الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودفنت بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة، وقيل سعيد بن زيد، وكان عمرها أربعا وثمانين سنة
صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية، فسألاها عن الجيش، وكان ذلك حين جهز يزيد مسلم بن عقبة بعسكر الشام إلى المدينة، فكانت وقعة الحرة سنة ثلاث وستين، وهذا كله يدفع قول الواقدي.
وحكاه ابن عبد البر: أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد فإن سعيدا مات سنة خمسة أو إحدى أو اثنتين وخمسين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، "ودفنت بالبقيع" وليس كذلك اتفاقا، ويمكن تأويله بأنها مرضت، فأوصت بذلك، ثم عوفيت، فمات سعيد قبلها انتهى، وهو تأويل حسن، ويؤيده أن الواقدي نفسه قال:"وصلى عليها أبو هريرة" إذ لو كان من أوصت له حيا ما صلى أبو هريرة، وقيل سعيد بن زيد، حكاه عبد الغني في الكمال وابن الأثير، وهو مشكل؛ لأنه مات قبلها باتفاق كما ترى، "وكان عمرها أربعا وثمانين سنة" على الصواب، وروت عنه صلى الله عليه وسلم وعن أبي سلمة، وفاطمة الزهراء، وعنها ابناها عمر وزينب وابن أخيها مصعب بن عبد الله، ومكاتبها نبهان ومواليها عبد الله بن رافع، ونافع وشعبة، وابنه، وأبو بكير، وخيرة والدة الحسن وممن يعد في الصحابة صفية بنت شيبة، وهند بنت الحارث الفراسية، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي، وأبو وائل، وابن المسيب وأبو سلمة، وحميد، ولدا عبد الرحمن بن عوف، وعروة، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، وآخرون كما في الإصابة.
[أم حبيبة أم المؤمنين] :
وأما أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب، وقيل اسمها هند، والأول أصح -وأمها صفية بنت أبي العاصي بن أمية عمة عثمان بن عفان-
أم حبيبة أم المؤمنين:
"وأما أم المؤمنين أم حبيبة" بفتح الحاء المهملة "رضي الله عنها رملة" بفتح الراء "بنت أبي سفيان صخر بن حرب، وقيل اسمها هند والأول أصح" وبه جزم الزهري وابن إسحاق وخلق. اشتهرت بكنيتها بابنتها من عبيد الله حبيبة ولدت بمكة وهاجرت معها إلى الحبشة، ورجعت معها إلى المدينة، قاله ابن إسحاق، وابن عقبة، وحكى ابن إسحاق قولا أنها ولدت بالحبشة صحابية ربيبة المصطفى، وأمها صفية بنت أبي العاصي بن أمية عمة عثمان بن عفان،
فكانت تحت عبيد الله بن جحش، وهاجر بها إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم تنصر وارتد عن الإسلام ومات هناك، وثبتت أم حبيبة على الإسلام.
واختلف في وقت نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، وموضع العقد، فقيل: إنه عقد عليها بأرض الحبشة سنة ست، فروي أنه صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ليخطبها عليه، فزوجها إياه، وأصدقها عنه أربعمائة دينار، وبعث بها إليه مع.
فكانت تحت عبيد الله" بتصغير العبد "ابن جحش" فأما أخوه عبد الله بالتكبير، فاستشهد بأحد، ووهم، زاعم أنه زوجها؛ لأنه لم يتنصر، "وهاجر بها إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم تنصر وارتد عن الإسلام" عطف تفسير؛ إذ التنصر بعد الإسلام ردة، "ومات هناك وثبتت أم حبيبة على الإسلام" فأتم لها الله الإسلام والهجرة.
وروى ابن سعد عنها، رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت، فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام، فلم يحفل به، وأكب على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي، فقال: يا أم المؤمنين، ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية يقال لها أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك الحديث.
"واختلف في وقت نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، وموضع العقد" وفي العاقد، "فقيل إنه عقد عليها بأرض الحبشة سنة ست".
قال أبو عبيدة، قال اليعمري: وليس بشيء.
