المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب الإقرار الإقرار في اللغة الإثبات، يقال: قر الشيء. إذا ثبت، - البدر التمام شرح بلوغ المرام ت الزبن - جـ ٦

[الحسين بن محمد المغربي]

الفصل: ‌ ‌باب الإقرار الإقرار في اللغة الإثبات، يقال: قر الشيء. إذا ثبت،

‌باب الإقرار

الإقرار في اللغة الإثبات، يقال: قر الشيء. إذا ثبت، و: أقره غيره. إذا أثبته (1)، وهو في الشرع (2) عبارة عن الإخبار بما عليه من الحقوق، وهو ضد الجحود.

719 -

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل الحق ولو كان مرًّا". صححه ابن حبان (3) في حديث طويل.

وأخرجه أحمد والطبراني (4) من حديث عبد الله بن الصَّامت، وأخرجه الروياني وأبو نعيم (5)، والحديث بكماله: قال: أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم، وأن أصل رحمي وإن قطعوني وجفَوني، وأن أقول الحق وإن كان مرًّا، وألا أخاف في الله لومة لائم، وألا أسأل أحدًا شيئًا، وأن أستكثر من: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، فإنَّها من كنز الجنة. وفي لفظ الطّبرانيّ زيادة: بتسع. وساقها.

وفي الباب من حديث علي بن الحسين عن جده علي بن أبي طالب، أخرجه أبو علي بن شاذان عن أبي عمرو بن السماك من حديث علي بن الحسين قال: ضممت إلى سلاح النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فوجدت في قائم سيفه رقعة

(1) القاموس (ق ر ر).

(2)

ينظر مغني المحتاج 2/ 238، وحاشية ابن عابدين 8/ 97، 98.

(3)

ابن حبان، كتاب البر والإحسان، باب ذكر الاستحباب للمرء أن يكون له من كل خير حظ

2/ 76 - 79 ح 361.

(4)

أحمد 5/ 159، والطبراني 2/ 166 ح 1648.

(5)

الروياني - ومن طريقه ابن عساكر 11/ 465 - وأبو نعيم 1/ 166 - 168.

ص: 307

فيها: "صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك"(1). قال ابن الرفعة في "المطلب"(2): ليس فيه إلا الانقطاع إلا أنَّه يقوى بالآية. قال المصنف رحمه الله تعالى (2): وفيما قال نظر؛ لأن في إسناده الحسين بن زيد بن علي (3)، وقد ضعفه ابن المديني وغيره.

والحديث فيه دلالة على اعتبار إقرار الإنسان على نفسه في جميع الأمور، وأن ذلك معمول به يجري عليه حكمه، وهو أمر عام لجميع الأحكام، ولذلك ذكره المصنف تبعًا للرافعي في باب الإقرار؛ لأن قول الحق على النفس هو الإخبار بما عليها مما يلزمها التخلص منه بمال أو بدن أو عرض.

وقوله: "ولو كان مرًّا". من باب التشبيه؛ لأن الحق قد يصعب إجراؤه على النفس كما يصعب عليها [إساغة](أ) المر -وهو الشيء الكريه- لمرارته.

وفي خصوصيات الأحكام أحاديث كثيرة واردة في الإقرار في الحدود والقصاص وغيرها.

(أ) في النسخ: إصاغة. وهو تصحيف، وينظر سبل السلام 3/ 80.

_________

(1)

ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 52.

(2)

التلخيص الحبير 3/ 52.

(3)

تقدمت ترجمته في 3/ 179.

ص: 308