الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مهملة ابن عمرو الهجري البصري الثلاثة (عن أبي هريرة رضي الله عنه) أنه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم):
(إن موسى) عليه الصلاة والسلام (كان رجلًا حييًّا) بفتح الحاء المهملة وكسر التحتية الأولى وتشديد الثانية أي كثير الحياء. زاد في أحاديث الأنبياء ستيرًا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر موسى هذا التستر إلا بعيب في جلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وأن الله تعالى أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يومًا وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وأن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه فطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانًا
أحسن ما خلق الله وبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربًا بالعصا فوالله إن بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا. (وذلك قوله تعالى): محذرًا أهل المدينة أن يؤذوا رسول الله كما آذى بنو إسرائيل موسى ({يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله}) فأظهر الله براءته ({مما قالوا وكان عند الله وجيهًا}) أي كريمًا ذا جاه وما مصدرية أو بمعنى الذي. وسبق في أحاديث الأنبياء أن خلاسًا والحسن لم يسمعا من أبي هريرة.
وهذا الحديث ساقه هنا مختصرًا جدًّا وذكره تامًّا في أحاديث الأنبياء.
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع 65 - كتاب تفسير القرآن
[34] سورة سَبَأ
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يُقَالُ {مُعَاجِزِينَ} : مُسَابِقِينَ. {بِمُعْجِزِينَ} : بِفَائِتِينَ. {مُعَاجِزِينَ} : مُغَالِبِينَ. {سَبَقُوا} : فَاتُوا. {لَا يُعْجِزُونَ} : لَا يَفُوتُونَ. {يَسْبِقُونَا} : يُعْجِزُونَا. قَوْلُهُ {بِمُعْجِزِينَ} : بِفَائِتِينَ وَمَعْنَى. {مُعَاجِزِينَ} : مُغَالِبِينَ. يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يُظْهِرَ عَجْزَ صَاحِبِهِ. {مِعْشَارٌ} : عُشْرٌ. {الأُكُلُ} : الثَّمَرُ. {بَاعِدْ} : وَبَعِّدْ: وَاحِدٌ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ {لَا يَعْزُبُ} : لَا يَغِيبُ. {الْعَرِمُ} : السُّدُّ مَاءٌ أَحْمَرُ أَرْسَلَهُ اللَّهُ فِي السُّدِّ فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ وَحَفَرَ الْوَادِيَ فَارْتَفَعَتَا عَنِ الْجَنْبَيْنِ وَغَابَ عَنْهُمَا الْمَاءُ فَيَبِسَتَا، وَلَمْ يَكُنِ الْمَاءُ الأَحْمَرُ مِنَ السُّدِّ وَلَكِنْ كَانَ عَذَابًا أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ شَاءَ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ {الْعَرِمُ}: الْمُسَنَّاةُ بِلَحْنِ أَهْلِ الْيَمَنِ. وَقَالَ غَيْرُهُ {الْعَرِمُ} : الْوَادِي. (السَّابِغَاتُ) الدُّرُوعُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ {وَهَلْ يُجَازَى} : يُعَاقَبُ. {أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} : بِطَاعَةِ اللَّهِ. {مَثْنَى وَفُرَادَى} : وَاحِدٌ وَاثْنَيْنِ. {التَّنَاوُشُ} : الرَّدُّ مِنَ الآخِرَةِ إِلَى الدُّنْيَا. {وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} : مِنْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَهْرَةٍ. {بِأَشْيَاعِهِمْ} : بِأَمْثَالِهِمْ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ. (كَالْجَوَابِ): كَالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ. (الْخَمْطُ): الأَرَاكُ. (وَالأَثَلُ): الطَّرْفَاءُ. (الْعَرِمُ): الشَّدِيدُ.
34 -
[سَبَأ]
مكية، وقيل: إلا {ويرى الذين أُوتوا العلم} [سبأ: 56] الآية وآيها خمس وخمسون، ولأبي ذر: سورة سبأ.
