابن السكن، عن الزهري أنها توفيت بعده صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر.
قال الحافظ: وهذا مرسل، ويؤيد الأول ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح عن طارق بن شهاب لما قتل عمر بكت أم أيمن، وقالت: اليوم وهي الإسلام، وهو موصول، فهو أقوى، واعتمده ابن منده وغيره، وزاد ابن منده أنها ماتت بعد عمر بعشرين يوما، وجمع ابن السكن بين القولين، بأن التي ذكرها الزهري هي مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، والتي ذكرها طارق هي مولاة أم حبيبة، وأن كلا منهما اسمها بركة، وتكنى أم أيمن، وهو محتمل على بعده انتهى، وكانت الشيماء بنت حليمة السعدية تحضنه أيضا مع أمها حليمة السعدية، فهي أخت وحاضنة ومر أنها كانت ترقصه وتقول:
يا ربنا أبق أخي محمدا
…
حتى أراه افعا وأمردا
ثم أراه سيدا مسودا
…
وأكتب أعاديه معا والحسدا
واعطه عزا يدوم أبدا
فكان أبو عروة الأزدي إذا أنشده يقول: ما أحسن ما أجاب الله تعالى دعاءها.
"خاتمة" لم يذكر المصنف أخواله، وقد روى ابن شاهين عن عائشة أن الأسود بن وهب خال النبي صلى الله عليه وسلم أستأذن عليه، فقال:"يا خال أدخل"، فدخل، فبسط له رداءه.
وروى ابن الأعرابي في معجمه عن عبد الله بن عمرو، قال صلى الله عليه وسلم لخاله الأسود بن وهب:"ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيرا يعلمهن إياه، ثم لا ينسيه أبدا"، قال: بلى يا رسول الله، قال:"قل اللهم إني ضعيف، فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضاي".
وروى ابن منده عن الأسود بن وهب خاله صلى الله عليه وسلم أنه قال له: "ألا أنبئك بشيء عسى الله أن ينفعك به"، قال: بلى: قال: "إن الربا أبواب الباب منه عدله بسبعين حوبا أدناها فجرة، كاضطجاع الرجل مع أمه، وإن أربى الربا باستطالة المرء في عرض أخيه بغير حق".
وروى الخرائطي بسند ضعيف عن عمير بن وهب خال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قدم عليه فبسط له رداءه، وقال:"الخال والد".
قال في الإصابة: وهذه القصة للأسود بن وهب، فلعلها وقعت له ولأخيه عمير انتهى، وخاله أيضا عبد يغوث بن وهب والد الأسود الذي كان من المستهزئين، وذكر أبو موسى المديني في الصحابة فريعة بنت وهب الزهرية، فقال رفعها صلى الله عليه وسلم، وقال:"من أراد أن ينظر إلى خالة رسول الله، فلينظر إلى هذه" وروى أبو يعلى عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم أعطى خالته غلاما، فقال:"لا تجعليه قصابا ولا حجاما ولا صائغا".
وروى الطبراني عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وهبت خالتي فاخته بنت عمرو غلاما وأمرتها أن لا تجعله جازرا ولا صائغا ولا حجاما" والله أعلم.