الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1) - (1499) - بَابُ الْبَغْيِ
(1)
- 4154 - (1) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ
===
(1)
- (1499) - (باب البغي)
(1)
- 4154 - (1)(حدثنا الحسين بن الحسن) بن حرب السلمي أبو عبد الله (المروزي) نزيل مكة، صدوق، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(أنبأنا عبد الله بن المبارك) المروزي مولى بني حنظلة، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومئة (181 هـ). يروي عنه:(ع).
(و) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، المعروف بـ (ابن علية) اسم أمه نسب إليها؛ لشهرته بها، الأسدي البصري، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما رويا (عن عيينة) بتحتانيتين مصغرًا (ابن عبد الرحمن) بن جَوْشَن - بجيم ومعجمة مفتوحتين بينهما واو ساكنة آخره نون - الغطفاني - بفتح المعجمة والمهملة ثم فاء - صدوق، من السابعة، مات في حدود الخمسين ومئة (150 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن أبيه) عبد الرحمن بن جَوْشَن الغطفاني البصري ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(عم).
(عن أبي بكرة) - بزيادة التاء - الثقفي الصحابي رضي الله تعالى عنه،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرَ أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ".
===
اسمه نفيع - مصغرًا - ابن الحارث. يروي عنه: (ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو بكرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما) حجازية عاملة عمل ليس و (من) زائدة للاستغراق (ذنب) اسم ما (أجدر) خبرها؛ أي: أليق وأحق وأولى وأحرى (أن يعجل الله) سبحانه صلة أجدر؛ على تقدير الباء؛ أي: ما ذنب أحق وأولى بتعجيل الله سبحانه الصاحبه) أي: لمرتكب ذلك الذنب (العقوبة) بالنصب، مفعول يعجل؛ أي: أولى بتعجيل الله عقوبته (في الدنيا مع ما يدخر) الله - بتشديد الدال المهملة وكسر الخاء المعجمة - بالبناء للفاعل؛ أي: حالة كون عقوبته في الدنيا مع ما يدخر الله (له) أي: لصاحب ذلك الذنب من العقوبة (في الآخرة من البغي) من تفضيلية متعلقة بأجدر.
قال في "القاموس": بغى عليه يبغي بغيًا؛ من باب رمى؛ إذا عدا عليه وظلم وعدل عن الحق واستطال وكذب.
أي: من الظلم والاستعلاء على غيره بغير حق، أو على السلطان والأمراء والولاة (وقطيعة الرحم) معطوف على البغي؛ أي: ومن قطيعة الأرحام.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب في النهي عن البغي، والترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب (21)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد".
(2)
- 4155 - (2) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَسْرَعُ الْخَيْرِ ثَوَابًا
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي بكرة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(2)
- 4155 - (2)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني، صدوق، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(م ق).
(حدثنا صالح بن موسى) بن إسحاق بن طلحة التيمي الكوفي، متروك، من الثامنة. يروي عنه:(ت ق). وقد أجمعوا على ضعفه وتركه.
(عن معاوية بن إسحاق) بن طلحة بن عبيد الله التيمي أبي الأزهر، صدوق ربما وهم، من السادسة. يروي عنه:(خ س ق).
(عن عائشة بنت طلحة) بن عبيد الله التيمية أم عمران، كانت فائقة الجمال، وهي ثقة، من الثالثة، ماتت سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنها:(ع).
(عن عائشة أم المؤمنين) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه صالح بن موسى، وهو متفق على تركه وضعفه.
(قالت) عائشة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرع الخير ثوابًا)
الْبِرُّ وَصِلَةُ الرَّحِم، وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَة الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ".
===
أي: أعجلُ أنواع الخير إثابةً من الله تعالى، وهو مبتدأ، خبره (البِرُّ) - بكسر الموحدة وتشديد الراء - وهو الاتساعُ في الإحسان إلى خلق الله تعالى من كل آدمي وحيوان محترم، (وصلة الرحم) معطوف على البر.
(وأسرعُ الشر) أي: أسرعُ أنواع الفساد والظلم وهو مبتدأ، وقوله:(عقوبةً) تمييزٌ لاسم التفضيل.
وقوله: (البَغْيُ) خبر المبتدأ (وقطيعةُ الرحم) معطوف على البغي؛ لأن فاعل ذلك لمَّا افترى باقتحام واكتسابِ ما تطابقَتْ وتوافقَتْ على النهي عنه الكُتُب السماويةُ والإشاراتُ الحكمية، وقطع الوصل التي بها نظامُ العالم وصلاحُه .. كان أسرع إليه الوبالُ في الدنيا، مع ما ادُّخِرَ له من العقاب في العُقْبَى.
والمراد بالسرعة هنا: أنه تعالى يُعجِّل ثواب ذلك وعقابه في الدنيا، ولا يُؤخِّره إلى الآخرة؛ بدليل الحديث المذكور قبل هذا الحديث؛ أعني: قوله: "اثنتان يُعجِّلُ الله عقوبتهما في الدنيا"، وذكر هنا:(البغي، وقطيعة الرحم) وفي حديث آخر: (البَغْيَ، واليمين الفاجرة)، وفي آخر:(البَغْيَ، وعقوق الوالدين) فدل هذا الاختلاف على عدم الانحصار في عدد، وإنما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله، وبما هو ملتبس به، أو يريد العزم عليه، فلذلك اختلفت الأجوبة في الحديث، كذا في "الفيض القدير على الجامع الصغير"(1/ 505).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح بما قبله من حديث أبي بكرة، وإن كان سنده ضعيفًا جدًّا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي بكرة.