(بسم الله الرحمن الرحيم) سقطت البسملة لغير أبي ذر كلفظ سورة.
(يقال {معاجزين}) بألف بعد العين وهي قراءة غير ابن كثير وأبي عمرو أي (مسابقين) كي يفوتونا قاله أبو عبيدة.
({بمعجزين}) في قوله في العنكبوت: {وما أنتم بمعجزين} [العنكبوت: 22](بفائتين) أخرج ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن عبد الله بن الزبير نحوه ({معاجزين}) بالألف أي (مغالبين) كذا وقع لغير أبي ذر وسقط له ({معاجزيّ}) بالألف وسقوط النون مشدد التحتية أي (مسابقيّ) كذا لأبوي الوقت وذر وابن عساكر وسقط لكريمة والأصيلي ({سبقوا}) أي في قوله في الأنفال: {ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا} [الأنفال: 59] أي (فأتوا) أنهم ({لا يعجزون}) أي (لا يفوتون) قاله أبو عبيدة في المجاز.
({يسبقونا}) في قوله تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا} [العنكبوت: 4] أي (يعجزونا) بسكون العين (قوله) ولأبي ذر وقوله ({بمعجزين}) بالقصر وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير أي (بفائتين ومعنى {معاجزين}) بالألف (مغالبين) كذا وقع مكررًا وسقط لغير أبي ذر (يريد كل واحد منهما أن يظهر عجز صاحبه) يريد أنه من باب المفاعلة بين اثنين.
({معشار}) في قوله تعالى: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} [سبأ: 45] معناه (عُشر) بنى مفعال من لفظ العشر كالمرباع ولا ثالث لهما من ألفاظ العدد فلا يقال مسداس ولا مخماس.
(الأُكل) بضم الكاف في قوله تعالى: {ذواتى أُكل خمط} [سبأ: 16] هو (الثمر) ولأبي ذر يقال الأكل الثمرة قال أبو عبيدة: الأكل الجنى بفتح الجيم مقصورًا وهو بمعنى الثمرة.
({باعد}) بالألف وكسر العين في قوله تعالى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا} [سبأ: 19](وبعّد) بدون ألف وتشديد العين وهذه قراءة أبي عمرو وابن كثير وهشام (واحد) في المعنى إذ كل منهما فعل طلب ومعنى الآية أنهم لما بطروا نعمة ربهم وسألوا انتعالها جازاهم جزاء مَن كفر نِعمه إلى أن صاروا مثلًا فقيل تفرّقوا أيادي سبأ كما قال تعالى: {فجعلناهم أحاديث} [سبأ: 19].
(وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي فبقوله تعالى: ({لا يعزب}) أي (لا يغيب){عنه مثقال ذرة} [سبأ: 3].
({العرم}) في قوله تعالى: {فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم} [سبأ: 16] هو (السدّ) بضم السين وفتحها وتشديد الدال المهملتين الذي يحبس الماء بنته بلقيس وذلك أنهم كانوا يقتتلون على ماء واديهم فمرت به فسدّ، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني سيل العرم السدّ وله عن
الحموي الشديد بشين معجمة بوزن عظيم السيل (ماء أحمر أرسله في السدّ) ولأبي ذر أرسله الله في السدّ بفتح سين السد فيهما في اليونينية (فشقه وهدمه وحفر الوادي فارتفعتا عن الجنبين) بفتح الجيم والموحدة بينهما نون ساكنة، ولأبي ذر عن الحموي بفتح الجنبتين بفتح الجيم والنون والموحدة
والفوقية وسكون التحتية وفي نسخة نسبها في الفتح للأكثرين الجنتين بتشديد النون بغير موحدة تثنية جنة.
قال الكرماني: فإن قلت: القياس أن يقال ارتفعت الجنتان عن الماء. وأجاب: بأن المراد من الارتفاع الانتقال والزوال يعني ارتفع اسم الجنة عنهما فتقديره ارتفعت الجنتان عن كونهما جنة. قال في الكشاف وتبعه في الأنوار وتسمية البدل جنتين على سبيل المشاكلة.