وفي الإصابة روى ابن سعد أنه سنة سبع، وقيل ست والأول أشهر، "فروي أنه صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن أمية الضمري" بفتح، فسكون الصحابي المشهور، المتوفى في خلافة معاوية نسبة إلى ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة "إلى النجاشي ليخطبها" النجاشي لا عمر، ولأنه رسول فقط، وضمنه معنى حبس ومنع، فقال "عليه" دون إليه أوله المتبادر من تعدية خطب، أي ليلتمس له نكاحها ويقبله له، "فزوجها إياه" النجاشي، أي تول عقدها على ظاهر هذه الرواية، وهو أحد الأقوال المحكية، في العيون وغيرها، "وأصدقها عنه أربعمائة دينار" كما في المستدرك وغيره.
قال في العيون وهو أثبت، وفي نسخة من العيون تسعمائة دينار، قال في النور وهو غلط، وفي المستدرك أيضا وأمهرها عنه أربعة آلاف دينار، وسكت عليه الذهبي في تلخيصه.
وفي أبي داود أربعة آلاف درهم، وعند ابن أبي خيثمة عن الزهري، زعموا أنه ساق عنه أربعين أوقية، فإن كانت من الفضة، فيكون ألفا وستمائة درهم، "وبعث بها إليه" صلى الله عليه وسلم "مع
شرحيبل بن حسنة.
وروي أن النجاشي أرسل إليها جاريته "أبرهة" فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك منه، وأنها أرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاصي فوكلته وأعطت أبرهة سوارين خواتم من فضة سرورا بما بشرتها بها، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد: فإني أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ذهبا،
شرحبيل" بضم المعجمة، وفتح الراء وسكون المهملة، "ابن حسنة" هي أمه التي ربته، وأبوه عبد الله بن المطاع الكندي كان أميرا في فتح الشام، وبها مات سنة ثماني عشرة.
"وروي" عن ابن سعيد من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي، عن أم حبيبة رأيت في النوم، فذكرت الحديث، كما مر، وفيه "أن النجاشي أرسل إليها جاريته أبرهة" التي قدمت معها وصحبت، "فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك منه" فوكلي من يزوجك "وإنها أرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاصي" بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف من السابقين الأولين، قيل كان رابعا أو خامسا استشهد بمرج الصفراء أو بأجنادين "فوكلته وأعطت أبرهة سوارين وخواتم من فضة سرورا بما بشرتها به، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب"، الأمير المستشهد بمؤتة، "ومن هناك من المسلمين فحضروا، فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس" الطاهر عما لا يليق به "السلام" ذي السلامة من النقائص، "المؤمن" المصدق رسله بخلق المعجزة لهم "المهيمن" الشهيد على عباده بأعمالهم، "العزيز" القوي "الجبار" الذي جبر خلقه على ما أراد "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره" يعليه "على الدين كله"، جميع الأديان المالفة له، "ولو كره المشركون" ذلك، "أما بعد، فإني أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وفي رواية ابن سعد، فإن رسول الله كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة، فأجبت، "وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ذهبا".
قال الحاكم: إنما أصدقها ذلك استعمالا لأخلاق الملوك في المبالغة في الصنائع، لاستعانة
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم. فتكلم خالد بن سعيد فقال: الحمد لله أحمده، وأستعينه واستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد: فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فيها. ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال:"اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج"، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا. خرجه صاحب الصفوة كما قاله الطبري. وكان ذلك سنة سبع من الهجرة.
قال أبو عمر: واختلف فيمن زوجها فروي أنه سعيد بن العاصي،
النبي صلى الله عليه وسلم به في ذلك انتهى، وعند ابن أبي خيثمة عن أم حبيبة وما بعث إليه صلى الله عليه وسلم بشيء، "ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد، فقال: الحمد لله، أحمده وأستعينه، واستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسول الله صل الله عليه وسلم فيها، ودفع" النجاشي "الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاصي فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا".