(3)
- 4156 - (3) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُودَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "حَسْبُ امْرِيءٍ
===
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي بكرة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(3)
- 4156 - (3)(حدثنا يعقوب بن حميد) بن كاسب (المدني) نزيل مكة، صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن عبيد الدراوردي أبو محمد الجهني مولاهم المدني، صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن داوود بن قيس) الفراء الدباغ أبي سليمان القرشي مولاهم المدني، ثقة فاضل، من الخامسة، مات في خلافة أبي جعفر. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي سعيد مولى) عبد الله بن عامر بن كريز - مصغرًا - الخزاعي من (بني عامر) روى عن: أبي هريرة، والحسن البصري، ويروي عنه: داوود بن قيس الفراء، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف" ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(م س ق).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حَسْبُ امرئٍ) وهو خبر مقدم لمبتدأ منسبك من جملة أن المصدرية الآتية، وهو بإسكان السين لا بفتحها
مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ".
===
(من) جهة (الشر) والظلم لغيره، وتلك الجملة التي ينسبك منها المبتدأ المؤخر هي قوله:(أن يَحْقِرَ) من باب ضرب (أخاه المسلم) والتقدير: حسب امرئ من جهة الشر والظلم لغيره احتقاره وإهانته أخاه المسلم؛ أي: كافيه من الشر ذلك؛ فإنه النصيب الأكبر والحظ الأوفى، ويفيد أن احتقار المسلم حرام. انتهى من "المفهم".
والمعنى: لا ينظره بعين الاستصغار والقلة، وهذا إنما يصدر في الغالب عمن غلب عليه الكبر والجهل؛ وذلك أنه لا يصح له استصغار غيره حتى ينظر إلى نفسه بعين أنه أكبر منه وأعظم، وذلك جهل بنفسه وبحال المحتقر؛ فقد يكون فيه ما يقتضي عكس ما وقع للمتكبر. انتهى من "المفهم".
وفي "مسلم" هنا زيادة: (كل المسلم) أي: كل ما هو من متعلقاته (على المسلم حرام) بسبب أخوة الدين.
وقوله: (دمه) أي: إراقة دمه (وماله) أي: أخذ ما له (وعرضه) أي: طعن عرضه؛ أي: كل ما ذكر حرام على أخيه المسلم .. تفصيل لقوله: (كل المسلم) كما أشرنا إليه في الحل آنفًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الأدب، باب تحريم ظلم المسلم وخَذْلِه واحتقارِه ودمه وعرضه، وأبو داوود في كتاب الأدب، بابٌ في الغيبة، عن أبي هريرة مطولًا، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم، وقال: حديث حسن غريب، وأحمد في "المسند".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي بكرة.
* * *
(4)
- 4157 - (4) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِث، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
===
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي بكرة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(4)
- 4157 - (4)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران أبو حفص التجيبي المصري، صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م س ق).
(حدثنا عبد الله بن وَهْبِ) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه، ثقة حافظ عابد، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أمية، ثقة حافظ فقيه، من السابعة، مات قديمًا قبل الخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن يزيد بن أبي حبيب) سويد المصري واختلف في ولائه، ثقة فقيه وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سنان بن سعد) ويقال فيه: سعد بن سنان الكندي المصري، وصوب البخاري وابن يونس الأول، صدوق له أفراد. يروي عنه:(د ت ق). روى عن: أنس بن مالك، ويروي عنه: يزيد بن أبي حبيب، وقال ابن أبي خيثمة: سألت ابن معين عن سعد بن سنان الذي يروي عنه يزيد بن أبي حبيب، فقال: ثقة، وقال النسائي وجماعة: منكر الحديث.
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلَا يَبْغِيَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سنان بن سعد، وهو مختلف فيه.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله) عز وجل (أوحى إلي) بـ (أن تواضعوا) وتخشعوا له تعالى، وانقادوا لله فيما أمر به وما نهى عنه، واخضعوا له بخفض الجناح ولين الجانب، وأن مصدرية ناصبة؛ أي: أوحى إليَّ وَحْيَ إرسالٍ، وزَعْمُ أنَّه وَحْيُ إلهامٍ .. خِلافُ الأصلِ والظاهرِ بلا دليلٍ؛ والوَحْيُ: إعلام مع خفاءٍ.
قال ابن القيم: والتواضع: انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة للخلق، حتى لا يرى له على أحد فضلًا، ولا يرى له عند أحد حقًّا، والحق له؛ والفَخْرُ: ادعاء العِظَمِ.
(و) أوحى إلي بأن (لا يبغي بعضكم على بعض) بنصبه عطفًا على تواضعوا؛ أي: بألا يَجُور ولا يتعدَّى بعضُكم على بعض ولو ذميًّا أو معاهدًا أو مستأمنًا؛ والبَغْيُ: مجاوزة الحد في الظلم.
قال الطيبي: المراد: أن البغي والفخر شحناءُ الكبير؛ لأن المتكبر هو الذي يرفع نفسه فوق منزلته، فلا يَنْقَادُ لأحدٍ.
وقال المجد بن تيمية: نهى الله على لسان نبيه عن نوعي الاستطالة على الخلق؛ وهي الفخر والبغي؛ لأن المستطيل إن استطال بحق .. فقد افتخر، أو بغير حق .. فقد بغى، فلا يحل هذا ولا هذا، فإن كان الإنسان من طائفة فاضلة؛ كبني هاشم أو غيرهم .. فلا يكن حظه استشعار فضل نفسه والنظر إليها؛ فإنه مخطئ؛ إذ فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش، ثم هذا النظر يوجب نقصه وخروجه عن الفضل فضلًا عن