(وغاب عنهما) عن الجنتين (الماء فيبستا) لطغيانهم وكفرهم وإعراضهم عن الشكر (ولم يكن الماء الأحمر من السد) وللمستملي من السيل. (ولكن) ولأبي ذر ولكنه (كان عذابًا أرسله الله عليهم من حيث شاء) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي.
(وقال عمرو بن شرحبيل): بفتح العين وسكون الميم وشرحبيل بضم الشين المعجمة وفتح الراء وسكون الحاء المهملة بعدها موحدة مكسورة فتحتية ساكنة فلام الهمداني الكوفي فيما وصله سعيد بن منصور ({العرم} المسناة) بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد النون وضبطه في اليونينية بضم الميم والهاء من غير ضبط على السين ولا نقط على الهاء وفي آل ملك المسناة بضم الميم وسكون السين ونقط الهاء وضبط في أصل الأصيلي كما قال في الفتح المسناة بفتح الميم وسكون المهملة (بلحن أهل اليمن) بسكون الحاء في الفرع، وقال في المصابيح بفتحها أي بلغتهم وكانت هذه المسناة تحبس على ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض ومن دونها بركة ضخمة فيها اثنا عشر مخرجًا على عدّة أنهارهم يفتحونها إذا احتاجوا إلى الماء وإذا استغنوا سدّوها، فإذا جاء المطر اجتمع إليه ماء أودية اليمن فاحتبس السيل من وراء السد فتأمر بلقيس بالباب الأعلى فيفتح فيجري ماؤه في البركة فكانوا يستقون من الأول ثم من الثاني ثم من الثالث الأسفل فلا ينفد الماء حتى يثوب الماء من السنة المقبلة فكانت تقسمه بينهم على ذلك فبقوا على ذلك بعدها مدة فلما طغوا وكفروا سلّط الله عليهم جرذًا يسمى الخُلْد فثقب السدّ من أسفله فغرّق الماء جنانهم وخرب أرضهم.
(وقال غيره): غير ابن شرحبيل ({العرم}) هو (الوادي) الذي فيه الماء وهذا أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه.
(السابغات) في قوله تعالى: {أن اعمل سابغات} [سبأ: 11] هي (الدروع) الكوامل واسعات طِوالًا تسحب في الأرض. ذكر الصفة ويعلم منها الموصوف.
(وقال مجاهد) في قوله تعالى: ({وهل يجازى}) أي (يعاقب) يقال في العقوبة يجازى وفي المثوبة يجزي. قال الفراء المؤمن يجزى ولا يجازى أي يجزى الثواب بعمله ولا يكافأ بسيئاته كذا نقل.
({أعظكم بواحدة}) أي (بطاعة الله) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي.
({مثنى وفرادى}) أي (واحد واثنين) فإن الازدحام يشوّش الخاطر والمعروف في تفسير مثله
التكرير أي واحد واحد واثنين اثنين.
({التناوش}) هو (الرد من الآخرة إلى الدنيا). قال:
تمنى أن يؤوب إلى دناه
…
وليس إلى تناوشها سبيل
({وبين ما يشتهون}) أي (من مال أو ولد أو زهرة) في الدنيا أو إيمان أو نجاة به.
كما فعل ({بأشياعهم}) أي (بأمثالهم) من كفرة الأمم الدارجة فلم يقبل منهم الإيمان حين اليأس.
(وقال ابن عباس): مما تقدم في أحاديث الأنبياء (كالجواب) بغير تحتية ولأبي ذر كالجوابي بإثباتها أي (كالجوبة من الأرض) بفتح الجيم وسكون الواو أي الموضع المطمئن منها هذا لا يستقيم لأن الجوابي جمع جابية كضاربة وضوارب فعينه موحدة فهو مخالف للجوبة من حيث إن عينه واو فلم يرد أن اشتقاقهما واحد والجابية الحوض العظيم سميت بذلك لأنه يجبى إليها الماء أي يجتمع قيل كان