وفي رواية أراد بالإفراد، أي هو ومن معه، وخصه بالإرادة لأنه لما كان أمر العقد منوطا به، وثم أراد الانصراف لانتهاء الحاجة، "فقال:"اجلسوا فإن سنة الأنبياء"، طريقتهم وسيرتهم الحميدة، "إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام، فأكلوا ثم تفرقوا".
زاد ابن سعد قالت أم حبيبة: فلما وصل إلى المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا، فردتها علي، وردت على ما كنت أعطيتها أولا، وقالت: إن الملك عزم على بذلك، ثم جاءتني من العد بعود، وورس، وعنبر وزباد كثير، فقدمت به معي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"خرجه صاحب الصفوة" ابن جوزي "كما قاله الطبري" الحافظ محب الدين وأخرجه ابن سعد بأبسط منه، كما علم، "وكان ذلك في سنة سبع من الهجرة" كما رواه ابن سعد، وقيل سنة ست، والأول أشهر، كما في الإصابة، بل في العيون أن الثاني ليس بشيء كما مر، وعلى فرض ثبوته يحتمل أن البعث سنة ست، والعقد سنة سبع، فلا منافاة بينهما.
"قال أبو عمر" بن عبد البر، "واختلف فيمن زوجها، فروي أنه سعيد بن العاصي" أخو خالد، كما في الإصابة، فنسب لجده، وفيه نظر، فقد ذكر ابن شاهين أن إسلامه كان قبل الفتح.
وروي عثمان بن عفان وهي ابن عمته. وذكره البيهقي أن الذي زوجها خالد بن سعيد بن العاصي وهو ابن عم أبيها، لكن إن صح التاريخ المذكور فلا يصح أن يكون عثمان هو الذي زوجها، فإنه كان مقدمه من الحبشة قبل وقعة بدر في السنة الثانية من الهجرة.
وكان أبو سفيان أبوها حال نكاحها بمكة مشركا محاربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
بيسير، كما نقله في الإصابة فلم يكن من مهاجرة الحبشة.
"وروي" عن الطبراني عن الزهري: "عثمان بن عفان، وهي ابنة عمته" لأن أمها صفية أخت عفان لأمه وأبيه، وذكر البيهقي" وهو الذي رواه ابن سعد عنها، "إن الذي زوجها خالد بن سعد بن العاصي" وبه جزم ابن القيم.
قال اليعمري: وهو أثبت انتهى، "وهو ابن عم أبيها" لأن العاصي ابن أمية وأبو سفيان بن حرب ابن أمية، وقيل عقد عليها النجاشي، وكان قد أسلم، حكاه اليعمري وغيره وفيه نظر؛ لأنه وكيل عنه صلى الله عليه وسلم فهو الذي قبل له.
قال الشامي: ويحتمل أن يكون النجاشي هو الخاطب والعاقد أما عثمان أو خالد على ما تضمنه الحديث، "لكن إن صاح التاريخ المذكور" من القولين في وقته، "فلا يصح أن يكون عثمان هو الذي زوجها فإنه كان مقدمه من الحبشة قبل وقعدة بدر في السنة الثانية من الهجرة" وأما سعيد أو خالد، فكلاهما محتمل على ما يعطيه ظاهر المصنف، وقد علمت ما في سعيد من نظر، "وكان أبو سفيان أبوها حال نكاحها بمكة، مشركا، محاربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقيل له: إن محمدا قد نكح ابنتك فقال: هو الفحل لا يقدع أنفه.
رواه أبو سعد وغيره وهو بضم التحتية، وسكون القاف، وفتح الدال وبالعين المهملتين، قال الجوهري: أي لا يضرب أنفه، وذلك إذا كان كريما، وليس ذكره مجرد فائدة لا تعلق لها بالتزويج، بل لرد القول بأن أباها هو الذي زوجها عملا بما في مسلم من طريق عكرمة بن عمار، عن أبي زميل عن ابن عباس: أن أبا سفيان قال للنبي صلى لله عليه وسلم: أسألك ثلاثا، فأعطاه إياهن الحديث، وفيه عندي أجمل العرب أم حبيبة، أزوجك إياها، فقيل: الصحيح أنه تزوجها بعد الفتح لهذا الحديث، ولا يرد بنقل المؤرخين، وهذه طريقة باطلة عند أدنى من لم علم بالسير والتواريخ، وما قد كان وقيل هو غلط لا خفاء به.
قال ابن حزم: هو موضوع بلا شك كذبه عكرمة بن عمار، وقال ابن الجوزي: فيه وهم من بعض الرواة لا شك فيه ولا تردد، اتهموا به عكرمة للإجماع على أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي
وقد قيل إن عقد النكاح عليها كان بالمدينة بعد رجوعها من أرض الحبشة
بالحبشة وإن أباها جاء زمن الهدنة، فدخل عليها فثنت فراشه صلى الله عليه وسلم حتى لا يجلس عليه، وتبعه على ذلك جماعة آخرهم أبو الحسن بن الأثير في أسد الغابة، وتعقب بالقول بأنه تزوجها بالمدينة، كما يأتي نعم لا خلاف أنه دخل عليها قبل إسلام أبي سفيان، وأنكر ابن الصلاح هذا على ابن حزم، وبالغ في الشناعة عليه، وقال: لا نعلم أحدا من أئمة الحديث نسب عكرمة إلى الوضع، وقد وثقه وكيع وابن معين وغيرهما، وقالت طائفة: بل سأله أن يجدد العقد تطييبا لقلبه، فإنه كان تزوجها بغير اختياره، وخفي علية صحح العقد بغير رضاه في تلك الحالة.
قال بعض الحفاظ: وهذا أيضا باطل لا يظن به صلى الله عليه وسلم ولا يعقل أبي سفيان، ولم يكن شيء من ذلك، وقالت طائفة، منهم البيهقي والمنذر، يحتمل أن هذه المسألة وقعت من أبي سفيان في بعض خرجاته إلى المدينة، وهو كافر حين سمع نعي زوج بنته بالحبشة والتعسف والتكلف الذي في هذا الكلام يغني عنه رده، وقالت طائفة، للحديث محمل صحيح، وهو أن المعنى أرضى الآن أن تكون زوجك، فإني لم أكن قبل ذلك راضيا به، وهذا من زبد الصدور، لا من زبدها، وقيل لما سمعه أبو سفيان أنه صلى الله عليه وسلم طلق نساءه حين حلف لا يدخل عليهن شهرا قدم المدينة، وقال ذلك ظنا منها أنه طلقها وهذا من جنس ما قبله، وقالت طائفة: الحديث صحيح، لكن الغلط والوهم من أحد رواته في تسمية أم حبيبة، وإنما سأله أن يزوجه أختها عزة وخفاءالتحريم عليه غير مستبعد، فقد حفي على ابنته وهي أفقه منه، واعلم حيث قالت له صلى الله عليه وسلم هل لك في أختي فهذه التي عرضها أبو سفيان، فسماها الراوي من عنده أم حبيبة وهما، وقيل كانت كنيتها أيضا أم حبيبة، وهذا جواب حسن لولا قوله، فأعطاه ما سأل فيقال حينئذ هذه اللفظة من الراوي، وإنما أعطاه بعض ما سأل أو أطلق اتكالا على فهم المخاطب أنه أعطاه ما يجوز إعطاؤه مما سأل.
وقال المنذري أيضا ظن أبو سفيان بإسلامة تجدد ولايته عليها، فأراد تجديد العقد يوم ذلك لا غير، قال اليعمري: وهذا جواب يتساوك هزلا انتهى، بضم الهاء مفعول له، أي يتمايل لأجل الضعف والهزل، وقد ظهر لي الجواب، بأن المعنى يديم التزويج ولا يطلق كما فعل بغيرها، ولا ينافيه قوله عندي؛ لأن الإضافة لأدنى ملابسة، ولا بأس به فإنه قريب.
"وقد قيل إن عقد النكاح عليها كان بالمدينة بعد رجوعها من أرض الحبشة"، وعمل له عثمان وليمة لحم.
روي ذلك عن قتادة والزهري، وهو يرد دعوى ابن حزم وغيره الإجماع على أنه إنما تزوجها